أمير زماني

  • تاريخ البدء

صفا النعمان

الادارة
طاقم الإدارة
بقلم HajarSh

....:لَکْ أنتو مابدكون تفهمووو ،انئلعو لبرة مابدي شوف حدا فيكووون
....:بس يابيك ...
....:عم ئلك انئلعي لبرة ...
أخيرا صفيت لحالي ...

بدكون تتعرفو عليي ؟ هه انا اسمي امير ومتل ماشفتو شب بالعشرينات عصبي كتير ،مابحب حدا وبصراحة محدا بحبني بالقصر لأنو أخلائي زفت وانا بعرف وماني زعلان ،مابدي حدا يحبني ،بس بدي ضل لحالي....بدرس حقوق وعمري 24 سنة...

فتت علئ غرفة كبيرة جوا غرفتي وبلشت طول منها تيابي المعلئة اللي كلها ماركات واللي كانت معلئة بالترتيب والدروج اللي فيها الساعات السويسرية الأصليه من كل شكل ولون والكنادر اللي كانت مرتبة عحسب التياب...
لبست تياب بسيطة وطلعت من البيت بصراحة هوة مو بيت هوة قصر بس أحيانا بحسو حبس ...

حبس وانا سجين الثروة والواجهة المزيفة اللي مزينها ابي ئدام العالم ،حياة الأمرة اللي عايشها واللي مخدوعين فيها كتير عالم واللي عم يتمنئ يكون مكاني بس لحتئ يتمتع بالنفوذ والسلطة والثروة والنعمة اللي انا عايش فيها ،وانا ماعندي مانع حدا ياخد مكاني ....

طلعت بسيارتي اللي كانت اخر موديل ولبست نضارة وشغلت السيارة ومشيت ....وعالطريئ وئفت عند ورشة ميكانيك...وعطول فتت لجوة....

هديت سيارتي علئ جنب و نزلت واجا صاحبي محمود وئلي :كيفك ميرووو
امير :الحمدلله كيفك شريك
محمود :تمام ،اي رح تترك عروستك عندي
امير :متل العادة ،وين بدك اياني روح فيها
محمود :والله ماعم بفهم عليك ،عندك سيارة اخر موديل وسيطك وسيط. ابوك واصل لآخر الدنيا وبدك تروح بالباص ههه يعني مابعرف شو سر هالتصرفات
امير :محمود ،ئلتلك كزا مرة ،انا مابحب الوجاهة ،لو طلاب الجامعة اللي بدرس معهون بيعرفو انا مين كنت شفت الكل تكاتر حوليي متل النمل ،لأنو الكل شغل مصالح ،بس لما روح بالباص متلي متل اي طالب ومحدا مشتلئ عليي ،بكون مرتاح لأنو اللي مصاحبون بالجامعة مو مصاحبيني كرمال اني غني ،كرمال شخصي فهمت عليي محمود ...
محمود :اي الله يكملك بعئلك
امير :يي انا لازم روح هلئ بروح عليي الباص ،بخاطرك....
محمود :الله معك ....

وطلعت من الورشة وانا راكد عموقف الباص بس مو همي الحأ الباص كان ئلبي بدو يلحئ شي تاني
ليا احلئ مخلوئة بالكون ،اجمل فتاة رأتها عيني ،هههه ممكن تضحكو عليي ازا ئلتلكون انا ما بحياتي شفت بجمالها وأخلاقها ...

ركدت عموقف الباص وئلبي عم يخفئ بئوة ...
وصلت عالموقف ولئيتا متل العادة ئاعدة وناطرة بالباص..كانت ئاعدة وحاملة بإيدها كتاب وفاتحتو وحاططو عركبها وعم تاكل ئطعة كيك بكل عفوية ...
ابتسمت ابتسامة لا ارادية وئلبي طار من الفرحة ،شوفتها كملتلي نهاري اللي كان نائص....

كان الجو نهار ربيعي حلو ونسمات هوا خفيفة كانت عم تهب وتداعبلا شعرا الأسود الناعم اللي كان عم يتمايل مع نسمات الهوا ويتلمس خدودا الناعمين الوردية ،ليا بنت ازا ضليت اوصفها لبكرة مارح اخلص.. .منين بدي بلش ؟من عيونا العسليات اللي مزينين برموشها السود الطويلة وللا شفايفها الصغار الكرزيات وللا ببشرتها الناعمة البيضة ...مابعرف بس سبحان اللذي خلئها شو انها حلوة...

بس ليا ماكانت جمالها احلئ من أخلاقها اللي كل الجامعه بتشهد فيها...ليا اكتر بنت صعب حدا يئرب عليها ،كرامتها فوء كل الناس ،صحيح هية فئيرة بس صاينة حالها ومحدا ئدر يطبئها ،او يتئرب منها...انا من خلال معارفي عرفت عنها كل شي..هية بنت عايشة مع ابوها وامها المريضة وابوها بيشتغل بالنجارة، وهية بتشتغل بعد دوام الجامعه ... لحتئ تئدر تطلع مصروفها...وهاد الشي يلي خلاها تكبر بعيني

كنت شارد بـ ليا لما بلشت الناس تدافش بعض لحتئ تطلع عالباص..وانتبهت علئ ليا طلعت اخر وحدة واطلعت وراها ،
وئفت ومسكت العامود ومسكت شنتتها بإيدا التانية وئفت جنبا وانا متلبك وئلبي رح يطلع من مكانو ،بس ماعندي الشجاعة احكي معها او حتئ اتأرب منها ...مابعرف شو هوة اللي كان يمنعني ....


بالباص كنت وائف عوئفتها وبعيد عنها حوالي نص متر وانا عم بسرء نظرات عليها ...
وماشفلكون غير زلمة ئرب عليها من راها وهية مو منتبهة ...ئربت بسرعة وأخدت مكان الزلمة وماخليتو يئرب عليها ...هههه طبعا هاد موقف من المواقف اللي بتصير كل يوم ...كأني المرافق الشخصي تبعها بس بدون ماتحس هية

وصلنا عالجامعة ونزلت.... ونزلت وراها وضليت ماشي وراها لحتئ فاتت ...وشفتا وئفت مع صحباتا ...ئعدت علئ كرسي ئريب منها وفتحت دفتري وكتبت «وكأنها النجمة التي نزلت من السماء وتاهت وانا الطريق الذي تاهت به...احبها واتمنئ لو تدري كم اعاني من صمتي »
كانت خواطر عادية لعاشق عادي بيحب معشوقتو...سكرت دفتري لما اسمعت صوت رفيئي راني عم يصبح عليي :صباحوو ميروو

امير :صباح الخيرات ،كيفك
راني :لككك ماتسألني عن حالتي يا زلمة ،رح جن
امير :خير خير
راني :رغد متل العادة
امير :هههه شو عملتلك كمان ؟
راني :مجننتني ،لك بحبا وهية بتعرف اني بموت علأرض اللي بتمشي عليها وعندا قناعة انو انا بعرف غيرها وبخونها
امير :حط عينك بعيني ولا ،انته بدك تقنعني انك مابتحاكي غيرها
راني :اه...لك انشالله ازضك دانيا وسمر وعبير وسحر لك هدول مجرد صداقات
امير :ولينا وريهام وحياة وسوسو ولولو ومدري مين ...!!
راني :لك كمان مجرد صديقات
امير :لك شو انته فاتح جمعيه خيرية ... هية وحدة اللي لازم تعرفها بس انته كلب مابتشبع
راني :الله يسامحك ،هاد فوء ماعم فشلك ئلبي
امير :لك الله يعين رغد عليك

راني رفيئي بالجامعة شب متوسط الحال ،متل ماشفتو نسونجي بس انا متأكد انو حبو لرغد صادق لأنو مابيئدر يستغني عنها رغم كلشي بيصير بيناتون ، الله يهدي شوبدي احكي

اتطلع راني لورايي وغمزني وئال :ميرو شرف حبيبك
التفتت التفاتة لامبالاة وشفتو ... اكتر شخص غليز وتئيل دم بالجامعه كلا تامر ...كان جاي متل العادة عم يشفط بسيارتو ئدام الجامعه وعم يستعرض ...
وئف السيارة ونزل منها واتجمعت وراه شلة كبيرة من 10 شباب وهاد غير الصبايا اللي ركدت عليه بس نزل ،

تامر متل مابئولو البيك تبع الجامعه وحاطط الكل بجيبو وشايف حالو بثروتو اللي انا بعرف انها من شغل ابوه المشبوه ،هوة ابن عيلة غنية بس طبعا ،مو اغنئ مني ،لأنو ابو مجرد مساهم صغير بشركة ابي وانا بعرف بس ساكت لحتئ ماحطملو برستيجو ئدام الطلاب

ئرب عليي وبلش يحكي معي :كيفك ميرو
رديت عليه بدون ما طلع فيه :اهلين تامر بيك
تامر :له ليش هالرسميات بيناتنا ميرو
امير :مو ئصة رسميات بس نحنا مو صحبة اصلا
تامر :اي براحتك ميرو ،يالله سلام حبايبي

راح الغليز وئلي راني :لك مابعرف ليش كل مايشوفك هالشب بيجي يسلم عليك !
امير :شبعرفني انا...
راني :لتكونو ئرايبين ؟
امير :بعيد الشر....خص انسئ موضوع هالمتخلف وخلينا نلحئ المحاضرة...

فتت عالمحاضرة وانا عم ئاعد عالمدرج سمعت صوت ملائكي عم بحاكيني
....:مرحبا
اتطلعت وانصدمت بصراحة جمدت وماعرفت كيف رديت
أمير :أأهلين ...أنسة ل ل ليا
ليا :فيني ئعد بجنبك
أمير :اي ،اهلا وسهلا تتفضلي
ئعدت ليا جنبي وانا طول المحاضرة متلبك ومو مركز غير بريحة عطرا اللي كانت عم تتغلغل جواتي ،
كنت بطلع بطرف عيني علئ ايديها الناعمين وعليها وهية مركزة بالمحاضرة وعم تكتب علئ دفترها وصوت سلسال ايدها اللي كان عم ينغم علئ حسب حركة ايدها ،يلي معد ئدرت اسمع غير صوتو ...وانا كل المحاضرة علئ نفس واحد لحتئ ما ازعجا او خليها تفئد تركيزا ....

خلصت المحاضرة اللي طبعا مافهمت منها شي ،والسبب ليا ...
كانت عم تضب دفترها بالشنتة ،وئالت :شكرا انك خليتني ئعد جنبك
امير :ولو ،تعالي كل يوم
وئلت بئلبي :انشالله ماتسدء ،لأني ماكنت مع الاستاز ابدا طول المحاضرة
ليا :بالازن ...
وحملت شنتتها ومشيت ،وأخدت ئلبي وعئلي معها ...
سحبت نفس طويل ورجعت طلتو وانا مبسوط

أخيرا خلص اليوم ...وكنت بدي اطلع. من الجامعة وفجأة سمعت صوت تامر عم يصرخ والطلاب عم يضحكو... رجعت فتت شفت تامر غرئان عصير والطلاب عم يضحكو عليه
ابتسمت وئربت علئ راني وسألتو :ليش هيك حالتو
راني :لك اسكوت ،مو هي الطالبة اللي اسما ليا عملتلو اللازم
امير :ليا !!؟
راني :اي مسحت الأرض فيو ،ورشتو بكاسة العصير اللي كانت حاملتا اما شو منظر راح عليك
انبسطت لأنو حتئ تامر مائدر عليها ...بس بنفس الوئت خفت عليها لأنو تامر شخص مابنحزر عليه وخفت يأزيها ...

ركدت علئ موقف الباص وطلعت شفت ليا ئاعدة وهية زعلانة وعشوي بدها تبكي ،ئربت عليها ..وبصراحة انا متردد ..احكي معها وللا ما احكي...
بس ماحكيت معها لأني خفت تصدني وتفكرني متل غيري ...لهيك فضلت اسكت ورائبها من بعيد...

وصلت ليا ونزلت عموقف الباص ونزلت معها وكالعادة كل واحد فينا راح من طريئ ...وانا ماشي اطلعت ورايي وشفتا ماشية بخط مستقيم وفجأة وئفت ...انا استغربت ليش وئفت واتطلعت فجأة عليي وكأنها حست اني بتطلع فيها،انا اتلبكت وماعرفت كيف اتصرف ورجعت غضيت نظري وكفيت طريئي بدون ماطلع ورايي...

يمكن تسألو شخص متلي صاحب نفوذ وعصبي مايكون عندي جرأة صارحها بمشاعري او بشو بحس معها ،بس مابعرف كيف بيتخربط كياني بس شوفها ،وبتلبك وببطل اعرف اتصرف او احكي ...من وئت اجت علئ هالجامعه من سنة وانا حالتي حالة مليون شخصية بتقمصها وكل يوم بئول لازم اليوم صارحها واعترفلها ،بتراجع وكأنو في شي بيمنعني

وصلت لعند محمود علئ ورشة المكانيك أخدت سيارتي ورجعت فيها عبيتي...
وصلت عالبيت و أول مافتت ئابلتني الشغالة :أهلين يابيك
أمير :اهلين ...
ئعدت وأخدت نفس وئلت :حدا سئل عليي
الشغالة :لا أمير بيك ...
امير :طيب ،حطيلي لئمة اكلها فايت غير تيابي ...
الشغالة :بأمرك يابيك ...
وئفت واتزكرت شغلة ..وئلتلها :انتي...مو تعمليلي متل كل مرة وتعبيلي الطالولة اكل ،صحن واحد بكفيني ...
الشغالة :حاضر امير بيك ...

