العصر الأندلسي >> عبد الغفار الأخرس >> شديدٌ ما أضرَّ بها الغَرامُ
شديدٌ ما أضرَّ بها الغَرامُ
رقم القصيدة : 22427
-----------------------------------
شديدٌ ما أضرَّ بها الغَرامُ
وأَضْناها لِشقْوَتها السّقامُ
وما کنفروت بصَبْوتها ولكنْ
كذلكم المحبُّ المستهام
تشاكَيْنا الهوى زمناً طويلاً
فأَدْمُعَنا وأَدْمُعُها سِجام
قريبة ما تذوب على طلول
عفت حتى معاليها رمام
سقى الله الديارَ حياً كدمعي
لها فيها انسكاب وانسجام
وبات الغيث منهلاًّ عليها
تسيل به الأباطح والأكام
حسبتُ بها المطيَّ فقال صحبي
أضرّ بهذه النوقِ المقامُ
وبرّح بالنياق نوى ً شطونٌ
وأشجان تراشُ لها سهام
فلا رنداً تشمّ ولا تماماً
وأين الرّند منها والثّمام
مفارقة أَحبَّتُها بنجد
عليك الصَّبر يومئذٍ حرام
تقرُّ لأَعْيُني تلك المغاني
وهاتيك المنازل والخيام
إذا ذُكِرَتْ لنا فاضَتْ عيون
وأضرمَ مهجة الصبّ الضرام
لعمرك يا أميمة إنَّ طرفي
على العبرات أوقفه الغرام
أشيمُ البرق يبكيني ابتساماً
وقد يُبكي الشجيَّ الابتسام
تَبَسَّم ضاحكاً فكأنَّ سُعدى
فليس بغيره کفتخر الأنام
يلوحُ فينْجَلي طَوْراً ويخفى
كما جُلِيَتْ مضاربه الحسام
أما وهواك يمنحني سقامي
ومنك البرءُ أجْمَعُ والسقام
لقد بلغ الهوى منّي مناه
ولم يبلغْ مآربه الملام
على الأحداق لا بيضٌ حدادٌ
يشقُّ بها حشى ً ويقدُّ هام
سلي السُّمر المثقَّفة َ العوالي
أتفتكُ مثل ما فتك القوام
أبيتُ أرعى النجمَ فيه
بطرفٍ لا يلمُّ به منام
يذكّرني حَمامُ الأَيْكِ إلْفاً
ألا لا فارقَ الإلْفَ الحَمامُ
وهاتفة ٍ إذا هتفت بشجوي
أقول لها ومثلك لا يلام
فنوحي ما بدا لكِ أنْ تنوحي
فلا عيبٌ عليك ولا منام
بذلتُ لباخل في الحبّ نفسي
ولَذَّ لي الصبابة ُ والهيام
منعتُ رضابه حرصاً عليه
ففاض الريُّ واتَّقد الأوام
وفي طيِّ الجوانح لو نَشَرْنا
بها المطويَّ طال لنا كلام
أرى الأيام أوّلُها عناءٌ
وعقباها إذا کنقرضَتْ أثام
عناءٌ إنْ تأمَّلها لبيبٌ
وما يشقى بها إلا الكرام
لذاك الأكرمون تُزادُ عَنها
فتمنها ويعطاها اللئام
نَزَلْنا من جميل أبي جميل
بحيث القصد يبلغُ والمرام
فثمَّ العروة ُ الوثقى وإنّا
لنا بالعروة الوثقى کعتصام
إذا نزلَ المروع لديه أمسى
يضيم به الخطوب ولا يضام
جوادٌ لا يجود به زمانٌ
ولا يستنتج الدهر العقام
أشيمُ بروقه في كلّ يوممٍ
وما كلُّ بوارقه تشام
إذا افتخر الأنامِ على النسق الأعالي
فذاك البدء فيه والختام
تيقَّظَ للمكارم والعطايا
وأعينُ غيره عنها نيام
مكانكَ من عرانين المعالي
مكانٌ لا ينال ولا يرام
وما جودُ الروائح والغوادي
فإنَّ الجودَ جودك والسلام
بنفسي من لدى حربٍ وسِلْمٍ
هو الضرغام والقرم الهمام
تُراعُ به ألوفٌ وهُوَ فَردٌ
وليسَ يروعه العددُ اللَّهام
ومن عَظُمتْ له في المجد نفسٌ
أهِينَتْ عنده الخِطَطُ العظام
صُدوعٌ ما هنالك والتئام
وما ضلَّتْ وأنتَ لها إمام
كأنَّك في بني الدنيا أبوها
وَراعٍ أنْتَ والدنيا سَوام
إذا کفتخَر الأنامِ وكان فيهم
محلّ الأمن والبلد الحرام
لكلٍّ في جماك له طوافٌ
وتقبيلٌ لكفِّك واستلام
تعودُ بوجهك الظلماءُ صبحاً
