عبدالله سعد اللحيدان
الاعضاء
[font=&]العدل والظلم ( 2 ) العدل والظلم في ميزان الإسلام ( 24 )[/font]
[font=&]( بين العدل والظلم ) موقف الإسلام من العدل والظلم والمظلومين والظالمين .[/font]
[font=&]( بين العدل والظلم ) موقف الإسلام من العدل والظلم والمظلومين والظالمين ( 21 )[/font]
[font=&]من سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ودراسات وبحوث إسلاميّة أخرى ذات صلة ، تأليف :عبدالله سعد اللحيدان .[/font]
[font=&]وقد بعثت إلى عمر بن الخطاب ثياب ، فقسمها ، فأصاب كل رجل ثوب ، ثم صعد المنبر وعليه حلّة - والحلّة ثوبان - فقال : أيها الناس ألا تسمعون ، فقال سلمان : لا نسمع ، فقال عمر : ولم يا أبا عبد الله !؟ قال : لأنك قسمت علينا ثوبا ثوبا وعليك حلّة ، فقال : لا تعجل يا أبا عبد الله ، ثم نادى : يا عبد الله ، فلم يجب أحد ، فقال : يا عبد الله بن عمر ، فقال : لبيك ، قال : نشدتك الله الثوب الذي ائتزرت به أهو ثوبك ؟ قال : اللهم نعم ، قال سلمان : نسمع .[/font]
[font=&]وقال القرطبي في تفسيره : وخطب عمر فقال : ألا لا تغالوا في صدقات النساء ، فإنها لو كانت مكرمة في الدنيا أو تقوى عند الله لكان أولاكم بها رسول الله ما أصدق قط امرأة من نسائه فوق اثنتي عشرة أوقية ، فقامت إليه امرأة فقالت : يا عمر ، يعطينا الله وتحرمنا !؟ أليس الله سبحانه وتعالى يقول : ( وآتيتم إحداهن قنطاراً فلا تأخذوا منه شيئاً أتأخذونه بهتاناً وإثماً مبيناً ) !؟ قال عمر : أصابت امرأة وأخطأ عمر . وفي رواية فأطرق عمر ثم قال : كل الناس أفقه منك يا عمر . [/font]
[font=&]و هذا الفقه ! - الذي يحثّ على طاعة الحاكم الجائر أو الفاسد أو الفاسق أو السارق ، بل وينهى الناس عن الاحتساب والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وعن التناصح وعن مقاومة الظلم والفساد – هذا الفقه سبب في نفور الناس من الإسلام ، وسبب في أنّ بعض الشباب المسلم في البلاد الإسلامية قد انخرطوا في أمور بعيدة عن الدين ورفضوا الدين من أساسه لأنّهم وجدوا في أنفسهم صراعا عنيفا بين العقيدة والوجدان ، فمن جانب : توحي إليهم فطرتهم وعقيدتهم السليمة أنّه تجب مقاومة الظلم ومكافحة الظالمين والخروج عليهم أو أمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر ونصرة المظلومين وأخذ حقوقهم من أيدي الظالمين ، ومن جانب آخر : يسمعون من بعض الفقهاء ، أنّه لا يجوزالخروج على السلطان ، بل تجب طاعته وإن عمل وأمر بالظلم والفساد والفسوق . فيقع الإنسان في حيرة من أمره بين : اتّباع الفطرة والعقل والعقيدة السليمة ، واتّباع كلام هؤلاء الفقهاء الذين ينطقون باسم الدين ! وبخاصّة إذا كان المتكلم رجلا يكن الناس له الاحترام والإكبار ، مثل واحد من العلماء القدامى ، فإنّه عندما سئل عن مقاتلة الحجّاج أجاب : أرى أن لا تقاتلوه ، فإنّها إن تكن عقوبة من الله فما أنتم برادّيها ، وإن يكن بلاءا فاصبروا حتّى يحكم الله وهو خير الحاكمين ، فخرج السائلون من عنده وهم يقولون مستنكرين ما سمعوا منه : أنطيع هذا العلج ! ثم خرجوا مع ابن الأشعث وخيار التابعين والعلماء لقتال الحجاج . [/font]
[font=&]فإذا سمع المظلومون مثل هذه الكلمة من واحد من الفقهاء ، وصفوا جميع العلماء بما وُصِفَ به ذلك العالم القديم . وقد يخرج بعض الناس من الدين ويتركه ، لأن هذا الفقيه جعله يعتقد أن الدين سند للظالم والفاسد والفاسق وداعم للظلم والفساد والفسوق .[/font]