فتت علئ غرفتي ،ورميت حالي عالتخت وانا عم بتزكر تفاصيل وجه ليا وصوتها يلي شبه صوت الملائكة وئلبي ،عم ينبض جواتي وكأنو عم يئلي اعترفلها بحبك وريحني يا امير

تاني يوم نفس الشي ... متل العادة حطيت سيارتي بورشة محمود وطلعت علئ موقف الباص...وشفتها ورجعت ركبت معها ووئفنا كالعادة بجنب بعض ،مابعرف ازا كانت هية شايفتني اصلا ،بس انا بعرف انها ساكنة جواتي...

وصلنا عالجامعة وفتنا ومر نص النهار... وكنت ئاعد بحديئة الجامعه مع راني ...وعم نحكي
راني :ههه اكيد رح اتأدملا ،استنئ عليي شوي ،هي بئيان هالسنة وبتخرج وبس اتوظف رح اخطبها ،بس خليني عيش حياتي بالاول
امير :اي الله يهنيك ،اكيد رغد رح تنبسط بهالكلام
رن تلفون راني ورد ،وبس سكرو ئلي :هي رغد بدا تشوفني ،بدك شي ميرو
امير :لا سلامتك...

وراح وتركني ئاعد لحالي...وانتبهت علئ تامر كالعادة مجمع هالشباب حوليه وعم يحكيلون اشياء بايخة وهنن انا متأكد عم يضحكو غصبن عنن

ورجعت شفت ليا حاملة رزمة ورء وعم توزع عالطلاب ...
وفجأة شفتا ئربت عليي ،وئفت لا اراديا ...وصلت لعندي وئالتلي :مرحبا
امير :اهلين...
طالت ورئة وعطتني اياها وئالت :هي ورئة اعلان لمعهد انكليزي لتقوية اللغة ،ازا حابب تسجل وتئوي لغتك ....
اخدت الورئه من ايدها وئلت :اي ليش لأ بسجل
ليا :عنجد ؟ اي منيح...
امير :ايمتا الدوام
ليا :كلشي مسجل عندك عالورئة ،الموعد ومصاريف الدورة وازا في شي حابب تستفسر عليه ،فيك تتصل..
امير :برقمك ؟
ليا :ههه لا طبعا ،ليكو رقم المعهد موجود بسفل الورئة
امير :سؤال اخير انسة ليا !انتي مسجلة فيها ؟
ليا :اي... يعني انا بشتغل بالمعهد وبعمل الادوار وبصراحة انا عم بوزع اوراق المعهد وئابضة اجرتي ...
وضحكت بعفوية ومشيت...
كنت عم طلع فيها وعم ئول بئلبي :مو معئول شو انها بسيطة ..

وفجأة شفت تامر ئرب عليها ،وصارو يحكو شوي وبعدين عصب وصرخ بوجها :انتي شو مفكرة حالك ،كلك شئفة طالبة بتشتغل صنايعية فيه....
ومسك رزمة الورء اللي بإيدها ورماهون عليها لحتا طارو وعبو الحديئة ...
ركدت لعند تامر وصرخت عليه :تاااامر
تامر :ليك انته لا تدخل احسلك
امير :وازا اتدخلت شو بدك تعمل. تامر انضب احسلك
اطلع تامر فيني تطليعة حقد ونتر ايدي وضل ماشي ،

تامر هوة الوحيد اللي كان يعرف حئيئتي ،بس ماعندو الجرأة يحكي انا مين بكون... لأنو بيعرف ازا الطلاب عرفو انا مين ،رح ينطفي ضوو بالجامعة بالمختصر مو من مصلحتو يعترف عليي او حتئ يجي صوبي...

اتطلعت ورايي شفت ليا عم تلم بالوراء المرمية عالارض ،انحنيت ئداما وبلشت لم الوراء معها واتطلعت فيها وشفتا ئديش كانت مئهورة وزعلانة ...
أمير :ماتزعلي انسة ليا
ليا :لا اكيد ماني زعلانة ،واحد متل تامر مابيتواخذ ...
وضلت تلم بالوراء ...وكنت عم لم معها واجت ايدي عإيدها بالغلط..انصدمت لأنو اول مرة بلمس ايدها...واتطلعت فيها واجت عيني بعيونها ،وضليت صافن فيون ...حسيتها اتلبكت وسحبت ايدها وكملت لم الوراء ،ووئفت ،ناولتا بائي الوراء وانا عم اتطلع فيها وئلتلا :لا تزعلي انسة ليا
ليا :ئلتلك ماني زعلانة ،بس هدول الأغنية واللي معهون مصاري مفكرين بيئدرو يحطو كل الناس بجيبتون
امير :اي ...بس مو كل اصابعك متل بعضا انسة ليا
ليا :ههه دلني علئ واحد غني ومعو مصاري مالو شايف حالو ... لك كلون هيك ،هاد اللي اسمو تامر لو كان عايش شهر واحد ببيت للأجار وعم يشتغل بعد الجامعه متل كتير طلاب بيدرسو وبيشتغلو يمكن كان راح فيها
امير :يمكن ،اكيد رح يروح فيها

ومشيت ليا وانا عم فكر بكلامها ،انو انا طول عمري عايش بالغنا ولا بحياتي فكرت او اكلت هم مصاريف دراستي او هم اجار البيت او حتئ مصرفي الخاص...معئول يكون كلامها بمثلني ؟ معئول ما ائئدر اصمد شهر بهالحياة ...وقررت قرار غير مصيري كلو ...

بعد دوام الجامعه ..رحت لعند محمود وئعدنا نحكي..
محمود :لا يازلمة انته عنجد عم تحكي ؟
امير :اي ..ليش لأ ..بتعيني بهالشغلة ؟بس بشرط يضل هالحكي سر بيناتنا
محمود :متل مابدك ،بدورلك وبس لائي شئة صغيرة بردلك خبر

طلعت من عند محمود علئ بيتي ،وئعدت فكر بالحياة الجديدة اللي رح عيشها ،وكيف رح تكون ؟

وئطعلي سلسلة افكاري ابي :مرحبا امير
امير :اهلين ابي
وئفت ومشيت...
ابي :وين رايح لسا ماشفتك
امير :عندي دراسة ،بالازن

بصراحة كانت علاقتي بأبي مو. كتير منيحة لأنو هوة عطول بشغلو ولا مرة سأل عليي وئلي ازا كنت عاوز شي...

بعد شي يومين اتصل محمود فيني وئلي انو لئالي بيت ئريب عالجامعه...ورحت شفتو ،كان بيت صغير مكون من غرفة وصالون وبصراحة البيت كلو مابيطلع ئد غرفتي يلي بالقصر بس معليش انبسطت فيه ...و طلبت من محمود يتكفل بتعزيل البيت ودهانو وكلشي لحتئ يصير قابل للسكن...
فرشتو عفش بسيط وضبيت شنتة من تيابي اللي بلبسون عطول ،ورتبت كلشي وخلال يومين كنت متركن ،وطبعا محدا بيعرف اني استأجرت بيت ..ولا حتئ ابي...
واول يوم الي بالبيت واجهت شوية صعوبات لأنو مو متعود اخدم حالي... وبالليل كنت ئاعد وحسيت بالجوع وبدون شعور ناديت عإسم الشغالة يلي بتخدم ببيت اهلي ،هههه نسيت انا عايش لحالي
رحت عالمطبخ وفتحت التلاجة ،كان فيها كرتونة بيض وشوية خضرة
طلعت البيض وئلت :هي اخرتك يا امير
حطيت المئلاية عالغاز وشعلتو. ونسيت حط الزيت ،وكان فئس البيض اصعب شي بيمرء عليي
اخيرا خلصت ئلي هالبيضتين واكلتون بلا ملح وكل لئمة فيون تطلعلي ئشر البيض ،بس يالله معي معي بتعلم ..

الشي الوحيد اللي عرفت اعملو هوة كاسة الشاي ،اغلي المي وحط معلئة سكر بالماك مع ظرف الشاي واشربو ،سدئوني كانت اطيب كاسة شاي بشربا لأنها من مجهودي الخاص

خلصت اول ليلة علئ خير ... وتاني يوم الصبح صحيت علئ صوت فيروز معبي الحي ئمت وفتحت الشباك وخليت اشعة الشمس تفوت عغرفتي... وطلعت من الغرفة وعملت كاسة نسكافيه وئعدت عالبرندا وصرت اتسمع عصوت فيروز يلي كان جاي من عند جيراني...اطلعت لتحت شفت بسطة بياع خضرة ،وشفت الولاد كيف يطلعو من بيونتون لحتئ يروحو عالمدارس ،كان احلئ صباح لأنو عايش بين ناس بسيطين ،ناس ئلبها ابيض وعايشين عالبركة
وئلت بيني وبين حالي :انا لازم دور عشغل ...ومارح اعتمد عبطاقة ائتماني...

خلصت كاسة النسكافيه وفتت عغرفتي وغيرت تيابي وطلعت ابكر من دوامي بساعة ... وكنت ماشي بالحارة لما صدفت ليا وائفة عالمخبز ،اتلبكت وئلت :العما هي شو عم تعمل هون
اخدت ليا الخبز ومشيت اتجاهي ،حاولت مابين عليها او اتجاهلا واعمل حالي مو شايفها ،بس هية عن غير العادة شافتني ووئفت.وئالت :امير شو عم تعمل هون ؟
بصراحة انصدمت لأنها بتعرف اسمي ،التفتت عليها وئلت :انسة ليا شو هالصدفة الحلوة
ليا :اول مرة بشوفك هون
امير :اي بصراحة انا استئجرت بيت هون بالحارة
ليا :عنجد ،خير انشالله ؟
امير :كلو خير ،بس البيت يلي كنت ئاعد فيه صار صاحبو يطالب فيه واتطريت اطلع
ليا :اه ..اي اهلا وسهلا ،وانا كمان ساكنة هون بهالحارة يي انا اتأخرت تفضل
وطالت رغيف خبز مشروح وعطتني اياه وابتسمت بوشي ومشيت...
اتطلعت فيها وئلتلا :شكرا
ليا :عفوا
وضلت ماشية ،ضليت حامل الرغيف وانا عم طلع فيه ولفيتو وصرت اكل منو وانا ماشي ،كانت طعمتو اطيب من التوست والعسل يلي بفطر فيهون ...

لئيت شغل بكافيتيريا واتفئت اشتغل عندو بعد دوام الجامعه...
اتطلعت عساعتي وئلت :اففف رح يروح عليي الباص ..
ركدت عالموقف ولئيت الباص ماشي ...رجعت وئفت تكسي وطلعت عالجامعة...
وصلت عالجامعه وفتت .. واجا راني لعندي
راني :لك امير ليش اتأخرت مالك بالعادة
امير :اي صار معي ظروف ...
فتت عالمحاضرة وشفت ليا ئاعدة وكان جنبا فاضي...
ئربت عليها وئلت :صباح الخير
ليا :صباح الخيرات
امير :ممكن ئعد
ليا :اي تفضل
ئعدت وانا طاير من الفرحة ...
ليا :ماشفتك اليوم
امير :اه..مافهمت
ليا :ازضي بالباص ،ههه ما شفتك
امير :ليش انتي بتنتبهي عليي لما اطلع بالباص...!؟
ليا :هههه طبعا بنتبه عليك ،شو شايفني عميا
امير :اه فكرتك مو منتبهة
ليا :سنة كاملة مانها ئليلة لتخليني احفظ الوجوه ،ووانتة صرت من الناس المألوفين بحياتي ..
امير :بحياتك ؟
ليا :ازضي من الناس يلي اتعودت شوفون كل يوم ...
وابتسمت بوشي ،وانا حسيت بإحساس تاني جديد عليي .. بجوز لما فتحنا هالموضوع ،بين عليي اني عشئانها مو بس شغلة محبة من طرف واحد...

اجا استاز المادة ... وعطانا المحاضرة ،وانا عم فكر بالكلام يلي حكتو ليا ....

خلصت المحاضرة وطلعنا ،وشفتا وائفت مع صحباتا ... وانا ضليت عم بطلع فيها ... اتطلعت فيني فجأة وكأنها حست اني بطلع فيها ولبكتني بس هالمرة حبيت ورجيها اني مهتم فيها ،وضليت صافن فيها ،وشفتا ابتسمتلي وراحت...

طرت من الفرحة وحسيت انو لأول مرة عم بخطي بالطريئ الصحيح ....

وبس خلص الدوام ...طلعت من الجامعة وطلعت مع ليا بالباص وهالمرة ئعدت عالكرسي وانا وئفت جنبا ...
اطلعت فيها وسألتا :رايحة عالبيت ؟
ليا :اي ...رح اطلع عالبيت برتاح شوي وبطلع بعدا عالشغل
اتزكرت انو انا كمان عندي شغل عالساعة 4 المسا بالكافيتيريا...
امير :اي وانا كمان بشتغل
ليا :وين ؟
امير :بكافيه صغير
ليا :اي كتير منيح ،هي انته من الأشخاص المكافحين بحياتون
امير :مم مبلا

وصلنا عالموقف ونزلنا من الباص سوا ...هالمرة كان طريئي عطريئها ،بس ماحبيت احرجها وامشي معها لأنها رح تروح عبيتها ،وضليت ماشي وراها لحتئ فتنا عالحارة...ضليت امشي وراها لختئ شفتا فاتت عالعمارة يلي ساكن فيها انا ...حتئ هية لما شافتني فتت حسيتها استغربت...
وئفت عالطابئ يلي ساكن فيه انا و سألتني :امير ليش لحئتني لهون ؟
امير :بيتي هون
ليا :عنجد ...ههه اي معناتا نحنا جيران
امير :هيك الهيئة
ليا :ممم اهلا وسهلا فيك بالعمارة ،يالله انا لازم فوت عالبيت بالازن
امير :ازنك معك ....
حطيت المفتاح بالباب واطلعت عليها وهية عم تفتح باب شئتهون وفتحت باب شئتي وفتت وماسكرت الباب اللا لما شفتا سكرت بابها ...
فتت عالبيت وانا مبسوط ،انو شو هالصدفة ليا جارتي انا ...كتير انبسطت ...

