السيرة النبوية بيعة العقبة الثانية

صفا النعمان

الادارة
طاقم الإدارة
?? هذا الحبيب ♥️«٩٦»
السيرة النبوية العطرة (( بيعة العقبة الثانية ))

? انتشر الإسلام في يثرب ولكن ليس كل أهل يثرب دخلوا في الإسلام ، إنما الذين دخلوا جميعهم قوم سعد بن معاذ من الأوس ، أما الخزرج فمنهم من أسلم ، ومنهم من لم يسلم ، ولم ينتشر الإسلام في كل بيوت الأنصار ، ولكن عدد كبير من أهل يثرب انتشر فيهم الإسلام
( يثرب لم يكن اسمها المدينة المنورة ، وما سميت بالمدينة المنورة إلا بعد أن هاجر إليها النبي صلى الله عليه وسلم فسماها بالمدينة المنورة ، وسماها طيبة ، وسماها طابة ونهانا أن نسميها يثرب ولا نقول يثرب إلا في سرد السيرة ومقام التعريف فقط ) .

? انتشر الإسلام بالمدينة المنورة وأقام مصعب فيها سفيراً لرسول الله يعلم الناس القرآن وتعاليم الدين حتى عُرف بالمدينة بالمقرىء الناس الذين دخلوا الإسلام ولم يروا نبيهم ، ولم يسمعوا صوته صلى الله عليه وسلم

? أصبحت قلوبهم تتشوق لرؤيته وانتشر بين المسلمين في المدينة ( إلى متى نحن آمنون مطمئنون ، ونترك رسول الله صلى الله عليه وسلم في مكة يتعرض للأذى ، من قريش ويعرض نفسه الكريمة على القبائل ، ألا فلنبايعه ونخرجه من مكة إلينا ) .
تماماً شعور أهل المدينة ، كان كشعورنا نحن الآن من يتابع السيرة ، لم نراه ولم نسمع صوته صلى الله عليه وسلم ، حتى أننا لم نرى من رآه والله يارب أنت تعلم ما في قلوبنا من شوق لرسول الله صلى عليه وسلم ، فاجعله شفيعنا يوم القيامة واسقينا من يده الشريفة شربة ماء لا نظمأ بعدها ابدا ، حُرمنا رؤيته في الدنيا فلا تحرمنا جواره في الجنة وجوار اصحابه

? ولنا شهادة من رسول الله صلى الله عليه وسلم نعتز بها خرج على أصحابه يوماً ، وقد جلسوا يتدارسون ( أي يتباحثون )
فسألهم عن أي شيء يتدارسون ؟؟
قالوا : نقول من أشد خلق الله إيماناً
قال : فماذا قلتم ؟؟
قالوا : أشد الخلق إيماناً الملائكة
فقال لهم : كيف لا يؤمنون وهم يطوفون حول العرش
قالوا : الأنبياء
قال : كيف لا يؤمنون وقد أنزل عليهم الوحي
قالوا : إذن نحنُ يا رسول الله
قال : كيف لا تؤمنون وانا بين أظهركم، ويتنزل الوحي على من في السماء
قالوا : إذن من يا رسول الله ؟؟
فقال : قوم من أمتي من بعدي ، يجدون كتاب بين أيديهم يقرأونه فيؤمنون به ، ولم يروني يود أحدهم لو رآني بأهله وماله أولئك أشد خلق الله إيماناً
نحمد الله على نعمة الإيمان ، ومحبة الله ورسوله ، نحمد الله على نعمة لا إله إلا الله محمد رسول الله

? فلما كان موعد الحج سبقهم مصعب قبل موسم الحج إلى مكة وأخذ ينسق بينهم وبين رسول الله ، سبقهم مصعب بهذه الخطة إلى مكة ، حتى لا تشك قريش بهذا التنسيق فمصعب قرشي وهو من أهل مكة .
وكان التنسيق أن موعدهم في الحج
وقال لهم مصعب : أن يختاروا بعض الرجال منهم ونصحهم أن لا يكون العدد كبير ، فإن الذين أسلموا أعدادهم أصبحت كثيرة في المدينة المنورة فلو اجتمعوا بالنبي في مكة كلهم انفضح أمرهم فاتفقوا أن يكون عددهم ٧٠ رجل
فعدد ٧٠ رجل بين أعداد الحجيج ، الذين يأتون إلى الكعبة من جميع بقاع الأرض لا يستطيع أحد من كفار قريش أن ينتبه لهم .

