[font="]شعراء الجزيرة العربية >> د. عبدالله الفيفي >> ويصحو السؤالُ أشجارا !
ويصحو السؤالُ أشجارا !
رقم القصيدة : 1621
-----------------------------------
أصحو على إيقاع قلبي
حين يدركني المساءُ
وأَلُمُّ من وجع السنينِ
براحتي ما لا أشاءُ..
…
أتردُّني خيلُ الحروفِ
لنخلتي الأُولى،
وبسمةِ أُمّيَ الأُولى،
إلى بيتي المعلّق بين أشواقي
على صدر المعاني الشاعريَّةِ،
حيث تحضنني السماءُ؟
أتردُّني خيلُ الحروف الجامحاتُ
إلى جفون الماءِ، أنقى
من عيون الغِيدِ، أرقى..
يستبدّ الوجدُ أحيانًا ويغمرني الصفاءُ؟
أتعيد لي نهداً تكفّن بالحليبِ
إلى الحبيبِ،
لمبعثٍ حُرٍّ،
رأيتكِ فيه ديوانًا،
يُرَوَّى الصيفُ منه والشتاءُ؟
أتُعيد شامًا صار أندلسًا،
وتصنع من عراق الفجرِ إيوانًا
يُجَلِّل صرحَه الأبدُ المسجَّى والبهاءُ؟
ماذا جنى المتنبئُ المحمومُ شعراً،
غيرَ خيلٍ إذ تكوسُ..
ويهطل المطرُ / الدماءُ؟!
أَ وَلَمْ تعلّمك السنونُ بأن عصر الحلم ولّى،
أن عاقبة المغامرة الشَّقاءُ؟
فتظلّ تغزلُ نهرك الأبديَّ
من دمع القبيلةِ،
ثم تهرقه فراشاتٍ ملوّنةً،
وترحلُ …
أيها اليَفَنُ المضاءُ!..
قال القصيدُ:
أنا الزَّمانُ،
وما تبقّى من رغيفِ الرُّوحِ،
والدنيا هباءُ..
وأنا انبثاق النار من قلب الظلام السرمديِّ،
أنا الثريّا والثرى،
وأنا البناءُ!..
وأنا ابن آدمَ،
بنتُهُ،
يختار عالمه البديع بنفسهِ،
ويُؤثّث الساعات من ألق الرؤى الأبكارِ،
يرسلها الغناءُ!..
سيُحِبُّ في رئة الليالي
من ظباء البيد غانيةَ الحضارةِ،
هِرَّةَ الأعشى
جَلَتْ ولاّدة الأشهى
من الأفق الغريبِ،
يحوطه الأرطى
ويعلو الكستناءُ!
فأنا الذي يستلّ غايةَ سيفهِ
من هُدْب أُنثى،
أوقدتْ ثوبَ المَجَالِ
إلى المُحَالِ
بأقحوان صباحها البضّ المعتّق بالشموسِ،
فيُغْرِقُ الكونَ الحريرُ / الإشتهاءُ!..
ليرفّ فوق هيادب الرِّمم المحنّطة الصُّوَى،
حلمًا يسافرُ فوق تمثال الأنوثةِ..
حين يسكنه الجليدُ قَطًا..
ويقطنُ بين أظلعه الخواءُ!
يستنبتُ الآتي
من الماضي المكدّسِ في جماجمنا،
جذاذاتٍ من الأشباحِ،
والألواحِ،
والأرواحِ،
تأكلها الرياحُ الموسميةُ..
ثم يشربها العَفاءُ!
في البدء كنتُ أُكَوِّنُ الأكوانَ..
أحلامًا وأيّامًا
عذارى في يدي..
أم هل تراني قد كَبِرْتُ؟ …
ألا فكلاّ..
إنني إن شئتُ كنتُ كما أشاءُ![/font]
[font="]شعراء الجزيرة العربية >> د. عبدالله الفيفي >> عيون الشعر
عيون الشعر
رقم القصيدة : 1622
-----------------------------------
عيونُ الشِّعْر تصحو في المرايا
فتورقُ فضةُ الأملِ الكسَيحِ
عيونُ الشِّعْر تَقرأ كَفَّ وقتي
وتكتبُ قصةَ الأفق المُشيْحِ
ترى منّي، وفيّ، مدى احتمالي
وتكشفُ شاهدَ الأمسِ الجريحِ
عيونُ الشِّعْر تقدحُ بين ذاتي
وبيني نبعَ شِرياني وروحي
فما أدري ، إذا ما قلتُ شعراً،
أشعراً كان قولي أم جروحي؟!
أأنفاسَ القصيدِ ، ورُبَّ رَيَّا
من الفردوسِ في الحرفِ الذَبيحِ
لنا في الشِّعْرِ محيًى أو مماتٌ
وموتُ الحُرِّ كالشِّعْر الصّحيحِ
فقد تغدو الحياةُ كأرض «يَهْوَى»
وقد تغدو القصيدةُ كالمـ [/font][font="]...ِ[/font][font="]!
يُشيعُ المرجفونَ بأنّ خَطْباً
أحاط بطائر الشِّعْرِ الفصيحِ
«فلكلوريةً» صارت مزاجاً
فلا تحفلْ بذا الفكْر النَّطيحِ!
لَكَمْ تُزْري القَماءةُ بالدَّعاوَى
تُحَمْلقُ حينَ تنظرُ للسُّفوحِ!
يُشيعُ المرجفونَ بأنَّ خَطباً
طَوَى بالنَّثرِ ديوانَ الجُمُوحِ
وأنّ قصيدةَ اليوم استقالتْ،
تنامُ على حروفٍ من صَفيحِ!
