شرح النفي والنهي ب (لا) في اللغة العربية

صفا النعمان

الادارة
طاقم الإدارة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
?النفي والنهي ب(لا) ?

هناك فرق في التركيب العربي بين أسلوب النهي ب(لا)، وبين أسلوب النفي ب(لا) في حال دخولهما على الفعل المضارع، ومن تلك الفروق…

?١ ) تكون (لا) الناهية حرفا عاملا في التركيب، لأنّه يعمل الجزم في الفعل المضارع، وعملها قد يكون لفظاً، وقد يكون محلاً، ومثال الجزم في اللفظ قولك (لا تشربْ الخمرَ)، ف(لا) حرف نهي وجزم مبني على السكون لا محل له من الإعراب، و(تشربْ) فعل مضارع مجزوم وعلامة جزمه السكون، وفاعله ضمير مستتر وجوبا تقديره أنت، ومثال الجزم في المحل قولك (لا تشربَنَّ الخمر)، ف(لا) ناهية جازمة، و(تشربَنَّ) فعل مضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون النوكيد، في محل جزم، وفاعله ضمير مستتر وجوبا تقديره أنت، ونون التوكيد حرف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب…

وامّا (لا) النافية إذا دخلت على الفعل المضارع، فهي غير عاملة ولا تعمل الجزم في الفعل المضارع، بل المضارع بعدها يكون مرفوعا كما كان كذلك قبل دخول (لا) النافية عليه، ومثال ذلك قولك (لا ينصرُ زيدٌ الباطلَ)، ف(لا) حرف نفي غير عامل، مبني على السكون لا محل له من الإعراب، و(ينصرُ) فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة…

?٢ )انّ (لا) الناهية عند دخولها على الفعل المضارع تدلّ على طلب ترك الفعل والزجر عنه، وامّا (لا) النافية إذا دخلت على الفعل المضارع فلا تدل على طلب ترك الفعل، وإنّما تدلّ على الإخبار عن ترك الفعل، لأنّ النفي عبارة عن الإخبار عن ترك الفعل…
ف(لا) النافية لا طلب فيها، لأنّها للنفي والنفي هو مجرد الإخبار عن ترك الفعل من غير طلب، بخلاف (لا) الناهية، فإنّها تشتمل على معنى طلب ترك الفعل…

?٣ ) انّ حرف النفي (لا) الداخل في التركيب على الفعل المضارع تكون الجملة المشتملة عليه جملة خبرية لا انشائية، مثل قولك( المجتهد لا يقصّر في عمله)، وامّا (لا) الناهية الداخلة على الفعل المضارع في التركيب فلا تكون جملتها جملة خبرية، وإنّما هي جملة انشائية طلبية، مثل قولك (لا تقصّرْ في عملك)…

? ٤ ) انّ أسلوب النهي في التركيب العربي لا بدّ أن يكون للمخاطب، سواء أكان المخاطب مفردا أو مثنى أو جمعا، ومثال ذلك قولك (يا زيد لا تسرقْ ،، يا زيدان لا تسرقا ،، يا زيدون لا تسرقوا )…

?٥ ) انّ (لا) الناهية عندما تدخل على الفعل المضارع تدخل عليه إذا كان مبدوءا بالتاء أو الياء، والغالب أن يكون مبدوءا بالتاء، ولا تدخل على المضارع المبدوء بالهمزة أو النون، ومثال (لا تكذبْ ،، لا يكذبْ منكم أحدٌ)…

وامّا (لا) النافية فإنّها تدخل على الفعل المضارع في جميع أحواله، سواء اكان مبدوءا بالهمزة أو بالتاء أو بالياء أو بالنون، ومثال ذلك قولك (لا أكذبُ ،، لا تكذبُ ،، زيدٌ لايكذبُ ،، نحن لا نكذبُ)…

وامّا أسلوب النفي ب(لا) النافية، قد يكون للمخاطب (أنت لا تسرقُ)، وقد يكون للغائب (الأمينُ لا يسرقُ)، وقد يكون للمتكلم (أنا لا أسرقُ)…

? الخلاصة? :
تدخل (لا) النافية على الفعل المضارع في التركيب، فلا تغيّر صيغة المضارع بحذف حركة الإعراب ونونه، لانّ التغيّر من أثر العوامل، وحرف النفي (لا) ليس عاملا، بل تغيّر معناه بأن تنفيه، و(لا) النافية لنفي الاستقبال، والنفي عبارة عن الإخبار عن ترك الفعل، فإذا اردت نفي (ينصر) استقبالا، تقول (لا ينصرُ)…
ومن جوازم الفعل المضارع (لا) الناهية التي يطلب بها ترك الفعل، ولها اثران، أثر لفظي : وهو حذف حركة الإعراب أو حذف نون تقوم مقامها أو حذف حرف العلة، وأثر معنوي : وهو تخصيص الفعل المضارع بزمان الاستقبال مع إفادة تركه والتنحي عنه…
واعلم انّ إسناد النهي إلى (لا) الناهية مجاز، لأنّ الناهي هو المتكلم بواسطتها، وكذلك انّ إسناد النفي إلى (لا) النافية مجاز، لأنّ النافي هو المتكلم بواسطتها…

?التطبيق اللغوي في الأسلوبين?
الفرق بين (لا) الناهية و(لا) النافية في قولك (يا زيدُ لا تكذبْ) وقولك (زيدٌ لا يكذبُ)، هو انّ (لا) في الجملة الأولى تسمى (لا) الناهية لأنّ المتكلم ينهى زيداً عن الكذب، وتكون (لا) جازمة للفعل المضارع (تكذبْ)، وامّا (لا) في الجملة الثانية تسمى (لا) النافية، لأنّ المتكلم فيها ينفي صفة الكذب عن زيدٍ، وتكون (لا) النافية غير عاملة للجزم في المضارع (تكذبُ)، بل يبقى بعدها الفعل مرفوعا…
منقول للفائدة
 
عودة
أعلى