الأحكام المتعلقة بالدعاء 7

صفا النعمان

الادارة
طاقم الإدارة
[FONT=&quot]بم يدعو المسلم فى صلاته؟[/FONT]
[FONT=&quot]جاءت الآثار دالة على أن من أراد أن يدعو فى صلاته فليدع بما وافق القرآن الكريم، ويدل عليه ما يلى : [/FONT]
[FONT=&quot]-عن مغيرة عن إبراهيم قال: كان يستحب أن يدعو فى المكتوبة بدعاء القرآن. أخرجه ابن أبى شيبة فى المصنف برقم (3034).[/FONT]
[FONT=&quot]-وعن صدفة بن يسار قال: سمعت طاوساً يقول: ادعو فى الفريضة بما فى القرآن. أخرجه ابن أبى شيبة فى المصنف برقم (3035).[/FONT]
[FONT=&quot]-وعن ابن عون عن محمد قال: كان يكره أن يدعو فى الصلاة بشئ من أمر الدنيا. أخرجه ابن أبى شيبة فى المصنف برقم (3039).[/FONT]
[FONT=&quot]-ولو دعا فى صلاته فسأل الله تعالى شيئاً فإن دعا بما فى القرآن لا تفسد صلاته؛ لأنه ليس من كلام الناس، وكذا لودعا بما يشبه ما فى القرآن وهو كل دعاء يستحيل سؤاله من الناس لما قلنا.[/FONT]

[FONT=&quot]ولو دعا بما لا يمتنع سؤاله من الناس تفسد صلاته عندنا نحو قوله: اللهم أعطنى درهماً، وزوجنى فلانة، وألبسنى ثوباً، وأشباه ذلك، وقال الشافعى: إذا دعا فى صلاة بما يباح له أن يدعو به خارج الصلاة لا تفسد صلاته، واحتج بقوله تعالى:  وَاسْأَلُوا اللَّهَ مِنْ فَضْلِه  (النساء: 32)، وقوله صلى الله عليه وسلم: "سلوا الله حوائجكم حتى الشسع لنعالكم والملح لقدوركم" لم أقف عليه، وعن على رضي الله عنه أنه كان يقنت فى صلاة الفجر يدعو على من ناوأه أى عاداه، ولنا أن ما يجوز أن يخاطب به العبد فهو من كلام الناس وضعاً ولم يخلص دعاء، وقد جرى الخطاب فيما بين العباد بما ذكر ألا ترى أن بعضهم يسأل بعضاً ذلك فيقول: أعطنى درهماً أو زوجنى امرأة، وكلام الناس مفسد ولهذا عد النبى صلى الله عليه وسلم تشميت العاطس كلاماً مفسداً للصلاة.[/FONT]
[FONT=&quot]وأما حديث على رضي الله عنه فلم يسوغوا له ذلك الاجتهاد حتى كتب إليه أبو موسى الأشعرى أما بعد فإن أتاك كتابى هذا فأعد صلاتك، وذكر فى الأًصل أرأيت لو أنشد شعراً ما كان مفسداً لصلاته، ومن الشعر ما هو ذكر الله تعالى كما قال الشاعر:[/FONT]
[FONT=&quot]ألا كـل شــئ ما خـــلا الله باطــــل.[/FONT]
[FONT=&quot]كيف يدعو رسول الله صلى الله عليه وسلم على العصاة من أمته وهو نبى الرحمة؟ [/FONT]
[FONT=&quot]قولـه صلى الله عليه وسلم: "رغم أنف من أدرك رمضان فلم يغفر له" أخرجه الترمذى فى سننه برقم (3545) وقال الألبانى حسن صحيح ، أى لصق بالرغام بفتح الراء وهو التراب والرمل اللين وهو دعاء سوء، كأنه قال كبه الله وأذله وفى بعض الروايات "من أدرك رمضان فلم يغفر له فأبعده الله" أخرجه الطبررانى فى الكبير برقم (11115) وقال الهيثمى فى المجمع: رواه الطبرانى وفيه من لم أعرفهم. قيل معناه: أهلكه الله من قولك بَعُدَ يبعد بعداً فهو بعيد أى هلك قال الله تعالى:  أَلا بُعْداً لِمَدْيَنَ كَمَا بَعِدَتْ ثَمُودُ (هود: 95)، وقيل معناه أبعده الله من رحمته وكرامته من البعد الذى هو ضد القرب، وقد بعد يبعد بعداً فهو بعيد فإن قالوا: كيف دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم على هؤلاء الثلاثة دعاء السوء وقد أرسل رحمة للعالمين وكان يدعو لعصاه أمته فى جميع مدته ويبشر أهل الكبائر