? خرجوا سبعين رجل وإمرأتان وسبقهم مصعب وكان مصعب ، هو همزة الوصل بينهم وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم .
أخبرهم صلى الله عليه وسلم على لسان مصعب أن موعدهم معه أواسط أيام التشريق ( يعني بمفهومنا هالأيام ثالث يوم العيد ) ، وكان موعدهم عند جمرة العقبة ولنرى حكمة رسول الله بهذه المباحثات وأخذه بالأسباب .

قال يا مصعب : قل لهم إذا مضى الثلث الأول من الليل ، والناس قد ناموا فلا تننظروا غائب ولا توقظوا نائم وليتسللوا إلى العقبة تسلل القطا ( لم يكن نبينا صلى الله عليه وسلم صياد وسبحان الذي علمه القطا نوع من الطيور يعرفه الصيادون من كثرة حذرها من الصيد ، لا تنام كما ينام الطير بل تقف على رجل واحدة ، وتأخذ بالرجل الثانية حصى ، حتى إذا غطت بالنوم ، ترتخي المفاصل فتسقط الحصى ، فتستيقظ من نومها فتطير وتغير موقعها وليتسللوا تسلل القطا فإن عليهم من قريش عين ( يعلم أن قريش تراقبهم ) .
فإنه إذا افتح ٠٠٠ججأمرهم لا تُحمد العاقبة
تم تحديد الموعد ، وكان موعد عجيب ، يثبت مدى دقة واحتياط رسول الله وأخذه بالأسباب .

? اختار رسول الله أن يكون اللقاء في الثلث الأوسط من الليل وهو وقت يكون فيه جميع الناس في مكة في نوم عميق
( لأنه قد يتأخر نوم بعضهم إلى الثلث الأول من الليل قبل الفجر أما الثلث الأوسط فغالب الظن أن أهل مكة والحجيج سيكونون في سبات عميق ) .
اختار رسول الله مكان بعيد وهو الشعب الأيمن عند العقبة حتى يكون بعيد عن عيون المراقبين إن كان هناك مستيقظ.

? وتكتم صلى الله عليه وسلم عن الموضوع ولم يخبر إلا ثلاثة أبو بكر الصديق وعلي وعمه العباس ، ولم يخبر أحد من المسلمين لأنه لا داعي ليعرفوا الموعد ووقته ( المهم النتيجة وليكون الموضع آمن لأكبر درجة ) .
يقول كعب بن مالك : فما نمنا تلك الليلة ونحن نتشوق لرؤية رسول الله لأول مرة حتى إذا مضى ثلث الليل خرجنا من رحالنا لميعاد رسول الله نتسلل تسلل القطا وكانوا يخرجون رجل رجل ، أو رجلين رجلين ، حتى اكتمل من الأنصار سبعون رجل وإمرأتان في موعدهم ، وجاء أيضا رسول الله في موعده ، ومعه العباس بن عبد المطلب وأبو بكر وعلي .
? فأرسل النبي صلى الله عليه وسلم أبا بكر إلى فم الشعب من ناحية وعلي إلى فم الشعب من الناحية الأخرى ليعطيا إشارة إلى المسلمين ، إذا شاهدوا حركة مريبة أو مراقبة للمكان ( وهذا اللقاء كان أعظم لقاء على وجه الأرض منذ أن خلقها الله ، لقاء تغيرت فيه خريطة العالم كله ، وقامت دولة الإسلام عليه وسقطت عروش الجبابرة وانتشر الإسلام في كل بقاع الأرض ) .

? اجتمعوا القوم قالوا فلما مضى نصف الليل وإذا بطلعت الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم تطل علينا ومعه رجل بعضنا يعرفه ، وبعضنا لا يعرفه
وهو العباس عم النبي وهو ما زال على دين قريش لم يسلم ولم يعلن إسلامه
حضر مع النبي ليطمئن على إبن أخيه
قالوا : فلما أقبل علينا ورأينا النبي فقاموا لإستقباله وسلموا عليه .
ثم قال : لهم إجلسوا ثم جلس صلى الله عليه وسلم .

? وبدأ الحديث العباس بن عبد المطلب عمه استأذن العباس من النبي
وقال : يا معشر الخزرج ( وكانت العرب تسمي يثرب أوسها وخزرجها بالخزرج وهي القبيلة الأكبر في يثرب ) إن محمداً منا حيث قد علمتم ، وقد منعناه من قومنا فهو في عز من قومه ، ومنعة في بلده وإنه أبى إلا الإنحياز إليكم واللحاق بكم ، فإن كنتم ترون أنكم وافون بما دعوتموه إليه ، ومانعوه ممن خالفوه ، فأنتم وما تحملتم من ذلك وإن كنتم ترون أنكم مسَلّموه وخاذلوه بعد الخروج إليكم فمن الآن فدعوه ، فإنه في عزة ومنعة من قومه وبلده .