بنفس اليوم ضبضبت وراجعت شوية دروس و غيرت تيابي وطلعت من البيت عالكافيتيرا يلي لازم اشتغل فيها...

استلمت الشغل واستصعبتا بالاول كون كرسون وبضيف مشاريب ...بس اتشجعت وئلت :لازم كون ئوي انا ماعم اسرء شو ماكان الشغل المهم بالحلال...
وانا عم بتزكر كلام ليا «كتير منيح هي انته من الاشخاص المكافحين بحياتون »

ومر اول يوم بالسلامة وحمدت ربي اني ماابتليت بحدا من ئهري
رجعت عالبيت وانا تعبان وحاسس جسمي مكسر تكسير

بس مابيساير يلي بدو العسل لازم يتحمل ئرص النحل...واتعشيت علبة سردين واتحممت و من تعبي ماحسيت علئ حالي ايمتا نمت...

فئت الصبح بكير وئمت متل العادة غسلت وغيرت تيابي وطلعت من البيت ... وشفت ليا طالعة من بيتها وصبحت عليها وردتلي الصباح بصوتها الملائكي وابتسامتها ..بصراحة كان احلئ صباح بتصبح فيه بعمري كلو

مرء فترة وانا علئ هالحالة ... الصبح جامعة وبعد الضهر شغل بالكافيتيريا ... وليا كان ئلبي يتعلئ فيها يوم عن يوم... لأنو صرنا صحبة وصرنا نروح سوا ونرجع سوا ... وانا كنت مكيف وطاير عئلي بالنتيجة يلي طلعت فيها...

وبيوم كنت ئاعد بالجامعة لحالي وشفت تامر ئرب لعندي ...وئعد بجنبي
تامر :كيفك شريك
أمير :أهلين تامر
تامر :لك اطلع فينا ولو ،نحنا عشرة عمر
أمير :خير شوبدك تامر من الاخر..؟
تامر :ههه لك ميروو مم فيني اعرف شو اللي عم تخططو ؟
أمير :مافهت
تامر :ليا ...
أمير :شبها ؟
تامر :شو بدك منها
امير :تامر طلاع من راسي لأني مو نائصك
تامر :بعرف ،اه صحيح عسيرة النئص ،انته شو نائصك لحتئ عم تشتغل كرسون بكافيتيريا ومستأجر بيت بحارة مهرهرة
اتفاجأة وحسيت بالخجل للحظة بس ماحبيت بينلو وجاوبتو :انتة عم ترائبني ؟
تامر :له...لك انا شفتك بالصدفة عم تئدم مشاريب للزباين...
امير :اي مو احسن ماتشوفني عم بسرء
تامر :شو ازضك
امير :سلامتك
وئفت وكنت بدي امشي وسمعتو عم يئلي :كرمال ليا عم تعمل هيك... وللا هية لعبة من العابك لحتئ تاخد اللي بدك اياه منها ....
التفتت عليه وئلت :عن اي لعبة ؟
تامر :ولو ماني غشيم عن هي الحركات لك ميرو...بدك تبينلا انك مكافح كرمال تتعاطف معك ،لأنك بتعرف انها ازا عرفت انك غني رح ترفض تطلع معك لانها تحت درجة الفئر
امير :بحياتو ماكان الفئر عيب ،في شي لازم تعرفو تامر ... اناشخص مابحب الوجاهة ولو بدي كنت عملت اكتر من يلي انتة بتعملو ،بس انا مابحب رفئات المصلحة لأنو معك مصاري بيرافئوك ...و لو بدي ليا تتعلئ فيني ماكنت رح اعمل كل هالشي لأني بعرف اني رح خليها تحبني لأني غني ،بس حبيت اثبت لحالي شغلة
تامر :وشو هية ؟
امير :حبيت اثبت اني بئدر اعتمد علئ. حالي ،وما كون عبئ عحدا ،بالازن ...هه تامر بيك
وتركتو ومشيت ....

مر اسبوع علئ هاد الحديث وتامر مارجع فتح هالسيرة معي مرة تانية...
وبيوم كنت راجع من شغلي وشفت ام ليا حاملة اغراض كتير وعم تمشي بالزور لتوصل ،
وانا شفتا وركدت عليها وئلتلا :خليني ساعدك خاله
ام ليا :يي تسلم ابني مابدي عزبك
امير :ولو ،بعدين انتي جارتنا ومابصير شوفك بحاجة مساعدة وطنش
ام ليا :الله يحميك
امير :اي خالة بتعرفي اني زميل ليا بالجامعه
ام ليا :عنجد ابني ؟اي وكيف ليا بالجامعه يعني سيطها
امير :ماشالله والله الكل بيمدح فيها يعني ياهيك ترباية يابلا
ام ليا :تئبر ئلبي ،الحمدلله اهم شي السيط الحسن
وصلنا عالبناية وطلعت غراضها عالبيت وفتحت الباب وفاتت....وئالتلي :اتفضل ابني
امير :معليش غير مرة
ام ليا :لا ماحزرت ،عالئليلة فوت شراب فنجان ئهوة...
بصراحة كان الي تلتين الخاطر فوت ،وفتت علئ بيتون واتعرفت عابو ليا ،واختا الصغيرة ،وئعدت شوي بجية ليا من شغلا ...
فاتت ولسا ماكانت منتبهة عليي اني موجود وصرخت :مااامااا انا اجيت ..اااخ لك كتييير جوووعااانة شو طابخة ...واخيرا انتبهت عليي واتفاجأة

ليا :يي أمير شرو عم تسوي هون ؟!
ام ليا :يكتر خيرو ساعدني بحمل الغراض
فاتت ليا عالمطبخ لعند امها وانا صرت احكي مع ابوها...ابوها شخص كتير راقي وحباب واختا الصغيرة تابش ألبي شو امورة ... وطلعت ليا وهية حاملة صحون الصفرة ،واجت امها وهية حاملة جاط المجدرة ...
ام ليا :والله لو اني عرفانة انو رح تجي تتعشئ معنا كنت عالئليلة عملت اكلة احسن من هي
امير :له خالة ليش عزبتي حالك والله مافي داعي
ليا :كيف مافي داعي ،انتة اجيت عموعد عشا ولازم تتعشئ بعدين دوء طبخ الماما والله بكل البلد مارح تلائي حدا بيطبخ متلها

المهم اتعشيت ويالله شو طيبة هالمجدرة ،وئضيت سهرة بتجنن ،وصرت ئول بيني وبين حالي :معئول هاد هوة جو الاسرة ؟ هي اول مرة بحس بدفا وحنان العيلة يلي ابي ماعيشني اياه ..وفجأة خطرت عبالي امي يلي ماتت وانا عمري 10 سنين... غص ئلبي وئفت وئلت :يسلمو يا جماعة انا صار لازم روح ...

وطلعت من بيت ليا وفتت علئ شئتي ،ئعدت عالتخت وانا عم فكر ،وبعدين لشو بدك توصل يا امير ؟ هي ئدرت تثبت لحالك انك ئادر تعيش وانتة بتعتمد علئ حالك ،....بس لا مارح اترك هالحياة صحيح فيها مرارة وهية صعبة بس عالئليلة الواحد لمايحط راسو عمخدتو بنام وهوة مرتاح....بيكفي ان انا والئمر جيران

وتاني يوم الصبح ،فئت بكير كتير اتحممت وغيرت تيابي ..وعملت فنجان ئهوة وشعلت الراديو علئ اغنية فيروز «نحنا والئمر جيران » وعليت الصوت ئاصد ،المهم تنتبه عاد

ولأول مرة من وئت سكنتي شفت ليا طلعت عالبرندا وبلشت تطلع فيني وهية فارطة ضحك ،وانا اضحك...
لك بتعرف حالا ئمر ياجماعة
لك يسلملي الواثق من حالو

تاني يوم مائدرت ئوم من تختي حسيت حالي مريض ... فضلت ضل طامر حالي تحت الحرام وماكنت متوقع حدا يسأل عليي غير راني
رن موبايلي ورديت :اهلين راني
راني :وينك ليش مااجيت ؟
صرت اسعل وئلو :والله مريض ،مارح ائئدر داوم اليوم...
راني :اي سلامتك ماعئلبك شر ،ئلي وين ساكن لحتئ اجي زورك
امير :مافي داعي عرضية بس بدي نام شوي
راني :اي براحتك ،ازا اعتزت اي شي اتصل عليي اوك
امير :اوك ...
سكرت الخط ...وحطيت الموبايل صامت ورميتو عجنب ورجعت غطيت راسي ونمت...

صحيت علئ صوت دئة الباب ،ئمت وانا عم ارجف وبالزور ئادر امشي ... ورحت فتحت الباب واتفاجأة بـ ليا اللي كانت وائفة عالباب ...وحاملة بإيدها زبدية مغلفة ..
أمير :اهلين ليا
ليا :كيف صرت
امير :شو عرفك اني مريض ؟
ليا :اول شي ماشفتك طلعت بالباص وبالجامعة مابينت اتطريت اسأل راني عنك ،وئلي انك مريض...
امير :اه...بس
ليا :مو معئول انته امير ،رح تخليني وائفة هيك عالباب ؟
امير :لا ولو اهلا وسهلا اتفضلي انسة ليا...
فاتت ليا عالشئة يلي ماكانت مرتبة بالمرة ،
ليا :جبتلك شوربة عدس ،رح تدفيلك معدتك ،شوف شوف الكركبة وللا العبئة ،اي كيف مابدك تمرض اففف ،
وراحت فتحت شبابيك البيت ،وبلشت تشيل التياب المرمية اللي عالكنبايات وئالتلي :تعال ئعود هون وانا رح جبلك معلئة مشان تتغدئ

جابتلي معلئة وئامت التغليف عن الزبدية وئالتلي: يالله كول
امير :والله مالي نفس
ليا :لا تدلل امير ،بدك تاكل بعدين عاصرتلك عليها ليمون كتير منيحة الك ...
حملت المعلئة وبلشت اكل ،وشفت ليا ئامت من جنبي وبلشت تتفتل بالصالون الصغير وشافت بروازصورة حملتو وئالت :امير هي امك اللي بالصورة ؟
امير :اي هي امي ..
ليا :كتير حلوة ،وعفكرة انتة بتشبهها كتير
امير :عيونك الحلوة ليا ....شكرا
شفتا صفنت فيني شوي ورجعت ابتسمت وئالت :وينها ؟
رجعت غصيت وتركت الاكل وئلتلا :ماتت من حوالي 13سنة
ليا :يي اسفة امير ..الله يرحما
امير :عادي اتعودت علئ غيابها
ليا :وابوك !!؟ ماشفتلو صورة
امير :ابي عايش ...
ليا :كتير منيح اكيد ابوك عوضك عن غياب امك
امير :هههه مافي شي بعوضك عن حنان الام
ليا :مزبوط بس...
امير :ليا ...ابي ماكان الشخص المثالي اللي عوضني عن غياب امي ...ابي كان السبب الرئيسي بموتها...
ليا :
امير :كنت صغير وعيت عليه وهوة بيضربها وبعزبها وهية تسكت لأنها كانت بتحبو ،كان يشرب ومن وحدة لوحدة .. كانت امي حامل بالشهر التامن وبطنا لحلئا لما رجع عالبيت وهوة عم يتلوئ ،من كتر ماكان شربان ... ومتل العادة مسك امي وبلش يضربها ويضربني ...بلش يضربها عضهرها وهية تترجا لحتئ يتركها ،اخر شي تركها وطلع وئفل علينا راح ومعد رجع .. وامي وئتا بلشت تنزف وتتوجع وانا حاول افتح الباب وصير خبط عليه لحتئ حدا يسمعني ويجي يسعفها بس سمعتا عم تئلي :امير ابني ديربالك علئ حالك ياعمري...
وحستها معد اتحركت ،ئربت عليها وصرت صحيها وحاول فيئها وئرصتا من ايدها ومن صدرا بس ماصحيت ،كنت صغير بس عرفت يومها انو امي معد تصحئ ،استوعبت انو امي راحت ومعد ترجع ،حطيت راسي عصدرا وصرت ابكي ،تاني يوم الصبح فتحو علينا الباب ،ولئوني نايم عصدرا ،نئلوها عالمشفئ علئ امل ينقذو الجنين بس كمان هوة التاني راح ،امي واخي يلي كنت ناطرو يجي ...راحو

ووئتا معد ائدرت امسك حالي ونزلت دموعي ،وحطيت ايدي علئ وشي لحتئ اخفيها .. وشفت ليا بتطلع فيني وهية عم تبكي. وحطت ايدها عكتفي وبلشت تواسيني
ليا :يالله امير الله يرحما
اخدت نفس ومسحت دموعي وئلت :اي الله يرحما ...
ليا :اي هلئ ليش بطلت تاكل ؟يالله كفي اكلك بسرعه
امير :خلص ليا عنجد شبعت
ليا :لا لا مارح روح لحتئ شوفك خلصت الشوربة
وحملت المعلئة وبلشت اتطعميني بإيدها...

حسيت وئتا انو بعد كل هالسنين يلي فئدت فيها حنان الام ،الله عم يعوضني فيه ،بـ ليا ...

