[FONT="]وفي هذا المقال نستكمل بفضل الله تعالى ما كنا قد شرعنا فيه من طرح الأسئلة التي تدور في ذهن الكثيرين حول الدعاء ومعها الإجابات الشافية ، فنقول وبالله التوفيق ، سألنا سائلٌ :
بم يدعو المسلم عند القتال؟
ذكر عبد الله بن أبى أوفى رضي الله عنه " أن النبى صلى الله عليه وسلم كان إذا لقى العدو قبل أن يواقعهم قال: " اللهم إنا عبادك وهم عبادك، نواصينا ونواصيهم بيدك. اللهم اهزمهم وانصرنا عليهم " أخرجه الطبرانى فى الدعاء (1/327)، وفيه دليل على أنه ينبغى لكل غاز أن يقتدى برسول الله صلى الله عليه وسلم فى الدعاء عند القتال. وهذا لأن المؤمن بالدعاء يستنزل الرزق والنصر ويدفع أنواع البلاء وشر الأعداء. وبذلك أمرنا، قال تعالى: (فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي) (البقرة: 186) وقال: (ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً) (الأعراف: 55) ، وأخبر عن الرسل أنهم دعوا على الأعداء كما أخبر به عن نوح عليه السلام قال: " (رَبِّ لا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّاراً) (نوح: 26)، وعن موسى وهارون والخليل صلوات الله عليهم كذلك.
هل هناك دعاء معين فى الصلاة على الميت؟
ليس على الميت دعاء معين فى الصلاة عليه وادع بما بدا لك:
-عن أبى الزبير عن جابر رضي الله عنه قال: ما أباح لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا أبو بكر ولا عمر فى شئ ما أباحوا فى الصلاة على الميت شيئاً". أخرجه ابن ماجة فى سننه برقم (1501) وضعفه الألبانى.
-عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده عن ثلاثين من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أنهم لم يقوموا على شئ فى أمر الصلاة على الجنازة. أخرجه ابن أبى شيبة فى المصنف برقم (11368).
-عن الأعمش عن إبراهيم قال: ليس فى الصلاة على الميت دعاء موقت فى الصلاة فادع بما شئت.أخرجه ابن أبى شيبة فى المصنف برقم (11369).
-عن عمران بن جدير قال: سألت محمداً عن الصلاة على الميت فقال ما نعلم له شيئاً موقتاً فادع بأحسن ما تعلم. أخرجه ابن أبى شيبة فى المصنف برقم (11371).
-عن موسى الجهنى قال: سألت الحكم والشعبى وعطاء ومجاهداً أفى الصلاة على الميت شئ موقت؟ فقالوا: لا. إنما أنت شفيع فاشفع بأحسن ما تعلم. أخرجه ابن أبى شيبة فى المصنف برقم (11373).
هل يجوز الدعاء لميت بعد دفنه والتسوية عليه؟
نعم يجوز الدعاء للميت بعد دفنه لما أورده السلف والتابعون من أدلة عن الصحابة:
-عن عبد الله بن أبى بكر رضى الله عنهما قال: كان أنس بن مالك رضي الله عنه إذا سوى على الميت قبره قام عليه فقال: اللهم عبدك رد إليك فارأف به وارحمه، اللهم جاف الأرض عن جنبيه وافتح أبواب السماء لروحه وتقبله منك بقبول حسن، اللهم إن كان محسناً فضاعف له فى إحسانه أو قال: فزد فى إحسانه وإن كان مسيئاً فتجاوز عنه. أخرجه ابن أبى شيبة فى المصنف برقم (11706).
-عن عمير بن سعيد أن علياً كبر على يزيد أربعاً قال : اللهم عبدك وابن عبدك نزل بك اليوم وأنت خير منزل به، اللهم وسع له مدخله واغفر ذنبه فإنا لا نعلم إلا خيراً وأنت أعلم به. أخرجه ابن أبى شيبة فى المصنف برقم (11707).
