خواطر في سورة يوسف
وصف الله قصة نبيه يوسف ﷺ بأحسن القصص ، وفيها عبر وهدايات للمعتبرين ، وكلما قرأها العبد تجدد له فيها مالم يظهر له من قبل ، وكأنها أنزلت للتو، مما يزيد إيمانه بربه ويعينه على طاعته ، فالقرآن عجيب لا يخلق بكثرة الترداد.
الإخلاص والتوحيد لله: هذا المشهد حاضرٌ بقوة في الفتنة ببيت العزيز، "قال :معاذ الله"، وفي الشدة في السجن "يا صاحبي السجن ءأربابٌ متفرقون خير أم الله الواحد القهار"، وفي الرخاء بالتمكين والمال"أنت وليي في الدنيا والآخرة توفني مسلماً " الثبات على التوحيد والإخلاص لله في كل حال
ابتلاء الصالحين في أهليهم: يعقوب ﷺ ابتلي بلاءا عظيما في أبناءه، خُطف أحبهم، وانفطر قلبه بإشاعة موته ٤٠سنة، واتهم ابنه الآخر بالسرقة، ووقع بقية أبناءه في كبائر : كالحسد، والكذب بأكل الذئب ليوسف ووصفه بالسرقة (إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء) فاجتهد بالدعاء لأهلك
الأخلاق والقيم : المحسن ، صاحب الخلق ، كريم المعشر ، لا تغيره ظلمات الفقر والبلاء ، ولا بهرج الغنى والمال. فهو ، هو ، في أخلاقه وتواضعه وإحسانه ، يوسف السجين، لما طلبوا منه تعبير رؤاهم: "إنا نراك من المحسنين"! ويوسف الوزير ، لما استعطفه إخوته قالوا "إنا نراك من المحسنين"!
التغافل والصفح: من شيم العظماء (قالواإن يسرق فقد سرق أخ له من قبل فأسرها يوسف في نفسه ولم يبدها لهم) طعن الأخ يدمي القلب، فلا تجب على كل كلمة، ولا تعلق على كل طعن، اتركها لله، سينصفك جل وعزّ! وبعد كل مافعلوه به يقول من بعد أن نزع الشيطان بيني وبين إخوتي) إنها أخلاق الأنبياء!
ستر العيوب وترك التشفي والانتقام: لم يفضح يوسف امرأة العزيز عند الملك ، وينتقم منها ، وهي سبب سجنه وابتلائه ، بل ستر عليها، وأعرض عنها ، وقال : (ارجع إلى ربك فأسأله ما بال النسوة اللاتي قطعن أيديهن) !
(يا بني لا تقصص رؤياك على إخوتك فيكيدوا لك كيدا) ليكن لك أسرارك، لا تكن كتابا مفتوحا لمن حولك في كل شيء،ولو كانوا مقربين؛ فليس كل مسمتمع محب! وما خلا جسدٌ من حسد ولكن المؤمن يدفعه ويتركه إجلالاً لله، فيعطيه الله خيرا منه! فليس لنا صبر يعقوب ﷺ، وربما لايجد البشير قميص يوسف!
(وجاؤا على "قميصه" بدمٍ كذب) وَكّل أمرك لله واصبر ، واعلم أن سبب الحزن -بالدعاء والثقة بالله- سيقلبه الله سبباً للفرج والفرح، من حيث لا تحتسب! فهذا قميص الحزن والكذب ، جعله الله بالصبر واللهج بالدعاء قميص الفرح والشفاء! (اذهبوا "بقميصي" هذا فألقوه على وجه أبي يأت بصيرا)
(إنه من يتق ويصبر فإن الله لا يضيع أجر المحسنين) سر الفرَج : التقوى والصبر فلا يكفي أحدهما عن الآخر ، صبرٌ جميلٌ لا أذى فيه ولا منّة ولا تشكي ، بل إحسانٌ لخلق الله في كل الأحوال بقدر الوسع والطاقة، وهذا الإحسان، والصبر ، والتقوى ، لا يضيعها الحكيم الخبير، بل هي سبب الفتوحات!
? (فأنساه الشيطان ذكر ربه فلبث في السجن بضع سنين) ما دامت حياتك يدبرها حكيم عليم خبير فلا تقلق! إذا تأخر قبولك، وظيفتك، رزقك، زواجك، ذريتك، تذكرأن يوسف بقي في السجن ابتلاءاً لما تعلّقت نفسه بالناجي منهما ليكون قلبه لله وحده! ثم أخرجه وزيراً على خزائن الأرض! سيدهشك عطاء الله!
