سماع الجن للقرآن

صفا النعمان

الادارة
طاقم الإدارة
سماع الجن للقرآن


?? هذا الحبيب ♥️« ٨١ »
السيرة النبوية العطرة (( سماع الجن للقرآن ))

? رجع صلى الله عليه وسلم من الطائف متجها إلى مكة ، ولم يلقى من أهل الطائف أي خير ولكنه لقي من الله كل الخير رجع إلى مكة وهو ما زال بالطريق.

? فلما وصل مكان يقال عنه بطن نخلة قريب من مكة جلس هناك يتدبر أمره
كيف يدخل مكة الآن ؟؟
وقد أرسل سادة ثقيف رجل على فرس ، ليخبر قريش أن محمد جاء إليهم للطائف ؟
( وفي عُرف العرب هو ذهب يستنصر ثقيف على قريش فأصبح الآن في نظر قريش عدو وهو في حكم المحارب ) .

? جلس يتدبر أمره فهداه الله ، فأرسل زيد بن حارثة إلى رجل إسمه عبد الله بن أريقط يكون خادم عند أبي بكر الصديق رضي الله عنه ، فجاء عبد الله إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، فطلب منه النبي أن يذهب إلى المُطعَم بن عدي
( هذا الإسم مر معنا أحد الخمسة الذين قاموا بنقض الصحيفة اسمه مُطعم ) وهو ابن عمومة النبي يلتقي به في جده عبد مناف ( يعني ملزم بالدم لم يكن ابن عمه القريب ) ، وقد وقف مع قريش يوم الحصار ضد أبناء عمه ، وهو سيد قومه أرسل إليه .
يقول له : أن محمد بن عبد المطلب يريد أن يدخل مكة في جوارك على أن يجيره حتى لا تعتدي عليه قريش .

? ممكن بعضكم يسأل... نحن المؤمنين تعلمنا نتوكل على الله ، كيف نبينا يدخل إلى مكة بجوار مشرك ، ولم يتوكل على الله ليحميه ؟
الجواب ، لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم مشرّع وقدوة حسنة لجميع المسلمين ، أعمالهُ تشريع فهو المصدر الثاني بعد كتاب الله ،
المصدر الأول :القرآن في التشريع عندنا
والمصدر الثاني: السنة بمراتبها الثلاثة
قول الرسول صلى الله عليه وسلم وفعله وإقراره...
( الإقرار هو سكوته عن شيء ، مثل قصيدة عمه أبو طالب لقريش يوم الحصار ، لو كان في شعر أبو طالب كذب أو افترى ، لما سكت النبي صلى الله عليه وسلم ) .

? كلها دين وتشريع عندنا ، فلو كان النبي لا يريد الإحتماء بأحد ، ولم يهاجر للمدينة سراً كان يحرم على أي مسلم أن يهاجر سراً ، ولكنه هاجر سراً ، واليوم ينزل في جوار المطعم فكانت رخصة منه للضعفاء المسلمين من أمته أن يستجير بمشرك إذا لزم الأمر مع أنه صلى الله عليه وسلم ، لما هاجر عمر بن الخطاب هاجر علانية على نظر كل قريش ، وتحداهم ولم ينكر النبي فعله ! عمر رضي الله عنه ليس مشرع ، قدوتنا رسول الله وليس عمر رضي الله عنه ...
هل عرفتم السر في ذلك ، لم يكلفنا صلى الله عليه وسلم من الأمر ما لا نطيق ( وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين ) ، أخذ بالأسباب الطبيعية لأنه قدوة لكل الأمة .