-عن ابن أبي مليكة قال: لما فرغ من قبر عبد الله بن السائب قام ابن عباس رضى الله عنهما على القبر فوقف عليه ثم دعا ثم انصرف. أخرجه ابن أبى شيبة فى المصنف برقم (11708).
-عن خالد بن نمير قال: كنت مع الأحنف فى جنازة فجلس الأحنف وجلست معه فلما فرغ من دفنها وهو ضرار بن القعقاع التميمى رأيت الأحنف انتهى إلى قبره فقام عليه فبدأ بالثناء عليه قبل الدعاء فقال كنت والله ما علمت كذا ثم دعا له. أخرجه ابن أبى شيبة فى المصنف برقم (11709).
-حدثنا ابن علية قال: رأيت أيوب يقف على القبر فيدعو للميت قال وربما رأيته يدعو له وهو فى القبر قبل أن يخرج. أخرجه ابن أبى شيبة فى المصنف برقم (11711).
ما حكم دعاء الرجل قائماً؟
انقسم أقوال العلماء إزاء هذا الحكم إلى قولين:
أولاً: من كره أن يدعو الرجل وهو قائم: وأدلته ما يلى:
-عن ابن عباس رضى الله عنه أنه قال: لا تقوموا تدعون كما تصنع اليهود فى كنائسهم. أخرجه ابن أبى شيبة فى المصنف برقم (29696).
-عن أبى عبد الرحمن أنه رأى رجلاً يدعو قائماً بعد ما انصرف فسبه أو شتمه. أخرجه ابن أبى شيبة فى المصنف برقم (29697).
-عن عبد الرحمن بن يزيد أنه كرهه. أخرجه ابن أبى شيبة فى المصنف برقم (29698).
-عن عبد الرحمن بن يزيد عن عبد الله قال: ثنتان بدعة: أن يقوم الرجل بعدما يفرغ من صلاته مستقبل القبلة يدعو، وأن يسجد السجدة الثانية فيرى أن حقاً عليه أن يلزق إليتيه بالأرض قبل أن ينهض. أخرجه ابن أبى شيبة فى المصنف برقم (29699).
ثانياً: من رخص أن يدعو، وهو قائم:
-عن جميل بن زيد قال: رأيت ابن عمر رضى الله عنه دخل البيت وصلى ركعتين ثم خرجت وتركته قائماً يدعو ويكبر. أخرجه ابن أبى شيبة فى المصنف برقم (29702).
-كما حدثنا معاذ بن معاذ عن أشعث قال: رأيت الحسن يرفع بصرة إلى السماء فى الصلاة يدعو وهو قائم. أخرجه ابن أبى شيبة فى المصنف برقم (29704).
هل دعاء الرجل يفيد ولده؟
استدل العلماء على أن الدعاء يلحق الرجل وولده بما ورد من أحاديث ، منها:
-عن ابن حذيفة عن أبيه "أن النبى صلى الله عليه وسلم كان إذا دعا لرجل أصابته وأصابت ولده وولد ولده". أخرجه أحمد فى مسنده برقم (23325) وإسناده ضعيف.
-عن سعيد بن المسيب رضى الله عنه قال: إن الرجل ليرفع بدعاء ولده من بعده. أخرجه الإمام مالك فى الموطأ برقم (506).
كما يفيد دعاء الابن لوالديه بعد موتهما أو فى حياتهما: عن أبى هريرة رضى الله عنه عن النبى صلى الله عليه وسلم قال: "إن الرجل لترفع له الدرجة فى الجنة فيقول: يارب أنى لى هذه؟ فيقال: باستغفار ولدك لك". أخرجه ابن أبى شيبة فى المصنف برقم (29740).