ومن دون مقدمات اتطلعت بعيونا وقررت اني احكيلها ...
امير :ليا ...انا بحبك
ليا :....
امير :عم ئلك انا بحبك ليا ،ومو من هلأ من زمان ،
ضلت ليا صافنة فيني ،وتعابير وجها كانت غريبة ...بعدين تركت المعلئة من ايدها ،وحسيت حالي زودتا ... ورجعت بدي صلح الوضع بس هية سبئتني وئالت :امير بس اتطيب بنحكي ،
طلعت من شنتتها حبوب خافض حرارة وئالت :هي بتاخدها بالليل ئبل ماتنام لحتئ ماترتفع حرارتك اوك...
هزيت براسي ...وليا حملت شنتتها وطلعت من عندي...بس ليش ماجاوبتني ؟
معئول اتسرعت ؟معئول مابتحبني ؟،وطول الليل وانا اهدس بهالاسئلة وانا عم فكر ...

صحيت تاني يوم وحسيت حالي تمام لبست تيابي وطلعت من البيت ..والتئيت بـ ليا عالدرج.. اتطلعت فيني وفهمت من نظراتا ،انو الحئني ..
ضليت الحئا لحتئ اطلعنا من الحارة ،وانا ماشي وراها شفتا وئفت...وئفت ومالئيتا غير التفتت عليي واجت لعندي بسرعة ...وئفت ئبالي وئالت :انته عنجد كنت صاحي ؟
امير :اي ليا صح كنت مريض ،بس كنت صاحي علئ كل كلمة حكيتا ...
ليا :وبتحبني ؟
امير :اي ...وكتير كمان
ابتسمت ليا وئالت :وانا كمان بحبك.
مسكت ايدي وئالت :انا من زمان وانا عندي شعور اتجاهك...لما كنت شوفك وائف علئ موقف الباص ... حاول اتأرب منك بس كنت اتردد وخاف ... كنت انتبه عليك كيف توئف جنبي بالباص وكل حدا كان يئرب عليي تبعدو بطريئة غير مباشرة ،بس فكر انو هاد الشي مو بالضرورة يكون حب او حتئ اعجاب ،لأنو مين رح يحب وحدة متلي ،كلون شغل مصالح ،بس انته غير عن الكل ...
امير :ااخ لو تعرفي يلي جواتي

طلعنا سوا عالجامعة وهالمرة انتبهو الكل علينا انو نحنا مو بس رفئة ،نحنا كمان بنحب بعض ،ارتبطنا بعلاقة حب ... وأغلب الشباب يلي رفضتون ليا شفت الغيرة بعيونون ...ومن بيناتون كان تامر...يلي مابيتلي اياها لأنو النذل بيضل نذل...

بعد شي يومين علئ علاقتنا قررت اني اعترفلا مين انا بكون وليش انا عملت هيك ...

طلعت عالموقف وصرت استناها تجي بس ما اجت ...صرت دئلا تفصلني... طلعت عالجامعه ونهاري حاسو مئلوب وئلبي ئامطني...

فتت عالجامعه وصرت دور عليها ،بس مالئيتا رجعت رنيتلا بس موبايلها هالمرة كان مغلق ..
كنت عم اتلفت حواليي لما اسمعت صوت تامر عم يئول بمسخرة :ههههه لك لاتعزب حالك واتدور يابيك ،ورئتك انكشفت للكل و خداعك بان هههه
وفجأة شفت صور مكبرة الي وانا وائف جنب سيارتي وصورة تانية وانا لابس بدلة سودة وكنت وائف مع ابي يلي كل الناس بتعرفو ،طبعا ماهوة رجل اعمال معروف...
وصورة تالتة فيها صورتي وعليها كل معلوماتي الشخصية ... مكتوبة وبالخط العريض...

استوعبت الفكرة وعرفت انو تامر بدو يأزيني ،وأولها بعلاقتي مع رفئاتي بالجامعة ومع ليا...
اتطلعت حواليي عالطلاب ومن بيناتون كان راني رفيئي ... حاولت ئرب عليه واشرحلو ،بس راني رجع خطوتين لورا وهوة لسا مصدوم ....
كنت حاسس اني مرتكب جريمة ،طبعا الكزب جريمة بس التواضع كمان جريمة ؟...

طلعت برات الجامعة وئفت تكسي وطلعت ورحت عبيت ليا ...
دئيت الباب وفتحتلي اختا الصغيرة وسألتا :حبيبتي وينا اختك
وفجأة اسمعت صوت ليا عم تئول :رولا مين عالباب ؟
وبس شافتني ،حسيتا بدها تبكي... اجت بسرعة فوتت اختا وكانت بدها تسكر الباب بوشي بس حطيت ايدي وئلتلا :خليني فهمك ،انا ماكزبت عليكي بشي
ليا :لشو كنت بدك توصل ؟ لك انتة شو ..حطيت عليي رهان ومع مين مع تامر ،شو كنت عم تفكر امير ؟ئديش اتعزبت لوصلت لهون ئديش اتحملت تعيش حياة الزل لحتئ تئدر تعلئني فيك وتخليني حبك ،بس كرمال رهان امير ...
امير :انتي منين جبتي هالحكي ؟ انا ماحكيت
طلعت ليا الموبايل وسمعتني مقطع صوت «انا مابحب رفئات المصلحة لأنو معك مصاري بيرافئوك ...و لو بدي ليا تتعلئ فيني ماكنت رح اعمل كل هالشي لأني بعرف اني رح خليها تحبني لأني غني»
ليا :رح تخليني حبك لأنك غني ،امير طلاع من حياتي ..
حكت هالكلمة وفاتت وسكرت الباب بوجهي...

رجعت عالبيت وخاطري مكسور ... فكرت منيح انا ماعملت شي شو كان ذنبي ... نمت وانا مقتنع اني ما اذنبت بشي ... وماصحيت اللا لتاني يوم..

صحيت من النوم وانا عم اتمنئ انو كل اللي صار حلم...اوحتئ كابوس وماعندي مانع المهم يطلع وهم ،بس اكيد كان واقع...

ئمت غسلت وغيزت تيابي وضبيت غراضي وئلت ،خلص بكفي لهون... حملت الشنتة وطلعت من البيت وشفت ليا طالعة من البيت وكان شكلا مو نايمة بالليل...

حاولت احكي معها بس هية ماعبرتني وضلت ماشية ...

رجعت عالقصر وأول مافتت ركدو عليي الخدم وبلشو يئولو :الحمدلله عالسلامة
ههه فكروني كنت مسافر... ماجاوبت حدا وطلعت عغرفتي وئعدت ...

بعد ساعة ئمت لبست تياب غالية وماركة وحطيت أغلئ ساعة عندي ورشيت من اتئل بارفان... طلعت من القصر حطيت اغلئ نضارة وطلعت بالسيارة الكشف تبعي ،وشغلتا وطلعت فيها عالجامعة ... وئفت ئدام الجامعة وشفت كل الطلاب بلشو يطلعو فيني تطليعات منها الصدمة ومنها الاعجاب ومنها الغيرة ... نزلت من سيارتي وفتت عالجامعة ومشيت لأول مرة وانا موشايف حدا ئدامي ... موهيك لازم كون ؟
اطلعت علئ ليا بنظرة خاطفة ورجعت بعدت نظرري عنها وضليت ماشي...

وئفت لما شفت راني ورحت لعندو وئلتلو :كيفك راني ؟
التفت راني عليي وئال :اهلين امير بيك
امير :بيك !!؟ له يا راني مو نحنا صحاب
راني :انتة ئلتا صحاب بس الصحاب مابكزبو علئ بعض
امير :انا ماكزبت علئ حدا ،انته ماسألتني لحتئ جاوب... لك ليش محسسيني اني مجرم
راني :عسلامتك امير... بيك... بس بجوز شلة تامر رح تكون مناسبة الك اكتر مني...
وتركني ومشي...

التفتت وشفت ليا عم تطلع فيني ،وبس شافتني اطلعت فيها دارت وشا ومشيت ...وهون كان فيني عئل وطار... صرت دور علئ تامر وبس لئيتو مسكتو من ئميصو وئلتلو :بتعرف اني رح كسر راسك
تامر :هوهوهو شبك ميرووو روء حبيب
امير :اي مارح روء يا كلب ورح فش ئلبي كلو فيك ...
وضربتو بوكس ورجعت ضربتو بوكس تاني ،وئع بالارض ... وبلشت اضرب فيه برجلي علئ بطنو وخواصرو ..ورفئاتو يطلعو فيه ومحدا استرجئ يئرب ويفكو من بين ايديي ،لأنن ماكانو صحاب اصلا ،وانا كنت بدي ورجي هالشي بعينو ... تركتو مرمي ومكوم بأرضو ؛ومشيت ...

مرت الايام وانا روح عالجامعة وكل همي اخلص اخر سنة واتخرج... صرت شوف ناس تتحاشا تئرب عليي وناس تانية ماكانت تعبرني ،صارت تحاول تتأرب مني...وليا كنت شوفا علئ طول احيانا حسا ترائبني من بعيد وانا ماحاولت ئرب عليها لحتئ ما ترفضني ئدمت اخر امتحانات بالجامعة ...

وأخيرا اجا يوم التخرج ...لبست لبس التخرج ورحت وئعدت وبلشو الدكاترة يوزعو الشهادات واجا دوري ،لما حكا الدكتور اسمي شفت كل الطلاب التفتت عليي ،ههه صرت معروف بالجامعه كلا ... وئفت ورحت عالمنصة واستلمت شهادة الحقوق...
الدكتور :مبروك امير بيك
امير :الله يبارك فيك ،بتسمحلي احكي كلمة صغيرة ؟
الدكتور :اي ولو تفضل...
حملت المايك وصرت احكي وفش ئلبي بالشي يلي كتمتو كل هالفترة :اول شي مبروك لكل الطلاب عالتخرج..تاني شي اكتركون بيعرف الشي يلي صار ،انا بس كنت بدي اشرحلكون انا ليش هيك عملت... كتير ناس بتئول يلي بيمدح بحالو كزاب... انا مارح امدح بحالي بس بدي احكي اني لما اجيت علئ هالجامعه ماحبيت بينلكون اني احسن منكون ،انا كنت بدي كون واحد منكون ..مابحب المصالح ولا صحاب المصلحة انا صريح اسف كتير ،كتير منكون كانو يلحئو تامر لانو غني... وماحبيت كون متلو... بهالجامعة اتعرفت عصاحبي راني ،يلي بحب رغد من ست سنين ومستحيل يفكر بغيرا...ههه شولي بهالحكي ...وليا ..ليا انا حبيتك وماراهنك بحبي الك ...انتي علمتيني درس مهم تنو التواضع مابكفي لازم حس بغيري ،وكلامك اثر فيني لما ئلتي «هاد اللي اسمو تامر لو كان عايش شهر واحد ببيت للأجار وعم يشتغل بعد الجامعه متل كتير طلاب بيدرسو وبيشتغلو يمكن كان راح فيها» فكرت بحكيك وسألت حالي هالسؤال معئول يكون كلامك بيشملني ؟ وجربت اطلع واعتمد علئ حالي،لحتئ اثبت لحالي اني بئدر كون حالي لحالي...استأجرت بيت واشتغلت كرسون بكافيتيريا ...
بلشو الطلاب يضحكو...
امير :اي كرسون ،هههه معكون حئ واحد متلي ليش ليعمل هيك ؟ بس انا ماكنت اخجل لأنو ولأول مرة بحياتي بحس بطعم الاكل اللي باكلو ،ونام وانا مرتاح...ليا انتي علمتيني كتير شغلات وكنت بتمنئ لو تعملي ولادنا يلي اتعلمتو منك ،بس الهيئة مافي نصيب...اسف كتير طولت عليكون ومبروك مرة تانية...

تركت المنصة وانا مئهور ...وانا طالع من القاعة اسمعت صوت حدا عم يناديلي ...
التفتت وشفت راني وائف مع رغد ...
راني :مبروك التخرج ميروو
امير :الله يبارك فيك
راني :ايي كنت بدي اعزمك علئ حفلة خطبتي يوم الخميس الجاية
امير :اي انشالله الف مبروك ياصاحبي وين رح تعملو؟
راني :وين يعني ؟ اكيد بالبيت
امير :وليش بالبيت والله لأحجزلك احلئ صالـ...
راني :أمييير
أمير :اي ليش شبو البيت كمان منيح
عانئتو وباركت لرغد وومشيت وصلت عند سيارتي شلحت لبس التخرج وفتحت السيارة كنت بدي اطلع لما اسمعت صوت حدا خلا جسمي كلو يرجف...
التفتت وشفت ليا جاية لعندي... وئفت ئبالي وئالت :مبروك امير
امير :الله يبارك بعمرك
ليا :لسا عرضك قائم ؟
امير :عطول
ليا :اخترت اسمائون وللا لسا ؟
امير :لا تارك اختيار الاسماء عليكي
ليا :كتير حلو ...
فتحتلا باب السيارة وئلتلا :تفضلي يا ئلبي
ليا :يزيد فضلك
ركبت ليا وطلعت بالسيارة وشغلتا وئلتلا :بتخافي من السرعة ؟
ليا :ورجينا لأي حد بتأدر تمشي
ومشيت بالسيارة ومن فرحتي صرت صرخ :بحببببببببببببككككككك
وهية كمان صرخت :واناااااااا كماااااان

التواضع حلو...الفئر مانو عيب... اطيب لئمة هية. اللئمة اللي بتجي من بعد تعب ،هيك تعلمنا وهيك رح نعلم ولادنا ...
 