ويستسقى بطلعتك الغمام
ويشرقُ من جمالك كلُّ فجٍ
كما قَد أَشْرَقَ البَدر التّمام
فداؤك من عرفتَ وأنت تدري
فخيرٌ من حياتهم الحمام
أناسٌ حاوَلوا ما أَنتَ فيه
وما سَلكُوا طريقك واستقاموا
لقد تخلوا وجدتَّ وأنتَ فينا
كما کنهلَّت عزاليه الرّكام
وما كلٌّ بمندورٍ ببخلٍ
ولا كلٌّ على بخلٍ يلام
تميل بنا بمدحتك القوافي
كما مالت بشاربها المدام
ولولا أنتُ تنفقها لكانتْ
بوائِرَ لا تُباع ولا تُسام
نزورك سيدي في كلِّ عامٍ
إذا مَا مرَّ عامٌ جاءَ عام
تُخَبِرُّ أنَّنا ولأنت أدرى
صيامٌ منذ وافانا الصيام
العصر الأندلسي >> عبد الغفار الأخرس >> لهذي النُّوقِ تنحطُّ كلالا
لهذي النُّوقِ تنحطُّ كلالا
رقم القصيدة : 22428
-----------------------------------
لهذي النُّوقِ تنحطُّ كلالا
وَتَجُوبُ البيد حِلاً وکرتحالا
نَحِلَتْ حتى کنبرت أعْظُمُها
والهوى يُنْقِبُ أهليه نكالا
كلَّما شامت سناً من بارق
قذفت لوعتها دمعاً مذالا
أصبحَتْ تَفْرِي فَيافيها سُرى ً
وتحاكي بکقتحام کلآل رالا
فترفَّقْ أيُّها الحادي بها
فلقدْ أورثها الوجدُ خبالا
لستُ أنسى وقفة ً في رامة
لم يدع منها النوى إلاّ خيالا
ووشتْ عن كلِّ صبٍّ عبرة ٌ
فكفتْ عبرته الواشي المقالا
وأساة لحشى ً مكلومة ٍ
جَرَحَتْها حَذَقُ الغيد نصالا
يا مهاة َ الجزع أنتنَّ له
سالباتٌ قَلْبَه المضنى جمالا
يا أخلاّئي تناءى زمن
مَرَّ لي فيكم وصالاً وانفصالا
وليالٍ ما احتلى أنسها
أصبحتْ في وجنة الأيام خسالا
نقل الواشي إليكم خبراً
لم يكن يقبل ما قال احتمالا
يتمنّى سلوتي لكنَّه
يتمنّى وأبي أرماً محالا
لا تلمني لائمي في صبوتي
فالهوى ما زال للعقل عقالا
فاتركاني والهوى إنّي فتى ً
غالني دونكمُ الوجد اغتيالا
من ظباءِ الرَّمل ظبيٌ إنْ رنا
سَلَّ من جَفْنَيه صمصاماً وصالا
ظبية ُ الخدر الّتي لما جفت
أدلالاً كان منها أمْ ملالا
هل وَفَتْ مديونها مستغرماً
يشتكي منها وإنْ أوفتْ مطالا
لو أباحَتْني جنى مرشفها
لشفتْ من ريقها الداء العضالا
يا رعى الله نُزولاً بالحمى
عثرة َ المغرمِ فيهم لنْ تقالا
حَلّلوا ظُلماً حراماً مثلما
حرّموا في شرعهم شيئاً حلالا
فاصطبر يا قلبُ يوماً ربّما
أصبحَ الخلَّبُ بعد اليأس خالا
كم يُريني الدَّهر جدّاً هازلاً
فأريه من ظبا عزمي جدالا
إنْ يكُنْ في الناس محمودٌ فلا
غير محمود مقالاً وفعالا
فتفاءل بکسمه في سَيْبه
فکسْمه كان لمن يرجوه فالا
إنْ تحاولْ شَخْصَه تَلْقَ على ً
صَحِبَ العِزَّ يميناً وشمالا
لا يرجّى غيره في شدَّة ٍ
أو ترجو بوجود البحر کلا
ليثُ غابٍ وسحابٌ صيّبٌ
حيث تلقاه نوالاً ونزالا
كرمٌ يخجاُ هتّان الحيا
وعُلى ً تُورثُ أعداه الوبالا
ويدٌ ما کنقبضت عن سائل
بل كَفَتْ في سَيبها العافي السؤالا
صارمُ الله الذي لم يخشَ من
حادث الدهر انثلاماً وانفلالا
ولكمْ أجدى فأسدى كرماً
مِنناً طوَّقَ فيهنَّ الرّجالا
صنعته المعروف مغروزٌ به
لا يجود الجود حتّى أنْ يقالا
كم وَرَدْنا فَضْلَه من مَوْردٍ
فَوَجَدْناه نميراً وزلالا
منَحَ الله به يا حبذا
مِنَحٌ من جانب الله تعالى
قل لحسّاد معاليه اقصروا
لم تَزَل أَيديه في المجد طوالا
