[font="]العصر العباسي >> الشريف الرضي >> اسقني فاليوم نشوان
اسقني فاليوم نشوان
رقم القصيدة : 10424
-----------------------------------
اسقني فاليوم نشوان
والربى صادٍ وريّانُ
كفلتْ باللهوِ وافية
لَكَ نَايَاتٌ وَعِيدانُ
حازَ وَفدَ الرّيحِ، فالتَطَمَتْ
مِنْهُ أوْرَاقٌ وَأغْصَانُ
كل فرع مال جانبه
فكأنَّ الأصل سكرانُ
وَكأنّ الغُصْنَ مُكتَسِياً
من رياضِ الطلّ عريان
كلّما قبّلتُ زهرتها
خِلْتُ أنّ القَطْرَ غَيرَانُ
ومقيل بين أخبية
قِلْتُهُ، وَالحَيُّ قَدْ بَانُوا
في أُصَيْحَابٍ مَفارِشُهُمْ
ثمَّ انقاءٌ وكثبانُ
عسكرت فيها السحاب كما
حَطّ بالبَيْداءِ رُكْبَانُ
فَارْتَشَفْنَا رِيقَ سَارِيَة ٍ
حَيثُ كُلّ الأرْضِ غُدرَانُ
فاسقني فالوصل يألفني
إنّ يَوْمَ البَينِ قَرْحَانُ
قَهْوَة ً مَا زَالَ يَقْلَقُ مِنْ
مجتناها المسك والبانُ
غَيرُ سَمْعي للمَلامِ، إذا
ضجّ ساجي الصوت مرنان
رُبّ بَدْرٍ بِتُّ ألثُمُهُ
صَاحِياً، وَالبَدرُ نَشوَانُ
قُدْتُ خَيلَ اللّثْمِ أصرِفُهَا
حَيثُ ذاكَ الخَدُّ مَيدانُ
لي غدير من مقبّله
وَمِنَ الصُّدْغَينِ بُسْتَانُ
في قميصِ الليل عبقة من
ظنَّ أنَّ الوصل كتمانُ
كيف لا تبلى غلائله
وَهْوَ بَدْرٌ، وَهْيَ كَتّانُ
وندامي كالنّجوم سطوا
بالمنى والدهر جذلان
كم تخلّت من ضمائرهم
ثَمّ، ألْبَابٌ وَأذْهَانُ
خطروا والخمر تنفضهم
وذيول القوم أردانُ
كل عقل ضاع من يقظ
فهو في الكاساتِ حيران
إنّمَا ضَلّتْ عُقُولُهُمُ
حيثُ يعييهنَّ وجدان
فاختلس طعن الزمان بها
إنَّما الأيامُ أقرانُ [font="]
[/font]
[font="] [/font]
[font="]العصر العباسي >> الشريف الرضي
حبيبي هل شهود الحبّ إلاَّ
رقم القصيدة : 10425
-----------------------------------
حبيبي هل شهود الحبّ إلاَّ
اشتياق أو نزاع أو حنين
لقد آوى محلك من فؤادي
مكان لو علمت به مكين
إذا قدّرت أني عنك سال
فَذاكَ اليَوْمَ أعشَقُ مَا أكُونُ
فلا تخش القطيعة إن قلبي
عليك اليوم مأمون أمين[/font] [font="]
[/font]
[font="] [/font]
[font="]العصر العباسي >> الشريف الرضي
جنى وتجنَّى والفؤاد يطيعه
رقم القصيدة : 10426
-----------------------------------
جنى وتجنَّى والفؤاد يطيعه
فيأمن أن يُجنى عليه كما يجني
إلى كَمْ تُسِيءُ الظّنّ بي مُتجَرّماً
وَأنسُبُ سُوءَ الظّنّ منكَ إلى الضّنّ
ووالله لا أحببت غيرك واحداً
ألِيّة َ بَرٍّ لا تُخَافُ، فنَستَثْني
فإنْ لمْ تكُنْ عندي كسَمعي وَناظرِي
فلا نَظَرَتْ عَيني، وَلا سمعَتْ أُذني
وإنك أحلى في جفوني من الكرى
وأعذب طعماً في فؤادي من الأمنِ[/font] [font="]
[/font]
[font="] [/font]
[font="]العصر العباسي >> الشريف الرضي
صبرا غريم الثار من عدنان
رقم القصيدة : 10427
-----------------------------------
صبرا غريم الثار من عدنان
حتّى تَقَرَّ البِيضُ في الأجفانِ
أوَمَا اتّقَيتَ، وَقد كُفيتَ فَوَارِساً
يتجاذبون عواليَ المران
مِنْ كُلّ مَيّالِ العِمَامة ِ، كفُّهُ
يلوي الرداء على أغرّ هجان
في كلِّ يوم أو بكلّ مقامة
يَتَذاكَرُونَ مَقَاتِلَ الفُرْسَانِ
إذ لا يضيفون المعائب بينهم
وبيوتهم وقف على الضيفان
الضّامِنِينَ لطّيرِهِمْ مُهَجَ العِدا
عن كلِّ ضرب صادق وطعان
الرّاكِبِينَ الخَيْلَ تَعرِفُها بِهِمْ
تحتَ العَجاجِ إذا التَقَى الخَيلانِ
قَوْمٌ إذا هطَلَتْ سَحابُ أكفّهمْ
هَطَلَ الحَيا، فتَعانَقَ القَطرَانِ
وإذا حووا سبقْ القبائل خلقوا
غرر السوابق بالنجيع القاني
وَإذا رَأيْتَهُمُ عَلى سَرَوَاتِهَا
أبصَرْتَ عِقباناً عَلى عِقْبَانِ
أسَادُ حَرْبٍ لا يُنَهنِهُها الرّدَى
تحت الظبا وأسنة المران
يطأون خدّ الترب وهو مضرج
من طعنهم بدم القلوب الآني
يا آلَ عَدنَانَ الذينَ تَبَوّأُوا
في المَجدِ كُلَّ مُمَنَّعِ الآرْكانِ
أيديكُمُ أرْيُ العِبَادِ وَشَرْيُهَا
ومفاتح الأرزاق والحرمان
وَإلَيكَ عَطَّ بيَ الظّلامَ عُذافِرٌ
مُتَجَلبِبٌ بالنَّصّ وَالذَّمَلانِ
وإذا ترشَّفه السُرى في جريهِ
لَفَظَتْ يدَيهِ مكامِنُ الغِيطانِ
وَكَأنّ نُوراً مِنكَ عاقَ لحاظَهُ
فأتاك لا يرنو إلى الغدرانِ
كَفّاكَ في اللأوَاءِ يُنقَعُ فيهِمَا
ظَمأُ المَطامِعِ، أوْ صَدا الخِرْصَانِ
في ضُمّرٍ يخرُجنَ من حُلَلِ الدُّجى
كالغُضْفِ خارِجة ً منَ الأرْسَانِ
قدم السرور بقدمة لك بشرت
غرر العلى وعواليَ التيجان
فلَقتْ ظُبى الأسيافِ منكَ بعَرْجة ٍ
فيَكادُ يُنهِضُها مِنَ الأجفَانِ
وأتى الزمان مهنّئاً يحدو به
غل المشوق وغلة اللهفان
قد كان هذا الدهر يلحظ جانبي
عَنْ طَرْفِ لَيثٍ ساغِبٍ ظَمآنِ
فالآنَ حينَ قَدِمتَ عُدنَ صُرُوفُهُ
يَرْمُقْنَني بِنَوَاظِرِ الغِزْلانِ
يا منتهي الآمال بل يا محتوي
الآجال بل يا أشجع الشجعان
يا أفضَلَ الفُضَلاءِ بَل يا أعلَمَ الـ
العلماء بل يا أطعن الأقران
يا قائد الجرد العتاق بهيبة
تغنيه عن لجم وعن أرسان
يا ضَارِبَ الهَامَاتِ، وَهيَ نَوَافِرٌ
تشكو تفرقها إلى الأبدان
يا طاعناً بالرمح يرعف زجّه
عَلَقاً، بمَجّة ِ عَامِلٍ وَسِنَانِ
هذي القوافي واثقاتٌ أنّها
من رحبِ جودك في أعزّ مكان
تاهت إليك على القريضِ فردّها
بنداك تائهة على الأزمانِ[/font] [font="]
[/font]
[font="] [/font]
[font="]العصر العباسي >> الشريف الرضي
وَرُبّ يَوْمٍ صَقيلِ الوَجهِ تَحسَبُهُ
رقم القصيدة : 10428
-----------------------------------
وَرُبّ يَوْمٍ صَقيلِ الوَجهِ تَحسَبُهُ
مرصّعاً بجباه الخرّد العين
أتاك يقتاد عيداً في حقائبهِ
زاد السرور على الطيرِ الميامين
فالبس جلابيبه البيض التي شرفت
وَاخرُجْ عنِ الصّوْمِ من أثوَابِه الجُونِ
إليك يستن والأحشاء يتبعها
عن غربِ فكر بغرب الشوق مقرون
جاءت تهنيك بالودِّ الذي علقت
منَّا الضمائر لا يوم الشعانين[/font] [font="]
[/font]
[font="] [/font]
[font="]العصر العباسي >> الشريف الرضي
الليل ينصل بين الحوض والعطن
رقم القصيدة : 10429
-----------------------------------
الليل ينصل بين الحوض والعطن
وَالبرْقُ يُسدي بُرُودَ العارِضِ الهتنِ
والجفن يفتر عن طرفِ صحبت به
إنْسَانُهُ مُثْقَلُ العِطْفَينِ بالوَسَنِ
في لَيلَة ٍ أوْعدَتْ بالبَينِ، فاختَلَستْ
من العيونِ نقايا غُبّر الوسن
حتّى نَظَرْتُ، وَلي عَينٌ مُؤرَّقَة ٌ
تُقَسّمُ الدّمعَ بَينَ الرَّبعِ وَالظُّعُنِ[/font] [font="]
[/font]
[font="] [/font]
[font="]العصر العباسي >> الشريف الرضي
قَنَا آلِ فِهْرٍ لا قَنَا غَطَفَانِ
رقم القصيدة : 10430
-----------------------------------
قَنَا آلِ فِهْرٍ لا قَنَا غَطَفَانِ
حمت أهلها من طارقِ الحدثان
بَني عامرٍ! مَا لي وَللدّهْرِ بَعْدَمَا
يشتت بي عن صعدتي وحصاني
وقد كنت لا أصغى إلى السلمِ ساعة
وأتّبع داعي الحرب أين دعاني
دعوا صهوات الخيل تدمى وفرقوا
رجالاً عن البغضاءِ والشنان
فكم صاحب تدمى عليَّ بنانه
وَيُظهِرُ أنّ العِزّ لَثْمُ بَنَاني
يضمّ حشى البغضاء عند تغيبي
وَيَجْلُو جَبِينَ الوُدّ حِينَ يَرَاني
مسحت بحلمي ضغنه عن جنانه
فَلَمّا أبَى مَسّحتُهُ بِسِنَاني
سَبَقْتُ برَمْيِي قَلْبَهُ، فَأصَبتُه
وَلَوْ لَمْ أُصِبْهُ عَاجِلاً لَرَمَاني[/font] [font="]
[/font]
[font="] [/font]
[font="]العصر العباسي >> الشريف الرضي
يا صَاحِبَ الجَدَثِ الذي نَفَثتْ بهِ
رقم القصيدة : 10431
-----------------------------------
يا صَاحِبَ الجَدَثِ الذي نَفَثتْ بهِ
فَاسْتَرْجَعَتْهُ بِرُغْمِنَا الأزْمَانُ
نبكيك لو يثنى بأدمعنا الردى
أو يرعوي لبكائنا الحدثان
أنزلت أقرب منزل منا فَلِمْ
بَعُدَ المَدَى وَتَعَذّرَ اللّقْيَانُ
لَوْلا هَجيرُ الدّمعِ، بل هَجرُ الكَرَى
دفنتك في أحشائها الأجفان[/font] [font="]
[/font]
[font="] [/font]
[font="]العصر العباسي >> الشريف الرضي
بمجال عزمي يملأ الملوان
رقم القصيدة : 10432
-----------------------------------
بمجال عزمي يملأ الملوان
وَتَضلّ فِيهِ بَوَائِقُ الأزْمَانِ
عزم رضيع لبان أطراف القنا
في حَيْثُ يَرْضَعُ مِن نَجيعِ لَبَانِ
كَم من حَشَى خَطبٍ شَققتُ ضَميرَهُ
وَأرَقْتُ في دَمِهِ دَمَ الأضْغَانِ
وَاللّيلُ مُنخَرِقُ القَميصِ عن الضّحى
قد كدت أرقعه بنقع حصاني
وكأنّ أنجمه وجوه خرائد
سُتِرَتْ مِنَ القَسطَالِ بالأرْدانِ
وَخَرَجْتُ عَن أعجازِهِ مِنْ بَعدِ ما
جذب النّعاس عمائم الركبان
في مَهمَهٍ صَقَلَ المُحُولُ مُتُونَهُ
لَمْ يَصْدَ قَطُّ بِوَابِلٍ هَتّانِ
أرض حصان من ملامسة ِ الحيا
وَالأرْضُ تَحمَدُ منهُ غَيرَ حَصَانِ
ثم ارتمت بالغيثِ فيه غمامة
وَسَقَتْ غَلِيلَ الجَدْبِ بالتّهْتَانِ
فطَوَى الحَيا بُرْدَ النّحولِ وَنَشّرَتْ
رِمَمُ الصّعِيدِ غَدائِرَ الأغْصَانِ
وكأنّ أنفاس الصبا في حجرها
يسفحن دمع المزن في الحجرانِ
دَمعاً، إذا ما فَاضَ صَوّرَ أعْيُناً
حيث استقرّ به من الغدران
وتريك من أوراقهنَّ أهلة
تَحتَ الغَزَالَة ِ، شُرَّدَ الغِزْلانِ
ولكم عقدت عرى الخطاب بخطبة
حَلّتْ بِفَيْصَلِها عُرَى الحِدْثَانِ
لي همة أقطعتها قِصَدَ القنا
في قَصْدِ يَوْمَيْ مَعرَكٍ وَرِهَانِ
لَوْ حَارَبَتْ أُفْقَ السّمَاءِ لفَرّقَتْ
بَيْنَ الثّرَيّا فِيهِ وَالدَّبَرَانِ
عنوَانُ بَأسِي أنْ يَصُولَ مُهَنّدي
وردى عدوي أن يطول لساني
لا تَجْمَعَنّي وَالزّمَانَ، فَإنّهُ
عَوْدٌ يَحُكَ جِرَانَهُ بِجِرَاني
إني لألحظ ذا الأنام مجانباً
عَنْ مُقْلَة ٍ وَحْشِيّة ِ الإنْسَانِ
أسْطُو بجَأشِ فَتًى يُفَرّقُ سَيفُهُ
جيش الحمام إذا التقى الجمعان
من آل عدنان الذين كفاهم
إن ابن موسى من بني عدنان
النّازِلِينَ، إذا تَقَارَعَتِ القَنَا
والبيض خارجة عن الأجفان
يحشون أحشاء الوفاض إذا هم
ـتَزَموا بفَضْلِ ذوَائبِ الشجعانِ
لبسوا العمائم مذ رأوا أسيافهم
أبداً تذل معاقد التيجان
وإذا الحسين دعاهمُ بجيادهم
حُشِدَتْ إلَيْهِ مُصِرّة َ الآذَانِ
متواترات في الطلوعِ مغيرة
لَفْظَ السّوَاغِبِ من نَوَى قُرّانِ
لَيثٌ بهِ سَفَكَ الطّعانُ دَمَ القَنا
بدِمَاءِ أهْلِ الشّرْكِ وَالطْغْيَانِ
لما فزعن من التحطّمِ في الطُلى
جعل القلوب تمائم الخرصان
لولاه ما طبعت ظباً لتقارع
أبداً ولا قطعت قنا لطعان
للَّهِ يَوْمُكَ في غُوَيْثٍ إنّهُ
يَوْمٌ بِهِ يُشْجَى بَنُو غَيْلانِ
بالحِصْنِ، إذ دَعَتِ القَنا خِرْصَانَها
وَتَحَصّنَتْ في أنْفُسِ الفُرْسَانِ
غاضَتْ مياهُ وُجوهِهمْ خَوْفَ الرّدى
فكأنّها فاضت إلى الأجفان
صَبّحْتَهُمْ بِيَدٍ تُطَوِّحُ بالظُّبَى
ويدٌ تدقّ عواليَ المران
لدنا تهزّ طعينها فتخاله
في الطعنِ وثَّاباً إلى الأقرانِ
قطّعت أنفاس الحمام بجريها
حتى كبا في الهامِ والأبدانِ
فكأنما الأرماح ضلت في الوغى
حتى انثنت تستاف كل جنان
وَالخَيلُ تَعثُرُ بَينَ أطرَافِ القَنَا
مصبوغة بدم القلوب الآني
ستر السهامُ فروجها فكأنما
دّرَعَتْ إلَيكَ مَدارِعَ الظِّلمانِ
لَوْ أنّ أنْفَاسَ الرّياحِ تَصَاعَدَتْ
في نَقْعِهَا طَارَتْ مَعَ العِقْبَانِ
خضت الظلام إليهم بسنابك
خاضت قلوب مواقد النيران
وَفَرَيْتَ وَفْرَة َ لَيلِهِمْ بصَوَارِمٍ
وَصَلَتْ عُرَى الإصْبَاحِ باللّمَعَانِ
حَسرَ الدُّجَى فنَصَبتَ أعناقَ العِدا
قُبَلاً لِنَيْلِ رَوَاكِعِ الشَّرْيَانِ
فتركتهم صرعى بكل مفازة
وَكَأنّمَا صُعِقُوا عَلى الأذْقَانِ
تخفى النسور بزفها أجسادهم
عن ناظر الريبال والسرحان
نَبَثَتْ مَناسِرُها الجِرَاحَ، كَأنّها
بالنبثِ تسبر وقع كل سنان
حتى رجعت بفتية قصفوا القنا
وَرَمَوْا بِكُلّ حَنِيّة ٍ مِرْنَانِ
لَوْ أمكَنُوا وَصَلُوا بكُلّ مُثَقَّفٍ
يسم الطُلى في الطعنِ كل بنان
أسد برى الإسئاد نحضَ جيادهم
بالكرِّ والتضرابِ والتّطعانِ
لو عقدت بعضاً ببعض في السُرى
كانت له بدلاً من الأرسان
يَهْني بَني عَدْنَانَ وَقعَتُكَ التي
جذبت بضبع الدين والإيمان
لَوْ لمْ تُحَلّ طُلَى الأعادي عَقّدُوا
بعرى القلوب سبائب الأحزان
قدها فغرتها من الكلم الجنى
وحجولها من صنعة ومعان
هي نطفة رقرقتها من خاطري
بَيْضَاءُ تَنْقَعُ غُلّة َ الظّمْآنِ[/font]
[font="]العصر العباسي >> الشريف الرضي >> ونمى إليَّ من العجائب أنه
ونمى إليَّ من العجائب أنه
رقم القصيدة : 10434
-----------------------------------
ونمى إليَّ من العجائب أنه
لَعِبَتْ بعَقْلِكَ حيلَة ُ الخَوّانِ
وتملكتك خديعة من قولة
غرارة الأقسام والأيمان
حقّاً سَمعتُ، وَرُبّ عَينيْ نَاظِرٍ
يَقِظٍ تَقُومُ مَقامَهَا الأُذُنَانِ
أينَ الذي أضْمَرْتَهُ مِنْ بَغْضِهِ
وَعَقَدْتَهُ بالسّرّ وَالإعْلانِ
أمْ أينَ ذاكَ الرّأيُ في إبْعَادِهِ
حنقاً وأين حمية الغضبانِ
سبحان خالق كل شيء معجب
ما فيكمُ من كثرة ِ الألوانِ
يَوْمٌ لِذا، وَغَدٌ لذاكَ، وَهَذِهِ
شِيَمٌ مُقَطِّعَة ٌ قُوَى الأقرَانِ
فالآنَ مِنكَ اليَأسُ يَنقَعُ غُلّتي
وَاليَأسُ يَقطَعُ غُلّة َ الظّمْآنِ