التعديل الأخير:
بقلم #HajarSh


#أمًيِّر_ﺰمًأّنِيِّ,,,,
#قُصّـةّ_قُصّـيِّرةّ
....:لَکْ أنتو مابدكون تفهمووو ،انئلعو لبرة مابدي شوف حدا فيكووون
....:بس يابيك ...
....:عم ئلك انئلعي لبرة ...
أخيرا صفيت لحالي ...

بدكون تتعرفو عليي ؟ هه انا اسمي امير ومتل ماشفتو شب بالعشرينات عصبي كتير ،مابحب حدا وبصراحة محدا بحبني بالقصر لأنو أخلائي زفت وانا بعرف وماني زعلان ،مابدي حدا يحبني ،بس بدي ضل لحالي....بدرس حقوق وعمري 24 سنة...

فتت علئ غرفة كبيرة جوا غرفتي وبلشت طول منها تيابي المعلئة اللي كلها ماركات واللي كانت معلئة بالترتيب والدروج اللي فيها الساعات السويسرية الأصليه من كل شكل ولون والكنادر اللي كانت مرتبة عحسب التياب...
لبست تياب بسيطة وطلعت من البيت بصراحة هوة مو بيت هوة قصر بس أحيانا بحسو حبس ...

حبس وانا سجين الثروة والواجهة المزيفة اللي مزينها ابي ئدام العالم ،حياة الأمرة اللي عايشها واللي مخدوعين فيها كتير عالم واللي عم يتمنئ يكون مكاني بس لحتئ يتمتع بالنفوذ والسلطة والثروة والنعمة اللي انا عايش فيها ،وانا ماعندي مانع حدا ياخد مكاني ....

طلعت بسيارتي اللي كانت اخر موديل ولبست نضارة وشغلت السيارة ومشيت ....وعالطريئ وئفت عند ورشة ميكانيك...وعطول فتت لجوة....

هديت سيارتي علئ جنب و نزلت واجا صاحبي محمود وئلي :كيفك ميرووو
امير :الحمدلله كيفك شريك
محمود :تمام ،اي رح تترك عروستك عندي
امير :متل العادة ،وين بدك اياني روح فيها
محمود :والله ماعم بفهم عليك ،عندك سيارة اخر موديل وسيطك وسيط. ابوك واصل لآخر الدنيا وبدك تروح بالباص ههه يعني مابعرف شو سر هالتصرفات
امير :محمود ،ئلتلك كزا مرة ،انا مابحب الوجاهة ،لو طلاب الجامعة اللي بدرس معهون بيعرفو انا مين كنت شفت الكل تكاتر حوليي متل النمل ،لأنو الكل شغل مصالح ،بس لما روح بالباص متلي متل اي طالب ومحدا مشتلئ عليي ،بكون مرتاح لأنو اللي مصاحبون بالجامعة مو مصاحبيني كرمال اني غني ،كرمال شخصي فهمت عليي محمود ...
محمود :اي الله يكملك بعئلك
امير :يي انا لازم روح هلئ بروح عليي الباص ،بخاطرك....
محمود :الله معك ....

وطلعت من الورشة وانا راكد عموقف الباص بس مو همي الحأ الباص كان ئلبي بدو يلحئ شي تاني
ليا احلئ مخلوئة بالكون ،اجمل فتاة رأتها عيني ،هههه ممكن تضحكو عليي ازا ئلتلكون انا ما بحياتي شفت بجمالها وأخلاقها ...

ركدت عموقف الباص وئلبي عم يخفئ بئوة ...
وصلت عالموقف ولئيتا متل العادة ئاعدة وناطرة بالباص..كانت ئاعدة وحاملة بإيدها كتاب وفاتحتو وحاططو عركبها وعم تاكل ئطعة كيك بكل عفوية ...
ابتسمت ابتسامة لا ارادية وئلبي طار من الفرحة ،شوفتها كملتلي نهاري اللي كان نائص....

كان الجو نهار ربيعي حلو ونسمات هوا خفيفة كانت عم تهب وتداعبلا شعرا الأسود الناعم اللي كان عم يتمايل مع نسمات الهوا ويتلمس خدودا الناعمين الوردية ،ليا بنت ازا ضليت اوصفها لبكرة مارح اخلص.. .منين بدي بلش ؟من عيونا العسليات اللي مزينين برموشها السود الطويلة وللا شفايفها الصغار الكرزيات وللا ببشرتها الناعمة البيضة ...مابعرف بس سبحان اللذي خلئها شو انها حلوة...

بس ليا ماكانت جمالها احلئ من أخلاقها اللي كل الجامعه بتشهد فيها...ليا اكتر بنت صعب حدا يئرب عليها ،كرامتها فوء كل الناس ،صحيح هية فئيرة بس صاينة حالها ومحدا ئدر يطبئها ،او يتئرب منها...انا من خلال معارفي عرفت عنها كل شي..هية بنت عايشة مع ابوها وامها المريضة وابوها بيشتغل بالنجارة، وهية بتشتغل بعد دوام الجامعه ... لحتئ تئدر تطلع مصروفها...وهاد الشي يلي خلاها تكبر بعيني

كنت شارد بـ ليا لما بلشت الناس تدافش بعض لحتئ تطلع عالباص..وانتبهت علئ ليا طلعت اخر وحدة واطلعت وراها ،
وئفت ومسكت العامود ومسكت شنتتها بإيدا التانية وئفت جنبا وانا متلبك وئلبي رح يطلع من مكانو ،بس ماعندي الشجاعة احكي معها او حتئ اتأرب منها ...مابعرف شو هوة اللي كان يمنعني ....


بالباص كنت وائف عوئفتها وبعيد عنها حوالي نص متر وانا عم بسرء نظرات عليها ...
وماشفلكون غير زلمة ئرب عليها من راها وهية مو منتبهة ...ئربت بسرعة وأخدت مكان الزلمة وماخليتو يئرب عليها ...هههه طبعا هاد موقف من المواقف اللي بتصير كل يوم ...كأني المرافق الشخصي تبعها بس بدون ماتحس هية

وصلنا عالجامعة ونزلت.... ونزلت وراها وضليت ماشي وراها لحتئ فاتت ...وشفتا وئفت مع صحباتا ...ئعدت علئ كرسي ئريب منها وفتحت دفتري وكتبت «وكأنها النجمة التي نزلت من السماء وتاهت وانا الطريق الذي تاهت به...احبها واتمنئ لو تدري كم اعاني من صمتي »
كانت خواطر عادية لعاشق عادي بيحب معشوقتو...سكرت دفتري لما اسمعت صوت رفيئي راني عم يصبح عليي :صباحوو ميروو

امير :صباح الخيرات ،كيفك
راني :لككك ماتسألني عن حالتي يا زلمة ،رح جن
امير :خير خير
راني :رغد متل العادة
امير :هههه شو عملتلك كمان ؟
راني :مجننتني ،لك بحبا وهية بتعرف اني بموت علأرض اللي بتمشي عليها وعندا قناعة انو انا بعرف غيرها وبخونها
امير :حط عينك بعيني ولا ،انته بدك تقنعني انك مابتحاكي غيرها
راني :اه...لك انشالله ازضك دانيا وسمر وعبير وسحر لك هدول مجرد صداقات
امير :ولينا وريهام وحياة وسوسو ولولو ومدري مين ...!!
راني :لك كمان مجرد صديقات
امير :لك شو انته فاتح جمعيه خيرية ... هية وحدة اللي لازم تعرفها بس انته كلب مابتشبع
راني :الله يسامحك ،هاد فوء ماعم فشلك ئلبي
امير :لك الله يعين رغد عليك

راني رفيئي بالجامعة شب متوسط الحال ،متل ماشفتو نسونجي بس انا متأكد انو حبو لرغد صادق لأنو مابيئدر يستغني عنها رغم كلشي بيصير بيناتون ، الله يهدي شوبدي احكي

اتطلع راني لورايي وغمزني وئال :ميرو شرف حبيبك
التفتت التفاتة لامبالاة وشفتو ... اكتر شخص غليز وتئيل دم بالجامعه كلا تامر ...كان جاي متل العادة عم يشفط بسيارتو ئدام الجامعه وعم يستعرض ...
وئف السيارة ونزل منها واتجمعت وراه شلة كبيرة من 10 شباب وهاد غير الصبايا اللي ركدت عليه بس نزل ،

تامر متل مابئولو البيك تبع الجامعه وحاطط الكل بجيبو وشايف حالو بثروتو اللي انا بعرف انها من شغل ابوه المشبوه ،هوة ابن عيلة غنية بس طبعا ،مو اغنئ مني ،لأنو ابو مجرد مساهم صغير بشركة ابي وانا بعرف بس ساكت لحتئ ماحطملو برستيجو ئدام الطلاب

ئرب عليي وبلش يحكي معي :كيفك ميرو
رديت عليه بدون ما طلع فيه :اهلين تامر بيك
تامر :له ليش هالرسميات بيناتنا ميرو
امير :مو ئصة رسميات بس نحنا مو صحبة اصلا
تامر :اي براحتك ميرو ،يالله سلام حبايبي

راح الغليز وئلي راني :لك مابعرف ليش كل مايشوفك هالشب بيجي يسلم عليك !
امير :شبعرفني انا...
راني :لتكونو ئرايبين ؟
امير :بعيد الشر....خص انسئ موضوع هالمتخلف وخلينا نلحئ المحاضرة...

فتت عالمحاضرة وانا عم ئاعد عالمدرج سمعت صوت ملائكي عم بحاكيني
....:مرحبا
اتطلعت وانصدمت بصراحة جمدت وماعرفت كيف رديت
أمير :أأهلين ...أنسة ل ل ليا
ليا :فيني ئعد بجنبك
أمير :اي ،اهلا وسهلا تتفضلي
ئعدت ليا جنبي وانا طول المحاضرة متلبك ومو مركز غير بريحة عطرا اللي كانت عم تتغلغل جواتي ،
كنت بطلع بطرف عيني علئ ايديها الناعمين وعليها وهية مركزة بالمحاضرة وعم تكتب علئ دفترها وصوت سلسال ايدها اللي كان عم ينغم علئ حسب حركة ايدها ،يلي معد ئدرت اسمع غير صوتو ...وانا كل المحاضرة علئ نفس واحد لحتئ ما ازعجا او خليها تفئد تركيزا ....

خلصت المحاضرة اللي طبعا مافهمت منها شي ،والسبب ليا ...
كانت عم تضب دفترها بالشنتة ،وئالت :شكرا انك خليتني ئعد جنبك
امير :ولو ،تعالي كل يوم
وئلت بئلبي :انشالله ماتسدء ،لأني ماكنت مع الاستاز ابدا طول المحاضرة
ليا :بالازن ...
وحملت شنتتها ومشيت ،وأخدت ئلبي وعئلي معها ...
سحبت نفس طويل ورجعت طلتو وانا مبسوط

أخيرا خلص اليوم ...وكنت بدي اطلع. من الجامعة وفجأة سمعت صوت تامر عم يصرخ والطلاب عم يضحكو... رجعت فتت شفت تامر غرئان عصير والطلاب عم يضحكو عليه
ابتسمت وئربت علئ راني وسألتو :ليش هيك حالتو
راني :لك اسكوت ،مو هي الطالبة اللي اسما ليا عملتلو اللازم
امير :ليا !!؟
راني :اي مسحت الأرض فيو ،ورشتو بكاسة العصير اللي كانت حاملتا اما شو منظر راح عليك
انبسطت لأنو حتئ تامر مائدر عليها ...بس بنفس الوئت خفت عليها لأنو تامر شخص مابنحزر عليه وخفت يأزيها ...

ركدت علئ موقف الباص وطلعت شفت ليا ئاعدة وهية زعلانة وعشوي بدها تبكي ،ئربت عليها ..وبصراحة انا متردد ..احكي معها وللا ما احكي...
بس ماحكيت معها لأني خفت تصدني وتفكرني متل غيري ...لهيك فضلت اسكت ورائبها من بعيد...

وصلت ليا ونزلت عموقف الباص ونزلت معها وكالعادة كل واحد فينا راح من طريئ ...وانا ماشي اطلعت ورايي وشفتا ماشية بخط مستقيم وفجأة وئفت ...انا استغربت ليش وئفت واتطلعت فجأة عليي وكأنها حست اني بتطلع فيها،انا اتلبكت وماعرفت كيف اتصرف ورجعت غضيت نظري وكفيت طريئي بدون ماطلع ورايي...

يمكن تسألو شخص متلي صاحب نفوذ وعصبي مايكون عندي جرأة صارحها بمشاعري او بشو بحس معها ،بس مابعرف كيف بيتخربط كياني بس شوفها ،وبتلبك وببطل اعرف اتصرف او احكي ...من وئت اجت علئ هالجامعه من سنة وانا حالتي حالة مليون شخصية بتقمصها وكل يوم بئول لازم اليوم صارحها واعترفلها ،بتراجع وكأنو في شي بيمنعني

وصلت لعند محمود علئ ورشة المكانيك أخدت سيارتي ورجعت فيها عبيتي...
وصلت عالبيت و أول مافتت ئابلتني الشغالة :أهلين يابيك
أمير :اهلين ...
ئعدت وأخدت نفس وئلت :حدا سئل عليي
الشغالة :لا أمير بيك ...
امير :طيب ،حطيلي لئمة اكلها فايت غير تيابي ...
الشغالة :بأمرك يابيك ...
وئفت واتزكرت شغلة ..وئلتلها :انتي...مو تعمليلي متل كل مرة وتعبيلي الطالولة اكل ،صحن واحد بكفيني ...
الشغالة :حاضر امير بيك ...

