العصر الأندلسي >> عبد الغفار الأخرس >> بكيتُ الدّيارَ وأطلالها
بكيتُ الدّيارَ وأطلالها
رقم القصيدة : 22486
-----------------------------------
بكيتُ الدّيارَ وأطلالها
وقد بدَّلَ البينُ تمثالها
وأخنى عليها خطوبُ الزمان
فما خالَها تلك مَن خالِها
وفي مهجتي للجوى لوعة ٌ
تُقَطِّع بالوَجْد أوصالها
لقد سوَّلَتْ ليَ سَيْلَ الدموع
فما قلتُ يومئذٍ ما لها
تذكّرتُ عصرَ الصبا والهوى
يهيّجُ للنفس بلبابها
وما اختلس الدهر من لذَّة ٍ
لعهدَ الصبابة وکغتالها
زمانٌ أُعاقِرُ فيه العقار
وأَعصي بِلَهْويَ عذّالها
وأمشي بها مرحاً تستميل
من السكر بالراح ميّالها
وكم غادة ٍ في ليالي الوصال
جمعتُ مع القرط خلخالها
وما زلتُ أرشف من ريقها
لماها وأشربُ جريالها
لئنْ كان ريقك يحيي النفوس
فقد كان لحظك قتالها
وساقية ٍ عمَّها حسنها
بجنحِ دجى ً قد حكى خالها
تديرُ النضار بكأس اللجين
فتحكي المصابيحَ سيّالها
كُمَيْتاً تجولُ بمضمارها
جاذرُ تصرعُ أبطالها
فيا طيب معسول ذاك اللمى
إذا هصرَ الصبُّ عسَّالها
ولستُ بناسٍ لها ما مضى
وإنْ كنتُ أعْمَلْتُ إهمالها
ليالي لم أبد تفصيلها
إذا أنا أبديتُ إجمالها
وأُبْتُ لمشبهة في المسير
زفيفَ النَّعامة أو رالها
كأنَّي تكلَّفتُ مسحاً بها
عروضَ البلاد وأطوالها
طويتُ القفار وخضتُ البحار
ورضتُ الخطوبَ وأهوالها
وجرَّبتُ أبناءَ هذا الزمان
وعرَّفني الدهرُ أحوالها
وإنّي لذاكَ الذي تعرفونَ
حَمَلْتُ المروءَة أثقالها
وإنْ قلَّ مافي يدي لك أكنْ
لأشكو من العصر إقلالها
وإنْ أنا أتربتُ فالمكرمات
تحدَّثُ بأنيَّ فعّالها
وحسبك من ذي يدٍ أصبحت
تطولُ ولا ذو يدٍ طالها
وإنْ أعْضَلَتْ مشكلاتُ الأمور
أزال وفسَّر إشكالها
وقافية من شرود الكلام
بأخبار سلمان قد قالها
وأرسلها مثلاً في الثناء
وخصَّ بمن شاء إرسالها
فتى ً يقتفي إثْرَ آبائه
وحاكَتْ مزاياه أفعالها
تنال من الله نعمَ الثوابُ
وتُنْفِقُ لله أموالَها
تفجَّر من راحتيه النَّدى
وأَوْرَدَ من شاء سلسالها
من السّادة النجبِ الطاهرين
تزينُ العصور وأجيالها
لقَد طهَّر الله تلك الذوات
وأجرى على الخير أعمالها
بني الغوثِ غوث فحول الرجال
ـال إذا کشتَدّ بالناس ما هالها
وأفعالها في جميع الصَّنيع
من البرِّ تسبقُ أقوالها
فما زلتُ أذكر تفضيلها
وما زلت أشكر إفضالها
بكم يُستغاث إذا ما الخطوب
أهالت على الخلق أهوالها
فكنْتُم من الناس أقطابَها
وكنتمْ من الناس أبدالها
فلو حلتِ الأرض من مثلكم
لزُلْزِلَتِ الأرض زلزالها
أبا مصطفى أَنتَ صوبُ الغمام
ويا ربَّما فُقْتَ هطالها
وقد نَفَقَتْ فيك سُوق القريض