هل يجوز الدعاء على شخص وفى نفس الوقت تدعو له بالهداية؟
لا حرج من الدعاء لأنفسكم من إتقاء فلان كقولك: اللهم إنى أعوذ بك من شره وأسألك من خيره، وهو ليس دعاء عليه؛ لأن الدعاء على الغير ليس مستحباً شرعاً لقوله (صلى الله عليه وسلم): "من دعا على ظالمه فقد انتصر لنفسه اصبروا حتى تلقونى على الحوض". أخرج بعضاً منه البخارى فى صحيحه برقم (3581).
أما الدعاء بالهداية فجائز، وهناك أدعية خاصة بها منها قوله صلى الله عليه وسلم: "اللهم اهدنى بفضلك فيمن هديت، وعافنى فيمن عافيت، وتولنى فيمن توليت". أخرجه أبو داود فى سننه برقم (1425) وصححه الألبانى.
أدعو ربى كثيرا بشئ ما وتصل المدة حتى الآن سنتين، ولم يتحقق هذا الطلب على الرغم من أننى أصلى وأصوم الفروض والسنن وأقوم بجميع تعاليم دينى ومحجبة ومتدينة، فلماذا لا يستجيب منى ربى، هل هذا عيب فىَّ؟
هذه الحالة التى تحدثتم عنها تعكس حالة المسلم بين الخوف والرجاء، والرغبة والرهبة، والحمد لله أن قلبكم حاضر يقظ، وأما مسألة الدعاء وقبوله فما دام المسلم يدعو فإن الله-تعالى- يستجيب له بصورة ما، فإما على الفور أو يؤخر الله ذلكم إلى نعيم الجنة، أو يصرف الله عنكم من السوء مثلها، وفى كل خير.
والمسلم لا يتهم نفسه فى حالة عدم قبول الدعاء، ولا يتعجل الإجابة كى يبقى متضرعاً أوابا قانتا راجياً.
ما الحكمة فى قراءة الأدعية 100 مرة؟ وهل يمكن قراءتها أقل من ذلك؟
يدعو المسلم بيقين ورجاء وحضور قلب يتشبع بالدعاء ويعايشه بأى أرقام شاء ورقم المائة مذكور فى الأحاديث الشريفة، والمهم الإخلاص فى الدعاء والذكر.
هل الدعاء فى الليل مستجاب؟
إن الدعاء فى جوف الليل مستجاب وهذه أدلته:
-عن عاصم بن حميد قال: سألت عائشة رضى الله عنها : ماذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفتتح به قيام الليل؟ قالت: لقد سألتنى عن شئ ما سألنى عنه أحد قبلك، كان يكبر عشراً ويحمد عشراً ويسبح عشراً ويستغفر عشراً ويقول: " اللهم اغفر لى واهدنى وارزقنى وعافنى ويتعوذ من ضيق المقام يوم القيامة". أخرجه أبو داود فى سننه برقم (766) وقال الألبانى : حسن صحيح.
-وعن ابن عباس رضي الله عنه قال: " كان رسول صلى الله عليه وسلم إذا تهجد من الليل قال: اللهم لك الحمد أنت نور السماوات والأرض ومن فيهن، ولك الحمد أنت قيوم السماوات والأرض ومن فيهن ولك الحمد أنت رب السماوات والأرض ومن فيهن، أنت الحق وقولك الحق والجنة حق والنار حق والساعة حق، اللهم لك أسلمت وبك آمنت وعليك توكلت وإليك أنبت وبك خاصمت وإليك حاكمت، فاغفر لى ما قدمت، وما أخرت وما أسررت وما أعلنت، وما أنت أعلم به منى أنت المقدم وأنت المؤخر لا إله إلا أنت". أخرجه البخارى فى صحيحه برقم (7060).
-وعن مسروق قال: كنا مع أبى موسى فجئنا الليل إلى بستان خرب، قال: فقام من الليل يصلى فقرأ قراءة حسنة ثم قال: اللهم إنك مؤمن تحب المؤمن ومهيمن تحب المهيمن سلام تحب السلام، صادق تحب الصادق. أخرجه ابن أبى شيبة فى المصنف برقم (29337).