فتت علئ غرفتي ،ورميت حالي عالتخت وانا عم بتزكر تفاصيل وجه ليا وصوتها يلي شبه صوت الملائكة وئلبي ،عم ينبض جواتي وكأنو عم يئلي اعترفلها بحبك وريحني يا امير

تاني يوم نفس الشي ... متل العادة حطيت سيارتي بورشة محمود وطلعت علئ موقف الباص...وشفتها ورجعت ركبت معها ووئفنا كالعادة بجنب بعض ،مابعرف ازا كانت هية شايفتني اصلا ،بس انا بعرف انها ساكنة جواتي...

وصلنا عالجامعة وفتنا ومر نص النهار... وكنت ئاعد بحديئة الجامعه مع راني ...وعم نحكي
راني :ههه اكيد رح اتأدملا ،استنئ عليي شوي ،هي بئيان هالسنة وبتخرج وبس اتوظف رح اخطبها ،بس خليني عيش حياتي بالاول
امير :اي الله يهنيك ،اكيد رغد رح تنبسط بهالكلام
رن تلفون راني ورد ،وبس سكرو ئلي :هي رغد بدا تشوفني ،بدك شي ميرو
امير :لا سلامتك...

وراح وتركني ئاعد لحالي...وانتبهت علئ تامر كالعادة مجمع هالشباب حوليه وعم يحكيلون اشياء بايخة وهنن انا متأكد عم يضحكو غصبن عنن

ورجعت شفت ليا حاملة رزمة ورء وعم توزع عالطلاب ...
وفجأة شفتا ئربت عليي ،وئفت لا اراديا ...وصلت لعندي وئالتلي :مرحبا
امير :اهلين...
طالت ورئة وعطتني اياها وئالت :هي ورئة اعلان لمعهد انكليزي لتقوية اللغة ،ازا حابب تسجل وتئوي لغتك ....
اخدت الورئه من ايدها وئلت :اي ليش لأ بسجل
ليا :عنجد ؟ اي منيح...
امير :ايمتا الدوام
ليا :كلشي مسجل عندك عالورئة ،الموعد ومصاريف الدورة وازا في شي حابب تستفسر عليه ،فيك تتصل..
امير :برقمك ؟
ليا :ههه لا طبعا ،ليكو رقم المعهد موجود بسفل الورئة
امير :سؤال اخير انسة ليا !انتي مسجلة فيها ؟
ليا :اي... يعني انا بشتغل بالمعهد وبعمل الادوار وبصراحة انا عم بوزع اوراق المعهد وئابضة اجرتي ...
وضحكت بعفوية ومشيت...
كنت عم طلع فيها وعم ئول بئلبي :مو معئول شو انها بسيطة ..

وفجأة شفت تامر ئرب عليها ،وصارو يحكو شوي وبعدين عصب وصرخ بوجها :انتي شو مفكرة حالك ،كلك شئفة طالبة بتشتغل صنايعية فيه....
ومسك رزمة الورء اللي بإيدها ورماهون عليها لحتا طارو وعبو الحديئة ...
ركدت لعند تامر وصرخت عليه :تاااامر
تامر :ليك انته لا تدخل احسلك
امير :وازا اتدخلت شو بدك تعمل. تامر انضب احسلك
اطلع تامر فيني تطليعة حقد ونتر ايدي وضل ماشي ،

تامر هوة الوحيد اللي كان يعرف حئيئتي ،بس ماعندو الجرأة يحكي انا مين بكون... لأنو بيعرف ازا الطلاب عرفو انا مين ،رح ينطفي ضوو بالجامعة بالمختصر مو من مصلحتو يعترف عليي او حتئ يجي صوبي...

اتطلعت ورايي شفت ليا عم تلم بالوراء المرمية عالارض ،انحنيت ئداما وبلشت لم الوراء معها واتطلعت فيها وشفتا ئديش كانت مئهورة وزعلانة ...
أمير :ماتزعلي انسة ليا
ليا :لا اكيد ماني زعلانة ،واحد متل تامر مابيتواخذ ...
وضلت تلم بالوراء ...وكنت عم لم معها واجت ايدي عإيدها بالغلط..انصدمت لأنو اول مرة بلمس ايدها...واتطلعت فيها واجت عيني بعيونها ،وضليت صافن فيون ...حسيتها اتلبكت وسحبت ايدها وكملت لم الوراء ،ووئفت ،ناولتا بائي الوراء وانا عم اتطلع فيها وئلتلا :لا تزعلي انسة ليا
ليا :ئلتلك ماني زعلانة ،بس هدول الأغنية واللي معهون مصاري مفكرين بيئدرو يحطو كل الناس بجيبتون
امير :اي ...بس مو كل اصابعك متل بعضا انسة ليا
ليا :ههه دلني علئ واحد غني ومعو مصاري مالو شايف حالو ... لك كلون هيك ،هاد اللي اسمو تامر لو كان عايش شهر واحد ببيت للأجار وعم يشتغل بعد الجامعه متل كتير طلاب بيدرسو وبيشتغلو يمكن كان راح فيها
امير :يمكن ،اكيد رح يروح فيها

ومشيت ليا وانا عم فكر بكلامها ،انو انا طول عمري عايش بالغنا ولا بحياتي فكرت او اكلت هم مصاريف دراستي او هم اجار البيت او حتئ مصرفي الخاص...معئول يكون كلامها بمثلني ؟ معئول ما ائئدر اصمد شهر بهالحياة ...وقررت قرار غير مصيري كلو ...

بعد دوام الجامعه ..رحت لعند محمود وئعدنا نحكي..
محمود :لا يازلمة انته عنجد عم تحكي ؟
امير :اي ..ليش لأ ..بتعيني بهالشغلة ؟بس بشرط يضل هالحكي سر بيناتنا
محمود :متل مابدك ،بدورلك وبس لائي شئة صغيرة بردلك خبر

طلعت من عند محمود علئ بيتي ،وئعدت فكر بالحياة الجديدة اللي رح عيشها ،وكيف رح تكون ؟

وئطعلي سلسلة افكاري ابي :مرحبا امير
امير :اهلين ابي
وئفت ومشيت...
ابي :وين رايح لسا ماشفتك
امير :عندي دراسة ،بالازن

بصراحة كانت علاقتي بأبي مو. كتير منيحة لأنو هوة عطول بشغلو ولا مرة سأل عليي وئلي ازا كنت عاوز شي...

بعد شي يومين اتصل محمود فيني وئلي انو لئالي بيت ئريب عالجامعه...ورحت شفتو ،كان بيت صغير مكون من غرفة وصالون وبصراحة البيت كلو مابيطلع ئد غرفتي يلي بالقصر بس معليش انبسطت فيه ...و طلبت من محمود يتكفل بتعزيل البيت ودهانو وكلشي لحتئ يصير قابل للسكن...
فرشتو عفش بسيط وضبيت شنتة من تيابي اللي بلبسون عطول ،ورتبت كلشي وخلال يومين كنت متركن ،وطبعا محدا بيعرف اني استأجرت بيت ..ولا حتئ ابي...
واول يوم الي بالبيت واجهت شوية صعوبات لأنو مو متعود اخدم حالي... وبالليل كنت ئاعد وحسيت بالجوع وبدون شعور ناديت عإسم الشغالة يلي بتخدم ببيت اهلي ،هههه نسيت انا عايش لحالي
رحت عالمطبخ وفتحت التلاجة ،كان فيها كرتونة بيض وشوية خضرة
طلعت البيض وئلت :هي اخرتك يا امير
حطيت المئلاية عالغاز وشعلتو. ونسيت حط الزيت ،وكان فئس البيض اصعب شي بيمرء عليي
اخيرا خلصت ئلي هالبيضتين واكلتون بلا ملح وكل لئمة فيون تطلعلي ئشر البيض ،بس يالله معي معي بتعلم ..

الشي الوحيد اللي عرفت اعملو هوة كاسة الشاي ،اغلي المي وحط معلئة سكر بالماك مع ظرف الشاي واشربو ،سدئوني كانت اطيب كاسة شاي بشربا لأنها من مجهودي الخاص

خلصت اول ليلة علئ خير ... وتاني يوم الصبح صحيت علئ صوت فيروز معبي الحي ئمت وفتحت الشباك وخليت اشعة الشمس تفوت عغرفتي... وطلعت من الغرفة وعملت كاسة نسكافيه وئعدت عالبرندا وصرت اتسمع عصوت فيروز يلي كان جاي من عند جيراني...اطلعت لتحت شفت بسطة بياع خضرة ،وشفت الولاد كيف يطلعو من بيونتون لحتئ يروحو عالمدارس ،كان احلئ صباح لأنو عايش بين ناس بسيطين ،ناس ئلبها ابيض وعايشين عالبركة
وئلت بيني وبين حالي :انا لازم دور عشغل ...ومارح اعتمد عبطاقة ائتماني...

خلصت كاسة النسكافيه وفتت عغرفتي وغيرت تيابي وطلعت ابكر من دوامي بساعة ... وكنت ماشي بالحارة لما صدفت ليا وائفة عالمخبز ،اتلبكت وئلت :العما هي شو عم تعمل هون
اخدت ليا الخبز ومشيت اتجاهي ،حاولت مابين عليها او اتجاهلا واعمل حالي مو شايفها ،بس هية عن غير العادة شافتني ووئفت.وئالت :امير شو عم تعمل هون ؟
بصراحة انصدمت لأنها بتعرف اسمي ،التفتت عليها وئلت :انسة ليا شو هالصدفة الحلوة
ليا :اول مرة بشوفك هون
امير :اي بصراحة انا استئجرت بيت هون بالحارة
ليا :عنجد ،خير انشالله ؟
امير :كلو خير ،بس البيت يلي كنت ئاعد فيه صار صاحبو يطالب فيه واتطريت اطلع
ليا :اه ..اي اهلا وسهلا ،وانا كمان ساكنة هون بهالحارة يي انا اتأخرت تفضل
وطالت رغيف خبز مشروح وعطتني اياه وابتسمت بوشي ومشيت...
اتطلعت فيها وئلتلا :شكرا
ليا :عفوا
وضلت ماشية ،ضليت حامل الرغيف وانا عم طلع فيه ولفيتو وصرت اكل منو وانا ماشي ،كانت طعمتو اطيب من التوست والعسل يلي بفطر فيهون ...

لئيت شغل بكافيتيريا واتفئت اشتغل عندو بعد دوام الجامعه...
اتطلعت عساعتي وئلت :اففف رح يروح عليي الباص ..
ركدت عالموقف ولئيت الباص ماشي ...رجعت وئفت تكسي وطلعت عالجامعة...
وصلت عالجامعه وفتت .. واجا راني لعندي
راني :لك امير ليش اتأخرت مالك بالعادة
امير :اي صار معي ظروف ...
فتت عالمحاضرة وشفت ليا ئاعدة وكان جنبا فاضي...
ئربت عليها وئلت :صباح الخير
ليا :صباح الخيرات
امير :ممكن ئعد
ليا :اي تفضل
ئعدت وانا طاير من الفرحة ...
ليا :ماشفتك اليوم
امير :اه..مافهمت
ليا :ازضي بالباص ،ههه ما شفتك
امير :ليش انتي بتنتبهي عليي لما اطلع بالباص...!؟
ليا :هههه طبعا بنتبه عليك ،شو شايفني عميا
امير :اه فكرتك مو منتبهة
ليا :سنة كاملة مانها ئليلة لتخليني احفظ الوجوه ،ووانتة صرت من الناس المألوفين بحياتي ..
امير :بحياتك ؟
ليا :ازضي من الناس يلي اتعودت شوفون كل يوم ...
وابتسمت بوشي ،وانا حسيت بإحساس تاني جديد عليي .. بجوز لما فتحنا هالموضوع ،بين عليي اني عشئانها مو بس شغلة محبة من طرف واحد...

اجا استاز المادة ... وعطانا المحاضرة ،وانا عم فكر بالكلام يلي حكتو ليا ....

خلصت المحاضرة وطلعنا ،وشفتا وائفت مع صحباتا ... وانا ضليت عم بطلع فيها ... اتطلعت فيني فجأة وكأنها حست اني بطلع فيها ولبكتني بس هالمرة حبيت ورجيها اني مهتم فيها ،وضليت صافن فيها ،وشفتا ابتسمتلي وراحت...

طرت من الفرحة وحسيت انو لأول مرة عم بخطي بالطريئ الصحيح ....

وبس خلص الدوام ...طلعت من الجامعة وطلعت مع ليا بالباص وهالمرة ئعدت عالكرسي وانا وئفت جنبا ...
اطلعت فيها وسألتا :رايحة عالبيت ؟
ليا :اي ...رح اطلع عالبيت برتاح شوي وبطلع بعدا عالشغل
اتزكرت انو انا كمان عندي شغل عالساعة 4 المسا بالكافيتيريا...
امير :اي وانا كمان بشتغل
ليا :وين ؟
امير :بكافيه صغير
ليا :اي كتير منيح ،هي انته من الأشخاص المكافحين بحياتون
امير :مم مبلا

وصلنا عالموقف ونزلنا من الباص سوا ...هالمرة كان طريئي عطريئها ،بس ماحبيت احرجها وامشي معها لأنها رح تروح عبيتها ،وضليت ماشي وراها لحتئ فتنا عالحارة...ضليت امشي وراها لختئ شفتا فاتت عالعمارة يلي ساكن فيها انا ...حتئ هية لما شافتني فتت حسيتها استغربت...
وئفت عالطابئ يلي ساكن فيه انا و سألتني :امير ليش لحئتني لهون ؟
امير :بيتي هون
ليا :عنجد ...ههه اي معناتا نحنا جيران
امير :هيك الهيئة
ليا :ممم اهلا وسهلا فيك بالعمارة ،يالله انا لازم فوت عالبيت بالازن
امير :ازنك معك ....
حطيت المفتاح بالباب واطلعت عليها وهية عم تفتح باب شئتهون وفتحت باب شئتي وفتت وماسكرت الباب اللا لما شفتا سكرت بابها ...
فتت عالبيت وانا مبسوط ،انو شو هالصدفة ليا جارتي انا ...كتير انبسطت ...

