[font="]العصر العباسي >> أبو تمام >> ظَني بهِ حَسَنٌ لَوْلا تَجنيهِ
ظَني بهِ حَسَنٌ لَوْلا تَجنيهِ
رقم القصيدة : 15976
-----------------------------------
ظَني بهِ حَسَنٌ لَوْلا تَجنيهِ
وأنهُ ليس يرعى حقَّ وديهِ
لم يلهني عنهُ ما ألهاهُ بل عذبت
عندي الصبابة ُ إذ جرعتها فيهِ
عفت محاسنهُ عندي إساءتهُ
حَتَّى لقَدْ حَسُنَتْ عَندي مَساويهِ
هذا محبُّك أدمى الشوقُ مهجتهُ
فكيفَ تُنْكِرُ أنْ تَدْمَى مآقيهِ![/font]
[font="]العصر العباسي >> أبو تمام >> عَنَّتْ فأَعْرَضَ عَنْ تَعْرِيضَها أَرَبي
عَنَّتْ فأَعْرَضَ عَنْ تَعْرِيضَها أَرَبي
رقم القصيدة : 15977
-----------------------------------
عَنَّتْ فأَعْرَضَ عَنْ تَعْرِيضَها أَرَبي
يا هذه اعذري في هذه النكبِ
إليكِ ويلكِ عمن كان ممتلئاً
وَيْلاً عليكِ ووَيْحاً غيرَ مُنْقَضِبِ
في صدرهِ من همومٍ يعتلجن بهِ
وسَاوِسٌ فُرَّكٌ لِلخُرَّدِ العُرُبِ
ردَّ اتدادُ الليالي غربَ أدمعهِ
فذابَ هما وجمدُ العينِ لم يذبِ
لا أَنَّ خَلْفَكِ لِلَّذَّاتِ مُطَّلَعاً
لكنَّ دونكِ موتَ اللهو والطربِ
وحادثاتِ أَعاجِيبٍ خَساً وَزَكاً
ما الدهرُ في فعلهِ إلاّ أبو العجبِ
يغلبن قومَ الكماة ِ المعلمينَ بها
و يستقدنَ لفرسانٍ على القصبِ
فما عدمتُ بها لا جاحداً عدماً
صبراً يقومُ مقامَ الكشفِ للكربِ
ما يحسمُ العقلُ والدنيا تساسُ يهِ
مايحسم الصبرُ في الأحداثِ والنوبِ
الصَّبْرُ كاسٍ وَبَطْنُ الكَف عارِيَة ٌ
والعَقْلُ عارٍ إذا لم يُكْسَ بالنَّشَبِ
ما أَضيَعَ العَقْلَ إِنْ لم يَرْعَ ضَيْعَتَه
وفرٌ وايُّ رحى ً دارت بلا قطبِ
نَشِبْتُ في لُجَجِ الدُّنيا فأَثْكَلَني
مالي وأبتُ بعرضٍ غيرِ مؤتشبِ
كَمْ ذُقْتُ في الدَّهْرِ مِنْ عُسْرٍ ومِنْ يُسُرٍ
و في بني الدهرِ من رأسٍ ومن ذنبِ
أَغَضي إِذا صَرْفُهُ لم تُغْضِ أَعينُهُ
عَني وأَرضَى إِذا ما لَجَّ في الغَضَبِ
وإِنْ بُلِيْتُ بِجِدٍّ مِنْ حُزُونَتِه
سهلتهُ فكأني منهُ في لعبِ
مقصرٌ خطراتِ الهمِّ في بدني
عِلْماً بأَنيَ ما قَصَّرْتُ في الطَّلَبِ
بأيّ وخدِ قلاصٍ واجتيابِ فلاً
أدراكُ رزقٍ إذاما كان في الهربِ
ماذا عليّ إذا لم يَزُلْ وَتَرِي
في الرمي ان زلن أغراضي فلم أصبِ
في كلّ يومٍ أظافيري مفللة ٌ
تَسْتَنْبِطُ الصُّفْرَ لي مِنْ مَعْدِنِ الذَّهَبِ
ما كنتُ كالسَّائِلِ الأَيَّامِ مُخْتَبِطاً
عَنْ لَيْلَة ِ القَدْرِ في شَعْبَانَ أَوْ رَجَبِ
بل سافعٌ بنواصي الأمرِ مشتملٌ
على قَوَاصِيهِ في بَدْءٍ وفي عَقَبِ
ما زلتُ أرمي بآمالي مراميها
لم يُخْلِقِ العِرْضَ مني سُوءُ مُطَّلَبي
بغربة ٍ كاغترابِ الجودِ ان برقت
بأوبة ٍ ودقت بالخلف والكذبِ
إذا عنيتُ لشأوٍ قلتُ إني قد
أَدْركْتُهُ أَدرَكَتْني حِرْفَة ُ الأَدَبِ!
وخَيْبَة ٍ نَبَعتْ مِن غَيْبَة ٍ شَسَعَتْ
بأَنْحُسٍ طَلَعَتْ في كل مُضْطَرَبِ
ما آبَ مَنْ آبَ لم يَظْفَرْ بِبُغْيتِهِ
ولم يَغِبْ طالِبٌ للنُّجْحِ لم يَخِبِ![/font]
[font="]العصر العباسي >> أبو تمام >> و خدناهُ الكآبة ُ والنحيبُ
و خدناهُ الكآبة ُ والنحيبُ
رقم القصيدة : 15978
-----------------------------------
...............
و خدناهُ الكآبة ُ والنحيبُ
و ما تبقى على إدمانِ هذا
ولا هَاتَا العُيُونُ ولا القُلُوبُ
على أنّ الغريبَ إذا استمرت
بهِ مررُ النوى آسى الغريبُ
ونَعْمَ مُسَكنُ البُرَجاءِ- حَلَّتْ
بِهِ فَأقَامَتِ- الدَّمْع السَّكُوبُ
وكمْ عَدَويَّة ٍ مِنْ سِر عمرٍو
لها حَسَبٌ إِذا انتَسَبَتْ حَسِيبُ
لها من طيءِ أمٌّ حصانٌ
نجيبة ُ معشرٍ وأبٌ نجيبُ
تنى أن يعودَ لها حبيبٌ
منى ً شططاً وأين لها حبيبُ
و لو بصرت بهِ لرأت حريصاً
بماءِ الدَّهْرِ حِلْيَتُهُ الشُّحُوبُ
كَنَصْلِ السَّيْفِ عُري مِنْ كِسَاهُ
و فلت من مضاربهُ الخطوبُ
زعيمق بالغنى أو ندبُ نوحٍ
حَوَاقِلَة ٌ وَأَصْبِيَة ٌ تَرَامَتْ
فأَصْبَحَ حيثُ لا نَقعٌ لِصَادٍ
ولا نشبٌ يلوذ بهش حريبُ
بمصرَ وأيُّ مأربة ْ بمصرٍ
و قد شعبت كابرها شعوبُ[/font]
[font="]العصر العباسي >> أبو تمام >> طَلَبَتْه أَيَّامٌ وطالَبَ مِثلَها
طَلَبَتْه أَيَّامٌ وطالَبَ مِثلَها
رقم القصيدة : 15979
-----------------------------------
طَلَبَتْه أَيَّامٌ وطالَبَ مِثلَها
أخرى فأصبحَ طالباً مطلوبا
هي عزمة ٌ للسيفِ إلاّ أنها
جعلت لاسبابِ الزمانِ قصوبا
خَطَبَتْ خُطُوبَ الدَّهْر منه خُطَّة ً
نتجت عليهِ تجارباً ونكوبا
صرمت حبالَ الدهرِ منهُ صريمة ٌ
تركت النائباتِ وجيبا
و لربما أشكتهُ نكبة ُ حادثٍ
نَكَأَتْ بباطِنِ صَفْحَتَيِهِ نُدُوبا