بشفاعته قلنا عنه جوابان: أحدهما يشتمل الروايتين. والثانى ـ يخص الرواية الثانية أما الأول فإنما قال ذلك موافقة لجبريل عليه السلام فى الحال وقد تدارك ذلك بما كان دعا قبل ذلك ربه أن يستجيب مثل هذا الدعاء فى أهله بالخير على ما روى أنه صلى الله عليه وسلم قال أخرجه مسلم بألفاظ يتقاربه فى صحيحه رقم (2603): إنى عاهدت ربى وقلت: يا رب إنى بشر أغضب كما يغضب البشر فأيما عبد مسلم سببته أو لعنته فى حال غضبى فاجعل ذلك رحمة له وكرامة فأجابنى إلى ذلك. وأما الجواب الثانى فى الرواية الثانية وهو قوله عليه الصلاة والسلام فأبعده الله فقد حكى عن أبى حنيفة رحمه الله أنه سئل لم دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم على هؤلاء النفر الثلاثة المذكورين فى هذا الحديث دعاء السوء وهو نبى الرحمة فقال: لم يدع عليهم بالسوء ولم قلتم إنه دعاء سوء؟ فقالوا: إنه قال: فأبعده الله. قال: فأى شئ أبعده الله؟ قالوا: أبعده الله من الرحمة والكرامة ونحو ذلك قال: وما الدليل على ذلك؟ قالوا: فأى شئ معناه قال: معناه والله أعلم من أدرك رمضان فلم يغفر له أو أدرك أبويه أو أحدهما فلم يغفر له أو ذكرت بين يديه فلم يصل على فقد استحق الوعيد فأبعده الله من ذلك الوعيد فهذا دعاء لهم بالخير، وليس بدعاء عليهم بالشر، وهذه فائدة جليلة تنبه لها إمام الأئمة، ونبه عليها علماء الأمة. [/FONT]
[FONT=&quot]ما حكم السلام والدعاء لأهل الذمة ومصافحتهم؟[/FONT]
[FONT=&quot]قيل للإمام أحمد رضي الله عنه : نعامل اليهود والنصارى ونأتيهم فى منازلهم وعندهم قوم مسلمون أسلم عليهم؟ قال: نعم. تنوى السلام على المسلمين فيؤخذ منه وجوب النية لذلك، ويمكن أن يسلم عليهم ولا ينويه فيؤخذ منه أن هذه النية لا تحب لكن لا ينوى السلام عليه. وهذا نظير من حلف لا يسلم على رجل فسلم على قوم هو فيهم هل يحنث إن لم ينو إخراجه أو يحنث إن قصده فقط؟ [/FONT]
[FONT=&quot]وسئل أحمد عن مصافحة أهل الذمة فكرهه وروى أبو حفص حديث أبى هريرة رضي الله عنه فى النهى عن مصافحتهم وابتدائهم بالسلام وقال له أبو داود: يكره أن يقول الرجل للذمى كيف أصبحت؟ أو كيف أنت؟ أو كيف حالك؟ قال أكرهه، هذا عندى أكبر من السلام وقال الشيخ وجيه الدين من أصحابنا فى شرح الهداية: أهل الذمة لا تبدأهم بالسلام، ويجوز أن يجيبهم هداك الله، وأطال الله بقاءك، ونحوه وكذا قال بعض الشافعية واختار بعضهم أنه يقول ذلك للحاجة فقط. [/FONT]
[FONT=&quot]وقال الشيخ تقى الدين: إن خاطبه بكلام غير السلام مما يؤنسه به فلا بأس بذلك وقال صاحب المحيط من الحنفية: إن نوى بقلبه أن الله يطيل بقاءه لعله يسلم أو يؤدى الجزية عن ذل وصغار فلا بأس به؛ لأنه دعا له بالإسلام فى الأول، وفى الثانى منفعة للمسلمين وإن لم ينو شيئاً لا يجوز قال: ولو قال لذمى أرشدك الله أو هداك الله فحسن، وقال إبراهيم الحربى: سئل أحمد بن حنبل عن الرجل المسلم يقول للرجل النصرانى أكرمك الله قال: نعم [/FONT]
[FONT=&quot]يقول أكرمك الله يعنى بالإسلام، ويتوجه فيه ما سبق من الدعاء بالبقاء وإنه كالدعاء بالهداية ويشبه هذا أعزك الله، و كان أحمد بن حنبل إذا نظر إلى نصرانى غمض عينيه فقيل له فى ذلك، قال: لا أقدر أن أنظر إلى من افترى على الله وكذب عليه.[/FONT]