يتمنَّون مع العجز العلى
وإذا قاموا لها قاموا كسالى
ليس من يذخرْ جميلاً في الورى
كالذي يذخر للأخطار مالا
لا ولا من صَلُبَتْ راحته
كالذي يقطرُ جوداً ونوالا
آل بيت الوحي ما زلنا على
فضلكم يا سادة الدنيا عيالا
ما برحتم مُذ خُلِقتُم سادة ً
تكشفون الغيَّ عنّا والضلالا
لا يغالي فيكم المادح إنْ
أطنب المادح في المدح وغالى
أيّها البَدرُ الذي زاد سَناً
زادك الله سَناءً وكمالا
هاك من عَبْدك نَظماً إنَّه
ينظمُ الشّعر بعلياك کرتجالا
كلّما ضقتُ به ذرعاً أرى
يوسع الفضلَ على الفكر مجالا
وآهنا باالعيد الذي عوَّدْتَنا
لثمَ كفَّيك التي تكفي نوالا
ملكٌ أنتَ بنا أمْ ملكٌ
ما وَجَدْنا لك في الناس مثالا
كيفَ أقضي شكر أيديك التي
حمَّلتني منك أحمالاً ثقالا
لا عَدِمنا فيك يا بحر الندى
أيدياً تولي وفضلاً يتوالى
العصر الأندلسي >> عبد الغفار الأخرس >> وغادة لو بروحي بعثُ رؤيتها
وغادة لو بروحي بعثُ رؤيتها
رقم القصيدة : 22429
-----------------------------------
وغادة لو بروحي بعثُ رؤيتها
لكنتُ والله غيرَ مغبونِ
ما البَدرَ والغصن أحلى من شمائلها
كأنَّها من بناتِ الحور والعينِ
شعراء الجزيرة العربية >> طاهر زمخشري >> في الأصيل
في الأصيل
رقم القصيدة : 2243
-----------------------------------
أقبلَتْ في الأصيل والبسمْةُ العذراءُ في ثَغْرِهَا تُنيرُ صباحَا
وعلى قدِّها من الهَيف الراقص حسانةٌ تجيد المزاحا
غادةٌ .. زانها التورُّدُ في الخدِّ وناغت بالعطر منه الإقاحا
أتلَعتْ جيدَها وفيها من الإغراء ما يكسر العيون الصحاحا
وأماطت لثامها عن جمالٍ زاده الظُّرف رِقّةً ومَراحا
وتغنت بطرفها واستدارت بعد أن رف هدبُها صدَّاحا
جاذبَتْني الهوى بهمسة أجفان تجيد الإعراب والإفصاحا
عن فتون الدلال، عن سطوة الحسن، وعن خافق سَبَتْه فناحا
وانبرت ترسل الحديث أغاريدًا، أذابت في رجْعها الأرواحا
قيدتني ولم أكن أعرف القيد ولكن حملْتُه مرتاحا
****
أقبلتْ في الأصيل، والخصلة الرعناء تلتف بالمحيَّا وشاحا
فإذا بالصباح يضحك بالإسفار، والليل قد غفا واستراحا
عند مجرى السنا ليرتشف العطر وقد مدَّ بالظلال جناحا
في فتونٍ يعابث النور بالسحر بلحظٍ قد أشهرتْه سلاحا
والتعابير باللحاظ سهام فتحت في الضلوع منا جراحا
والفؤاد المجروح من حرقة اللوعة عانى وما تشكَّى وباحا
واللقاءُ المقدور كان على الدرب قطعناه غُدوةً ورواحا
لحظة واختفت وراء المسافات وما زال شوقنا مِلْحاحا
وعلى جسرِ وجْدِنا في دروب الحب نرجو لوَصْلِنا أن يُتاحا
فنذوق الهوى ، وننعم بالنجوى وبالصفو نُترعُ الأقداحا
****
العصر الأندلسي >> عبد الغفار الأخرس >> عفا الله عن ذاك الحبيب وإنْ جنى
عفا الله عن ذاك الحبيب وإنْ جنى
رقم القصيدة : 22430
-----------------------------------
عفا الله عن ذاك الحبيب وإنْ جنى
دعاني به المشتاقُ في صدِّه العنا
قَسا قَلْبُه في قول واشٍ وحاسدٍ
وعهدي به رطب المحبّة ليّنا
من الغيد فتّاك بقدٍّ ومقلة
إذا لاح وسنانُ النواظر بالسنا
ففي لحظه استكفى عن الضرب بالظبا
وفي قدّه استغنى عن الطعن بالقنا
فأَينَ غصونُ البان منه إذا انثنى