وناد إذا ما قمت فى الليل سامعاً
** قريبا مجيبا بالفواضل يبتدى
وقد روى الإمام أحمد بإسناد لا بأس به عن أبى هريرة رضي الله عنه مرفوعاً: "ما من مسلم ينصب وجهه إلى الله عز وجل فى مسألة إلا أعطاها إياه إما أن يعجلها له وإما أن يدخرها له". أخرجه الإمام أحمد فى مسنده برقم (9784) وقال الهيثمى فى المجمع : رواه أحمد ورجاله ثقات وفى بعضهم خلاف.
وفى رواية فى حديث أبى هريرة رضي الله عنه "ما من مؤمن ينصب وجهه إلى الله تعالى يسأله إلا أعطاه إياها إما أن يجعلها له فى الدنيا، وإما أن يدخرها له فى الآخرة ما لم يعجل، قالوا وما عجلته ؟ قال يقول دعوت الله عز وجل فلا أراه يستجاب لى". (رواه البخارى ومسلم وغيرهما).
ما الذى يقال فى طلب الحاجة؟ وما يدعى به؟
ليس أفضل من هديه صلى الله عليه وسلم فى دعاء الحاجة ، وإليك بعض ما جاء فيه:
-عن عبد الله بن جعفر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا أعلمك كلمات لم أعلمها حسنا ولا حسيناً، إذا طلبت حاجة وأحببت أن تنجح فقل : لا إله إلا الله وحده لا شريك له العلى العظيم، ولا إله إلا الله وحده لا شريك له الحكيم الكريم ثم سل حاجتك". أخرجه ابن أبى شيبة فى المصنف برقم (29319).
-وعن خالد بن سعيد بن المسيب قال سعيد دخلت المسجد وأنا أرى أنى قد أصبحت وإذا على ليل طويل فإذا ليس فيه أحد غيرى ، فقمت فسمعت حركة خلفى ففزعت فقال:أيها الممتلئ قلبه غرقا ، لا تفرق ولا تفزع، وقل: "اللهم إنك ملك مقتدر ما تشاء من أمر يكون" ، ثم سل ما بدا لك، قال سعيد: فما سألت الله شيئاً إلا استجاب لى. أخرجه ابن أبى شيبة فى المصنف برقم (29320).
ما الذى يدعى به للعامة كيف هو؟
يجوز أن تدعو للعامة بما ينفع الأمة كلها ، وإليك بعض أقول السلف الصالح فى ذلك:
-عن سعد بن إبراهيم قال: كان طلق بن حبيب يقول: اللهم أبرم لهذه الأمة أمراً راشدا تعز فيه وليك وتذل به عدوك ويعمل فيه بطاعتك. أخرجه ابن أبى شيبة فى المصنف برقم (29322)
-وعن حسين بن على عن عبد الملك قال: أخبرنى من رأى عمر بن عبد العزيز واقفاً بعرفة يدعو ويقول بإصبعه هكذا يشير به: اللهم زد محسن أمة محمد إحساناً وارجع بمسييئهم إلى التوبة ، ثم يقول هكذا ثم يدير بإصبعه : وخص من وراءهم برحمتك. أخرجه ابن أبى شيبة فى المصنف برقم (29323)
- عن عبيد بن عبد الملك قال: كان عمر بن عبد العزيز يقول: " اللهم أصلح من كان صلاحه صلاحاً لأمة محمد، اللهم وأهلك من كان هلاكه صلاحاً لأمة محمد صلى الله عليه وسلم. أخرجه ابن أبى شيبة فى المصنف برقم (29324)
هل يدعو الإنسان فى الصلاة أم بعد السلام فى صلاة الاستخارة ؟
يجوز الدعاء فى صلاة الاستخارة وغيرها : قبل السلام ، وبعده ، والدعاء قبل السلام أفضل ؛ فإن النبى صلى الله عليه وسلم أكثر دعائه قبل السلام، والمصلى قبل السلام لم ينصرف ، فهذا أحسن .