لا أَنَّهُ خَذَلَتْهُ أَسْبابُ الغِنَى
أو راح من سلبِ الزمانِ سليبا
لكنهُ عجبٌ وليس بمعجبٍ
أَنْ شامَ مِنْ حُكْمِ الزّمانِ عَجِيبا
يَوْماً بمُنْقَطِعِ الشَّرُوقِ مُقَامُه
وَيُقِيمُ يوماً بالغُروبِ غَريبَا
لا كانت الآمالُ يكفل نجحها
كرمٌ يريك تجهماً وقطوبا[/font]
[font="]شعراء العراق والشام >> عبدالحميد الصائح >> أفسرك الزمان
أفسرك الزمان
رقم القصيدة : 1598
-----------------------------------
ألاحقُك كالزّمانْ
داميا ً, مسحولا ً, اراهنُ على المللْ
مختوما ًمغمضَ العينينْ
افسرّكِ كما أشاء
فارتج ُكالموج ِواندفعُ مذهولاً مرغماً الىدم ِالخيال ِوالسحر ْ,
وأدورُ بلاكِ على مفاتيحَ ملساءَ لا توصلني اليك
أفسرُكِ الماءْ : فأشعّ كالحريقْ أفرّ خارجَ المسافة
ظلامي رمادْ , مخيلّتي تعرج ُوبياضي يدلّ دمي الى سواي , وأدورُ بلاكِ
على مفاتيح َملساءَ لاتوصلني اليكْ
أفسرّكِ دمي : فأحملُ قلبي وأركضْ
أفتشّ في الموانيء البعيدة عن عناوينَ آمنه ,
أحرضّها على غيابكْ
أفتشّ في وجوهٍ من شعوبٍ عديدة
عن بريق يكوّرني ويختصرُ دهشتي هو أنتِ
أفتشّ في الريح ِوالتعبِ والندّى على الشوارع
وأدورُ بلاكِ على مفاتيحَ ملساءَ لاتوصلني اليك
أفسرُكِ الرحيل : يتساقط ُالارتباكُ على بوصلتي وتشتبكُ المقاصدْ
أضعُ أرقاماَ لتلفتي وأقلبُ معادلة َالقلب ِفي الحبّ والموتِ والحربِ
والتحمّل
أفترضُ الايابَ وأنسى المدينة
وأدورُ بلاكِ على مفاتيحَ ملساءَ لاتوصلني اليك
أفسرك الألم : فأقفُ حداداً على عمانا الطويل ِحتى أجفْ واتصلبُّ
وأتكسرْ , فيرمّمُني نحاتون ثملون َبعجينة الليل لأهرع عارياً باتجاه
الظلام أسبحُ في بحر ِمن الشفرات , أسمع ُهديرَ دمي محدقا ًفي أصل
ِالهلاك ْأدورُ بلاكِ على مفاتيح َملساءَ لاتوصلُني اليك
أفسركِ الندم : فأمرّ ُ على مامضى من السنواتْ
أمحو الحوادثَ بقلبٍ مطفأْ
مسرعاً كي لايلحقُ بي التذكر
أزنُ التفاصيلَ بتلال ٍعلى مفاتيحَ ملساءَ لا توصلني إليك
أفسرُكِ الكتابة : تشتعلُ يدي ويسيلُ دماغي على الورقة
أفسرك ريفاً : أشمّ ُعيني على أعيادٍ داخلَ جمجمة
وقبّعاتْ ْكالأدمغة, وطيورٍ تولدُ من لقاح ِالضوءِ ملوحة الماء
أفسركِ الليلْ : أفتح ُعيني على حياتي
وأدورُ على مفاتيح َملساءَ لاتوصلُني اليك
أفسركِ ...أنتِ : فينسدلُ السؤاالُ على الكلام[/font]
[font="]العصر العباسي >> أبو تمام >> لما رأيتُ الأمرَ أمراً جدا
لما رأيتُ الأمرَ أمراً جدا
رقم القصيدة : 15980
-----------------------------------
لما رأيتُ الأمرَ أمراً جدا
و لم أجد من القيام بدا
لَبِسْتُ جِلْدَ نَمِرٍ مُعْتَدّا
وَجِلْدَ ضِرْغامٍ يُقَدُّ قَدّا
جَمَعْتُ جَمْعَ العَرَبِ الأشِدَّا
جَمْعاً يُلِدُّ الظالمَ الأَشَدَّا
يهدُّ أركانَ الجبالِ هدا
كان تَميمٌ لأَبينَا عَبْدَا
أسودَ نضاخَ المقدِّ جعدا
و نحنُ كنا للتبيّ جندا
يَوْمَ بُزَاخاتٍ وَرَدْنَ وِرْدا
وعُدَّ لي بَدْراً وعُدَّ أُحْدا
و طيءق قد ألبستني بردا
حتى فَخَرْتُ فهزَمْتُ العَبْدا[/font]
[font="]العصر العباسي >> أبو تمام >> تَصَدَّتْ وَحَبْلُ البَيْنِ مُسْتَحْصِدٌ شَزْرُ
تَصَدَّتْ وَحَبْلُ البَيْنِ مُسْتَحْصِدٌ شَزْرُ
رقم القصيدة : 15981
-----------------------------------
تَصَدَّتْ وَحَبْلُ البَيْنِ مُسْتَحْصِدٌ شَزْرُ
وقَدْ سَهَّلَ التَّوْدِيعُ ما وَعَّرَ الهَجْرُ
بَكَتْهُ بما أَبْكَتْهُ أيَّامُ صَدْرُها
خليءٌ وما يخلو لهُ من جوى صدرُ
وقالَتْ أَتَنْسى البَدْرَ، قلتُ تَجلُّداً
إذا الشمسُ لم تغرب فلا طلعَ البدرُ
فأبدت جماناً من دموعٍ نظامها
على الصَّدْرِ إِلاَّ أَنَّ صائِغَها الشَّفْرُ
وما الدمعُ ثانٍ عزمتي ولو أنها
سقى خدها من كلّ عينٍ لها نهرُ
جمعتُ شعاعَ الرأيِ ثمَّ وسمتهُ
بحزمٍ لهُ في كلِّ مظلمة ٍ فجرُ
وصارَعْتُ عَنْ مَصْرٍ رَجَائِي ولم يَكُنْ
لِيَصْرَعَ عَزْمي غيرَ ما صرعَتْ مَصْرُ
و طحطت سدّا سدُّ يأجوجَ دونهُ
من الهمِّ لم يفرغ على زبرهِ قطرُ
بِذِعْلِبَة ٍ ألوَى بِوَافِرِ نَحْضِها
فتى ً وافرُ الأخلاقِ ليس لهُ وفرُ
فكَمْ مَهْمَهٍ قَفْرٍ تَعشَّقْتُ مَتْنَهُ
على متنها والبرُّ من آلهِ بحرُ
وما القَقْرُ بالبِيدِ القَواءِ بَل التي
نَبَتْ بي وفيها ساكِنُوها هي القَفْرُ!
ومَنْ قامَرَ الأيَّامَ عَنْ ثَمَراِتها
فأحجِ بهِ أن ينجلي ولها القمرُ
فإنْ كانَ ذَنْبي أَنَّ أحسنَ مَطْلَبي
أَساءَ ففي سُوءِ القَضَاءِ ليَ الغُدْرُ
قضاءُ الذي ما زال في يدهِ الغنى
ثَنَى غَرْبَ آمالي وفي يَديَ الفَقْرُ
رضيتُ وهل أرضى إذا كان مسخطي
مِنَ الأمرِ ما فيهِ رِضا مَنْ له الأَمْرُ !
