مبايعة الجن للنبي صلى الله عليه وسلم

صفا النعمان

الادارة
طاقم الإدارة
مبايعة الجن للنبي صلى الله عليه وسلم


?? هذا الحبيب♥️ «٨٢»
السيرة النبوية العطرة (( مبايعة الجن للنبي صلى الله عليه وسلم ))

? تشكل بشكل آدمي ثم تقدم للنبي صلى الله عليه وسلم فسلم عليه ، وقال : سمعتك تقرأ كلام لا هو كلام جن ولا إنس ، وأنا أمير من الجن ومعي إخوتي وقفوا بعيد كي لا يفزعوك .
فقال له صلى الله عليه وسلم : ادعوهم فليأتوا ، فلما حضروا وسلموا على الرسول ، دعاهم صلى الله عليه وسلم إلى الله ، فأسلموا وواعدوا الرسول بأن يخبروا قومهم ، ويحضروهم إليه كي ، يبايعوه على الإسلام ثم انطلقوا إلى أهلهم .

? قال تعالى :وإذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِّنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنصِتُوا ۖ فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَىٰ قَوْمِهِم مُّنذِرِينَ * قَالُوا يَا قَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا كِتَابًا أُنزِلَ مِن بَعْدِ مُوسَىٰ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَإِلَىٰ طَرِيقٍ مُّسْتَقِيمٍ * يَا قَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ وَآمِنُوا بِهِ يَغْفِرْ لَكُم مِّن ذُنُوبِكُمْ وَيُجِرْكُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ * وَمَن لَّا يُجِبْ دَاعِيَ اللَّهِ فَلَيْسَ بِمُعْجِزٍ فِي الْأَرْضِ وَلَيْسَ لَهُ مِن دُونِهِ أَوْلِيَاءُ ۚ أُولَٰئِكَ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ .

? في اليوم الثاني كان النبي صلى الله عليه وسلم في بيته ، جاء زوبعة أمير الجن السبعة الذين بايعوه ، واستأذن النبي بالدخول ودخل على هيئة آدمي ،
وقال : يا رسول الله إنا دعونا قومنا كما أمرت واستجابوا لله ورسوله ، وها هم قد قدموا كلهم إليك من نينوى ، يريدون مبايعتك ، كل قبائل العراق من الجن حضرت .
فقال له صلى الله عليه وسلم: أين هم ؟
قال : تركناهم عند جبل الحجون ( أهل مكة والذي ذهب عمرة يعرفون هذا الجبل ، وفيه مقبرة مكة مقبرة الحجون ).

? قال له صلى الله عليه وسلم : أمكثوا في الحجون ، وأنا أذهب إليهم ( تخيلوا قبيلة من الجن ، جن العراق كلهم لو دخلوا مكة لهجت قريش كلها ) .

? فخرج النبي صلى الله عليه وسلم إلى الحجون ( وفي هذه القصة روايتان أن هذه الليلة خرج وحده وكان عددهم يقارب الألف ، وكان لهم عودة ثانية وكان عددهم عشرون ألف وخرج معه عبدالله بن مسعود أي الروايتين يكفينا عن عالم الجن وسنأخذ برواية عبد الله بن مسعود لأن أخرجها مسلم في صحيحه ) . قال ابن مسعود : خرجت مع النبي صلى الله عليه وسلم حتى إذا إقتربنا من الحجون
خط لي رسول الله برجله خط في الأرض

? وقال : اجلس هنا ولا تتجاوزه ( أي لا تتحرك من هذا المكان لأن عالم الجن غير عالم الإنس ) ، ولا تحدثنّ شيئا حتى آتيك لا يروعنك ( أي لا تقوم بعمل أي شيء حتى أرجع إليك حتى لا يخوفنك وترى منهم أشياء لا تستطيع أن تتحملها.
وتقدم صلى الله عليه وسلم إليهم ، فاستقبله رؤساء الجن وأخذ يصافحهم وجلس إليهم ، يقول ابن مسعود وهو يصف المنظر للصحابة .