[font=&]والعواقب سيئة جدا ، وخطورة الموقف عظيمة جدا ، لأنّ أعداء الإسلام بالمرصاد ، يصطادون الناس بسهام الدعاية الكاذبة ، ويعرّفون الإسلام بأنّه سند الظالمين والفاسدين والفاسقين - بل والسارقين - وداعم لهم ، وأن الإسلام ركن الجائرين ، بحجة أنّه ينهى عن مقاومة الظلم ومكافحة الظالمين والخروج عليهم أو أمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر ونصرة المظلومين وأخذ حقوقهم من أيدي الظالمين ![/font]
[font=&]والمشكلة انّ بعض المسلمين لا يعرفون حقيقة الإسلام ، غيرعارفين بالدين وما أُلصق به ، لا يميزون بين الحقيقة الناصعة وبين ما أُلقي عليها من ألوان رديئة قاتمة ![/font]
[font=&]مع انّ هذا الابتلاء والامتحان ليس أوّل - ولن يكون آخر - ابتلاء وامتحان يجد المسلمون أنفسهم في مواجهته ، فيجعلهم في صراع بين العقل والوجدان والفطرة من جهة والدعاية الكاذبة عن الإسلام من جهة أخرى ، فيختارون وحي العقل والوجدان الفطرة ، ويظنون أنّهم تركوا الإسلام باعتقاد أنّ المتروك هو الدين الحقيقي الذي أنزله الله تعالى على النبي محمد صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم ! فالآثام الحاصلة من ذلك كلّه متوجهة بالدرجة الأُولى إلى هذا النوع من الفقهاء الذين ينهون عن مقاومة الظلم ومكافحة الظالمين والخروج عليهم أو أمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر ونصرة المظلومين وأخذ حقوقهم من أيدي الظالمين !.[/font]
[font=&]مع أنّ على المسلمين بعامّة ، والعلماء بخاصّة ، أن يرجعوا إلى المصادر الإسلامية الصحيحة في معرفة ما هو من صميم الدين وتمييزة عن ما أُلصق به ، وأن لا يقتنعوا بكلّ ما يقال باسم الدين وباسم السلف الصالح .[/font]
[font=&]وهناك ملاحظات مهمّة ، منها : ليس كلّ ما كذب على السلف الصالح أو نسب إلى السلف الصالح أو قالوا به هو صميم الدين ، كما أنّه ليس كل سلف صالحا ، بل السلف بشر مثلنا وهم بين صالح وطالح وسعيد وشقي وعالم وجاهل وذكيّ وغبيّ ، وليس كل سلف أفضل وأتقى وأعلم وأذكى من كل خلف .[/font]
[font=&] فعلى المسلمين بعامّة ، والعلماء بخاصّة ، أن يدرسوا الأُصول من أساسها ويأخذوها من منبعها .[/font]
[font=&]ولكن أعظم المصائب وأخطر النوازل والكوارث أنّ هناك أُناسا واقفين على الحقيقة ويعرفونها جيّدا ، ولكن لا تقتضي مصالحهم الشخصية إظهارها وقد نزل فيهم قوله سبحانه : ( إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالهُدَىٰ مِن بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَٰئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللاَّعِنُونَ ) ![/font]
[font=&] مع انّ خيار الصحابة والتابعين والعلماء قد جاهروا بالحقيقة وأعلنوها واشتروا رضا الله سبحانه وتعالى بالأثمان الغالية والتضحيات الثمينة ففازوا وأفلحوا . [/font]
[font=&]قال الله تعالى : ( فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَكَ وَلاَ تَطْغَوْا إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ * وَلاَ تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمْ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لاَ تُنصَرُونَ ) .[/font]
[font=&]و[/font][font=&]قال تعالى : ( يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ يَقُولُونَ يَا لَيْتَنَا أَطَعْنَا اللهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولا * وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلا * رَبَّنَا آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذَابِ وَالْعَنْهُمْ لَعْنًا كَبِيرًا ) .[/font]
[font=&]وقال الله تعالى : ( وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ ) .[/font]