فأشجيتُ أيامي بصبرٍ حلونَ لي
عَواقِبَه والصَّبْرُ مِثْلُ اسمِهِ صَبْرُ
أبى لي بحرُ الغوثِ أن أرأمَ التي
أُسبُّ بها والنجرُ يشبههُ النجرُ
وهَلْ خابَ مَنْ جِذْماهُ في ضنءِ طَيىء ٍ
عديِّ العدّيين القلمسُ أو عمرو
لنا غُرَرٌ زَيدِيَّة ٌ أُدَدِيّة ٌ
إذا نجمت ذلّت لها الأنجمُ الزهرُ
لنا جوهرٌ لو خالط الأرضَ أصبحت
و بطنانها منهُ وظهرانها تبرُ
جَدِيلَة َ والغَوْثَ اللَّذينِ إليهما
صَغَتْ أُذُنٌ لِلمَجْدِ ليسَ بَها وَقْرُ
مقاماتُنَا وَقْفٌ على الحِلْمِ والحِجَى
فأمْرَدُنا كَهْلٌ وأَشْيَبُنا حَبْرُ
أَلَّنا الأَكُفَّ بالعَطَاءِ فجَاوَزَتْ
مدى اللينِ الاّ أنَّ أعراضنا صخرُ
كأنَّ عَطَايانا يُناسِبْنَ مَنْ أَتَى
و لا نسبٌ يدنيهِ منا ولا صهرُ
اذا زينة ُ الدنيا من المالِ أعرضت
فأَزيَنُ مِنها عِندنا الحَمْدُ والشُّكْرُ
وُكُورُ اليَتَامَى في السنين فَمَنْ نَبا
بفرخٍ لهُ وكرٌ فنحنُ لهُ وكرُ
أَبَى قَدْرُنا في الجُودِ إلاَّ نَباهة ً
فليس لمالٍ عندنا أبداً قدرُ
ليسحج بجودٍ من أرادَ فإنهُ
عَوَانٌ لهذا النّاسِ وهْوَ لَنَا بِكْرُ
جَرَى حاتِمٌ في حَلْبَة ٍ منه لَوْ جَرَى
بها القَطْرُ شَأْواً قيلَ أيُّهُما القَطْر!
فتى ذخرَ الدنيا أناسٌ فلم يزل
لها باذلاً فانْظُرْ لِمَنْ بَقِيَ الذُّخرُ!
فمن شاءَ فليفخرَ بما شاءَ من ندى
فليس لحيِّ غيرنا ذلك الفخرُ
جمعنا العلى بالجودِ بعد افتراقها
إلينا كما الأيامُ يجمعها الشهرُ
بِنَجْدَتِنَا ألقَتْ بِنَجْدٍ بَعَاعَها
سحابُ المنايا وهي مظلمة ٌ كدرٌ
بكُل كَمِيٍّ نَحْرُهُ غَرَضُ القَنا
إذا اضطرمَ الأحشاءث وانتفخ السحرُ
يُشَيعُهُ أَبناءُ مَوْتٍ إلى الوَغَى
يُشَيعُهُم صَبْرٌ يُشَيعُهُ نَصْرُ
كماة ٌ إذا ظلَّ الكماة ُ بمعركٍ
و أرماحهم حمرٌ وألوانهم صفرُ
بِخَيلٍ لِزَيْد الخَيل فيها فَوارِسٌ
اذا نطقوا في مشهدٍ خرسَ الدهرُ
على كُل طِرْف يَحْسُرُ الطَّرْفَ سابحٍ
وَسَابِحَة ٍ لكنْ سِبَاحَتُها الحُضْرُ
طَوَى بَطْنَها الإِسآدُ حتَّى لو أنَّه
بدا لك ما شككتُ في أنهث ظهرُ
ضَبِيبِيّة ٌ ما إِنْ تُحَدثُ أنفُساً
بما خَلفَها مادامَ قُدَّامَها وِتْرُ
فإن ذمت الأعداءُ سوءَ صباحها
فليسَ يُؤَدي شُكْرَها الذئْبُ والنَّسْرُ
بِها عَرَفَتْ أَقَدَارَها بعدَ جَهْلِها
بأَقْدارِها قَيْسُ بنُ عَيلاَنَ والفِزْرُ
و تغلبُ لاقت غالباً كلّ غالبٍ
و بكرٌ فألفت حربنا بازلا بكرُ
وأنتَ خَبِيرٌ كيفَ أبقَتْ أُسُودُنَا
بَنِي أَسَدٍ إنْ كان يَنْفَعُكَ الخُبْرُ
وقسمتنا الضيزى بنجدٍ وأهلها
لنا خطوة ٌ في أرضها ولهم فترُ
مساعٍ يضلُّ الشعرُ في كنهِ وصفها
فما يهتدي إلاّ لأصغرها الشعرُ[/font]
[font="]العصر العباسي >> أبو تمام >> ألا صنعَ البينُ الذي هو صانعُ
ألا صنعَ البينُ الذي هو صانعُ
رقم القصيدة : 15982
-----------------------------------
ألا صنعَ البينُ الذي هو صانعُ
فإنْ تَكُ مِجْزاعاً فما البَيْنُ جازِعُ
هو الربيعُ من اسماءَ والعامُ رابعٌ
لهُ بلوى خبتٍ فهل أنتَ رابعُ
ألا إنَّ صَبْرِي مِنْ عَزائي بَلاقِعٌ
عشيّة َ شاقتني الديارُ البلاقعُ
كأنَّ السَّحَابَ الغُرَّ غَيَّبْنَ تَحتَها
حَبيباً فما تَرْقَا لَهُنَّ مَدَامِعُ
ربى ً شفعت ريحُ الصبا لرياضها
إلى الغيثِ حتى جادها وهو هامعُ
فَوجْهُ الضَّحَى غَدْواً لهنَّ مُضَاحِكٌ
و جنبث الندى ليلاً لهنَّ مضاجع
كساك من الأنوارِ أصفرُ فاقعُ
و ابيضُ نصاعٌ وأحمرُ ساطعُ
لئن كان أمسى شملُ وحشيك جامعاُ
لقد كَانَ لي شَمْلٌ بِأُنْسِكِ جامِعُ
أُسيءُ على الدَّهْرِ الثناءَ فقَدْ قَضَى
عليَّ بجورٍ صرفهُ المتتابعُ
أيرضخنا رضخَ النوى وهو مصمتٌ
و يأكلنا أكل الدبى وهو جائعُ
و إني إذا ألقى بربعيَ رحلهُ
لأُذعِرُهُ في سِرْبِهِ وهْوَ راتِعُ
أبو مَنْزِلِ الهّم الذي لو بَغَى القِرَى
لَدَى حَاتِمٍ لم يُقْرِهِ وهْوَ طائِعُ
اذا شرعت فيهِ الليالي بنكبة ٍ
تمزقن عنهُ وهو بالصبرِ دارعُ
و ان أقدمت يوماُ عليه رزية ٌ
تَلقَّى شَبَاها وهو بالصَّبْرِ دَارِعُ
لهُ هممٌ ما إن تزالُ سيوفها
قواطعَ لو كانت لهنَّ مقاطع
ألا إنَّ نفسَ الشعرِ ماتت وإن يكن
عداها حمامُ الموتُ فهي تنازعُ
سأبكي القوافي بالقوافي فإنها
عليها- ولم تَظْلِمْ بِذاك- جَوَازِعُ
أراعي مظلاتِ المروءة ِ مهملٌ
وحافِظُ أيَّامِ المَكارِمِ ضَائِعُ !