فاذهب كما ذهب الغمام رجوته
فطَوَى البُرُوقَ، وَضَنّ بالهَتّانِ
أو بعد أن أدمى مديحك خاطري
بصِقالِ لَفْظٍ، أوْ طِلابِ مَعَاني
لا بارَكَ الرّحمَنُ في مَالٍ بِهِ
يُعدَى البَعيدُ عَلى القرِيبِ الدّاني
لي مثل ملكك لو أطعت تقنعي
وذوو العمائم من ذوي التيجان
ولعلّ حالي إن يصير إلى على ً
فالدّوْحُ مَنْبِتُهَا مِنَ القُضْبَانِ
فاحذَرْ عَوَاقِبَ ما جَنَيتَ فرُبّما
رمت الجناية عرض قلب الجاني
أعطَيتُكَ الرّأيَ الصّرِيحَ، وَغيرُهُ
تنساب رغوته بغير بيان
وَعرَضْتُ نصْحي، وَالقَبولُ إجازَة ٌ
فإذا أبَيتَ لوَيتُ عَنكَ عِنَاني
وَلقَد يَطولُ علَيكَ أن أُصْغي إلى
ذكراك أو يثني عليك لساني[/font]
[font="] [/font]
[font="]العصر العباسي >> الشريف الرضي >> أيا جبليْ نجد أبينا سقيتما
أيا جبليْ نجد أبينا سقيتما
رقم القصيدة : 10435
-----------------------------------
أيا جبليْ نجد أبينا سقيتما
متى زالت الأظعان يا جبلان
أناديكما شوقاً وأعلم أنه
وَإنْ طالَ رَجعُ القَوْلِ، لا تَعِيَانِ
أقُولُ، وَقَدْ مَدّ الظّلامُ رِوَاقَه
وَألقَى عَلى هَامِ الرُّبَى بِجِرَانِ
نَشَدتُكُما أنْ تُضْمِرَانيَ ساعة ً
لَعَلّي أرَى النّارَ التي تَرَيَانِ
وَألقَى ، على بُعدٍ من الدّارِ، نَفحة ً
تذُمّ عَلى عَيني مِنَ الهَمَلانِ
قفا صاحبيَ ايوم أسأل ساعة
ولا ترجعا سمعي بغير بيان
هل الربع بعد الظاعنين كعهده
وهل راجع فيه عليَّ زماني
وَهل مسّ ذاكَ الشِّيحَ عِرْنينُ ناشق
وَهَلْ ذاقَ مَاءً باللّوَى شَفَتَانِ
لقدْ غَدَرَ الأظعانُ يوْمَ سُوَيقَة ٍ
وَيَدْمَى لذِكرِ الغادِرِينَ بَنَاني
وَلا عجَبٌ، قلبي، كما هُنّ، غادرٌ
على أن أضلاعي عليه حواني
لك الله هل بعد الصدود تعطف
وَهَل بَعدَ رَيعَانِ البعادِ تَداني
وما غرضي أني أسومك خطة
كفاني قليل من رضاك كفاني
وعاذلة قرط لأذنيَ عذلها
تَلُومُ، وَمَا لي بالسّلُوّ يَدانِ
أعاذلتي لو أن قلبك كان لي
سلوت ولكن غير قلبك عاني
ألا لَيتَ لي مِنْ ماءِ يَبرِينَ شَرْبة ً
ألذ لقلبي من غيرض لبان
أداوي بها قلباً على النأي لم تدع
بهِ فتَكاتُ الشّوْقِ غيرَ حَنَانِ
ولولا الجوى لم أبغ إلا مدامة
بطعنِ القنا إبريقها الودجان
إذا سَكِرَ العَسّالُ مِنْ قَطَرَاتِها
سقيت حمياها أغرّ يماني
وَلي أمَلٌ لا بُدّ أحمِلُ عِبئَهُ
على الجُرْدِ من خَيفانة ٍ وَحِصَانِ
وَكُلّ رَعُودِ الشّفْرَتَينِ، كأنّهُ
سنى البرق أمَّا جدّ في اللمعانِ
وَأسمَرَ هَزْهازِ الكُعوبِ، كأنّهُ
قَرَا الذّئبِ مجبولٌ على العَسَلانِ
فإن أنا لم أركب عظيماً فلا مضى
حُسَامي وَلا رَوّى الطّعانَ سِنَاني[/font]
[font="] [/font]
[font="]العصر العباسي >> الشريف الرضي >> الآن أعربت الظنون
الآن أعربت الظنون
رقم القصيدة : 10436
-----------------------------------
الآن أعربت الظنون
وعلا على الشكِّ اليقين
وَارْتاحَتِ الآمَالُ في
أطْرَافِهَا جَذَلٌ وَلِينُ
في غمة كالليل شا
بَ لهَا الذّوَائبُ وَالقُرُونُ
واليوم بان لناظري
ماأثمرت تلك الغصون
وَتَمَطّتِ العُشَرَاءُ نَا
هضة وقد عُلم الجنين
ألآن لما امتد بي
طوبَى وَأصْحبَ لي القَرِينُ
وَعَضَضْتُ مِنْ نَابي عَلى
جِذْمٍ وَنَجّذَني الشّؤونُ
أُغْضِي عَلى خِدَعِ النّوَا
ـطّتَهَا جَبَانٌ، أوْ ظَنِينُ
وَعَلى أمِيرِ المُؤمِنِيـ
ـنَ لِمَوْئِلي جَبَلٌ حَصِينُ
إنْتَاشَني شِلْوَ النّوَا
زل والنوائب لي شجون
وسطا بأيامي فقد
جُعِلَتْ عَرَائِكُها تَلِينُ
وَأضَاءَ لي زَمَني، وَأ
يّامُ الفَتى بِيضٌ وَجُونُ
مُلكاً بَني العَبّاسِ، فالرّا
مقامكمُ غبين
ما فيكمُ إلاَّ الدّ
ـدُّ عَلى عَظَائِمِهَا مَرُونُ
حَتّى يَزُولَ فُحُولُهَا
منكم وقد دانوا ودينوا
عكفوا على العلياء ما
فيهم على مجدٍ ضنين
ينفون شائبها كما
عكفت على البيضِ القيون
لَهُمُ الجِيَادُ مُغِذّة ً
ينتابها الحرب الزبون
وقنيصها لهمُ قرى ً
وَظُهُورُها لَهُمُ حُصُونُ
مُعتَادَة ٌ شُرْبَ الدّمَا
ءِ، وَعندَها المَاءُ المَعِينُ
غضبي إذا لم يلق أعيـ
نها ضريب أو طعين
يا من له الرأي الزنيـ
ق ومن له الحلم الرزين
ومروح الإبل الطلا
حِ رَمتْ بهنّ نوًى شَطونُ
مِنْ بَعْدِ مَا خَشَعتْ غَوَا
ربها وقد قلق الوضين
لَكَ ذُرْوَة ُ البَيْتِ المُعَـ
والأباطح والحجون
أتُرى أمين الله إلاَّ
لاّ مَنْ لَهُ البَلَدُ الأمينُ
للَّهِ دَرُّكَ حَيْثُ لا
تَسْطُو الشّمالُ وَلا اليَمِينُ
وَالأمْرُ أمْرُكَ لا فَمٌ
يوحي ولا قول يبين
لما رأيتك في مقا
م يستطار به الركين
وَاليَوْمُ أبْلَجُ تَستَضِي
ء له ظهور أو بطون
ورأيت ليث الغاب معتر
ضاً له الدنيا عرين
أقدمت إقدام الذي
يدنو وشافعه مكين
فلذاك ما ارتعد الجنا
نُ حَياً وَلا عَرِقَ الجَبِينُ
وَسَمَتْ بِفَضْلِكَ غُرّة ٌ
تغضي لهيبتها الجفون
وَامْتَدّ مِنْ نُورِ النّبِـ
ـيّ عَلَيكَ عُنوَانٌ مُبِينُ
وجمال وجهك لي بنيل
جميع ما أرجو ضمين
فَأُفيضَتِ الخِلَعُ السّوَا
دُ عَليّ تَرْشُقُها العُيُونُ
شَرَفٌ خُصِصْتُ بِهِ وَقَدْ
دَرَجَتْ بغُصّتِهِ القُرُونُ
وَخَرَجْتُ أسحَبُهَا وَلي
فوق العلى والنجم دون
جَذِلاً، وَللحُسّادِ مِنْ
أسفٍ زفير أو أنين
وحملت من نعماك ما
لا تحمل الأُجدُ الأمون
وَكَفَفْتَني عَنْ مَعْشَرٍ
خطط المنى فيهم حزون
من كلّ جهم الصفحـ
ـنِ كأنّ وَجنَتَهُ وَجِينُ
هَنّاكَ عِيدُكَ، سَعدُهُ
ما كان منه وما يكون
والعيد أن تبقى لك العليـ
اء والحسب المصون
عزٌّ بلا كدر من الدنيا
ـيَا، وَبَعضُ العِزّ هُونُ
وَأرَى العُلى جَدّاءَ، إ
أنها لكمُ لبون
حمداً لما تولي فإنّ الـ
ـدَ للنّعْمَاءِ دِينُ
وَبَقِيتَ طُولَ الدّهْرِ لا
يجتاحك الأجل الخؤون
وعليَّ منُّك ضافيا
وَعَلى أعَاديكَ المَنُونُ[/font]
[font="]العصر العباسي >> الشريف الرضي >> ظمائي إلى من لو أراد سقاني
ظمائي إلى من لو أراد سقاني
رقم القصيدة : 10442
-----------------------------------
ظمائي إلى من لو أراد سقاني
وَدَيْني عَلى مَنْ لَوْ يَشَاءُ قَضَاني
وَلَوْ كانَ عندي مُعسِراً لَعَذَرْتُهُ
وَلَكِنّهُ، وَهْوَ المَليءُ، لَوَاني
رمى مقتلي واسترجع السهم دامياً
غزال بنجلاوين تنتضلان
أأرجو شفاءً منه وهو الذي جنى
على بدني داء الضنى وشجاني
أبِيتُ، فلَم أستَسقِ مَن كانَ غُلّتي
ولم استرشْ مَن كان قبل براني
مَرَرْتُ على تِلكَ الدّيارِ، وَوَحشُها
دَوَانٍ، وَمَنْ يَحكِينَ غَيرُ دَوَاني
فأنكرت العينان والقلب عارف
قَليلاً، وَلَجّا بَعْدُ في الهَمَلانِ
عَشِيّة َ بَلّتْني الدّمُوعُ كَأنّمَا
رِداوَايَ بُرْدا ماتحٍ خَضِلانِ
ضَمِنّ وِصَالي ثمّ ماطَلْنَ دُونَهُ
وَإنّ ضَمَانَ البِيضِ شَرُّ ضَمَانِ
أمِنْكِ طُرُوقُ الزَّوْرِ أيّة َ ساعَة ٍ
وَعيدُ خَيَالٍ عَادَ أيَّ أوَانِ؟
ألَمّ بِعُوجٍ كالحَنَايَا مُنَاخَة ٍ
على جزع وادٍ ذي ربى ومجاني
وَمِيلٍ كخيطانِ الأرَاكِ تَرَنّحُوا
فمن ذَقَنٍ مستقبل بلسانِ
ومالوا على البوغاءِ من كلّ جانب
عَوَاطِفَ أيْدي تَوْأمٍ وَثوَانِ
يقودهمُ مني غلام غشمشم
مُعِينٌ عَلى البَأسَاءِ غَيرُ معانِ
إذا انفرجت منه السجوف لناظرٍ
تألق نور من أغر هجان
وإني لآوي من أعزّ قبيلة
إلى نَضَدٍ، أوْ جَامِلٍ عَكْنَانِ
وإنّ قعودي أرقب اليوم أو غدا
لَعَجْزٌ، فَمَا الإبْطَاءُ بالنَّهضَانِ
سَأتْرُكُ في سَمْعِ الزّمَانِ دَوِيَّها
بقرعيْ ضراب صادق وطعان
وَأخْصِفُ أخْفَافاً بِوَقْعِ حَوَافِرٍ
إلى غاية تقضي منى ً وأماني
فإنْ أسرِ، فالعَلياءُ هَمّي، وَإن أُقِمْ
فإنّي على بكرِ المكارم باني
وإن امضِ أترك كل حيّ من العدا
يقول ألا لله نفس فلان
أكرر في الإخوانِ عيناً صحيحة
عَلى أعْيُنٍ مَرْضَى مِنَ الشَّنَآنِ
فَلَوْلا أبُو إسحَقَ قَلّ تَشَبُّثي
بَخِلٍّ، وَضَرْبي عندَهُ بِجِرّانِ
هو اللافتي عن ذا الزمان وأهله
بشيمَة ِ لا وَانٍ، وَلا مُتَوَانِ
إخَاءٌ تَسَاوَى فيهِ أُنْساً وَأُلْفَة ً
رضيع صفاء أو رضيع لبان
تمازج قلبانا مزاج أخوة
وكلّ طلوبيْ غاية إخوانِ
وَغَيرُكَ يَنْبُو عَنْهُ طَرْفي مُجانِباً
وَإنْ كانَ منّي الأقرَبَ المُتَداني
وَرُبّ قَرِيبٍ بالعَداوَة ِ شَاحِطٍ
وَرُبّ بَعِيدٍ بالمَوَدّة ِ داني
لَئِنْ رَامَ قَبْضاً مِنْ بَنانِكَ حادثٌ
لقد عاضنا منك انبساط جنان
وإن بُزّ من ذاك الجناح مُطاره
فرُبّ مَقَالٍ مِنكَ ذي طَيَرَانِ
وَإنْ أقعَدَتْكَ النّائِبَاتُ، فَطَالَمَا
سرى موقراً من مجدك الملوانِ
وإن هدمتْ منك الخطوب بمرها
فثمّ لسان للمناقب باني
مآثِرُ تَبْقَى مَا رَأى الشّمسَ ناظِرٌ
وَمَا سَمِعَتْ مِنْ سامِعٍ أُذُنَانِ
وَمَوْسُومَة ٍ مَقطُوعَة ِ العُقْلِ لم تزَل
شَوَارِدَ قَدْ بَالَغْنَ في الجَوَلانِ
وَما زَلّ منكَ الرّأيُ وَالحَزْمُ وَالحِجى
فنأسى إذا ما زلَّت القدمانِ
وَلَوْ أنّ لي، يَوْماً، على الدّهرِ إمرَة ً
وكان ليَ العدوى علي الحدثان
خلعت على عطفيك برد شبيبتي
جواداً بعمري واقتبال زماني
وحمَّلت ثقل الشيب عنك مفارقي
وَإنْ فَلّ من غَرْبي وَغَضّ عِناني
ونابت طويلاً عنك في كلّ عارضٍ
بخط وخطو أخمصي وبناني
على أنّه ما انفلّ من كان دونه
حَمِيمٌ يُرَامي عَنْ يَدٍ وَلِسَانِ
وَما كلُّ مَن لمْ يُعطِ نَهْضاً بِعاجِزٍ
ولا كل ليث خادر بجبانِ
وَإنّكَ ما استَرْعَيتَ منّي سوَى فتًى
ضَمُومٍ عَلى رَعْيِ الأمَانَة ِ حَانِ
حفيظ إذا ما صيّع المرءَ قومه
وَفيٍّ، إذا مَا خُوّنَ العَضُدانِ
مِنَ اللَّهِ أستَهدي بَقاءَكَ أنْ تُرَى
محلاً لأسباب العلى بمكانِ
وأسأله إن لا تزال مخلّداً
بِمَلْقَى سَمَاعٍ بَيْنَنَا وَعِيَانِ
إذا ما رَعَاكَ اللَّهُ يَوْماً، فَقَدْ قضَى
مآرب قلبي كلها ورعاني[/font]
[font="] [/font]
[font="]العصر العباسي >> الشريف الرضي >> دَعْ من دُموعِكَ بَعدَ البَينِ للدِّمَنِ
دَعْ من دُموعِكَ بَعدَ البَينِ للدِّمَنِ
رقم القصيدة : 10443
-----------------------------------
دَعْ من دُموعِكَ بَعدَ البَينِ للدِّمَنِ
غداً لدارهمُ واليوم للظعن
هَلْ وَقفَة ٌ بلِوَى خَبْتٍ مُؤلِّفَة ٌ
بَينَ الخَليطَينِ من شامٍ وَمِنْ يَمَنِ
عُجنَا على الرَّكْبِ أنْضاءً مُحَزَّمَة ً
أثقالُها الشَّوقُ مِن بادٍ وَمُكْتَمِنِ
موسومة بالهوى يُدرى برؤيتها
إنّ المطايا مضمري شجن
ثم انثنينا على يأسٍ وقد وجلت
نَوَاظِرٌ بِمَجَارِي دَمعِها الهَتِنِ
تَرُومُ رَدَّ نُفُوسٍ بَعدَ طَيرَتِهَا
على قَوَادِمَ مِنْ وجْدٍ وَمن حَزَنِ
تعريسة بين رمليْ عالج ضمنت
بلّ الغليل لقلب الموجع الضمن
بتنا سجوداً على الأكوارِ يحملنا
لواغب قد لطمنَ الأرض بالثفنِ
أهفو إلى الريحِ إن هبت يمانية
تَحدُو زَعَازِعُها عِيراً من المُزُنِ
أبَى ضَميرِيَ إلاّ ذِكْرَهُ، وَأبَى
تَعَرُّضُ البَرْقِ إلاّ أنْ يُؤرّقَني
شوق ألمّ وما شوقي إلى أحدٍ
سِوَى الذي نامَ عَن لَيلي وَأيقَظَني
إنْ زَاغَ قَلبي، فإنّ الهَجرَ أحرَجَني
وإن صبرت فإنَّ اليأس صبّرني
وَكَمْ رَمَتْني مِنَ الأقدارِ مُنبِضَة ٌ
لم تثن باعي ولم يحرج لها عطني
ما كنت أعلم والأيام عالمة
إنّ الليالي تقاعيني لتنهشني
قَدْ أدْمَجَ الهَمُّ في عُنْقي حَبَائِلَهُ
وَلَزّة ُ الهَمّ تُنسِي لَزّة َ القَرَنِ
إنْ يَبلَ ثَوْبي، فإنّي أكتَسِي حَسَبي
أو تودّ خيلي فإني أمتطي مُنني
وأدخل البيت لم تأذن قعائده
على الحصان أمام القوم والحصن
لا أطلُبُ المَالَ إلاّ مِنْ مَطالِبِهِ
وَلا يَفي ليَ بَذْلُ المَالِ بِالمِنَنِ
إنَّ البخيل الذي قد بات يؤنسني
مثلُ الجَوَادِ الذي قد باتَ يَمطُلُني
لقد تقدم بي فضلي بلا قدم
أعْظِمْ بأمْرٍ على ذي السّنّ قدّمَني
لا يبرح المجد مرفوعاً دعائمه
ما دام معتمداً منَّا على ركن
من أسرة تنبت التيجان هامهمُ
مَنابِتَ النّبعِ في الأطوَادِ وَالقُنَن
المَجدُ أنوَطُ مِن كَفٍّ إلى عَضُدٍ
فيهِم، وَأقوَمُ من رَأسٍ على بَدَنِ
من مبلغٍ لي أبا اسحق مألكة
عن حنو قلبٍ سليمِ السرِّ والعلنِ
جَرَى الوَدادُ لَهُ منّي، وَإن بَعُدَتْ
منا العلائق مجرى الماء في الغصنِ
لقد توامق قلبانا كأنهما
تراضعا بدمِ الأحشاء لا اللبنِ
مُسَوِّدٌ قَصَبَ الأقلامِ نَالَ بِهَا
نيل المحمّر أطراف القنا اللدنِ
إن لم تكن تورد الأرماح موردها
فما عدلت إلى الأقلامِ عن جبن
وَالطّاعِنُ الطّعنَة َ النّجلاءَ عن جلَدٍ
كالقائل القولة الغراء عن لسنِ
حار المجارون إذ جاروك في طلق
وأجفلوا عن طريقِ السابق الأرن
ضَلّوا وَرَاءَكَ حتّى قالَ قائِلُهُمْ:
ماذا الضلال وذا يجري على السنن
ما قدر فضلك ما أصبحت ترزقه
لَيسَ الحُظوظُ على الأقدارِ وَالمِهَنِ
قد كنتُ قَبلَكَ من دَهرِي على حَنَقٍ
فزَادَ ما بِكَ مِن غَيظي على الزّمَنِ
كَمْ رَاشَنا وَبَرَانَا، غَيرَ مُكتَرِثٍ
بما نُعالجُ، بَرْيَ القِدْحِ بالسَّفَنِ
ألقى على آل وضَّاح حويته
وَحكّ بَرْكاً على سَيفِ بنِ ذي يزَنِ
ومثلها أنشب الأظفار في مضرِ
