السيرة النبوية العطرة إنتهاء المفاوضات

صفا النعمان

الادارة
طاقم الإدارة
السيرة النبوية العطرة  إنتهاء المفاوضات


?? هذا الحبيب ♥️ «٦٦»
السيرة النبوية العطرة (( إنتهاء المفاوضات ))

? انتهت المفاوضات ولم تفضي إلى أي اتفاق ، ولما رأت قريش أن النبي صلى الله عليه وسلم ، لا يستجيب لهم ، وأنهم لن يؤمنوا به أبداً ، وأن أتباعه يزدادون يوماً بعد يوم حتى دخل في دينه بعض أبناء أشراف قريش .

? رجعت قريش للغة القسوة والتعذيب ، فاجتمعوا واتفقوا في اجتماعهم على بند جديد وهو لا يكفي تعذيب العبيد والمستضعفين فليذهب كل رجل إلى أهله وأقاربه تتن، ويعذب منهم من آمن بدين محمد ، كما يعذب العبيد والخدم
فوقع العذاب على العبيد وعلى أشراف قريش على يد أهلهم وطلبت قريش من بني هاشم .
وقالوا : ها نحن نعذب أبنائنا ، فلما لا تلحقوا العذاب ببني أخيكم محمداً ،

? فقام أبو طالب بحمايته وهو كبير بني هاشم وقال قصيدة استنفر فيها ضمير بني هاشم فلم يقرب أحد على النبي صلى الله عليه وسلم ،بل أعلنوا بني هاشم في مكة كلها ، أننا درع نحمي محمد ، ولن يناله سوء ما دامت عين هاشمي تطرف في هذه الحياة .

? فلما رأى صلى الله عليه وسلم أنه في منعه في أهله وغيره معذبون ، لم يرضى لهم التعذيب ، ولا يملك لهم من الأمر شيء .
فقال لهم : أرى أن تتفرقوا في البلاد ، حتى يأذن الله بجمعكم .
قالوا: أين نذهب يا رسول الله ؟؟
قال : إلى الحبشة فإن فيها ملك لا يظلم عنده أحد ( الرسول ما غادر مكة إلا في تجارته لبلاد الشام ، فمن علمه أن في الحبشة رجل لا يظلم عنده أحد سبحان من علمه ) .

? فخرج أصحابه من كان يقدر على الخروج فكان أول المهاجرين هو عثمان بن عفان رضي الله عنه خرج بزوجته رقية بنت الرسول صلى الله عليه وسلم ، فلما استأذن عثمان الرسول في الخروج وودعه .
قال صلى الله عليه وسلم : إن عثمان أول من هاجر بأهله بعد لوط عليه السلام ، فلما خرج عثمان مع زوجته رقية بنت النبي صلى الله عليه وسلم تشجع باقي الصحابة للهجرة إلى الحبشة الخارجين في الهجرة الأولى.

? كانوا ١٠ رجال و ٥ نسوة ، ٥ رجال خرجوا متزوجين و ٥ لم يكونوا قد تزوجوا ، وكانوا كلهم من أشراف قريش ليس من عامة الناس إلا عامر بن ربيعة وزوجته ليلى ، وهنا لنا وقفة .

? عامر وزوجته كانوا ممن يعذبان في قريش ، كان عمر بن الخطاب يعذب من يدخل بهذا الدين الجديد ، وكان يعيش في صراع داخلي في نفسه ، فقد تأثر عمر بصلابة ضعفاء المسلمون في مواجهة بطش قريش ، والشخصيات العظيمة تتأثر دائما بالشخصيات العظيمة وتنجذب إليها تأثر عمر بن الخطاب أولاً بلبيبة الجارية ، وكانت جارية في بني عدي وعمر من سادة بني عدي ، فكان عمر يضربها بنفسه بيده وبالسوط حتى يتعب هو من كثرة الضرب .

? ثم يقول لها : والله ما تركتُكِ إلا كلالاً ( يعني ما تركتك إلا لأني تعبت من كثرة الضرب ) .
فترد عليه بثبات مذهل وتقول : انظر ما فعل الله بك !!
وعندما هاجر المسلمون إلى الحبشة ،
عامر وزوجته ليلى رضي الله عنهما كانا ممن يعذبان في قريش ، فلما جهزوا متاعهم للسفر وكانت الهجرة في الليل .
تقول ليلى : ذهب زوجي عامر يتفقد الطريق قبل خروجنا ووقفت أنا عند المتاع ، فإذا بعمر بن الخطاب يمر بدارنا وكان أشد قريش لنا إيذاء فلما رأيته يقترب .
قلت : سلم اللهم سلم ( دعوة إمرأة مؤمنة ) .
قالت : فلما رآني ونظر إلى المتاع وقف وسلم عمتم مساء ( مش من عادة عمر يسلم من عادة عمر يضرب ) .
قال : عمتم مساء .
قالت : وأنت يا ابن الخطاب !!
قال : ما الخبر ( ماذا تعملون ) .
قالت : آذيتمونا في الله وفي ديننا فنحن نريد أن نضرب بالأرض ( يعني نهاجر ، شايفين عزة الإيمان إمرأة ضعيفة تقف بوجه عمر أشد رجل بطش في قريش ، تقول له من غير كذب ولف ودوران آذيتمونا في الله وفي ديننا فنحن نريد أن نضرب بالأرض حتى نعبد الله ولا نؤذى ).

? تقول ليلى : رقّ عمر رقة لم نعهدها عليه من قبل ( يعني فاض قلبه بالحزن والحنان وظهر على وجهه ) .
وقال : صحبكمُ اللهُ يا ليلى .
قالت : فلما رأيته بتلك الطيبة ، فرجوت أن يسلم تلك الساعة ، ثم جاء زوجي عامر .
قلت له: لقد مر بنا عمر بن الخطاب .
تقول : فجفل زوجي ( يعني خاف وتوقف عن الحركة من الخوف ) .
فقلت : لا عليك لا تخف لقد رأيت منه طيبة لم أرها عليه من قبل ، لو رأيت عمر يا عامر ورِقَّته وحزنه علينا !

? قال : أطمعتِ فى إسلامه؟ ( انتي تتأملي من عمر يسلم ) .
قالت : نعم .
قال : فلا يُسلم الذي رأيت حتى يُسلم حِمَارُ الخطاب ( مستحيل يسلم عمر ، فتخيلوا كيف كان عمر شديد البطش عليهم ) ، ثم انطلقوا مهاجرين ( وكل الذين خرجوا كانوا أصحاب أموال وثروة تركوها وتركوا أعمالهم لله ورسوله )

? ولحقت قريش بمن هاجر ، ولكن حفظهم الله ، ولم يقدروا على أن يلحقوا بهم ، ورجعوا إلى مكة خائبين ، ووصل الخبر للنبي صلى الله عليه وسلم فشكر الله على سلامة قومه .
ملاحظة هذه الرحلة لا يوجد فيها مناظرة مع النجاشي ، الهجرة الثانية إلى الحبشة لما كان عددهم فوق ٨٠ صحابي وقابلوا النجاشي نحن نتكلم عن الهجرة الأولى الآن .
وقبل أن نكمل نقف هنا عند حدث مهم ، وهو إسلام عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه بكل تفاصيلها .

الأنوار المحمدية ❤
صلى الله عليه وسلم

يتبع بإذن الله ...
 
عودة
أعلى