أهل

  • تاريخ البدء

صفا النعمان

الادارة
طاقم الإدارة
لأنهم صغار... كانوا يوقظون الشّمس بضحكاتهم، فتعود من حلو غيابها سعيدة بقفزاتهم، ترنو إلى حركاتهم، تبسم لأصوات الشجار في باحة الدّار بين إخوةٍ يزعجون الأمّ التي تهدّد، وتتوعد، و تتابع عملها. والويل لابن العم إن تدخّل . والملامة على ابن الخال إن تجرأ في عرض رأي أو مقال.
لأنهم صغار ... كانوا يتجاوزون الخلاف، ويسارعون في طريق المدرسة كفّ يحتضن كفّاً، والبنات في حصن الوسط يحميهن الإخوة والأقارب. تضجّ الأزقّة من وقع خطواتهم. يضحك المارة من دعاباتهم. الدنيا لهم والثبور لمن يقترب منهم، أو يعتدي على أحدهم فالنار و لا العار.
تتعب الشمس من تأجّج نشاطهم، تتثاءب، وتغادر، لتجبرهم على النوم استعدادً لغد تزهو فيه الأماني، وتتحقّق الأمنيات.
يوم كبروا ... تبخّرت الألباب، وتاه عن القلب الصّواب،سلّم الأخُ شقيقه لسكين الجزّار، وعاد إلى أمّه يبكيه بدموع الفجّار. أرشدوا العدو على ابن العم ،فقتله.هلّلوا. فتحوا الباب للشريد دخل علىابن الخال ومزّقه: صفّقوا. استبيحت الأخت، تشرّدت بنات العم، و بيعت بنات الخال.أصمّوا أسماعهم عن مطارق تقرع طبول العار. صار منهم المقتول والقتيل و الذّليل الذي يحيي الفاتك الغريب.
وتهجع الأمهات على رصيف الانتظار بانتظار أوبة الكبار من عالم الصّغَار إلى دنيا فيها بعضٌ من فطرة الصّغار.
 
الوسوم
أهل
عودة
أعلى