لها ليلُ امرئ القيس اغتراباً،
لها صبحٌ كصبح ابن الجَمُوحِ!
تُوشِّح ربّةَ الإلهام سيفاً
وتلعنُ عاثرَ الحظّ الشَّحيحِ!
وما يُجدي مع الموتِ التداوي!
وما تُغني السيوف على الطَّريحِ!
كذا كذبوا، وبعضُ الحقِّ كِذْبٌ
يواري سَوأةَ الكِذْبِ الصَّريحِ!
يلوم الفاشلُ الدنيا ويشكو
فسادَ الدِّين في السوقِ الرَّبيحِ
وتعقمُ أمهاتُ الخيلِ لمّا
يُخِبُّ الوهْنُ في المعنى اللَّقوحِ
فويل غَدٍ من اليوم ِ، وممّا
تُخبِّئ تحت إبْطيه قروحي!
معاذ الشِّعر، والأرزاءُ تترى
بما نَعَقَ الغُرابُ بكلّ ريحِ
سيبقى في أتونِ الخلقِ وحْيٌ
من الشعراء، والشعراءُ تُوحي
سيبقى الشعرُ ديوانَ البرايا،
نَدِيّ النَّبْض بالوعْدِ السَّموحِ
سيبقى في الورى رئةً، وقلباً،
صَبيحَ الصوت،منتفضَ الصُّروحِ
يُقايض وردةَ الآتي بأمسٍ
من القفراء والعصر الضَّريحِ!
وإنّا نبْدأ الأحلامَ شِعراً
فتنبجسُ الخوابي بالصَّبوحِ
نعيدُ به الروائحَ للعشايا
ونحملُ سِفْرَهُ يومَ النزوحِ
ولولا الشعرُ ما كانتْ لغاتٌ
ولا اقترحَ الخيالُ مَدَى الطُّمُوحِ
ولولا الشعرُ ما سارتْ سحابُ الـ
ـمشاعر، جيشَ هطَّالٍ دَلُوْحِ
يروِّي خابي التاريخِ فينا
ويغشانا بشُؤْبوبٍ سَحُوحِ
يُعيدُ بناءَ أوجهنا ، ويرنو
لوجْهِ الحُسْنِ في وجْهٍ قبيحِ
هل الشِّعْرُ وقد تعبتْ نصالُ الـ
ـقصائدِ غير إنسانٍ وروحِ؟!
فرُبَّ قصيدةٍ قَصَدَتْ لِواءً ،
وربَّ قصيدةٍ فتْحُ الفُتُوحِ![/font]
[font="]شعراء الجزيرة العربية >> د. عبدالله الفيفي >> مُكَاشَفَاتٌ أَخِيْرَةٌ في مَهَبِّ اللَّيل
مُكَاشَفَاتٌ أَخِيْرَةٌ في مَهَبِّ اللَّيل
رقم القصيدة : 1623
-----------------------------------
أَطْفِئْ سُؤالَكَ ؛ موجُ الليلِ مُعْتَكِرُ
والفجرُ مرتَهَنٌ ، والوقتُ مُحْتَكَرُ!
والريحُ تشكو،يطير الشَّجْوُ أَغْرِبَةً
تطوي الفضاءَ،وسالَ النجمُ والقَمَرُ!
أَطْفِئْ سُؤالَكَ؛ ما في الشكِّ من أُفُقٍ
إلى المسيرِ،ولا في الظَّنِّ مُخْتَبَرُ!
هذا المَواتُ تنامَى في محاجرنا
حتى تناهَى بنا في عُمْرِهِ العُمُرُ!
يَسْتَفُّ في هبواتِ الصَّحْوِ قهوتَنا
كما يُسَفُّ بمتنِ القَفْرَةِ الأثَرُ!
يَدُقُّ فينا عمودَ البيتِ، من يدنا
يبعثرُ الشمسَ، والآماسَ يَأتَسِرُ!
...
...
أكلَّما اعشوشبَ العُودُ الحريرُ شَذًى
في الأغنياتِ تداعتْ عندكَ الذِّكَرُ؟!
فاستعبرتْكَ غضًا،يهمي الحروفَ،على
جرحِ الغزالِ ودربٍ خاذلٍ تَزِرُ!
على النخيلِ، تبكِّي كَفَّ غارسِها ،
تغرَّبَتْ حِقَبًا، واجتثَّها الصَّبِرُ!
ما شَلَّ كفَّكَ في أقصَى مغارسِها
قد شَلَّ قلبكَ.. والدنيا هوًى غِيَرُ!
...
...
ماذا تريدُ، ولونُ الصِّدْقِ منخطفٌ
في ناظريكَ، ولونُ الكِذْبِ مزدهِرُ؟!
ماذا تريدُ، مزاجُ الحِبْرِ أسئلةٌ
غَرْثَى، وأجوبةٌ كالقَحْطِ ينتشِرُ؟!
ماذا تريدُ، مزاجُ الحِبْرِ لا لغةٌ
من الحياةِ، ولا دِيْمُ الحَيَا مطَرُ؟!
يا مَنْ إذا أقرأتْكَ الريحُ يوسُفَها
أطبقْتَ فوقَ كتابِ الصَّدرِ تَدَّكِرُ!
أطبقْتَ فوق شِفاهِ البئرِ تشربني؛
ماءُ الطَّوَايَا دمي ، يصفو ويَنْكَدِرُ!
