[FONT=أنثى]
وداعاً يا حبيبتي
ـ لا ترحل يا (أدهم) .
خرجت هذه الكلمات من شفتيها المرتجفتين تقطر ألماً و عذاباً ، و تصرخ رجاءاً و توسلا ....
خرجت كرصاصة قاتلة اخترقت صدره و استقرت في فؤاده ....
خرجت كسهم ملتهب مسعور أدمى مشاعره و هز كيانه ، و لكنه قاوم بصلابة ذلك الحزن الفياض الذي يغلف كلماتها ، ثم التفت إليها و حدق بعينيها الدامعتين قائلاً بصرامة حنونة :
ـ ما الذي تقولينه يا (هيام) ؟؟!! .. كيف تطلبين مني عدم الرحيل و أنت تدركين جيداً السبب الذي دفعني إليه ؟؟!!
ردت عليه (هيام) بحرقة و لوعة :
ـ و لماذا أنت ؟؟!! ، فليذهب أحد غيرك .. هناك الكثير من الرجال و الشباب الذين يصلحون لذلك .
ربت (أدهم) على شعرها الأسود الطويل و قال بشفقة :
ـ هذا صحيح هناك الكثير من الرجال و الشباب الذين يصلحون لمثل تلك الأمور و أراهن أن لكل واحد حبيبة مثلي أو زوجة و أولاد و مع هذا تركهم و رحل .
غمغمت (هيام) بصوت يخنقه الدموع :
ـ يا إلهي .. لماذا ؟؟!! .. لماذا كل هذا العذاب ؟؟!!
أكمل (أدهم) كلامه قائلاً :
ـ لقد ترك أولئك الرجال حبيباتهم و زوجاتهم لهدف أنبل و أسمى إنه الوطن .. الوطن يناديني يا (هيام) ، و محال ألا ألبي نداءه المستنجد .
أمسكت (هيام) بيده و قالت باكية :
ـ (أدهم) .. أستحلفك بحبنا ألا ترحل .
أغمض (أدهم) عينيه بقوة كمن يعاني عذاب مرير ، ثم قال لها :
ـ (هيام) حبيبتي .. افتحي النافذة و انظري جيداً .. بيروت تحترق و تغتالها الصواريخ ، من المستحيل أن أصم أذني عن أصوات الإنفجارات و أزيز الرصاص و دوي القنابل ، و من العار أن أتجاهل آهات الألم على شفاه الأبرياء و أنين الشيوخ و عويل النساء و بكاء الأطفال المذعورين .. لا أستطيع ..لا أستطيع أن أفعل ذلك يا حبيبتي .
انسابت الدموع على وجنتي (هيام) بصمت ثم قالت بشجون :
ـ و ماذا عني ؟؟!! .. و عن حبنا .. و الوعود ؟؟!!
صمت (أدهم) لبرهة من الوقت ثم قال :
ـ أنا أفعل هذا من أجلك و من أجل حبنا أيضاً يا حبيبتي فأي حب سينمو تحت ظل محتل حقود ؟؟!!
صرخت (هيام) بشيء من الانهيار :
ـ لا يهمني .. كل هذا لا يهمني .. كل ما أفهمه أنني أحبك و لا أقوى على رحيلك و لن أطيق بعدك عني يا (أدهم) ألا تفهم ذلك ؟؟!! .
ضمها (أدهم) إلى صدره ليهدئ من روعها و قال لها :
ـ أفهم يا حبيبتي .. هل تظنين أن بعدي عنك يسعدني؟! إن ذلك يقتلني .. فأنا أحبك جداً يا (هيام) .. سآخذ طيفك الملائكي معي و سيبقى حبك متغلغلاً في قلبي حتى بعد موتي .. للأسف هذا أقصى ما يمكنني تقديمه حالياً لحبنا الطاهر النقي .
دفنت (هيام) وجهها بصدره و أخذت تبكي بصوت مرتفع ثم شهقت بذعر عندما دقت الساعة معلنة وقت الرحيل ، فأبعدها (أدهم) عن صدره بحنان و قال :
ـ لقد دقت ساعة الرحيل و حانت لحظة الوداع يا حبيبتي .
تحركت شفتا (هيام) و قالت هامسة :
ـ سأنتظرك يا (أدهم) .
ابتسم لها (أدهم) و قال :
ـ لا تفعلي يا (هيام) بل قومي بتجهيز كفني ، فقد عزمت ألا أعود إلا محمولاً على الأكتاف بعد أن ينتزع ملاك الشهادة روحي من جسدي ، و هذا أقصى ما يتمناه مقاتلاً مثلي .
وضعت (هيام) يدها على صدرها و قالت بهلع :
ـ لا يا (أدهم) لا تقل ذلك .. لا تقل ذلك أبداً .
لوح لها (أدهم) بيده مودعاً و هو يقول :
ـ إن كنت تحبينني حقاً .. فلتفعلي ذلك من أجلي .. أما الآن وداعاً يا حبيبتي .
و هكذا رحل الحبيب ....
رحل ليمتطي صهوة الحروب ، و يقاتل أعداء الوطن بشجاعة تحسده عليها لأسود ....
رحل تاركاً وراءه (هيام) بقلب جريح و مشاعر منهارة و روح تحترق لوعة و ألم ....
و لكنه ضحى بذلك من أجل الوطن ....
رضي أن يرتسم الألم على وجه حبيبته لترتسم الابتسامة على وجوه الأطفال ، و أن تبكي عيونها ليمسح دموع المظلومين
طالت أيام الحرب و مرت الأيام و تلتها الشهور ثم تبعتها السنين ، و مازالت (هيام) على شباكها العتيق تنتظر عودة (أدهم) الحبيب ، و بين يديها استقر كفنه الأبيض الذي خاطته له من خيوط الحرير .