? أرسل إلى المطعم بن عدي ، فقال المطعم لعبد الله : قل لمحمد فليأتي فقد قبلت أن يدخل إلى جواري
( لما أرسل زيد إلى عبد الله قام صلى الله عليه وسلم يصلي فاستمع نفر من الجن لقراءة القرآن ، ونؤجل الحديث فيه إلى بعد دخول الرسول إلى مكة ) ،

? مضى النبي ودخل دار المطعم بن عدي ، فاستقبله وأكرم ضيافته ، ولما أشرقت الشمس أخذ المطعم بن عدي سيفه وقال لأولاده الستة احملوا سلاحكم
وقال له : قم يا محمد ، فتقدم المطعم وجعل اثنين من أولاده على يمين النبي ، واثنين على يساره ، واثنين خلفه حتى وصل الكعبة ، فنظرت قريش إلى المطعم سيد نوفل ، وهو يحيط هو وأولاده بمحمد ، فجن جنونهم واعتقدوا أنه قد دخل في دين محمد ، فأمر أولاده أن يحيطوا المطاف ، وطاف صلى الله عليه وسلم بالكعبة فقام أبو سفيان بكل هدوء إلى المطعم .
وقال : يا مطعم أمُجير أم تابع ؟
قال : بل مُجير .
قال أبو سفيان : نعم قد أجرنا من أجرت ولما أتم النبي الطواف ذهب إلى داره ، وعلمت قريش أن المطعم قد أجار محمد ، ومن اقترب من محمد يريد أن يؤذيه فقد أعلنها حرب على عبد مناف كلهم . ( نتقدم قليلا بالسيرة )...

? ظل صلى عليه وسلم حافظاً لجميل المطعم بن عدي ، وموقفه معه حتى بعد موته على الكفر، قبل غزوة بدر بسبعة أشهر مات المطعم على شركه فلما أسر المسلمون في غزوة بدر سبعين من المشركين
قال صلى الله عليه وسلم : لو كان المطعم بن عدي حيا ثم كلمني ( طلب الشفاعة ) في هؤلاء لتركتهم له

? حتى أبا البختري ، هل تذكرونه ( الذي ذكرت لكم قصته يوم نقض الصحيفة وضرب أبو جهل بعظمة البعير وشج رأسه ، وقال له ما رأيت في العرب رجل لئيم مثلك ).
كان أبو البختري لا يؤذي النبي صلى الله عليه وسلم في مكة أبدا مع أنه مشرك
في معركة بدر وكان البختري في صف المشركين ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه : من لقي أبا البختري بن هشام فلا يقتله ، هذه أخلاق نبينا صلى الله عليه وسلم يحفظ الجميل .

? نرجع إلى بطن نخلة قبل دخول النبي إلى مكة ، لما أرسل زيد بن حارثة إلى عبد الله ووقف صلى الله عليه وسلم يصلي ويقرأ القرآن وهو محزون .

? تجلى الله عليه وأراد أن يجبر قلبه ( بمعنى إذا رفضت الطائف دعوتك يا رسول الله سأصرف إليك نفر من الجن ليدخلوا في هذا الدين ) صدرت الإرادة الإلهية أن يسوق الله إلى بطن نخلة أمراء من الجن من نينوى بلد في العراق، بلد نبي الله يونس بن متى ذكرناه ( التي تكون بلد عداس ) ساقهم الله إلى بطن نخلة ، فلما سمعوا النبي صلى الله عليه وسلم ، وهو يقرأ القرآن في صلاته وكان عددهم سبعة فتعجبوا من القرآن ورونقه وجماله ، قالوا لبعضهم : أنصتوا لنسمع .
ثم قالوا : والله إنه ليس بقول جن ولا بشر . فأنطق الله شجرة ، كانت بجانب النبي أن في المكان أمراء من الجن من نينوى يستمعون إليك إلى القرآن
فقال أميرهم وإسمه زوبعة
قال : سأذهب وأسأل هذا الرجل ، ابقوا مكانكم كي لا نُفزع الرجل (حتى لا يخاف ) فتشكل بشكل آدمي ثم تقدم للنبي صلى الله عليه وسلم .

الأنوار المحمدية ❤
صلى الله عليه وسلم

يتبع بإذن الله ....
 
عودة
أعلى