[/FONT]
بم يدعو المسلم عند القتال؟
ذكر عبد الله بن أبى أوفى رضي الله عنه " أن النبى صلى الله عليه وسلم كان إذا لقى العدو قبل أن يواقعهم قال: " اللهم إنا عبادك وهم عبادك، نواصينا ونواصيهم بيدك. اللهم اهزمهم وانصرنا عليهم " أخرجه الطبرانى فى الدعاء (1/327)، وفيه دليل على أنه ينبغى لكل غاز أن يقتدى برسول الله صلى الله عليه وسلم فى الدعاء عند القتال. وهذا لأن المؤمن بالدعاء يستنزل الرزق والنصر ويدفع أنواع البلاء وشر الأعداء. وبذلك أمرنا، قال تعالى: (فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي) (البقرة: 186) وقال: (ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً) (الأعراف: 55) ، وأخبر عن الرسل أنهم دعوا على الأعداء كما أخبر به عن نوح عليه السلام قال: " (رَبِّ لا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّاراً) (نوح: 26)، وعن موسى وهارون والخليل صلوات الله عليهم كذلك.
هل هناك دعاء معين فى الصلاة على الميت؟
ليس على الميت دعاء معين فى الصلاة عليه وادع بما بدا لك:
-عن أبى الزبير عن جابر رضي الله عنه قال: ما أباح لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا أبو بكر ولا عمر فى شئ ما أباحوا فى الصلاة على الميت شيئاً". أخرجه ابن ماجة فى سننه برقم (1501) وضعفه الألبانى.
-عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده عن ثلاثين من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أنهم لم يقوموا على شئ فى أمر الصلاة على الجنازة. أخرجه ابن أبى شيبة فى المصنف برقم (11368).
-عن الأعمش عن إبراهيم قال: ليس فى الصلاة على الميت دعاء موقت فى الصلاة فادع بما شئت.أخرجه ابن أبى شيبة فى المصنف برقم (11369).
-عن عمران بن جدير قال: سألت محمداً عن الصلاة على الميت فقال ما نعلم له شيئاً موقتاً فادع بأحسن ما تعلم. أخرجه ابن أبى شيبة فى المصنف برقم (11371).
-عن موسى الجهنى قال: سألت الحكم والشعبى وعطاء ومجاهداً أفى الصلاة على الميت شئ موقت؟ فقالوا: لا. إنما أنت شفيع فاشفع بأحسن ما تعلم. أخرجه ابن أبى شيبة فى المصنف برقم (11373).
هل يجوز الدعاء لميت بعد دفنه والتسوية عليه؟
نعم يجوز الدعاء للميت بعد دفنه لما أورده السلف والتابعون من أدلة عن الصحابة:
-عن عبد الله بن أبى بكر رضى الله عنهما قال: كان أنس بن مالك رضي الله عنه إذا سوى على الميت قبره قام عليه فقال: اللهم عبدك رد إليك فارأف به وارحمه، اللهم جاف الأرض عن جنبيه وافتح أبواب السماء لروحه وتقبله منك بقبول حسن، اللهم إن كان محسناً فضاعف له فى إحسانه أو قال: فزد فى إحسانه وإن كان مسيئاً فتجاوز عنه. أخرجه ابن أبى شيبة فى المصنف برقم (11706).
-عن عمير بن سعيد أن علياً كبر على يزيد أربعاً قال : اللهم عبدك وابن عبدك نزل بك اليوم وأنت خير منزل به، اللهم وسع له مدخله واغفر ذنبه فإنا لا نعلم إلا خيراً وأنت أعلم به. أخرجه ابن أبى شيبة فى المصنف برقم (11707).