[font=&]بتصرّف وإيجاز [/font]
[font=&]من سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ذات صلة ( ك : حقوق الإنسان ، والعدالة الاجتماعيّة ، والإصلاح ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، والفساد ، والفقر ، والبطالة ، والتشرّد ، وغيرها ( دراسات وبحوث إسلاميّة ، و[/font][font=&]مقارنة [/font][font=&]) . تأليف : عبدالله سعد اللحيدان . وهي غير خاصّة بوقت أو أحد أو حالة أو جهة ، مع إيراد أمثلة - حسب الحاجة - من التاريخ والواقع . [/font]
[font=&]وحرصا على أن يبقى خيط هذه السلسلة العلميّة متّصلا وطريق سيرها واضحا ، وأن أزوّد من يتابعها بكلّ ما يستجدّ فيها - إن شاء الله تعالى - أذكر التالي :[/font]
[font=&]الجزء الأول من هذه السلسلة العلميّة بدأته ب : آيات الظلم في القرآن الكريم[/font][font=&] ، [/font][font=&]وفي الجزء الثاني أضفت : الدعاء ، دعوة المظلوم ، الدعاء للمظلومين ، الدعاء على الظالمين[/font][font=&] .[/font]
[font=&]وتقع هذه السلسلة في دائرة الهمّ الأساسي لمؤلفاتي السابقة ([/font][font=&] كتاب : روح أمريكية , هل أنا لا أحد ؟ وكتاب : من أين لهم هذه القوّة , ومن يكسب الرهان ؟ وديوان : من الذي يعبث ؟ وديوان : لماذا أحبّك أو أكرهك ؟ وكتاب : الذين يحلمون , لماذا يحلمون ؟ وكتاب / ديوان : كيف نكون ؟ ) [/font][font=&]وغيرها من الكتابات والنشاطات الفكريّة والثقافيّة والإعلاميّة [/font][font=&]، [/font][font=&]وإن كان لكلّ منها مجاله أو تخصّصه ، الذي قد يختلف - في الشكل - عن الآخر . [/font]
[font=&]والهدف : إبراء الذمّة ، ومساهمة بسيطة في استنتاج معيار واضح للعدل والظلم ، ونشر فكر وثقافة العدل واجتناب الظلم .[/font]
[font=&]فلابد للعدل والظلم من معيار ، وإلّا كانت الأهواء والأغراض هي المعيار ![/font]
[font=&]وأوجز ما قلت في مقدّمة الجزء الثالث بالتالي :[/font]
[font=&]سلسلة : العدل والظلم ، ومواضيع وقضايا ذات صلة ، تأليف : عبدالله سعد اللحيدان .[/font]
[font=&]القرآن الكريم ثمّ السنّة هما الأساس والمنطلق الأوّل ، والتأكيد على : العلم الشرعي والدعوة والوعظ والتبليغ والاحتساب والمناصحة ، والدعاء ودوره في مقاومة الظلم ونزول العقوبة بالظالم وتعجيلها ، وحثّ المظلوم على اللجوء إلى الله تعالى والتمسّك بأسباب زوال الظلم عنه ، وتذكير الجميع بالله وعدله وقدرته ونصره للمظلوم وعقابه للظالم .[/font]
[font=&]وهذه الدراسات والبحوث ليست في علوم الدين فقط ، مع أهميّتها ، فهي المصدر والمورد ، بل فيها دراسات وبحوث لغويّة واقتصاديّة واجتماعيّة وطبيعيّة وغيرها . [/font]
[font=&]وما تمّ نشره من هذه السلسلة - حتى الآن ، على الأنترنت ، ومع وصوله إلى أكثر من ألف (1000) حلقة ( في ست وأربعين - 46 - مجموعة ) مع نشر الجزء الرابع - هو كتابات مبدئيّة موجزة سوف أعود إليها لاحقا ، إن شاء الله تعالى ، ( وبعد اكتمال السلسلة واستيفاء ما يستجدّ ويرد من إضافات وملاحظات ومناقشتها وتحقيقها ومراجعتها ) لتصنيفها وطباعتها .[/font]
[font=&]و[/font][font=&]أعترف بأنّ المواضيع كثيرة والقضايا كبيرة ، [/font][font=&]وأنّها تحتاج إلى بحوث ودراسات أشمل وأعمق ممّا نشرت حتى الآن ، [/font][font=&]لكن ذلك لا يمنع من محاولة الوصول إلى بعض الحقائق والمعارف التي تكون مدخلا لمعرفة الحقائق بأبعاد أوسع[/font] [font=&].[/font]
[font=&]وهذه السلسلة ، أعتمد فيها - بعد الله سبحانه وتعالى - على عشرات المصادر والمراجع ، وأبذل وسعي ، و ( لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ) .[/font]