[FONT=&quot]ويقول: لا تأخذوا عنى هذا فإنى لم أجده عن أحد ممن تقدم، ولكنى لا أستطيع أن أرى من كذب على الله .[/FONT]
[FONT=&quot]ولو دعا للذمى بطول العمر قيل: لا يجوز؛ لأن فيه التمادى على الكفر وقيل: يجوز لأن فى طول عمره نفعاً للمسلمين بأداء الجزية فيكون دعاء لهم وعلى هذا الاختلاف يجوز الدعاء له بالعافية. [/FONT]
[FONT=&quot]هل يجوز الدعاء للمشرك؟[/FONT]
[FONT=&quot]الدعاء لمشرك مشروط بمعنى أن يدعو له بأمر من أمور الدنيا، ودليل ذلك ما جاء فى الأحاديث الشريفة:[/FONT]
[FONT=&quot]-عن إبراهيم قال: جاء رجل يهودى إلى النبى صلى الله عليه وسلم فقال: أدع لى، فقال: أكثر الله مالك وولدك، وأصح جسمك، وأطال عمرك". أخرجه ابن أبى شيبة فى المصنف رقم (25824).[/FONT]
[FONT=&quot]-وعن إبراهيم قال: لا بأس أن يقول لليهودى والنصرانى: هداك الله.[/FONT]
[FONT=&quot]-وعن معمر عن قتادة "أن يهوديا حلب للنبى صلى الله عليه وسلم ناقة، فقال: اللهم جملة، فاسود شعره" أخرجه ابن أبى شيبة فى المصنف رقم (31757).[/FONT]
[FONT=&quot]-وعن الأعرج عن أبى هريرة رضي الله عنه قال: قدم الطفيل بن عمرو على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله إن دوسا قد عصت وأبت فادع الله عليها فظن الناس أنه يدعو عليهم فقال: اللهم اهد دوسا وأتِ بهم" أخرجه البخارى فى صحيحه برقم (2779) وحكى ابن بطال أن الدعاء للمشركين ناسخ للدعاء على المشركين ودليله قوله تعالى: ( لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْء) [/FONT]
[FONT=&quot](آل عمران : 128) قال: والأكثر على أن لا نسخ وأن الدعاء على المشركين جائز، وإنما النهى عن ذلك فى حق من يرجى تألفهم ودخولهم فى الإسلام، ويحتمل فى التوفيق بينهما أن الجواز حيث يكون فى الدعاء عليهم بالهلاك على كفرهم، والتقييد بالهداية يرشد إلى أن المراد بالمغفرة فى قوله فى الحديث الآخر الذى أخرجه البخارى فى صحيحه برقم (3290) "اللهم أغفر لقومى فإنهم لا يعلمون" العفو عما جنوه عليه فى نفسه لا محو ذنوبهم كلها؛ لأن ذنب الكفر لا يمحى، أو المراد بقوله: "اغفر لهم" اهدهم إلى الإسلام الذى تصح معه المغفرة، أو المعنى اغفر لهم إن أسلموا.[/FONT]
[FONT=&quot]هل يجوز للمسلم أن يؤمن على دعاء الراهب؟[/FONT]
[FONT=&quot]عن حسان بن عطيه قال: لا بأس أن يؤمن المسلم على دعاء الراهب، فقال: إنهم يستجاب لهم فينا، ولا يستجاب لهم فى أنفسهم. أخرجه ابن أبى شيبة فى المصنف رقم (29835).[/FONT]
[FONT=&quot]هل يجوز الدعاء للمجوس؟[/FONT]
[FONT=&quot]يجوز الدعاء للمجوس لما ورد عن أبى بكر بن أنس بن مالك رضى الله عنهم قال: كان له مجوس يعملون له فى أرضه وكان يقول لهم: أطال الله أعماركم، وأكثر أموالكم، فكانوا يفرحون بذلك. أخرجه ابن أبى شيبة فى المصنف رقم (29860)[/FONT]
[FONT=&quot]هل يجوز الدعاء للصبيان بالبركة ومسح رؤوسهم؟[/FONT]
[FONT=&quot]قال أبو موسى ولد لى غلام ودعا له النبى صلى الله عليه وسلم بالبركة. أخرجه البخارى فى الأدب المفرد رقم (840) وصححه الألبانى.[/FONT]
[FONT=&quot]وعن الجعد بن عبد الرحمن قال: " سمعت السائب بن يزيد يقول ذهبت بى خالتى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله إن ابن أختى به وجع فمسح رأسى ودعا لى بالبركة ثم توضأ فشربت من وضوئه ثم قمت خلف ظهره فنظرت إلى خاتمة بين كتفيه مثل زر الحجلة" . أخرجه البخارى فى صحيحه برقم (187).[/FONT]