-عن ابن أبي مليكة قال: لما فرغ من قبر عبد الله بن السائب قام ابن عباس رضى الله عنهما على القبر فوقف عليه ثم دعا ثم انصرف. أخرجه ابن أبى شيبة فى المصنف برقم (11708).
-عن خالد بن نمير قال: كنت مع الأحنف فى جنازة فجلس الأحنف وجلست معه فلما فرغ من دفنها وهو ضرار بن القعقاع التميمى رأيت الأحنف انتهى إلى قبره فقام عليه فبدأ بالثناء عليه قبل الدعاء فقال كنت والله ما علمت كذا ثم دعا له. أخرجه ابن أبى شيبة فى المصنف برقم (11709).
-حدثنا ابن علية قال: رأيت أيوب يقف على القبر فيدعو للميت قال وربما رأيته يدعو له وهو فى القبر قبل أن يخرج. أخرجه ابن أبى شيبة فى المصنف برقم (11711).
ما حكم دعاء الرجل قائماً؟
انقسم أقوال العلماء إزاء هذا الحكم إلى قولين:
أولاً: من كره أن يدعو الرجل وهو قائم: وأدلته ما يلى:
-عن ابن عباس رضى الله عنه أنه قال: لا تقوموا تدعون كما تصنع اليهود فى كنائسهم. أخرجه ابن أبى شيبة فى المصنف برقم (29696).
-عن أبى عبد الرحمن أنه رأى رجلاً يدعو قائماً بعد ما انصرف فسبه أو شتمه. أخرجه ابن أبى شيبة فى المصنف برقم (29697).
-عن عبد الرحمن بن يزيد أنه كرهه. أخرجه ابن أبى شيبة فى المصنف برقم (29698).
-عن عبد الرحمن بن يزيد عن عبد الله قال: ثنتان بدعة: أن يقوم الرجل بعدما يفرغ من صلاته مستقبل القبلة يدعو، وأن يسجد السجدة الثانية فيرى أن حقاً عليه أن يلزق إليتيه بالأرض قبل أن ينهض. أخرجه ابن أبى شيبة فى المصنف برقم (29699).
ثانياً: من رخص أن يدعو، وهو قائم:
-عن جميل بن زيد قال: رأيت ابن عمر رضى الله عنه دخل البيت وصلى ركعتين ثم خرجت وتركته قائماً يدعو ويكبر. أخرجه ابن أبى شيبة فى المصنف برقم (29702).
-كما حدثنا معاذ بن معاذ عن أشعث قال: رأيت الحسن يرفع بصرة إلى السماء فى الصلاة يدعو وهو قائم. أخرجه ابن أبى شيبة فى المصنف برقم (29704).
هل دعاء الرجل يفيد ولده؟
استدل العلماء على أن الدعاء يلحق الرجل وولده بما ورد من أحاديث ، منها:
-عن ابن حذيفة عن أبيه "أن النبى صلى الله عليه وسلم كان إذا دعا لرجل أصابته وأصابت ولده وولد ولده". أخرجه أحمد فى مسنده برقم (23325) وإسناده ضعيف.
-عن سعيد بن المسيب رضى الله عنه قال: إن الرجل ليرفع بدعاء ولده من بعده. أخرجه الإمام مالك فى الموطأ برقم (506).
كما يفيد دعاء الابن لوالديه بعد موتهما أو فى حياتهما: عن أبى هريرة رضى الله عنه عن النبى صلى الله عليه وسلم قال: "إن الرجل لترفع له الدرجة فى الجنة فيقول: يارب أنى لى هذه؟ فيقال: باستغفار ولدك لك". أخرجه ابن أبى شيبة فى المصنف برقم (29740).
هل يجوز الدعاء على شخص وفى نفس الوقت تدعو له بالهداية؟
لا حرج من الدعاء لأنفسكم من إتقاء فلان كقولك: اللهم إنى أعوذ بك من شره وأسألك من خيره، وهو ليس دعاء عليه؛ لأن الدعاء على الغير ليس مستحباً شرعاً لقوله (صلى الله عليه وسلم): "من دعا على ظالمه فقد انتصر لنفسه اصبروا حتى تلقونى على الحوض". أخرج بعضاً منه البخارى فى صحيحه برقم (3581).
