تعذيب الصحابي خباب بن الأرت رضي الله عنه

صفا النعمان

الادارة
طاقم الإدارة
تعذيب الصحابي خباب بن الأرت رضي الله عنه


?? هذا الحبيب ♥️ «٥٧ »
السيرة النبوية العطرة
(( تعذيب الصحابي خباب بن الأرت رضي الله عنه))

? خباب رضي الله عنه من السابقين إلى الإسلام، وكان من المستضعفين الذين عُذّبوا ليتركوا الإسلام ، سبُي صغيرا من قبيلته تميم، وبيع في مكة فاشترته أم أنمار الخزاعية .

? فكان يعمل عند أم أنمار ( الشقية الظالمة ) ، أسلم خباب وهو تحت يدها،
فكانت تعذبه عذاب لم يخطر على بال بشر ، كانت تأمر غلامانها ( العبيد عندها) أن يشعلوا لها الجمر ثم تأمرهم أن يحملوا خباب يجردوه من ثيابه ،
ثم تقول : ضعوه على الجمر على ظهره.
يجردوه من الثياب ويضعوا ظهره على الجمر ، ثم تجلس بجانبه هذه الشقية
وتقول : واللات والعزى لا أتركك حتى لا أسمع طشيش الجمر في أذني ( يعني لحتى لحمك يذوب ويطفي الجمر على جسدك ولا أسمع الطشيش وقتها أتركك ) ، ويغيب رضي الله عنه عن الوعي ، والشقية جالسه جنبه حتى لا تسمع طشيش الجمر ، ثم تقول : ارفعوه ( وهو بشر وصادق الإيمان ، في العهد المكي لم يكن منافق بل كان الواحد منهم يخفي إيمانه خوفا من التعذيب
ولكن النفس مع التعذيب تضعف ، لأن النفس بشرية ) ، فلما صحي من الغيبوبة والجمر على ظهره بعضه قد سقط والبعض لا يزال منه ملتصق بظهره ، قال : أين رسول الله ؟

? ثم ذهب إلى النبي صلى الله عليه وسلم وكان جالساً في حِجر الكعبة ، وإلى جانبه أبو بكر الصديق ، يقول خباب : وجدته متغشياً ببردة على رأسه ،
فلما اقتربت وسلمت رفع البردة عن رأسه ( أي الغطاء ) وسلم علي فوقفت أمامه ، وقلت : بأبي أنت وأمي يا رسول الله إلى متى نعاني هذا ، وأشار بإصبعه على ظهره ، ألا تستنصر لنا ( يعني تدعي الله أن يخفف العذاب عنا )
قال :_ فغضب النبي صلى الله عليه وسلم واحمرت عيناه ثم هب صارخاً ،
وقال : ماذا لقيتم في سبيل الله يا خباب ( يعني تعتبر هذا عذاب ) ، لقد كان فيمن قبلكم يؤتى بالرجل فتحفر له الحفرة ثم يوضع المنشار على رأسه حتى يخرج إلى ما بين فخذيه ( يعني يقصوه بالنص ) لا يرده ذلك عن دينه ، كان يؤتى بالرجل فيمشط بماشط الحديد لحمه وعصبه دون عظمه وهو حي إلى أن يفارق لا يرده ذلك عن سبيل الله
فماذا لقيتم أنتم ؟!!

? والذي نفسي بيده ليتمن الله هذا الأمر ( دين الإسلام ) ، حتى تخرج المرأة ( قيل أكثر من رواية للحديث قيل بصرى وقيل حضرموت ) أو يخرج أحدكم من حضرموت إلى البيت الحرام لا يخشى إلا الله والذئب على الغنم ( يعني يمشي في الليل او النهار لوحده من اليمن لمكة لا يعمل حساب لأحد ) ، ولكنكم تستعجلون ، فانكمش خباب وعلم أنه لم يؤدي الواجب المطلوب بعد ، لأن الصبر أعلى من ذلك ، وانصرف خباب من المكان والحزن في عينيه .

