وصف أم معبد لرسول الله ( ص )

صفا النعمان

الادارة
طاقم الإدارة
?? هذا الحبيب ♥️ « ١١٥ » الجزء الأخير من السيرة العهد المكي

السيرة النبوية العطرة
وصف أم معبد ، لرسول الله صلى الله عليه وسلم

وصف أم معبد  لرسول الله ( ص )


? فلما رأى أبو معبد اللبن في البيت ، قال : من أين هذا اللبن يا أم معبد وليس لكم في البيت حالب ولا حلوب ؟
قالت : أما والله لقد مر بنا رجل مبارك ها هو قد حلب الحائل ، أنظر إلى الشاة فنظر إلى الشاة فإذا ضرعها ما زال ممتلء بعد كل هذا الحلب ، وقف أبو معبد مصدوم
قال : يا أم معبد حلب الحائل ؟!
صِفيه لي يا أم معبد ( أعطيني اوصافه )

? الآن أم معبد التي لم يصف الرسول صلى الله عليه وسلم مثلها تريد أن تصف لزوجها هذا الرجل المبارك ، وخلينا مع أم معبد كأنها جالسة معنا وهي تصف لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، سأشرح وصفها بالتفصيل ولكن الآن لنرى ما تقول

? قالت : رأيت رجل ظاهر الوضاءة أبلج الوجه حسن الخلق ، لم تعبه نحلة ولم تزريه صعلة وسيم قسيم في عينيه دعج وفي أشفاره وطف وفي صوته صهل وفي عنقه سطع كأن عنقه إبريق فضة ، وفي لحيته كثاثة ، أزج إن صمت فعليه الوقار وإن تكلم سما وعلاه البهاء أجمل الناس وأبهاها من بعيد وأحسنه وأجمله من قريب حلو المنطق فصلا لا نزر ولا هذر ، كأن منطقه خرزات نظم يتحدرن ربعة لا تشنوه من طول ، ولا تقتحمه عين من قصر غصن بين غصنين ، فهو أنضر الثلاثة منظراً ، وأحسنهم قدراً ، له رفقاء يحفون به إن قال سمعوا لقوله وإن أمر تبادروا إلى أمره محفود ، محشود ، لا عابس ولا مفند صلى الله عليه وسلم

? أم معبد إمرأة بدوية لا كانت تقرأ ولا تكتب ، لكنها تكلمت باللغة العربية التي تعلمتها مع حليب أمها وأنا أتحدى لا طلاب الجامعة ، بل دكاترة الجامعات كلها من غير أن يرجعوا إلى كتب التفسير أن يشرحوا لي وصف أم معبد
هذه اللغة العربية ( مش طلاسم ) يا من تفتخرون بلغة الغرب ونسيتم قيمة لغتكم العربية لغة القرآن ولغة أهل الجنة

? نشرح وصف أم معبد رأيت رجلا ظاهر الوضاءة
رأيت رجل حسن الثياب والنظافة أبلج الوجه
( وجهه مشرق له بهجة لما تنظر إليه تراه مشرق الوجه ) حسن الخلق لم تعبه نحلة
( من النحول يعني ليس نحيلاً ، مش نحيف وليس له كرش يعيبه ، معتدل الجسم صلى الله عليه وسلم ) ولم تزريه صعلة ( رأسه ليس فيه أي عيب ليس بالصغير ولا الضخم ) وسيم قسيم ( حسن الوجه جميل مضيء ، قسيم يعني رجل مقسم الوجه يعني جميل كله فكل موضع من جسمه أخذ قسم من الجمال )
في عينيه دعج ( عيونه صلى الله عليه وسلم فيهم شدة سواد سواد العين وشدة بياض بياضها ) وفي أشفاره وطف ( الرموش طويلة وثقيلة ، روموش عيونه صلى الله عليه وسلم طويلة ولها وطف يعني من طولها لها إنعطاف في أطرافها ) في صوته صهل ( البحة يعني صوته ليس حادا ، صوته فيه قوة وصلابة فيه البحة الرجولية ) وفي عنقه سطع كأن عنقه إبريق فضة ( رقبته فيها إرتفاع وطول ساطعة بيضاء منيرة ما عليها سواد أو شوائب أو سواد بسبب الإتساخ كأن عنقه من الفضة من شدة نقائه وصفائه ) وفي لحيته كثاثة ( لحيته ليست طويلة ولا قصيرة ولكنها كثيفة )

? أزج ( أزج حواجبه لها تقوس وفي طول بطرفها رقيق ) إن صمت فعليه الوقار وإن تكلم سما وعلاه البهاء ( إذا سكت سكوته له وقار وإن تكلم سماه وعلاه البهاء ) أجمل الناس وأبهاها من بعيد وأحلاه وأحسنه من قريب ( عندما تراه من بعيد تراه جميل وحسن وكل ما اقترب منك يزداد جمال ) حلو المنطق فصلاً لا هذر ولا نزر ( يعني ما بحكي بسرعة وتدخل كلماته ببعضها ، بل كلامه مفصل بين الكلمة والكلمة ، وهو قليل الكلام يعني كلامه مش قليل يدل على أنه مش عارف يحكي ولا كثير الحكي ) كأن منطقه خرزات نظم ينحدرن ، ( فصيح اللسان متزن بكلامه ) ربعة ( يعني ليس بطويل زيادة ولا قصير ) لا تشنوه من طول ولا تقتحمه عين من قصر( يعني اللي يشوفه لا يستصغره بعينه لطول زائد أو قصر زائد ) كأنه غصن شجرة بين غصنين ( تشبه صلى الله عليه وسلم بغصن جميل بين غصنين قصدها أبو بكر وعامر بن فهيرة أجمل واحد بالثلاثة وأكثرهم قدراً ) ، له رفقاء يحفون به إن قال سمعوا لقوله وإن أمر تبادروا إلى أمره ( يعني تسابقوا لطاعته )
محشود ( يعني لما يتكلم يقفوا أمامه ويتأهبوا لأمره ) محفود
( يعني أصحابه بخدموه بكل حب وإخلاص ) ،
لا عابس ولا مفند ( يعني حواجبه مش معقودة وعليها كشرة ) صلى الله عليه وسلم ❤

