الهجرة الثانية إلى الحبشة الملك العادل

صفا النعمان

الادارة
طاقم الإدارة
الهجرة الثانية إلى الحبشة الملك العادل


?? هذا الحبيب ♥️« ٧٠ »
السيرة النبوية العطرة (( الهجرة الثانية إلى الحبشة ، الملك العادل ))

⚁ اجتمع بني هاشم وبني المطلب في مكان واحد ، الذي يسمى شعب أبوطالب ، وتركوا بيوتهم من أجل أن يحموا النبي صلى الله عليه وسلم من بطش قريش .

⚁ لما رأى النبي صلى الله عليه وسلم أنه في حماية من أهله وعشيرته خاف على الصحابة المستضعفين ، الذين ليس لهم عشيرة تحميهم ، فأمرهم بالهجرة الثانية إلى الحبشة ، ووضع عليهم أمير ، وهو ابن. عمه جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه .
فخرج ٨٣ رجل وبضعة عشرة إمرأة
الذين هاجروا للحبشة أول مرة لما عرفوا بإسلام عمر بن الخطاب رجعوا ،
وقالوا : أن الأمور تحسنت في مكة
فلما رجعوا وجدوا الأمور أسوء من قبل فرجعوا مع المهاجرين مرة ثانية .

⚁ هاجر الصحابة للحبشة والرسول صلى الله عليه وسلم وقومه ، في شعب أبي طالب بالمقاطعة ، واستمرت المقاطعة 3 سنوات ، حتى أكل صلى الله عليه وسلم ورق الشجر وتشققت شفتاه
( سنرجع إلى أحداث المقاطعة ، ولكن نقف مع المهاجرين إلى الحبشة ودروس لكل مسلم ) .

⚁ هاجر الصحابة إلى الحبشة وأميرهم جعفر رضي الله عنه عن طريق البحر
( الحبشة هي ما نعرفه الآن دولة أثيوبيا وأريتريا ) ، وعاشوا في الحبشة ، وأخذوا يعملون فيها ، منهم من عمل بالزراعة ،
ومنهم من عمل في المصنوعات الجلدية
وكانت أخخلاقهم رفيعة ومعاملتهم طيبة ، واحترموا قوانين البلاد واهلها ، بالمقابل أحبهم اهل الحبشة وعاملوهم معاملة طيبة .

⚁ ووصلت الأنباء من الحبشة إلى مكة أن المسلمين في أمن واستقرار وحياة طيبة.
كما وصلت إلى قريش قصيدة ، أحد المهاجرين المسلمين والتي يتحدث فيها عن سعادته هو والمسلمون في أرض الحبشة ، فاغتاظت قريش وجن جنونها
وقالوا : أصبح لمحمد قواعد خارج مكة في أرض الحبشة فإجتمعوا وعقدوا مؤتمر ، ماذا نصنع وما العمل مع من هاجر من أصحاب محمد ؟!!
قالوا نرسل رجلين يحسنان السياسة ، إلى النجاشي ملك الحبشة ، ( طبعاً النجاشي لقب لكل من يحكم الحبشة وليس اسم ، اسمه الحقيقي أصحمة بن أبجر ، كيف نقول رئيس البيت الابيض لكل من يحكم امريكا ، وللفائدة لقب قيصر كان يطلق على كل من حكم الروم
لقب كسرى من يحكم فارس ، لقب المقوقس من يحكم مصر .

وقررت أن ترسل اثنين من دهاتها لمقابلة النجاشي ، ومحاولة اقناعه بأن يطرد المسلمين من الحبشة ويردهم إلى مكة مرة أخرى .
قالوا : نرسل رجلين يحسنان السياسة ، إلى النجاشي ملك الحبشة نحملهم بالهدايا ، ويكلمان النجاشي فيُرجع إلينا من هاجر إليه ، قالوا : من نرسل ؟
فاختاروا داهية العرب في السياسة عمرو بن العاص ومعه عبد الله بن ربيعة .
عمرو بن العاص كانت علاقته قوية بالنجاشي ، وقبل أن يذهبوا للنجاشي
حملوهم قريش الهدايا التي يحبها النجاشي .
وقالوا لهم : قدموا الهدايا أولاً للبطاركة ( يعني مثل أيامنا نقول ، طعموا السن تستحي العين ) .