بنفس اليوم ضبضبت وراجعت شوية دروس و غيرت تيابي وطلعت من البيت عالكافيتيرا يلي لازم اشتغل فيها...

استلمت الشغل واستصعبتا بالاول كون كرسون وبضيف مشاريب ...بس اتشجعت وئلت :لازم كون ئوي انا ماعم اسرء شو ماكان الشغل المهم بالحلال...
وانا عم بتزكر كلام ليا «كتير منيح هي انته من الاشخاص المكافحين بحياتون »

ومر اول يوم بالسلامة وحمدت ربي اني ماابتليت بحدا من ئهري
رجعت عالبيت وانا تعبان وحاسس جسمي مكسر تكسير

بس مابيساير يلي بدو العسل لازم يتحمل ئرص النحل...واتعشيت علبة سردين واتحممت و من تعبي ماحسيت علئ حالي ايمتا نمت...

فئت الصبح بكير وئمت متل العادة غسلت وغيرت تيابي وطلعت من البيت ... وشفت ليا طالعة من بيتها وصبحت عليها وردتلي الصباح بصوتها الملائكي وابتسامتها ..بصراحة كان احلئ صباح بتصبح فيه بعمري كلو

مرء فترة وانا علئ هالحالة ... الصبح جامعة وبعد الضهر شغل بالكافيتيريا ... وليا كان ئلبي يتعلئ فيها يوم عن يوم... لأنو صرنا صحبة وصرنا نروح سوا ونرجع سوا ... وانا كنت مكيف وطاير عئلي بالنتيجة يلي طلعت فيها...

وبيوم كنت ئاعد بالجامعة لحالي وشفت تامر ئرب لعندي ...وئعد بجنبي
تامر :كيفك شريك
أمير :أهلين تامر
تامر :لك اطلع فينا ولو ،نحنا عشرة عمر
أمير :خير شوبدك تامر من الاخر..؟
تامر :ههه لك ميروو مم فيني اعرف شو اللي عم تخططو ؟
أمير :مافهت
تامر :ليا ...
أمير :شبها ؟
تامر :شو بدك منها
امير :تامر طلاع من راسي لأني مو نائصك
تامر :بعرف ،اه صحيح عسيرة النئص ،انته شو نائصك لحتئ عم تشتغل كرسون بكافيتيريا ومستأجر بيت بحارة مهرهرة
اتفاجأة وحسيت بالخجل للحظة بس ماحبيت بينلو وجاوبتو :انتة عم ترائبني ؟
تامر :له...لك انا شفتك بالصدفة عم تئدم مشاريب للزباين...
امير :اي مو احسن ماتشوفني عم بسرء
تامر :شو ازضك
امير :سلامتك
وئفت وكنت بدي امشي وسمعتو عم يئلي :كرمال ليا عم تعمل هيك... وللا هية لعبة من العابك لحتئ تاخد اللي بدك اياه منها ....
التفتت عليه وئلت :عن اي لعبة ؟
تامر :ولو ماني غشيم عن هي الحركات لك ميرو...بدك تبينلا انك مكافح كرمال تتعاطف معك ،لأنك بتعرف انها ازا عرفت انك غني رح ترفض تطلع معك لانها تحت درجة الفئر
امير :بحياتو ماكان الفئر عيب ،في شي لازم تعرفو تامر ... اناشخص مابحب الوجاهة ولو بدي كنت عملت اكتر من يلي انتة بتعملو ،بس انا مابحب رفئات المصلحة لأنو معك مصاري بيرافئوك ...و لو بدي ليا تتعلئ فيني ماكنت رح اعمل كل هالشي لأني بعرف اني رح خليها تحبني لأني غني ،بس حبيت اثبت لحالي شغلة
تامر :وشو هية ؟
امير :حبيت اثبت اني بئدر اعتمد علئ. حالي ،وما كون عبئ عحدا ،بالازن ...هه تامر بيك
وتركتو ومشيت ....

مر اسبوع علئ هاد الحديث وتامر مارجع فتح هالسيرة معي مرة تانية...
وبيوم كنت راجع من شغلي وشفت ام ليا حاملة اغراض كتير وعم تمشي بالزور لتوصل ،
وانا شفتا وركدت عليها وئلتلا :خليني ساعدك خاله
ام ليا :يي تسلم ابني مابدي عزبك
امير :ولو ،بعدين انتي جارتنا ومابصير شوفك بحاجة مساعدة وطنش
ام ليا :الله يحميك
امير :اي خالة بتعرفي اني زميل ليا بالجامعه
ام ليا :عنجد ابني ؟اي وكيف ليا بالجامعه يعني سيطها
امير :ماشالله والله الكل بيمدح فيها يعني ياهيك ترباية يابلا
ام ليا :تئبر ئلبي ،الحمدلله اهم شي السيط الحسن
وصلنا عالبناية وطلعت غراضها عالبيت وفتحت الباب وفاتت....وئالتلي :اتفضل ابني
امير :معليش غير مرة
ام ليا :لا ماحزرت ،عالئليلة فوت شراب فنجان ئهوة...
بصراحة كان الي تلتين الخاطر فوت ،وفتت علئ بيتون واتعرفت عابو ليا ،واختا الصغيرة ،وئعدت شوي بجية ليا من شغلا ...
فاتت ولسا ماكانت منتبهة عليي اني موجود وصرخت :مااامااا انا اجيت ..اااخ لك كتييير جوووعااانة شو طابخة ...واخيرا انتبهت عليي واتفاجأة

ليا :يي أمير شرو عم تسوي هون ؟!
ام ليا :يكتر خيرو ساعدني بحمل الغراض
فاتت ليا عالمطبخ لعند امها وانا صرت احكي مع ابوها...ابوها شخص كتير راقي وحباب واختا الصغيرة تابش ألبي شو امورة ... وطلعت ليا وهية حاملة صحون الصفرة ،واجت امها وهية حاملة جاط المجدرة ...
ام ليا :والله لو اني عرفانة انو رح تجي تتعشئ معنا كنت عالئليلة عملت اكلة احسن من هي
امير :له خالة ليش عزبتي حالك والله مافي داعي
ليا :كيف مافي داعي ،انتة اجيت عموعد عشا ولازم تتعشئ بعدين دوء طبخ الماما والله بكل البلد مارح تلائي حدا بيطبخ متلها

المهم اتعشيت ويالله شو طيبة هالمجدرة ،وئضيت سهرة بتجنن ،وصرت ئول بيني وبين حالي :معئول هاد هوة جو الاسرة ؟ هي اول مرة بحس بدفا وحنان العيلة يلي ابي ماعيشني اياه ..وفجأة خطرت عبالي امي يلي ماتت وانا عمري 10 سنين... غص ئلبي وئفت وئلت :يسلمو يا جماعة انا صار لازم روح ...

وطلعت من بيت ليا وفتت علئ شئتي ،ئعدت عالتخت وانا عم فكر ،وبعدين لشو بدك توصل يا امير ؟ هي ئدرت تثبت لحالك انك ئادر تعيش وانتة بتعتمد علئ حالك ،....بس لا مارح اترك هالحياة صحيح فيها مرارة وهية صعبة بس عالئليلة الواحد لمايحط راسو عمخدتو بنام وهوة مرتاح....بيكفي ان انا والئمر جيران

وتاني يوم الصبح ،فئت بكير كتير اتحممت وغيرت تيابي ..وعملت فنجان ئهوة وشعلت الراديو علئ اغنية فيروز «نحنا والئمر جيران » وعليت الصوت ئاصد ،المهم تنتبه عاد

ولأول مرة من وئت سكنتي شفت ليا طلعت عالبرندا وبلشت تطلع فيني وهية فارطة ضحك ،وانا اضحك...
لك بتعرف حالا ئمر ياجماعة
لك يسلملي الواثق من حالو

تاني يوم مائدرت ئوم من تختي حسيت حالي مريض ... فضلت ضل طامر حالي تحت الحرام وماكنت متوقع حدا يسأل عليي غير راني
رن موبايلي ورديت :اهلين راني
راني :وينك ليش مااجيت ؟
صرت اسعل وئلو :والله مريض ،مارح ائئدر داوم اليوم...
راني :اي سلامتك ماعئلبك شر ،ئلي وين ساكن لحتئ اجي زورك
امير :مافي داعي عرضية بس بدي نام شوي
راني :اي براحتك ،ازا اعتزت اي شي اتصل عليي اوك
امير :اوك ...
سكرت الخط ...وحطيت الموبايل صامت ورميتو عجنب ورجعت غطيت راسي ونمت...

صحيت علئ صوت دئة الباب ،ئمت وانا عم ارجف وبالزور ئادر امشي ... ورحت فتحت الباب واتفاجأة بـ ليا اللي كانت وائفة عالباب ...وحاملة بإيدها زبدية مغلفة ..
أمير :اهلين ليا
ليا :كيف صرت
امير :شو عرفك اني مريض ؟
ليا :اول شي ماشفتك طلعت بالباص وبالجامعة مابينت اتطريت اسأل راني عنك ،وئلي انك مريض...
امير :اه...بس
ليا :مو معئول انته امير ،رح تخليني وائفة هيك عالباب ؟
امير :لا ولو اهلا وسهلا اتفضلي انسة ليا...
فاتت ليا عالشئة يلي ماكانت مرتبة بالمرة ،
ليا :جبتلك شوربة عدس ،رح تدفيلك معدتك ،شوف شوف الكركبة وللا العبئة ،اي كيف مابدك تمرض اففف ،
وراحت فتحت شبابيك البيت ،وبلشت تشيل التياب المرمية اللي عالكنبايات وئالتلي :تعال ئعود هون وانا رح جبلك معلئة مشان تتغدئ

جابتلي معلئة وئامت التغليف عن الزبدية وئالتلي: يالله كول
امير :والله مالي نفس
ليا :لا تدلل امير ،بدك تاكل بعدين عاصرتلك عليها ليمون كتير منيحة الك ...
حملت المعلئة وبلشت اكل ،وشفت ليا ئامت من جنبي وبلشت تتفتل بالصالون الصغير وشافت بروازصورة حملتو وئالت :امير هي امك اللي بالصورة ؟
امير :اي هي امي ..
ليا :كتير حلوة ،وعفكرة انتة بتشبهها كتير
امير :عيونك الحلوة ليا ....شكرا
شفتا صفنت فيني شوي ورجعت ابتسمت وئالت :وينها ؟
رجعت غصيت وتركت الاكل وئلتلا :ماتت من حوالي 13سنة
ليا :يي اسفة امير ..الله يرحما
امير :عادي اتعودت علئ غيابها
ليا :وابوك !!؟ ماشفتلو صورة
امير :ابي عايش ...
ليا :كتير منيح اكيد ابوك عوضك عن غياب امك
امير :هههه مافي شي بعوضك عن حنان الام
ليا :مزبوط بس...
امير :ليا ...ابي ماكان الشخص المثالي اللي عوضني عن غياب امي ...ابي كان السبب الرئيسي بموتها...
ليا :
امير :كنت صغير وعيت عليه وهوة بيضربها وبعزبها وهية تسكت لأنها كانت بتحبو ،كان يشرب ومن وحدة لوحدة .. كانت امي حامل بالشهر التامن وبطنا لحلئا لما رجع عالبيت وهوة عم يتلوئ ،من كتر ماكان شربان ... ومتل العادة مسك امي وبلش يضربها ويضربني ...بلش يضربها عضهرها وهية تترجا لحتئ يتركها ،اخر شي تركها وطلع وئفل علينا راح ومعد رجع .. وامي وئتا بلشت تنزف وتتوجع وانا حاول افتح الباب وصير خبط عليه لحتئ حدا يسمعني ويجي يسعفها بس سمعتا عم تئلي :امير ابني ديربالك علئ حالك ياعمري...
وحستها معد اتحركت ،ئربت عليها وصرت صحيها وحاول فيئها وئرصتا من ايدها ومن صدرا بس ماصحيت ،كنت صغير بس عرفت يومها انو امي معد تصحئ ،استوعبت انو امي راحت ومعد ترجع ،حطيت راسي عصدرا وصرت ابكي ،تاني يوم الصبح فتحو علينا الباب ،ولئوني نايم عصدرا ،نئلوها عالمشفئ علئ امل ينقذو الجنين بس كمان هوة التاني راح ،امي واخي يلي كنت ناطرو يجي ...راحو

ووئتا معد ائدرت امسك حالي ونزلت دموعي ،وحطيت ايدي علئ وشي لحتئ اخفيها .. وشفت ليا بتطلع فيني وهية عم تبكي. وحطت ايدها عكتفي وبلشت تواسيني
ليا :يالله امير الله يرحما
اخدت نفس ومسحت دموعي وئلت :اي الله يرحما ...
ليا :اي هلئ ليش بطلت تاكل ؟يالله كفي اكلك بسرعه
امير :خلص ليا عنجد شبعت
ليا :لا لا مارح روح لحتئ شوفك خلصت الشوربة
وحملت المعلئة وبلشت اتطعميني بإيدها...

حسيت وئتا انو بعد كل هالسنين يلي فئدت فيها حنان الام ،الله عم يعوضني فيه ،بـ ليا ...