وكان نوالُك دَلاّلها
ولما بَلَغْتُ المنى في العُلى
وبَلَّغْتُ نَفسي آمالَها
أَتَتْك النقابة تسعى إليك
تجرُّ من التيه أذايالها
وأَلْقَتْ إليكَ مقاليدها
وأَبْدَتْ لعزّك إذلالها
وراثة آبائك الطاهرين
فما أحدٌ غيرهم نالها
عليكم وفيكم ومنكم نرى
وجوهَ السَّعادة إقبالها
إذا لم تكنْ أنتَ أهلاً لها
من الأنجبين فمن ذا لها
فقد نلتَ ما لم ينله سواك
فضائل نشكر أفضالها
كلامك يشفي صدور الرجال
ويرضي الملوكَ وعمّالها
وحيثُ أخلَّت بها خُلَّة ٌ
سددتَ برأيك إخلالها
وكم يدٍ لك في الصالحات
سبقتَ من البرّ أمثالها
وإنْ أَغْلَقَتْ بابها المكرمات
فإنَّك تفتحُ أقفالها
العصر الأندلسي >> عبد الغفار الأخرس >> إذا كان خَصمي حاكمي كيفَ أصْنَعُ
إذا كان خَصمي حاكمي كيفَ أصْنَعُ
رقم القصيدة : 22487
-----------------------------------
إذا كان خَصمي حاكمي كيفَ أصْنَعُ
لمَنْ أشتكي حالي لِمَنْ أَتَوَجَّعُ
غرامي غريمي وهو لا شك قاتلي
وكم ذلَّ من يهوى غراماً ويخضع
أباحَ دَمي بين الورى من أحِبُّه
فَقُلْتُ وقلبي بالهوى يتقطع
دموعي شهودٌ أَنَّ قلبي يحبّه
وحقّ الهوى عن حبّه لست أرجع
وراموا سلوّي في هواه عواذلي
وحقِّ هواه لست أصغي وأسمع
أنا المغروم المقيم على الهوى
وفي حُبِّه نمُّوا الوشاة وشنّعوا
وقالوا الفَتى في الحبِّ لا شك هالك
فقُلْتُ دَعوه كيفما شاء يصنع
ولو علِموا ما بين من الوجد والأسى
لرقُّوا لحالي في الهوى وتوجَّعوا
سقاني سُحَيراً من حميّا شرابه
فَطِبْتُ وكأسي بالمدامة مترع
ومن نَشْوَتي باحت من الوجد عبرتي
بما في فؤادي والحشا متولع
وأَصْبَحْتُ كالمجنون في حيّ عامرٍ
بليلي ومن وجدي أهيم وأولع
فلو زاروني بالنَّوم طيف خياله
لكنْتُ بطيفٍ منه أرضى وأقنع
العصر الأندلسي >> عبد الغفار الأخرس >> مَتى تَرَني يا سَعْدُ والشَّوقُ مُزعجي
مَتى تَرَني يا سَعْدُ والشَّوقُ مُزعجي
رقم القصيدة : 22488
-----------------------------------
مَتى تَرَني يا سَعْدُ والشَّوقُ مُزعجي
بما هيَّجَ التذكار من لاعج الوجدِ
أحثُّ إلى نجدٍ مطايا كأنّها
لها قلبُ مفؤود الفؤاد إلى نجد
سوابحُ يطوين الفدافد بالخطا
وَمُسْرَجَة ٍ جردٍ لواعبَ بالأيدي
تملُّ من الدار التي قَد ثَوَتْ به
ولكنّها ليست تملُّ من الوخد
إذا کستنشفت أرواح نجدٍ أهاجها
جوى ً هاج من مستنشق الشيح والرند
لعلّي أرى يا عين أحبابنا الألى
وإنْ أعقَبت تلك التواصل بالصد
فمن مبلغُ الأحباب عنّي تحية ٍ
تنبئهم أنّي على ذلك العهد
إذا ذكرتهم نفسُ صبٍّ مشوقة
رَمَتْها صُروف البين بالنأي والبعد
توقَّدتِ النار التي في جوانحي
