المحسنات البديعية في اللغة العربية

صفا النعمان

الادارة
طاقم الإدارة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
?المحسنات البديعية ?

أولا : المحسنات البديعية ( الألوان البديعية ) نوعان :
1 - محسنات لفظية :
(التصريع- الجناس- الازدواج- حسن التقسيم - السجع )
2 - محسنات معنوية : (الطباق - المقابلة - التورية - مراعاة النظير - الالتفات )

?النوع الأول : المحسنات اللفظية?

?1- السجع : ( في النثر فقط ) هو اتفاق جملتين أو أكثر في الحرف الأخير.
مثل : (الصوم حرمان مشروع ، وتأديب بالجوع ، وخشوع لله وخضوع).
سر جمال السجع : يحدث جرسا موسيقياً يثير النفس وتطرب له الأذن .
تذكر : إذا لم يكن هناك سجع بين الجمل يسمى الأسلوب مترسلاً .
** ورد السجع في أمثلة قليلة شعرا**

?2 - الازدواج : ( في النثر فقط ) هو اتفاق الجمل المتتالية وتوازنها في الطول والتركيب و الإيقاع الموسيقي
" حبب الله إليك الثبات ، و زيّن في عينيك الإنصاف ، و أذاقك حلاوة التقوى "
قيمته الفنية : إحداث رنين موسيقي تطرب له الأذن ويثير الذهن.

?3 - التصريع : (في الشعر فقط ) هو اتفاق شطري البيت الأول في القصيدة في الحرف الأخير.
مثال قول أحمد شوقي:
اختلاف النهار والليل ينسي اذكرا لي الصبا وأيام أنسي
" سر جماله " يحدث نغما موسيقيا يطرب الأذن ويثير الانتباه.

?4 - حسن التقسيم: ( في الشعر فقط ) هو تقسيم البيت الشعري إلى جمل أو كلمات متساوية في الطول والإيقاع
مثال: * الوصل صافية ، والعيش ناغية والسعد حاشية ، و الدهر ماشينا.
* متفرد بصبابتي ، متفرد بكآبتي ، متفرد بعنائي.
سر جماله " يحدث نغما موسيقيا يطرب الأذن ويجذب الانتباه.

?5 - الجناس : ( في الشعر والنثر اتفاق أو تشابه كلمتين في اللفظ واختلافهما في المعنى ، وهو نوعان :
أ - جناس تام : و هو ما اتفقت فيه الكلمتان في أربعة أمور : ( نوع الحروف- عددها- ترتيبها- ضبطها)
مثل :
• (وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُقْسِمُ الْمُجْرِمُونَ مَا لَبِثُوا غَيْرَ سَاعَة)
• (صليت المغرب في أحد مساجد المغرب)
• (يقيني بالله يقيني)
• (أَرْضِهم مادمت في أَرْضِهم)
ب - جناس ناقص : و هو ما اختلف فيه اللفظان في واحد من أربعة أمور : (نوع الحروف- عددها – ترتيبها- ضبطها)مثل :
• الاختلاف في نوع الحروف : مثل قول أبي فراس الحمداني :
من بحر شعرك أغترف وبفضل علمك أعترف
• الاختلاف في عدد الحروف : مثل : إن الهوى هو الهوان
• الاختلاف في الترتيب : مثل قول أبي تمام : بيض الصفائح لا سود الصحائف
• الاختلاف في الضبط : كقول خليل مطران : يا لها من عَبْرَة للمستهام وعِبْرَة للرائي
سر جمال الجناس : يعطي جرساً موسيقياً تطرب له الأذن ويُثير الذهن .

?القسم الثاني : المحسنات المعنوية:?

?1- الطباق : (في الشعر والنثر ) هو الجمع بين الكلمة المفردة وضدها في الكلام الواحد . وهو نوعان :
أ - طباق إيجاب : إذا اجتمع في الجملة الكلمة وعكسها . مثل : (لا فضل لأبيض على أسود إلا بالتقوى).
ب - طباق سلب : هو أن يجمع بين فعلين (مثبت و منفي) أو( أمر و نهي) مثل : (قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ).
(فَلا تَخْشَوُا النَّاسَ وَاخْشَوْن)

?2- - المقابلة : ( في الشعر والنثر ) هي أن نأتي بجملة أو أكثر ، ثم نأتي بما يقابل ( عكس ) ذلك الكلام.
مثل : (وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَ يُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِث)
الأثر الفني للطباق والمقابلة : إبراز المعنى وتقويته وإيضاحه و إثارة الانتباه عن طريق ذكر الشيء وضده .

?3 - التورية : ( في الشعر والنثر ) هي ذكر كلمة لها معنيان أحدهما قريب ظاهر غير مقصود والآخر بعيد خفي وهو المقصود و المطلوب
مثل :
• قول الشبراوي : فقد ردت الأمواج سائله نهراً .
[سائله] : لها معنيان الأول قريب وهو " سيولة الماء " ، ليس المراد . الثاني بعيد و هو " سائل العطاء " و هو المراد .
[نهراً]: لها معنيان الأول قريب وهو " نهر النيل " ، ليس المراد .
الثاني بعيد و هو " الزجر والكف " و هو المراد .
• قال حافظ مداعبا شوقي :
يقولون إن الشوق نار ولوعة .. فما بال شوقي اليوم أصبح باردا
(شوقى) شدة الشوق (شوقى)اسم الشاعر غير مقصود وهو المقصود
• فرد عليه شوقي قائلا :
وحملت إنسانا وكلبا أمانة .. فضيعها الإنسان والكلب حافظ .
(حافظ) صانها (حافظ) اسم الشاعر
غير مقصود وهو المقصود
• وقال آخر: النهر يشبه مبردا فلأجل ذا يجلوا الصدى
(الصدى) الصدأ (الصدى) العطش
غير مقصود وهو المقصود
سر جمال التورية : تعمل على جذب الانتباه و إيقاظ الشعور و إثارة الذهن .
تدريبات على التورية :
- سأل واحد صديقه : أين أبوك ؟ فقال : (في الفرن). فقال : (حماه الله) !!
- وقال نصير الدين الحمامي :
أبيات شعرك كالقصور ولا قصور بها يعوق
ومن العجائب لفظـها حـر و معناها رقيق
- يمر بي كل وقت وكلما مر يحلو

?4 - مراعاة النظير : ( في الشعر والنثر ) هو الجمع بين الشيء وما يناسبه في المعنى بشرط ألا يكونا ضدين .
مثل قول المتنبي:
الخيل والليل والبيداء تعرفني والسيف والرمح والقرطاس والقلم
قيمته الفنية : تقوية المعنى ، وتأكيده

?5 - الالتفات في الشعر والنثر :
هو الانتقال من ضمير إلى ضمير كأن ينتقل من ضمير الغائب إلى المخاطب أو المتكلم و المقصود واحد .
يقول البارودي :
أنا المرء لا يثنيه عن طلب العلا
نعيم ولا تعدو عليه المفاقر
فقد انتقل الشاعر من ضمير المتكلم [أنا] إلى ضمير الغائب في [يثنيه]
سر جمال الالتفات : إثارة الذهن وجذب الانتباه ودفع الملل .

منقول للفائدة
 
عودة
أعلى