? يقول أبو بكر : فلما مضى خباب فما راعني إلا والنبي رفع يديه إلى السماء وهو في حِجر الكعبة حتى بان بياض إبطيه والدموع في عينيه حزناً يبكي على خباب ،
وقال : اللهم انصر خباب ، اللهم انصر خباب ، اللهم انصر خباب ( رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يربي رجال هم من سيحملون هذا الدين وينقلونه إلى مليارات من المسلمين بعده ، لا يوجد دلال في مرحلة العهد المكي ، لايوجد فيها قتال ، ولم يأذن الله بالقتال فيها ، ولا أن تدافع عن أخوك المسلم لم يأذن الله بالقتال إلا في المدينة . أراد الله أن ينشأ الصحابة التربية العقدية قبل القتالية ، جهاد النفس قبل الجهاد في سبيل الله جهاد النفس الذي غاب عن المسلمين وعن الدعاة إلى الله هذه الأيام ، جهاد النفس الذي قال الله تعالى فيه : والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا ، هذه الآية مكية ولا يقصد بالجهاد القتال هنا ، لأن الله شرع جهاد المشركين في المدينة ، الآية هنا تقصد جهاد النفس ) .

? مضى ثلاث أيام أصيبت أم أنمار سيدة خباب بمرض الصرع ، فصارت تعوي مثل الكلاب ، فأحضروا لها الكاهن ، لما كشف عليها قال : في داخلها جني لا يخرج حتى تُحمّى جفنة من نحاس وتوضع على رأسها ( يعني بلغتنا طنجرة نحاس كبيرة تتسخن على النار ولما تصير جمر يضعوها على رأسها ) ، من أدخل الجني لرأسها ؟ إنه الله .
فاجتمعوا أولادها وإخوتها وقرروا تطبيق ما قاله الكاهن ، فأحضروا زبدية من نحاس ووضعوها على النار ، هنا ترددوا ، من يضعها على رأسها ؟؟!! خافوا ،
فقالوا : للخدم ألا يوجد منكم غلام يفعل ذلك ؟
فقال خباب : إن شئتم أنا .
قالوا له : أجل يا خباب افعل .
فقال لهم : ولكن لست مسؤول عن النتائج .
قالوا أجل : فأخذ الزبدية بالملقط ووضعها على رأسها فإنفجرت دماغها وسقطت ميته .

? هل نصر الله خباب أم لم ينصره ؟
وتم وعد رسول الله وخرجت نساء كثيرة من حضرموت لمكة لا تخشى إلا الله والذئب على الغنم ، وهل انتشر دين الاسلام مثل ما أخبر الحبيب المصطفى أم لم ينتشر ؟

? ونحن لنا وعد من الله ورسوله ولكنكم تستعجلون ، وعد الله لعباده الصالحون
( ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصالحون ) ، وعد الله لنا نحن الذين نعيش في هذا الزمن على أعتاب أبواب علامات الساعة الكبرى على أيديكم أو أيدي أبنائكم
ماذا وعدكم الله ؟؟ ( فإذا جاء وعد أولاهما بعثنا عليكم عبادا لنا أولي بأس شديد فجاسوا خلال الديار وكان وعداً مفعولا ) ، ماذا وعدكم رسول الله ؟

? لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا اليهود ،حتى يختبئ اليهودي وراء الحجر والشجر فيقول الحجر والشجر : يا مسلم يا عبد الله هذا يهودي خلفي فتعال فاقتله .
وعد الله ورسوله حق ، ولكن نحن أصبح فينا درجة الإيمان صفرا لقلة علمنا وفهمنا بالدين .

? إن الإسلام إذا حاربوه اشتد ، وإذا تركوه امتد ، والله بالمرصاد لمن يصد، وهو غني عمن يرتد ، وبأسه عن المجرمين لا يُردّ ، وإن كان العدوّ قد أعدّ فإنّ الله لا يعجزه أحد، فجدّد الإيمان جدّد، ووحّد الله وحّد، وسدّد الصّفوف سدّد ،
وافتخر بإيمانك وإسلامك فوالله إنك لا تعلم قدرك في السماء ، وأنت تردد
لا إله إلا الله محمد رسول الله
ومما زادني شرفا وتيها
وكدت بأخمصي أطأ الثريا
دخولي تحت قولك يا عبادي
وأن صيرت أحمد لي نبيا
أشهد ألا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم

الأنوار المحمدية ❤
صلى الله عليه وسلم

يتبع بإذن الله
 
عودة
أعلى