ماذا تريدُ، وكلُّ الصافنات لها،
من نخوةِ الخيلِ، ما يا أنتَ لا تَفِرُ؟!
...
...
أَمِطْ قِناعَكَ ثمّ احْلُمْ بما خَبَأَتْ
لكَ العُذُوقُ من اللذاتِ تَبْتَدِرُ!
واقرأْ قضاءَكَ يا من كل جارحةٍ
فيكَ استدارتْ على ليلٍ بها الدُّسُرُ!
أنتَ القضاءُكَ ما نامتْ لهُ مُثُلٌ،
على التِّراتِ ، ولا عَيَّتْ بهِ البُكَرُ!
كم ذا تُطابعُ فيكَ الجُزْرُ جَازِرَها؟!
هلاَّ تَطَابَعُ فيما بينكَ الجُزُرُ؟!
...
...
مسراكَ يحملُ في تابوتِهِ صُوَراً،
خُضْرَ الهَوَى،عُرُبًا، يا حبّذا الصُّوَرُ!
تبكيكَ في سِرِّها، حَيًّا ومَيِّتَةً :
عارٌ عليكَ دمي والسمعُ والبَصَرُ!
روحُ الشهيدِ تُرَى غيداءَ فاتنةً
وروحُكَ السَّمْجُ يبقَى فيكَ ينْتَحِرُ!
لا في الحياة يُعَدُّ، إنْ شَبَا خَبَرُ
على الشِّفاهِ،ولا في الموتِ يُعْتَبَرُ!
أعْجَزْتَ وصْفَكَ:ماذا أنتَ في سَفَرٍ
تُبْنَى عليكَ لهُ من عَظْمِكَ الجُسُرُ؟!
وأنتَ في شِيَةِ الثاوينَ منتفشًا
نَفْشَ الحُبارَى جَنَاحًا هَدَّهُ الذُّعُرُ!
إنْ صال بازٌ على أُمِّ البُغَاثِ ، نَزَا
فرخُ البُغاثِ على الأفراخِ يَنْتَسِرُ!
أو جارَ رَبُّ الجِوَارِ الغَصْبِ في بَلَدٍ،
سَرَى الهُمَامُ على الجاراتِ يَثْتَئِرُ!
ما هان يومًا على الدنيا وآهلِها
كمنْ يهونُ وفيه الأرضُ والبَشَرُ!
ولا استراحَ على رَأْدِ الزمانِ ضُحًى
من استراحَ وسارتْ دونهُ السِّيَرُ!
...
...
أعربْ لهاتَكَ أو أعْجِمْ، فقد هرمتْ
كلُّ القناديلِ، لا زيتٌ ولا شَرَرُ!
لا النثرُ يَبْعَثُ في الأجداثِ منتفضًا
من التراب، ولا ذا الشِّعْرُ والعِبَرُ!
عَمِّدْ لسانكَ، أو حَرِّرْ، فما لغةٌ
عادتْ لها شِيَمُ الأعرابِ تَنكسِرُ!
لا تلتفتْ أبداً؛ قِطْعُ السُّرَى حَجَرٌ،
يَحْصبْكَ منهُ لسانٌ، أو يُصِبْ نَظَرُ!
حاصرْ حصانَكَ،لا هان الخيولُ! غداً
يأتيكَ دورُكَ ؛ فالجزّارُ ينتظِرُ!
...
...
لكنَّ..ها ثورةُ التكوينِ في جسدي،
كم تستفيقُ، وتعلو حولها السُّوَرُ!
أليس منكَ لنا حُلْمٌ يصافِحُنا،
إلاّ الفَناءُ ، وإلاّ النَّوْحُ والكَدَرُ؟!
كُلُّ الهزائمِ، في أَوْهَى بيارقِها،
هزيمةُ الذاتِ ، ما دارتْ بها الفِكَرُ!
...
...
ماذا تقول.. متى؟.. مَلَّ القصيدُ،وما
عاد الطريقُ على التَّسْيارِ يَصْطَبِرُ!
هذا خطابُكَ في الصيفِ العتيقِِ، لكَمْ
صافتْ سنابلُ ليلٍ مِلْؤُها تَتَرُ!
يا حاديَ العِيْسِ..هذي عِيْسُنا بَلِيَتْ
من الدُّوَارِ على الأَعْصَارِ تعتصرُ!
يا حاديَ العِيْسِ..إنِّي لا أَرَى!،وأَرَى
في صوتكَ الآلَ، يَطْفُو ثمّ يَنْحَدِرُ!
ماذا تقول تُرَى : "إنّ المَدَى زَبَدٌ،
والدربُ مبتسمٌ، والغيثُ مُنهمِرُ؟!"
ماذا أقولُ أَنَا : " إنّ السيوفَ دمٌ،
والعِرْضُ لؤلؤةٌ،والجيشُ منتصرُ؟!"
ماذا أقولُ هنا ، إنْ شئتَ قلتُ إذن :
"لن يأتيَ الدَّوْرُ والجزّارُ يحتضرُ" ..
لكنَّ من خلفهِ أَلْفًا على كَتِفي ؛
ما دُمْتَ نحنُ فما للجزرِ مزدجَرُ!
...
...
لَمْلِمْ شتاتكَ؛ وجهُ الليلِ معتكِرُ،
والصُّبْحُ مُرْتَهَنٌ،والوقتُ مُحْتَكَرُ!
واقرأْ قضاءَكَ يا مَنْ كلُّ جارحةٍ
فيك استطارتْ على فجرٍ بها الدُّسُرُ!