وأينَ الظباء العُفر منه إذا رنا
فيا سالبي صَبري على البعد والنوى
ويا مُلبسي ثوباً من السُّقم والضنى
لقد فتنتني منك عينٌ كحيلة ٌ
وما خُلِقت عيناك إلاّ لتفتنا
وليلٍ بإرغام الرقيب سهرته
كأنَّ علينا للكواكب أعينا
نَعْمنا به من لذّة العيش ليلة
وقد طافت الأقداح من طرب بنا
فمنْ كأس راح للمسرات تحتسي
ومن ورد خدٍّ ما هنالك يجتنى
إلى أنْ ذوى روض الدجى بصباحه
وبدَّلَ من وردِ البنفسج سوسنا
أعدْ ذكر هاتيك الليالي وإنْ مضت
ولم تَكُ بعد اليوم راجعة لنا
إذا ما جرت تلك الأحاديث بيننا
أَمالَ عليها غصنَه البانُ وکنحنى
وإنْ عرض اللاّحي ولام على الهوى
فصرّح بمن تهوى ودَعْني من الكنى
إلى الله أشكو من تجنّيه شادناً
أَحِلُّ مكاناً في الحشى فتمكّنا
أشيرُ إلى بدرِ الدجنّة طالعاً
وإيّاه يعني بالإشارة من عنى
ويا ويحَ قلبي كيفَ يرمين أعينٌ
تعلَّمنَ مرمى الصيد ثم رميننا
خليليَّ هلْ أحظى بها سنة َ الكرى
لعلَّ خيالاً يطرقُ العينَ موهنا
فما أنا لولا النازحون بمهرقٍ
فُرادى دموع ينحدرنَ ولا ثُنا
رعَيْتُ لهم عهداً وإن شطّت النوى
بهم وکستبين الودُّ بالصدق معلنا
وإنّي لأرعى للمودَّة حقّها
ولا يهدمنَّ الودَّ عندي من بنى
ولا خير في ودّ امرئٍ إنْ تلوّنت
بيَ الحال من ريْب الزمان تلوُّنا
حبيبٌ إليَّ الدهرَ من لا يريبني
ويرعى مودّات الأخلاّءِ بيننا
وكلّ جواد يقتني المال للندى
وينفق يوم الجود أنفس ما اقتنى
لئن كنت أغنى الناس عن سائر الورى
فما لي عن سلمان في حالة غنى
إذا هَتَفَ الداعي مجيباً بکسمه
زجرتُ به طيراً من السعد أيمنا
تأمَّلتُ بالأشراف حسناً ومنظراً
فلم أرَ أبهى من سناه وأحسنا
بأكرمهم كفّاً وأوفرهم ندى ً
وأرفعِهم قَدَراً وأمنعِهم بِنا
وكم حدَّثوا يوم الندى بحديثه
فقلتُ أحاديث الكلام إلى هنا
وما زال يروي الشعر عن مكرماته
حديث المعالي عن علاه معنعنا
بكلّ قصيدٍ يحسُد العقد نظمها
تفنَّنَ فيها المادحون تفنّنا
بروحي من لا زال منذُ عَرَفْتُه
إذا ما أساءَ الدهرُ بالحرّ أحسنا
نبا لا نبا عنّي بجانب ودّه
ومن لي به لو كان بالوَرْدِ قد دنا
وبي فيه من حُرِّ الكلام وجَزله
مقالٌ من العتبى وعتبٌ تضمَّنا
إذا برزت لي حجة في عتابه
أعادت فصيح النطق بالصدق ألكنا
أبا مصطفى إني وانْ كنتأخرساً
فما زال كلّي في ثنائك أسنا
أبا مصطفى أمّا رضاك فمُنْيَتي
ومن عَجَبٍ فيك المنيَّة والمنى
إذا كان عزّي من لدنك ورفعتي
فلا ترتضِ لي موطن الذل موطنا
ألستُ امرأً أنزلتُ فيك مقاصدي
بمنزلة تستوجب الحمد والثنا
وشكرانُ ما أوليتنيه من النّدى
لمتخذِ المعروف في البرّ ديدنا
وما كان ظنّي فيك تصغي لكاذب
وتقبل قول الزور من ولد الزنا
فتبدلني بعد المودَّة ِ بالقلى
وتغضب ظلماً قبلَ أنْ تتبينا
وأنْتَ الذي جَرَّبتني وَبَلْوتَني
وأَنْتَ الذي في الناس تعرف من أنا
أبيٌّ أشمُّ الأنف غيرُ مداهن
قريب من الحسنى بعيدٌ عن الخنا
صددت وأيم الله لا عن جناية
وما كان لا والله صدّك هيّنا
أبنْ واستبن أمراً تحيط بعلمه
لعلك أنْ تَستكشِفَ العذر بيننا
وهبني مسيئاً ما يزعمونني
بلائقة ٍ منهم فكن أنتَ محسناً
وسرَّ إذنْ نفسي ودع عنك مامضى