إلى ساكني وادي الغضا أيّما وقد
فيا ليتَ في الحبّ صبرَ أحبّتي
وعندَ أحبّائي من الشوق ما عندي
ذكرتكمُ والدَّمع ينثر نظمه
لعمركم نظم الجمان من العقد
وإنّي لأستجدي من العين ماءها
على قربنا منكم وإنْ كان لا يجدي
وأكتُمُ عن صَحْبي غرامي وربَّما
لأظهره بالدمع بينَ بَني ودّي
ومِنْ أينَ تخفى لوعة ٌ قد كتمتُها
محاذرة الواشي وبالرغم ما أبدي
وقد قَرأ الواشون سطَري صبابة
بما كتبت تلك الدموع على خدي
فخذ من عيوني ما يدلّ على الجوى
ومن حَرِّ أنفاسي دليلاً على الوجد
العصر الأندلسي >> عبد الغفار الأخرس >> هكذا كان فعلَها الحمقاءُ
هكذا كان فعلَها الحمقاءُ
رقم القصيدة : 22489
-----------------------------------
هكذا كان فعلَها الحمقاءُ
ربَّما تَحْلقُ اللّحى الكيمياءُ
أفكان الإكسير والشَّعر والبعرُ
وهذي المقالة الشنعاء
كان عهدي به ولا لحية َ الـ
ـتيس وفي حَلْقِها يقلُّ الجزاء
ليتَ شِعري أُريقَ ماءٌ عليها
قبل هذا أم ليس ثمَّة َ ماء
لم يعانِ الزرنيخَ وهو لعمري
فيه للداء في الذقون دواء
ذهبَ الشَّعر والشعور وأمسى
يَتَخفّى ومشيُه کستحياء
وادّعى أنّه أصيبَ بداءٍ
صَدقَ القولُ إنّما الحَلْقُ داء
أيّ داء إذ ذاك أعظمُ منه
والمجانين عنده حكماء
وترجّى للحَلْق أمراً محالاً
ولقدْ خاب ظنُّه ولارجاء
ما سَمِعْنا اللّحى بها حجر الـ
وفي الدّبر توضعُ الأجزاء
زاعماً أنَّهم أشاروا إليها
ولهذا جرى عليها القضاء
أَخَذَ العلمَ عن حقيرٍ فقير
هو والسارح البهيم سواء
طلب السعد بالشقاء وهيهات
مع الجهل تسعد الشقياء
ذهبت لحية المريد ضياعاً
وعليها بعدَ الضياع العفاء
ليته صانها ولو بضراطٍ
ولقد يعقب الضراط الفُساء
لم يدع شعرة ً وقد قيل أرخْ
حلقتْ شعرَ لحيتي الكيمياء
العصر العباسي >> البحتري >> يا علي بل يا أبا الحسن الما
يا علي بل يا أبا الحسن الما
رقم القصيدة : 2249
-----------------------------------
يا عليٌّ، بلْ يا أبَا الحَسَنِ المَا
لكُ رِقّ الظّرِيفَةِ الحَسْناءِ
إتّقِ الله أنْتَ شاعرُ قَيْسٍ،
لا تَكُنْ وَصْمَةً على الشّعَرَاءِ
إنّ إخْوَانَكَ المُقِيمِينَ بالأمْـ
سِ أتَوْا للزِّنَاءِ لا للغِناءِ
أنت أعمى، وللزناة هنات
منكرات تخفى على البصراء
هَبْكَ تَستَسمعُ الحَديثَ فَما علـ
ـمُكَ فيه بالغَمزِ، وَالإيمَاءِ
وَالإشَارَاتِ بالعُيُونِ وَبالأيْـ
ـدي، وَأخْذِ الميعَادِ للإلْتِقَاءِ
قد لَعَمرِي توَرّدوا خِطّةَ الغَدْ
رِ، وَجاؤوا بالسّوْءةِ السّوءاءِ
غَيرَ ما ناظرِينَ في حُرْمَةِ الوِدّ
وَلا ذاكِرِينَ عَهدَ الإخَاءِ
قَطَعُوا أمرَهمْ، وَأنتَ حِمارٌ