[FONT=&quot]هل يجوز الدعاء بكثرة المال مع البركة؟[/FONT]
[FONT=&quot]نعم يجوز الدعاء بكثرة المال والولد مع البركة فيهما ويدل على ذلك ما رواه أنس رضي الله عنه عن أم سليم أنها قالت: يا رسول الله أنس خادمك ادع الله له قال صلى الله عليه وسلم: "اللهم أكثر ماله وولده وبارك فيما أعطيته". أخرجه البخارى فى صحيحه برقم (5975)، وعن هشام بن زيد سمعت من أنس بن مالك مثله". [/FONT]
[FONT=&quot]هل يرد النسخ فى الدعاء؟[/FONT]
[FONT=&quot]روى الترمذى عن ابن عمر رضى الله عنهما أن النبى صلى الله عليه وسلم قال: "اللهم العن أبا سفيان، اللهم العن الحارث بن هشام، اللهم العن صفوان بن أمية" قاله عليه السلام: وهم كفار قريش، ثم أسلموا بعد ذلك قال صاحب "مسند الفردوس": وهذا منسوخ بقوله: "اللهم أيما رجل سببته أو شتمته فاجعل ذلك قربة إليك". متفق عليه. وفى رواية: (أيما مؤمن). البخارى رقم (6000) ومسلم رقم (2601). [/FONT]
[FONT=&quot]ما حكم رفع البصر إلى السماء عند الدعاء فى الصلاة؟ [/FONT]
[FONT=&quot] نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن رفع البصر إلى السماء عند الدعاء أو فى غير الدعاء فى الصلاة، ففى الحديث الشريف عن أبى هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : "لينتهين أقوام عن رفع أبصارهم عند الدعاء فى الصلاة إلى السماء أو لتخطفن أبصارهم" سنن النسائى (1259). [/FONT]
[FONT=&quot]وهذا النهى ذهب البعض إلى القول بأنه يقتضى التحريم، والبعض إلى أنه يقتضى الكراهة،وعلى كل فهو غير جائز، أما فى غير الصلاة فهو جائز بلا خلاف . [/FONT]
[FONT=&quot]هل يجوز الاستشفاء بالأدعية المناسبة والأذكار المأثورة؟ [/FONT]
[FONT=&quot]لا خلاف بين الفقهاء فى جواز الاستشفاء بالأدعية والأذكار المأثورة، لما روى عن عائشة رضى الله عنها "أنه صلى الله عليه وسلم كان يعوذ أهل بيته، يمسح بيده اليمنى، ويقول: اللهم رب الناس أذهب الباس واشف أنت الشافى ، لا شفاء إلا شفاؤك، شفاءً لا يغادر سقماً" أخرجه البخارى فى صحيحه برقم (5411)، وفى حديث آخر عن عثمان بن أبى العاص رضي الله عنه أنه شكا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وجعاً يجده فى جسده منذ أسلم، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: ضع يدك على الذى تألم من جسدك، وقل : بسم الله ثلاثاً، وقل سبع مرات: أعوذ بعزة الله وقدرته من شر ما أجد وأحاذر". ويكون ذلك بأجر وغيره، وهو مشروع فيهما معاً. أخرجه مسلم فى صحيحه برقم (2202). [/FONT]
[FONT=&quot]هل يجوز الدعاء مع الطاعون ؟ [/FONT]
[FONT=&quot]وقع خلاف بين الفقهاء فى جواز القنوت فى الصلاة لرفع ضرر الطاعون إلى رأيين:[/FONT]
[FONT=&quot]الرأى الأول: قال بالجواز لأن النبى دعا برفعه عن أهل المدينة وذهب إلى هذا الرأى الحنفية والمعتمد عند الشافعية وبعض الحنابلة وبعض شيوخ المالكية.[/FONT]
[FONT=&quot]الرأى الثانى : ذهب إلى عدم جواز الدعاء برفعه؛ لأنه شهادة ولا يسأل الإنسان رفع الشهادة، وإلى هذا الرأى ذهب بعض المالكية وبعض الشافعية وبعض الحنابلة. [/FONT]
[FONT=&quot]ولعل الراجح مما ذكر هو الرأى الأول وهو القائل بجواز الدعاء برفع الطاعون وذلك لما يلى : [/FONT]
[FONT=&quot]- لأن ما ذكره الرأى الثانى بأنه شهادة ولا يجوز الدعاء برفعها مردود عليه بأن النبى تعوذ من لقاء العدو مع أنه يستلزم الشهادة فى قوله "لا تتمنو لقاء العدو وسلو الله العافية".[/FONT]
[FONT=&quot]- إذا كان فقهاء المالكية رجحوا عدم جواز الدعاء فإن فقهاءهم ورد عنهم بعض الأدعية الخاصة برفع الطاعون.[/FONT]
[FONT=&quot]هل يصح للمرأة أن تقول : (اللهم أنت ربى لا إله إلا أنت خلقتنى وأنا أمتك.. أو وأنا عبدك)؟ [/FONT]
[FONT=&quot]الأمر فى هذا واسع، فلها أن تدعو بما يناسبها (صيغة التأنيث)، فتقول: وأنا أمتك، ولها أن تدعو بلفظ الدعاء الوارد؛ لأنه وصف للشخص المتكلم، والشخص يطلق على الذكر والأنثى. [/FONT]
[FONT=&quot]وقد سئل شيخ الإسلام ابن تيمية عن امرأة سمعت الحديث : (اللهم إنى عبدك وابن عبدك ناصيتى بيدك) إلى آخره فداومت على هذا اللفظ فقيل لها: قولى : اللهم إنى أمتك بنت أمتك إلى آخره. فأبت إلا المداومة على اللفظ فهل هى مصيبة أم لا؟ [/FONT]
[FONT=&quot]فأجاب: "بل ينبغى لها أن تقول: اللهم إنى أمتك، بنت عبدك، ابن أمتك، فهو أولى وأحسن، وإن كان قولها: عبدك ابن عبدك له مخرج فى العربية كلفظ الزوج(يعنى: أن لفظ الزوج يطلق على الذكر والأنثى) . "مجموع فتاوى ابن تيمية" (2/177). [/FONT]
[FONT=&quot]وقال ابن حجر الهيثمى رحمه الله فى "الفتاوى الكبرى" (5/342) : "وتقول المرأة فى سيد الاستغفار وما فى معناه: وأنا أمتك بنت أمتك ، أو بنت عبدك، ولو قالت : وأنا عبدك ، فله مخرج فى العربية بتأويل شخص". [/FONT]
[FONT=&quot]والخلاصة أن الأمر فى هذا واسع ، إن شاء الله، والأحسن أن تقول : اللهم إنى أمتك، وابنة عبدك وابنة أمتك .. الخ، وهذا يكون أنسب وألصق بها، ولودعت باللفظ الذى جاء فى الحديث لم يضر إن شاء الله؛ لأنها وإن كانت أمة فهى عبد أيضاً من عباد الله. [/FONT]
[FONT=&quot]ما حكم عيادة المريض غير المسلم والدعاء له؟ [/FONT]
[FONT=&quot]بالنسبة لزيارة غير المسلم فى المستشفى فهذه الزيارة تسمى بعيادة المريض فإنها جائزة إن شاء الله، ويدل عليه أن النبى صلى الله عليه وسلم عاد غلاماً يهودياً. [/FONT]
[FONT=&quot]وفصّل العلماء فى وصف تلك العيادة هل هى للدعوة أو نحوها، فأجازها بعضهم إذا كانت للدعوة فقط، والذى نختاره هو جواز عيادتهم للمصلحة، فهو رواية عن الإمام أحمد رحمه الله تعالى، وقد اختارها شيخ الإسلام ابن تيمية للمصلحة، ولا سيما إذا كان فى هذه الزيارة مصلحة لك أيها السائل وللمسلمين. [/FONT]
[FONT=&quot]وأن تدعو له بالشفاء لاستدامة المصالح ودرء المفاسد، بمعنى أن تدعو له ناوياً بشفائه أن تدوم مصالح المسلمين وتدرأ عنهم المفاسد إلى غير ذلك من الأغراض الصحيحة، فلا حرج عليك إن شاء الله بعيادة المريض غير المسلم لما فى ذلك من تأليف القلوب ومن المصالح المترتبة على ذلك.[/FONT]
[FONT=&quot]هل يجوز للذى يدعو رب العالمين أن يقول بحق محمد عليك؟ [/FONT]
[FONT=&quot]لا يجوز فى السؤال أن يقال: بحق محمد، ولا بجاه محمد، ولا بحق الأنبياء ولا غيرهم؛ لأن ذلك بدعة لم يرد فى الأدلة الشرعية ما يرشد إليه والعبادات توقيفية لا يجوز منها إلا ما دل عليه الشرع المطهر لقول النبى صلى الله عليه وسلم: (من أحدث فى أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد) متفق على صحته وفى رواية لمسلم: (من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد) ولأن ذلك من وسائل الشرك والغلو فى المتوسل به، وإنما المشروع التوسل إلى الله سبحانه بأسمائه وصفاته لقول الله سبحانه: ( وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا) (الأعراف:180)، وهكذا التوسل بالأعمال الصالحة، كالإيمان بالله ورسوله وتوحيد الله سبحانه ، ومحبة الله ورسوله وبر الوالدين ، والعفة عما حرم الله، وأداء الأمانة ونحو ذلك من الأعمال الصالحات لقول الله عز وجل : ( إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآياتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ* الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ* رَبَّنَا إِنَّكَ مَنْ تُدْخِلِ النَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ* رَبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِياً يُنَادِي لِلْإِيمَانِ أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا) (آل عمران:190-193) إلى قوله : (إِنَّكَ لا تُخْلِفُ الْمِيعَادَ)(آل عمران: 194) وقول النبى صلى الله عليه وسلم : (اللهم إنى أسألك بأنى أشهد أنك أنت الله لا إله إلا أنت الأحد الصمد الذى لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد). أخرجه الترمذى فى سننه برقم (3475) وصححه الألبانى، وقوله صلى الله عليه وسلم : (اللهم إنى أسألك بأن لك الحمد لا إله إلا أنت المنان بديع السماوات والأرض يا ذا الجلال والإكرام يا حى يا قيوم). أخرجه أبو داود فى سننه رقم (1495) وصححه الألبانى ، وللحديث الصحيح فى قصة أصحاب الغار (وهم ثلاثة ممن كان قبلنا آواهم المبيت والمطر إلى غار فانحدرت عليهم صخرة وسدت عليهم الغار فلم يستطيعوا دفعها فقالوا فيما بينهم: لن ينجيكم من هذه الصخرة إلا أن تسألوا الله بصالح أعمالكم فسأل أحدهم ربه أن يفرج عنهم هذه الصخرة ببره لوالديه وتوسل الآخر إلى ربه بعفته عن الزنا بعد قدرته عليه وتوسل الثالث بأدائه الأمانة إلى صاحبها بعدما رباها ونماها ففرج الله عنهم الصخرة وخرجوا) (أخرجه الشيخان فى الصحيح) عن النبى صلى الله عليه وسلم سبق تخريجه. [/FONT]
[FONT=&quot]إذا أذنب الرجل ذنباً، فدعا على نفسه وقال: يا رب إذا فعلت هذه الذنب مرة أخرى فأدخلنى النار، وقد فعل هذا الذنب مرة أخرى، فما حكم هذا الدعاء؟ [/FONT]
[FONT=&quot]لا يجوز للمسلم أن يدعو على نفسه، ولا أن يحجر رحمة ربه عليه، كقول هذا القائل فى السؤال والواجب على الإنسان أن يتوب كلما أذنب، وأن لا تكون كثرة الذنوب سبباً فى قنوطه أو يأسه وليعلم العبد أن العفو والرحمة أحب إلى الله تعالى من العقوبة؛ ولذا سبقت رحمته غضبه، والله سبحانه لا يعجل لعجلتنا ، ولا يسارع فى عقوبتنا وإلا لهلكنا وليعلم أن مثل هذا الدعاء من الاعتداء فى الدعاء وقد قال الله تعالى : ( ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ) (الأعراف:55) . [/FONT]
[FONT=&quot]والذى أوصى به نفسى وأخى السائل أن نكثر من الاستغفار كلما أذنبنا فإن ربنا يقول: (وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ) (الأنفال:33) ، وأن نبتعد عن مثل هذه الدعوات الممنوعة شرعاً.[/FONT]
[FONT=&quot]هل يستجيب الله دعوة الأم على ابنها، إذا كان على صواب وكانت على خطأ؟ [/FONT]
[FONT=&quot]دعاء الأم على ابنها أمر فى غاية الخطورة وهو مظنة الإجابة والواجب على الابن أن يحقق رضاها ما استطاع حتى لو كان رضاها فى غير الصواب ما دام أنه غير محرم شرعاً، أما إذا كان طلبها منه أمراً محرماً شرعاً فلا يطيعها، وعليه أن يحسن إليها وأن يصحبها بالمعروف، ولا يضره دعاؤها عليه، إذا كان ذلك بسبب طاعته لله بعدم فعل المعصية، وأوصى السائل بتعظيم شأن الأم، وبذل الوسع فى برها والإحسان إليها، فعن معاوية ابن جاهمة السلمى رضي الله عنه: أن جاهمة جاء إلى النبى صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله أردت أن أغزو وقد جئت أستشيرك فقال: "هل لك من أم؟" قال: نعم قال: "فالزمها فإن الجنة تحت رجليها" (أخرجه النسائى (3104) وهو حديث حسن). [/FONT]
[FONT=&quot]ما حكم قولنا لمن مات: (قدس الله سره)، أو (قدس الله روحه)، وكذلك (طيب الله ثراه)؟ وجزاكم الله خيراً.[/FONT]
[FONT=&quot]هذه العبارات متقاربة فى المعنى ومقصودها الإحسان إلى الميت والدعاء له بالطيب والطهارة وليس شئ من هذه العبارات مأثوراً بالسنة أو عن السلف، لكنها موجودة فى كلام العلماء الذين يؤرخون فيعبرون عن منزلة المترجم له بذكر قولهم: قدس الله روحه، أو قدس سره والتقديس : التطهير والتطهير: إزالة الخبث وإزالة السوء، وقولهم: قدس سره، يظهر لى أنها بمعنى قدس الله روحه ؛ لأن الروح باعتبار أنها أمرٌ خفى فهى بهذا الاعتبار سر، وأما طيب الله ثراه فهى عبارة تجرى على ألسنة المتأخرين من الصحفيين والكتاب كأنهم يعنون طيب الله قبره ، وإنما يكون القبر طيباً إذا كان صاحبه من الصالحين؛ لأنه حينئذ يكون القبر عليه روضة من رياض الجنة إذ يفتح له باب من الجنة فيأتيه من روحها وطيبها، والذين اعتادوا الدعاء بهذا اللفظ لا يقتدى بهم، وهم يدعون بهذا الدعاء لمن يعظمونه أو يدعون تعظيمه، وإن كانوا فى الباطن بخلاف ذلك، وأولى من هذا وذلك الدعاء للميت المسلم بالمغفرة والرحمة والعفو والرضوان وسكنى الجنة والنجاة من النار، فهذا ما تضمنته الأدعية المأثورة عن الرسول صلى الله عليه وسلم كما فى دعاء الصلاة على الجنازة. [/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT]
[FONT=&quot]هل يضير المؤمن أن يتوجه فى دعائه إلى الله قائلاً: (بجاه سيدنا محمد اقض لى حاجتى يا الله) نظراً لمكانة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم عند الله؟[/FONT]
[FONT=&quot]لا يجوز سؤال الله تعالى ودعاؤه بجاه سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ولا غيره من باب أولى لأن النبى صلى الله عليه وسلم عند الله أولى ، ومعلوم أن النبى صلى الله عليه وسلم أعظم الخلق جاهاً وقدراً وفضلاً عند الله تعالى لكن لا ننتفع إلا بحبنا له صلى الله عليه وسلم وباتباعنا له، وهذا مما يشرع لنا دعاء الله به كأن نقول: اللهم إنا نسألك بحبنا لرسولك أو باتباعنا لرسول صلى الله عليه وسلم ونحو ذلك. أما قدره وجاهه عند الله وهو ولا شك عظيم فمن الاعتداء أن ندعو به.[/FONT]
 
الوسوم
الأحكام المتعلقة بالدعاء
عودة
أعلى