فلا زلتَ مسروراً ولا زلتَ في هَنا
شديدٌ ما أضرَّ بها الغَرامُ
رقم القصيدة : 22427
-----------------------------------
شديدٌ ما أضرَّ بها الغَرامُ
وأَضْناها لِشقْوَتها السّقامُ
وما کنفروت بصَبْوتها ولكنْ
كذلكم المحبُّ المستهام
تشاكَيْنا الهوى زمناً طويلاً
فأَدْمُعَنا وأَدْمُعُها سِجام
قريبة ما تذوب على طلول
عفت حتى معاليها رمام
سقى الله الديارَ حياً كدمعي
لها فيها انسكاب وانسجام
وبات الغيث منهلاًّ عليها
تسيل به الأباطح والأكام
حسبتُ بها المطيَّ فقال صحبي
أضرّ بهذه النوقِ المقامُ
وبرّح بالنياق نوى ً شطونٌ
وأشجان تراشُ لها سهام
فلا رنداً تشمّ ولا تماماً
وأين الرّند منها والثّمام
مفارقة أَحبَّتُها بنجد
عليك الصَّبر يومئذٍ حرام
تقرُّ لأَعْيُني تلك المغاني
وهاتيك المنازل والخيام
إذا ذُكِرَتْ لنا فاضَتْ عيون
وأضرمَ مهجة الصبّ الضرام
لعمرك يا أميمة إنَّ طرفي
على العبرات أوقفه الغرام
أشيمُ البرق يبكيني ابتساماً
وقد يُبكي الشجيَّ الابتسام
تَبَسَّم ضاحكاً فكأنَّ سُعدى
فليس بغيره کفتخر الأنام
يلوحُ فينْجَلي طَوْراً ويخفى
كما جُلِيَتْ مضاربه الحسام
أما وهواك يمنحني سقامي
ومنك البرءُ أجْمَعُ والسقام
لقد بلغ الهوى منّي مناه
ولم يبلغْ مآربه الملام
على الأحداق لا بيضٌ حدادٌ
يشقُّ بها حشى ً ويقدُّ هام
سلي السُّمر المثقَّفة َ العوالي
أتفتكُ مثل ما فتك القوام
أبيتُ أرعى النجمَ فيه
بطرفٍ لا يلمُّ به منام
يذكّرني حَمامُ الأَيْكِ إلْفاً
ألا لا فارقَ الإلْفَ الحَمامُ
وهاتفة ٍ إذا هتفت بشجوي
أقول لها ومثلك لا يلام
فنوحي ما بدا لكِ أنْ تنوحي
فلا عيبٌ عليك ولا منام
بذلتُ لباخل في الحبّ نفسي
ولَذَّ لي الصبابة ُ والهيام
منعتُ رضابه حرصاً عليه
ففاض الريُّ واتَّقد الأوام
وفي طيِّ الجوانح لو نَشَرْنا
بها المطويَّ طال لنا كلام
أرى الأيام أوّلُها عناءٌ
وعقباها إذا کنقرضَتْ أثام
عناءٌ إنْ تأمَّلها لبيبٌ
وما يشقى بها إلا الكرام
لذاك الأكرمون تُزادُ عَنها
فتمنها ويعطاها اللئام
نَزَلْنا من جميل أبي جميل
بحيث القصد يبلغُ والمرام
فثمَّ العروة ُ الوثقى وإنّا
لنا بالعروة الوثقى کعتصام
إذا نزلَ المروع لديه أمسى
يضيم به الخطوب ولا يضام
جوادٌ لا يجود به زمانٌ
ولا يستنتج الدهر العقام
أشيمُ بروقه في كلّ يوممٍ
وما كلُّ بوارقه تشام
إذا افتخر الأنامِ على النسق الأعالي
فذاك البدء فيه والختام
تيقَّظَ للمكارم والعطايا
وأعينُ غيره عنها نيام
مكانكَ من عرانين المعالي
مكانٌ لا ينال ولا يرام
وما جودُ الروائح والغوادي
فإنَّ الجودَ جودك والسلام
بنفسي من لدى حربٍ وسِلْمٍ
هو الضرغام والقرم الهمام
تُراعُ به ألوفٌ وهُوَ فَردٌ
وليسَ يروعه العددُ اللَّهام
ومن عَظُمتْ له في المجد نفسٌ
أهِينَتْ عنده الخِطَطُ العظام
صُدوعٌ ما هنالك والتئام
وما ضلَّتْ وأنتَ لها إمام
كأنَّك في بني الدنيا أبوها
وَراعٍ أنْتَ والدنيا سَوام
إذا کفتخَر الأنامِ وكان فيهم
محلّ الأمن والبلد الحرام
لكلٍّ في جماك له طوافٌ
وتقبيلٌ لكفِّك واستلام
تعودُ بوجهك الظلماءُ صبحاً
ويستسقى بطلعتك الغمام
ويشرقُ من جمالك كلُّ فجٍ