ومرّ يحرق بالأنيابِ لليمن
إن يدنُ قوم إلى داري فألفهم
وتنأ عنّي فأنت الروح في البدنِ
فالمرءُ يسرح في الآفاقِ مضطربا
وَنَفْسُهُ أبَداً تَهْفُو إلى الوَطَنِ
وَالبُعْدُ عَنكَ بَلاني باستِكانِهِمُ
إنّ الغريب لمضطّر إلى السكنِ
أنت الكرى مؤنساً طرفي وبعضهمُ
مثل القذى مانع عيني من الوسنِ
كم من قريبٍ يرى أني كلفت به
يُمسى شجايَ وتضحى دونه شجني
وصاحب طال ما ضرت صحابته
عكفت منه على اطغى من الوثنِ
مُستَهدِفٌ لمَرَامي العَيبِ جانِبُهُ
يكاد ينعطّ برداه من الظننِ
ذي سؤة إن ثناها محفل كثرت
لها المَضَارِبُ فوْقَ الصّدرِ بالذَّقَنِ
إذا احتَمَيتُ بِهِ أحمي على كَبدي
كيف اجتناني إذا أسلمنني جُنني
لا تجعلنَّ دليل المرء صورته
كم مخبر سمج عن منظرٍ حسنِ
إنَّ الصحائف لا يقريك باطنها
نفس الطوابع موسوماً على الطينِ
أشتاقكم ودواعي الشوق تنهضني
إليكمُ وعوادي الدهر تقعدني
وأعرض الودّ أحياناً فيؤنسني
وَأذكُرُ البُعدَ أطوَاراً فيُوحِشُني
هَذا، وَدِجْلَة ُ مَا بَيْني وَبَيْنَكُمُ
وَجانِبُ العَبرِ غيرُ الجانبِ الخَشِنِ
وَمُشرِفٍ كَسَنامِ العَوْدِ مُلتَبِسٍ
كالمَاءِ لُزّ بأضْلاعٍ مِنَ السُّفُنِ
كالخيل ربّطن دهماً في مواقفها
وَالبُزْلِ قُطّرْنَ بَينَ الحوْضِ وَالعَطَنِ
قد جاءت النفثة الغراء ضامنة
ما يُوبِقُ النّفسَ من عُجبٍ وَمن درَنِ
أنبَطْتُ مِنْ حُسنِها ماءً بلا نَصَبٍ
وحزت من نظمها درّاً بلا ثمنِ
أنشدتها فحدا سمعي غرائبها
إلى الضّمِيرِ حداءَ الرّكبِ للبُدُنِ
جازت إلى خاطري عفواً وخيَّل لي
ممّا استَبَتْ أُذُني، أنْ لمْ تَجُزْ أُذُني
فاقتدْ إليك أبا اسحق قافية
قَوْدَ الجَوَادِ، بلا جُلٍّ وَلا رَسَنِ
كادَتْ تَقاعَسُ لوْ ما كُنتَ قائدَها
تقاعس البازل المجنوب في الشطنِ
تَستَوْقِفُ الرّكبَ إنْ مرّتْ مُعارِضَة ً
تُهدي عَقيلَتَها العَذرَاءَ مِنْ يَمَنِ[/font]
[font="]العصر العباسي >> الشريف الرضي >> تواعد ذا الخليط لأن يبينا
تواعد ذا الخليط لأن يبينا
رقم القصيدة : 10444
-----------------------------------
تواعد ذا الخليط لأن يبينا
وَزَايَلَنَا القَطينُ، فلا قَطِينَا
وَإنّي، وَالمَوَاعِدُ كاذِبَاتٌ
ليُطمِعُنا خِلابُ الوَاعِدِينَا
نُعنَّى بالمطالِ من الغواني
وهان على المواطل ما لقينا
وَنَظْمَأُ وَالمَوَارِدُ مُعرِضَاتٌ
فنَرْجِعُ بالغَليلِ، وَما سُقِينَا
لهنَّ الله كيف أصبنَ منا
نفوساً ما عقلنا وما ودينا
لَقِينَ قُلُوبَنَا بجُنُودِ حَرْبٍ
تَطَاعَنُ بالدّمالِجِ وَالبُرِينَا
جَلَوْنَ لَنَا لآليءَ وَاضِحَاتٍ
أضأن بها الذوائب والقرونا
عَهِدْنَا الدُّرّ مَسكِنُهُ أَجَاجٌ
فكيف تبدل الثغب المعينا
جنون المرشقات غداة جمع
بأقتَلَ مِنْ نِبَالِك مَا رُمِينَا
ولم نرَ كالعيون ظُبا سيوف
أرَقْنَ دَماً، وَما رُمْنَ الجُفُونَا
عوائد من تذكّر آل ليلى
كَأنّ لهَا عَلى قَلْبي دُيُونَا
أكاتمها ففي الأحشاء منها
مَضِيضٌ بَعدَما بَلَغَ الحَنينَا
فَيا حَادي السّنِينَ قِفِ المَطَايا
وَعَزَّ عَلى العَقَائِلِ أن يَهُونَا
وإن الرأس بعدك صوّحته
بوارح شيبة فغدا جبينا
وَكَانَ سَوادُهُ عِيدَ الغَوَاني
يعدنَ إلى مطالعة العيونا
أُتَاجِرُها، فأرْبَحُ في التّصَابي
وَبَعضُ القَوْمِ يَحسَبُني غَبينَا
أهان الشيب ما أعززنَ منه
جنون شبيبة ووقار شيب
خذا عنّي النهى ودعا الجنونا
نرى الأيام وهي غداً سنون
وَبالآحَادِ يَبْلُغْنَ المِئِينَا
ستنبئنا النوائب ما أرتنا
من العجبِ العجيب بما ترينا
حَلَفْتُ بمُلقِيَاتِ التَّيّ عُوجٍ
خَوَابطَ تَطلُبُ البَلَدَ الأمِينَا
حَوَامِلَ ناحِلِينَ عَلى ذُرَاهَا
حَوَانيَ يَنجَذِبْنَ بِمُنْحَنينَا
يُسَقِّينَ الهَجِيرَ عَلى التّظَامي
وينعلنَ الحرار إذا وجينا
كأن سياطها ولها هباب
قلوع اليمّ زعزعت السفينا
بكُلّ مُعَبَّدِ القُطْرَينِ يُنضِي
مطال طريقه الأُجُد الأمينا
لَقَدْ أرْضَى قِوَامُ الدّينِ فِينَا
وَصَاة َ اللَّهِ وَالدّينَ اليَقِينَا
رَعَانَا بالقَنَا، وَلَقَدْ تَرَانَا
وَأضْبَعُ ما نَكُونُ إذا رْعِينَا
أعادَ ثِقَافَنَا حَتّى استَقَمْنَا
ودلّ بنوره اللّقم المبينا
تيقظ والعيون مغمضات
وقلقل والرعية وادعونا
نَمَاهُ أبٌ وَلُودٌ للمَعَالي
وَفي خِرَقِ الوَليدِ وَلا جَنِينَا
مِنَ القَوْمِ الأُلى تَبِعوا المَعالي
قران العَود يتّبع القرينا
أقاموا عن فرائسها الليالي
وردوا عن موادرها المنونا
همُ رفعوا كما رفعت نزار
قباب على ً على كرمٍ بُنينا
نبقّي سائرات الدهر فيهم
ويبقون اليد البيضاء فينا
فإن نثمر لهم شكراً طويلاً
فهُم غَرَسُوا، وَكانوا المُورِقينَا
فقل للمُصْحِرِينَ دَعوا الضّوَاحي
فَإنّ اللّيثَ قَد نَزَعَ العَرِينَا
وَلا تَتَغَنّمُوا مِنْهُ قُعُوداً
يُقيمُ لكُم بهِ الحَرْبَ الزَّبُونَا
ففي أغماده ورق قديم
يزيد علي قراع الصيد لينا
قواضب لا يغبّ بها الهوادي
فيعطيها الصياقل والقيونا
أليس وقاعه بالأمسِ فيكم
سقى غلل الرماح وما روينا
بأرْبُقَ قَدْ أدارَ لَكُمْ رَحَاها
مَدارَ الطّوْدِ مَرْداة ً طَحُونَا
وَجَلجَلَها عَلى الأهوَازِ حتّى
أعَادَ زَئِيرَ أُسدِكُمُ أنِينَا
وَساخَ، تَقَصُّعَ اليَرْبوعِ، غاوٍ
أثَارَ بِطَعنِهَا، فَنَجَا طَعِينَا
أُشَيعِثُ، رَأسُهُ بالبِيضِ يُفلى
وَيَغدُو بالدّمِ الجَارِي دَهِينَا
يذود رقابها هيهات منها
وَقَد غَلَبتْ عَصِيَّ الذّائدِينَا
تولّع بالقنا فتطاوحته
لداغَ الدَّبْرِ، أيدي الغاسِلينَا
غَدا يَمرِي عُفافَتَهَا، فأمسَى
يَرَى بالطّعنِ لِقحَتَها لَبُونَا
ومن شرعت رماح الله فيه
درى أنّ السوابغ لا يقينا
وبتن على المطالع ملجمات
علائقها أنابيب القنينا
على صهواتها أبناءُ موت
حواسر للردى ومقنّعينا
مجاذبة أعنتها جماحا
هبطن قرارة وطلعن بينا
وَقَعْنَ بغَارَة ٍ، وَطَلَبنَ أُخْرَى
يُمَاطِلْنَ الإقَامَة َ وَالصُّفُونَا
تكفكف وهي في الغلواءِ تلقي
إلى أرضِ العدا نظراً شفونا
تَلَفُّتَ جُوَّعِ الآسَادِ فَاتَتّ
فرائسها النيوب وقد دمينا
تُحَاذِرُ في مَرَابِطِهَا وُقُوفاً
وَإنْ بلَغَ العِدا أمَداً شَطُونَا
فلَوْ أُلجِمنَ لا لغِوَارِ حَرْبٍ
لقد ظنّ العدوّ بها الظنونا
ومنشرها على هضبات بمّ
رياطاً للعجاجة ما طوينا
إذا رَجَعَ الغَزِيُّ بهِنّ حَسرَى
أعدنَ إلى الطّعانِ كما بدينا
لحقنَ طريدة لولا قناها
لَطَالَ رَوَاغُهَا للطّارِدِينَا
وَعُدْنَ، وَفي حَقائِبِهِنّ هامٌ
لَقِينَ مِنَ الصّوَارِمِ مَا لَقِينَا
بقنّاصٍ أصاب وفي يديه
حبائل قد مددنَ لآخرينا
نَوَائِبُ ألْقَتِ الجُلّى عَلَيْهِ
فقام بعبئهنَّ وما أُعينا
وَحَنظَلَة َ الذي قَطَعَ الوَضِينَا
وَهل يرْضَى المُطولَ وَفي الأعادي
دُيُونٌ للصّوَارِمِ ما قُضِينَا
إلاّ جزت الجوازي اليوم عنّي
جواداً لا أغمّ ولا هجينا
نماه أبٌ ولوج للمعالي
وأُمّ أراقم تدهي البنينا
مِنَ العُظَماءِ أطْوَلُهُمْ عِماداً
وأنداهم إذا مطروا يمينا
تبوّع بي إلى قلل المعالي
وَخَيّرَني المَعاقِلَ وَالحُصُونَا
فَأرْغَمَ بي عَلى رُغْمٍ أُنُوفاً
مُضَاغنَة ً، وَأقذى بي عُيُونَا
تَهَنَّ بِمَطْلَعِ النّيرُوزِ وَابلُغْ
مطالع مثله حيناً فحينا
مُرَحِّلَ كُلّ نَائِبَة ٍ مُقِيماً
مُذِيلاً للعِدا، أبَداً مَصُونَا
تُظَفَّرُ بالمَآرِبِ طَيّعَاتٍ
وَبِالآمَالِ أبْكَاراً وَعُونَا
وإن أحقّ منك بأنْ يهنَّى
إذا مَدّ البَقاءَ لكَ، السِّنُونَا[/font]
[font="] [/font]
[font="]العصر العباسي >> الشريف الرضي >> جناني شجاع إن مدحت وإنما
جناني شجاع إن مدحت وإنما
رقم القصيدة : 10445
-----------------------------------
جناني شجاع إن مدحت وإنما
لسانيَ إن سيم النشيد جبان
وَمَا ضَرّ قَوّالاً أطَاعَ جَنَانَهُ
إذا خانه عند الملوك لسان
وربّ حييٍّ في السلامِ وقلبه
وَقَاحٌ، إذا لَفّ الجِيادَ طِعَانُ
وَرُبّ وَقَاحِ الوَجْهِ يَحمِلُ كفُّه
أنامِلَ لمْ يَعرَقْ بهِنّ عِنَانُ
وفخر الفتى بالقولِ لا بنشيده
ويروي فلان مرة وفلان[/font]
[font="] [/font]
[font="]العصر العباسي >> الشريف الرضي >> دعا بالوحاف السود من جانب الحمى
دعا بالوحاف السود من جانب الحمى
رقم القصيدة : 10446
-----------------------------------
دعا بالوحاف السود من جانب الحمى
نَزِيعُ هَوًى ، لَبّيتُ حينَ دَعَاني
تَعَجّبَ صَحْبي من بُكائي وَأنكَرُوا
جوابي لِما لم تسمع الأُذنان
فقلت نعمْ لم تسمع الأذن دعوة
بلى إنّ قلبي سامع وجناني
وَيا أيّها الرّكْبُ اليَمانُونَ خَبِّرُوا
طليقا بأعلى الخيف أنّي عاني
عدوه لقائي أوعدوني لقاءَه
إلا رُبّمَا دانَيتُ غَيرَ مُداني
وما حائمات يلتقين من الصدى
إلى المَاءِ قَدْ مُوطِلنَ بالرَّشَفَانِ
يزيد لها بالخمسِ بين ضلوعها
تَنَسُّمُ رِيحِ الشِّيحِ وَالعَلَجَانِ
إذا قيل هذا الماء لم يملكوا لها
معاجاً بأقرانٍ ولا بمثانِ
بأظمى إلى الأحبابِ مني وفيهمُ
غَرِيمٌ، إذا رُمْتُ الدّيُونَ لَوَاني
فيا صاحبيْ رحلي أقلاَّ فإنني
رَأيْتُ بِلَيْلَى غَيرَ مَا تَرَيَانِ
وَيا مُزْجيَ النِّضْوِ الطّليحِ عَشِيّة ً
تُرَاكَ بِبَطْنِ المَأزمَينِ تَرَاني
وَهَلْ أنَا غَادٍ أنْشُدُ النَّبلَة َ التي
بهَا عَرَضاً ذاكَ الغَزَالُ رَمَاني
فلم يبق من أيَّام جمع إلى منى
إلى موقف التجمير غير أماني
يُعَلَّلُ دائي بِالعِرَاقِ طَمَاعَة ً
وكيف شفائي والطبيب يماني[/font]
[font="] [/font]
[font="]العصر العباسي >> الشريف الرضي >> أفي كلّ يومٍ لي عشار تسوقها
أفي كلّ يومٍ لي عشار تسوقها
رقم القصيدة : 10447
-----------------------------------
أفي كلّ يومٍ لي عشار تسوقها
رِمَاحُ بَني الغَبرَاءِ سَوقَ الظّعائِنِ
أحالوا عليها عاكسين رقابها
وطوا بهواديها مكان الفراسن
إذا جزت في أبيات آل محلّم
تَرَاغَينَ نَحْوِي مِنْ وَرَاءِ المَعاطِنِ
تحنّ إلى ترعيَّة لم يرد بها
وبيء المراعي والنطاف الأواجن
وخالسنيها كل أطلس خاتل
خَفيِّ المَرَامي عن قِسِيّ الضّغائِنِ
وشرّ الأذى ما جاء من غير حسبة
وكيد المبادي دون كيد المداهن
وَإنّ بُلُوغَ الخَوْفِ من قَلبِ خائِفٍ
لدون بلوغ الخوف من قلب آمن
وَخَيلٍ جَرَرْنَ النّقعَ في كُلّ بَلدَة ٍ
وناقلنَ فيها بالطوال الموارن
حوَاها العِدا عَنّي، فأصْبَحنَ بالحِمى
عَوَاطِلَ من آبي عليقٍ وَصَافِنِ
وثلة حيّ قد أضبّ بأرضها
ذؤالة أضباب الغريم المداين
ولولا ذئاب العامريّ لشابهت
بمكة أسراب الحمام القواطن
لنا كل يوم منه ذئب عمرّد
دم الشعر في أنيابهِ والبراثنِ
مَتَى تَطلَعوا نَجداً أوِ الغَوْرَ تُفضحوا
بوسم فشت نيرانه في المواطنِ
خَطَبتُم إلى شُمسِ الخُدودِ فَوَارِكٍ
طَوَالِقَ مِنْ حَبلِ اللّئَامِ بَوَائِنِ
عذارَى بَغَتْ فيكُمْ بغاءَ نِسائِكُم
وَقَدْ كُنّ عندي في ثِيابِ الحَوَاضِنِ
خذوها فلو قرّنتموها ببرقة
قَطَعنَ إلى دارِي وثاقَ القَرَائِنِ[/font]
[font="] [/font]
[font="]العصر العباسي >> الشريف الرضي >> ومستهلاّت كصوب الحيا
ومستهلاّت كصوب الحيا
رقم القصيدة : 10448
-----------------------------------
ومستهلاّت كصوب الحيا
تَبقَى ، وَأقوَالُ الفَتَى تَفنَى
مُنتَصِبَاتٍ كالقَنَا لا نَرَى
عيّاً من القولِ ولا أفنا
قَدْ حَرَمَ النّاظِرَ مِنْ حُسنِها
قَائِلُهَا مَا رَزَقَ الأُذْنَا
لا يَفضُلُ المعنَى عَلى لَفْظِهِ
شَيئاً، وَلا اللّفظُ عَلى المَعنَى[/font]
[font="]العصر العباسي >> الشريف الرضي >> قصور الجدّ مع طول المساعي
قصور الجدّ مع طول المساعي
رقم القصيدة : 10452
-----------------------------------
قصور الجدّ مع طول المساعي
وقول الناس لم ينجح فلان
أحَبُّ إليّ مِنْ سَعيٍ هَجِينٍ
وَإن بَلَغَ العُلَى جَدٌّ هَجَانُ
يذم ليَ الزمان إذا الامت
يداه ولا يذم بيَ الزمان[/font]
[font="] [/font]
[font="]العصر العباسي >> الشريف الرضي >> سَبَقَ الدّهْرَ جَدُّكُمْ في الرّهان
سَبَقَ الدّهْرَ جَدُّكُمْ في الرّهان
رقم القصيدة : 10453
-----------------------------------
سَبَقَ الدّهْرَ جَدُّكُمْ في الرّهان
وَعَلَتْ نَارُكُمْ عَلى النّيرَانِ
وَجَرَى في عِنانِكُمْ جامحُ الجَـ
ـدِّ، مُطُولاً يُلوِي بكُلّ عِنَانِ[/font]
[font="] [/font]
[font="]العصر العباسي >> الشريف الرضي >> هبي لي نيَّ زورك والبواني
هبي لي نيَّ زورك والبواني
رقم القصيدة : 10454
-----------------------------------
هبي لي نيَّ زورك والبواني
وأمّي مسقط النجم اليماني
فإنّكِ مَا رَعَيتِ مِنَ الفَيَافي
طويلاً ما رعيت من الأماني[/font]
[font="]العصر العباسي >> الشريف الرضي >> إلى أينَ مَرْمَى قَصْدِها وَسُرَاهَا
إلى أينَ مَرْمَى قَصْدِها وَسُرَاهَا
رقم القصيدة : 10457
-----------------------------------
إلى أينَ مَرْمَى قَصْدِها وَسُرَاهَا
رمى الله من أخفافها بوجاها
هُوَ اليَأسُ فليُحبَسْ هِبابُ رِقابِها
كما كان مغرور الرجاء حداها