مُوقَرٌ مِنْ بَلادَةٍ وَغَبَاءِ
بكيتُ الدّيارَ وأطلالها
رقم القصيدة : 22486
-----------------------------------
بكيتُ الدّيارَ وأطلالها
وقد بدَّلَ البينُ تمثالها
وأخنى عليها خطوبُ الزمان
فما خالَها تلك مَن خالِها
وفي مهجتي للجوى لوعة ٌ
تُقَطِّع بالوَجْد أوصالها
لقد سوَّلَتْ ليَ سَيْلَ الدموع
فما قلتُ يومئذٍ ما لها
تذكّرتُ عصرَ الصبا والهوى
يهيّجُ للنفس بلبابها
وما اختلس الدهر من لذَّة ٍ
لعهدَ الصبابة وکغتالها
زمانٌ أُعاقِرُ فيه العقار
وأَعصي بِلَهْويَ عذّالها
وأمشي بها مرحاً تستميل
من السكر بالراح ميّالها
وكم غادة ٍ في ليالي الوصال
جمعتُ مع القرط خلخالها
وما زلتُ أرشف من ريقها
لماها وأشربُ جريالها
لئنْ كان ريقك يحيي النفوس
فقد كان لحظك قتالها
وساقية ٍ عمَّها حسنها
بجنحِ دجى ً قد حكى خالها
تديرُ النضار بكأس اللجين
فتحكي المصابيحَ سيّالها
كُمَيْتاً تجولُ بمضمارها
جاذرُ تصرعُ أبطالها
فيا طيب معسول ذاك اللمى
إذا هصرَ الصبُّ عسَّالها
ولستُ بناسٍ لها ما مضى
وإنْ كنتُ أعْمَلْتُ إهمالها
ليالي لم أبد تفصيلها
إذا أنا أبديتُ إجمالها
وأُبْتُ لمشبهة في المسير
زفيفَ النَّعامة أو رالها
كأنَّي تكلَّفتُ مسحاً بها
عروضَ البلاد وأطوالها
طويتُ القفار وخضتُ البحار
ورضتُ الخطوبَ وأهوالها
وجرَّبتُ أبناءَ هذا الزمان
وعرَّفني الدهرُ أحوالها
وإنّي لذاكَ الذي تعرفونَ
حَمَلْتُ المروءَة أثقالها
وإنْ قلَّ مافي يدي لك أكنْ
لأشكو من العصر إقلالها
وإنْ أنا أتربتُ فالمكرمات
تحدَّثُ بأنيَّ فعّالها
وحسبك من ذي يدٍ أصبحت
تطولُ ولا ذو يدٍ طالها
وإنْ أعْضَلَتْ مشكلاتُ الأمور
أزال وفسَّر إشكالها
وقافية من شرود الكلام
بأخبار سلمان قد قالها
وأرسلها مثلاً في الثناء
وخصَّ بمن شاء إرسالها
فتى ً يقتفي إثْرَ آبائه
وحاكَتْ مزاياه أفعالها
تنال من الله نعمَ الثوابُ
وتُنْفِقُ لله أموالَها
تفجَّر من راحتيه النَّدى
وأَوْرَدَ من شاء سلسالها
من السّادة النجبِ الطاهرين
تزينُ العصور وأجيالها
لقَد طهَّر الله تلك الذوات
وأجرى على الخير أعمالها
بني الغوثِ غوث فحول الرجال
ـال إذا کشتَدّ بالناس ما هالها
وأفعالها في جميع الصَّنيع
من البرِّ تسبقُ أقوالها
فما زلتُ أذكر تفضيلها
وما زلت أشكر إفضالها
بكم يُستغاث إذا ما الخطوب
أهالت على الخلق أهوالها
فكنْتُم من الناس أقطابَها
وكنتمْ من الناس أبدالها
فلو حلتِ الأرض من مثلكم
لزُلْزِلَتِ الأرض زلزالها
أبا مصطفى أَنتَ صوبُ الغمام
ويا ربَّما فُقْتَ هطالها
وقد نَفَقَتْ فيك سُوق القريض
وكان نوالُك دَلاّلها
ولما بَلَغْتُ المنى في العُلى
