النجاشي الملك العادل

صفا النعمان

الادارة
طاقم الإدارة
النجاشي الملك العادل


?? هذا الحبيب ♥️ «٧١»
السيرة النبوية العطرة (( النجاشي الملك العادل ))

⚅ فقال النجاشي بعد ما سمع القرآن من جعفر : إن الذي جاء به نبيكم وجاء به عيسى يخرج من مشكاة واحدة ،
( يعني نور مصدره وإشعاعه من مكان واحد ) ، انطلقوا أنتم الآمنون .
ثم نظر لعمرو ، وقال : لن أسلمهم يا عمرو ولا بجبل من ذهب ، وانفض المجلس وخاب عمرو .

⚅ ولكنه داهية العرب لم يستسلم من الجولة الأولى .
قال : سأغدو غداً إلى النجاشي ، وأوقع جعفر ومن معه بمسألة مع النجاشي لم تخطر ببالهم ( النجاشي وقومه يعبدون المسيح عيسى هو إله في نظرهم ) ،
فذهب إلى النجاشي في اليوم الثاني ،
وقال : أيها الملك أنا على سفر ، وجئت أودعك ، ولكن للأمانة والعلاقة والصداقة بيني وبينك لا أريد أن أسكت عن شيء .
قال : ما هو ؟
قال : إن هؤلاء الجماعة يقولون عن المسيح قولاً ، لا ترضى به أبداً وربما يؤثر عليكم .
قال : ما يقولون تكلم ؟
قال : لا أدري أنت اسألهم ، ولكن سمعتهم يقولون أن عيسى بشر كسائر البشر .
فغضب النجاشي ،وأرسل الملك إليهم مرة ثانية أحضروهم إليه .

⚅ فتشاور الصحابة ، ماذا نقول للملك ؟
وهذا درس لكل مسلم ما في مجاملة في دين الله ، لأن الإسلام دين الحق ، لا يوجد شيء بالإسلام اسمه مؤتمر الديانات ، دين الله الحق هو الإسلام ، من آدم إلى أن تقوم الساعة ، شاء من شاء وأبى من أبى ، لا نضع دين الله الحق بين باقي الخرافات ، الاسلام هو دين الله واحد ، لا تسمعها مني اسمع قول الذي خلقك من عدم

⚅ إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ ۗ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ ۗ وَمَن يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ
( اسمعتم لا وجود للأديان ، الإسلام هو دين الله الواحد ، ما في أحزاب ما في جماعات ما في هذا صوفي ، هذا سلفي ، هذا إخوان هذا كذا وهذا كذا ، وهذا عدو هذا في المعتقد حسبي الله ونعم الوكيل ارجعوا إلى الله كفاكم تفرقة ، أنا لا ألتفت لما يقوله بعض الدعاة ، قال الإسلام دين سمح نلتقي مع باقي الأديان في نقطة في الوسط بالله عليكم أي نقطة

⚅ هم يقولون : أن الله عزوجل ثالث ثلاثة !..
يعني أنا آخذ إله ، وهم يأخذوا إله ، ونلتقي بإله ثالث في الوسط، بينما الله عز وجل يقول : لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ غير اللَّهُ لَفَسَدَتَا ۚ، فَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ . لو كان هناك إلهين هذا الإله يريد اليوم أن يكون مطر ، الإله الثاني لا اليوم لازم يكون مشمس ، أنا جاي على بالي أخلق شكل جديد للإنسان لا أنا لا أوافق ولما يختلفوا كان وقعت السماء فوق رؤوسنا ، تخيل بلد يحكمها بدل الملك اثنين وكل واحد له رأي ، حتى البيت الذي فيه رأسين بيخرب ، الرجل رأس يريد لكلمته ان تمشي وزوجته رأس بدها كلمتها تمشي ، لن يستمروا سيقع الطلاق وينخرب البيت الله يقول : قل هو الله أحد ،

⚅ ( أحد أحد يا خير أمة لا شريك له في الملك . والله وأقسم بالله العظيم ، لا ينصلح حال هذه الأمة حتى نرجع لسنة نبينا وصحابته الكرام ، لا يوجد أديان هو دين واحد لله في الأرض هو الإسلام ، انتبه لنفسك ايها الداعية لا تضع وتقارن دين الله الحق بين الخرافات ) .