رَأتْ لامِعاً، فاستَشرَقَتْ لمَضَائِهِ
ولو كان من مزنِ الندى لشفاها
تدافعها الحيّ اللئيم عماية
وأعرض طوع اللؤم وهو يراها
فَماطَلَ أصْحابُ الحِياضِ وُرُودَها
وأعتم أرباب المبيت قراها
تلطّمها الأيدي القصار عن الرقى
وخير من الريّ الذليل صداها
تَرَى كُلّ مَيْلاءِ السّنَامِ كَأنّمَا
من الطودِ إلاَّ زجوها وخطاها
مُنَاقِلَة ً تَنْجُو بِزَجْرَة ِ غَيرِهَا
وترهب سوط المرء راع سواها
تكاد من الإسراعِ تسبق أمها
بمنتجها قبل اللقاح أباها
تعود ولم تشرع بحوض ابن حرة
ولا عريت عند الكرام ذراها
رَأينَ دِيَاراً بَينَ بُصْرَى وَجَاسِمٍ
مَرَاعي ليَوْمٍ لا تَلُسّ خَلاهَا
نفوس لئام لا تحلّ عقودها
وأيدي جمود لا ينضّ صفاها
ألا! لا تَلومُوا ظاعِناً قَذَفَتْ بِهِ
بنات السُرى عن أرضكم ونواها
رَعَتْ ذُرْوَة ً فيكُمْ ضُحًى جاشرِيّة ٌ
فأجْشرْتُ في أوْطانِكُم، وَأعَاهَا
تحمّل عنها شرّ دار إقامة
إذا قيل أيّ الأرض قال خلاها
فكَمْ مُوحَشَاتٍ بالرّفاقِ أزَاحَها
ولمة ليل بالمطيِّ فلاها
كان حماكم خطة الخسف للفتى
إذا سيمها الحرّ الكريم أباها
ولو بابن ليلى كان ملقى رحالها
لَطَرّقَ مِنْ حُرّ النُّضَارِ ثَرَاهَا
تَبايَنتَهَا فِعلاً، فَكَمْ من عَظيمَة ٍ
أتيت بها مرحولة وكفاها
حَمَاكَ مُلِمّاً مُنتَضًى لَكَ حَدُّهُ
وَداهِيَة ً تَشْحُو لِضِغْنِكَ فَاهَا
غداة أغامت بالعجاج سماؤها
وَدارتْ عَلى قُطبِ الطّعانِ رَحَاهَا
إذا السيل والى في الركاءِ سجاله
وَأنْبَطَ، أَنقَوْتَ النّدى ، وَأمَاهَا
أرى شجراً طالت وقصّر ظلها
فَلا أوْرَقَتْ يَوْماً وَطَالَ ذوَاهَا
ولو جمعت لونين بذل شباكها
لَطالَبَهَا الرّاجي بِمَنْعِ جَنَاهَا
أضرّاً ولؤماً لا أباً لأبيكمُ
سَفَاهاً لرَأيِ العَاجِزِينَ سَفَاهَا
نلوم أكفّ المحسنين إذا جنت
فكيف بأيدٍ لا ينال جداها
ضَلالاً لرَاجي نَشطَة ٍ من رَبيعِكُمْ
رَمَى الدّاءَ في أكْلائِكُمْ فحَمَاهَا
وعين رجتكم أن تكونوا جلاءها
فكُنتُمْ عَلى عَكسِ الرّجاءِ قَذاهَا
طلبتم ثنائي ثم عفتم سماعه
كمَنْ خَطَبَ العَذرَاءَ، ثمّ قَلاهَا
وما كلّ جيد موضع لقلائدي
ولا قمنٌ من صوغها وحلاها
فلا تغررن عينيك يا خابط الدجى
قباب بناها اللؤم حيث بناها
وَدارُ لِئَامٍ إنْ رَأى الرّكْبُ سَمتَها
تَحَايَدَ عَنها عامِداً، وَطَوَاهَا
مَسَاوٍ كَنِيرَانِ البِقَاعِ مُضِيئَة ٍ
ونار ظلام لا يضيء سناها
ألا غَنّيَاني بالدّيَارِ، فَإنّني
أُحِبّ زَرُوداً مَا أقَامَ ثَرَاهَا
وبين النقا والأنعمين محلة
حَبِيبٌ لِقَلْبي قَاعُهَا وَرُبَاهَا
ونعمان يا سقيا لنعمان ما جرت
عَلَيْهِ النّعَامَى بَعْدَنَا وَصَبَاهَا
وللقلب عند المأزّمين وجمعها
دُيُونٌ وَمَضَى خَيفِها وَمِنَاهَا
وظبي بأطوار الجمار إذا غدا
رمى كبداً مقروحة ورماها
وغيداءَ لم تصحبْ سوى الشمس أختها
وَلا جَاوَرَتْ إلاّ الغَزَالَ أخَاهَا
وَخُلّة فُرْسَانٍ عُيُونُ ظِبَائِهَا
أمَضُّ جِرَاحاً مِنْ طِعانِ قَنَاهَا
هيَ الدّارُ لا دارٌ بأكْنافِ بابِلٍ
جَدِيرٌ بِضَيْمِ النّازِلِينَ حِمَاهَا
مَنازِلُ مَمْنُونٌ على الرّكْبِ زَادُها
نزور على كدّ المطال جداها
فلا سقيت إلا الصوارم والقنا
ولا صاب إلا بالدماء حياها[/font]
[font="] [/font]
[font="]العصر العباسي >> الشريف الرضي >> تَلَفّتُّ، وَالرّمْلُ مَا بَيْنَنا
تَلَفّتُّ، وَالرّمْلُ مَا بَيْنَنا
رقم القصيدة : 10458
-----------------------------------
تَلَفّتُّ، وَالرّمْلُ مَا بَيْنَنا
وَأعْلامُ ذي بَقَرٍ أو رُبَاهُ
فَقُلْتُ عَلى طَرَباتِ الهَوَى :
عسى الطرف يبلغهم أو كراه
فما لقيّ الحب إلا الجوى
وَلا بَلَغَ الطّرْفُ إلاّ قَذاهُ
بذِكرِي أشُمُّ ثَرَى أرْضِهِ
عَلى نَأيِهِ، وَبِقَلْبي أرَاهُ
عَسَى مَنْ رَمَى بالمُحبّ الغَرِيـ
ـبِ مَرْمًى بَعيداً يُقضِّي نَوَاهُ
وتدنو الديار بسكَّانها
تمنّي امرِىء ٍ ما عَرَاكم عَرَاهُ
أصَاحِ تَرَى البَرْقَ في لَمْعِهِ
تَخَلُّجَ أيْمٍ يُلَوّي مَطَاهُ
وَقَالُوا: سَنَاهُ عَلى رَامَة ٍ
وَيَا بُعْدَ مَوْقِفِنَا مِنْ سَنَاهُ
دَعِ القَلبَ يأرَقُ من ذِكرِهم
فقد ذاق من بينهم ما كفاه
فَلا حَطّ إلاّ بِهِمْ رَحْلَهُ
وَلا جَادَ إلاّ عَلَيْهِمْ حَيَاهُ[/font]
[font="] [/font]
[font="]العصر العباسي >> الشريف الرضي >> أُحِبُّكِ ما أقامَ مِنًى وَجَمْعٌ
أُحِبُّكِ ما أقامَ مِنًى وَجَمْعٌ
رقم القصيدة : 10459
-----------------------------------
أُحِبُّكِ ما أقامَ مِنًى وَجَمْعٌ
وما أرسى بمكة أخشباها
وَمَا رَفَعَ الحَجيجُ إلى المُصَلّى
يجرّون المطيّ على وجاها
وما نحروا بخيف منى ً وكبوا
على الأذقانِ مشعرة ذراها
نظرتك نظرة بالخيفِ كانت
جَلاءَ العَينِ مِنّي بَلْ قَذاهَا
ولم يكُ غير موقفنا فطارت
بكُلّ قَبِيلَة ٍ مِنّا نَوَاهَا
فَوَاهاً كَيْفَ تَجْمَعُنَا اللّيَالي
وآهاً مِنْ تَفَرُّقِنَا، وآهَا
فأقسم بالوقوفِ على آلالٍ
ومن شهد الجمار ومن رماها
وأركان العتيق وبانييها
وَزَمزَمَ وَالمَقَامِ وَمَنْ سَقَاهَا
لأَنْتِ النّفْسُ خَالِصَة ً، فإن لمْ
تَكُونِيهَا، فَأنْتِ إذاً مُنَاهَا
نَظَرْتُ بِبَطنِ مكّة َ أُمَّ خِشفٍ
تَبَغَّمُ، وَهيَ نَاشِدَة ٌ طَلاهَا
وأعجبني ملامح منك فيها
فَقُلتُ أخَا القَرِينَة ِ أمْ تُرَاهَا؟
فَلَوْلا أنّني رَجُلٌ حَرَامٌ
ضممت قرونها ولثمت فاها[/font]
[font="] [/font]
[font="]العصر العباسي >> الشريف الرضي >> يا طالباً ملك بني بويه
يا طالباً ملك بني بويه
رقم القصيدة : 10460
-----------------------------------
يا طالباً ملك بني بويه
ما أنت من ذاك ولا إليه
إرْثُ قِوَامِ الدّينِ عَنْ أبيهِ
خلّ عنان الملك في يديه
مناضلا يذبُّ عن ثغريه
بَديهَة َ الصِّلّ جَلا نَابَيْهِ
يُلَجْلِجُ المَوْتُ بِماضِغَيْهِ
يكتلئُ الدين بناظريه
كالمقضب اضطرّ إلى حديه
نجا الذي فاز بحجزتيه
وضلّ مغرور بما لديه
يَحْتَكّ بالعضْبِ وَمَضْرِبَيْهِ
شتَّان من ينفض مذروبه
مُخايِلاً، يَنظُرُ في عِطْفَيْهِ
ما نقل الذابل في كفيه
وَمَنْ طَوَى المَجدَ على غَرْبَيهِ
مرتقياً إلى ذؤابتيه
إذا المَقَامُ لَمْ يَقُمْ حَوْلَيْهِ
قام به يركد في حاليه
لا يطرف الهول به جفنيه
شوك القنا يلدغ أخمصيه
قد قلت للطالب غايتيه
أقعِ، فَما غَوْرُكَ مِنْ نَجدَيهِ
ما أنت والطول إلى فرعيه
سِقْطُ شَرَارٍ طارَ عَن زَنْدَيْهِ
مَنْ يَطْلَعُ اليَوْمَ ثَنِيّتَيْهِ
قَدْ سَبَقَ النّاسَ إلى مَجْدَيْهِ
سبق الجواد بقلادتيه
في فلك العزّ إلى قطبيه
يمسي به ثالث نيريه
أيّ فتى ينزع في سجليه
قَدْ وَرَدَ المَاءَ بِجُمّتَيهِ
أمَا تَرَى الضّرْغامَ في غابَيْهِ
مُزَمْجِراً يَفْتلُ سَاعِدَيْهِ
قد أنشب الفريس في ظفريه
هَيْهَاتَ مَنْ يَغلِبُهُ عَلَيْهِ
أقسمت بالبيت وبانييه
عَظّمَ مَا عَظّمَ مِنْ رُكْنَيْهِ
رُبَّ منى ً ورُبَّ مأزميه
ورّبَّ مَن عجّ بوقفتيه
عريان إلاَّ معقديْ برديه
لَقَدْ وَسَمتُ الدّهرَ صَفحَتَيهِ
يقوده يوضع في عرضيه
قَوْدَ الضّليعِ مَلّ جَاذِبَيْهِ
قد أغبط الرحل على دفيه
حتى رأينا نضح ذفرتيه
يا نَفسِ ضَنّي بكِ أنِ تَلقَيْهِ
عَسَاهُ يَدْعُوكِ لأنْ تَرَيْهِ
لَبّيْهِ مِنْ داعٍ دَعَا لَبّيْهِ[/font]
[font="] [/font]
[font="]العصر العباسي >> الشريف الرضي >> عاد الهوى بظباء مكـ
عاد الهوى بظباء مكـ
رقم القصيدة : 10461
-----------------------------------
عاد الهوى بظباء مكـ
ـة للقلوب كما بداها
وَخَبَتْ عَلَيكَ مِنًى تَبا
رِيحَ الغَرَامِ وَمَا زَهَاهَا
طَرَباً عَلى طَرَبٍ بِهَا
يا دِينَ قَلبِكَ من جوَاهَا
إنّي عَلِقْتُ عَلى مِنًى
لمياء يقتلني لماها
رَاحَتْ مَعَ الغِزْلانِ قَدْ
لَعِبَتْ بقَلبي، ما كَفاهَا
تَبغي الثّوَابَ، فمُهجَتي
هذي القريحة من رماها
تزهو على تلك الظبا
ءِ فَلَيتَ شِعرِي مَنْ أبَاهَا
وَقَفَ الهَوَى بي عِندَها
وسرت بقلبي مقلتاها
بردت عليَّ كأنما
طَلُّ الغَمَامَة ِ عَارِضَاهَا
شمس أقبّل جيدها
يَوْمَ النّوَى ، وَأجلُّ فَاهَا
وأذود قلباً ظامئاً
لوْ قيلَ: وِرْدك ما عداهَا
ولو استطاع لقد جرى
مَجرَى الوِشاحِ على حَشاهَا
يَا يَوْمَ مُفتَرَقِ الرّفَا
ق ترى تعود لملتقاها
قالَتْ: سَيَطْرُقُكَ الخَيَا
ل من العقيقِ على نواها
فعِدِي بطيفك مقلة ً
إن غبت تطمع في كراها
إنّي شَرِبْتُ مِنَ الهَوَى
حَمرَاءَ صَرّفَ سَاقِيَاهَا
يا سَرْحَة ً بالقَاعِ لَمْ
يُبْلَلْ بِغَيرِ دَمي ثَرَاهَا
مَمْنُوعَة ، لا ظِلُّهَا
يدنو إليَّ ولا جناها
أكذا تذوب عليكمُ
نَفسِي، وَما بَلَغَتْ مُناهَا
جسد يقلّب للضنى
بيديْ طُبَيِّبة سواها
أين الوجوه أحبها
وأودّ لو أني فداها
أمسى لها متفقداً
في العائدين ولا أراها
واهاً ولولا أن يلو
مَ اللاّئمونَ، لقُلتُ: آهَا[/font]
[font="]العصر العباسي >> الشريف الرضي >> اكبح النفس إن جمـ
اكبح النفس إن جمـ
رقم القصيدة : 10462
-----------------------------------
اكبح النفس إن جمـ
حتُ إلى غاية بها
أنا مولى لشهوتي
وسوايَ عبد لها
لا يذلّ العزيز إلاَّ
لاّ إذا رَامَ مَسّهَا
لَوْ رَأى المُسْتَغِرُّ مَا
ضَرَرُ اللّهْوِ مَا لَهَا[/font]
[font="] [/font]
[font="]العصر العباسي >> الشريف الرضي >> لمن بعده أسيافه وقناه
لمن بعده أسيافه وقناه
رقم القصيدة : 10463
-----------------------------------
لمن بعده أسيافه وقناه
ومن يولع البيض الرقاق سواه
فقد كان يرجو أن ينال مناه
فَخَلّفَني فَرْداً، وَنَالَ رَداهُ[/font]
[font="] [/font]
[font="]العصر العباسي >> الشريف الرضي >> عَلِقَ القَلْبُ مَنْ أطَالَ عَذابي
عَلِقَ القَلْبُ مَنْ أطَالَ عَذابي
رقم القصيدة : 10464
-----------------------------------
عَلِقَ القَلْبُ مَنْ أطَالَ عَذابي
وَرَوَاحي عَلى الجَوَى وَغُدُوّي
وَافتَرَقْنَا في مَذهَبِ الحُبّ شَتّى
بين تقصيره وبين غلوّي
كَانَ عِنْدِي أنّ الحَبيبَ شَقيقي
في التصافي فكان عين عدوّي
ساءَني، مُذ نأيتُ، نِسيانُ ذِكرِي
فاذكروني ولو ذكرتُ بسوِّ[/font]
[font="] [/font]
[font="]العصر العباسي >> الشريف الرضي >> أقول لركب رائحين لعلكم
أقول لركب رائحين لعلكم
رقم القصيدة : 10465
-----------------------------------
أقول لركب رائحين لعلكم
تَحِلّونَ مِنْ بَعدي العَقيقَ اليَمانيَا
خذوا نظرة مني فلاقوا بها الحمى
وَنَجداً وَكُثبانَ اللّوَى وَالمَطالِيَا
ومرّوا على أبيات حيّ برامة
فَقُولُوا: لَديغٌ يَبتَغي اليَوْمَ رَاقِيَا
عَدِمْتُ دَوَائي بالعِرَاقِ فَرُبّمَا
وَجَدْتُمْ بِنَجدٍ لي طَبيباً مُداوِيَا
وقولوا لجيران على الخيفِ من منى
تُرَاكُمْ مَنِ استَبدَلتُمُ بجِوَارِيَا
ومن حل ذاك الشعب بعدي وراشقت
لواحظه تلك الظباء الجوازيا
ومن ورد الماء الذي كنت وارداً
بهِ وَرَعَى الرّوْضَ الذي كنتُ رَاعِيَا
فوالهفتي كم لي على الخيفِ شهقة
تَذُوبُ عَلَيها قِطعَة ٌ مِن فُؤادِيَا
صَفا العَيشُ من بَعدي لحَيٍّ على النّقا
حلفتُ لهمْ لا أقرَبُ المَاءَ صَافِيَا
فَيَا جَبَلَ الرّيّانِ إنْ تَعرَ مِنهُمُ
فإنّي سَأكْسُوكَ الدّموعَ الجَوَارِيَا
ويا قرب ما أنكرتمُ العهد بيننا
نَسيتُمْ وَما استَوْدَعتُمُ الوُدّ ناسِيَا
أأنكرتمُ تسليمنا ليلة النّقا
وموقفنا نرمي الجمار لياليا
عَشِيّة َ جَارَاني بِعَيْنَيْهِ شَادِنٌ
حديث النوى حتي رمى بي المراميا
رمى مقتلي من بين سجفي عبيطه
فيا راميا لا مسّك السوء راميا
فيا ليتني لم أعل نشزاً إليكمُ
حراماً ولو أهبط من الأرضِ واديا
ولم أدر ما جمعٌ وما جمرنا منى
ولم ألقَ في اللاقين حيّاً يمانيا
ويا ويح قلبي كيف زايدت في منى ً
بذي البَانِ لا يُشرَينَ إلاّ غَوَالِيَا
ترحلت عنكم لي أماميَ نظرة
وعشر وعشر نحوكم لي ورائيا
وَمِنْ حَذَرٍ لا أسألُ الرّكْبَ عنكُمُ
وَأعلاقُ وَجْدي باقِيَاتٌ كما هِيَا
ومن يسأل الركبان عن كل غائب
فلا بدّ أن يلقى بشيراً وناعيا
وما مغزل أدماء تزجي بروضة
طَلاً قاصِراً عن غايَة ِ السّرْبِ وَانِيَا
لها بغمات خلفه تزعج الحشى
كجس العذارى يختبرن الملاهيا
يحور إليها بالبغام فتنثني
كما التفت المطلوب يخشى الأعاديا
بأروع من ظمياء قلباً ومهجة
غداة سمعنا للتفرّق داعيا
تودعنا ما بين شكوى وعبرة
وقد أصبح الركب العراقيّ غاديا
فلم أرَ يوم النفر أكثر ضاحكاً
ولم أرَ يوم النّفر أكثر باكيا[/font]
[font="] [/font]
[font="]العصر العباسي >> الشريف الرضي >> من رأى أعيناً حذ
من رأى أعيناً حذ
رقم القصيدة : 10466
-----------------------------------
من رأى أعيناً حذ
ـنَ الدّمُوعَ الجَوَارِيَا
قد عرفن السهاد
ـتّى نَكَرْنَ اللّيَالِيَا
تَتْبَعُ النّجْمَ نَظْرَة ٌ
والوميض اليمانيا
كُلَّ يَوْمٍ يَجِدْنَ رَبْـ
ـعاً مِنَ الحَيّ خَالِيَا
بدموع روائحا
وَدِمَاءٍ غَوَادِيَا
إنْ تَرَ الطّرْفَ دامِعاً
فاعلم القلب داميا
