[FONT="]على الرغم من فرض الإسلام العمل والترغيب فيه بأساليب مختلفة وتوسيع مجالاته ، فقد يتكاسل المرء عن العمل أو يحتج بعدم وجود فرص للعمل، فيلجأ إلى الاستقراض على الربا للإنفاق فى حاجته ، ولم يغفل الإسلام عن معالجة هذا الوضع ، فجعل من واجبات الدولة الإسلامية تشغيل العاطلين، وتوفير فرص العمل لهم.[/FONT]
[FONT="]وقد ثبت أن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلمكان يأمر العاطلين بالعمل ، فقد روى الإمام البزار عن أبى هريرة (رضي الله عنه): أن رجلين أتيا رسول الله ( صلى الله عليه وسلم) فسألاه، فقال : (اذهبا إلى هذه الشعوب فاحتطبا فبيعاه.. ثم جاءا، فباعا ، فأصابا طعاماً، ثم ذهبا فاحتطبا ـ أيضاً ـ فجاءا ، فلم يزالا حتى ابتاعا ثوبين، ثم ابتاعا حمارين، فقالا: قد بارك الله لنا فى أمر الرسول
(صلى الله عليه وسلم)أخرجه الهيثمي في مجمع الزوائد ( 3 / 94 ) .[/FONT]
[FONT="] ونجد فى هذا الحديث النبوى الشريف:[/FONT]
[FONT="]أولاً: أمر النبى صلى الله عليه وسلم للعاطلين بالعمل .[/FONT]
[FONT="]ثانياً: إرشادهما إلى عمل محدد.[/FONT]
[FONT="]ومما لا يخفى : أن التوجيه إلى عمل محدد له تأثير كبير فى تشغيل العاطل؛ لأنه قد يرى أنه لا يصلح لعمل ، أولا يوجد عمل ملائم له ، فيظل عائلاً لكنه حينما يوجه إلى عمل محدد ملائم له ، سرعان ما يشتغل، وهذا ما ظهر لمن أرشدهما ـ عليه الصلاة والسلام ـ إلى عمل محدد.[/FONT]
[FONT="]من هنا، فإن من واجبات الدولة الإسلامية:[/FONT]
[FONT="]أ-القيام بتأهيل العاطلين تأهيلاً نفسياً ومادياً للعمل: وبما أن مجالات العمل قد توسعت فى عصرنا وتوسعت طرقها ، فنرى أن على الدولة أن تفتح معاهد ومؤسسات تدريبية لتعليم العاطلين وتدريبهم على مهن مختلفة وتدبر لهم آلات العمل بعد تخرجهم من المؤسسات التدريبية كى يقوموا بالعمل لكسب العيش على الوجه المطلوب.[/FONT]
[FONT="]ب-أمر العاطلين بالعمل، وقد كان أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه يزجر العاطلين ويأمرهم بالعمل ، فقد ذكر الحافظ بن الجوزي عن خوات التميمى رضي الله عنهقال : قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : (يا معشر الفقراء ! ارفعوا رؤوسكم ، فقد وضح الطريق، فاستبقوا الخيرات ولا تكونوا عيالاً على المسلمين). تلبيس إبليس لابن الجوزى ( 283 ) .
[/FONT]
[FONT="]جـ-توجيه كل عاطل إلى عمل يتلاءم مع قدراته ومواهبه؛ لأنها تختلف فى شخص عن شخص آخر، وقد يكون الشخص أنسب الناس لعمل، ويكون غير لائق لعمل آخر.[/FONT]
[FONT="]د-متابعة العاطلين بعد توجيههم إلى عمل محدد كى تتعرف على مصير ما دبرت لهم، فمن تلائم مع عمله تشجعه على المزيد من العمل ، ومن تكاسل تنشطه، ومن لم يتلاءم معه العمل تبحث له عن عمل آخر، ولا تقتصر مسئولية الدولة الإسلامية على ما ذكرنا ، بل ذكر بعض العلماء بأن لها حق التعزير ، إذا تعطل الشخص ، وتعرض للمسألة مع قدرته على التكسب .. كما أن على الدولة والمجتمع القيام برعاية المتعطلين بعدم وجود عمل .. جاء فى الموسوعة الفقهية : (صرح الفقهاء بأن على الدولة القيام بشئون فقراء المسلمين من العجزة واللقطاء والمساجين الفقراء، الذى ليس لهم ما ينفق عليهم منه ولا أقارب تلزمهم نفقتهم ، فيتحمل بيت المال نفقاتهم وكسوتهم وما يصلحهم من دواء وأجرة علاج وتجهيز ميت ونحوها).[/FONT]
[FONT="]من ذلك كله ، يتضح أن تشغيل العاطلين وإرشادهم إلى العمل من وسائل معالجة البطالة فى الإسلام.[/FONT]
[FONT="]وفى الوقت نفسه نهى الإسلام عن التسول والسؤال بغير حاجة :[/FONT]
[FONT="]عن عبد الله بن عمر (رضي الله عنه) قال : قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): (ما يزال الرجل يسأل الناس حتى يأتى يوم القيامة، وليس فى وجهه مزعة لحم) أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب: الزكاة ، باب: من سأل الناس تكثرا، رقم(1381).