? وإنتهى كلام العباس ( مختصره إذا كنتم تريدون رسول الله أن يهاجر إليكم وأنتم تستطيعون حمايته فهي مسؤوليتكم وإذا مش قد هالمهمة أتركوه في مكة فهو في حمايتنا ) .
فلما أراد القوم أن يتكلموا ، قال لهم صلى الله عليه وسلم : ليتكلم متكلمكم وليوجز فإن عليكم من قريش عين ( صلى الله عليه وسلم خايف عليهم من أذى قريش ويعلم أن قريش تراقبهم وما بده إياهم يطولوا )
فقالوا : قد سمعنا كلام عمك
فتكلم يا رسول الله ، خذ لنفسك ولربك ما أحببت فتلكم النبي صلى الله عليه وسلم وحمد الله وقرأ شيء من القرآن
ثم قال : أبايعكم على أن تؤمنوا بالله ، ولا تشركوا به شيئاً ، وأن تمنعوني مما تمنعون منه نسائكم وأبنائكم ( أي الرجل يموت ويستميت في الدفاع عن أهله وأولاده لا يتركهم ، اللهم إلا الذين في أيامنا هذه يترك زوجته وأولاده ويرميهم خلف ظهره ويحلق بنت قال إيش بحبها اللهم نفسي ) .
أربع جمل كانت خطبة النبي صلى الله عليه وسلم

? فقال واحد منهم : أجل يا رسول الله بايعنا ، فنحن والله أبناء الحروب ، وأبناء الحلقة ورثناها كابراً عن كابر ، والذي بعثك بالحق لنمعنك مما نمنع منه أنفسنا ( أنظروا لبلاغة العرب ممكن تغلب الإنسان الكثرة فلا يستطيع أن يحمي زوجته أو أولاده ولكن هل يجبن الإنسان في الدفاع عن نفسه ، ولو كانت آخر أنفاسه بالحياة يبقى يدافع عن نفسه ) ، فمد يده أسعد بن زرارة
وقال : بايعنا يا رسول الله
فقام أحد رجالهم وأمسك ، يد أسعد وأبعدها
وقال : يا معشر الخزرج هل تدرون على ما تبايعون هذا الرجل ؟
قالوا : نعم
قال : إنكم تبايعونه على حرب الأحمر ، والأسود من الناس ( يعني كل أصناف البشر رح تحاربكم ) يا رسول الله إننا بيننا وبين الرجال حبالاً ( يعني بينا وبين اليهود بالمدينة حبال وصل ومعاملة )
فهل عفيت إن نحن فعلنا ذلك [[أي قطعنا علاقاتنا مع اليهود وإنضممنا إليك]]

? فهل عفيت إن نحن فعلنا ذلك ، ثم أظهرك الله ، أن ترجع إلى قومك وتدعنا هل يمكن هذا ؟ [[شايفين ما أجمل هذه الصراحة وهذه الجرأة وهذا الأدب وهذا الإستفهام والتوضيح ؟]]
فقال لهم صلى الله عليه وسلم {{ بل الدم الدم ، والهدم الهدم أنتم مني ، وأنا منكم أحارب من حاربتم وأسالم من سالمتم }} فقال :_ إن بايعناك على ما طلبت فماذا لنا ؟
قال لكم الجنة ( وكأنه يبشرهم جميعاً بالجنة ) .
فقالوا : لِما التردد يا قوم ؟
فقال الرجل : مهلاً تعلمون أنكم تبايعون على حرب العرب قاطبة ، فإن أنتم قوم تعلمون أنكم صابرون على هذا فبايعوه وإلا فمن الآن دعوه ، كما قال عمه فهو خير لكم في الدنيا والآخرة وأعز لرسول الله .
فقالوا : والله ما جئنا إلا لنبايعه على ذلك
يارسول الله ابسط يدك نبايعك فبسط يده وبايعهم رجل رجل ، حتى إذا جاء دور المرأتين سأل عنهما .
قالوا : هذه أم عمارة وهذه أم منيع ، فبايعهم دون مصافحة صلى الله عليه وسلم .
.......
الأنوار المحمدية ❤
صلى الله عليه وسلم
......
يتبع بإذن الله ...
 

المرفقات

  • السيرة النبوية بيعة العقبة الثانية
    FB_IMG_1622184153293.jpg
    10.9 KB · المشاهدات: 12
عودة
أعلى