قُلْ لِوَادٍ عَلى الثّوِ
يّة ِ: حُيّيتَ وَادِيَا
أينَ قَوْمٌ عَهِدْتُهُمْ
يَمْلَؤونَ المَقَارِيَا
لا يُخَلّى غَدِيرُهُمْ
عن حيا الماء ظاميا
لحَّبوا المجد وابتنوا
في المعالي مبانيا
وَثَبُوهَا، وَغَيرُهُمْ
صعدوها مراقيا
معشر إن بلوتهم
غَيْبَهُمْ وَالمَبَادِيَا
كَرُمُوا أنْفُساً عظَا
ماً، وَرَاقُوا مَجَالِيَا
وملوك قادوا الرؤ
س مطيعاً وآبيا
لا يبالون في القيا
دِ الرقاب العواصيا
وإذا اليوم قرّبوا
للطّعَانِ المَذاكِيَا
اعجلوا الملجمات أو
رَكِبُوهَا عَوَارِيَا
وسوا في ظهورها
يَعلَقُونَ النّوَاصِيَا
كَأُسُودِ الشّرَى رَكِبـ
ـنَ الظّبَاءَ العَوَاطِيَا
وإذا ما غدا فم الشـ
ـسِ بالنّقْعِ رَاغِيا
حفظوا عورة العلى
وَرَقُوا للعَوَالِيَا
كم رموا بالمطيّ تلك
ـكَ الحُزُونَ الفَيَافِيَا
يَعْسِفُونَ الذُّرَى وَيَعْـ
ـتَسِفُونَ المَوَامِيَا
جَمّلُوا شَحْمَة َ السّنَا
مِ، وَقَدْ كَانَ وَارِيَا
كل صلّ يبيت في
مربأ النجم رابيا
زَحَمَتْ مِنْهُمُ المَنُو
نُ الجِبَالَ الرّوَاسِيَا
لم تخف منهمُ القنا
والدروع الأواقيا
قلل للعلاءِ عا
دت ترابا وسافيا
وعظام البلاءِ صا
روا عظاماً بواليا
ومضوا معقبين إر
ثاً من المجدِ باقيا
كُلّمَا أحْرَزُوا المَكَا
رم شادوا المعاليا
فهمُ اليوم جيرة
لا يجيبون داعيا
قرع الذل منهمُ
مَارِناً كَانَ حَامِيَا
وَأنَاخُوا مُنَاخَ مَنْ
لم يرَ الدّهرَ ساريا
طوّحتهم أيدي المنو
نِ الغُيُوبَ الأقَاصِيَا
كَنِبَالِ القَارِيّ يَرْ
مي بِهِنّ المَرَامِيَا
كنت من مجدهم
ـلُّ الذُّرَى وَالرّوَابِيَا
وَإذا شِئْتُ زَاحَمُوا
بالقَنَا مِنْ وَرَائِيَا
أقرَضُوني، مِنْ عِزّهمْ
وَازِنَ القَدْرِ وَافِيَا
فجزوا إن قضيتهم
من يدي أو لسانيا
وَإذا أعْوَزَ الجزَا
ءُ جَزَيْتُ القَوَافِيَا
وأرى بعدهم موا
مق قومي مراميا
ورجالاً قد أعبقوا
بِالبُرُودِ المَخَازِيَا
إن لقوني أصادقاً
فَارَقُوني، أعَادِيَا
مَا تَرَى النّاسَ كالبِهَا
مِ يُوَقِّعْنَ ضَارِيَا
كُلَّ يَوْمٍ يُجَهّزُو
نَ إلى اللَّهِ غَازِيَا
ويقودون ساليا
عَنْ قَلِيلٍ وَنَاسِيَا
ريعة الذود قد أمِ
نَّ على القربِ حاديا
قَدْ رَجَعْنَا ضَوَاحِكاً
وَمَضَيْنَا بَوَاكِيَا
وَتَرَى المَرْءَ إنْ رَأى
عارض الخطب رانيا
خَافِقَ الجَأشِ نَاظِراً
مَنْ يُجيبُ الدّوَاعِيَا
فَإذا انْجَابَ لَيْلُهُ
وَانْجَلَى عَنْهُ نَاجِيَا
طرح الهمّ جانبا
وتمنَّى الأمانيا
ما لهذا الزمان يلقي
ـقي عَلَيْنَا المَرَاسِيَا
كُلَّ يَوْمٍ يَجْلُو عَلَيْـ
خطوباً عودايا
كم طوى بالردى
صفيّاً لقلبي مصافيا
ثالث الناظرين
عزّاً وللنفس ثانيا
صار بالدمع آمراً
فِيهِ مَنْ كَانَ نَاهِيَا
أغْتَدي مِنْهُ عَاطِلاً
بعد ما كنت حاليا
عطل الكأس لا تحـ
سّ النديم المعاطيا
إنْ تَفِضْ عَبرَتي تَجِدْ
كمد القلب باقيا
رُبّمَا تَعْرِفُ الجَوَى
وترى الدمع غاليا[/font]
[font="] [/font]
[font="]العصر العباسي >> الشريف الرضي >> ما مقامي على الهوان وعندي
ما مقامي على الهوان وعندي
رقم القصيدة : 10467
-----------------------------------
ما مقامي على الهوان وعندي
مِقْوَلٌ صَارِمٌ وَأنْفٌ حَمِيُّ
وإباءٌ محلّق بي عن الضيم
كما راغ طائر وحشيّ
أيُّ عُذْرٍ لَهُ إلى المَجْدِ إنْ ذُ
لّ غُلامٌ في غِمدِهِ المَشْرَفيّ
ألبس الذلّ في ديار الأعادي
وبمصر الخليفة العلويّ
مَنْ أبُوهُ أبي وَمَوْلاهُ مَوْلا
يَ إذا ضامني البعيد القصيّ
لفّ عرقي بعرقه سيد النا
سِ جَمِيعاً مُحَمّدٌ وَعَليّ
إنّ ذُلّي بذَلِكَ الجَوّ عِزٌّ
وَأُوَامي بِذَلِكَ النّقْعِ رَيّ
قد يذل العزيز ما لم يشمّرْ
لانْطِلاقٍ وَقَدْ يُضَامُ الأبيّ
إنّ شَرّاً عَليّ إسْرَاعُ عَزْمي
في طلابِ العلى وحظي بطي
أرتضي بالأذى ولم يقف العز
م قصوراً ولم تعزّ المطي
كالذي يخبط الظلام وقد أقـ
ـمَرَ مِنْ خَلْفِهِ النّهَارُ المُضِيّ[/font]
[font="] [/font]
[font="]العصر العباسي >> الشريف الرضي >> أتَذْهَلُ بَعْدَ إنْذارِ المَنَايَا
أتَذْهَلُ بَعْدَ إنْذارِ المَنَايَا
رقم القصيدة : 10468
-----------------------------------
أتَذْهَلُ بَعْدَ إنْذارِ المَنَايَا
وَقَبْلَ النّزْعِ أنْبَضَتِ الحَنَايَا
رويدك لا يغرُّك كيد دنيا
هي المرنان مصمية الرّمايا
فإنّك سالك منها طريقاً
تُقَطَّعُ فِيهِ أرْقَابُ المَطَايَا
أترجو الخلد في دار التفاني
وَأمْنَ السّرْبِ في خُطَطِ البَلايَا
وتغلق دون ريب الدهر باباً
كَأنّكَ آمِنٌ قَرْعَ الرّزَايَا؟
وَإنّ المَوْتَ لازِمَة ٌ قِرَاهُ
لزُومَ العَهْدِ أعْنَاقَ البَرَايَا
لنا في كل يوم منه غاز
له المرباع منا والصفايا
بجيشٍ لا غبار لحجرتيه
قليل الرزء غرار السرايا
مُغِيرٌ لا يُفَادي بالأسَارَى
وَسَابٍ لا يَمُنّ عَلى السّبَايا
إذا قلنا أغبّ رأيت منه
كميشَ الذّيْلِ يَطّلِعُ الثّنَايَا
غَشُومُ النّابِ تَصْرِفُ ناجِذاهُ
إذا أبْقَى أحَالَ عَلى البَقَايَا
يُطِيلُ غُرُورُنَا مُهَلَ الأمَاني
وننسى بعده عجل المنايا
وهذا الدهر تحدوني يداه
حداء الطلح بالإبل الرذايا
إذا ما قلت روّحْ عقر ظهري
من الإدلاج أغبط بالحوايا
وَإنّ النّائِبَاتِ لَهَا حُمَاة ٌ
وإن كثر الرقاب والربايا
إذا أبْطَأنَ بالغَدَوَاتِ فَاعْبَأ
قِرًى لِضُيُوفِهِنّ مَعَ العَشَايَا
وَمِنْ عَجَبٍ صُدُودُ الحَظّ عَنّا
إلى المُتَعَمّمِينَ عَلى الخَزَايَا
أسفّ بمن يطير إلى المعالي
وَطَارَ بِمَنْ يُسِفّ إلى الدّنَايَا
تَرَى لَهُمُ المَزَايَا إنْ أرَمّوا
وَإنْ نَطَقُوا رَأيتَ لَنَا المَزَايَا
غَباوَة ُ هاجرِ الدّنيا، وَكَيدٌ
وَلا كَيْدُ الفَوَاجِرِ وَالبَغَايَا
وإنَّ ظهورهم لو كان نصف
مِنَ الأنْعَامِ أوْلى بالوَلايَا
جرت بهمُ الحظوظ مع القدامى
وَأسْقَطَنَا الزّمَانُ مَعَ الرّدايَا
ففاقوا في المراتب والمعالي
وَفُقْنَا في الضّرَائِبِ وَالسّجَايَا
لهُمْ عَن مالِهِمْ نَفَحاتُ كَيدٍ
قِرَاعَ الدَّبْرِ ذادَ عَنِ الخَلايَا
ذَمَمْنَا كُلّ مُرْتَجِعٍ عَطاءً
وَلمْ يُعْطُوا، فيَرْتَجعُوا العَطايَا
فَلَوْلا اللَّهُ لارْتَابَتْ قُلُوبٌ
بَقَاضٍ لا يُجَوَّرُ في القَضَايَا[/font]
[font="] [/font]
[font="]العصر العباسي >> الشريف الرضي >> مضى حسب من الدنيا ودين
مضى حسب من الدنيا ودين
رقم القصيدة : 10469
-----------------------------------
مضى حسب من الدنيا ودين
وَأُعْقِبَ مِنْهُمَا عَارٌ وَغَيُّ
فَذاكَ الطّيّ للمَاضِينَ نَشْرٌ
وهذا النشر للباقين طيّ
تقدمت الذوائب والقدامى
وخلّد بعدها هيّ وبيّ
يعزّ عليَّ أن يمضى وتبقى
وإن يرد المنون وأنت حيّ[/font]
[font="] [/font]
[font="]العصر العباسي >> الشريف الرضي >> أيَعْلَمُ قَبْرٌ بالجُنَيْنَة ِ أنّنَا
أيَعْلَمُ قَبْرٌ بالجُنَيْنَة ِ أنّنَا
رقم القصيدة : 10470
-----------------------------------
أيَعْلَمُ قَبْرٌ بالجُنَيْنَة ِ أنّنَا
أقمنا به ننعي الندى والمعاليا
حَطَطْنَا، فَحَيّيْنَا مَسَاعِيهِ أنّهَا
عِظَامُ المَساعي لا العِظام البَوَالِيَا
مَرَرْنَا بِهِ، فَاستَشْرَفَتْنَا رُسُومُه
كما استشرَفَ الرّوْضُ الظّباءَ الجوَازِيَا
وما لاح ذاك الترب حتى تحلبت
من الدمعِ أوشال ملأن المآقيا
نَزَلْنَا إلَيْهِ عَنْ ظُهُورِ جِيَادِنَا
نكفكف بالأيدي الدموع الجواريا
وَلمّا تَجاهَشنا البُكَاءَ وَلمْ نُطِقْ
عن الوجد أقلاعاً عذرنا البواكيا
أقول لركب رائحين تعرجوا
أُرِيكُمْ بِهِ فَرْعاً من المَجْدِ ذاوِيَا
المّوا عليه عاقرين فإننا
إذا لمْ نَجِدْ عَقراً عَقَرْنا القَوَافِيَا
وحطّوا به رحل المكارم والعلى
وكبّوا الجفان عنده والمقاريا
وَلَوْ أنْصَفُوا شَقّوا عَلَيهِ ضَمَائِراً
وَجَزّوا رِقَاباً بالظُّبَى لا نَوَاصِيَا
وَقَفنا، فأرْخَصْنَا الدّموعَ، وَرُبّما
تَكُونُ عَلى سَوْمِ الغَرَامِ غَوَالِيَا
ألا أيّهَا القَبرُ الذي ضَمّ لَحْدُهُ
قَضِيباً عَلى هَامِ النّوَائِبِ مَاضِيَا
هَلِ ابنُ هِلالٍ مُنذُ أوْدَى كعَهدِنا
هلالاً على ضوءِ المطالع باقيا
وتلك البنان المورقات من الندى
نَوَاضِبُ مَاءٍ أوْ بَوَاقٍ كمَا هِيَا
فإنْ يَبلَ مِنْ ذاكَ اللّسانِ مَضَاؤهُ
فإنّ بِهِ عُضْواً مِنَ المَجْدِ بَاقِيَا
يُجيبُ الدّوَاعي جَائِداً وَمُدافِعاً
هناك مرمّ لا يجيب الدواعيا
وما كنت آبى طول لبثٍ بقبره
لَوَ أنّي، إذا استَعدَيتُهُ، كانَ عادِيَا
ترى الكلم الغرَّات من بعد موته
نَوَافِرَ عَمّنْ رَامَهُنّ، نَوَائِيَا
هُوَ الخاضِبُ الأقلامِ نَالَ بهَا عُلًى
تقاصر عنها الخاضبون العواليا
معيد ضراب باللسان لو أنه
بِيَوْمِ وَغًى فَلّ الجُرَازَ اليَمَانِيَا
مَرِيرُ القُوَى نَالَ المَعاليَ وَاثِباً
إذا غَيرُهُ نَالَ المَعاليَ حَابِيَا
مَضَى لمْ يُمانِعُ عَنهُ قَلْبٌ مُشَيَّعٌ
إذا همّ لم يرجع عن الهمّ نابيا
وَلا مُسنِدُوهُ بالأكُفّ عنِ الحَشَى
على جزع والمفرشوه التراقيا
ولا ردّ في صدرِ المنون براحة
يَرُدّ بهَا سُمْرَ القَنَا وَالمَوَاضِيَا
خَلا بَعدَكَ الوَادي الذي كنتَ أُنسَهُ
وَأصْبَحَ تَعْرُوهُ النّوَائِبُ وَادِيَا
أرَاحَتْ عَلَيْنَا ثَلّة ُ الوَجْدِ تَرْتَعي
ضَمَائِرَنَا أيّامَهَا وَاللّيَالِيَا
وَلَوْلاكَ كانَ الصّبرُ مِنْكَ سَجِيّة ً
تراثاً ورثناه الجدود الأَواليا
رَضِيتُ بحُكْمِ الدّهْرِ فيكَ ضَرُورَة ً
ومن ذا الذي يغدو بما ساء راضيا
وطاوعت من رام انتزاعك من يدي
وَلَوْ أجِدُ الأعوَانَ أصْبَحتُ عَاصِيَا
وطأمنت كيما يعبر الخطب جانبي
فَألقَى عَلى ظَهْرِي وَجَرّ زِمَامِيَا
ملأت بمحياك البلاد فضائلاً
وَيَمْلأُ مَثْوَاكَ البِلادَ مَنَاعِيَا
كمَا صَمّ عَالي ذِكرِكَ الخَلقَ كُلَّهُ
كَذاكَ أقَمْتَ العَالَمِينَ نَوَاعِيَا
رَثَيتُكَ كَيْ أسلوكَ فازْدَدتُ لَوْعة ً
لأنّ المَرَاثي لا تَسُدّ المَرَازِيَا
وَأعلَمُ أنْ لَيسَ البُكاءُ بِنَافِعٍ
عليكَ ولكنّي أُمنّي الأمانيا[/font]
[font="]العصر العباسي >> الشريف الرضي >> اكبح النفس إن جمـ
اكبح النفس إن جمـ
رقم القصيدة : 10462
-----------------------------------
اكبح النفس إن جمـ
حتُ إلى غاية بها
أنا مولى لشهوتي
وسوايَ عبد لها
لا يذلّ العزيز إلاَّ
لاّ إذا رَامَ مَسّهَا
لَوْ رَأى المُسْتَغِرُّ مَا
ضَرَرُ اللّهْوِ مَا لَهَا[/font]
[font="] [/font]
[font="]العصر العباسي >> الشريف الرضي >> لمن بعده أسيافه وقناه
لمن بعده أسيافه وقناه
رقم القصيدة : 10463
-----------------------------------
لمن بعده أسيافه وقناه
ومن يولع البيض الرقاق سواه
فقد كان يرجو أن ينال مناه
فَخَلّفَني فَرْداً، وَنَالَ رَداهُ[/font]
[font="] [/font]
[font="]العصر العباسي >> الشريف الرضي >> عَلِقَ القَلْبُ مَنْ أطَالَ عَذابي
عَلِقَ القَلْبُ مَنْ أطَالَ عَذابي
رقم القصيدة : 10464
-----------------------------------
عَلِقَ القَلْبُ مَنْ أطَالَ عَذابي
وَرَوَاحي عَلى الجَوَى وَغُدُوّي
وَافتَرَقْنَا في مَذهَبِ الحُبّ شَتّى
بين تقصيره وبين غلوّي
كَانَ عِنْدِي أنّ الحَبيبَ شَقيقي
في التصافي فكان عين عدوّي
ساءَني، مُذ نأيتُ، نِسيانُ ذِكرِي
فاذكروني ولو ذكرتُ بسوِّ[/font]
[font="] [/font]
[font="]العصر العباسي >> الشريف الرضي >> أقول لركب رائحين لعلكم
أقول لركب رائحين لعلكم
رقم القصيدة : 10465
-----------------------------------
أقول لركب رائحين لعلكم
تَحِلّونَ مِنْ بَعدي العَقيقَ اليَمانيَا
خذوا نظرة مني فلاقوا بها الحمى
وَنَجداً وَكُثبانَ اللّوَى وَالمَطالِيَا
ومرّوا على أبيات حيّ برامة
فَقُولُوا: لَديغٌ يَبتَغي اليَوْمَ رَاقِيَا
عَدِمْتُ دَوَائي بالعِرَاقِ فَرُبّمَا
وَجَدْتُمْ بِنَجدٍ لي طَبيباً مُداوِيَا
وقولوا لجيران على الخيفِ من منى
تُرَاكُمْ مَنِ استَبدَلتُمُ بجِوَارِيَا
ومن حل ذاك الشعب بعدي وراشقت
لواحظه تلك الظباء الجوازيا
ومن ورد الماء الذي كنت وارداً
بهِ وَرَعَى الرّوْضَ الذي كنتُ رَاعِيَا
فوالهفتي كم لي على الخيفِ شهقة
تَذُوبُ عَلَيها قِطعَة ٌ مِن فُؤادِيَا
صَفا العَيشُ من بَعدي لحَيٍّ على النّقا
حلفتُ لهمْ لا أقرَبُ المَاءَ صَافِيَا
فَيَا جَبَلَ الرّيّانِ إنْ تَعرَ مِنهُمُ
فإنّي سَأكْسُوكَ الدّموعَ الجَوَارِيَا
ويا قرب ما أنكرتمُ العهد بيننا
نَسيتُمْ وَما استَوْدَعتُمُ الوُدّ ناسِيَا
أأنكرتمُ تسليمنا ليلة النّقا
وموقفنا نرمي الجمار لياليا
عَشِيّة َ جَارَاني بِعَيْنَيْهِ شَادِنٌ
حديث النوى حتي رمى بي المراميا
رمى مقتلي من بين سجفي عبيطه
فيا راميا لا مسّك السوء راميا
فيا ليتني لم أعل نشزاً إليكمُ
حراماً ولو أهبط من الأرضِ واديا
ولم أدر ما جمعٌ وما جمرنا منى
ولم ألقَ في اللاقين حيّاً يمانيا
ويا ويح قلبي كيف زايدت في منى ً
بذي البَانِ لا يُشرَينَ إلاّ غَوَالِيَا
ترحلت عنكم لي أماميَ نظرة
وعشر وعشر نحوكم لي ورائيا
