السيرة النبوية العطرة بيعة العقبة الأولى

صفا النعمان

الادارة
طاقم الإدارة
?? هذا الحبيب ♥️«٩٤»
السيرة النبوية العطرة (( بيعة العقبة الأولى))

? سقطت قريش كلها من عين النبي صلى الله عليه وسلم ، وعلم أن بعد كل هذه السنين ، وهو بينهم يدعوهم إلى الله لا أمل فيهم ، وأخذ صلى الله عليه وسلم يعرض نفسه على قبائل العرب في مواسم الحج وأبو لهب عمه يمشي وراءه ، يكذبه فتنفر الناس منه ، يقولون عمه يقول عنه هذا ، فلا داعي كي نسمع ما يقول حتى التقى صلى الله عليه وسلم ، بنفر من الرجال الذين لم يصغوا إلى أبي لهب ووقفوا يستمعون إلى النبي صلى الله عليه وسلم .

? فقال لهم : ممن القوم .
قالوا : من يثرب ( المدينة المنورة كان اسمها يثرب) .
فقال صلى الله عليه وسلم : من الأوس أم من الخزرج ؟ ( قبيلتين في يثرب ) .
قالوا : من الأوس .
فقال لهم صلى الله عليه وسلم : هل تجلسوا أكلمكم ؟
قالوا : بلى يا ابن سيد قومه ( هم يعلمون أنه ابن عبد المطلب) ، فجلسوا إليه وكان عددهم سبعة :
١_أميرهم أسعد بن زرارة
٢_رافع بن مالك
٣_معاذ بن عفراء
٤_عوف بن الحارث
٥_عبادة بن الصامت
٦_عقبة بن عامر
٧_ جابر بن عبدالله السلمي ( ليس جابر بن عبد الله الصحابي المشهور برواية الحديث ) .سبعة أميرهم أسعد بن زرارة

? قالوا : ماذا عندك يا أخ قريش
قال : إني رسول الله إليكم ، وإلى الناس كافة ، أدعوكم إلى لا إله إلا الله ، ونبذ ما تدعون من دونه من آلهة تصنعونها بأيديكم ، ودعاهم إلى الإسلام وأخلاقه ومبادئه .
فقال : بعضهم لبعض ( همس ليس على سمع النبي ) أتعلمون أليس هذا الذي تحدثكم عنه يهود ؟ ويستفتحون به عليكم ؟
? ( سنقف هنا ، ماذا عن اليهود في هذا المقام لنفهم السيرة أكثر ) المغضوب عليهم اليهود ، يثرب كان فيها ثلاثة قبائل من اليهود :
١_النضير
٢_ قينقاع
٣_قريظة
يسكنون يثرب (المدينة المنورة )
يحاصرونها ويسكنوا شمالها ، وجنوبها ، وشرقها أحاطوا يثرب .

? العرب كانوا قبيلتين أوس وخزرج ، أوس وخزرج كان جدهم وأحد القبيلتين أبناء عمومة .( أوس يكون أخو خزرج ) من نفس الأب ونفس الأم ، أمهم اسمها قَيلى احفظوا هذا الإسم .

وكانت اليهود تنسب العرب لأمهم ( يعني يقولون فلان ابن فلانة ) لماذا ينسبون العرب لأمهم ؟؟
لأن اليهود أغلبهم أبناء زنا ، فلا ينتسبون إلى آبائهم ، بل ينتسبون إلى أمهاتهم وهذا طبعهم وعنهم أخذ العوام ، أن الرجل ينسب إلى أمه لا إلى أبيه ( قال لأن أمه مؤكدة ، هي التي حملت وولدت ، أما من أبوه ؟؟ لا ندري هذا الكلام عند المغضوب عليهم اليهود ، ومن قلدهم ، ممن هم دون البهائم من سائر العرب ، خاصة الدجالين بده يفك سحر ، أعطيني اسمه واسم أمه ، لأن السحر والتعامل مع الشياطين اختصاص المغضوب عليهم ، وهم تعلموا منهم الشعوذة ) ، أما شرع الله قال ربنا :
ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِندَ اللَّهِ ،
فاليهود ينادون العرب في يثرب من أوس وخزرج يا بني قَيلى ينسبوهم إلى أمهم