وعاوٍ عَوَى والمَجْدُ بَيْني وَبينَه
له حَاجِزٌ دُوني ورُكْنٌ مُدَافَعُ
ترقت مناهُ طودَ عزٍ لو ارتقت
بهِ الرّيحُ فِتْراً لانْثَنَتْ وهْيَ ظَالِعُ
أنا ابنُ الذينَ استرضعَ الجودُ فيهم
و سميَ فيهم وهو كهلٌ ويافعُ
سَما بيَ أَوْسٌ في السَّماءِ وحاتِمٌ
وزيْدُ القَنا والأثْرَمانِ ورَافِعُ
و كان إياسٌ ما اياسٌ وعارفٌ
و حارثة ٌ أوفى الورى والأصابعُ
نُجومٌ طوالِيعٌ جِبالٌ فَوارِعٌ
غيوثٌ هواميعٌ سيولٌ دوافعُ
مَضَوْا وكأَنَّ المَكْرُمَاتِ لَدَيْهمُ
لكثرة ما أوصوا بهنَّ شرائعُ
فأيُّ يدٍ في المحلٍ مدت فلم يكن
جُنُوبُ فُيُولٍ ما لَهُنَّ مَضَاجِعُ
همُ استودعو المعروفَ محفوظَ مالنا
فضاع وما ضاعت لدينا الودائعُ
بَهاليلُ لَوْ عَايَنتَ فَضْلَ أَكُفَّهمْ
لأيقنت أنّ الرزقَ في الأرضِ واسعُ
إذا خَفَقَتْ بالبَذْلِ أَرواحُ جُودِهِمْ
حداها الندى واستنشقتها المطامعُ
رياحٌ كريحِ العنبرِ الغضِّ في الندى
ولكنَّها يومَ اللَّقَاءِ زَعازعُ
إِذا طَيىء ٌ لم تَطْوِ مَنْشُورَ بَأْسِها
فأنفُ الذي يهدي لها السخطَ جادعُ
هِيَ السّمُّ ما يَنْفَكُّ في كل بلدة ٍ
تَسِيلُ بِهِ أَرماحُهمْ وهْوَ ناقِعُ
أصارت لهم أرضَ العدوِّ قطائعاً
نفوسٌ لحدِّ المرهفاتِ قطائعُ
بكلِّ فتى ً ما شابَ منروعِ وقعة ٍ
و لكنهُ قد شبنَ منهُ الوقائعُ
اذا ماأغاروا فاحتووا مالَ معشرٍ
أغارت عليهم فاحتوتهُ الصنائعُ
فتعطي الذي تعطيهم الخيل والقنا
أكفٌّ لا رثِ المكرماتِ موانعُ
همُ قوّموا درءَ الشآمِ وأيقظوا
بِنَجْدٍ عُيونَ الحَرْبِ وهْيَ هَواجعُ
يَمدُّونَ بالبيضِ القَواطِعِ أَيْدِياً
وهُنَّ سَواءٌ والسُّيُوفُ القَواطِعُ
إِذا أَسَرُوا لم يَأْسُرِ البأْسُ عَفْوَهُم
و لم يمسِ عانٍ فنهمِ وهو كانعُ
إذا أطلقوا عنهُ جوامعَ غلهِ
تيقنَّ أنّ المنَّ أيضاً جوامعُ
وإِنْ صارَعُوا في مَفْخَر قامَ دُونَهُمْ
و خلفهم بالجدِّ جدَّ مصارعُ
عَلَوْا بِجُنُوبٍ مُوجَدَاتٍ كأنَّها
جنوبٌ قبولٌ ما لهنَّ مضاجعُ
كشفتُ قناعَ الشعرِ عن حرِّ وجههِ
وَطَيَّرْتُه عَنْ وَكْرِهِ وهْوَ وَاقِعُ
بعزٍّ يراها من يراها بسمعهِ
فيَدنو إِليها ذُو الحِجَى وهْوَ شاسِعُ
يودُّ وداداً أنَّ أعضاءَ جسمهِ
إِذا أُنْشِدَتْ شَوْقاً إِليها مَسامَعُ[/font]
[font="]العصر العباسي >> أبو تمام >> وأنتَ غَداً فِيها تَمُوتُ وتُقْبَرُ؟
وأنتَ غَداً فِيها تَمُوتُ وتُقْبَرُ؟
رقم القصيدة : 15983
-----------------------------------
...............
وأنتَ غَداً فِيها تَمُوتُ وتُقْبَرُ؟
تلقحْ آمالاً وترجو نتاجها
وعُمْرُكَ مِمّا قدْ تَرَجيْه أَقْصَرُ !
تَحُومُ على إِدراكِ ماقد كُفِيتَه
و تقبلُ بالآمال فيهِ وتدبرُ
وهذا صَباحُ اليومِ يَنْعَاكَ ضَوْؤُهُ
وَلَيْلَتُهُ تَنعاكَ إِنْ كنتَ تَشْعُرُ
ورِزْقُكَ لا يَعدوكَ إِمّا مُعَجَّلٌ
على حالة يوماً وإِمّا مُؤَخَّرُ
و لا حولُ محتالٍ ولا وجهُ مذهبٍ
و لا قدرٌ مزجيهِ إلاّ المقدِّرُ
لقَدْ قَدَّرَ الأَرزاقَ منْ ليسَ عادِلاً
عن العدلِ بين الخلقِ فيما يقدّرُ
فلا تأمنِ الدنيا وإن هي أقبلت
عليك فما زالت تخونُ وتغدرُ
فما نمَّ فيها الصفوُ يوماً لأهلهِ
ولا الرفْقُ إِلاَّ رَيْثما يَتَغَيَّرُ
و ما لاح نجمٌ لا ولا ذرَّ شارقٌ
على الخَلْقِ إِلاَّ حَبْلُ عُمْرِكَ يَقصُرُ
تَطَهَّرْ وأَلحِقْ ذَنْبَكَ اليومَ تَوْبَة ً
لَعَلَّكَ مِنه إِنْ تَطهَّرتَ تَطْهَرُ
وشَمرْ فقَدْ أَبدَى لكَ الموتُ وَجْهَهُ
وليسَ يَنالُ الفوزَ إِلاَّ المُشَمرُ
فهذِي الليَالي مُؤْذناتُكَ بالبِلَى
تروحُ وأيامٌ كذلكَ تبكرُ
و اخلص لدينِ اللهِ صدراً ونية ً
فإن الذي تخفيهِ يوماً سيظهرُ
و قد يسترُ الإنسانُ باللفظِ فعلهُ
فيظهرُ عنهُ الطرفُ ما كان يسترُ
تذكر وفكّر في الذي أنت صائرٌ
إليه غذاً إن كنتَ ممن يفكّرُ
فلا بُدَّ يوماً أَنْ تَصيرَ لحِفْرَة ٍ
بأثنائها تطوى إلى يومَ تنشرُ[/font]
[font="]العصر العباسي >> أبو تمام >> أرى ألفاتٍ قد خططنَ على راسي
أرى ألفاتٍ قد خططنَ على راسي
رقم القصيدة : 15984
-----------------------------------
أرى ألفاتٍ قد خططنَ على راسي
بأَقلامِ شَيْب في مَهارِقِ أَنقاسِ
فإن تسأليني من يخطُّ حروفها
فكفُّ الليالي تستمدُّ بأنفاسي
جرت في قلوبِ الغانيات لشيبتي
قُشَعْرِيرَة ٌ مِنْ بعدِ لِينٍ وإِيناسِ
و قد أمسِ من وصلِ الكواعب آيساً
فآخرُ آمالِ العبادِ إلى اليأسِ[/font]
[font="]العصر العباسي >> أبو تمام >> ألم يأنِ تركي لا عليَّ ولا ليا
ألم يأنِ تركي لا عليَّ ولا ليا
رقم القصيدة : 15985
-----------------------------------
ألم يأنِ تركي لا عليَّ ولا ليا
و عزمي على ما فيهِ اصلاحُ حاليا
وَقَدْ نالَ مني الشَّيْبُ وابيضَّ مَفْرِقي
و غالت سوادي شهبة ٌ في قذاليا
وحالَتْ بيَ الحَالاتُ عَمّا عَهِدْتُها
بكرِّ الليالي والليالي ما هيا
أُصَوتُ بالدُّنيا وليسَتْ تُجِيبُني
أحاولث أن ابقى وكيفَ بقائيا
و ما تبرحُ الأيامُ تحذفُ مدتي
بعدِّ حسابٍ لا كعدِّ حسابيا
لتمحوَ آثاري وتخلقَ جدتي
و تخلي من ربعي بكرهٍ مكانيا
كما فَعَلَتْ قَبْلي بِطَسْمٍ وجُرْهُمٍ
و آلِ ثمودٍ بعد عادِ بنِ عاديا
و أبقى صريعاً بينَ أهلي جنازة ً
و يحوي ذوو الميراثِ خالص ماليا
أَقُولُ لِنَفْسي حينَ مالَتْ بِصَغْوها
إِلى خَطَرات قَدْ نَتَجْنَ أَمانِيَا
أَليسَ اللَّيالي غاصِباتي بِمُهجتي
كما غصبت قبلي القرونَ الخواليا
