اشتداد ايذاء قريش للرسول صلى الله عليه وسلم

صفا النعمان

الادارة
طاقم الإدارة
اشتداد ايذاء قريش للرسول صلى الله عليه وسلم


?? هذا الحبيب ♥️ «٧٦»
السيرة النبوية العطرة
(( اشتداد ايذاء قريش للرسول صلى الله عليه وسلم ))

? بعد وفاة أبو طالب تجرأت قريش على النبي صلى الله عليه وسلم ، كما لم تتجرأ من قبل ، ولا يعني أن وفاة أبو طالب أن بني هاشم تخلوا عن حماية النبي ، فقد ظل الرسول صلى الله عليه وسلم بالرغم من وفاة أبو طالب في حماية بقية أعمامه وبنو عمومته وكل بني هاشم وبنى عبد مناف ورغم ذلك تأثر النبي صلى الله عليه وسلم بوفاة أبو طالب ، لأن أبو طالب كان شخصية شديدة القوة والصلابة .
يقول النبي صلى الله عليه وسلم : ما نالت مني قريش شيئا أكرهه حتى مات أبو طالب .

? ممكن واحد يسأل ويقول : أين حمزة أين عمر الذي تهاب منهم كل قريش ؟
هنا يجب أن نعرف العهد المكي
حمزة وعمر دخلوا تحت جناح الإسلام ، فهم مسلمين وجند من جنود الرسول صلى الله عليه وسلم ، وهناك نهي من الله أن يكفوا أيديهم ، لو رأيت أخوك المسلم يعذب ، فليس عندك إذن من الله أن تدافع عنه ، هكذا إرادة الله عز وجل ، كانت في العهد المكي وأول إذن حصل لهم بعد الهجرة إلى المدينة المنورة أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا ۚ وَإِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ .

? والحكمة..
?أولاً : أن الله أراد أن يربي الصحابة في مكة التربية الروحية ، قبل التربية الجهادية .
?ثانياً : السابقين إلى الإسلام هم حجر الأساس ، الذي سيبنى عليه خير أمة أخرجت للناس.
والمفروض ما يكون فيهم منافق واحد
وبما أنه الأذى واقع على كل من قال لا إله إلا الله وممنوع يقاتلوا ، فما الذي يجبر المنافق أن يدخل هذا الدين ويتحمل التعذيب والأذى ؟ والنفاق هو تظهر إسلامك وتخفي كفرك ، فلم يدخل دين الإسلام بالعهد المكي إلا كل صادق إيمان مستعد للموت ، لذلك لم يعرف في مكة منافق واحد على الإطلاق .
هؤلاء الصحابة هم أساس الدين ، يجب أن يكون الأساس قوي وصلب ما فيه أي خلل .

? بدء النفاق يظهر في المدينة لما أصبح للمسلمين قوة ودولة ، صار المنافق يدعي الإسلام ، من أجل أن يكسب الخير تحت ظل الدولة الإسلامية ( وكل آيات النفاق بالقرآن آيات نزلت بالمدينة ) .
حمزة وعمر رضي الله عنهم يجب أن يتبعوا أمر الله ويقفوا عند حدوده .

? أعرض عليكم بعض الصور لجرأة قريش على رسول الله صلى الله عليه وسلم
( ولكم أن تتخيلوا كم تعب النبي صلى الله عليه وسلم من أجلنا ، وأهمس في أذن أهل البلاء لكم في رسول الله أسوة حسنة ، وإياك أن تردد يا مؤمن مقولة غثاء السيل هذه الأيام أنا أيش عامل لربنا حتى بيصير معي هيك ) .

? كان صلى الله عليه وسلم يسير يوما في طرقات مكة فاعترضه سفيه من سفهاء قريش وقذف في وجهه التراب والرمال
فرجع صلى الله عليه وسلم إلى بيته معفراً مغبرا ،
فلما دخل وكان في البيت بناته ، قاموا إليه مسرعات ينفضون التراب عن شعره ووجهه وهن يبكين ( لك أن تتخيل هذا الموقف ، الأب وبناته والعاطفة بينهم )
فلم يتحمل سماع بكائهم ، فأخذ يصبرهم لا عليكم ، لا تبكون فإن الله مانع أباكم صلى الله عليه وسلم .