⚅ قالوا الصحابة : ماذا نقول للملك وهو يعبد المسيح وهو يعلق على صدره الصليب ، ماذا نقول له ؟
قال جعفر : والله لا أقول له إلا ما أنزل الله لا نغير في ديننا شيء .
فحضر جعفر ، وحضر الأساقفه ، والبطاركة ، وحضر النجاشي ، وعمرو ، وعبدالله بن ربيعة .
قال النجاشي : يا جعفر ماذا تقول في المسيح ؟؟
قال : أقول فيه ما أنزل الله على نبينا .
قال : وهل نزل عن المسيح شيء على نبيكم ؟
قال : نعم .
قال : هاتِ ما عندك .

⚅ فوقف جعفر رضي الله عنه ( وجعفر يعلم أن الآيات مخالفة لدين الملك والبطاركة ، وجعفر والصحابة لاجئين عندهم ، تخيلوا وفي حمايتهم لكن لا مجاملة في دين الله ، مش خلينا نحكي كلمتين طرايا نطلع سالمين من عندهم هذا الكلام لا يعرفه المسلم ، بعض الدعاة جعلوا الدعوة إلى الله مياعة من أجل أن يرضوا الناس حولهم ) ،
هات يا جعفر ماذا قال نبيكم في شأن المسيح ؟

⚅ اسمعوا القرآن وتفكروا جعفر يقرأ القرآن على ملك والصليب في رقبته والبطاركة حوله يعبدون المسيح تخيلوا الموقف ليس بالأمر السهل أبداً فقرأ جعفر
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذِ انْتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا مَكَانًا شَرْقِيًّا * فَاتَّخَذَتْ مِنْ دُونِهِمْ حِجَابًا فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا * قَالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَنِ مِنْكَ إِنْ كُنْتَ تَقِيًّا * قَالَ إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلَامًا زَكِيًّا * قَالَتْ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا * قَالَ كَذَلِكِ قَالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَلِنَجْعَلَهُ آيَةً لِلنَّاسِ وَرَحْمَةً مِنَّا وَكَانَ أَمْرًا مَقْضِيًّا * فَحَمَلَتْهُ فَانْتَبَذَتْ بِهِ مَكَانًا قَصِيًّا * فَأَجَاءَهَا الْمَخَاضُ إِلَى جِذْعِ النَّخْلَةِ قَالَتْ يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا وَكُنْتُ نَسْيًا مَنْسِيًّا * فَنَادَاهَا مِنْ تَحْتِهَا أَلَّا تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا * وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا * فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْنًا فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَدًا فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنْسِيًّا * فَأَتَتْ بِهِ قَوْمَهَا تَحْمِلُهُ قَالُوا يَا مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئًا فَرِيًّا * يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا * فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا * قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا .

⚅ ( انظروا جعفر يقرأ : قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ يصب كلام الله في آذان الحاضرين عبد لله مش رب ولا إله إني عبد الله ، لا تخجلوا من إسلامكم ، أنتم مع الله يا خير أمة ، الله واحد أحد لم يلد ولم يولد )
وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنْتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا * وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا * وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا * ذَلِكَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ قَوْلَ الْحَقِّ الَّذِي فِيهِ يَمْتَرُونَ * مَا كَانَ لِلَّهِ أَنْ يَتَّخِذَ مِنْ وَلَدٍ سُبْحَانَهُ إِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ .

⚅ لما سمع النجاشي كلام الله من عبد صادق الإيمان لله ما في مجاملة جهش النجاشي بالبكاء ، حتى ابتلت لحيته من الدموع وبكى البطاركة ممن حوله ،
ثم قام النجاشي ، وخط في عود خشب في يده على الأرض وقال : لم يتعدى المسيح هذا الخط ( يعني الكلام الذي سمعته لم يتعدى المسيح أكثر من ذلك هو عبد الله ) .
ثم قال لجعفر : انطلقوا في أرضي سالمين آمنين من سبكم غرم !!
من سبكم غرم !! من سبكم غرم !!
والتفت إلى البطاركة ، وقال : أرجعوا إلى عمرو هداياه ، ثم نظر لعمرو
وقال : له ارجع لقومك والذي نفسي بيده ، والذي وهبني المُلك من غير رشوة لا آخذ رشوة بعبد من عباد الله .
ثم أشار النجاشي بإصبعه إلى الصحابة
وقال : يا عمرو هؤلاء الرجال خير عندي من جبال الأرض ذهباً ( هل رأيتم كيف أن دين الله حق ليس فيه مجاملة ، كن مع الله العظيم ترى الله معك ) .

الأنوار المحمدية ❤
صلى الله عليه وسلم

يتبع بإذن الله...
 
عودة
أعلى