ومُسْكِنَتي لَحْداً لَدَى حُفْرة ٍ بها
يَطُولُ إِلى أُخْرى اللّيالي ثَوائِيَا؟
كما أسكنت حاماً وساماً ويافثا
و نوحاً ومن أمسى بمكة َ ثاويا
فقد أنست بالموتِ نفسي لأنني
رَأَيْتُ المَنايا يَخْتَرِمْنَ حَيَاتِيَا
فيا ليتني من بعد موتي ومبعثى
أكون رفاتاً لا عليَّ ولا ليا
أخافُ إلهي ثم أرجو نوالهُ
و لكنَّ خوفي قاهرٌ لرجائيا
و لولا رجائي واتكالي على الذي
تَوَحَّدَ لي بالصُّنْعِ كَهْلاً وناشِيَا
لَما سَاغَ لي عَذْبٌ مِنَ الماءِ بارِدٌ
ولا طابَ لي عَيْشٌ ولا زِلْتُ باكِيَا
و أدخرُ التقوى بمجهود طاقتي
و اركبُ في رشدي خلافَ هوائيا
على إثرِ ما قد كان مني صبابة ً
لياليَ فيها كنتُ للَّهِ عاصِيَا
فإِني جَدِيرٌ أَنْ أَخافَ وأَتَّقي
وإن كنتُ لم أشرك بذي العرشِ ثانيا[/font]
ظَني بهِ حَسَنٌ لَوْلا تَجنيهِ
رقم القصيدة : 15976
-----------------------------------
ظَني بهِ حَسَنٌ لَوْلا تَجنيهِ
وأنهُ ليس يرعى حقَّ وديهِ
لم يلهني عنهُ ما ألهاهُ بل عذبت
عندي الصبابة ُ إذ جرعتها فيهِ
عفت محاسنهُ عندي إساءتهُ
حَتَّى لقَدْ حَسُنَتْ عَندي مَساويهِ
هذا محبُّك أدمى الشوقُ مهجتهُ
فكيفَ تُنْكِرُ أنْ تَدْمَى مآقيهِ![/font]
[font="] [/font]
عَنَّتْ فأَعْرَضَ عَنْ تَعْرِيضَها أَرَبي
رقم القصيدة : 15977
-----------------------------------
عَنَّتْ فأَعْرَضَ عَنْ تَعْرِيضَها أَرَبي
يا هذه اعذري في هذه النكبِ
إليكِ ويلكِ عمن كان ممتلئاً
وَيْلاً عليكِ ووَيْحاً غيرَ مُنْقَضِبِ
في صدرهِ من همومٍ يعتلجن بهِ
وسَاوِسٌ فُرَّكٌ لِلخُرَّدِ العُرُبِ
ردَّ اتدادُ الليالي غربَ أدمعهِ
فذابَ هما وجمدُ العينِ لم يذبِ
لا أَنَّ خَلْفَكِ لِلَّذَّاتِ مُطَّلَعاً
لكنَّ دونكِ موتَ اللهو والطربِ
وحادثاتِ أَعاجِيبٍ خَساً وَزَكاً
ما الدهرُ في فعلهِ إلاّ أبو العجبِ
يغلبن قومَ الكماة ِ المعلمينَ بها
و يستقدنَ لفرسانٍ على القصبِ
فما عدمتُ بها لا جاحداً عدماً
صبراً يقومُ مقامَ الكشفِ للكربِ
ما يحسمُ العقلُ والدنيا تساسُ يهِ
مايحسم الصبرُ في الأحداثِ والنوبِ
الصَّبْرُ كاسٍ وَبَطْنُ الكَف عارِيَة ٌ
والعَقْلُ عارٍ إذا لم يُكْسَ بالنَّشَبِ
ما أَضيَعَ العَقْلَ إِنْ لم يَرْعَ ضَيْعَتَه
وفرٌ وايُّ رحى ً دارت بلا قطبِ
نَشِبْتُ في لُجَجِ الدُّنيا فأَثْكَلَني
مالي وأبتُ بعرضٍ غيرِ مؤتشبِ
كَمْ ذُقْتُ في الدَّهْرِ مِنْ عُسْرٍ ومِنْ يُسُرٍ
و في بني الدهرِ من رأسٍ ومن ذنبِ
أَغَضي إِذا صَرْفُهُ لم تُغْضِ أَعينُهُ
عَني وأَرضَى إِذا ما لَجَّ في الغَضَبِ
وإِنْ بُلِيْتُ بِجِدٍّ مِنْ حُزُونَتِه
سهلتهُ فكأني منهُ في لعبِ
مقصرٌ خطراتِ الهمِّ في بدني
عِلْماً بأَنيَ ما قَصَّرْتُ في الطَّلَبِ
بأيّ وخدِ قلاصٍ واجتيابِ فلاً
أدراكُ رزقٍ إذاما كان في الهربِ
ماذا عليّ إذا لم يَزُلْ وَتَرِي
في الرمي ان زلن أغراضي فلم أصبِ
في كلّ يومٍ أظافيري مفللة ٌ
تَسْتَنْبِطُ الصُّفْرَ لي مِنْ مَعْدِنِ الذَّهَبِ
ما كنتُ كالسَّائِلِ الأَيَّامِ مُخْتَبِطاً
عَنْ لَيْلَة ِ القَدْرِ في شَعْبَانَ أَوْ رَجَبِ
بل سافعٌ بنواصي الأمرِ مشتملٌ
على قَوَاصِيهِ في بَدْءٍ وفي عَقَبِ
ما زلتُ أرمي بآمالي مراميها
لم يُخْلِقِ العِرْضَ مني سُوءُ مُطَّلَبي
بغربة ٍ كاغترابِ الجودِ ان برقت
بأوبة ٍ ودقت بالخلف والكذبِ
إذا عنيتُ لشأوٍ قلتُ إني قد
أَدْركْتُهُ أَدرَكَتْني حِرْفَة ُ الأَدَبِ!
وخَيْبَة ٍ نَبَعتْ مِن غَيْبَة ٍ شَسَعَتْ
بأَنْحُسٍ طَلَعَتْ في كل مُضْطَرَبِ
ما آبَ مَنْ آبَ لم يَظْفَرْ بِبُغْيتِهِ
ولم يَغِبْ طالِبٌ للنُّجْحِ لم يَخِبِ![/font]
[font="] [/font]
و خدناهُ الكآبة ُ والنحيبُ
رقم القصيدة : 15978
-----------------------------------
...............
و خدناهُ الكآبة ُ والنحيبُ
و ما تبقى على إدمانِ هذا
ولا هَاتَا العُيُونُ ولا القُلُوبُ
على أنّ الغريبَ إذا استمرت
بهِ مررُ النوى آسى الغريبُ
ونَعْمَ مُسَكنُ البُرَجاءِ- حَلَّتْ
بِهِ فَأقَامَتِ- الدَّمْع السَّكُوبُ
وكمْ عَدَويَّة ٍ مِنْ سِر عمرٍو
لها حَسَبٌ إِذا انتَسَبَتْ حَسِيبُ
لها من طيءِ أمٌّ حصانٌ
نجيبة ُ معشرٍ وأبٌ نجيبُ
تنى أن يعودَ لها حبيبٌ
منى ً شططاً وأين لها حبيبُ
و لو بصرت بهِ لرأت حريصاً
بماءِ الدَّهْرِ حِلْيَتُهُ الشُّحُوبُ
كَنَصْلِ السَّيْفِ عُري مِنْ كِسَاهُ
و فلت من مضاربهُ الخطوبُ
زعيمق بالغنى أو ندبُ نوحٍ
حَوَاقِلَة ٌ وَأَصْبِيَة ٌ تَرَامَتْ
فأَصْبَحَ حيثُ لا نَقعٌ لِصَادٍ
ولا نشبٌ يلوذ بهش حريبُ
بمصرَ وأيُّ مأربة ْ بمصرٍ
و قد شعبت كابرها شعوبُ[/font]
[font="] [/font]
طَلَبَتْه أَيَّامٌ وطالَبَ مِثلَها
رقم القصيدة : 15979
-----------------------------------
طَلَبَتْه أَيَّامٌ وطالَبَ مِثلَها
أخرى فأصبحَ طالباً مطلوبا
هي عزمة ٌ للسيفِ إلاّ أنها
جعلت لاسبابِ الزمانِ قصوبا
خَطَبَتْ خُطُوبَ الدَّهْر منه خُطَّة ً
نتجت عليهِ تجارباً ونكوبا
صرمت حبالَ الدهرِ منهُ صريمة ٌ
تركت النائباتِ وجيبا
و لربما أشكتهُ نكبة ُ حادثٍ
نَكَأَتْ بباطِنِ صَفْحَتَيِهِ نُدُوبا
لا أَنَّهُ خَذَلَتْهُ أَسْبابُ الغِنَى
أو راح من سلبِ الزمانِ سليبا
لكنهُ عجبٌ وليس بمعجبٍ
أَنْ شامَ مِنْ حُكْمِ الزّمانِ عَجِيبا
يَوْماً بمُنْقَطِعِ الشَّرُوقِ مُقَامُه
وَيُقِيمُ يوماً بالغُروبِ غَريبَا
لا كانت الآمالُ يكفل نجحها