? قال : ثم جاءت أفواجهم كأنها سحاب قال كأنهم الزط ( الزط أي ليس عليهم ثياب ، نحن نقول ايامنا زلط ) ، سود يركب بعضهم فوق بعض ، حتى اقتربوا من رسول الله ، فحجبوه عني وازدحموا عنده ، فلم أعد أراه قال تعالى : كادوا يكونون عليه لبداً ، لبدا ركوبهم فوق بعضهم البعض وازدحمُهم على رسول الله ليسمعوا منه ، يقول ابن مسعود :

? وأمضى الليل كله معهم حتى الفجر
وأنا لا أرى إلا سواد فوقه سواد ، فوقه سواد ، حتى حجبوا ما بيني وبين رسول الله إلى السماء .

? فلما كان الفجر سمعت لهم أزيز وأصوات ، وأخذوا ينقشعون كأنهم سحابة تتلوها سحابة ، وبايعوا الرسول على الإسلام وسلم عليه أمراء الجن وودعوه ووقف الأمير عمرو ( عمرو هو أمير من الجن سأذكر قصته لاحقا ) ،

? وقف الأمير عمرو ممسكاً بيد النبي صلى الله عليه وسلم لا يريد أن يفارقه ( وكأن عمرو تعلق بمحبته صلى الله عليه وسلم وكان عمره ٨٠٠ سنة والجن تعيش أكثر من الإنس ) ، فقال له صلى الله عليه وسلم : إذهب يا عمرو فإن الله سَيَمدّ في عمرك وتموت في أرض فلاة ( تموت بالصحراء ) ، ويدفنك خير رجل في أمتي آنذاك .

? يقول ابن مسعود : حتى إذا رأيت النبي صلى الله عليه وسلم سمعته يحدث أقوام لا أراهم يقول !
يقول لهم : لكم كل عظم وروث ، فلما تقدم مني رسول الله مددت يدي كي أصافحه ، فمد يده فوجدت يده حارة جداً ( كيف لما تضع يدك على شيء حار تلدع إيدك فتسحب يدك بسرعة ) ،
فقلت بأبي وأمي أنت يا رسول الله ما هذا ؟
قال : من مصافحة إخوانك من الجن ، فإنهم مخلوقون من نار ( وخلق الجان من مارج من نار ) .

? فقال ابن مسعود : يا رسول الله سمعت أزيز ، وسمعت أصوات ، قال له صلى الله عليه وسلم : أما تلك الأصوات فسلامهم عليّ ، وهم يودعوني مرتحلين إلى بلادهم .
قال : سمعتك تقول ولكم كل عظم وروث .
فقال له : أخبرتهم بعد إسلامهم ، أنه لا يحل لهم أن يعتدوا على طعام مسلم فيأكلوا منه ، فقالوا : يا رسول الله يضيق بنا الرزق ( يعني بصير صعب علينا نلاقي أكل) .

? فقلت لهم : لكم كل عظم وروث ، أما كل عظم ، فلكم أن تجدوه مكسو لحم كما كان ( نحن نرمي العظام بعد الأكل وعالم الجن لا نراه ولا نرى ما يأكلون أما في عالمهم هذا العظم يكسوه الله لحم يأكله إخواننا من الجن ، وكل روث تعود علف لدوابهم بقايا الخضرة مثل ترمي قشرة البطيخ ، يكسوها الله في عالمهم ليطعموا دوابهم ) ، وقد جاء تشريع النبي صلى الله عليه وسلم بعد ذلك
قال صلى الله عليه وسلم : إذا قضى أحدكم حاجته فلا تستنجوا بعظم ولا روث فإنه طعام إخوانكم من الجن .

? فيا مؤمن لك إخوان من الجن المسلمين ، إخواننا في لا إله إلا الله محمد رسول الله ، فكل عظم ترميه اذكر إسم الله عليه ، يرجع لإخواننا من الجن لحم يأكلون منه فقط للمسلمين منهم .
يقول ابن مسعود : ثم أخذني النبي صلى الله عليه وسلم وأراني مباركهم وآثار نيرانهم ، فقد صنعوا طعام وشربوا شرباً في جلوسهم عند النبي صلى الله عليه وسلم .