? اليهود كانوا محراك شر بين القبيلتين
فكانت تقع بين الأوس والخزرج ، ما يقع بين الناس من خلافات في تجارتهم في معاملتهم ( والعرب رجال فيهم الشهامة ، وهم أكرم قوم خلقهم الله ، وأكرمهم الله أن جعل حبيبه محمد صلى الله عليه وسلم خاتم الأنبياء منهم ، وأكرمهم الله أن أنزل القرآن بلغتهم ، وجعلها لغة أهل الجنة خالدين فيها أبداً ، الباكستاني والإيراني والتركي والهندي والامريكي والفرنسي .. الخ كلهم سيتكلمون باللغة العربية في الجنة ، إن كانوا من أهلها إلى مالا نهاية ، تنسخ اللغات كلها ، وتبقى لغة القرآن الكريم لغة العرب ، هل عرفتم قيمتكم يا عرب ؟ )

? فكان اليهود قبل الإسلام ، لا يحبون أن تتحد العرب حتى قبل الإسلام ، فكانوا دائماً يوقعون بينهم العداوة ، بين الأوس والخزرج أولاد العم ( ابن عمك قال ، وابن عمك قال الأوس قالوا ، الخزرج قالوا ) ، لأن اليهود يعلمون لو اجتمعت قلوب أولاد العم ، أصبحت كل اليهود أذلاء تحت أقدام الأوس والخزرج
( تماماً كأيامنا هذه ، وتلك سياستهم في كل زمان ) يحرضوهم على بعضهم البعض .

? وجعلوا أهل يثرب من العرب يعملون بالزراعة ، أما اليهود فقد أهتموا بالعمل بالصياغة ، والمجوهرات ، وصناعة السلاح ، فكانوا أصحاب أسواق الذهب ، وصنع السلاح ( تماماً كما نحن اليوم دول مستهلكة ، لا نجيد إلا الجدال ، وإنشاء الأحزاب ، لنتفرق أكثر ، ونتقاتل وما أشطرنا في تضييع أموالنا في شراء الأسلحة من أعدائنا لنقتل بعضنا البعض ، هل عرفتم الآن يا من تتابعون السيرة ، معنى قوله صلى الله عليه وسلم بل أنتم كثير ولكن غثاء كغثاء السيل )

? السلاح ، لماذا يصنعوا السلاح ؟؟ ( مشان كل ما لقوهم سكتوا ، يعملوا بينهم فتنة ويبيعوا الأوس سلاح، ويذهبوا للخزرج يبيعوهم سلاح ، فكان هذا شغلهم في يثرب ولما يصحى الأوس والخزرج من غفلتهم ، يعني راحت السكرة وأجت الفكرة ، يصحوا على حالهم إيش عملنا إحنا أولاد عم ليش اليهود يلعبوا فينا ) فيصطلحوا ، فلما يصطلحوا تضعف اليهود .
فكيف يخوفوهم اليهود عندما يشعرون أنهم قد ضعفوا أمام العرب ؟
يقولون لهم : غداً يبعث النبي الخاتم ، وهو خاتم الأنبياء ورسل الله ، نؤمن به لأننا أهل كتاب ، وتكفرون أنتم يا أهل الأصنام ، فنقتلكم به قتل عاد وإرم

? فيخاف الأوس والخزرج مساكين ، ( مثل حالنا هالأيام كيف بعض العرب بترجف ركبهم خوف من المغضوب عليهم ، بدهم رضاهم ، لعنة الله عليهم وعلى من أيّدهم ووقف معهم ) .
فكانت اليهود تكثر القول عن هذا النبي الخاتم وصفاته ، حتى عرف الأوس والخزرج أوصاف نبي آخر الزمان من اليهود نفسهم .
وصدق الله العظيم إذ قال عن اليهود :
الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ ، وقال عنهم في موضع آخر : وَلَمَّا جَاءَهُمْ كِتَابٌ مِّنْ عِندِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِّمَا مَعَهُمْ وَكَانُوا مِن قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَمَّا جَاءَهُم مَّا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ ۚ فَلَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الْكَافِرِينَ .
فعرف العرب أن هناك نبي سيبعث واقترب زمانه وعرفوا صفاته من اليهود ،
فلما عرض النبي صلى الله عليه وسلم نفسه عليهم ، قالوا لبعضهم البعض : أتعلمون أليس هذا الذي تحدثكم عنه يهود وتتوعدكم به ويستفتحون به ؟
قالوا : ورب الكعبة إنه هو !!!
فقالوا : فلا تسبقنا إليه اليهود فلنؤمن به ، فآمن السبعة رضي الله عنهم وارضاهم على رأسهم اسعد بن زرارة أميرهم ، ووضعوا أيديهم بيد النبي صلى الله عليه وسلم إيمان فقط مش بيعة
( يعني فقط شهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله ) أسلم السبعة ولكن لا يوجد بيعة هنا ، وعلمهم صلى الله عليه وسلم شيء من الدين .