كما قَد أَشْرَقَ البَدر التّمام
فداؤك من عرفتَ وأنت تدري
فخيرٌ من حياتهم الحمام
أناسٌ حاوَلوا ما أَنتَ فيه
وما سَلكُوا طريقك واستقاموا
لقد تخلوا وجدتَّ وأنتَ فينا
كما کنهلَّت عزاليه الرّكام
وما كلٌّ بمندورٍ ببخلٍ
ولا كلٌّ على بخلٍ يلام
تميل بنا بمدحتك القوافي
كما مالت بشاربها المدام
ولولا أنتُ تنفقها لكانتْ
بوائِرَ لا تُباع ولا تُسام
نزورك سيدي في كلِّ عامٍ
إذا مَا مرَّ عامٌ جاءَ عام
تُخَبِرُّ أنَّنا ولأنت أدرى
صيامٌ منذ وافانا الصيام
العصر الأندلسي >> عبد الغفار الأخرس >> لهذي النُّوقِ تنحطُّ كلالا
لهذي النُّوقِ تنحطُّ كلالا
رقم القصيدة : 22428
-----------------------------------
لهذي النُّوقِ تنحطُّ كلالا
وَتَجُوبُ البيد حِلاً وکرتحالا
نَحِلَتْ حتى کنبرت أعْظُمُها
والهوى يُنْقِبُ أهليه نكالا
كلَّما شامت سناً من بارق
قذفت لوعتها دمعاً مذالا
أصبحَتْ تَفْرِي فَيافيها سُرى ً
وتحاكي بکقتحام کلآل رالا
فترفَّقْ أيُّها الحادي بها
فلقدْ أورثها الوجدُ خبالا
لستُ أنسى وقفة ً في رامة
لم يدع منها النوى إلاّ خيالا
ووشتْ عن كلِّ صبٍّ عبرة ٌ
فكفتْ عبرته الواشي المقالا
وأساة لحشى ً مكلومة ٍ
جَرَحَتْها حَذَقُ الغيد نصالا
يا مهاة َ الجزع أنتنَّ له
سالباتٌ قَلْبَه المضنى جمالا
يا أخلاّئي تناءى زمن
مَرَّ لي فيكم وصالاً وانفصالا
وليالٍ ما احتلى أنسها
أصبحتْ في وجنة الأيام خسالا
نقل الواشي إليكم خبراً
لم يكن يقبل ما قال احتمالا
يتمنّى سلوتي لكنَّه
يتمنّى وأبي أرماً محالا
لا تلمني لائمي في صبوتي
فالهوى ما زال للعقل عقالا
فاتركاني والهوى إنّي فتى ً
غالني دونكمُ الوجد اغتيالا
من ظباءِ الرَّمل ظبيٌ إنْ رنا
سَلَّ من جَفْنَيه صمصاماً وصالا
ظبية ُ الخدر الّتي لما جفت
أدلالاً كان منها أمْ ملالا
هل وَفَتْ مديونها مستغرماً
يشتكي منها وإنْ أوفتْ مطالا
لو أباحَتْني جنى مرشفها
لشفتْ من ريقها الداء العضالا
يا رعى الله نُزولاً بالحمى
عثرة َ المغرمِ فيهم لنْ تقالا
حَلّلوا ظُلماً حراماً مثلما
حرّموا في شرعهم شيئاً حلالا
فاصطبر يا قلبُ يوماً ربّما
أصبحَ الخلَّبُ بعد اليأس خالا
كم يُريني الدَّهر جدّاً هازلاً
فأريه من ظبا عزمي جدالا
إنْ يكُنْ في الناس محمودٌ فلا
غير محمود مقالاً وفعالا
فتفاءل بکسمه في سَيْبه
فکسْمه كان لمن يرجوه فالا
إنْ تحاولْ شَخْصَه تَلْقَ على ً
صَحِبَ العِزَّ يميناً وشمالا
لا يرجّى غيره في شدَّة ٍ
أو ترجو بوجود البحر کلا
ليثُ غابٍ وسحابٌ صيّبٌ
حيث تلقاه نوالاً ونزالا
كرمٌ يخجاُ هتّان الحيا
وعُلى ً تُورثُ أعداه الوبالا
ويدٌ ما کنقبضت عن سائل
بل كَفَتْ في سَيبها العافي السؤالا
صارمُ الله الذي لم يخشَ من
حادث الدهر انثلاماً وانفلالا
ولكمْ أجدى فأسدى كرماً
مِنناً طوَّقَ فيهنَّ الرّجالا
صنعته المعروف مغروزٌ به
لا يجود الجود حتّى أنْ يقالا
كم وَرَدْنا فَضْلَه من مَوْردٍ
فَوَجَدْناه نميراً وزلالا
منَحَ الله به يا حبذا
مِنَحٌ من جانب الله تعالى
قل لحسّاد معاليه اقصروا
لم تَزَل أَيديه في المجد طوالا
يتمنَّون مع العجز العلى
وإذا قاموا لها قاموا كسالى