وبَلَّغْتُ نَفسي آمالَها
أَتَتْك النقابة تسعى إليك
تجرُّ من التيه أذايالها
وأَلْقَتْ إليكَ مقاليدها
وأَبْدَتْ لعزّك إذلالها
وراثة آبائك الطاهرين
فما أحدٌ غيرهم نالها
عليكم وفيكم ومنكم نرى
وجوهَ السَّعادة إقبالها
إذا لم تكنْ أنتَ أهلاً لها
من الأنجبين فمن ذا لها
فقد نلتَ ما لم ينله سواك
فضائل نشكر أفضالها
كلامك يشفي صدور الرجال
ويرضي الملوكَ وعمّالها
وحيثُ أخلَّت بها خُلَّة ٌ
سددتَ برأيك إخلالها
وكم يدٍ لك في الصالحات
سبقتَ من البرّ أمثالها
وإنْ أَغْلَقَتْ بابها المكرمات
فإنَّك تفتحُ أقفالها
العصر الأندلسي >> عبد الغفار الأخرس >> إذا كان خَصمي حاكمي كيفَ أصْنَعُ
إذا كان خَصمي حاكمي كيفَ أصْنَعُ
رقم القصيدة : 22487
-----------------------------------
إذا كان خَصمي حاكمي كيفَ أصْنَعُ
لمَنْ أشتكي حالي لِمَنْ أَتَوَجَّعُ
غرامي غريمي وهو لا شك قاتلي
وكم ذلَّ من يهوى غراماً ويخضع
أباحَ دَمي بين الورى من أحِبُّه
فَقُلْتُ وقلبي بالهوى يتقطع
دموعي شهودٌ أَنَّ قلبي يحبّه
وحقّ الهوى عن حبّه لست أرجع
وراموا سلوّي في هواه عواذلي
وحقِّ هواه لست أصغي وأسمع
أنا المغروم المقيم على الهوى
وفي حُبِّه نمُّوا الوشاة وشنّعوا
وقالوا الفَتى في الحبِّ لا شك هالك
فقُلْتُ دَعوه كيفما شاء يصنع
ولو علِموا ما بين من الوجد والأسى
لرقُّوا لحالي في الهوى وتوجَّعوا
سقاني سُحَيراً من حميّا شرابه
فَطِبْتُ وكأسي بالمدامة مترع
ومن نَشْوَتي باحت من الوجد عبرتي
بما في فؤادي والحشا متولع
وأَصْبَحْتُ كالمجنون في حيّ عامرٍ
بليلي ومن وجدي أهيم وأولع
فلو زاروني بالنَّوم طيف خياله
لكنْتُ بطيفٍ منه أرضى وأقنع
العصر الأندلسي >> عبد الغفار الأخرس >> مَتى تَرَني يا سَعْدُ والشَّوقُ مُزعجي
مَتى تَرَني يا سَعْدُ والشَّوقُ مُزعجي
رقم القصيدة : 22488
-----------------------------------
مَتى تَرَني يا سَعْدُ والشَّوقُ مُزعجي
بما هيَّجَ التذكار من لاعج الوجدِ
أحثُّ إلى نجدٍ مطايا كأنّها
لها قلبُ مفؤود الفؤاد إلى نجد
سوابحُ يطوين الفدافد بالخطا
وَمُسْرَجَة ٍ جردٍ لواعبَ بالأيدي
تملُّ من الدار التي قَد ثَوَتْ به
ولكنّها ليست تملُّ من الوخد
إذا کستنشفت أرواح نجدٍ أهاجها
جوى ً هاج من مستنشق الشيح والرند
لعلّي أرى يا عين أحبابنا الألى
وإنْ أعقَبت تلك التواصل بالصد
فمن مبلغُ الأحباب عنّي تحية ٍ
تنبئهم أنّي على ذلك العهد
إذا ذكرتهم نفسُ صبٍّ مشوقة
رَمَتْها صُروف البين بالنأي والبعد
توقَّدتِ النار التي في جوانحي
إلى ساكني وادي الغضا أيّما وقد