كرمٌ يريك تجهماً وقطوبا[/font]
[font="] [/font]
أفسرك الزمان
رقم القصيدة : 1598
-----------------------------------
ألاحقُك كالزّمانْ
داميا ً, مسحولا ً, اراهنُ على المللْ
مختوما ًمغمضَ العينينْ
افسرّكِ كما أشاء
فارتج ُكالموج ِواندفعُ مذهولاً مرغماً الىدم ِالخيال ِوالسحر ْ,
وأدورُ بلاكِ على مفاتيحَ ملساءَ لا توصلني اليك
أفسرُكِ الماءْ : فأشعّ كالحريقْ أفرّ خارجَ المسافة
ظلامي رمادْ , مخيلّتي تعرج ُوبياضي يدلّ دمي الى سواي , وأدورُ بلاكِ
على مفاتيح َملساءَ لاتوصلني اليكْ
أفسرّكِ دمي : فأحملُ قلبي وأركضْ
أفتشّ في الموانيء البعيدة عن عناوينَ آمنه ,
أحرضّها على غيابكْ
أفتشّ في وجوهٍ من شعوبٍ عديدة
عن بريق يكوّرني ويختصرُ دهشتي هو أنتِ
أفتشّ في الريح ِوالتعبِ والندّى على الشوارع
وأدورُ بلاكِ على مفاتيحَ ملساءَ لاتوصلني اليك
أفسرُكِ الرحيل : يتساقط ُالارتباكُ على بوصلتي وتشتبكُ المقاصدْ
أضعُ أرقاماَ لتلفتي وأقلبُ معادلة َالقلب ِفي الحبّ والموتِ والحربِ
والتحمّل
أفترضُ الايابَ وأنسى المدينة
وأدورُ بلاكِ على مفاتيحَ ملساءَ لاتوصلني اليك
أفسرك الألم : فأقفُ حداداً على عمانا الطويل ِحتى أجفْ واتصلبُّ
وأتكسرْ , فيرمّمُني نحاتون ثملون َبعجينة الليل لأهرع عارياً باتجاه
الظلام أسبحُ في بحر ِمن الشفرات , أسمع ُهديرَ دمي محدقا ًفي أصل
ِالهلاك ْأدورُ بلاكِ على مفاتيح َملساءَ لاتوصلُني اليك
أفسركِ الندم : فأمرّ ُ على مامضى من السنواتْ
أمحو الحوادثَ بقلبٍ مطفأْ
مسرعاً كي لايلحقُ بي التذكر
أزنُ التفاصيلَ بتلال ٍعلى مفاتيحَ ملساءَ لا توصلني إليك
أفسرُكِ الكتابة : تشتعلُ يدي ويسيلُ دماغي على الورقة
أفسرك ريفاً : أشمّ ُعيني على أعيادٍ داخلَ جمجمة
وقبّعاتْ ْكالأدمغة, وطيورٍ تولدُ من لقاح ِالضوءِ ملوحة الماء
أفسركِ الليلْ : أفتح ُعيني على حياتي
وأدورُ على مفاتيح َملساءَ لاتوصلُني اليك
أفسركِ ...أنتِ : فينسدلُ السؤاالُ على الكلام[/font]
[font="] [/font]
لما رأيتُ الأمرَ أمراً جدا
رقم القصيدة : 15980
-----------------------------------
لما رأيتُ الأمرَ أمراً جدا
و لم أجد من القيام بدا
لَبِسْتُ جِلْدَ نَمِرٍ مُعْتَدّا
وَجِلْدَ ضِرْغامٍ يُقَدُّ قَدّا
جَمَعْتُ جَمْعَ العَرَبِ الأشِدَّا
جَمْعاً يُلِدُّ الظالمَ الأَشَدَّا
يهدُّ أركانَ الجبالِ هدا
كان تَميمٌ لأَبينَا عَبْدَا
أسودَ نضاخَ المقدِّ جعدا
و نحنُ كنا للتبيّ جندا
يَوْمَ بُزَاخاتٍ وَرَدْنَ وِرْدا
وعُدَّ لي بَدْراً وعُدَّ أُحْدا
و طيءق قد ألبستني بردا
حتى فَخَرْتُ فهزَمْتُ العَبْدا[/font]
[font="] [/font]
تَصَدَّتْ وَحَبْلُ البَيْنِ مُسْتَحْصِدٌ شَزْرُ
رقم القصيدة : 15981
-----------------------------------
تَصَدَّتْ وَحَبْلُ البَيْنِ مُسْتَحْصِدٌ شَزْرُ
وقَدْ سَهَّلَ التَّوْدِيعُ ما وَعَّرَ الهَجْرُ
بَكَتْهُ بما أَبْكَتْهُ أيَّامُ صَدْرُها
خليءٌ وما يخلو لهُ من جوى صدرُ
وقالَتْ أَتَنْسى البَدْرَ، قلتُ تَجلُّداً
إذا الشمسُ لم تغرب فلا طلعَ البدرُ
فأبدت جماناً من دموعٍ نظامها
على الصَّدْرِ إِلاَّ أَنَّ صائِغَها الشَّفْرُ
وما الدمعُ ثانٍ عزمتي ولو أنها
سقى خدها من كلّ عينٍ لها نهرُ
جمعتُ شعاعَ الرأيِ ثمَّ وسمتهُ
بحزمٍ لهُ في كلِّ مظلمة ٍ فجرُ
وصارَعْتُ عَنْ مَصْرٍ رَجَائِي ولم يَكُنْ
لِيَصْرَعَ عَزْمي غيرَ ما صرعَتْ مَصْرُ
و طحطت سدّا سدُّ يأجوجَ دونهُ
من الهمِّ لم يفرغ على زبرهِ قطرُ
بِذِعْلِبَة ٍ ألوَى بِوَافِرِ نَحْضِها
فتى ً وافرُ الأخلاقِ ليس لهُ وفرُ
فكَمْ مَهْمَهٍ قَفْرٍ تَعشَّقْتُ مَتْنَهُ
على متنها والبرُّ من آلهِ بحرُ
وما القَقْرُ بالبِيدِ القَواءِ بَل التي
نَبَتْ بي وفيها ساكِنُوها هي القَفْرُ!
ومَنْ قامَرَ الأيَّامَ عَنْ ثَمَراِتها
فأحجِ بهِ أن ينجلي ولها القمرُ
فإنْ كانَ ذَنْبي أَنَّ أحسنَ مَطْلَبي
أَساءَ ففي سُوءِ القَضَاءِ ليَ الغُدْرُ
قضاءُ الذي ما زال في يدهِ الغنى
ثَنَى غَرْبَ آمالي وفي يَديَ الفَقْرُ
رضيتُ وهل أرضى إذا كان مسخطي
مِنَ الأمرِ ما فيهِ رِضا مَنْ له الأَمْرُ !
فأشجيتُ أيامي بصبرٍ حلونَ لي
عَواقِبَه والصَّبْرُ مِثْلُ اسمِهِ صَبْرُ
أبى لي بحرُ الغوثِ أن أرأمَ التي
أُسبُّ بها والنجرُ يشبههُ النجرُ
وهَلْ خابَ مَنْ جِذْماهُ في ضنءِ طَيىء ٍ
عديِّ العدّيين القلمسُ أو عمرو
لنا غُرَرٌ زَيدِيَّة ٌ أُدَدِيّة ٌ
إذا نجمت ذلّت لها الأنجمُ الزهرُ
لنا جوهرٌ لو خالط الأرضَ أصبحت
و بطنانها منهُ وظهرانها تبرُ
جَدِيلَة َ والغَوْثَ اللَّذينِ إليهما
صَغَتْ أُذُنٌ لِلمَجْدِ ليسَ بَها وَقْرُ
مقاماتُنَا وَقْفٌ على الحِلْمِ والحِجَى
فأمْرَدُنا كَهْلٌ وأَشْيَبُنا حَبْرُ
أَلَّنا الأَكُفَّ بالعَطَاءِ فجَاوَزَتْ
مدى اللينِ الاّ أنَّ أعراضنا صخرُ
كأنَّ عَطَايانا يُناسِبْنَ مَنْ أَتَى
و لا نسبٌ يدنيهِ منا ولا صهرُ
اذا زينة ُ الدنيا من المالِ أعرضت
فأَزيَنُ مِنها عِندنا الحَمْدُ والشُّكْرُ
وُكُورُ اليَتَامَى في السنين فَمَنْ نَبا
بفرخٍ لهُ وكرٌ فنحنُ لهُ وكرُ
أَبَى قَدْرُنا في الجُودِ إلاَّ نَباهة ً
فليس لمالٍ عندنا أبداً قدرُ
ليسحج بجودٍ من أرادَ فإنهُ
عَوَانٌ لهذا النّاسِ وهْوَ لَنَا بِكْرُ
جَرَى حاتِمٌ في حَلْبَة ٍ منه لَوْ جَرَى
بها القَطْرُ شَأْواً قيلَ أيُّهُما القَطْر!