قد هان جِدًّا على الدنيا آهلها
من هان يومًا وفيه الأرضُ والبَشَرُ!
...
...
قُمْ فالتقطْكَ ،فتًى، واضربْ سبيلَكَ. قُمْ!
نَوْءُ السِّنين بنَوْضِ الشَّوْقِ يَسْتَعِرُ!
قُمْ فالتقطْكَ؛ أساطير الرؤى التحمتْ
بنافِرِ الدَّمِ: تَرْفُوْهُ ويَشْتَجِرُ!
قُمْ،أيها الماردُ،استخرجْ خُطاكَ،وقلْ:
"في وجهِ هذا السوادِ البحرُ والسَّفَرُ!"
...
...
يا قُرْطُبيات ما يأتي ، أَتَيْتُ غَداً،
ولم أَجِدْكِ، سآتيْ والهَوَى بَصَرُ!
يا أيها المسجدُ الأقصَى: السلامُ دَنَا؛
فادخلْ، عليكَ سلامُ الله، يا عُمَرُ![/font]
[font="]شعراء الجزيرة العربية >> د. عبدالله الفيفي >> طائفية أو فيفية
طائفية أو فيفية
رقم القصيدة : 1624
-----------------------------------
طافَ طيفٌ طائفيّ وتثنّى
مشرئبَ الوعدِ عنّى وتعنّى
عنبيّ الثغرِ لما زارني
أيقظَ الصحراءَ في الصَّبِّ فغنّى
نَشَرَ الرّيشَ سلاماً فابتدا
ألفباء العشق سطراً فكتبنا
خوط بانٍ ساجي الطرفِ على
غصنه حطّتْ طيورُ الخوخِ مَثْنَى
ثقفيّ القَدّ عَرْجيّ اللُّغَى
يتغنّى كم فتىً فينا أضعنا
وأماطَ الخَزّ عن حُرِّ النَّقا
فتداعى الوجدُ هَتْناً جادَ هَتْنا
مَن أنا قالتْ وآرامٌ نَزَتْ
شهوةً واهتزّ وجٌّ وارْجَحَنّا
ورَنَا الأفْقُ عيوناً وطُلًى
تَزْحَمُ الوَهْدَ وتغشَى كلّ مَغْنَى
أنا غزوانُ أبي.. يا لأبي
باذخَ الهامةِ تَيّاهاً مِفَنّا!
قال يابنتي تسامَي حُرَّةً
فجمالُ الغادةِ المختال أجْنَى
من شريطِ الأمسِ ذكرى انتظمتْ
مثلما تنتظم القضبانُ سِجنا
إذْ ذئابُ الليل تجتاسُ دمي
والضُّحى يضحكُ في الصَّبَّارِ ضِغْنا
وحِرابُ الموتِ تنمو في يدي
كعناقيدي وكان الرعبُ دَنّا
أقبلتْ من ساعةِ الأقدارِ لي
ساعةٌ صاغتْ حروفَ العشبِ أمْنا
ساعة نجديّة التوقيت ما
فتئتْ يوماً تردّ العُوْنَ بُثْنا
إنها ساعة عشقي أشرقتْ
واستهلّتْ من يدِ التاريخ يُمْنَى
ذاك وعدي فارسي الأول مَن
حاشَ لحمي مِن ذئاب الغِيْلِ وَهْنا
أيها البيدُ استظلّي رئتي
وتروّي مِن نَدَى خديّ مَنّا
كان وجهُ الليل إذ قالتْ مَدًى
يرسم الضوءَ فناراتٍ وسُفْنا
كان ما قالتْه رُمّانًا كَسَا
شَفَةَ الفجرِ تباشيرَ ويُمْنَا
وهْيَ إذْ قالتْ غزالاً نافراً
جبليّ الشوقِ وضّاحاً مُحَنّى
قلتُ يا هذي هنيئاً للفتى
وليَ الله.. تباريحَ وظَعْنَا
أخت (فَيفاء) بقلبي قلبُها
من رأى قلبين في قلبٍ مُعَنّى
هذه (فَيفاءُ) فينا أشأمتْ
أيّ روضٍ من رياض الله أسْنَى!
أم هيَ (الطائفُ)؟.. صَدْرٌ حالمٌ
وقماريّ تَفِزّ الآنَ وسْنَى
هذه الطيفاءُ، بيتٌ محكمٌ
فيه باتتْ أحرفي الخضراءُ مَعْنَى
وتوادعنا عشيقين ولم
تلتق الأنفاسُ منّا واعتنقنا
وتلاقينا عشيقين ولم
ترتو الأنفاسُ منّا وافترقنا
هل تغيّرنا؟ هل الحبّ المكا
نُ الذي كان بعينينا استكنّا؟
مَن يعيدُ المعهدَ المعهودَ في
ذمّةِ الذكرى كما كان وكُنّا؟
مَن يعيدُ الشارعَ.. الدكانَ.. لي
مثلما كانا.. إذا ما الطفلُ حَنّا؟
تهجرُ الأكوانُ طُرّاً كونَها
وتظلّ الروحُ ديواناً وخِدْنا
وتموتُ اللوحةُ الزيتيةُ
إذْ يعيش الراسمُ الفنّانُ فَنّا
فإذنْ.. كيف المعرِّي يشتكي،
ذاتَ شكوى: "أمْحَلَ الروحُ وشَنّا"؟
إنه العشقُ جنين النار: وَيْ!
مَن سَقَتْهُ حَلْمَةُ الجَمْراتِ أنّا!
