اضطراب وتأخر عارض أم دائم ؟؟

صفا النعمان

الادارة
طاقم الإدارة
اضطراب وتأخر عارض أم دائم ؟؟

اضطراب وتأخر عارض أم دائم ؟؟

?اضطراب وتأخر عارض أم دائم ؟؟

يولد الطفل ويبدأ عادة بإظهار سير ومعدل وشكل نمو طبيعي، فتظهر المهارات بشكل تسلسلي، سواء كانت حركية أو لغوية أو معرفية أو اجتماعية أو استقلالية...ويبقى الطفل كذلك إلى أن يظهر لسببٍ ما تأخرٌ أو اضطرابٌ في مجالٍ أو أكثرْ.
وقد يكون هذا التأخر أو الاضطراب في النمو مؤقتاً بسبب وجودِ مشكلاتٍ صحية مثلاً أو ظروفٍ اجتماعية أو أسرية عارضة ومؤقتة، ثم ما تلبث أن تزول هذه الظروف حتى يعود النمو إلى سيره الطبيعي من جديد (قانون انتظام النمو)،
وعلى الرغم من ذلك يجب علينا كآباء و مربين ومعلمين ومختصين أن لا نهمل أي مستوى من مستويات التأخر في النمو لدى الطفل عن المعدل الطبيعي، وأي شذوذ أو اختلاف في تسلسله أو معدله أو شكله المعروف.

فالطفل الصغير الذي أجبر مثلاً على ملازمة سريره لفترات طويلة بسبب مرض عضال أو عارض طبي خطير، قد يتأخر في اكتساب بعض المهارات التي يكتسبها من هم في عمره من الأطفال، بسبب عدم قدرته على اللعب والتفاعل وممارسة أنشطته أو لعدم قدرته على الذهاب إلى المدرسة فتجده قد تأخر مثلاً في المشي ومهارات اليدين والتفاعل الاجتماعي ...

ولكن غالباً ما أن يزول هذا العارض الصحي ويتلقى التأهيل المناسب، حتى يعود الطفل لاكتساب هذه المهارات من جديد ويتقلص الفارق بينه وبين أقرانه.

وذلك بخلاف الطفل الذي يكون تأخره ناجماً عن وجود اضطراب حقيقي أو إعاقة دائمة، أو حتى اعتلال بسيط في طريقه ليصبح عجز ثم إعاقة، مثل حالات سوء التغذية- نقص الكلس في العظام – أمراض العين مثل ارتفاع ضغط العين – التهابات الأذن المزمنة - حالات اعتلال نمو العمود الفقري ...) وإذا ما أُغفِلت هنا أهمية الكشف والتدخل المبكرين فقد يصبح من الصعب جداً إحراز تقدم مرضي في المستقبل.

وهنا لا بد من التنويه لأمر تطرقنا إليه في منشور سابق، وهو ضرورة ألا نعتمد على النصائح السريعة والجاهزة ومن غير مصدرها الصحيح، وكذلك أن تغرينا التطمينات الواهية والتفسيرات أو الاعتقادات غير الصحيحة، لمجرد أنها تمدنا بشعور من الراحة والطمأنينة الكاذبة.

ولو وصل الأمر بنا إلى أن نشتبه باضطرابٍ غير موجود ونوصي بالتدخل (خطأ من الدرجة الثانية)، خير من أن ننفي اضطراب موجود ونقدم التطمين الخاطئ ونحرم الطفل عندها من الخدمة المناسبة (خطأ من الدرجة الأولى)، طبعا مع التأكيد هنا على ضرورة الانتباه إلى الحالات التي تنطوي على مخاطر إلحاق وصمة بالطفل نتيجة التشخيص المتسرع (كحالات تشخيص الإعاقات مثلاً).

والأساس في كل الحالات أن يتم إجراء تقييم وملاحظة وتشخيص دقيق لدى المختصين عند الاشتباه بأي اضطراب أو خلل في النمو والتطور لدى الطفل، وتزويد أسرته من قبل هؤلاء المختصين بمعلومات صحيحة حول الاضطراب ومآله ضمن إطار من الفهم والتعاطف وبطريقة غير محبطة أو مؤذية للمشاعر، وليس أجمل من أن نعقل ونأخذ بالأسباب ونتوكل على الله.
حفظ الله أطفالنا وأطفالكم، وكل تمنياتي أن ينموا أطفالكم بصحة وعافية وسعادة، وأسأل الله أن يجنبهم كل سوء.

بقلم الاخصائي النفسي الاستاذ :
#بسام_الحوراني
أخصائي اضطرابات النمو وتعديل السلوك

#بصيرة_تربوي
 
عودة
أعلى