معركة نهر طلاس التي تجاهلها التاريخ

معركة نهر طلاس التي تجاهلها التاريخ

معركة نهر طلاس التي تجاهلها التاريخ


المعركة التي تجاهلها التاريخ ولم يذكرها المؤرخون الا بعد سنة من حدوثها وتعتبر مجهولة عند الكثير حتى يومنا هذا.

(معركة نهر طلاس) المعركة المنسية التي دارت بين المسلمين و احد اقوى جيوش الأرض"الجيش الصيني" - نتائجها في التأثير مثل نتائج الحرب العالمية الاولى او الثانية فأحداثها وما حصل بعدها هو ما رسم خريطة اكبر امبراطوريتين في العالم في ذلك الوقت(الدوله العباسية والامبراطورية الصينية)

كان يحكم الصين أسرة قوية جداً هي أسرة (تانغ) كان أسلوب هذه الأسرة وأقوى سلاح في ايديهم هو التجارة واستخدام القوة الناعمة (المال و التجاره والرشاوي). أبرز أعداء هذه العائلة آنذاك : - امبراطورية التبت - الإيجور (الاتراك) شمال غرب الصين

في القرن السابع ظهرت تطورات جديدة على الساحة العالمية فقد ظهر الإسلام وكان ذلك بداية الفتوحات الإسلامية فلم تهتم بها الصين في أول الأمر وذلك لبُعد الفتوحات الإسلامية عن الصين ورغبة حكام الصين في التخلص من ملوك فارس (الساسانيين) الذين هزموا على يد المسلمين

كانت البداية الحقيقية للصراع بين المسلمين والصينيين بعدما فتح المسلمون إيران، وبعدها تطلع المسلمين إلى فتح آسيا الوسطى، ففتحت جيوش الدولة الأموية كلاًّ من (كابول وهرات وغزنة) وكلها تقع الآن في أفغانستان.

ومع ذلك لم يكن بمقدور الصين مواجهة المسلمين عسكريًّا نظراً للثورات التي عاشتها في تلك الفترة إضافة إلى سمعة الجيش المسلم الذي لا يُقهر فقد هزم الفرس وأسقط دولتهم، وهزّ عرش الروم واستولى على أكثر أملاكهم

عندما جاء الوقت المناسب استغلت الصين الأزمة التي تعيشها الدولة الأموية وانشغالها بمقاومة الثورات والمعارضين وقامت بإرسال حملة عسكرية استطاعت استرجاع بعض المدن المهمة من المسلمين مثل كش والطالقان وتوكماك (تقع الآن في جمهورية أوزباكستان) بل وصل الأمر إلى تهديد مدينة كابل.

بعد العديد من المناوشات تقابل الجيشان في عام 751 عند نهر طلاس (على الحدود بين غيرغيستان و كازاخستان)
✅ جيش المسلمين مع حلفائهم من التيبت والإيغور تحت قيادة "زياد بن صالح الحارثي"
✅ وجيش الصين تحت قيادة "قاو تشيان تشي"

بدأ القتال ولم يستطع ايّ من الطرفين حسم المعركة لصالحه لمدة 5 ايام حتى ظهر جيش مرتزقة قارلوق(الاتراك) والذي كان حليفاً للصينيين في معاركهم ضد الأمويين ولكنه فاجأ الصينيين في هذه المعركة بتحالفه سرّاً مع المسلمين وهجومه على مؤخرة الجيش الصيني.

لم يصمد الصينيين امام شجاعة فرسان الإسلام وانتهت المعركة بإنتصار المسلمين على الرغم من تكبدهم لخسائر فادحة وفرار القائد (قاو تشيان تشي) وقام المسلمين بأخذ الأسرى الصينيين وارسلوهم الى سمرقند. وكانت هذه المعركة هي بداية النهاية لعائلة ( تانغ).

بنهاية هذه المعركة وضع المسلمون حداً لتمدد الصيني في آسيا الوسطى وأختفت العقائد البوذية والوثنية هناك كما ان المعركة كانت سبباً في اضعاف الإمبراطورية الصينية بشكل كبير مما أغرى خصومها بشن هجمات عليها، وانتزاع أراض من تحت سيطرتها

ومن أهم نتائج المعركة أنه كان بين الأسرى الذين أسرهم المسلمين مجموعة من أمهر صناع الورق الصيني وفي ذلك الوقت كانت صناعة الورق سراً غامضاً لا يعلم عنه العالم شيئاً واحتكرت الصين وقتها سر التصنيع للورق بينما اعتمد باق العالم على استخدام الجلود وورق البردي من أجل الكتابة.

تم نقل صناع الورق الصيني إلى بغداد عاصمة الخلافة العباسية وبقوا هناك لمدة عشرة سنوات، حيث تم تكليفهم بتعليم الصنّاع العرب والمسلمين، أسرار صناعة الورق وتقنياته المختلفة.

العجيب والغريب هو تجاهل المؤرخين والرواه لهذه المعركة وكان اول من تحدث عن هذه المعركة هو الطبري سنة 850 اي بعد المعركة بسنة.
 
عودة
أعلى