ليس من يذخرْ جميلاً في الورى
كالذي يذخر للأخطار مالا
لا ولا من صَلُبَتْ راحته
كالذي يقطرُ جوداً ونوالا
آل بيت الوحي ما زلنا على
فضلكم يا سادة الدنيا عيالا
ما برحتم مُذ خُلِقتُم سادة ً
تكشفون الغيَّ عنّا والضلالا
لا يغالي فيكم المادح إنْ
أطنب المادح في المدح وغالى
أيّها البَدرُ الذي زاد سَناً
زادك الله سَناءً وكمالا
هاك من عَبْدك نَظماً إنَّه
ينظمُ الشّعر بعلياك کرتجالا
كلّما ضقتُ به ذرعاً أرى
يوسع الفضلَ على الفكر مجالا
وآهنا باالعيد الذي عوَّدْتَنا
لثمَ كفَّيك التي تكفي نوالا
ملكٌ أنتَ بنا أمْ ملكٌ
ما وَجَدْنا لك في الناس مثالا
كيفَ أقضي شكر أيديك التي
حمَّلتني منك أحمالاً ثقالا
لا عَدِمنا فيك يا بحر الندى
أيدياً تولي وفضلاً يتوالى
العصر الأندلسي >> عبد الغفار الأخرس >> وغادة لو بروحي بعثُ رؤيتها
وغادة لو بروحي بعثُ رؤيتها
رقم القصيدة : 22429
-----------------------------------
وغادة لو بروحي بعثُ رؤيتها
لكنتُ والله غيرَ مغبونِ
ما البَدرَ والغصن أحلى من شمائلها
كأنَّها من بناتِ الحور والعينِ
شعراء الجزيرة العربية >> طاهر زمخشري >> في الأصيل
في الأصيل
رقم القصيدة : 2243
-----------------------------------
أقبلَتْ في الأصيل والبسمْةُ العذراءُ في ثَغْرِهَا تُنيرُ صباحَا
وعلى قدِّها من الهَيف الراقص حسانةٌ تجيد المزاحا
غادةٌ .. زانها التورُّدُ في الخدِّ وناغت بالعطر منه الإقاحا
أتلَعتْ جيدَها وفيها من الإغراء ما يكسر العيون الصحاحا
وأماطت لثامها عن جمالٍ زاده الظُّرف رِقّةً ومَراحا
وتغنت بطرفها واستدارت بعد أن رف هدبُها صدَّاحا
جاذبَتْني الهوى بهمسة أجفان تجيد الإعراب والإفصاحا
عن فتون الدلال، عن سطوة الحسن، وعن خافق سَبَتْه فناحا
وانبرت ترسل الحديث أغاريدًا، أذابت في رجْعها الأرواحا
قيدتني ولم أكن أعرف القيد ولكن حملْتُه مرتاحا
****
أقبلتْ في الأصيل، والخصلة الرعناء تلتف بالمحيَّا وشاحا
فإذا بالصباح يضحك بالإسفار، والليل قد غفا واستراحا
عند مجرى السنا ليرتشف العطر وقد مدَّ بالظلال جناحا
في فتونٍ يعابث النور بالسحر بلحظٍ قد أشهرتْه سلاحا
والتعابير باللحاظ سهام فتحت في الضلوع منا جراحا
والفؤاد المجروح من حرقة اللوعة عانى وما تشكَّى وباحا
واللقاءُ المقدور كان على الدرب قطعناه غُدوةً ورواحا
لحظة واختفت وراء المسافات وما زال شوقنا مِلْحاحا
وعلى جسرِ وجْدِنا في دروب الحب نرجو لوَصْلِنا أن يُتاحا
فنذوق الهوى ، وننعم بالنجوى وبالصفو نُترعُ الأقداحا
****
العصر الأندلسي >> عبد الغفار الأخرس >> عفا الله عن ذاك الحبيب وإنْ جنى
عفا الله عن ذاك الحبيب وإنْ جنى
رقم القصيدة : 22430
-----------------------------------
عفا الله عن ذاك الحبيب وإنْ جنى
دعاني به المشتاقُ في صدِّه العنا
قَسا قَلْبُه في قول واشٍ وحاسدٍ
وعهدي به رطب المحبّة ليّنا
من الغيد فتّاك بقدٍّ ومقلة
إذا لاح وسنانُ النواظر بالسنا
ففي لحظه استكفى عن الضرب بالظبا
وفي قدّه استغنى عن الطعن بالقنا
فأَينَ غصونُ البان منه إذا انثنى
وأينَ الظباء العُفر منه إذا رنا