فيا ليتَ في الحبّ صبرَ أحبّتي
وعندَ أحبّائي من الشوق ما عندي
ذكرتكمُ والدَّمع ينثر نظمه
لعمركم نظم الجمان من العقد
وإنّي لأستجدي من العين ماءها
على قربنا منكم وإنْ كان لا يجدي
وأكتُمُ عن صَحْبي غرامي وربَّما
لأظهره بالدمع بينَ بَني ودّي
ومِنْ أينَ تخفى لوعة ٌ قد كتمتُها
محاذرة الواشي وبالرغم ما أبدي
وقد قَرأ الواشون سطَري صبابة
بما كتبت تلك الدموع على خدي
فخذ من عيوني ما يدلّ على الجوى
ومن حَرِّ أنفاسي دليلاً على الوجد
العصر الأندلسي >> عبد الغفار الأخرس >> هكذا كان فعلَها الحمقاءُ
هكذا كان فعلَها الحمقاءُ
رقم القصيدة : 22489
-----------------------------------
هكذا كان فعلَها الحمقاءُ
ربَّما تَحْلقُ اللّحى الكيمياءُ
أفكان الإكسير والشَّعر والبعرُ
وهذي المقالة الشنعاء
كان عهدي به ولا لحية َ الـ
ـتيس وفي حَلْقِها يقلُّ الجزاء
ليتَ شِعري أُريقَ ماءٌ عليها
قبل هذا أم ليس ثمَّة َ ماء
لم يعانِ الزرنيخَ وهو لعمري
فيه للداء في الذقون دواء
ذهبَ الشَّعر والشعور وأمسى
يَتَخفّى ومشيُه کستحياء
وادّعى أنّه أصيبَ بداءٍ
صَدقَ القولُ إنّما الحَلْقُ داء
أيّ داء إذ ذاك أعظمُ منه
والمجانين عنده حكماء
وترجّى للحَلْق أمراً محالاً
ولقدْ خاب ظنُّه ولارجاء
ما سَمِعْنا اللّحى بها حجر الـ
وفي الدّبر توضعُ الأجزاء
زاعماً أنَّهم أشاروا إليها
ولهذا جرى عليها القضاء
أَخَذَ العلمَ عن حقيرٍ فقير
هو والسارح البهيم سواء
طلب السعد بالشقاء وهيهات
مع الجهل تسعد الشقياء
ذهبت لحية المريد ضياعاً
وعليها بعدَ الضياع العفاء
ليته صانها ولو بضراطٍ
ولقد يعقب الضراط الفُساء
لم يدع شعرة ً وقد قيل أرخْ
حلقتْ شعرَ لحيتي الكيمياء
العصر العباسي >> البحتري >> يا علي بل يا أبا الحسن الما
يا علي بل يا أبا الحسن الما
رقم القصيدة : 2249
-----------------------------------
يا عليٌّ، بلْ يا أبَا الحَسَنِ المَا
لكُ رِقّ الظّرِيفَةِ الحَسْناءِ
إتّقِ الله أنْتَ شاعرُ قَيْسٍ،
لا تَكُنْ وَصْمَةً على الشّعَرَاءِ
إنّ إخْوَانَكَ المُقِيمِينَ بالأمْـ
سِ أتَوْا للزِّنَاءِ لا للغِناءِ
أنت أعمى، وللزناة هنات
منكرات تخفى على البصراء
هَبْكَ تَستَسمعُ الحَديثَ فَما علـ
ـمُكَ فيه بالغَمزِ، وَالإيمَاءِ
وَالإشَارَاتِ بالعُيُونِ وَبالأيْـ
ـدي، وَأخْذِ الميعَادِ للإلْتِقَاءِ
قد لَعَمرِي توَرّدوا خِطّةَ الغَدْ
رِ، وَجاؤوا بالسّوْءةِ السّوءاءِ
غَيرَ ما ناظرِينَ في حُرْمَةِ الوِدّ
وَلا ذاكِرِينَ عَهدَ الإخَاءِ
قَطَعُوا أمرَهمْ، وَأنتَ حِمارٌ
مُوقَرٌ مِنْ بَلادَةٍ وَغَبَاءِ
الكيمياء