? فقال له أسعد بن زرارة : يا رسول الله
لقد جئنا وكنا نريد أن نحالف قريش ، على إخوتنا بعد يوم بعاث .
( ماهو يوم بعاث ؟؟ قبل خمس سنين من إسلامهم ، الأوس والخزرج حصل بينهم قتال فمات كل الكبار منهم وساداتهم ، ما بقي إلا أبنائهم الشباب )
قال أسعد : يا رسول الله إن جمع الله قومنا عليك فلا أعز منك فينا ( أي جمع بينهم واصلح الله قلوبهم بالمحبة )

? وانطلقوا إلى قومهم دعاة إلى الله ، وشرح الله صدر البعض فجاؤوا في موسم الحج الثاني وبدل أن كانوا سبعة تخلف من السبعة إثنان وصحبهم من جديد سبعة رجال آخرين ، فأصبحوا ١٢ رجل ، فاجتمعوا بالنبي صلى الله عليه وسلم عند العقبة ( أي عند جمرة العقبة في منى التي يرميها الحجاج في اليوم الأول ، فقط سبع جمرات ) وبايعوا النبي ، وكانت بيعتهم لا تشمل جهاد ( ركزوا على هذه النقطة ، لم يبايعهم على الجهاد ، لنرى ماذا سيفعل هؤلاء الكرام في غزوة بدر ) .

? فقال لهم النبي صلى الله عليه وسلم تبايعوني على أن لا تشركوا بالله شيئاً ، ولا تزنوا ، ولا تسرقوا ، ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق ، فمن وفى منكم فأجره على الله ومن أصاب شيئاً من ذلك فعوقب به فهو كفارة له ، ومن أصاب شيئاً من ذلك فستره الله عليه فأمره إلى الله إن شاء عفا عنه وإن شاء عذبه )
فقالوا : قبلنا وبايعوه وانطلقوا إلى قومهم ، ونحن الآن في السنة ١٢ من البعثة .

? فلما إنطلقوا بعثوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم إنا نريد رجل من أصحابك يعلمنا القرآن ويكون إمامنا بالصلاة خافوا إذا وقف إمام من الأوس أن لا يرضى الخزرج ، وإذا كان الإمام من الخزرج أن لا يرضى الأوس ، وهم حديثين عهد بالإسلام ، أحبوا أن يخرجوا من هذا المأزق فاختار لهم صلى الله عليه وسلم أول سفير بالإسلام مصعب بن عمير رضي الله عنه ، مصعب أنعم فتى في قريش من السابقين إلى الإسلام
عندما أسلم ، منعت أمه عنه المال

? (كان مصعب ، يصرف على أصحابه الشباب في مكة في سهرات السمر ، يعني إذا كان في سهرة وشرب ونساء وطعام ، كان لا يرضى لأحد من أصحابه أن يحاسب ، فكان هو من يحاسب عنهم، كان مصعب يلبس أجمل الثياب ، وكان شاب منّعم بين شباب مكة كلهم ) ، فلما أسلم منعت أمه عنه المال ، وجعلته يلبس الخيش ( كيس خيش ، يشقه من الأسفل و يلبسه بعنقه رضي الله عنه وأرضاه ، لم يعد معه ما يشتري به من ثياب ).

? اختاره النبي أن يكون معلم الأنصار في المدينة ، عرف النبي صلى الله عليه وسلم من يختار مصعب الذي باع الدنيا كلها ، من أجل دينه ، لا يمكن أن تدخل الفتنة إلى قلبه في المدينة ولا بد أن يكون صادق ، والدعوة إلى الله تحتاج إلى الصدق بالإيمان ( لأنه لو كان الإنسان متعلم ،، وحافظ القران ،وحافظ ألف حديث ، وليس في قلبه صدق ، سترى كلامه جاف ناشف ، لذلك نرى بعض الدعاة على المنابر صراخ وتباكي وصياح ، ويضيفون على مقاطعهم أصوات رعد وبرق وبراكين ، ليحركوا قلوب الناس ، وما في داعي لكل هذا الكلام ، لأن إذا ما كان قلبه صادق مع الله مستحيل يوصل كلامه لقلوب الناس ، مستحيل وللأسف الكثير منهم عنده حب الظهور والشهرة ، وحب الظهور يقسم الظهور ، ليتنا نتعلم إخلاص العمل لله ، يكفيك حب الله )
مصعب بن عمير ، كان معجونً بالصدق عجناً ، رضي الله عنه وأرضاه ولنرى ماذا فعل مصعب بالمدينة المنورة رضي الله عنه .
.........
الأنوار المحمدية ❤
صلى الله عليه وسلم
.........
يتبع بإذن الله
 
عودة
أعلى