فتى ذخرَ الدنيا أناسٌ فلم يزل
لها باذلاً فانْظُرْ لِمَنْ بَقِيَ الذُّخرُ!
فمن شاءَ فليفخرَ بما شاءَ من ندى
فليس لحيِّ غيرنا ذلك الفخرُ
جمعنا العلى بالجودِ بعد افتراقها
إلينا كما الأيامُ يجمعها الشهرُ
بِنَجْدَتِنَا ألقَتْ بِنَجْدٍ بَعَاعَها
سحابُ المنايا وهي مظلمة ٌ كدرٌ
بكُل كَمِيٍّ نَحْرُهُ غَرَضُ القَنا
إذا اضطرمَ الأحشاءث وانتفخ السحرُ
يُشَيعُهُ أَبناءُ مَوْتٍ إلى الوَغَى
يُشَيعُهُم صَبْرٌ يُشَيعُهُ نَصْرُ
كماة ٌ إذا ظلَّ الكماة ُ بمعركٍ
و أرماحهم حمرٌ وألوانهم صفرُ
بِخَيلٍ لِزَيْد الخَيل فيها فَوارِسٌ
اذا نطقوا في مشهدٍ خرسَ الدهرُ
على كُل طِرْف يَحْسُرُ الطَّرْفَ سابحٍ
وَسَابِحَة ٍ لكنْ سِبَاحَتُها الحُضْرُ
طَوَى بَطْنَها الإِسآدُ حتَّى لو أنَّه
بدا لك ما شككتُ في أنهث ظهرُ
ضَبِيبِيّة ٌ ما إِنْ تُحَدثُ أنفُساً
بما خَلفَها مادامَ قُدَّامَها وِتْرُ
فإن ذمت الأعداءُ سوءَ صباحها
فليسَ يُؤَدي شُكْرَها الذئْبُ والنَّسْرُ
بِها عَرَفَتْ أَقَدَارَها بعدَ جَهْلِها
بأَقْدارِها قَيْسُ بنُ عَيلاَنَ والفِزْرُ
و تغلبُ لاقت غالباً كلّ غالبٍ
و بكرٌ فألفت حربنا بازلا بكرُ
وأنتَ خَبِيرٌ كيفَ أبقَتْ أُسُودُنَا
بَنِي أَسَدٍ إنْ كان يَنْفَعُكَ الخُبْرُ
وقسمتنا الضيزى بنجدٍ وأهلها
لنا خطوة ٌ في أرضها ولهم فترُ
مساعٍ يضلُّ الشعرُ في كنهِ وصفها
فما يهتدي إلاّ لأصغرها الشعرُ[/font]
[font="] [/font]
ألا صنعَ البينُ الذي هو صانعُ
رقم القصيدة : 15982
-----------------------------------
ألا صنعَ البينُ الذي هو صانعُ
فإنْ تَكُ مِجْزاعاً فما البَيْنُ جازِعُ
هو الربيعُ من اسماءَ والعامُ رابعٌ
لهُ بلوى خبتٍ فهل أنتَ رابعُ
ألا إنَّ صَبْرِي مِنْ عَزائي بَلاقِعٌ
عشيّة َ شاقتني الديارُ البلاقعُ
كأنَّ السَّحَابَ الغُرَّ غَيَّبْنَ تَحتَها
حَبيباً فما تَرْقَا لَهُنَّ مَدَامِعُ
ربى ً شفعت ريحُ الصبا لرياضها
إلى الغيثِ حتى جادها وهو هامعُ
فَوجْهُ الضَّحَى غَدْواً لهنَّ مُضَاحِكٌ
و جنبث الندى ليلاً لهنَّ مضاجع
كساك من الأنوارِ أصفرُ فاقعُ
و ابيضُ نصاعٌ وأحمرُ ساطعُ
لئن كان أمسى شملُ وحشيك جامعاُ
لقد كَانَ لي شَمْلٌ بِأُنْسِكِ جامِعُ
أُسيءُ على الدَّهْرِ الثناءَ فقَدْ قَضَى
عليَّ بجورٍ صرفهُ المتتابعُ
أيرضخنا رضخَ النوى وهو مصمتٌ
و يأكلنا أكل الدبى وهو جائعُ
و إني إذا ألقى بربعيَ رحلهُ
لأُذعِرُهُ في سِرْبِهِ وهْوَ راتِعُ
أبو مَنْزِلِ الهّم الذي لو بَغَى القِرَى
لَدَى حَاتِمٍ لم يُقْرِهِ وهْوَ طائِعُ
اذا شرعت فيهِ الليالي بنكبة ٍ
تمزقن عنهُ وهو بالصبرِ دارعُ
و ان أقدمت يوماُ عليه رزية ٌ
تَلقَّى شَبَاها وهو بالصَّبْرِ دَارِعُ
لهُ هممٌ ما إن تزالُ سيوفها
قواطعَ لو كانت لهنَّ مقاطع
ألا إنَّ نفسَ الشعرِ ماتت وإن يكن
عداها حمامُ الموتُ فهي تنازعُ
سأبكي القوافي بالقوافي فإنها
عليها- ولم تَظْلِمْ بِذاك- جَوَازِعُ
أراعي مظلاتِ المروءة ِ مهملٌ
وحافِظُ أيَّامِ المَكارِمِ ضَائِعُ !
