السيرة النبوية العطرة الطائف الجزء الثاني

صفا النعمان

الادارة
طاقم الإدارة
السيرة النبوية العطرة الطائف الجزء الثاني


?? هذا الحبيب ♥ ️«٧٨»
السيرة النبوية العطرة (( الطائف الجزء الثاني ))

? وخرج النبي صلى الله عليه وسلم إلى الطائف مشياً على قدميه مسافة ١٢٠ كم وكان السفر في شوال من السنة العاشرة،
وكان يوافق شهر ٦ عام ٦١٩ ميلادية ،
وطبعا في شهر ٦ تكون درجة الحرارة مرتفعة جدا في صحراء الجزيرة العربية ، لا يستطيع الانسان أن يسير أكثر من ١٠ دقائق فيها .
خرج صلى الله عليه وسلم هذه المسافة الكبيرة جدا مشيا على قدميه ( لأن معنى ركوبه دابة أنه سيسافر وهو ، لا يريد أن تعرف قريش تحركاته وحتى إذا لم ينجح في دعوة الطائف لا تشمت فيه قريش وتستقوي عليه ) ، واصطحب معه زيد بن حارثة والذي كان اسمه حتى هذا الوقت زيد بن محمد لأن النبي صلى الله عليه وسلم تبناه كما أخبرتكم من قبل هذا يوم واحد من أيام الرسول صلى الله عليه وسلم ، حتى يقول لنا أن طريق الدعوة إلى الله ليس بالسهل .

? ولما دخل الطائف ومن عادة العرب
إذا أرادوا أمر من قوم ، توجهوا إلى رؤوس القوم وسادتهم الذين إذا قالوا سمع القوم قولهم ، فتوجه صلى الله عليه وسلم إلى سادة ثقيف ، وكانوا ثلاثة أخوة الكبير فيهم اسمه عبد يا ليل
( هكذا اسمه عبد يا ليل كأنك تغني موال ) ، الثاني اسمه مسعود ، الثالث اسمه قيل نعيم وقيل حبيب ، هؤلاء سادة ثقيف في الطائف .

? فجلس النبي صلى الله عليه وسلم إليهم
( وهم يعرفون الرسول من قبل ، يعرفون أنه هذا محمد بن عبدالله بن عبد المطلب لأن الطائف ومكة ، يعتبر مجتمع واحد ، لأن مجتمع مكة مختلط بمجتمع الطائف ، وهم وصلهم خبر محمد وخبر دينه الجديد وعندهم علم بموقف قريش منه ) ، جلس صلى الله عليه وسلم إلى سادة ثقيف في الطائف ، والعرب كلها لا تنكر منزلة الضيف وحق الضيافة .

? جلس صلى الله عليه وسلم عندهم
فلم يقوموا بحق الضيافة له ، ولم يرى منهم حسن الضيافة ولا استقبال حسن
ومع هذا كله حبيبنا صلى الله عليه وسلم ، داعية إلى الله لا يريد ضيافة أحد ، يريد من الناس فقط أن يستجيبوا لدين الله ، فعرض عليهم الأمر وطلب منهم أن يدخلوا في دين الله فماذا كان ردهم عليه ؟

? عبد ياليل قال : ألم يرى الله إلا أنت يا محمد يبعثك رسول إلى العالمين ، لولا أنزل على رجل من القريتين عظيم
( يعني لو نزل على شخص من سادة الطائف أو مكة عظيم ) .

? أما مسعود فقال : لأن كان الله أرسلك رسولاً ( يعني لو ثبت أن هذا الكلام صحيح وأن الله أرسلك رسول ) لأمزقن ثياب الكعبة ( يعني رح يغضب من ربنا مش ملاقي غير هذا نبي والله لأشق ثياب الكعبة إذا صحيح هذا الكلام ) .