أما الدعاء بالهداية فجائز، وهناك أدعية خاصة بها منها قوله صلى الله عليه وسلم: "اللهم اهدنى بفضلك فيمن هديت، وعافنى فيمن عافيت، وتولنى فيمن توليت". أخرجه أبو داود فى سننه برقم (1425) وصححه الألبانى.
أدعو ربى كثيرا بشئ ما وتصل المدة حتى الآن سنتين، ولم يتحقق هذا الطلب على الرغم من أننى أصلى وأصوم الفروض والسنن وأقوم بجميع تعاليم دينى ومحجبة ومتدينة، فلماذا لا يستجيب منى ربى، هل هذا عيب فىَّ؟
هذه الحالة التى تحدثتم عنها تعكس حالة المسلم بين الخوف والرجاء، والرغبة والرهبة، والحمد لله أن قلبكم حاضر يقظ، وأما مسألة الدعاء وقبوله فما دام المسلم يدعو فإن الله-تعالى- يستجيب له بصورة ما، فإما على الفور أو يؤخر الله ذلكم إلى نعيم الجنة، أو يصرف الله عنكم من السوء مثلها، وفى كل خير.
والمسلم لا يتهم نفسه فى حالة عدم قبول الدعاء، ولا يتعجل الإجابة كى يبقى متضرعاً أوابا قانتا راجياً.
ما الحكمة فى قراءة الأدعية 100 مرة؟ وهل يمكن قراءتها أقل من ذلك؟
يدعو المسلم بيقين ورجاء وحضور قلب يتشبع بالدعاء ويعايشه بأى أرقام شاء ورقم المائة مذكور فى الأحاديث الشريفة، والمهم الإخلاص فى الدعاء والذكر.
هل الدعاء فى الليل مستجاب؟
إن الدعاء فى جوف الليل مستجاب وهذه أدلته:
-عن عاصم بن حميد قال: سألت عائشة رضى الله عنها : ماذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفتتح به قيام الليل؟ قالت: لقد سألتنى عن شئ ما سألنى عنه أحد قبلك، كان يكبر عشراً ويحمد عشراً ويسبح عشراً ويستغفر عشراً ويقول: " اللهم اغفر لى واهدنى وارزقنى وعافنى ويتعوذ من ضيق المقام يوم القيامة". أخرجه أبو داود فى سننه برقم (766) وقال الألبانى : حسن صحيح.
-وعن ابن عباس رضي الله عنه قال: " كان رسول صلى الله عليه وسلم إذا تهجد من الليل قال: اللهم لك الحمد أنت نور السماوات والأرض ومن فيهن، ولك الحمد أنت قيوم السماوات والأرض ومن فيهن ولك الحمد أنت رب السماوات والأرض ومن فيهن، أنت الحق وقولك الحق والجنة حق والنار حق والساعة حق، اللهم لك أسلمت وبك آمنت وعليك توكلت وإليك أنبت وبك خاصمت وإليك حاكمت، فاغفر لى ما قدمت، وما أخرت وما أسررت وما أعلنت، وما أنت أعلم به منى أنت المقدم وأنت المؤخر لا إله إلا أنت". أخرجه البخارى فى صحيحه برقم (7060).
-وعن مسروق قال: كنا مع أبى موسى فجئنا الليل إلى بستان خرب، قال: فقام من الليل يصلى فقرأ قراءة حسنة ثم قال: اللهم إنك مؤمن تحب المؤمن ومهيمن تحب المهيمن سلام تحب السلام، صادق تحب الصادق. أخرجه ابن أبى شيبة فى المصنف برقم (29337).