خرجت هذه الكلمات من شفتيها المرتجفتين تقطر ألماً و عذاباً ، و تصرخ رجاءاً و توسلا ....
خرجت كرصاصة قاتلة اخترقت صدره و استقرت في فؤاده ....
خرجت كسهم ملتهب مسعور أدمى مشاعره و هز كيانه ، و لكنه قاوم بصلابة ذلك الحزن الفياض الذي يغلف كلماتها ، ثم التفت إليها و حدق بعينيها الدامعتين قائلاً بصرامة حنونة :
ـ ما الذي تقولينه يا (هيام) ؟؟!! .. كيف تطلبين مني عدم الرحيل و أنت تدركين جيداً السبب الذي دفعني إليه ؟؟!!
ردت عليه (هيام) بحرقة و لوعة :
ـ و لماذا أنت ؟؟!! ، فليذهب أحد غيرك .. هناك الكثير من الرجال و الشباب الذين يصلحون لذلك .
ربت (أدهم) على شعرها الأسود الطويل و قال بشفقة :
ـ هذا صحيح هناك الكثير من الرجال و الشباب الذين يصلحون لمثل تلك الأمور و أراهن أن لكل واحد حبيبة مثلي أو زوجة و أولاد و مع هذا تركهم و رحل .
غمغمت (هيام) بصوت يخنقه الدموع :
ـ يا إلهي .. لماذا ؟؟!! .. لماذا كل هذا العذاب ؟؟!!
أكمل (أدهم) كلامه قائلاً :
ـ لقد ترك أولئك الرجال حبيباتهم و زوجاتهم لهدف أنبل و أسمى إنه الوطن .. الوطن يناديني يا (هيام) ، و محال ألا ألبي نداءه المستنجد .
أمسكت (هيام) بيده و قالت باكية :
ـ (أدهم) .. أستحلفك بحبنا ألا ترحل .
أغمض (أدهم) عينيه بقوة كمن يعاني عذاب مرير ، ثم قال لها :
ـ (هيام) حبيبتي .. افتحي النافذة و انظري جيداً .. بيروت تحترق و تغتالها الصواريخ ، من المستحيل أن أصم أذني عن أصوات الإنفجارات و أزيز الرصاص و دوي القنابل ، و من العار أن أتجاهل آهات الألم على شفاه الأبرياء و أنين الشيوخ و عويل النساء و بكاء الأطفال المذعورين .. لا أستطيع ..لا أستطيع أن أفعل ذلك يا حبيبتي .
انسابت الدموع على وجنتي (هيام) بصمت ثم قالت بشجون :
ـ و ماذا عني ؟؟!! .. و عن حبنا .. و الوعود ؟؟!!
صمت (أدهم) لبرهة من الوقت ثم قال :
ـ أنا أفعل هذا من أجلك و من أجل حبنا أيضاً يا حبيبتي فأي حب سينمو تحت ظل محتل حقود ؟؟!!
صرخت (هيام) بشيء من الانهيار :
ـ لا يهمني .. كل هذا لا يهمني .. كل ما أفهمه أنني أحبك و لا أقوى على رحيلك و لن أطيق بعدك عني يا (أدهم) ألا تفهم ذلك ؟؟!! .
ضمها (أدهم) إلى صدره ليهدئ من روعها و قال لها :
ـ أفهم يا حبيبتي .. هل تظنين أن بعدي عنك يسعدني؟! إن ذلك يقتلني .. فأنا أحبك جداً يا (هيام) .. سآخذ طيفك الملائكي معي و سيبقى حبك متغلغلاً في قلبي حتى بعد موتي .. للأسف هذا أقصى ما يمكنني تقديمه حالياً لحبنا الطاهر النقي .
دفنت (هيام) وجهها بصدره و أخذت تبكي بصوت مرتفع ثم شهقت بذعر عندما دقت الساعة معلنة وقت الرحيل ، فأبعدها (أدهم) عن صدره بحنان و قال :
ـ لقد دقت ساعة الرحيل و حانت لحظة الوداع يا حبيبتي .
تحركت شفتا (هيام) و قالت هامسة :
ـ سأنتظرك يا (أدهم) .
ابتسم لها (أدهم) و قال :
ـ لا تفعلي يا (هيام) بل قومي بتجهيز كفني ، فقد عزمت ألا أعود إلا محمولاً على الأكتاف بعد أن ينتزع ملاك الشهادة روحي من جسدي ، و هذا أقصى ما يتمناه مقاتلاً مثلي .
وضعت (هيام) يدها على صدرها و قالت بهلع :
ـ لا يا (أدهم) لا تقل ذلك .. لا تقل ذلك أبداً .
لوح لها (أدهم) بيده مودعاً و هو يقول :
ـ إن كنت تحبينني حقاً .. فلتفعلي ذلك من أجلي .. أما الآن وداعاً يا حبيبتي .
و هكذا رحل الحبيب ....
رحل ليمتطي صهوة الحروب ، و يقاتل أعداء الوطن بشجاعة تحسده عليها لأسود ....
رحل تاركاً وراءه (هيام) بقلب جريح و مشاعر منهارة و روح تحترق لوعة و ألم ....
و لكنه ضحى بذلك من أجل الوطن ....
رضي أن يرتسم الألم على وجه حبيبته لترتسم الابتسامة على وجوه الأطفال ، و أن تبكي عيونها ليمسح دموع المظلومين
طالت أيام الحرب و مرت الأيام و تلتها الشهور ثم تبعتها السنين ، و مازالت (هيام) على شباكها العتيق تنتظر عودة (أدهم) الحبيب ، و بين يديها استقر كفنه الأبيض الذي خاطته له من خيوط الحرير .
ـ تمت بحمد لله ـ
[/FONT]