? أما حبيب فقال وكان أصلحهم بالرد : أنا لو أعلم أنك رسول من الله ، لا أكلمك أبداً لأنك إن كنت كما تزعم فأنت أعظم أن أكذبك وإن لم تكن كما تزعم فأنت أهون من أن أرد عليك .

? فقام صلى الله عليه وسلم محزون من عندهم ، وقبل أن يخرج من عندهم
قال لهم : أما إذا قلتم ما قلتم فإن لي مطلب عندكم كضيافة ( يعني أنتم ما أحسنتوا ضيافتي ، اعتبروا هذا الطلب هو الضيافة ).
قالوا : ما هو ؟
قال : أرجو أن لا تخبروا قريش أني جئت إليكم ( لأنه لو عرفت قريش أنه جاء للطائف رح تزداد العداوة ، لأن في عُرف قريش ذهب محمد للطائف ، معناها خرج يستنصر علينا بقوم آخرين ) .

? قالوا : لا واللات لنرسلن إليهم الآن ، وأنت عندنا ثم أمروا ، قم يا فلان وأمرو فارس أن يركب فرسه ويأتي قريش ، ويخبر سادتها بأن محمد يستنصر بثقيف عليكم ( حبيبي يا رسول الله أي بلاء هذا ؟ ورحلته صلى الله عليه وسلم استغرقت ١٠ أيام إلى عندهم ، ورجوعه إلى مكة ، لأنه جاء مشياً على الأقدام الفارس يصل مكة ويخبر قريش ويرجع للطائف ، والنبي صلى الله عليه وسلم ما زال في طريق الرجعة .

? خرج صلى الله عليه وسلم من عندهم وقد يئس أيضاً من أهل الطائف ، فلما خرج من عندهم قاموا ونادوا سفها ئهم
( فإن في كل مجتمع سادة وسفهاء فهم سادة الطائف مش من مستواهم أعمال السفهاء فأرسلوا سفهائهم ).
وقالوا لهم : إذا خرج محمد القرشي ، فارموا عليه الحجارة واشتموه ، واصرخوا في وجهه ، وصفقوا وراءه حتى يخرج من أرض الطائف ( طيب لماذا هذه الهمجية يا طغاة ؟ إيمان ولم تؤمنوا لماذا هذا الإيذاء ؟؟ وضيافة ما ضيفتوه لأن الإنسان بلا دين كما وصفهم الله : إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ ۖ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا ، الحمير خير منهم ) .

? خرج صلى الله عليه وسلم ومعه زيد
وإذا بالطريق اصطفوا كالمراسيم سفهاء الطائف اصطفوا على جانبي الطريق .
فلما أراد الخروج أخذوا يصفقون ، ويصيحون في وجهه ، ويشتمونه ، ويضربون قدميه بالحجارة ، حتى سالت الدماء من قدميه وتلطخت نعليه بالدماء الزكية ، ولما اشتد به الألم صلى الله عليه وسلم ولم يعد يقوى على المشي ، جلس يستريح فرموا الحجارة عليه ، فوقف زيد بينه وبينهم ، يتلقى الحجارة بجسده حتى شج زيد في رأسه ، ووجه وجسده جراح كبيرة وكثيرة رضي الله عنه وأرضاه ، وظلوا يطاردونه مسيرة ٥ كيلو متر كاملة ، حتى استطاع صلى الله عليه وسلم الخروج من أرض الطائف فوجد بستان وكان هذا البستان
لإبنا ربيعة عتبة وشيبة وهم من سادة مكة ، وكان هذا البستان قريب من الطائف ، ولكنه ليس من أرض الطائف.

? فلما رأى البستان ذهب وجلس تحت ظل شجرة ، وأفاق من الصدمة والأزمة التي مر بها ، والأوجاع والدماء تسيل منه صلى الله عليه وسلم ، ثم رفع طرفه إلى السماء ودعا .....

الأنوار المحمدية ❤
صلى الله عليه وسلم

يتبع بإذن الله تعالى...
 
عودة
أعلى