ومن دون مقدمات اتطلعت بعيونا وقررت اني احكيلها ...
امير :ليا ...انا بحبك
ليا :....
امير :عم ئلك انا بحبك ليا ،ومو من هلأ من زمان ،
ضلت ليا صافنة فيني ،وتعابير وجها كانت غريبة ...بعدين تركت المعلئة من ايدها ،وحسيت حالي زودتا ... ورجعت بدي صلح الوضع بس هية سبئتني وئالت :امير بس اتطيب بنحكي ،
طلعت من شنتتها حبوب خافض حرارة وئالت :هي بتاخدها بالليل ئبل ماتنام لحتئ ماترتفع حرارتك اوك...
هزيت براسي ...وليا حملت شنتتها وطلعت من عندي...بس ليش ماجاوبتني ؟
معئول اتسرعت ؟معئول مابتحبني ؟،وطول الليل وانا اهدس بهالاسئلة وانا عم فكر ...

صحيت تاني يوم وحسيت حالي تمام لبست تيابي وطلعت من البيت ..والتئيت بـ ليا عالدرج.. اتطلعت فيني وفهمت من نظراتا ،انو الحئني ..
ضليت الحئا لحتئ اطلعنا من الحارة ،وانا ماشي وراها شفتا وئفت...وئفت ومالئيتا غير التفتت عليي واجت لعندي بسرعة ...وئفت ئبالي وئالت :انته عنجد كنت صاحي ؟
امير :اي ليا صح كنت مريض ،بس كنت صاحي علئ كل كلمة حكيتا ...
ليا :وبتحبني ؟
امير :اي ...وكتير كمان
ابتسمت ليا وئالت :وانا كمان بحبك.
مسكت ايدي وئالت :انا من زمان وانا عندي شعور اتجاهك...لما كنت شوفك وائف علئ موقف الباص ... حاول اتأرب منك بس كنت اتردد وخاف ... كنت انتبه عليك كيف توئف جنبي بالباص وكل حدا كان يئرب عليي تبعدو بطريئة غير مباشرة ،بس فكر انو هاد الشي مو بالضرورة يكون حب او حتئ اعجاب ،لأنو مين رح يحب وحدة متلي ،كلون شغل مصالح ،بس انته غير عن الكل ...
امير :ااخ لو تعرفي يلي جواتي

طلعنا سوا عالجامعة وهالمرة انتبهو الكل علينا انو نحنا مو بس رفئة ،نحنا كمان بنحب بعض ،ارتبطنا بعلاقة حب ... وأغلب الشباب يلي رفضتون ليا شفت الغيرة بعيونون ...ومن بيناتون كان تامر...يلي مابيتلي اياها لأنو النذل بيضل نذل...

بعد شي يومين علئ علاقتنا قررت اني اعترفلا مين انا بكون وليش انا عملت هيك ...

طلعت عالموقف وصرت استناها تجي بس ما اجت ...صرت دئلا تفصلني... طلعت عالجامعه ونهاري حاسو مئلوب وئلبي ئامطني...

فتت عالجامعه وصرت دور عليها ،بس مالئيتا رجعت رنيتلا بس موبايلها هالمرة كان مغلق ..
كنت عم اتلفت حواليي لما اسمعت صوت تامر عم يئول بمسخرة :ههههه لك لاتعزب حالك واتدور يابيك ،ورئتك انكشفت للكل و خداعك بان هههه
وفجأة شفت صور مكبرة الي وانا وائف جنب سيارتي وصورة تانية وانا لابس بدلة سودة وكنت وائف مع ابي يلي كل الناس بتعرفو ،طبعا ماهوة رجل اعمال معروف...
وصورة تالتة فيها صورتي وعليها كل معلوماتي الشخصية ... مكتوبة وبالخط العريض...

استوعبت الفكرة وعرفت انو تامر بدو يأزيني ،وأولها بعلاقتي مع رفئاتي بالجامعة ومع ليا...
اتطلعت حواليي عالطلاب ومن بيناتون كان راني رفيئي ... حاولت ئرب عليه واشرحلو ،بس راني رجع خطوتين لورا وهوة لسا مصدوم ....
كنت حاسس اني مرتكب جريمة ،طبعا الكزب جريمة بس التواضع كمان جريمة ؟...

طلعت برات الجامعة وئفت تكسي وطلعت ورحت عبيت ليا ...
دئيت الباب وفتحتلي اختا الصغيرة وسألتا :حبيبتي وينا اختك
وفجأة اسمعت صوت ليا عم تئول :رولا مين عالباب ؟
وبس شافتني ،حسيتا بدها تبكي... اجت بسرعة فوتت اختا وكانت بدها تسكر الباب بوشي بس حطيت ايدي وئلتلا :خليني فهمك ،انا ماكزبت عليكي بشي
ليا :لشو كنت بدك توصل ؟ لك انتة شو ..حطيت عليي رهان ومع مين مع تامر ،شو كنت عم تفكر امير ؟ئديش اتعزبت لوصلت لهون ئديش اتحملت تعيش حياة الزل لحتئ تئدر تعلئني فيك وتخليني حبك ،بس كرمال رهان امير ...
امير :انتي منين جبتي هالحكي ؟ انا ماحكيت
طلعت ليا الموبايل وسمعتني مقطع صوت «انا مابحب رفئات المصلحة لأنو معك مصاري بيرافئوك ...و لو بدي ليا تتعلئ فيني ماكنت رح اعمل كل هالشي لأني بعرف اني رح خليها تحبني لأني غني»
ليا :رح تخليني حبك لأنك غني ،امير طلاع من حياتي ..
حكت هالكلمة وفاتت وسكرت الباب بوجهي...

رجعت عالبيت وخاطري مكسور ... فكرت منيح انا ماعملت شي شو كان ذنبي ... نمت وانا مقتنع اني ما اذنبت بشي ... وماصحيت اللا لتاني يوم..

صحيت من النوم وانا عم اتمنئ انو كل اللي صار حلم...اوحتئ كابوس وماعندي مانع المهم يطلع وهم ،بس اكيد كان واقع...

ئمت غسلت وغيزت تيابي وضبيت غراضي وئلت ،خلص بكفي لهون... حملت الشنتة وطلعت من البيت وشفت ليا طالعة من البيت وكان شكلا مو نايمة بالليل...

حاولت احكي معها بس هية ماعبرتني وضلت ماشية ...

رجعت عالقصر وأول مافتت ركدو عليي الخدم وبلشو يئولو :الحمدلله عالسلامة
ههه فكروني كنت مسافر... ماجاوبت حدا وطلعت عغرفتي وئعدت ...

بعد ساعة ئمت لبست تياب غالية وماركة وحطيت أغلئ ساعة عندي ورشيت من اتئل بارفان... طلعت من القصر حطيت اغلئ نضارة وطلعت بالسيارة الكشف تبعي ،وشغلتا وطلعت فيها عالجامعة ... وئفت ئدام الجامعة وشفت كل الطلاب بلشو يطلعو فيني تطليعات منها الصدمة ومنها الاعجاب ومنها الغيرة ... نزلت من سيارتي وفتت عالجامعة ومشيت لأول مرة وانا موشايف حدا ئدامي ... موهيك لازم كون ؟
اطلعت علئ ليا بنظرة خاطفة ورجعت بعدت نظرري عنها وضليت ماشي...

وئفت لما شفت راني ورحت لعندو وئلتلو :كيفك راني ؟
التفت راني عليي وئال :اهلين امير بيك
امير :بيك !!؟ له يا راني مو نحنا صحاب
راني :انتة ئلتا صحاب بس الصحاب مابكزبو علئ بعض
امير :انا ماكزبت علئ حدا ،انته ماسألتني لحتئ جاوب... لك ليش محسسيني اني مجرم
راني :عسلامتك امير... بيك... بس بجوز شلة تامر رح تكون مناسبة الك اكتر مني...
وتركني ومشي...

التفتت وشفت ليا عم تطلع فيني ،وبس شافتني اطلعت فيها دارت وشا ومشيت ...وهون كان فيني عئل وطار... صرت دور علئ تامر وبس لئيتو مسكتو من ئميصو وئلتلو :بتعرف اني رح كسر راسك
تامر :هوهوهو شبك ميرووو روء حبيب
امير :اي مارح روء يا كلب ورح فش ئلبي كلو فيك ...
وضربتو بوكس ورجعت ضربتو بوكس تاني ،وئع بالارض ... وبلشت اضرب فيه برجلي علئ بطنو وخواصرو ..ورفئاتو يطلعو فيه ومحدا استرجئ يئرب ويفكو من بين ايديي ،لأنن ماكانو صحاب اصلا ،وانا كنت بدي ورجي هالشي بعينو ... تركتو مرمي ومكوم بأرضو ؛ومشيت ...

مرت الايام وانا روح عالجامعة وكل همي اخلص اخر سنة واتخرج... صرت شوف ناس تتحاشا تئرب عليي وناس تانية ماكانت تعبرني ،صارت تحاول تتأرب مني...وليا كنت شوفا علئ طول احيانا حسا ترائبني من بعيد وانا ماحاولت ئرب عليها لحتئ ما ترفضني ئدمت اخر امتحانات بالجامعة ...

وأخيرا اجا يوم التخرج ...لبست لبس التخرج ورحت وئعدت وبلشو الدكاترة يوزعو الشهادات واجا دوري ،لما حكا الدكتور اسمي شفت كل الطلاب التفتت عليي ،ههه صرت معروف بالجامعه كلا ... وئفت ورحت عالمنصة واستلمت شهادة الحقوق...
الدكتور :مبروك امير بيك
امير :الله يبارك فيك ،بتسمحلي احكي كلمة صغيرة ؟
الدكتور :اي ولو تفضل...
حملت المايك وصرت احكي وفش ئلبي بالشي يلي كتمتو كل هالفترة :اول شي مبروك لكل الطلاب عالتخرج..تاني شي اكتركون بيعرف الشي يلي صار ،انا بس كنت بدي اشرحلكون انا ليش هيك عملت... كتير ناس بتئول يلي بيمدح بحالو كزاب... انا مارح امدح بحالي بس بدي احكي اني لما اجيت علئ هالجامعه ماحبيت بينلكون اني احسن منكون ،انا كنت بدي كون واحد منكون ..مابحب المصالح ولا صحاب المصلحة انا صريح اسف كتير ،كتير منكون كانو يلحئو تامر لانو غني... وماحبيت كون متلو... بهالجامعة اتعرفت عصاحبي راني ،يلي بحب رغد من ست سنين ومستحيل يفكر بغيرا...ههه شولي بهالحكي ...وليا ..ليا انا حبيتك وماراهنك بحبي الك ...انتي علمتيني درس مهم تنو التواضع مابكفي لازم حس بغيري ،وكلامك اثر فيني لما ئلتي «هاد اللي اسمو تامر لو كان عايش شهر واحد ببيت للأجار وعم يشتغل بعد الجامعه متل كتير طلاب بيدرسو وبيشتغلو يمكن كان راح فيها» فكرت بحكيك وسألت حالي هالسؤال معئول يكون كلامك بيشملني ؟ وجربت اطلع واعتمد علئ حالي،لحتئ اثبت لحالي اني بئدر كون حالي لحالي...استأجرت بيت واشتغلت كرسون بكافيتيريا ...
بلشو الطلاب يضحكو...
امير :اي كرسون ،هههه معكون حئ واحد متلي ليش ليعمل هيك ؟ بس انا ماكنت اخجل لأنو ولأول مرة بحياتي بحس بطعم الاكل اللي باكلو ،ونام وانا مرتاح...ليا انتي علمتيني كتير شغلات وكنت بتمنئ لو تعملي ولادنا يلي اتعلمتو منك ،بس الهيئة مافي نصيب...اسف كتير طولت عليكون ومبروك مرة تانية...

تركت المنصة وانا مئهور ...وانا طالع من القاعة اسمعت صوت حدا عم يناديلي ...
التفتت وشفت راني وائف مع رغد ...
راني :مبروك التخرج ميروو
امير :الله يبارك فيك
راني :ايي كنت بدي اعزمك علئ حفلة خطبتي يوم الخميس الجاية
امير :اي انشالله الف مبروك ياصاحبي وين رح تعملو؟
راني :وين يعني ؟ اكيد بالبيت
امير :وليش بالبيت والله لأحجزلك احلئ صالـ...
راني :أمييير
أمير :اي ليش شبو البيت كمان منيح
عانئتو وباركت لرغد وومشيت وصلت عند سيارتي شلحت لبس التخرج وفتحت السيارة كنت بدي اطلع لما اسمعت صوت حدا خلا جسمي كلو يرجف...
التفتت وشفت ليا جاية لعندي... وئفت ئبالي وئالت :مبروك امير
امير :الله يبارك بعمرك
ليا :لسا عرضك قائم ؟
امير :عطول
ليا :اخترت اسمائون وللا لسا ؟
امير :لا تارك اختيار الاسماء عليكي
ليا :كتير حلو ...
فتحتلا باب السيارة وئلتلا :تفضلي يا ئلبي
ليا :يزيد فضلك
ركبت ليا وطلعت بالسيارة وشغلتا وئلتلا :بتخافي من السرعة ؟
ليا :ورجينا لأي حد بتأدر تمشي
ومشيت بالسيارة ومن فرحتي صرت صرخ :بحببببببببببببككككككك
وهية كمان صرخت :واناااااااا كماااااان

التواضع حلو...الفئر مانو عيب... اطيب لئمة هية. اللئمة اللي بتجي من بعد تعب ،هيك تعلمنا وهيك رح نعلم ولادنا ...
 
الوسوم
أمير زماني
عودة
أعلى