السيرة النبوية العطرة الطائف الجزء الثالث

صفا النعمان

الادارة
طاقم الإدارة
السيرة النبوية العطرة الطائف الجزء الثالث

?? هذا الحبيب ♥️«٧٩»
السيرة النبوية العطرة (( الطائف الجزء الثالث ))

? جلس صلى الله عليه وسلم تحت ظل شجرة ، وأفاق من الصدمة والأزمة التي مر بها ، والأوجاع والدماء تسيل منه صلى الله عليه وسلم ، وكان هذا الموقف من أشد المواقف التى مر بها النبي صلى الله عليه وسلم يوم معركة أُحد لما شج رأس النبي صلى الله عليه وسلم ،وكسرت رباعيته في فكه السفلي ( الرباعية هو السن الذي يقع بين الثنية والناب )

? وجرحت شفته السفلية وسالت منه الدماء صلى الله عليه وسلم ، فسألته السيدة عائشة رضي الله عنها ، وهي تصب له الماء يغسل وجهه من الدماء
هل أتى عليك يوم كان اشد من هذا اليوم ؟؟
فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم :لقد لقيت من قومك، فكان أشد ما لقيت منهم يوم رحلة الطائف .

? جلس تحت الشجرة ثم رفع طرفه إلى السماء ودعا بهذا الدعاء : اللهم إليك أشكو ضعف قوتي ، وقلة حيلتي وهواني على الناس ،
يا أرحم الراحمين ، أنت ربُّ المستضعفين وأنت ربّي إلى من تكلني ، إلى بعيد يتجهَّمني ، أم إلى عدو ملكته أمري إن لم يكن بك عليَّ غضبٌ فلا ، ولكنَّ عافَيَتَك أوسعُ لي أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات ، وصلح عليه أمر الدنيا والآخره ، من أن تُنزل بي غضبك أو يَحِلَّ عليَّ سخطُك لك العتبى حتى ترضى ولا حول ولا قوة إلا بك .

? لما دعا صلى الله عليه وسلم ، بهذا الدعاء الخارج من قلب خير خلق الله على الإطلاق ، العلوي والسفلي
( يعني الملائكة والبشر والجن ، خيرهم جميعاً على الإطلاق ) خرج هذا الدعاء من قلب خير رجل محزون مهموم ( هذا الدعاء عمل انتفاضة في السماوات السبع ، ضجت ملائكة السماء كلهم كيف ينال النبي هذا ؟؟ وأي واحد من ملائكة السماء يستطيع أن يدمر الطائف كلها ، ولكن الله هو البصير السميع ، سمع ما قال أهل الطائف وسمع دعاء النبي صلى الله عليه وسلم فأمر جبريل أن يهبط ) .

? فنظر صلى الله عليه وسلم فإذا بغمامة ( غيمة ) تهبط عليه من السماء تظله ، وإذ عليها جبريل يقول صلى الله عليه وسلم ومعه رجل لا أعرفه ، فاقترب جبريل وسلم وقال : يا محمد هذا ملك الجبال ( أي الموكل بأمور الجبال ) أرسله الله إليك ليطيعك فيما تأمره فأمره بما شئت ، فتقدم ملك الجبال

? وقال : السلام عليك يا رسول الله ، إن الله أمرني أن أطيعك فيما تأمرني ، إن شئت أطبقت عليهم الأخشبين ( أي جبلين في مكة ) وإن شئت دمدمت عليهم ( أي أهل الطائف دمرتهم ، وخسفت فيهم الأرض ) فلا ترى بعد ذلك منهم عدو .

? ( هذا حبيب الله ، هذا المصطفى ، هذا لرب العالمين رسولُ ، صلى الله وسلم عليك يا حبيبي يا رسول الله دمائه تنزف ، ودموعه على لحيته ، وما أفاق من الصدمة بعد ، تخيلوا معي كل إنسان فيكم ، والنبي لا ننسى أنه بشر ، كلنا نعرف لو شخص ، ظلمنا وذقنا طعم الظلم المر ، تتمنى أنك تملك أمر الظالم يوم ، تقول ياريتني أحكم بهالناس يوم واحد أفرجيكم ايش أعمل فيهم ) ط
هذا محمد رسول الله ، وقد أعطاه الله الحكم الآن الحكم بين يديه وهو مظلوم ، وملك الجبال خادم عنده كلمة واحدة من رسول الله ينتهي أمر قريش والطائف

? وإذا به صلى الله عليه وسلم يضم ملك الجبال إلى صدره ويقول : لا لا يا أخي ، إني الله أن يخرج من أصلابهم من يعبده وحده لا يشرك به شيئاً، فنظر إليه جبريل وقال : صدق من سماك رءوفٌ رحيم !قال تعالى : لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ .

رءُوف رحيم اسمان من اسماء الله عزوجل ، اعطاهم الله للنبي صلى الله عليه وسلم في الله هما إسم وفي النبي وصف .

? وفعلاً خرج من ذرية الطائف كثير من كبار العلماء الذين نشروا هذا الدين .
.
?عتبة وشيبة كانوا في البستان ، نظروا من بعيد فشاهدوا الدماء تسيل منه صلى الله عليه وسلم ، وقد علموا بما فعل به أهل الطائف ، وكانوا هم أصحاب البستان الذي يجلس فيه رسول الله ، وكان شيبة وعتبة من سادة قريش ، فلما شاهدوا النبي صلى الله عليه وسلم ، بهذا المنظر حزين والدماء تسيل منه ، دخل العطف لقلبهم ، وتعاطفوا معه لأنه من صلة رحم ، فهم من بني عبد شمس ، والنبي من هاشم وجدهم الأكبر عبد مناف .

الأنوار المحمدية ❤
صلى الله عليه وسلم

يتبع بإذن الله
 
عودة
أعلى