وهو العشقُ مصابيح تُرى
في دم العشاق.. أيّانَ وأنَّى
إنما عشقِيكِ وَصْلٌ ناعمٌ
وفؤادُ العشقِ وَهْنٌ ضَمّ وَهْنَا[/font]
ويصحو السؤالُ أشجارا !
رقم القصيدة : 1621
-----------------------------------
أصحو على إيقاع قلبي
حين يدركني المساءُ
وأَلُمُّ من وجع السنينِ
براحتي ما لا أشاءُ..
…
أتردُّني خيلُ الحروفِ
لنخلتي الأُولى،
وبسمةِ أُمّيَ الأُولى،
إلى بيتي المعلّق بين أشواقي
على صدر المعاني الشاعريَّةِ،
حيث تحضنني السماءُ؟
أتردُّني خيلُ الحروف الجامحاتُ
إلى جفون الماءِ، أنقى
من عيون الغِيدِ، أرقى..
يستبدّ الوجدُ أحيانًا ويغمرني الصفاءُ؟
أتعيد لي نهداً تكفّن بالحليبِ
إلى الحبيبِ،
لمبعثٍ حُرٍّ،
رأيتكِ فيه ديوانًا،
يُرَوَّى الصيفُ منه والشتاءُ؟
أتُعيد شامًا صار أندلسًا،
وتصنع من عراق الفجرِ إيوانًا
يُجَلِّل صرحَه الأبدُ المسجَّى والبهاءُ؟
ماذا جنى المتنبئُ المحمومُ شعراً،
غيرَ خيلٍ إذ تكوسُ..
ويهطل المطرُ / الدماءُ؟!
أَ وَلَمْ تعلّمك السنونُ بأن عصر الحلم ولّى،
أن عاقبة المغامرة الشَّقاءُ؟
فتظلّ تغزلُ نهرك الأبديَّ
من دمع القبيلةِ،
ثم تهرقه فراشاتٍ ملوّنةً،
وترحلُ …
أيها اليَفَنُ المضاءُ!..
قال القصيدُ:
أنا الزَّمانُ،
وما تبقّى من رغيفِ الرُّوحِ،
والدنيا هباءُ..
وأنا انبثاق النار من قلب الظلام السرمديِّ،
أنا الثريّا والثرى،
وأنا البناءُ!..
وأنا ابن آدمَ،
بنتُهُ،
يختار عالمه البديع بنفسهِ،
ويُؤثّث الساعات من ألق الرؤى الأبكارِ،
يرسلها الغناءُ!..
سيُحِبُّ في رئة الليالي
من ظباء البيد غانيةَ الحضارةِ،
هِرَّةَ الأعشى
جَلَتْ ولاّدة الأشهى
من الأفق الغريبِ،
يحوطه الأرطى
ويعلو الكستناءُ!
فأنا الذي يستلّ غايةَ سيفهِ
من هُدْب أُنثى،
أوقدتْ ثوبَ المَجَالِ
إلى المُحَالِ
بأقحوان صباحها البضّ المعتّق بالشموسِ،
فيُغْرِقُ الكونَ الحريرُ / الإشتهاءُ!..
ليرفّ فوق هيادب الرِّمم المحنّطة الصُّوَى،
حلمًا يسافرُ فوق تمثال الأنوثةِ..
حين يسكنه الجليدُ قَطًا..
ويقطنُ بين أظلعه الخواءُ!
يستنبتُ الآتي
من الماضي المكدّسِ في جماجمنا،
جذاذاتٍ من الأشباحِ،
والألواحِ،
والأرواحِ،
تأكلها الرياحُ الموسميةُ..
ثم يشربها العَفاءُ!
في البدء كنتُ أُكَوِّنُ الأكوانَ..
أحلامًا وأيّامًا
عذارى في يدي..
أم هل تراني قد كَبِرْتُ؟ …
ألا فكلاّ..
إنني إن شئتُ كنتُ كما أشاءُ![/font]
[font="] [/font]
عيون الشعر
رقم القصيدة : 1622
-----------------------------------
عيونُ الشِّعْر تصحو في المرايا
فتورقُ فضةُ الأملِ الكسَيحِ
عيونُ الشِّعْر تَقرأ كَفَّ وقتي
وتكتبُ قصةَ الأفق المُشيْحِ
ترى منّي، وفيّ، مدى احتمالي
وتكشفُ شاهدَ الأمسِ الجريحِ
عيونُ الشِّعْر تقدحُ بين ذاتي
وبيني نبعَ شِرياني وروحي
فما أدري ، إذا ما قلتُ شعراً،
أشعراً كان قولي أم جروحي؟!
أأنفاسَ القصيدِ ، ورُبَّ رَيَّا
من الفردوسِ في الحرفِ الذَبيحِ
لنا في الشِّعْرِ محيًى أو مماتٌ
وموتُ الحُرِّ كالشِّعْر الصّحيحِ
فقد تغدو الحياةُ كأرض «يَهْوَى»
وقد تغدو القصيدةُ كالمـ [/font][font="]...ِ[/font][font="]!
يُشيعُ المرجفونَ بأنّ خَطْباً
أحاط بطائر الشِّعْرِ الفصيحِ
«فلكلوريةً» صارت مزاجاً
فلا تحفلْ بذا الفكْر النَّطيحِ!
لَكَمْ تُزْري القَماءةُ بالدَّعاوَى
تُحَمْلقُ حينَ تنظرُ للسُّفوحِ!