---
وصف الله قصة نبيه يوسف ﷺ بأحسن القصص ، وفيها عبر وهدايات للمعتبرين ، وكلما قرأها العبد تجدد له فيها مالم يظهر له من قبل ، وكأنها أنزلت للتو، مما يزيد إيمانه بربه ويعينه على طاعته ، فالقرآن عجيب لا يخلق بكثرة الترداد.
الإخلاص والتوحيد لله: هذا المشهد حاضرٌ بقوة في الفتنة ببيت العزيز، "قال :معاذ الله"، وفي الشدة في السجن "يا صاحبي السجن ءأربابٌ متفرقون خير أم الله الواحد القهار"، وفي الرخاء بالتمكين والمال"أنت وليي في الدنيا والآخرة توفني مسلماً " الثبات على التوحيد والإخلاص لله في كل حال ابتلاء الصالحين في أهليهم: يعقوب ﷺ ابتلي بلاءا عظيما في أبناءه، خُطف أحبهم، وانفطر قلبه بإشاعة موته ٤٠سنة، واتهم ابنه الآخر بالسرقة، ووقع بقية أبناءه في كبائر : كالحسد، والكذب بأكل الذئب ليوسف ووصفه بالسرقة (إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء) فاجتهد بالدعاء لأهلك الأخلاق والقيم : المحسن ، صاحب الخلق ، كريم المعشر ، لا تغيره ظلمات الفقر والبلاء ، ولا بهرج الغنى والمال. فهو ، هو ، في أخلاقه وتواضعه وإحسانه ، يوسف السجين، لما طلبوا منه تعبير رؤاهم: "إنا نراك من المحسنين"! ويوسف الوزير ، لما استعطفه إخوته قالوا "إنا نراك من المحسنين"! التغافل والصفح: من شيم العظماء (قالواإن يسرق فقد سرق أخ له من قبل فأسرها يوسف في نفسه ولم يبدها لهم) طعن الأخ يدمي القلب، فلا تجب على كل كلمة، ولا تعلق على كل طعن، اتركها لله، سينصفك جل وعزّ! وبعد كل مافعلوه به يقول من بعد أن نزع الشيطان بيني وبين إخوتي) إنها أخلاق الأنبياء! ستر العيوب وترك التشفي والانتقام: لم يفضح يوسف امرأة العزيز عند الملك ، وينتقم منها ، وهي سبب سجنه وابتلائه ، بل ستر عليها، وأعرض عنها ، وقال : (ارجع إلى ربك فأسأله ما بال النسوة اللاتي قطعن أيديهن) ! (يا بني لا تقصص رؤياك على إخوتك فيكيدوا لك كيدا) ليكن لك أسرارك، لا تكن كتابا مفتوحا لمن حولك في كل شيء،ولو كانوا مقربين؛ فليس كل مسمتمع محب! وما خلا جسدٌ من حسد ولكن المؤمن يدفعه ويتركه إجلالاً لله، فيعطيه الله خيرا منه! فليس لنا صبر يعقوب ﷺ، وربما لايجد البشير قميص يوسف! (وجاؤا على "قميصه" بدمٍ كذب) وَكّل أمرك لله واصبر ، واعلم أن سبب الحزن -بالدعاء والثقة بالله- سيقلبه الله سبباً للفرج والفرح، من حيث لا تحتسب! فهذا قميص الحزن والكذب ، جعله الله بالصبر واللهج بالدعاء قميص الفرح والشفاء! (اذهبوا "بقميصي" هذا فألقوه على وجه أبي يأت بصيرا) (إنه من يتق ويصبر فإن الله لا يضيع أجر المحسنين) سر الفرَج : التقوى والصبر فلا يكفي أحدهما عن الآخر ، صبرٌ جميلٌ لا أذى فيه ولا منّة ولا تشكي ، بل إحسانٌ لخلق الله في كل الأحوال بقدر الوسع والطاقة، وهذا الإحسان، والصبر ، والتقوى ، لا يضيعها الحكيم الخبير، بل هي سبب الفتوحات!? (فأنساه الشيطان ذكر ربه فلبث في السجن بضع سنين) ما دامت حياتك يدبرها حكيم عليم خبير فلا تقلق! إذا تأخر قبولك، وظيفتك، رزقك، زواجك، ذريتك، تذكرأن يوسف بقي في السجن ابتلاءاً لما تعلّقت نفسه بالناجي منهما ليكون قلبه لله وحده! ثم أخرجه وزيراً على خزائن الأرض! سيدهشك عطاء الله!
---