? قال البيهقي في الدلائل وغيره وغيره من أهل السند كثرت غنم أم معبد ،حتى أحضرت بعض منها إلى المدينة فمر أبو بكر رضي الله عنه فرآها فعرفه ابن لأم معبد قال يا أمي هذا الرجل الذي كان مع حالب الحائل ( هكذا أصبح اسمه عندهم حالب الحائل ( فقامت إليه ، قالت : يا عبد الله مَن الرجل الذي كان معك ؟
قال : لها ألا تعلمين ؟
قالت : لا إلا أنه حلب الحائل
فقال لها : هذا رسول الله محمد بن عبد الله
قالت : أدخلني عليه فداه أبي وأمي
قال : فأدخلتها
فأستقبلها صلى الله عليه وسلم أحسن استقبال ، وأطعمها صلى الله عليه وسلم وأكرمها وأعطاها ، فأعلنت إسلامها رضي الله عنها وأرضاها ، ولأنها مسلمة خذوا الحديث عنها ، تقول أم معبد : بقيت الشاة عندنا نحلبها في الصباح والمساء فوالله الذي لا إله إلا هو ما في أرض الله شيئاً يأكل ولا شاة تحلب ( يعني بالصيف والشتاء على مدار السنة الصبح بتحلب والمسا بتحلب ) صلى الله عليه وسلم.

? وبهذا اكون قد ختمت السيرة 【 العهد المكي 】.
بكل مأسيه وأحزانه وألمه ، وبفضل الله عز وجل عشنا مع النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته في مكة ، لحظات لا تنسى ، وللأمانة قد اختصرت الكثير ، ولكن ما قدمته كان كافياً ليعزز الإيمان في قلوبنا
هذه مدرسة محمد صلى الله عليه وسلم
علموها لأبنائكم لأصحابكم لأقرب الناس إليكم ، أنشروها فلكم الأجر ، وهي كفيلة أن تغير المسلم ، وتدخل لقلبه النور
فالله يعلم أني كتبتها ، من قلبي المغرم بالحب لرسول الله صلى عليه وسلم ، وما خرج من القلب لا يصب إلا في القلب لا أريد جزاء ولا شكورا ، لذلك انقلوها كما هي ، ولا ننسى الدعاء للشيخ الفاضل عبد القادر الشيخ رحمه الله واسكنه فسيح جناته ، شيخ السيرة الذي تعلمت على يديه السيرة النبوية ، فله الفضل الكبير رحمه الله الذي كان يقول : السيرة للتأسي لا للتسلي ، كان يقول : حب الظهور يقصم الظهور ( أي الشهرة )

? ولقد رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في رؤيا ، كنت أقف أمامه ويحمل بيديه طفل ملفوف بثوب أبيض كالثلج ، وكاد الطفل أن يقع على الأرض ، وقد دمعت عينا النبي صلى الله عليه وسلم حزناً فدمعت عيناي لحزنه ، فأسرعت وأمسكت الطفل قبل ان يقع ورفعته للأعلى ، فلما استيقظت من النوم بقيت الدمعة في عيني لا تفارقني لأيام
الطفل والثوب الابيض هي الفطرة السليمة لهذا الدين ، من تمسك به خرج من الدنيا كالطفل الصغير كيوم ولدته أمه ، نقي طاهر أبيض
وحزن النبي صلى الله عليه وسلم ، كان على هذه الأمة التي ضيعت هذا الدين بالتفرقة والأحزاب والأقوال والجدال ، ولكي نرجع إلى ديننا وتعاليمه ، يجب أن نبدأ من البداية

? السيرة النبوية العطرة ، لا يعني أن السيرة انتهت ، أمامنا مشوار طويل في العهد المدني ، ولكن إياكم أن تهملوا اجزاء السيرة وتتركوها على الصفحة ، انسخوها واحتفظوا بها ، فقد أخذت معنا وقت وجهد طويل ، إذا اغلقت الصفحة لن تخسروا شيء ، أصبحت أمانة في أعناقكم
الفاصل بين العهد المكي والعهد المدني
سيكون لوصف النبي صلى الله عليه وسلم ، ثم ننتقل للعهد المدني ، وكيف كانت يثرب قبل أن يدخلها صلى الله عليه وسلم عبارة عن مشاكل متراكمة من الصعب حلها ، فلما دخلها صلى الله عليه وسلم أنارت المدينة المنورة ، وكيف حل جميع مشاكلها صلى الله عليه وسلم
.........
الأنوار المحمدية ❤
صلى الله عليه وسلم
........
يتبع بإذن الله
 
عودة
أعلى