يُشيعُ المرجفونَ بأنَّ خَطباً
طَوَى بالنَّثرِ ديوانَ الجُمُوحِ
وأنّ قصيدةَ اليوم استقالتْ،
تنامُ على حروفٍ من صَفيحِ!
لها ليلُ امرئ القيس اغتراباً،
لها صبحٌ كصبح ابن الجَمُوحِ!
تُوشِّح ربّةَ الإلهام سيفاً
وتلعنُ عاثرَ الحظّ الشَّحيحِ!
وما يُجدي مع الموتِ التداوي!
وما تُغني السيوف على الطَّريحِ!
كذا كذبوا، وبعضُ الحقِّ كِذْبٌ
يواري سَوأةَ الكِذْبِ الصَّريحِ!
يلوم الفاشلُ الدنيا ويشكو
فسادَ الدِّين في السوقِ الرَّبيحِ
وتعقمُ أمهاتُ الخيلِ لمّا
يُخِبُّ الوهْنُ في المعنى اللَّقوحِ
فويل غَدٍ من اليوم ِ، وممّا
تُخبِّئ تحت إبْطيه قروحي!
معاذ الشِّعر، والأرزاءُ تترى
بما نَعَقَ الغُرابُ بكلّ ريحِ
سيبقى في أتونِ الخلقِ وحْيٌ
من الشعراء، والشعراءُ تُوحي
سيبقى الشعرُ ديوانَ البرايا،
نَدِيّ النَّبْض بالوعْدِ السَّموحِ
سيبقى في الورى رئةً، وقلباً،
صَبيحَ الصوت،منتفضَ الصُّروحِ
يُقايض وردةَ الآتي بأمسٍ
من القفراء والعصر الضَّريحِ!
وإنّا نبْدأ الأحلامَ شِعراً
فتنبجسُ الخوابي بالصَّبوحِ
نعيدُ به الروائحَ للعشايا
ونحملُ سِفْرَهُ يومَ النزوحِ
ولولا الشعرُ ما كانتْ لغاتٌ
ولا اقترحَ الخيالُ مَدَى الطُّمُوحِ
ولولا الشعرُ ما سارتْ سحابُ الـ
ـمشاعر، جيشَ هطَّالٍ دَلُوْحِ
يروِّي خابي التاريخِ فينا
ويغشانا بشُؤْبوبٍ سَحُوحِ
يُعيدُ بناءَ أوجهنا ، ويرنو
لوجْهِ الحُسْنِ في وجْهٍ قبيحِ
هل الشِّعْرُ وقد تعبتْ نصالُ الـ
ـقصائدِ غير إنسانٍ وروحِ؟!
فرُبَّ قصيدةٍ قَصَدَتْ لِواءً ،
وربَّ قصيدةٍ فتْحُ الفُتُوحِ![/font]
[font="] [/font]
مُكَاشَفَاتٌ أَخِيْرَةٌ في مَهَبِّ اللَّيل
رقم القصيدة : 1623
-----------------------------------
أَطْفِئْ سُؤالَكَ ؛ موجُ الليلِ مُعْتَكِرُ
والفجرُ مرتَهَنٌ ، والوقتُ مُحْتَكَرُ!
والريحُ تشكو،يطير الشَّجْوُ أَغْرِبَةً
تطوي الفضاءَ،وسالَ النجمُ والقَمَرُ!
أَطْفِئْ سُؤالَكَ؛ ما في الشكِّ من أُفُقٍ
إلى المسيرِ،ولا في الظَّنِّ مُخْتَبَرُ!
هذا المَواتُ تنامَى في محاجرنا
حتى تناهَى بنا في عُمْرِهِ العُمُرُ!
يَسْتَفُّ في هبواتِ الصَّحْوِ قهوتَنا
كما يُسَفُّ بمتنِ القَفْرَةِ الأثَرُ!
يَدُقُّ فينا عمودَ البيتِ، من يدنا
يبعثرُ الشمسَ، والآماسَ يَأتَسِرُ!
...
...
أكلَّما اعشوشبَ العُودُ الحريرُ شَذًى
في الأغنياتِ تداعتْ عندكَ الذِّكَرُ؟!
فاستعبرتْكَ غضًا،يهمي الحروفَ،على
جرحِ الغزالِ ودربٍ خاذلٍ تَزِرُ!
على النخيلِ، تبكِّي كَفَّ غارسِها ،
تغرَّبَتْ حِقَبًا، واجتثَّها الصَّبِرُ!
ما شَلَّ كفَّكَ في أقصَى مغارسِها
قد شَلَّ قلبكَ.. والدنيا هوًى غِيَرُ!
...
...
ماذا تريدُ، ولونُ الصِّدْقِ منخطفٌ
في ناظريكَ، ولونُ الكِذْبِ مزدهِرُ؟!
ماذا تريدُ، مزاجُ الحِبْرِ أسئلةٌ
غَرْثَى، وأجوبةٌ كالقَحْطِ ينتشِرُ؟!
ماذا تريدُ، مزاجُ الحِبْرِ لا لغةٌ
من الحياةِ، ولا دِيْمُ الحَيَا مطَرُ؟!
يا مَنْ إذا أقرأتْكَ الريحُ يوسُفَها
أطبقْتَ فوقَ كتابِ الصَّدرِ تَدَّكِرُ!
أطبقْتَ فوق شِفاهِ البئرِ تشربني؛
ماءُ الطَّوَايَا دمي ، يصفو ويَنْكَدِرُ!
ماذا تريدُ، وكلُّ الصافنات لها،
من نخوةِ الخيلِ، ما يا أنتَ لا تَفِرُ؟!
...