وعاوٍ عَوَى والمَجْدُ بَيْني وَبينَه
له حَاجِزٌ دُوني ورُكْنٌ مُدَافَعُ
ترقت مناهُ طودَ عزٍ لو ارتقت
بهِ الرّيحُ فِتْراً لانْثَنَتْ وهْيَ ظَالِعُ
أنا ابنُ الذينَ استرضعَ الجودُ فيهم
و سميَ فيهم وهو كهلٌ ويافعُ
سَما بيَ أَوْسٌ في السَّماءِ وحاتِمٌ
وزيْدُ القَنا والأثْرَمانِ ورَافِعُ
و كان إياسٌ ما اياسٌ وعارفٌ
و حارثة ٌ أوفى الورى والأصابعُ
نُجومٌ طوالِيعٌ جِبالٌ فَوارِعٌ
غيوثٌ هواميعٌ سيولٌ دوافعُ
مَضَوْا وكأَنَّ المَكْرُمَاتِ لَدَيْهمُ
لكثرة ما أوصوا بهنَّ شرائعُ
فأيُّ يدٍ في المحلٍ مدت فلم يكن
جُنُوبُ فُيُولٍ ما لَهُنَّ مَضَاجِعُ
همُ استودعو المعروفَ محفوظَ مالنا
فضاع وما ضاعت لدينا الودائعُ
بَهاليلُ لَوْ عَايَنتَ فَضْلَ أَكُفَّهمْ
لأيقنت أنّ الرزقَ في الأرضِ واسعُ
إذا خَفَقَتْ بالبَذْلِ أَرواحُ جُودِهِمْ
حداها الندى واستنشقتها المطامعُ
رياحٌ كريحِ العنبرِ الغضِّ في الندى
ولكنَّها يومَ اللَّقَاءِ زَعازعُ
إِذا طَيىء ٌ لم تَطْوِ مَنْشُورَ بَأْسِها
فأنفُ الذي يهدي لها السخطَ جادعُ
هِيَ السّمُّ ما يَنْفَكُّ في كل بلدة ٍ
تَسِيلُ بِهِ أَرماحُهمْ وهْوَ ناقِعُ
أصارت لهم أرضَ العدوِّ قطائعاً
نفوسٌ لحدِّ المرهفاتِ قطائعُ
بكلِّ فتى ً ما شابَ منروعِ وقعة ٍ
و لكنهُ قد شبنَ منهُ الوقائعُ
اذا ماأغاروا فاحتووا مالَ معشرٍ
أغارت عليهم فاحتوتهُ الصنائعُ
فتعطي الذي تعطيهم الخيل والقنا
أكفٌّ لا رثِ المكرماتِ موانعُ
همُ قوّموا درءَ الشآمِ وأيقظوا
بِنَجْدٍ عُيونَ الحَرْبِ وهْيَ هَواجعُ
يَمدُّونَ بالبيضِ القَواطِعِ أَيْدِياً
وهُنَّ سَواءٌ والسُّيُوفُ القَواطِعُ
إِذا أَسَرُوا لم يَأْسُرِ البأْسُ عَفْوَهُم
و لم يمسِ عانٍ فنهمِ وهو كانعُ
إذا أطلقوا عنهُ جوامعَ غلهِ
تيقنَّ أنّ المنَّ أيضاً جوامعُ
وإِنْ صارَعُوا في مَفْخَر قامَ دُونَهُمْ
و خلفهم بالجدِّ جدَّ مصارعُ
عَلَوْا بِجُنُوبٍ مُوجَدَاتٍ كأنَّها
جنوبٌ قبولٌ ما لهنَّ مضاجعُ
كشفتُ قناعَ الشعرِ عن حرِّ وجههِ
وَطَيَّرْتُه عَنْ وَكْرِهِ وهْوَ وَاقِعُ
بعزٍّ يراها من يراها بسمعهِ
فيَدنو إِليها ذُو الحِجَى وهْوَ شاسِعُ
يودُّ وداداً أنَّ أعضاءَ جسمهِ
إِذا أُنْشِدَتْ شَوْقاً إِليها مَسامَعُ[/font]
[font="] [/font]
وأنتَ غَداً فِيها تَمُوتُ وتُقْبَرُ؟
رقم القصيدة : 15983
-----------------------------------
...............
وأنتَ غَداً فِيها تَمُوتُ وتُقْبَرُ؟
تلقحْ آمالاً وترجو نتاجها
وعُمْرُكَ مِمّا قدْ تَرَجيْه أَقْصَرُ !
تَحُومُ على إِدراكِ ماقد كُفِيتَه
و تقبلُ بالآمال فيهِ وتدبرُ
وهذا صَباحُ اليومِ يَنْعَاكَ ضَوْؤُهُ
وَلَيْلَتُهُ تَنعاكَ إِنْ كنتَ تَشْعُرُ
ورِزْقُكَ لا يَعدوكَ إِمّا مُعَجَّلٌ
على حالة يوماً وإِمّا مُؤَخَّرُ
و لا حولُ محتالٍ ولا وجهُ مذهبٍ
و لا قدرٌ مزجيهِ إلاّ المقدِّرُ
لقَدْ قَدَّرَ الأَرزاقَ منْ ليسَ عادِلاً
عن العدلِ بين الخلقِ فيما يقدّرُ
فلا تأمنِ الدنيا وإن هي أقبلت
عليك فما زالت تخونُ وتغدرُ
فما نمَّ فيها الصفوُ يوماً لأهلهِ
ولا الرفْقُ إِلاَّ رَيْثما يَتَغَيَّرُ
و ما لاح نجمٌ لا ولا ذرَّ شارقٌ
على الخَلْقِ إِلاَّ حَبْلُ عُمْرِكَ يَقصُرُ
تَطَهَّرْ وأَلحِقْ ذَنْبَكَ اليومَ تَوْبَة ً
لَعَلَّكَ مِنه إِنْ تَطهَّرتَ تَطْهَرُ
وشَمرْ فقَدْ أَبدَى لكَ الموتُ وَجْهَهُ
وليسَ يَنالُ الفوزَ إِلاَّ المُشَمرُ
فهذِي الليَالي مُؤْذناتُكَ بالبِلَى
تروحُ وأيامٌ كذلكَ تبكرُ
و اخلص لدينِ اللهِ صدراً ونية ً
فإن الذي تخفيهِ يوماً سيظهرُ
و قد يسترُ الإنسانُ باللفظِ فعلهُ
فيظهرُ عنهُ الطرفُ ما كان يسترُ
تذكر وفكّر في الذي أنت صائرٌ
إليه غذاً إن كنتَ ممن يفكّرُ
فلا بُدَّ يوماً أَنْ تَصيرَ لحِفْرَة ٍ
بأثنائها تطوى إلى يومَ تنشرُ[/font]
[font="] [/font]
أرى ألفاتٍ قد خططنَ على راسي
رقم القصيدة : 15984
-----------------------------------
أرى ألفاتٍ قد خططنَ على راسي
بأَقلامِ شَيْب في مَهارِقِ أَنقاسِ
فإن تسأليني من يخطُّ حروفها
فكفُّ الليالي تستمدُّ بأنفاسي
جرت في قلوبِ الغانيات لشيبتي
قُشَعْرِيرَة ٌ مِنْ بعدِ لِينٍ وإِيناسِ
و قد أمسِ من وصلِ الكواعب آيساً
فآخرُ آمالِ العبادِ إلى اليأسِ[/font]
[font="] [/font]
ألم يأنِ تركي لا عليَّ ولا ليا
رقم القصيدة : 15985
-----------------------------------
ألم يأنِ تركي لا عليَّ ولا ليا
و عزمي على ما فيهِ اصلاحُ حاليا
وَقَدْ نالَ مني الشَّيْبُ وابيضَّ مَفْرِقي
و غالت سوادي شهبة ٌ في قذاليا
وحالَتْ بيَ الحَالاتُ عَمّا عَهِدْتُها
بكرِّ الليالي والليالي ما هيا
أُصَوتُ بالدُّنيا وليسَتْ تُجِيبُني
أحاولث أن ابقى وكيفَ بقائيا
و ما تبرحُ الأيامُ تحذفُ مدتي
بعدِّ حسابٍ لا كعدِّ حسابيا
لتمحوَ آثاري وتخلقَ جدتي
و تخلي من ربعي بكرهٍ مكانيا
كما فَعَلَتْ قَبْلي بِطَسْمٍ وجُرْهُمٍ
و آلِ ثمودٍ بعد عادِ بنِ عاديا
و أبقى صريعاً بينَ أهلي جنازة ً
و يحوي ذوو الميراثِ خالص ماليا
أَقُولُ لِنَفْسي حينَ مالَتْ بِصَغْوها
إِلى خَطَرات قَدْ نَتَجْنَ أَمانِيَا
أَليسَ اللَّيالي غاصِباتي بِمُهجتي
كما غصبت قبلي القرونَ الخواليا
ومُسْكِنَتي لَحْداً لَدَى حُفْرة ٍ بها
يَطُولُ إِلى أُخْرى اللّيالي ثَوائِيَا؟
كما أسكنت حاماً وساماً ويافثا
و نوحاً ومن أمسى بمكة َ ثاويا
فقد أنست بالموتِ نفسي لأنني
رَأَيْتُ المَنايا يَخْتَرِمْنَ حَيَاتِيَا
فيا ليتني من بعد موتي ومبعثى
أكون رفاتاً لا عليَّ ولا ليا
أخافُ إلهي ثم أرجو نوالهُ
و لكنَّ خوفي قاهرٌ لرجائيا
و لولا رجائي واتكالي على الذي
تَوَحَّدَ لي بالصُّنْعِ كَهْلاً وناشِيَا
لَما سَاغَ لي عَذْبٌ مِنَ الماءِ بارِدٌ
ولا طابَ لي عَيْشٌ ولا زِلْتُ باكِيَا
و أدخرُ التقوى بمجهود طاقتي
و اركبُ في رشدي خلافَ هوائيا
على إثرِ ما قد كان مني صبابة ً
لياليَ فيها كنتُ للَّهِ عاصِيَا
فإِني جَدِيرٌ أَنْ أَخافَ وأَتَّقي
وإن كنتُ لم أشرك بذي العرشِ ثانيا[/font]