فيا سالبي صَبري على البعد والنوى
ويا مُلبسي ثوباً من السُّقم والضنى
لقد فتنتني منك عينٌ كحيلة ٌ
وما خُلِقت عيناك إلاّ لتفتنا
وليلٍ بإرغام الرقيب سهرته
كأنَّ علينا للكواكب أعينا
نَعْمنا به من لذّة العيش ليلة
وقد طافت الأقداح من طرب بنا
فمنْ كأس راح للمسرات تحتسي
ومن ورد خدٍّ ما هنالك يجتنى
إلى أنْ ذوى روض الدجى بصباحه
وبدَّلَ من وردِ البنفسج سوسنا
أعدْ ذكر هاتيك الليالي وإنْ مضت
ولم تَكُ بعد اليوم راجعة لنا
إذا ما جرت تلك الأحاديث بيننا
أَمالَ عليها غصنَه البانُ وکنحنى
وإنْ عرض اللاّحي ولام على الهوى
فصرّح بمن تهوى ودَعْني من الكنى
إلى الله أشكو من تجنّيه شادناً
أَحِلُّ مكاناً في الحشى فتمكّنا
أشيرُ إلى بدرِ الدجنّة طالعاً
وإيّاه يعني بالإشارة من عنى
ويا ويحَ قلبي كيفَ يرمين أعينٌ
تعلَّمنَ مرمى الصيد ثم رميننا
خليليَّ هلْ أحظى بها سنة َ الكرى
لعلَّ خيالاً يطرقُ العينَ موهنا
فما أنا لولا النازحون بمهرقٍ
فُرادى دموع ينحدرنَ ولا ثُنا
رعَيْتُ لهم عهداً وإن شطّت النوى
بهم وکستبين الودُّ بالصدق معلنا
وإنّي لأرعى للمودَّة حقّها
ولا يهدمنَّ الودَّ عندي من بنى
ولا خير في ودّ امرئٍ إنْ تلوّنت
بيَ الحال من ريْب الزمان تلوُّنا
حبيبٌ إليَّ الدهرَ من لا يريبني
ويرعى مودّات الأخلاّءِ بيننا
وكلّ جواد يقتني المال للندى
وينفق يوم الجود أنفس ما اقتنى
لئن كنت أغنى الناس عن سائر الورى
فما لي عن سلمان في حالة غنى
إذا هَتَفَ الداعي مجيباً بکسمه
زجرتُ به طيراً من السعد أيمنا
تأمَّلتُ بالأشراف حسناً ومنظراً
فلم أرَ أبهى من سناه وأحسنا
بأكرمهم كفّاً وأوفرهم ندى ً
وأرفعِهم قَدَراً وأمنعِهم بِنا
وكم حدَّثوا يوم الندى بحديثه
فقلتُ أحاديث الكلام إلى هنا
وما زال يروي الشعر عن مكرماته
حديث المعالي عن علاه معنعنا
بكلّ قصيدٍ يحسُد العقد نظمها
تفنَّنَ فيها المادحون تفنّنا
بروحي من لا زال منذُ عَرَفْتُه
إذا ما أساءَ الدهرُ بالحرّ أحسنا
نبا لا نبا عنّي بجانب ودّه
ومن لي به لو كان بالوَرْدِ قد دنا
وبي فيه من حُرِّ الكلام وجَزله
مقالٌ من العتبى وعتبٌ تضمَّنا
إذا برزت لي حجة في عتابه
أعادت فصيح النطق بالصدق ألكنا
أبا مصطفى إني وانْ كنتأخرساً
فما زال كلّي في ثنائك أسنا
أبا مصطفى أمّا رضاك فمُنْيَتي
ومن عَجَبٍ فيك المنيَّة والمنى
إذا كان عزّي من لدنك ورفعتي
فلا ترتضِ لي موطن الذل موطنا
ألستُ امرأً أنزلتُ فيك مقاصدي
بمنزلة تستوجب الحمد والثنا
وشكرانُ ما أوليتنيه من النّدى
لمتخذِ المعروف في البرّ ديدنا
وما كان ظنّي فيك تصغي لكاذب
وتقبل قول الزور من ولد الزنا
فتبدلني بعد المودَّة ِ بالقلى
وتغضب ظلماً قبلَ أنْ تتبينا
وأنْتَ الذي جَرَّبتني وَبَلْوتَني
وأَنْتَ الذي في الناس تعرف من أنا
أبيٌّ أشمُّ الأنف غيرُ مداهن
قريب من الحسنى بعيدٌ عن الخنا
صددت وأيم الله لا عن جناية
وما كان لا والله صدّك هيّنا
أبنْ واستبن أمراً تحيط بعلمه
لعلك أنْ تَستكشِفَ العذر بيننا
وهبني مسيئاً ما يزعمونني
بلائقة ٍ منهم فكن أنتَ محسناً
وسرَّ إذنْ نفسي ودع عنك مامضى
فلا زلتَ مسروراً ولا زلتَ في هَنا