وَمِنْ حَذَرٍ لا أسألُ الرّكْبَ عنكُمُ
وَأعلاقُ وَجْدي باقِيَاتٌ كما هِيَا
ومن يسأل الركبان عن كل غائب
فلا بدّ أن يلقى بشيراً وناعيا
وما مغزل أدماء تزجي بروضة
طَلاً قاصِراً عن غايَة ِ السّرْبِ وَانِيَا
لها بغمات خلفه تزعج الحشى
كجس العذارى يختبرن الملاهيا
يحور إليها بالبغام فتنثني
كما التفت المطلوب يخشى الأعاديا
بأروع من ظمياء قلباً ومهجة
غداة سمعنا للتفرّق داعيا
تودعنا ما بين شكوى وعبرة
وقد أصبح الركب العراقيّ غاديا
فلم أرَ يوم النفر أكثر ضاحكاً
ولم أرَ يوم النّفر أكثر باكيا[/font]
[font="] [/font]
[font="]العصر العباسي >> الشريف الرضي >> من رأى أعيناً حذ
من رأى أعيناً حذ
رقم القصيدة : 10466
-----------------------------------
من رأى أعيناً حذ
ـنَ الدّمُوعَ الجَوَارِيَا
قد عرفن السهاد
ـتّى نَكَرْنَ اللّيَالِيَا
تَتْبَعُ النّجْمَ نَظْرَة ٌ
والوميض اليمانيا
كُلَّ يَوْمٍ يَجِدْنَ رَبْـ
ـعاً مِنَ الحَيّ خَالِيَا
بدموع روائحا
وَدِمَاءٍ غَوَادِيَا
إنْ تَرَ الطّرْفَ دامِعاً
فاعلم القلب داميا
قُلْ لِوَادٍ عَلى الثّوِ
يّة ِ: حُيّيتَ وَادِيَا
أينَ قَوْمٌ عَهِدْتُهُمْ
يَمْلَؤونَ المَقَارِيَا
لا يُخَلّى غَدِيرُهُمْ
عن حيا الماء ظاميا
لحَّبوا المجد وابتنوا
في المعالي مبانيا
وَثَبُوهَا، وَغَيرُهُمْ
صعدوها مراقيا
معشر إن بلوتهم
غَيْبَهُمْ وَالمَبَادِيَا
كَرُمُوا أنْفُساً عظَا
ماً، وَرَاقُوا مَجَالِيَا
وملوك قادوا الرؤ
س مطيعاً وآبيا
لا يبالون في القيا
دِ الرقاب العواصيا
وإذا اليوم قرّبوا
للطّعَانِ المَذاكِيَا
اعجلوا الملجمات أو
رَكِبُوهَا عَوَارِيَا
وسوا في ظهورها
يَعلَقُونَ النّوَاصِيَا
كَأُسُودِ الشّرَى رَكِبـ
ـنَ الظّبَاءَ العَوَاطِيَا
وإذا ما غدا فم الشـ
ـسِ بالنّقْعِ رَاغِيا
حفظوا عورة العلى
وَرَقُوا للعَوَالِيَا
كم رموا بالمطيّ تلك
ـكَ الحُزُونَ الفَيَافِيَا
يَعْسِفُونَ الذُّرَى وَيَعْـ
ـتَسِفُونَ المَوَامِيَا
جَمّلُوا شَحْمَة َ السّنَا
مِ، وَقَدْ كَانَ وَارِيَا
كل صلّ يبيت في
مربأ النجم رابيا
زَحَمَتْ مِنْهُمُ المَنُو
نُ الجِبَالَ الرّوَاسِيَا
لم تخف منهمُ القنا
والدروع الأواقيا
قلل للعلاءِ عا
دت ترابا وسافيا
وعظام البلاءِ صا
روا عظاماً بواليا
ومضوا معقبين إر
ثاً من المجدِ باقيا
كُلّمَا أحْرَزُوا المَكَا
رم شادوا المعاليا
فهمُ اليوم جيرة
لا يجيبون داعيا
قرع الذل منهمُ
مَارِناً كَانَ حَامِيَا
وَأنَاخُوا مُنَاخَ مَنْ
لم يرَ الدّهرَ ساريا
طوّحتهم أيدي المنو
نِ الغُيُوبَ الأقَاصِيَا
كَنِبَالِ القَارِيّ يَرْ
مي بِهِنّ المَرَامِيَا
كنت من مجدهم
ـلُّ الذُّرَى وَالرّوَابِيَا
وَإذا شِئْتُ زَاحَمُوا
بالقَنَا مِنْ وَرَائِيَا
أقرَضُوني، مِنْ عِزّهمْ
وَازِنَ القَدْرِ وَافِيَا
فجزوا إن قضيتهم
من يدي أو لسانيا
وَإذا أعْوَزَ الجزَا
ءُ جَزَيْتُ القَوَافِيَا
وأرى بعدهم موا
مق قومي مراميا
ورجالاً قد أعبقوا
بِالبُرُودِ المَخَازِيَا
إن لقوني أصادقاً
فَارَقُوني، أعَادِيَا
مَا تَرَى النّاسَ كالبِهَا
مِ يُوَقِّعْنَ ضَارِيَا
كُلَّ يَوْمٍ يُجَهّزُو
نَ إلى اللَّهِ غَازِيَا
ويقودون ساليا
عَنْ قَلِيلٍ وَنَاسِيَا
ريعة الذود قد أمِ
نَّ على القربِ حاديا
قَدْ رَجَعْنَا ضَوَاحِكاً
وَمَضَيْنَا بَوَاكِيَا
وَتَرَى المَرْءَ إنْ رَأى
عارض الخطب رانيا
خَافِقَ الجَأشِ نَاظِراً
مَنْ يُجيبُ الدّوَاعِيَا
فَإذا انْجَابَ لَيْلُهُ
وَانْجَلَى عَنْهُ نَاجِيَا
طرح الهمّ جانبا
وتمنَّى الأمانيا
ما لهذا الزمان يلقي
ـقي عَلَيْنَا المَرَاسِيَا
كُلَّ يَوْمٍ يَجْلُو عَلَيْـ
خطوباً عودايا
كم طوى بالردى
صفيّاً لقلبي مصافيا
ثالث الناظرين
عزّاً وللنفس ثانيا
صار بالدمع آمراً
فِيهِ مَنْ كَانَ نَاهِيَا
أغْتَدي مِنْهُ عَاطِلاً
بعد ما كنت حاليا
عطل الكأس لا تحـ
سّ النديم المعاطيا
إنْ تَفِضْ عَبرَتي تَجِدْ
كمد القلب باقيا
رُبّمَا تَعْرِفُ الجَوَى
وترى الدمع غاليا[/font]
[font="] [/font]
[font="]العصر العباسي >> الشريف الرضي >> ما مقامي على الهوان وعندي
ما مقامي على الهوان وعندي
رقم القصيدة : 10467
-----------------------------------
ما مقامي على الهوان وعندي
مِقْوَلٌ صَارِمٌ وَأنْفٌ حَمِيُّ
وإباءٌ محلّق بي عن الضيم
كما راغ طائر وحشيّ
أيُّ عُذْرٍ لَهُ إلى المَجْدِ إنْ ذُ
لّ غُلامٌ في غِمدِهِ المَشْرَفيّ
ألبس الذلّ في ديار الأعادي
وبمصر الخليفة العلويّ
مَنْ أبُوهُ أبي وَمَوْلاهُ مَوْلا
يَ إذا ضامني البعيد القصيّ
لفّ عرقي بعرقه سيد النا
سِ جَمِيعاً مُحَمّدٌ وَعَليّ
إنّ ذُلّي بذَلِكَ الجَوّ عِزٌّ
وَأُوَامي بِذَلِكَ النّقْعِ رَيّ
قد يذل العزيز ما لم يشمّرْ
لانْطِلاقٍ وَقَدْ يُضَامُ الأبيّ
إنّ شَرّاً عَليّ إسْرَاعُ عَزْمي
في طلابِ العلى وحظي بطي
أرتضي بالأذى ولم يقف العز
م قصوراً ولم تعزّ المطي
كالذي يخبط الظلام وقد أقـ
ـمَرَ مِنْ خَلْفِهِ النّهَارُ المُضِيّ[/font]
[font="] [/font]
[font="]العصر العباسي >> الشريف الرضي >> أتَذْهَلُ بَعْدَ إنْذارِ المَنَايَا
أتَذْهَلُ بَعْدَ إنْذارِ المَنَايَا
رقم القصيدة : 10468
-----------------------------------
أتَذْهَلُ بَعْدَ إنْذارِ المَنَايَا
وَقَبْلَ النّزْعِ أنْبَضَتِ الحَنَايَا
رويدك لا يغرُّك كيد دنيا
هي المرنان مصمية الرّمايا
فإنّك سالك منها طريقاً
تُقَطَّعُ فِيهِ أرْقَابُ المَطَايَا
أترجو الخلد في دار التفاني
وَأمْنَ السّرْبِ في خُطَطِ البَلايَا
وتغلق دون ريب الدهر باباً
كَأنّكَ آمِنٌ قَرْعَ الرّزَايَا؟
وَإنّ المَوْتَ لازِمَة ٌ قِرَاهُ
لزُومَ العَهْدِ أعْنَاقَ البَرَايَا
لنا في كل يوم منه غاز
له المرباع منا والصفايا
بجيشٍ لا غبار لحجرتيه
قليل الرزء غرار السرايا
مُغِيرٌ لا يُفَادي بالأسَارَى
وَسَابٍ لا يَمُنّ عَلى السّبَايا
إذا قلنا أغبّ رأيت منه
كميشَ الذّيْلِ يَطّلِعُ الثّنَايَا
غَشُومُ النّابِ تَصْرِفُ ناجِذاهُ
إذا أبْقَى أحَالَ عَلى البَقَايَا
يُطِيلُ غُرُورُنَا مُهَلَ الأمَاني
وننسى بعده عجل المنايا
وهذا الدهر تحدوني يداه
حداء الطلح بالإبل الرذايا
إذا ما قلت روّحْ عقر ظهري
من الإدلاج أغبط بالحوايا
وَإنّ النّائِبَاتِ لَهَا حُمَاة ٌ
وإن كثر الرقاب والربايا
إذا أبْطَأنَ بالغَدَوَاتِ فَاعْبَأ
قِرًى لِضُيُوفِهِنّ مَعَ العَشَايَا
وَمِنْ عَجَبٍ صُدُودُ الحَظّ عَنّا
إلى المُتَعَمّمِينَ عَلى الخَزَايَا
أسفّ بمن يطير إلى المعالي
وَطَارَ بِمَنْ يُسِفّ إلى الدّنَايَا
تَرَى لَهُمُ المَزَايَا إنْ أرَمّوا
وَإنْ نَطَقُوا رَأيتَ لَنَا المَزَايَا
غَباوَة ُ هاجرِ الدّنيا، وَكَيدٌ
وَلا كَيْدُ الفَوَاجِرِ وَالبَغَايَا
وإنَّ ظهورهم لو كان نصف
مِنَ الأنْعَامِ أوْلى بالوَلايَا
جرت بهمُ الحظوظ مع القدامى
وَأسْقَطَنَا الزّمَانُ مَعَ الرّدايَا
ففاقوا في المراتب والمعالي
وَفُقْنَا في الضّرَائِبِ وَالسّجَايَا
لهُمْ عَن مالِهِمْ نَفَحاتُ كَيدٍ
قِرَاعَ الدَّبْرِ ذادَ عَنِ الخَلايَا
ذَمَمْنَا كُلّ مُرْتَجِعٍ عَطاءً
وَلمْ يُعْطُوا، فيَرْتَجعُوا العَطايَا
فَلَوْلا اللَّهُ لارْتَابَتْ قُلُوبٌ
بَقَاضٍ لا يُجَوَّرُ في القَضَايَا[/font]
[font="] [/font]
[font="]العصر العباسي >> الشريف الرضي >> مضى حسب من الدنيا ودين
مضى حسب من الدنيا ودين
رقم القصيدة : 10469
-----------------------------------
مضى حسب من الدنيا ودين
وَأُعْقِبَ مِنْهُمَا عَارٌ وَغَيُّ
فَذاكَ الطّيّ للمَاضِينَ نَشْرٌ
وهذا النشر للباقين طيّ
تقدمت الذوائب والقدامى
وخلّد بعدها هيّ وبيّ
يعزّ عليَّ أن يمضى وتبقى
وإن يرد المنون وأنت حيّ[/font]
[font="] [/font]
[font="]العصر العباسي >> الشريف الرضي >> أيَعْلَمُ قَبْرٌ بالجُنَيْنَة ِ أنّنَا
أيَعْلَمُ قَبْرٌ بالجُنَيْنَة ِ أنّنَا
رقم القصيدة : 10470
-----------------------------------
أيَعْلَمُ قَبْرٌ بالجُنَيْنَة ِ أنّنَا
أقمنا به ننعي الندى والمعاليا
حَطَطْنَا، فَحَيّيْنَا مَسَاعِيهِ أنّهَا
عِظَامُ المَساعي لا العِظام البَوَالِيَا
مَرَرْنَا بِهِ، فَاستَشْرَفَتْنَا رُسُومُه
كما استشرَفَ الرّوْضُ الظّباءَ الجوَازِيَا
وما لاح ذاك الترب حتى تحلبت
من الدمعِ أوشال ملأن المآقيا
نَزَلْنَا إلَيْهِ عَنْ ظُهُورِ جِيَادِنَا
نكفكف بالأيدي الدموع الجواريا
وَلمّا تَجاهَشنا البُكَاءَ وَلمْ نُطِقْ
عن الوجد أقلاعاً عذرنا البواكيا
أقول لركب رائحين تعرجوا
أُرِيكُمْ بِهِ فَرْعاً من المَجْدِ ذاوِيَا
المّوا عليه عاقرين فإننا
إذا لمْ نَجِدْ عَقراً عَقَرْنا القَوَافِيَا
وحطّوا به رحل المكارم والعلى
وكبّوا الجفان عنده والمقاريا
وَلَوْ أنْصَفُوا شَقّوا عَلَيهِ ضَمَائِراً
وَجَزّوا رِقَاباً بالظُّبَى لا نَوَاصِيَا
وَقَفنا، فأرْخَصْنَا الدّموعَ، وَرُبّما
تَكُونُ عَلى سَوْمِ الغَرَامِ غَوَالِيَا
ألا أيّهَا القَبرُ الذي ضَمّ لَحْدُهُ
قَضِيباً عَلى هَامِ النّوَائِبِ مَاضِيَا
هَلِ ابنُ هِلالٍ مُنذُ أوْدَى كعَهدِنا
هلالاً على ضوءِ المطالع باقيا
وتلك البنان المورقات من الندى
نَوَاضِبُ مَاءٍ أوْ بَوَاقٍ كمَا هِيَا
فإنْ يَبلَ مِنْ ذاكَ اللّسانِ مَضَاؤهُ
فإنّ بِهِ عُضْواً مِنَ المَجْدِ بَاقِيَا
يُجيبُ الدّوَاعي جَائِداً وَمُدافِعاً
هناك مرمّ لا يجيب الدواعيا
وما كنت آبى طول لبثٍ بقبره
لَوَ أنّي، إذا استَعدَيتُهُ، كانَ عادِيَا
ترى الكلم الغرَّات من بعد موته
نَوَافِرَ عَمّنْ رَامَهُنّ، نَوَائِيَا
هُوَ الخاضِبُ الأقلامِ نَالَ بهَا عُلًى
تقاصر عنها الخاضبون العواليا
معيد ضراب باللسان لو أنه
بِيَوْمِ وَغًى فَلّ الجُرَازَ اليَمَانِيَا
مَرِيرُ القُوَى نَالَ المَعاليَ وَاثِباً
إذا غَيرُهُ نَالَ المَعاليَ حَابِيَا
مَضَى لمْ يُمانِعُ عَنهُ قَلْبٌ مُشَيَّعٌ
إذا همّ لم يرجع عن الهمّ نابيا
وَلا مُسنِدُوهُ بالأكُفّ عنِ الحَشَى
على جزع والمفرشوه التراقيا
ولا ردّ في صدرِ المنون براحة
يَرُدّ بهَا سُمْرَ القَنَا وَالمَوَاضِيَا
خَلا بَعدَكَ الوَادي الذي كنتَ أُنسَهُ
وَأصْبَحَ تَعْرُوهُ النّوَائِبُ وَادِيَا
أرَاحَتْ عَلَيْنَا ثَلّة ُ الوَجْدِ تَرْتَعي
ضَمَائِرَنَا أيّامَهَا وَاللّيَالِيَا
وَلَوْلاكَ كانَ الصّبرُ مِنْكَ سَجِيّة ً
تراثاً ورثناه الجدود الأَواليا
رَضِيتُ بحُكْمِ الدّهْرِ فيكَ ضَرُورَة ً
ومن ذا الذي يغدو بما ساء راضيا
وطاوعت من رام انتزاعك من يدي
وَلَوْ أجِدُ الأعوَانَ أصْبَحتُ عَاصِيَا
وطأمنت كيما يعبر الخطب جانبي
فَألقَى عَلى ظَهْرِي وَجَرّ زِمَامِيَا
ملأت بمحياك البلاد فضائلاً
وَيَمْلأُ مَثْوَاكَ البِلادَ مَنَاعِيَا
كمَا صَمّ عَالي ذِكرِكَ الخَلقَ كُلَّهُ
كَذاكَ أقَمْتَ العَالَمِينَ نَوَاعِيَا
رَثَيتُكَ كَيْ أسلوكَ فازْدَدتُ لَوْعة ً
لأنّ المَرَاثي لا تَسُدّ المَرَازِيَا
وَأعلَمُ أنْ لَيسَ البُكاءُ بِنَافِعٍ
عليكَ ولكنّي أُمنّي الأمانيا[/font]
[font="]العصر الإسلامي >> الخنساء >> ألا يا عَينِ فانهمري بغُدْرِ
ألا يا عَينِ فانهمري بغُدْرِ
رقم القصيدة : 10499
-----------------------------------
ألا يا عَينِ فانهمري بغُدْرِ
وفِيضي فَيْضَة ً من غيرِ نَزْرِ
ولاَ تعدِي عزاءً بعدَ صخرٍ
فقد غُلبَ العزاءُ وعيلَ صَبري
لمرزئة ٍ كانَّ الجوفَ منهَا
بُعَيْدَ النّوْمِ يُشْعَرُ حَرّ جمرِ
على صَخْرٍ وأيّ فتًى كصَخْرٍ
لعانٍ عائلٍ غلقٍ بوترِ
وَللخصمِ الالدِّ اذَا تعدَّى
ليأخُذَ حَقّ مَقهورٍ بقَسْرِ
وَللأضيافِ اذْ طرقُوا هدوءًا
وَللكلِّ المكلّ وَكلّ سفرِ
اذَا نزلتْ بهمْ سنة ٌ جمادُ
أبيّ الدَّرّ لم تُكْسَعْ بِغُبْرِ
هناكَ يكونُ غيثَ حياً تلاقَى
نداهُ في جنابٍ غيرِ وغرِ
واحيَا منْ مخبَّأة ٍ كعابٍ
وأشجَعَ من أبي شِبْلٍ هِزَبْرِ
هريتِ الشدقِ رئبالٍ اذَا ما
عدَا لمْ تنهِ عدوتهُ بزجرِ
ضُبارِمَة ٍ تَوَسّدَ ساعِدَيْهِ
علَى طرقِ الغزاة ِ وَكلِّ بحرِ
تَدينُ الخادِراتُ لهُ إذا مَا
سمعنَ زئيرهُ في كلِّ فجرِ
قواعدَ مَا يلمُّ بهَا عريبٌ
لعسرٍ في الزَّمانِ وَلا ليسرِ
فإمّا يُمْسِ في جَدَثٍ مُقيماً
بمُعترَكٍ منَ الأرْواحِ قَفْرِ
فقد يعْصَوْصِبُ الجادُونَ منهُ
باروعَ ماجدِ الاعراِقِ غمرِ
اذَا مَا الضيقُ حلَّ الَى ذراهُ
تلقاهُ بوجهٍ غيرِ بسرِ
تُفَرَّجُ بالنّدَى الأبْوابُ عَنْهُ
ولا يكتَنّ دونَهُمُ بسِتْرِ
دَهَتْني الحادثاتُ بهِ فأمْسَتْ
عليّ هُمومُها تغدو وتَسري
لوَ انّ الدّهرَ مُتّخِذٌ خَليلاً
لَكانَ خليلَهُ صَخرُ بنُ عَمرِو[/font]
[font="] [/font]
[font="]شعراء المغرب العربي >> أولاد أحمد >> إعتذار ( إلى ليلى )
إعتذار ( إلى ليلى )
رقم القصيدة : 105
-----------------------------------
عندما لا تجيئين
أزعم أنك جئت ... ولم تجديني!