? رد على كل مشعوذ دجال هؤلاء قوم من الجن وهم قبائل لو أراد الرسول أن يستعين بالجن على قريش ، لهجت قريش كلها كبيرها وصغيرها ، جني واحد يدخل حي بيخربط عيشتهم كلها
الجن عالم مخلوقين من نار ونحن مخلوقين من ماء وطين ، عالمين مختلفين ، المشعوذ الذي يقول لكم معي جني مسلم الحجة فاطمة ، والحج سالم ، والحج مصطفى ، الذي يقول لكم تعال أفتحلك وأكتبلك حجاب ما هم بفتاحين ولا فتح الله عليهم ولا فتح على كل جني يتعامل معهم ،

? قلوبهم مقفلة بحكيلك إشاعات كثيرة ويستعينوا بالجن
الجن المسلم ملتزم لا يتدخل ولا يتعامل مع الإنس ، لا يتعامل مع الجن إلا واحد شيطان مثلهم ، أنا لا أنكر المس فقد ذكره الله في كتابه الكريم مخبر عن أكل الربا ، قال تعالى : الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ . ومن ينكر المس أقول له تابع السيرة ، فقد ذُكر المس في اكثر من موقف وقد عرضوا على رسول الله في المفاوضات إذا كان الذي يأتيه طائف من الجن طلبنا لك العلاج

? لو كان المس خرافة ، لما أقره النبي صلى الله عليه وسلم ، ولا يسكت النبي على خرافة ، لم نجد حديث نبوي واحد ينفي مس الجن للإنس ، الجن لا تعلم الغيب ولا يملكون لأنفسهم الخير ( أما دجال يحكيلك خذ هذه الورقة احرقها أو هذا الحجاب حطوا تحت مخدتك هذا شرك بالله مثلك مثل قريش كيف تشرك الأصنام بعبادة الله ، أنت لما تتعامل معهم أشركت بعبادة الله عالم الجن ، وكأنهم هم الذين يصنعوا لك الخير أو يمنعوه ) ، الرسول صلى الله عليه وسلم لم يستعن بهم وأخذ بالأسباب الطبيعية انتبهوا لأي دجال أو مشعوذ يتعامل مع الجن ابصقوا في وجهه ، وفي وجه الجني الذي يتعامل معه ) .

? نرجع لأمير الجن عمرو ، عمرو جني من الأمراء السبعة الذين أول من بايعوا الرسول صلى الله عليه وسلم في بطن نخلة وكان عمره
٨٠٠ سنة ، أخبره رسول الله أن الله سَيَمُدّ في عمره ، ويموت في أرض فلاة ، ويدفنه خير رجل من أمته في ذلك الزمن ، ومضت الأيام والسنين الطويلة إلى خلافة عمر بن عبد العزيز ،

? وكان عمر بن عبد العزيز في طريقه إلى الحج فرأى زوبعة بالهواء ( الزوبعة الهواء الذي يثير التراب والغبار بيكون مثل العامود ومرتفع كثير ناس يرونه خاصة بالصحراء ولا يعلمون ما هو ، هو مسير الجن والتقائهم وخصامهم )
ثم انكشفت عنه حية ضخمة ميتة
فعرف عمر بفراسته ( إتقوا فراسة المؤمن فإنه ينظر بنور الله ) ، عرف بفراسته أنها ربما قتيل من الجن بعد عراك ، وإكراماً لها لأنها من خلق الله
فشق من عمامته قطعة من قماش ، ولفها بها وحفر بالتراب ودفنها ، ثم مضى مكمل طريقه .

? ولما كان الليل سمع منادي ينادي : جُزيت خيراً يا ابن عبد العزيز ، والله الذي لا إله إلا هو لقد سمعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يقول لعمرو تموت في أرض فلاة ويدفنك في ذلك الزمن خير رجل في أمتي .
قال عمر بن عبد العزيز : من أنت يا عبدالله ؟
قال : أنا من إخوانك المؤمنين من الجن ممن بايع بالحجون وهذه الأفعى التي دفنتها ، هي عمرو أمير من الجن الذي أسلم على يدي النبي في بطن نخلة ونزل فيه قرآن يتلى إلى يوم القيامة ، صلى الله وسلم عليك يا رسول الله يا صادقاً بالوعد .

? ألم يخبرنا نبينا وهو الصادق الأمين ، صلى الله عليه وسلم : صنفان من أهل النار لم أرهما بعد رجال معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس
ونساء كاسيات ، عاريات ، مائلات مميلات على رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة ، لا يدخلن الجنة ولا يجدنا ريحها ، وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا ، وفي رواية وإن ريحها ليوجد من مسيرة ٥٠٠ عام .

الأنوار المحمدية ❤
صلى الله عليه وسلم
..........
يتبع إن شاء الله .... الاسراء والمعراج
 
عودة
أعلى