وناد إذا ما قمت فى الليل سامعاً
** قريبا مجيبا بالفواضل يبتدى
وقد روى الإمام أحمد بإسناد لا بأس به عن أبى هريرة رضي الله عنه مرفوعاً: "ما من مسلم ينصب وجهه إلى الله عز وجل فى مسألة إلا أعطاها إياه إما أن يعجلها له وإما أن يدخرها له". أخرجه الإمام أحمد فى مسنده برقم (9784) وقال الهيثمى فى المجمع : رواه أحمد ورجاله ثقات وفى بعضهم خلاف.
وفى رواية فى حديث أبى هريرة رضي الله عنه "ما من مؤمن ينصب وجهه إلى الله تعالى يسأله إلا أعطاه إياها إما أن يجعلها له فى الدنيا، وإما أن يدخرها له فى الآخرة ما لم يعجل، قالوا وما عجلته ؟ قال يقول دعوت الله عز وجل فلا أراه يستجاب لى". (رواه البخارى ومسلم وغيرهما).
ما الذى يقال فى طلب الحاجة؟ وما يدعى به؟
ليس أفضل من هديه صلى الله عليه وسلم فى دعاء الحاجة ، وإليك بعض ما جاء فيه:
-عن عبد الله بن جعفر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا أعلمك كلمات لم أعلمها حسنا ولا حسيناً، إذا طلبت حاجة وأحببت أن تنجح فقل : لا إله إلا الله وحده لا شريك له العلى العظيم، ولا إله إلا الله وحده لا شريك له الحكيم الكريم ثم سل حاجتك". أخرجه ابن أبى شيبة فى المصنف برقم (29319).
-وعن خالد بن سعيد بن المسيب قال سعيد دخلت المسجد وأنا أرى أنى قد أصبحت وإذا على ليل طويل فإذا ليس فيه أحد غيرى ، فقمت فسمعت حركة خلفى ففزعت فقال:أيها الممتلئ قلبه غرقا ، لا تفرق ولا تفزع، وقل: "اللهم إنك ملك مقتدر ما تشاء من أمر يكون" ، ثم سل ما بدا لك، قال سعيد: فما سألت الله شيئاً إلا استجاب لى. أخرجه ابن أبى شيبة فى المصنف برقم (29320).
ما الذى يدعى به للعامة كيف هو؟
يجوز أن تدعو للعامة بما ينفع الأمة كلها ، وإليك بعض أقول السلف الصالح فى ذلك:
-عن سعد بن إبراهيم قال: كان طلق بن حبيب يقول: اللهم أبرم لهذه الأمة أمراً راشدا تعز فيه وليك وتذل به عدوك ويعمل فيه بطاعتك. أخرجه ابن أبى شيبة فى المصنف برقم (29322)
-وعن حسين بن على عن عبد الملك قال: أخبرنى من رأى عمر بن عبد العزيز واقفاً بعرفة يدعو ويقول بإصبعه هكذا يشير به: اللهم زد محسن أمة محمد إحساناً وارجع بمسييئهم إلى التوبة ، ثم يقول هكذا ثم يدير بإصبعه : وخص من وراءهم برحمتك. أخرجه ابن أبى شيبة فى المصنف برقم (29323)
- عن عبيد بن عبد الملك قال: كان عمر بن عبد العزيز يقول: " اللهم أصلح من كان صلاحه صلاحاً لأمة محمد، اللهم وأهلك من كان هلاكه صلاحاً لأمة محمد صلى الله عليه وسلم. أخرجه ابن أبى شيبة فى المصنف برقم (29324)
هل يدعو الإنسان فى الصلاة أم بعد السلام فى صلاة الاستخارة ؟
يجوز الدعاء فى صلاة الاستخارة وغيرها : قبل السلام ، وبعده ، والدعاء قبل السلام أفضل ؛ فإن النبى صلى الله عليه وسلم أكثر دعائه قبل السلام، والمصلى قبل السلام لم ينصرف ، فهذا أحسن .
[/FONT]