قريش تضعف أمام قوة إيمان الصحابة

صفا النعمان

الادارة
طاقم الإدارة
قريش تضعف أمام قوة إيمان الصحابة


?? هذا الحبيب ♥️ «٦٢»
السيرة النبوية العطرة (( قريش تضعف أمام قوة إيمان الصحابة ))

? بعد صبر الصحابة وثباتهم في مكة على قول لا إله إلا الله محمد رسول الله..
فبسبب صبرهم وصمودهم ، كسروا بذلك كبرياء قريش وغطرستها ، رأت قريش أن التعذيب للمستضعفين ، الذين آمنوا بالله ورسوله ، ليس منه فائدة !!
فالتعذيب لا يزيدهم إلا ثباتاً ، ويزيد عدد من يدخلون هذا الدين يوم بعد يوم !!!

? هنا قررت قريش أن تلتفت للمفاوضات
( أعداء الله في كل زمان وكل مكان عندما يشعرون بالقهر والعجز أول شيء يتمسكون فيه المفاوضات وسبحان الله حين قال : وتلك الأيام نداولها بين الناس لعلهم يتفكرون ) . لما رأوا أن التعذيب والتدمير لا ينجح ، قالوا نجلس على طاولة المفاوضات ، ملة الكفر واحدة ، فالسيرة منهاج حياة المسلم ، من تعلم السيرة أنار الله بصيرته فيرى الحق حقاً ، ولا ينخدع بالأكاذيب وبالأماني التافهة ...
يرى الأمور على حقيقتها .

? فعرضوا على النبي صلى الله عليه وسلم التفاوض مع قريش ولأنه صلى الله عليه وسلم رحمة للعالمين وافق على تلك المفاوضات لعل الله يهدي واحد منهم فيكون حقق فيه الرحمة فيكون أنقذهم من النار إلى الجنة .
فبدأت المفاوضات ، فكان المندوب من قريش في التفاوض مع الرسول صلى الله عليه وسلم ، هو رجل سيد من سادة قريش اسمه عتبة بن نافع وكنيته أبا الوليد ، كلمته مطاعة فيهم وعاقل ، وتعتبره قريش ، صاحب رأي وهو أعلم قريش وأعرفهم بالشعر .

? ذهب عتبة أبا الوليد إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، وكان صلى الله عليه وسلم أكثر صلاته عند الكعبة ( كان يقف بين الركن اليماني والحجر الأسود يجعل الحجر الأسود على يمينه والركن على شماله ويستقبل بوجهه الكعبة ويكون أيضا بهذا الاتجاه متجه مباشرة إلى البيت المقدس ، الاقصى قبلة الأنبياء من قبله ) ، فكان يحب يجمع بين القبلتين .

? فذهب ابو الوليد للنبي صلى الله عليه وسلم عند الكعبة ، فوجده يصلي ، فوقف ينتظره حتى إذا انتهى من صلاته فجلس إليه ، وقال له بلغة التودد عند العرب .
قال : يا ابن أخي ( هو ليس عمه ولا النبي ابن أخوه ، ولكن العرب تتودد بين بعضها فتقول لكل من تحبه أو تحب أن تكسب قلبه يا ابن أخي ) يا ابن أخي يا محمد .
قال له النبي : نعم يا أبا الوليد .
قال : يا محمد إنك منا حيث علمت حسباً ونسباً ( يعني لا أحد يستطيع أن يزاود على حسبك ونسبك ، وما في داعي للمد معروف مين أنت وما هو نسبك )
وإنك قد أتيت قومك بأمر عظيم ، فرّقت به جماعتهم وسفهت به أحلامهم وعبت به آلهتهم ودينهم ، وكفّرت به من مضى من آبائهم ، فاسمع مني يا محمد
أعرض عليك أموراً تنظر فيها لعلك تقبل مني بعضها .

? فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : قل يا أبا الوليد وأنا أسمع .
قال : يا ابن أخي إن كنت إنما تريد بما جئت به من هذا الأمر مالاً ، جمعنا لك من أموالنا حتى تكون أكثرنا مالاً ، وإن كنت تريد به شرفاً ، سودناك علينا حتى لا نقطع أمراً دونك ، وإن كنت تريد به ملكاً ، ملكناك علينا وإن كان هذا الذي يأتيك رئياً تراه لا تستطيع رده عن نفسك طلبنا لك الطب وبذلنا فيه أموالنا حتى نبرءك منه فإنه ربما غلب التابع على الرجل حتى يداوى منه

? ( بعد ما عرض عتبة على الرسول صلى الله عليه وسلم هذه العروض سكت ينتظر جواب النبي ، وقد عرض عليه عتبة الدنيا بحذافيرها وأن يكون ملك عليهم وهل بعد الملك أحد يفتقر ، العروض التي عرضها على النبي يسيل لها لعاب العظماء من البشر . وجلس ينتظر عتبة لعل محمد يقبل بند من هذه البنود .
فقال له صلى الله عليه وسلم : فرغت يا أبا الوليد ؟
قال : أجل .
قال : فاسمع مني .
قال له : ها أنا أسمع ، تكلم يا محمد
فقال صلى الله عليه وسلم ( وأنت يا من تقرأ السيرة ، انظر ماذا اختار له النبي من الآيات لم يختر له ، تبت يدا أبي لهب ، ولا يا أيها المدثر ، تدبروا وتفكروا ماذا اختار له رسول الله ) .

