الهجرة رد الأمانات إلى أهلها

صفا النعمان

الادارة
طاقم الإدارة
?? هذا الحبيب ♥️« ١٠٨ »
السيرة النبوية العطرة
(( الهجرة ، رد الأمانات إلى أهلها ))

الهجرة رد الأمانات إلى أهلها

♦جهز أبو بكر الصديق راحلتين ولم يقبل منه الراحلة إلا بثمنها ، لماذا قبل النبي صلى الله عليه وسلم ، انفاق أبو بكر كله قبل ذلك ولم يقبل منه الراحلة ؟
لأنه صلى الله عليه وسلم أحب أن تكون هجرته لله كاملة من ماله لله تعالى ، فرضي الصديق وتم البيع

♦ثم طلب منه النبي أن يختار له دليل للطريق يكون خبير فتشاورا فوقع اختيارهما على عبد الله بن أريقط الذي وضع عنده أبو بكر الراحلتين عبد الله بن أريقط رجل مشرك والهجرة ستكون بالسر والنبي لما جاء إلى بيت أبي بكر قال له أخرج من عندك وذلك لكتمان الأمر ( استعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان ) فما دام الأمر يحتاج إلى الكتمان ، فما معنى أن يختار النبي صلى الله عليه وسلم دليله على الطريق رجل مشرك أليس هذا افشاء للسر ؟

♦أولاً : هذه هي نبؤة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أن هذا الرجل ثقة وموضع للسر وأنه سيؤمن ، وبعد أن دلهم على الطريق أسلم عبد الله بن أريقط ولكنه خرج معهم وهو مشرك
ثانيا : أبو بكر تاجر ، والتاحر يستطيع أن يفهم الناس ومعادن الناس
ثالثاً : عبدالله بن أريقط ، كان خبير بالصحراء محنك ومميز جدا بخبرته.

♦الدرس من هذا والسيرة كما قلنا تعلمنا ديننا ، فهي منهاج حياة المسلم ممكن للمسلم ان يستعين بمشرك إذا لزم الأمر
فأعطاه أبو بكر الصديق الراحلتان وتواعد معه بعد ثلاث أيام
وقال له : تلقانا في مكان كذا وقت كذا
واتفق النبي مع الصديق أن يختار غار ثور في تلك الليلة وضعت الخطة ، ورجع النبي إلى بيته وكان ليس عنده في البيت إلا علي بن أبي طالب وبنات النبي وسودة بنت زمعة زوجته
لماذا رجع صلى الله عليه وسلم الى بيته ؟
والوقت ضيق لكي يرتب مع علي بن أبي طالب كيف يرد الودائع إلى أهل مكة.

♦يقول ابن كثير في كتابه السيرة النبوية ولم يكن بمكة أحد عنده شيء يخشى عليه ، إلا وضعه عند الرسول صلى الله عليه وسلم
انظروا إلى كل هذا التكذيب وكل هذا الإيذاء ومع ذلك ليس هناك أحد يثقوا به في مكة كلها إلا الرسول صلى الله عليه وسلم ( لأن المال ليس فيه لعب نكذبه ولكن عند وضع الأمانات والمال ، نحن نعلم أنه الصادق الأمين )

♦قال النبي صلى الله عليه وسلم لعلي : يا علي إني مهاجر هذه الليلة ، وعليك أن تبقى أنت من بعدي هنا ، فإن لقريش عندي أمانات وودائع ، والله أنها من الأمور العجيبة !
قريش كلها الذي يملك منهم شيئاً ثمين له قيمة يخاف عليه يضعه أمانة ، عند رسول الله
وفي نفس الوقت يعادونه ويقولون عنه كما أخبر القرآن ( كذاب وأشرّ وساحر ومجنون )
طيب هل الكذاب توضع عنده الأمانات ؟
هل الأشر ( أي الطماع ) توضع عنده الأمانات ؟
هل الساحر والمجنون توضع عنده الأمانات ؟
كان يقولون بألسنتهم إفتراء وكذب ، كانوا يقولون ما لا يعتقدون عن رسول الله هم يعلمون أنه الصادق الأمين ولكن العداوة عين الرضا وعين الغضب ، متى تعرف الذي يحبك والذي يكرهك ؟ تعرفه في ساعة الغضب

♦وبتنا على العهد نرعى الوداد وعيش المحبين لا ينقضي وفي حالة السخط لا في الرضا يبين المحب من المبغض ،ففي البغض يصفونه بكل شيء وفي حقيقتهم يعلمون أنه الصادق الأمين
قال : يا علي تبقى ورائي حتى ترد هذه الأمانات إلى أصحابها
صاحب الخلق عظيم صلى الله عليه وسلم
يا حبيبي يا رسول الله إنهم أعدائك ، وأنت تعلم أنهم قد وضعوا يدهم على دار كل مسلم قد هاجر ، فالمسلمون الذين هاجروا أخذت قريش بيوتهم وأموالهم وإمتلكتها وسيأخذون دار النبي ، وقد فعلوا فلقد أخذها عقيل بن أبي طالب شقيق علي رضي الله عنه وباعها
ولما جاء صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع وقد أصبحت مكة دار إسلام

♦يقول أسامة بن زيد : يا رسول الله أتنزل في دارك ( لما دخل مكة ) ، أتنزل في دارك ، يا رسول الله ؟
فقال : اضربوا قبتي عند الحجون ، عند قبر خديجة وهل ترك لنا عقيل من دار ؟ ( لأن عقيل أخذها وباعها ) والذي اشتراها أسلم
فجاء يعرض على النبي أن يرجع له داره
فقال صلى الله عليه وسلم : إنا لا نرجع في شيء تركناه لله ، يعلم أنهم سيأخذون داره إذا هاجر ، ومع كل هذا لم يقس هذا القياس الذي نقيسه اليوم ( رح يأخذوا بيتي بأخذ الأمانات منهم )
رد الأمانات إلى أصحابها ديننا يأمرنا أن نعامل الناس بما أمرنا الله لا بما يعملوننا به فنحن المسلمين ، من نعامل ؟ نعامل الله

♦يجلس مع علي بن أبي طالب ، ويقول له : هذه لفلان وهذه ملك فلان ، وهذه لفلان وفلان
أخذ معه وقت طويل رد الأمانات ، حتى العشاء
وفي هذا الوقت جاءت قريش بشبابها الأقوياء وقد حاصروا بيت النبي صلى الله عليه وسلم بالكامل
جاء فتيان قريش كما اتفقوا ينهالون من كل مكان إلى دار النبي صلى الله عليه وسلم وأحاطوا بالدار إحاطة السوار بالمعصم ( يعني لم يتركوا منفذ أو متنفس إلا يوجد شاب يمسك سيف بيده وقائدهم أبو جهل )
..........
الأنوار المحمدية ❤
صلى الله عليه وسلم
.......
يتبع بإذن الله
 
عودة
أعلى