أقول:
غداً،
سأذوب بقهوتها
وأعوج على فمها
وأقول لها: سامحيني
وأبحث في النّحو عن سببٍ لأبّرر أمرين
مختلفين كأن:
لا تجيئي
وأحسب أنّك جئت .. ولم تجديني![/font]
[font="] [/font]
[font="]العصر الإسلامي >> الخنساء >> قذى بعينكِ امْ بالعينِ عوَّارُ
قذى بعينكِ امْ بالعينِ عوَّارُ
رقم القصيدة : 10500
-----------------------------------
قذى بعينكِ امْ بالعينِ عوَّارُ
امْ ذرَّفتْ اذْخلتْ منْ اهلهَا الدَّارُ
كأنّ عيني لذكراهُ إذا خَطَرَتْ
فيضٌ يسيلُ علَى الخدَّينِ مدرارُ
تبكي لصخرٍ هي العبرَى وَقدْ ولهتْ
وَدونهُ منْ جديدِ التُّربِ استارُ
تبكي خناسٌ فما تنفكُّ مَا عمرتْ
لها علَيْهِ رَنينٌ وهيَ مِفْتارُ
تبكي خناسٌ علَى صخرٍ وحقَّ لهَا
اذْ رابهَا الدَّهرُ انَّ الدَّهرَ ضرَّارُ
لاَ بدَّ منْ ميتة ٍ في صرفهَا عبرٌ
وَالدَّهرُ في صرفهِ حولٌ وَاطوارُ
قدْ كانَ فيكمْ ابو عمرٍو يسودكمُ
نِعْمَ المُعَمَّمُ للدّاعينَ نَصّارُ
صلبُ النَّحيزة ِ وَهَّابٌ اذَا منعُوا
وفي الحروبِ جريءُ الصّدْرِ مِهصَارُ
يا صَخْرُ وَرّادَ ماءٍ قد تَناذرَهُ
أهلُ الموارِدِ ما في وِرْدِهِ عارُ
مشَى السّبَنْتى إلى هيجاءَ مُعْضِلَة ٍ
لهُ سلاحانِ: أنيابٌ وأظفارُ
وما عَجُولٌ على بَوٍّ تُطيفُ بِهِ
لها حَنينانِ: إعْلانٌ وإسْرارُ
تَرْتَعُ ما رَتَعَتْ، حتى إذا ادّكرَتْ
فانَّما هيَ اقبالٌ وَادبارُ
لاَ تسمنُ الدَّهرَ في ارضٍ وَانْ رتعتْ
فانَّما هيَ تحنانٌ وَتسجارُ
يوْماً بأوْجَدَ منّي يوْمَ فارَقني
صخرٌ وَللدَّهرِ احلاءٌ وَامرارُ
وإنّ صَخراً لَوالِينا وسيّدُنا
وإنّ صَخْراً إذا نَشْتو لَنَحّارُ
وإنّ صَخْراً لمِقْدامٌ إذا رَكِبوا
وإنّ صَخْراً إذا جاعوا لَعَقّارُ
وإنّ صَخراً لَتَأتَمّ الهُداة ُ بِهِ
كَأنّهُ عَلَمٌ في رأسِهِ نارُ
جلدٌ جميلُ المحيَّا كاملٌ ورعٌ
وَللحروبِ غداة ََ الرَّوعِ مسعارُ
حَمّالُ ألوِيَة ٍ هَبّاطُ أودِيَة ٍ
شَهّادُ أنْدِيَة ٍ للجَيشِ جَرّارُ
فقلتُ لما رأيتُ الدّهرَ ليسَ لَهُ
معاتبٌ وحدهُ يسدي وَنيَّارُ
لقدْ نعى ابنُ نهيكٍ لي اخاَ ثقة ٍ
كانتْ ترجَّمُ عنهُ قبلُ اخبارُ
فبتُّ ساهرة ً للنَّجمِ ارقبهُ
حتى أتى دونَ غَورِ النّجمِ أستارُ
لم تَرَهُ جارَة ٌ يَمشي بساحَتِها
لريبة ٍ حينَ يخلِي بيتهُ الجارُ
ولا تراهُ وما في البيتِ يأكلهُ
لكنَّهُ بارزٌ بالصَّحنِ مهمارُ
ومُطْعِمُ القَوْمِ شَحماً عندَ مَسغبهم
وفي الجُدوبِ كريمُ الجَدّ ميسارُ
قدْ كانَ خالصتي منْ كلِّ ذي نسبٍ
فقدْ اصيبَ فما للعيشِ اوطارُ
مثلَ الرُّدينيِّ لمْ تنفدْ شبيبتهُ
كَأنّهُ تحتَ طَيّ البُرْدِ أُسْوَارُ
جَهْمُ المُحَيّا تُضِيءُ اللّيلَ صورَتُهُ
آباؤهُ من طِوالِ السَّمْكِ أحرارُ
مُوَرَّثُ المَجْدِ مَيْمُونٌ نَقيبَتُهُ
ضَخْمُ الدّسيعَة ِ في العَزّاءِ مِغوَارُ
فرعٌ لفرعٍ كريمٍ غيرِ مؤتشبٍ
جلدُ المريرة ِ عندَ الجمعِ فخَّارُ
في جوْفِ لحْدٍ مُقيمٌ قد تَضَمّنَهُ
في رمسهِ مقمطرَّاتٌ وَاحجارُ
طَلْقُ اليَدينِ لفِعْلِ الخَيرِ ذو فَجَرٍ
ضَخْمُ الدّسيعَة ِ بالخَيراتِ أمّارُ
ليَبْكِهِ مُقْتِرٌ أفْنى حريبَتَهُ
دَهْرٌ وحالَفَهُ بؤسٌ وإقْتارُ
ورفقة ٌ حارَ حاديهمْ بمهلكة ٍ
كأنّ ظُلْمَتَها في الطِّخْيَة ِ القارُ
لا يَمْنَعُ القَوْمَ إنْ سالُوهُ خُلْعَتَهُ
وَلاَ يجاوزهُ باللَّيلِ مرَّارُ[/font]
[font="] [/font]
[font="]العصر الإسلامي >> الخنساء >> أعَينيّ هلاّ تبكيانِ على صَخْرِ
أعَينيّ هلاّ تبكيانِ على صَخْرِ
رقم القصيدة : 10501
-----------------------------------
أعَينيّ هلاّ تبكيانِ على صَخْرِ
بدمعٍ حَثيثٍ لا بَكيءٍ ولا نَزْرِ
وتَسْتَفرِغانِ الدّمْعَ أوْ تَذْرِيانِهِ
على ذي النّدى والجود والسيّد الغمرِ
فَما لَكُما عن ذي يَمينينِ فابْكِيا
عليهِ معَ الباكي المسلَّبِ منْ صبرِ
كأنْ لم يقلْ أهلاً لطالبِ حاجَة ٍ
وَكانَ بليجَ الوجهِ منشرحَ الصَّدرِ
ولم يَغْدُ في خَيْلٍ مجَنَّبَة ِ القَنَا
ليُرْوِيَ أطْرَافَ الرّدَيْنِيّة ِ السُّمْرِ
فشأنُ المنايَا اذْ اصابكَ ريبها
لتَغدو على الفتيانِ بعدَكَ أوْ تَسري
فمنْ يضمنُ المعروفَ في صلبِ مالهِ
ضَمانَكَ أو يَقري الضّيوفَ كما تقري
جَرادٌ زَفَتْهُ ريحُ نجدٍ إلى البَحرِ
وكائنْ قرنتَ الحقَّ منْ ثوبِ صفوة ٍ
ومنْ سابحٍ طرفٍ ومنْ كاعبٍ بكرِ
وقائلة ٍ والنَّعشُ قدْ فاتَ خطَوها
لتُدْرِكَهُ: يا لهفَ نَفسي على صَخرِ
ألا ثَكَلَتْ أمّ الّذينَ مَشَوْا بِهِ
إلى القَبرِ ماذا يحمِلونَ إلى القَبرِ
وماذا يُواري القَبرُ تحتَ تُرابِهِ
منَ الخيرِ يا بؤسَ الحوادثِ وَالدَّهرِ
ومِ الحزْمِ في العَزّاءِ والجودِ والنّدَى
غَداة َ يُرَى حِلْفَ اليسارَة ِ والعُسرِ
لقد كانَ في كُلّ الأمور مُهَذَّباً
جليلَ الايادي لا ينهنهُ بالزَّجرِ
وانْ تلقهُ في الشَّربِ لا تلقى فاحشاً
ولا ناكثاً عَقدَ السّرائِرِ والصّبرِ
فلا يُبْعِدَنْ قَبرٌ تَضَمّنَ شخصَهُ
وجادَ عليْهِ كلُّ واكِفَة ِ القطر[/font]
العصر الإسلامي >> الخنساء >> ابكّي ابِي عمراً بعينٍ غزيرة ٍ
ابكّي ابِي عمراً بعينٍ غزيرة ٍ
رقم القصيدة : 10498
-----------------------------------
ابكّي ابِي عمراً بعينٍ غزيرة ٍ
قليلٍ اذَا نامَ الخليُّ هجودهَا
وَصِنْوَيّ لا أنسى مُعاوية َ الّذي
له من سَراة ِ الحَرّتَينِ وُفُودُها
وَصخراً وَمنْ ذَا مثلُ صخرٍ اذَا غدَا
بساحتهِ الآطالِ قزمٌ يقودهَا
فذلكَ يا هندُ الرَّزيَّة ُ فاعلمي
ونيرانُ حَرْبٍ حينَ شُبّ وَقودُها
العصر الإسلامي >> الخنساء >> ألا يا عَينِ فانهمري بغُدْرِ
ألا يا عَينِ فانهمري بغُدْرِ
رقم القصيدة : 10499
-----------------------------------
ألا يا عَينِ فانهمري بغُدْرِ
وفِيضي فَيْضَة ً من غيرِ نَزْرِ
ولاَ تعدِي عزاءً بعدَ صخرٍ
فقد غُلبَ العزاءُ وعيلَ صَبري
لمرزئة ٍ كانَّ الجوفَ منهَا
بُعَيْدَ النّوْمِ يُشْعَرُ حَرّ جمرِ
على صَخْرٍ وأيّ فتًى كصَخْرٍ
لعانٍ عائلٍ غلقٍ بوترِ
وَللخصمِ الالدِّ اذَا تعدَّى
ليأخُذَ حَقّ مَقهورٍ بقَسْرِ
وَللأضيافِ اذْ طرقُوا هدوءًا
وَللكلِّ المكلّ وَكلّ سفرِ
اذَا نزلتْ بهمْ سنة ٌ جمادُ
أبيّ الدَّرّ لم تُكْسَعْ بِغُبْرِ
هناكَ يكونُ غيثَ حياً تلاقَى
نداهُ في جنابٍ غيرِ وغرِ
واحيَا منْ مخبَّأة ٍ كعابٍ
وأشجَعَ من أبي شِبْلٍ هِزَبْرِ
هريتِ الشدقِ رئبالٍ اذَا ما
عدَا لمْ تنهِ عدوتهُ بزجرِ
ضُبارِمَة ٍ تَوَسّدَ ساعِدَيْهِ
علَى طرقِ الغزاة ِ وَكلِّ بحرِ
تَدينُ الخادِراتُ لهُ إذا مَا
سمعنَ زئيرهُ في كلِّ فجرِ
قواعدَ مَا يلمُّ بهَا عريبٌ
لعسرٍ في الزَّمانِ وَلا ليسرِ
فإمّا يُمْسِ في جَدَثٍ مُقيماً
بمُعترَكٍ منَ الأرْواحِ قَفْرِ
فقد يعْصَوْصِبُ الجادُونَ منهُ
باروعَ ماجدِ الاعراِقِ غمرِ
اذَا مَا الضيقُ حلَّ الَى ذراهُ
تلقاهُ بوجهٍ غيرِ بسرِ
تُفَرَّجُ بالنّدَى الأبْوابُ عَنْهُ
ولا يكتَنّ دونَهُمُ بسِتْرِ
دَهَتْني الحادثاتُ بهِ فأمْسَتْ
عليّ هُمومُها تغدو وتَسري
لوَ انّ الدّهرَ مُتّخِذٌ خَليلاً
لَكانَ خليلَهُ صَخرُ بنُ عَمرِو
شعراء المغرب العربي >> أولاد أحمد >> إعتذار ( إلى ليلى )
إعتذار ( إلى ليلى )
رقم القصيدة : 105
-----------------------------------
عندما لا تجيئين
أزعم أنك جئت ... ولم تجديني!
أقول:
غداً،
سأذوب بقهوتها
وأعوج على فمها
وأقول لها: سامحيني
وأبحث في النّحو عن سببٍ لأبّرر أمرين
مختلفين كأن:
لا تجيئي
وأحسب أنّك جئت .. ولم تجديني!
العصر الإسلامي >> الخنساء >> قذى بعينكِ امْ بالعينِ عوَّارُ
قذى بعينكِ امْ بالعينِ عوَّارُ
رقم القصيدة : 10500
-----------------------------------
قذى بعينكِ امْ بالعينِ عوَّارُ
امْ ذرَّفتْ اذْخلتْ منْ اهلهَا الدَّارُ
كأنّ عيني لذكراهُ إذا خَطَرَتْ
فيضٌ يسيلُ علَى الخدَّينِ مدرارُ
تبكي لصخرٍ هي العبرَى وَقدْ ولهتْ
وَدونهُ منْ جديدِ التُّربِ استارُ
تبكي خناسٌ فما تنفكُّ مَا عمرتْ
لها علَيْهِ رَنينٌ وهيَ مِفْتارُ
تبكي خناسٌ علَى صخرٍ وحقَّ لهَا
اذْ رابهَا الدَّهرُ انَّ الدَّهرَ ضرَّارُ
لاَ بدَّ منْ ميتة ٍ في صرفهَا عبرٌ
وَالدَّهرُ في صرفهِ حولٌ وَاطوارُ
قدْ كانَ فيكمْ ابو عمرٍو يسودكمُ
نِعْمَ المُعَمَّمُ للدّاعينَ نَصّارُ
صلبُ النَّحيزة ِ وَهَّابٌ اذَا منعُوا
وفي الحروبِ جريءُ الصّدْرِ مِهصَارُ
يا صَخْرُ وَرّادَ ماءٍ قد تَناذرَهُ
أهلُ الموارِدِ ما في وِرْدِهِ عارُ
مشَى السّبَنْتى إلى هيجاءَ مُعْضِلَة ٍ
لهُ سلاحانِ: أنيابٌ وأظفارُ
وما عَجُولٌ على بَوٍّ تُطيفُ بِهِ
لها حَنينانِ: إعْلانٌ وإسْرارُ
تَرْتَعُ ما رَتَعَتْ، حتى إذا ادّكرَتْ
فانَّما هيَ اقبالٌ وَادبارُ
لاَ تسمنُ الدَّهرَ في ارضٍ وَانْ رتعتْ
فانَّما هيَ تحنانٌ وَتسجارُ
يوْماً بأوْجَدَ منّي يوْمَ فارَقني
صخرٌ وَللدَّهرِ احلاءٌ وَامرارُ
وإنّ صَخراً لَوالِينا وسيّدُنا
وإنّ صَخْراً إذا نَشْتو لَنَحّارُ
وإنّ صَخْراً لمِقْدامٌ إذا رَكِبوا
وإنّ صَخْراً إذا جاعوا لَعَقّارُ
وإنّ صَخراً لَتَأتَمّ الهُداة ُ بِهِ
كَأنّهُ عَلَمٌ في رأسِهِ نارُ
جلدٌ جميلُ المحيَّا كاملٌ ورعٌ
وَللحروبِ غداة ََ الرَّوعِ مسعارُ
حَمّالُ ألوِيَة ٍ هَبّاطُ أودِيَة ٍ
شَهّادُ أنْدِيَة ٍ للجَيشِ جَرّارُ
فقلتُ لما رأيتُ الدّهرَ ليسَ لَهُ
معاتبٌ وحدهُ يسدي وَنيَّارُ
لقدْ نعى ابنُ نهيكٍ لي اخاَ ثقة ٍ
كانتْ ترجَّمُ عنهُ قبلُ اخبارُ
فبتُّ ساهرة ً للنَّجمِ ارقبهُ
حتى أتى دونَ غَورِ النّجمِ أستارُ
لم تَرَهُ جارَة ٌ يَمشي بساحَتِها
لريبة ٍ حينَ يخلِي بيتهُ الجارُ
ولا تراهُ وما في البيتِ يأكلهُ
لكنَّهُ بارزٌ بالصَّحنِ مهمارُ
ومُطْعِمُ القَوْمِ شَحماً عندَ مَسغبهم
وفي الجُدوبِ كريمُ الجَدّ ميسارُ
قدْ كانَ خالصتي منْ كلِّ ذي نسبٍ
فقدْ اصيبَ فما للعيشِ اوطارُ
مثلَ الرُّدينيِّ لمْ تنفدْ شبيبتهُ
كَأنّهُ تحتَ طَيّ البُرْدِ أُسْوَارُ
جَهْمُ المُحَيّا تُضِيءُ اللّيلَ صورَتُهُ
آباؤهُ من طِوالِ السَّمْكِ أحرارُ
مُوَرَّثُ المَجْدِ مَيْمُونٌ نَقيبَتُهُ
ضَخْمُ الدّسيعَة ِ في العَزّاءِ مِغوَارُ
فرعٌ لفرعٍ كريمٍ غيرِ مؤتشبٍ
جلدُ المريرة ِ عندَ الجمعِ فخَّارُ
في جوْفِ لحْدٍ مُقيمٌ قد تَضَمّنَهُ
في رمسهِ مقمطرَّاتٌ وَاحجارُ
طَلْقُ اليَدينِ لفِعْلِ الخَيرِ ذو فَجَرٍ
ضَخْمُ الدّسيعَة ِ بالخَيراتِ أمّارُ
ليَبْكِهِ مُقْتِرٌ أفْنى حريبَتَهُ
دَهْرٌ وحالَفَهُ بؤسٌ وإقْتارُ
ورفقة ٌ حارَ حاديهمْ بمهلكة ٍ
كأنّ ظُلْمَتَها في الطِّخْيَة ِ القارُ
لا يَمْنَعُ القَوْمَ إنْ سالُوهُ خُلْعَتَهُ
وَلاَ يجاوزهُ باللَّيلِ مرَّارُ
العصر الإسلامي >> الخنساء >> أعَينيّ هلاّ تبكيانِ على صَخْرِ
أعَينيّ هلاّ تبكيانِ على صَخْرِ
رقم القصيدة : 10501
-----------------------------------
أعَينيّ هلاّ تبكيانِ على صَخْرِ
بدمعٍ حَثيثٍ لا بَكيءٍ ولا نَزْرِ
وتَسْتَفرِغانِ الدّمْعَ أوْ تَذْرِيانِهِ
على ذي النّدى والجود والسيّد الغمرِ
فَما لَكُما عن ذي يَمينينِ فابْكِيا
عليهِ معَ الباكي المسلَّبِ منْ صبرِ
كأنْ لم يقلْ أهلاً لطالبِ حاجَة ٍ
وَكانَ بليجَ الوجهِ منشرحَ الصَّدرِ
ولم يَغْدُ في خَيْلٍ مجَنَّبَة ِ القَنَا
ليُرْوِيَ أطْرَافَ الرّدَيْنِيّة ِ السُّمْرِ
فشأنُ المنايَا اذْ اصابكَ ريبها
لتَغدو على الفتيانِ بعدَكَ أوْ تَسري
فمنْ يضمنُ المعروفَ في صلبِ مالهِ
ضَمانَكَ أو يَقري الضّيوفَ كما تقري
جَرادٌ زَفَتْهُ ريحُ نجدٍ إلى البَحرِ
وكائنْ قرنتَ الحقَّ منْ ثوبِ صفوة ٍ
ومنْ سابحٍ طرفٍ ومنْ كاعبٍ بكرِ
وقائلة ٍ والنَّعشُ قدْ فاتَ خطَوها
لتُدْرِكَهُ: يا لهفَ نَفسي على صَخرِ
ألا ثَكَلَتْ أمّ الّذينَ مَشَوْا بِهِ
إلى القَبرِ ماذا يحمِلونَ إلى القَبرِ
وماذا يُواري القَبرُ تحتَ تُرابِهِ
منَ الخيرِ يا بؤسَ الحوادثِ وَالدَّهرِ
ومِ الحزْمِ في العَزّاءِ والجودِ والنّدَى
غَداة َ يُرَى حِلْفَ اليسارَة ِ والعُسرِ
لقد كانَ في كُلّ الأمور مُهَذَّباً
جليلَ الايادي لا ينهنهُ بالزَّجرِ
وانْ تلقهُ في الشَّربِ لا تلقى فاحشاً
ولا ناكثاً عَقدَ السّرائِرِ والصّبرِ
فلا يُبْعِدَنْ قَبرٌ تَضَمّنَ شخصَهُ
وجادَ عليْهِ كلُّ واكِفَة ِ القطر
العصر الإسلامي >> الخنساء >> إن كنتِ عن وجدِكِ لم تقصري
إن كنتِ عن وجدِكِ لم تقصري
رقم القصيدة : 10502
-----------------------------------
إن كنتِ عن وجدِكِ لم تقصري
اوْ كنتِ في الأسوة ِ لمْ تعذري