...
أَمِطْ قِناعَكَ ثمّ احْلُمْ بما خَبَأَتْ
لكَ العُذُوقُ من اللذاتِ تَبْتَدِرُ!
واقرأْ قضاءَكَ يا من كل جارحةٍ
فيكَ استدارتْ على ليلٍ بها الدُّسُرُ!
أنتَ القضاءُكَ ما نامتْ لهُ مُثُلٌ،
على التِّراتِ ، ولا عَيَّتْ بهِ البُكَرُ!
كم ذا تُطابعُ فيكَ الجُزْرُ جَازِرَها؟!
هلاَّ تَطَابَعُ فيما بينكَ الجُزُرُ؟!
...
...
مسراكَ يحملُ في تابوتِهِ صُوَراً،
خُضْرَ الهَوَى،عُرُبًا، يا حبّذا الصُّوَرُ!
تبكيكَ في سِرِّها، حَيًّا ومَيِّتَةً :
عارٌ عليكَ دمي والسمعُ والبَصَرُ!
روحُ الشهيدِ تُرَى غيداءَ فاتنةً
وروحُكَ السَّمْجُ يبقَى فيكَ ينْتَحِرُ!
لا في الحياة يُعَدُّ، إنْ شَبَا خَبَرُ
على الشِّفاهِ،ولا في الموتِ يُعْتَبَرُ!
أعْجَزْتَ وصْفَكَ:ماذا أنتَ في سَفَرٍ
تُبْنَى عليكَ لهُ من عَظْمِكَ الجُسُرُ؟!
وأنتَ في شِيَةِ الثاوينَ منتفشًا
نَفْشَ الحُبارَى جَنَاحًا هَدَّهُ الذُّعُرُ!
إنْ صال بازٌ على أُمِّ البُغَاثِ ، نَزَا
فرخُ البُغاثِ على الأفراخِ يَنْتَسِرُ!
أو جارَ رَبُّ الجِوَارِ الغَصْبِ في بَلَدٍ،
سَرَى الهُمَامُ على الجاراتِ يَثْتَئِرُ!
ما هان يومًا على الدنيا وآهلِها
كمنْ يهونُ وفيه الأرضُ والبَشَرُ!
ولا استراحَ على رَأْدِ الزمانِ ضُحًى
من استراحَ وسارتْ دونهُ السِّيَرُ!
...
...
أعربْ لهاتَكَ أو أعْجِمْ، فقد هرمتْ
كلُّ القناديلِ، لا زيتٌ ولا شَرَرُ!
لا النثرُ يَبْعَثُ في الأجداثِ منتفضًا
من التراب، ولا ذا الشِّعْرُ والعِبَرُ!
عَمِّدْ لسانكَ، أو حَرِّرْ، فما لغةٌ
عادتْ لها شِيَمُ الأعرابِ تَنكسِرُ!
لا تلتفتْ أبداً؛ قِطْعُ السُّرَى حَجَرٌ،
يَحْصبْكَ منهُ لسانٌ، أو يُصِبْ نَظَرُ!
حاصرْ حصانَكَ،لا هان الخيولُ! غداً
يأتيكَ دورُكَ ؛ فالجزّارُ ينتظِرُ!
...
...
لكنَّ..ها ثورةُ التكوينِ في جسدي،
كم تستفيقُ، وتعلو حولها السُّوَرُ!
أليس منكَ لنا حُلْمٌ يصافِحُنا،
إلاّ الفَناءُ ، وإلاّ النَّوْحُ والكَدَرُ؟!
كُلُّ الهزائمِ، في أَوْهَى بيارقِها،
هزيمةُ الذاتِ ، ما دارتْ بها الفِكَرُ!
...
...
ماذا تقول.. متى؟.. مَلَّ القصيدُ،وما
عاد الطريقُ على التَّسْيارِ يَصْطَبِرُ!
هذا خطابُكَ في الصيفِ العتيقِِ، لكَمْ
صافتْ سنابلُ ليلٍ مِلْؤُها تَتَرُ!
يا حاديَ العِيْسِ..هذي عِيْسُنا بَلِيَتْ
من الدُّوَارِ على الأَعْصَارِ تعتصرُ!
يا حاديَ العِيْسِ..إنِّي لا أَرَى!،وأَرَى
في صوتكَ الآلَ، يَطْفُو ثمّ يَنْحَدِرُ!
ماذا تقول تُرَى : "إنّ المَدَى زَبَدٌ،
والدربُ مبتسمٌ، والغيثُ مُنهمِرُ؟!"
ماذا أقولُ أَنَا : " إنّ السيوفَ دمٌ،
والعِرْضُ لؤلؤةٌ،والجيشُ منتصرُ؟!"
ماذا أقولُ هنا ، إنْ شئتَ قلتُ إذن :
"لن يأتيَ الدَّوْرُ والجزّارُ يحتضرُ" ..
لكنَّ من خلفهِ أَلْفًا على كَتِفي ؛
ما دُمْتَ نحنُ فما للجزرِ مزدجَرُ!
...
...
لَمْلِمْ شتاتكَ؛ وجهُ الليلِ معتكِرُ،
والصُّبْحُ مُرْتَهَنٌ،والوقتُ مُحْتَكَرُ!
واقرأْ قضاءَكَ يا مَنْ كلُّ جارحةٍ
فيك استطارتْ على فجرٍ بها الدُّسُرُ!
قد هان جِدًّا على الدنيا آهلها
من هان يومًا وفيه الأرضُ والبَشَرُ!
...
...
قُمْ فالتقطْكَ ،فتًى، واضربْ سبيلَكَ. قُمْ!
نَوْءُ السِّنين بنَوْضِ الشَّوْقِ يَسْتَعِرُ!
قُمْ فالتقطْكَ؛ أساطير الرؤى التحمتْ
بنافِرِ الدَّمِ: تَرْفُوْهُ ويَشْتَجِرُ!
قُمْ،أيها الماردُ،استخرجْ خُطاكَ،وقلْ:
"في وجهِ هذا السوادِ البحرُ والسَّفَرُ!"
...
...
يا قُرْطُبيات ما يأتي ، أَتَيْتُ غَداً،
ولم أَجِدْكِ، سآتيْ والهَوَى بَصَرُ!
يا أيها المسجدُ الأقصَى: السلامُ دَنَا؛
فادخلْ، عليكَ سلامُ الله، يا عُمَرُ![/font]
[font="] [/font]
طائفية أو فيفية
رقم القصيدة : 1624
-----------------------------------
طافَ طيفٌ طائفيّ وتثنّى
مشرئبَ الوعدِ عنّى وتعنّى
عنبيّ الثغرِ لما زارني
أيقظَ الصحراءَ في الصَّبِّ فغنّى
نَشَرَ الرّيشَ سلاماً فابتدا
ألفباء العشق سطراً فكتبنا
خوط بانٍ ساجي الطرفِ على
غصنه حطّتْ طيورُ الخوخِ مَثْنَى
ثقفيّ القَدّ عَرْجيّ اللُّغَى
يتغنّى كم فتىً فينا أضعنا
وأماطَ الخَزّ عن حُرِّ النَّقا
فتداعى الوجدُ هَتْناً جادَ هَتْنا
مَن أنا قالتْ وآرامٌ نَزَتْ
شهوةً واهتزّ وجٌّ وارْجَحَنّا
ورَنَا الأفْقُ عيوناً وطُلًى
تَزْحَمُ الوَهْدَ وتغشَى كلّ مَغْنَى
أنا غزوانُ أبي.. يا لأبي
باذخَ الهامةِ تَيّاهاً مِفَنّا!
قال يابنتي تسامَي حُرَّةً
فجمالُ الغادةِ المختال أجْنَى
من شريطِ الأمسِ ذكرى انتظمتْ
مثلما تنتظم القضبانُ سِجنا
إذْ ذئابُ الليل تجتاسُ دمي
والضُّحى يضحكُ في الصَّبَّارِ ضِغْنا
وحِرابُ الموتِ تنمو في يدي
كعناقيدي وكان الرعبُ دَنّا
أقبلتْ من ساعةِ الأقدارِ لي
ساعةٌ صاغتْ حروفَ العشبِ أمْنا
ساعة نجديّة التوقيت ما
فتئتْ يوماً تردّ العُوْنَ بُثْنا
إنها ساعة عشقي أشرقتْ
واستهلّتْ من يدِ التاريخ يُمْنَى
ذاك وعدي فارسي الأول مَن
حاشَ لحمي مِن ذئاب الغِيْلِ وَهْنا
أيها البيدُ استظلّي رئتي
وتروّي مِن نَدَى خديّ مَنّا
كان وجهُ الليل إذ قالتْ مَدًى
يرسم الضوءَ فناراتٍ وسُفْنا
كان ما قالتْه رُمّانًا كَسَا
شَفَةَ الفجرِ تباشيرَ ويُمْنَا
وهْيَ إذْ قالتْ غزالاً نافراً
جبليّ الشوقِ وضّاحاً مُحَنّى
قلتُ يا هذي هنيئاً للفتى
وليَ الله.. تباريحَ وظَعْنَا
أخت (فَيفاء) بقلبي قلبُها
من رأى قلبين في قلبٍ مُعَنّى
هذه (فَيفاءُ) فينا أشأمتْ
أيّ روضٍ من رياض الله أسْنَى!
أم هيَ (الطائفُ)؟.. صَدْرٌ حالمٌ
وقماريّ تَفِزّ الآنَ وسْنَى
هذه الطيفاءُ، بيتٌ محكمٌ
فيه باتتْ أحرفي الخضراءُ مَعْنَى
وتوادعنا عشيقين ولم
تلتق الأنفاسُ منّا واعتنقنا
وتلاقينا عشيقين ولم
ترتو الأنفاسُ منّا وافترقنا
هل تغيّرنا؟ هل الحبّ المكا
نُ الذي كان بعينينا استكنّا؟
مَن يعيدُ المعهدَ المعهودَ في
ذمّةِ الذكرى كما كان وكُنّا؟
مَن يعيدُ الشارعَ.. الدكانَ.. لي
مثلما كانا.. إذا ما الطفلُ حَنّا؟
تهجرُ الأكوانُ طُرّاً كونَها
وتظلّ الروحُ ديواناً وخِدْنا
وتموتُ اللوحةُ الزيتيةُ
إذْ يعيش الراسمُ الفنّانُ فَنّا
فإذنْ.. كيف المعرِّي يشتكي،
ذاتَ شكوى: "أمْحَلَ الروحُ وشَنّا"؟
إنه العشقُ جنين النار: وَيْ!
مَن سَقَتْهُ حَلْمَةُ الجَمْراتِ أنّا!
وهو العشقُ مصابيح تُرى
في دم العشاق.. أيّانَ وأنَّى
إنما عشقِيكِ وَصْلٌ ناعمٌ
وفؤادُ العشقِ وَهْنٌ ضَمّ وَهْنَا[/font]