⚁ وقولوا لهم : أن هؤلاء سفهاء من قومنا فارقوا ديننا وعندما تعطوهم الهدايا ، وتثلجوا صدورهم ، وتفرحوهم بها .
قولوا لهم : إنا نريد أن نكلم النجاشي فأنتم أقنعوه أن يسلمهم لنا دون أن يستقبلهم ويسألهم .

⚁ فلما وصلوا للحبشة ووزعوا الهدايا على البطاركة ( مامعنى بطاركة ، هم كبار رجال الدين عند النصارى وحكم النجاشي قائم على النصرانية الذي يعتقدون أن عيسى عليه السلام إله ) .
قالوا للبطاركة : أن هؤلاء سفهاء من قومنا فارقوا ديننا ، و إننا نريد أن نكلم النجاشي ، فأنتم أقنعوه أن يسلمهم لنا دون أن يستقبلهم ويسألهم .
قالوا : ولماذا ؟ !!!
قالوا : لأن أصحاب محمد يعملون بالسحر ، فإذا قابلوا النجاشي سحروه فلا يسمع لأحد . ( نفذ الخطة عمرو بن العاص مع البطاركة ) ، الأمور تمام

⚁ ولكن هناك نبؤة النبي صلى الله عليه وسلم ليست لعبة اضربوا في الأرض حتى يجمع الله شملكم إلى أين يا رسول الله ؟ إلى الحبشة .لما الحبشة يا رسول الله ؟ إن فيها ملك لا يظلم عنده أحد
ونحن لنا وعد من رسول الله صلى الله عليه وسلم ونبوءة ، قال كما وعدنا صلى الله عليه وسلم لو لم يبق من الدنيا إلَّا يوم لطول الله ذلك اليوم حتى يبعث فيه رجلا مني أو من أهل بيتي يواطئُ اسمُهُ اسمي ، واسم أبيه اسم أبي يملأُ الأرض قسطا وعدلًا ، كما ملئت ظُلمًا وجورا
هاقد ملئت ظلما وجورا يا رسول الله كما اخبرتنا تماما ، صلى الله وسلم عليك يا حبيبي يا رسول الله ، ونحن في انتظار أمر الله ووعد نبيه ، والله يا رسول الله ، كلنا إيمان وتصديق ويقين بأن فرج الله قريب .

⚁ فلما اجتمع عمرو بن العاص والبطاركة بالنجاشي ، وقدموا له الهدايا ، وكان عمرو صديق للنجاشي وبينهم معرفة .
قال النجاشي : ما الأمر يا عمرو تكلم ؟
قال : إن فينا سفهاء خرجوا عن دين الآباء والأجداد ، فلا هم بقوا على ديننا ، ولا دخلوا في دينك أيها الملك .
( عمرو بن العاص داهية العرب لاحظتم اسلوبه بالكلام ) وابتدعوا دين لا نعرفه نحن ولا أنت !... وقد أرسلنا أشراف قومنا حتى تردهم إلينا ، فأهلهم أعلم بهم وهم أولى بهم .
فقال البطاركة من حوله كلهم بصوت واحد : نعم صدق أيها الملك .
فصاح الملك العادل بالبطاركة ، وقال : بئس ما شهدتم به !...
كيف أحكم بنعم قبل أن أسمع الطرف الآخر ؟
( هل رأيتم العدل لا تحكم على شخص حتى تسمع من الطرفين ، اجعلوها قاعدة في حياتكم لا تسمع ممن تحب ، اسمع من الطرفين ) ، بئس ما شهدتم به ، ثم صاح بالجند من حوله .
قال : أرسلوا إليهم حتى أسمع منهم ، فإذا سمعت قضيت بأنهم صادقون أو غير صادقون .