فإنّ في العُقْدَة ِ من يَلْبَنٍ
عُبرَ السُّرَى في القُلُص الضُّمّرِ
وصاحبٍ قلتُ لهُ خائفٍ
إنّكَ للخَيْلِ بمُسْتَنْظِرِ
إنّكَ داعٍ بكَبيرٍ إذا
وافَيْتَ أعْلى مرقَبٍ فانْظُرِ
فآنِسَنْ مِنْ ساعَة ٍ فارِساً
يخبُّ ادنى بقعِ المنظرِ
فاولجِ السَّوطَ على حوشبٍ
أجرَدَ مثلِ الصَّدَعِ الأعْفَرِ
تنبطهُ السَّاقُ بشدّكما
مالَ هجيرُ الرَّجلِ الاعسرِ
العصر الإسلامي >> الخنساء
عينِ فابكي لي على صَخْرٍ إذا
رقم القصيدة : 10507
-----------------------------------
عينِ فابكي لي على صَخْرٍ إذا
عَلَتِ الشّفْرَة ُ أثباجَ الجُزُرْ
يُشْبِعُ القَوْمَ منَ الشّحمِ إذا
الوتِ الرّيحُ باغصانِ الشَّجرْ
واذا ما البيضُ يمشينَ معاً
كَبَناتِ الماءِ في الضَّحْلِ الكَدِرْ
جانحاتٍ تحتَ أطرَافِ القَنَا
بادِياتِ السّوقِ في فَجٍّ حذِرْ
يَطْعَنُ الطّعْنَة َ لا يُرْقِئُها
رقية ُ الرَّاقي ولا عصبُ الخمرْ
العصر الإسلامي >> الخنساء
كأنّ ابنَ عَمرٍو لم يُصَبّحْ لغارَة ٍ
رقم القصيدة : 10508
-----------------------------------
كأنّ ابنَ عَمرٍو لم يُصَبّحْ لغارَة ٍ
بخيلٍ ولمْ يعملْ نجائبَ ضمرَّا
ولم يجْزِ إخوَانَ الصّفاءِ ويَكتَني
عجاجاً اثارتهُ السَّنابكُ اكدرَا
ولمْ يبنِ في حرِّالهواجرِ مَّرة ً
لفتيتهِ ظلاًّ رداءً محبرَا
فبَكّوا على صَخرِ بن عمرٍو فإنّهُ
يسيرٌ اذا ما الدَّهرُ بالنَّاسِ اعسرَا
يجودُ ويحلو حينَ يطلبُ خيرهُ
ومُرّاً إذا يَبْغي المرارَة َ مُمْقِرَا
فخَنساءُ تَبكي في الظّلامِ حَزينَة ً
وتَدعو أخاها لا يجيبُ مُعَفَّرَا
العصر الإسلامي >> الخنساء
يا عَينِ جودي بالدّموعِ
رقم القصيدة : 10509
-----------------------------------
يا عَينِ جودي بالدّموعِ
عِ على الفتى القرمِ الاغرْ
أبْيَضُ أبْلَجُ وَجْهُهُ
كالشّمسِ في خَيرِ البَشَرْ
والشَّمسُ كاسفة ٌ لمهلكهِ م
ومَا اتّسَقَ القَمَرْ
والانسُ تبكي ولَّهاً
والجنُّ تسعدُ منْ سمرْ
والوَحشُ تَبْكي شجْوَها
لما اتى عنهُ الخبرْ
المِدْرَهُ الفَيّاضُ يحمِلُ
عَنْ عَشيرَتِهِ الكِبَرْ
يعطي الجزيلَ ولا يمنُّ
م وليسَ شيمتهُ العسرْ
وَيْلي عَلَيْهِ وَيْلَة ً
اصبحتُ حصني منكسرْ
العصر الإسلامي >> الخنساء
اتى تاوَّبني الاحزانُ والسَّهرُ
رقم القصيدة : 10510
-----------------------------------
اتى تاوَّبني الاحزانُ والسَّهرُ
فالعينُ منّي هدوءًا دمعها دررُ
تبكي لصخرٍ وقدْ رابَ الزَّمانُ بهِ
اذْ غالهُ حدثُ الايَّامِ والقدرُ
سمحٌ خلائقهُ جزلٌ مواهبهُ
وافي الذّمامِ إذا ما مَعشَرٌ غَدرُوا
مأوى الضَّريكِ ومأوى كلِّ ارملة ٍ
عندَ المُحولِ إذ ما هَبّتِ القُرَرُ
ما بارَزَ القِرْنَ يَوْماً عندَ مَعرَكَة ٍ
الاَّ لهُ يومَ تسمو الكرَّة ُ الظَّفرُ
العصر الإسلامي >> الخنساء
عينيّ جودا بدَمعٍ غيرِ منزُورِ
رقم القصيدة : 10511
-----------------------------------
عينيّ جودا بدَمعٍ غيرِ منزُورِ
وأعوِلا! إنّ صَخراً خَيرُ مَقْبورِ
لا تَخْذُلاني فإنّي غَيرُ ناسِيَة ٍ
لذِكْرِ صَخْرٍ حَليفِ المَجدِ وَالخِيرِ
يا صَخرُ! مَن لطِرَادِ الخَيلِ إذ وُزِعتْ
و للمطايا اذا يشددنَ بالكورِ
ولليَتامَى وللأضيافِ إنْ طَرَقوا
أبياتَنا لفَعالٍ منكَ مَخْبورِ
ومَنْ لكُرْبة ِ عانٍ في الوثاقِ، ومَنْ
يعطي الجزيلَ على عسرٍ وميسورِ
وَمَنْ لِطَعْنَة ِ حِلْسٍ أوْ لهاتِفَة ٍ
يَوْمَ الصُّياحِ بفُرْسانٍ مُغاويرِ
فرَّ الاقاربُ عنها بعدَ ما ضربوا
بالمَشرَفيّة ِ ضَرْباً غَيرَ تَعْزيرِ
وأسلمتْ بعد نَقْفِ البيضِ، واعتسفَتْ
من بَعْدِ لَذّة ِ عَيْشٍ غيرِ مَقتُورِ
يا صَخرُ كنتَ لَنا عَيشاً نَعيشُ بِهِ
لَوْ أمْهَلَتْكَ مُلِمّاتُ المَقاديرِ
يا فارِسَ الخَيْلِ إنْ شَدّوا فلم يهِنوا
وفارسَ القومِ انْ همُّوا بتقصيرِ
يا لهفَ نَفسي على صَخرٍ إذا رُكِبَتْ
خَيْلٌ لخَيْلٍ كأمثالِ اليَعافِيرِ
والقحَ القومُ حرباً ليسَ يلقحها
إلاّ المَساعيرُ أبْناءُ المَساعيرِ
يا صَخْرُ ماذا يُواري القَبرُ من كَرَمٍ
ومنْ خلائقَ عفَّاتٍ مطاهيرِ
العصر الإسلامي >> الخنساء
يا عَينِ جودي بدَمْعٍ غَيرِ مَنْزُورِ
رقم القصيدة : 10512
-----------------------------------
يا عَينِ جودي بدَمْعٍ غَيرِ مَنْزُورِ
مثلِ الجُمانِ على الخَدّينِ مَحدورِ
وابكي اخاً كانَ محموداً شمائلهُ
مثلَ الهِلالِ مُنيراً غيرَ مَغمورِ
وفارسَ الخيلِ وافتهُ منيَّتهُ
ففي فؤاديَ صدعٌ غيرُ مجبورِ
نِعْمَ الفتى كنتَ إذ حَنّتْ مُرَفرِفَة ً
هُوجُ الرّياحِ حَنينَ الوُلّهِ الحُورِ
والخَيْلُ تَعْثُرُ بالأبْطالِ عابِسَة ً
مثلَ السّرَاحين من كابٍ ومَعفورِ
العصر الإسلامي >> الخنساء
يا عينِ جودي بالدّموعِ الغِزَارْ
رقم القصيدة : 10513
-----------------------------------
يا عينِ جودي بالدّموعِ الغِزَارْ
وابكي على اروعَ حامِي الذمارْ
فرعٍ منَ القومِ الجدى
أنْماهُ منهُمْ كلُّ محضِ النِّجارْ
أقولُ لمّا جاءَني هُلْكُهُ
وصرَّحَ النَّاسُ بنجوى السّرارْ
أُخَيّ! إمّا تَكُ وَدّعْتَنَا
فَرْعٍ منَ القَوْمِ كريمِ الجَدا
فرُبّ عُرْفٍ كنْتَ أسْدَيتَهُ
الى عيالٍ ويتامى صغارْ
وربَّ نعمى منكَ انعمتها
على عُناة ٍ غُلَّقٍ في الإسارْ
أهْلي فِداءٌ للّذي غُودِرَتْ
أعْظُمُهُ تَلْمَعُ بَينَ الخَبارْ
صَريعِ أرْماحٍ ومَشْحوذَة ٍ
كالبرقِ يلمعنَ خلالَ الديارْ
مَنْ كانَ يَوْماً باكياً سَيّداً
فليبكهِ بالعبراتِ الحرارْ
ولتبكهِ الخيلُ اذا غودرتْ
بساحة ِ الموتِ غداة َ العثارْ
وليبكهِ كلُّ اخي كربة ٍ
ضاقتْ عليهِ ساحة ُ المستجارْ
رَبيعُ هُلاّكٍ ومأوى نَدًى
حينَ يخافُ النَّاسُ قحطَ القطارْ
أسْقَى بِلاداً ضُمّنَتْ قَبْرَهُ
صَوْبُ مَرابيعِ الغُيوثِ السَّوارْ
وما سؤالي ذاكَ الاَّ لكي
يسقاهُ هامٍ بالرَّوي في القفارْ
قُلْ للّذي أضْحَى بهِ شامِتاً:
إنّكَ والموْتَ، مَعاً، في شِعارْ
هَوّنَ وَجدي أنّ مَنْ سَرّهُ
مَصْرَعُهُ لاحِقُهُ لا تُمارْ
وانَّما بينهما روحة ٌ
في إثْرِ غادٍ سارَ حَدَّ النّهارْ
يا ضارِبَ الفارِسِ يَوْمَ الوَغَى
بالسَّيفِ في الحومة ِ ذاتِ الاوارْ
يرديِ به في نقعها سابحٌ
أجرَدُ كالسِّرْحانِ ثَبْتُ الحِضارْ
نازلتَ ابطالاً لها ذادة ٌ
حتى ثَنَوْا عن حُرُماتِ الذِّمارْ
حلفتُ بالبيتِ وزوَّارهِ
إذْ يُعْمِلُونَ العِيسَ نحوَ الجِمارْ
لا أجْزَعُ الدّهْرَ على هالِكٍ
بَعْدَكَ ما حَنّتْ هوادي العِشارْ
يا لَوْعَة ً بانَتْ تَباريحُها
تَقْدَحُ في قلبي شَجاً كالشِّرارْ
ابدى لي الجفوة َ منْ بعدهِ
منْ كانَ منْ ذي رحمٍ أو جوارْ
إنْ يَكُ هذا الدّهرُ أوْدَى بِهِ
وصارَ مسحاً لمجاري القطارْ
فكلُّ حيٍّ صائرٌ للبلى
وكلُّ حبلٍ مرَّة ً لاندثارْ
العصر الإسلامي >> الخنساء
يا صَخْرُ! مَن لحَوَادِثِ الدّهرِ
رقم القصيدة : 10514
-----------------------------------
يا صَخْرُ! مَن لحَوَادِثِ الدّهرِ
أمْ مَنْ يُسَهّلُ راكبَ الوَعْرِ
كنتَ المفرّجَ ما ينوبُ فقدْ
اصبحتَ لا تحلي ولا تمري
يُحْثى التّرابُ على مَحاسِنِهِ
وعلى غضارة ِ وجههِ النَّضرِ
العصر الإسلامي >> الخنساء
دَعَوْتُمْ عامِراً فَنَبَذْتُمُوهُ
رقم القصيدة : 10515
-----------------------------------
دَعَوْتُمْ عامِراً فَنَبَذْتُمُوهُ
ولمْ تدعوا معاوية َ بنَ عمرِ
ولَوْ نادَيْتَهُ لأتاكَ يَسعَى
حثيثَ الرَّكضِ اوْ لاتاكَ يجري
مُدِلاًّ حينَ تَشْتَجِرُ العَوالي
ويدركُ وترهُ في كلِّ وترِ
اذا لاقى المنايا لا يبالي
افي يسرٍ اتاهُ امْ بعسرِ
كمِثْلِ اللّيْثِ مُفترِشٍ يَدَيْهِ
جريءِ الصَّدرِ رئبالٍ سبطرِ
العصر الإسلامي >> الخنساء >> كنَّا كانجمِ ليلٍ وسطها قمرُ
كنَّا كانجمِ ليلٍ وسطها قمرُ
رقم القصيدة : 10516
-----------------------------------
كنَّا كانجمِ ليلٍ وسطها قمرُ
يجلو الدُّجى فهوى َ منْ بيننا القمرُ
يا صَخرُ! ما كنتُ في قوْمٍ أُسَرّ بهِمْ
إلاّ وإنّكَ بَينَ القَوْمِ مُشْتَهَرُ
فاذهبْ حميداً على ما كانَ منْ حدثٍ
فقَد سلَكْتَ سَبيلاً فيهِ مُعْتَبَرُ
العصر الإسلامي >> الخنساء >> كنَّا كغصنينِ في جرثومة ٍ بسقاَ
كنَّا كغصنينِ في جرثومة ٍ بسقاَ
رقم القصيدة : 10517
-----------------------------------
كنَّا كغصنينِ في جرثومة ٍ بسقاَ
حيناً على خيرِ ما ينمى لهُ الشَّجرُ
حتَّى اذا قيلَ قدْ طالتْ عروقهما
وطابَ غَرْسُهُما واستَوْسَقَ الثّمَرُ
أخْنى على واحدٍ رَيْبُ الزّمانِ، وما
يُبْقي الزّمانُ على شيءٍ وَلا يَذَرُ
العصر الإسلامي >> الخنساء >> يا عَينِ جودي بدَمْعٍ منكِ مِدرارِ
يا عَينِ جودي بدَمْعٍ منكِ مِدرارِ
رقم القصيدة : 10518
-----------------------------------
يا عَينِ جودي بدَمْعٍ منكِ مِدرارِ
جهدَ العويلِ كماءِ الجدولِ الجاري
وابكي اخاكِ ولاتنسي شمائلهُ
وابكي اخاكِ شجاعاً غيرَ خوَّارِ
وابكي اخاكِ لا يتامٍ وارملة ٍ
وابكي اخاكِ لحقِّ الضَّيفِ والجارِ
جَمٌّ فواضِلُهُ تَنْدَى أنامِلُهُ
كالبدرِ يجلو ولا يخفى على السَّاري
ردَّاد عارية ٍ فكَّاكُ عانية ٍ
كضَيغَمٍ باسِلٍ للقِرْنِ هَصّارِ
جَوّابُ أوْدِيَة ٍ حَمّالُ ألوِيَة ٍ
سَمْحُ اليَدَينِ جوَادٌ غيرُ مِقتارِ
العصر الإسلامي >> الخنساء >> الا ابكي على صخرٍ وصخرٌ ثمالنا
الا ابكي على صخرٍ وصخرٌ ثمالنا
رقم القصيدة : 10519
-----------------------------------
الا ابكي على صخرٍ وصخرٌ ثمالنا
اذا الحربُ هرَّتْ واستمرتْ مريرها
اقامَ جناحيْ ربها وترافدوا
على صَعْبِها حتى اسْتَقامَ عَسِيرُها
بِبارِقَة ٍ للمَوْتِ فيها عَجاجَة ٌ
مَناكِبُها مَسْمُومَة ٌ ونُحُورُها
أهَلّ بهَا وَكْفُ الدّماءِ ورَعْدُها
هَماهِمُ أبطالٍ قليلٌ فُتورُها
فصخرٌ لديها مدرهُ الحربِ كلها
وصخرٌ اذا خانَ الرّجالُ يطيرها
منَ الهضبة ِ العليا الَّتي ليسَ كالصَّفا
صفاها وما انْ كالصُّخورِ صخورها
لها شرفاتٌ لاتنالُ ومنكبٌ
مَنيعُ الذّرَى عالٍ على مَن يُثيرُها
لهُ بسطتا مجدٍ فكفٌ مفيدة ٌ
وأخرَى بأطْرافِ القَناة ِ شُقُورُها
منِ الحربُ رَّبتهُ فليسَ بسائمٍ
إذا مَلّ عَنها ذاتَ يوْمٍ ضَجُورُها
اذا ما اقمطرَّتْ للمغارِ وايقنتْ
بهِ عَنْ حِيالٍ مُلقِحٍ مَن يَبورُها
رقم القصيدة : 10524
-----------------------------------
إنّ الزّمانَ وما يَفنى له عَجَبٌ
ابقى لنا ذنباً واستوصلَ الرَّاسُ
ابقى لنا كلَّ مجهولٍ وفجعنا
بالحالِمِينَ فَهُمْ هامٌ وأرْماسُ
انَّ الجديدينِ في طولِ اختلافهما
لا يَفْسُدانِ ولكِنْ يفسُدُ النّاسُ
العصر الإسلامي
>> الخنساء >> امَّا لياليَ كنتُ جارية ً
العصر الإسلامي >> الخنساء >> الا ما لعينكِ لا تهجعُ
الا ما لعينكِ لا تهجعُ
رقم القصيدة : 10528
-----------------------------------
الا ما لعينكِ لا تهجعُ
تبكّي لو انَّ البكا ينفعُ
كانَّ جماناً هوى مرسلاً
دموعَهُما أوْ هُمَا أسْرَعُ
تَحَدّرَ وانْبَتّ منهُ النّظامُ
مُ فانسلَّ منْ سلكهِ اجمعُ
فَبَكّي لِصَخْرٍ ولا تَنْدُبي
سواهُ فانَّ الفتى مصقعُ
مضَى وسنَمْضي على إثْرِهِ
كذاكَ لكلِّ فتًى مصرعُ
هُوَ الفارِسُ المُسْتَعِدّ الخَطيبُ
م في القومِ واليسرُ الوعوعُ
وعانٍ يحكُّ ظنابيبهُ
إذا جُرّ في القِدّ لا يُرْفَعُ
دَعَاكَ فَهَتّكْتَ أغْلالَهُ
وقدْ ظَنّ قَبْلَكَ لا تُقْطَعُ
وجَلْسٍ أَمُونٍ تَسَدّيْتَها
لِيَطْعَمَهَا نَفَرٌ جُوَّعُ
فظلَّتْ تكوسُ على اكرعٍ
ثَلاثٍ وكانَ لهَا أرْبَعُ
بمهوٍ اذا انتَ صوَّبتهُ
كانَّ العظامَ لهُ خروعٌ
العصر الإسلامي >> الخنساء >> أبَى طولُ لَيْلَى لا أهْجَعُ
أبَى طولُ لَيْلَى لا أهْجَعُ
رقم القصيدة : 10529
-----------------------------------
أبَى طولُ لَيْلَى لا أهْجَعُ
وقد عالَني الخَبَرُ الأشْنَعُ
نعيُّ ابنِ عمرٍو اتى موهناً
قتيلاً فما ليَ لا اجزعُ
وفّجّعني ريبُ هذا الزَّمانِ
بهِ والمَصائِبُ قَدْ تَفْجِعُ
فمِثْلُ حَبيبيَ أبكَى العُيُونَ
وأوْجَعَ مَنْ كانَ لا يُوجَعُ
أخٌ ليَ لا يَشْتَكيهِ الرّفيقُ
ولا الرّكْبُ في الحاجَة ِ الجُوَّعُ
ويهتزُّ في الحربِ عندَ النزالِ
كَما اهْتَزّ ذو الرّوْنَقِ المِقْطَعُ
فما لي وللدَّهرِ ذي النَّائباتِ
اكلُّ الوزوعِ بنا توزعُ
هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز ) للمساعدة في تخصيص المحتوى وتخصيص تجربتك والحفاظ على تسجيل دخولك إذا قمت بالتسجيل.
من خلال الاستمرار في استخدام هذا الموقع، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط.