حتى لا يكون أولادكم عديمي المسؤولية وحتى لا يكونوا كثيرو الشكوى، وحتى لا يحبطوا بسهولة ويواجهوا صعوبة في التركيز، وصعوبة في خوض غمار الحياة ، عليكم ثم عليكم أيها الأهل أن تنموا احترامهم لذواتهم. كيف؟
تعزيز تقدير الذات من أبرز الأهداف التي يسعى التشجيع على التفكير إلى بلوغها. عندما تفكّرون مع أولادكم وتلعبون معهم، حفزوهم على الإيمان بأنفسهم، عززوا المعتقدات التالية لديهم: «أستطيع فعل ذلك، أستطيع التفكير بطريقة سليمة، أستطيع حتى أن أعلّم والدي بعض الأمور». إذا أردنا لأولادنا أن يتمتعوا باحترام الذات وبثقة عالية بالنفس، علينا أن نشجّعهم على إيجاد حلقة مفيدة (وليس حلقة مفرغة) حيث تؤدي الثقة بالنفس إلى التحفيز ويؤدي التحفيز إلى طريقة تفكير أفضل وأوسع آفاقاً، وتؤدي طريقة التفكير الجيدة إلى الثقة بالنفس.
قارنوا بين الأولاد الذين لا يملكون تقديراً كافياً لذاتهم وأولئك الذين يتمتعون بتقدير عالٍ للذات، وستجدون أن من لا يقدّرون أنفسهم بما يكفي لا يستطيعون تحمّل مسؤولية أفعالهم فلا يغامرون ويبقون على بر الأمان متفادين خوض تجارب محفوفة بالمخاطر. يلومون أنفسهم أو الآخرين على فشلهم. إنهم كثيرو الشكوك ومفرطو الحساسية. يحتاجون إلى الطمأنة الدائمة والمكافأة المادية. يواجهون صعوبة في التركيز، ويُحبطون بسهولة ويتأثرون بالآخرين بسرعة. أما الأولاد الذين يتمتعون بتقدير عالٍ للذات فيثقون بقدراتهم الخاصة. يستطيعون خوض المغامرات والتصرف بشكل مستقل، كما أنهم قادرون على القيام بخيارات متعددة وقبول التحديات وتحمل المسؤوليات. يتمتعون بروح الدعابة والثقة والقدرة على الإنتاج وهم قادرون على التعلّم من أخطائهم.
عزّز احترام ولدك لنفسه