? قال : بسم الله الرحمن الرحيم
{حم ، تَنزِيلٌ مِّنَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ، كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِّقَوْمٍ يَعْلَمُونَ ، بَشِيرًا وَنَذِيرًا فَأَعْرَضَ أَكْثَرُهُمْ فَهُمْ لا يَسْمَعُونَ
وَقَالُوا قُلُوبُنَا فِي أَكِنَّةٍ مِّمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ وَفِي آذَانِنَا وَقْرٌ وَمِن بَيْنِنَا وَبَيْنِكَ حِجَابٌ فَاعْمَلْ إِنَّنَا عَامِلُونَ ، قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَاسْتَقِيمُوا إِلَيْهِ وَاسْتَغْفِرُوهُ وَوَيْلٌ لِّلْمُشْرِكِينَ ، الَّذِينَ لا يُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُم بِالآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ ، إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ ، قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَندَادًا ذَلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ ، وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِن فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاء لِّلسَّائِلِينَ ، ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاء وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ ، فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاء أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاء الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ ، فَإِنْ أَعْرَضُوا فَقُلْ أَنذَرْتُكُمْ صَاعِقَةً مِّثْلَ صَاعِقَةِ عَادٍ وَثَمُودَ .

? يقول الصحابة الذين كانوا موجودين لما وصل صلى الله عليه وسلم : أنذرتكم صاعقة مثل صاعقة عاد وثمود ، وكان عتبة أول مرة يسمع القرآن وقد ألقى عتبة كفيه وراء ظهره ( أي استند عليهم ) .
وأخذ يسمع ويتدبر ويصغي ، لما وصل النبي لآخر آية بالقراءة هب عتبة من مكانه وقد فزع ، وجلس على ركبيته
ووضع كفه على فم النبي وأمسك فمه
وقال : أنشدك الله والرحم ، أنشدك الله والرحم يا محمد إلا كففت ( أي توقف لا تكمل ، لأنه أعلم قريش بالشعر عرف أن هذا الكلام ليس كلام بشر ، وكلهم يعلمون أن محمد الصادق الأمين إن قال صدق ) .
ثم قال عتبة : هذا آخر ما عندك يا محمد ؟؟
قال : نعم لقد سمعت إليك يا أبا الوليد وأنت هاقد سمعت إلي فانظر ماذا ترى؟

? فقام عتبة ورجع يمشي إلى أندية قريش وكانوا ينتظرونه
فلما شاهدوا عتبة من بعيد قادم إليهم
قالوا : نقسم باللات والعزى ، لقد رجع أبا الوليد بغير الوجه الذي ذهب به ( لأنه كان متأثرا بما قرأ عليه صلى الله عليه وسلم من القرآن ) .
قالوا : ماذا حدث يا أبا الوليد تكلم .
قال : يا قوم تعلمون أني أعلمكم بالشعر
قالوا له : أجل أنت أعلمنا بالشعر .
قال : والله لقد سمعت من محمد كلام ما هو بالشعر ولا هو بالكهانة ولا هو بالسحر . وإني سمعت منه لنبأ عظيم .
يا قوم اجعلوها لي ( يعني اتركوا الرأي لي بهذه المسألة ) .
قالوا : وما رأيك يا أبا الوليد ؟
قال : اتركوا الرجل بينه وبين سائر العرب ( يعني اتركوه براحته ) .
فإن له نبأ
( في خير كبير سيكون من محمد ) .
فإن ظهر فعزه عزكم ( إن ظهر دين محمد وله العزة والشرف فأنتم ستكونوا بمثل عزه لأنكم قوم .
وإن أصابته العرب أصيب بغيركم ( يعني إذا العرب حاربته وانتصرت عليه هم الذين سيقاتلوه ويقضوه عليه وانتم مرتاحين ما لكم علاقة .اتركوا الرجل واعتزلوه .
قالوا : لقد سحرك محمد يا أبا الوليد .
قال لهم : ها قد قلت لكم رأيي وقد حذركم محمد وأنتم كلكم تعلمون صدقه وأمانته . فقد أنذركم محمد صاعقة كصاعقة عاد وثمود ، لما قال لهم هذا التحذير . فتفرق القوم من فورهم هربوا من المجلس خافوا أن تكون الصاعقة في حينها .
لماذا هربوا ؟؟
لأنهم يعلمون أن محمد صلى الله عليه وسلم نبي وأنه صادق وما جربوا عليه الكذب قط ، ولكن رفضوا أن يتبعوه من الكبر ، ولأنه يهدم لذات الهوى التي تعودوا عليها ، وأنت يا مسلم إياك أن تحلل ما حرم الله ، لترضي هواك وملذاتك ، لو قمت بعمل حرام يكفيك ذنبك منه ، ولكن إياك أن تلوي نصوص القرآن وأحاديث النبي لتحلل ما حرم الله لترضي نفسك .

الأنوار المحمدية ❤
صلى الله عليه وسلم

يتبع المفاوضات بإذن الله.
 
عودة
أعلى