? ووقف صلى الله عليه وسلم يوماً يصلي عند الكعبة فأتى إليه ذلك الشقي عقبة بن أبي معيط فلف عباءته حول رقبة النبي صلى الله عليه وسلم وخنقه بها، حتى سقط صلى الله عليه وسلم على ركبته ، وكاد الرسول صلى الله عليه وسلم أن يفقد حياته فعلاً ، ولم ينقذه إلا أبو بكر الذي جاء ودفع عقبة وهو يقول : أتقتلون رجلًا أن يقول ربي الله، وقد جاءكم بالبينات من ربكم .

? صورة أخرى عن هذا الشقي عقبة بن معيط جلس أبو جهل في نادي قريش
فنظر فإذا بالحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم يصلي عند الكعبة
فقال لقريش: أليس فيكم رجل يقوم إلى فرث جزور بني فلان فيلقيه على ظهر محمد إذا سجد ( معنى فرث جزور ، أنّ بيت من البيوت في مكة ذبح جمل صغير ولما كانوا يذبحوا ما يهتموا بالكرشة ففرث هو الأوساخ التي موجودة داخل معدة الجمل ) ، فإستجاب لرأي الشقي من هو أشقى منه فقام عقبة بن أبي معيط وكان أيضاً جار للنبي صلى الله عليه وسلم جاره في البيت . فأحضر الكرشة وما فيها من أوساخ ووقف ينتظر ..
حتى إذا سجد صلى الله عليه وسلم قلبها على ظهره وهو ساجد فلم يستطيع أن يرفع رأسه، وسادة قريش يضحكون في مجلسهم ويميل بعضهم على بعض من شدة الضحك ، ( وهذه الرواية في البخاري عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه وهو راوي الحديث ).

? يقول بن مسعود : ما إستطاع أحد منا أن يميطه عن رسول الله خشية من بطش قريش ( لأن العهد المكي كانوا كلهم ضعفاء أمام بطش الجبابرة في قريش )
فانطلق رجل قد اخفى إسلامه واخبر فاطمة ، فجاءت فاطمة مسرعة رضي الله عنها بنت النبي وأصغر بنت من بناته ، وأماطت الأذى عن ظهر أبيها ، ثم رفع رأسه صلى الله عليه وسلم وأتم صلاته .

? يقول عبد الله بن مسعود : فلما فرغ من صلاته صلى الله عليه وسلم سمعته يقول : اللهم عليك بالملأ من قريش وذكر أسمائهم ، فوالذي بعثه بالحق ما ذكر إسم رجل منهم ، إلا قتل بأيدينا يوم بدر دعوة خير الخلق خاتم الأنبياء والمرسلين ، حبيب رب العالمين في أعمق موقع ظلم يؤذى بدون سبب ، ويعتدى عليه ، ودعا على الكفار في العهد المكي وفي أطهر بقعة عند الكعبة

? يمهلهم الله سنين ثم يحقق دعوته بعد الهجرة يوم بدر ، ( وكثير من الناس اليوم يقولون ، ندعو وندعو ولا يستجاب لنا ألم يقل الله ادعوني أستجب لكم ؟؟

? سؤال من أكرم على الله أنت أم الأنبياء ؟
موسى عليه السلام وهارون دعو على فرعون فقال الله له : قَدْ أُجِيبَت دَّعْوَتُكُمَا فَاسْتَقِيمَا وَلَا تَتَّبِعَانِّ سَبِيلَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ ، فكان بين الدعوة والإستجابة بضع سنين ،
? يا أخي الله يستجيب كما وعد ولكن كما يريد هو ، لا كما تريد أنت ، لأن الله لا يعجل بعجلة أحدكم ، ألا تصدق كلام الله : وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ ) .