⚁ فأرسل النجاشي إليهم ( لما أرسل إلى الصحابة بالحضور إلى النجاشي ) .
قالوا : ماذا نقول ؟
فقال جعفر : سنقول الحق وما أنزل على نبينا وليكن بعدها ما يكون .
قالوا : يا جعفر أنت المتكلم فينا ( جعفر الذي قال عنه صلى الله عليه وسلم :لقد أشبهت خَلْقِي وَخُلُقِي ) ، وكان أشبه الناس بالرسول صلى الله عليه وسلم ، وقد اخبرتكم عن قصة اسلامه .

⚁ فتقدم جعفر ووقف المسلمون ، ولما دخل الملك ركع الجميع إجلالاً له ، إلا الصحابة بقوا واقفين ظهورهم مستقيمة .
فنظر النجاشي بهم .
وقال : ألا تركعون لنبيكم ؟
قالوا : لا لقد علمنا نبينا أننا لا نركع إلا لله .
فقال : لهم كيف تسلمون على نبيكم ؟
قالوا : نقول له السلام عليك يا رسول الله ،
فسكت النجاشي ونظر إلى عمرو
وقال : هات ما عندك يا عمرو تكلم .
فأخبره نفس الكلام الذي قاله من قبل ، فلما انتهى .
قال النجاشي : قد سمعت منك ، ثم التفت إلى الصحابة .
قال : وأنتم من المتكلم فيكم ؟

⚁ فتقدم جعفر أمام النجاشي ، قال : أيها الملك كنا قوم أهل جاهلية ، نعبد الأصنام ونأكل الميتة ونأتي الفواحش ، ونقطع الأرحام ونسيء الجوار ، يأكل القوي منا الضعيف ، وندفن البنات أحياء ونأتي كل الموبقات ، فكنا على ذلك حتى بعث الله إلينا رسولاً ، نعرف نسبه وصدقه وأمانته وعفافه ( هل رأيتم ذكاء سيدنا جعفر أعطاه صورة الجاهلية الحقيقة القبيحة ، والنصارى يعلمون أن هذا جهل وقريش جاهلين يعبدون الأصنام ، ثم حول الحديث إلى صفة النبي الذي بعثه الله وأنه صادق وأمين والكل يعرف ذلك . الآن شوفوا كيف انتقل معه من صورة الجاهلية القبيحة إلى صورة الإسلام السمح ) فدعانا إلى الله لنوحده ونعبده ، ونخلع ما كنا نعبد نحن وآباؤنا من دونه من الحجارة والأوثان ، وأمرنا بصدق الحديث ، وأداء الأمانة ، وصلة الرحم ، وحسن الجوار ، والكف عن المحارم والدماء ، ونهانا عن الفواحش وقول الزور ، وأكل مال اليتيم ، وقذف المحصنة ، وأمرنا أن نعبد الله وحده لا نشرك به شيئاً . وعدد له أمور الإسلام ، فتعدى علينا قومنا فعذبونا ، وضيقوا علينا ، حتى قال لنا نبينا اذهبوا إلى الحبشة .

⚁ فقال النجاشي: ولماذا اختار نبيكم الحبشة ؟
قال له : قال لنا نبينا إن في الحبشة ، رجل لا يظلم عنده أحد .
قال النجاشي : وهل تحفظ شيء مما أنزل على نبيك ؟
قال : نعم وقرأ عليه شيء من القرآن فدمعت عيون النجاشي ودمعت عيون البطاركة حوله ، كم وصفهم ربنا بالقرآن وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِّ

الأنوار المحمدية ❤
صلى الله عليه وسلم

يتبع بإذن الله ...
 
عودة
أعلى