? هل تتخيل أن هذا الشقي عقبة بن أبي معيط كان على وشك الإسلام، وكان سيصبح من الصحابة، والذي منعه من الإسلام هو صداقته لأبي جهل .
والقصة أن أبو جهل سافر مرة وعاد ليجد عقبة بن أبي معيط قد تأثر بالنبي صلى الله عليه وسلم وكاد أن يسلم، فذهب إليه أبو جهل ،
وقال له: وجهي من وجهك حرام، وكلامي من كلامك حرام حتى تذهب فتبصق على وجه محمد !
فذهب عقبة بن أبي معيط وبصق على وجه النبي صلى الله عليه وسلم ، وينزل قول الله تعالى : وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَىٰ يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا * يَا وَيْلَتَىٰ لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا * لَّقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي ۗ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنسَانِ خَذُولًا .
هذه القصة دائما أضرب بها المثل في خطورة أصدقاء السوء ، إن عقبة بن أبي معيط كاد أن يدخل في الإسلام، بل كاد أن يكون من الصحابة السابقين للإسلام، لولا صديق السوء وهو أبو جهل .

? وخرج الرسول صلى الله عليه وسلم يوما وطاف بالكعبة ، فجاء إليه رجال من قريش والتفوا حوله وتهجموا عليه وأخذوا يدفعونه ويتجاذبونه من ملابسه..
ويقولون : أنت الذي جعلت الآلهة إلها واحدا ؟ أنت الذي تقول كذا ؟
والرسول صلى الله عليه وسلم يقول لهم : نعم .
حتى جاء أبو بكر مسرعا ليدفع المشركين عن النبي صلى الله عليه وسلم ، فضرب المشركون أبو بكر
ودفعونه فسقط على الأرض، وخلعوا نعالهم وأخذوا يضربونه على وجهه رضي الله عنه حتى انتفخ وجهه، واغمي عليه
وحمل إلى بيته وهو مغشى عليه، ولم يفق إلا في الليل، وكان أول ما فعله بعد أن أفاق أن سأل : ماذا فعلوا برسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا له : هو بخير
فقال: والله لا آكل ولا أشرب حتى تحملاني فأنظر إليه بعيني ، فلما ذهبوا به إلى الرسول صلى الله عليه وسلم
ونظر في وجهه واطمئن عليه قال: الحمد لله ، وقام إليه النبي صلى الله عليه وسلم واحتضنه وهو حزين ، فقال له أبو بكر : يا رسول الله ليس بي شيء إلا ما أصابني في وجهي .

? كان الله عزوجل يحمي نبيه من الإهانة الشديدة ، أو المواقف التى يمكن أن تفقده صلى الله عليه وسلم حياته ، كما ذكرت لكم قصة أبو جهل مع الزبانية .

? يا أمة الحبيب محمد نحن في بلاء شديد خاصة هذه الأيام ونحن نقرع أبواب الساعة الكبرى ويوشك أن يفتح
سيشتد البلاء والقتل والدماء ولكن
? الإبتلاء هو ضريبة الحق ، فلكم في رسول الله أسوة حسنة ، هذا حبيب الله ذكرت لكم بعض من الأذى الذي تعرض له إيذاء بدني ونفسي الذي كان يتعرض له الرسول صلى الله عليه وسلم ، كان يتعرض للإيذاء يومياً ، وبصفة مستمرة
من جيرانه ، في الطريق ، في السوق ، عند الكعبة ، في كل مكان وفي كل وقت
? هذا الإيذاء الشديد الذي تعرض له الرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام حتى نعرف أن ضريبة الحق باهظة، وطالما أنك على الحق فلا بد أن تبتلى ، وهذه الدنيا فانية وموعدكم مع رسول الله في الجنة ، ولذلك يقول تعالى في سورة العصر : والعصر * إن الإنسان لفي خسر * إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر .
فجاء الأمر بالصبر بعد أن أمر بالثبات على الحق، وطالما أنك على الحق ، فلابد أن تبتلى ، وإذا ابتليت فعليك بالصبر .

? فلما رأى النبي صلى الله عليه وسلم أن الأمور تفاقمت في مكة وأن تربة مكة لم تعد صالحة لرمي بذور الدعوة فيها ، أراد أن يدعو إلى الله في مكان آخر فاختار الطائف .

الأنوار المحمدية ❤
صلى الله عليه وسلم

يتبع بإذن الله ..
 
عودة
أعلى