[/FONT]
[FONT="]وعن أبى هريرة (رضي الله عنه) قال: قال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم) : (من سأل الناس أموالهم تكثراً فإنما يسأل جمراً فليستقل أو ليستكثر) أخرجه البخاري في صحيحه ، كتاب: الزكاة ،باب:كراهة المسألة للناس، رقم
[/FONT]
[FONT="]وعن سَمُرَةَ بن جندب قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم) : (إِنْ الْمَسْأَلَةَ كَدٌّ يَكُدُّ بِهَا الرَّجُلُ وَجْهَهُ إِلَّا أَنْ يَسْأَلَ الرَّجُلُ سُلْطَانًا أَوْ فِي أَمْرٍ لَا بُدَّ مِنْهُ) أخرجه الترمذي في سننه، كتاب: الزكاة عن رسول الله، باب:ماجاء في النهي عن المسألة، رقم (617) [/FONT]
[FONT="]وعن الزبير بن العوام (رضي الله عنه) قال: قال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم) : (لأن يأخذ أحدكم حبله ، ثم يأتى الجبل فيأتى بحزمة من حطب على ظهره، فيبيعها، فيكف الله بها وجهه، خير له من أن يسأل الناس أعطوه أو منعوه) أخرجه أبو يعلي الموصلي في مسنده، كتاب من مسند الزبير بن العوام، باب: لأن يأخذ أحدكم أحبله، رقم ( 648 ) .[/FONT]
[FONT="]العلاج العملى للتسول: يتمثل العلاج العملى فى أمرين: الأول: تهيئة العمل المناسب لكل عاطل قادر على العمل ، وهذا هو واجب الدولة الإسلامية نحو أبنائها.[/FONT]
[FONT="]الثانى : ضمان المعيشة الملائمة لكل عاجز عن اكتساب ما يكفيه ولم يغفل الإسلام أن أفراد المجتمع الفقراء إذا تعودوا نيل حقوقهم فى أموال الأغنياء فربما يتكلون على ذلك، وتشل جميع قواهم العملية ، حتى يشكلوا طبقة الشاحذين والمستجدين والمتسولين التى تكون كلاً على الأمة كلها ، ونظراً إلى إمكان تنامى هذا الخطر ، وضعت الشريعة الإسلامية تشريعاً خاصاً بهذا الموضوع، وصرحت بأنه :[/FONT]
[FONT="]أ-لا يحق لأى إنسان صحيح البنية والقوة أن يمد يد السؤال إلا فى أحوال خاصة ، وقد وصف القرآن الفقراء بأنهم ]لا يَسْأَلونَ النَّاسَ إِلْحَافاً [ (البقرة:273) .[/FONT]
[FONT="]ب- يُحرم السؤال على من عنده كفاف يوم.[/FONT]
[FONT="]جـ- يعتبر السؤال ذلة ، كما صرحت به السنة الشريفة.[/FONT]
[FONT="]د- يحرم أخذ الصدقة على من يملك مقدار النصاب من المال، ولو بدون سؤال.[/FONT]
[FONT="]هـ-يحث الفقراء والمساكين على أن يعتبروا العزة فى الجهد والعمل، ويفروا من طلب الصدقات.[/FONT]
[FONT="]و-يأمر أرباب الثراء والغنى بإيصال الصدقات إلى مستحقيها من الفقراء والمساكين، إذ لا يكفى إخراج المال فقط،إن لم يصل إلى من يستحقونه.[/FONT]
[FONT="]ز-نضع حداً للتسول والاستجداء عن طريق رجال الاحتساب لقد نجح الإسلام فى إقامة نظام لتوزيع الثروة على هذه الأحكام بما جعل المجتمع الإسلامى الأول غنياً مترفاً لم يوجد فيه من يقبل الصدقات.[/FONT]
[FONT="]من هنا يتبين : أن نهى الإسلام عن المسألة والتسول من وسائل معالجة الإسلام للبطالة .[/FONT]
[FONT="]ب- وثيقة تاريخية اقتصادية :[/FONT]
[FONT="]وقف عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) يودع أحد نوابه على بعض أقاليم الدولة فقال له: ماذا تفعل إذا جاءك سارق ؟ قال : أقطع يده. قال عمر(رضي الله عنه): وإذن ، فإن جاءنى منهم جائع أو عاطل ، فسوف يقطع عمر يدك، إن الله استخلفنا على عباده؛ لنسد جوعتهم، ونستر عورتهم ، ونوفر لهم حرفتهم. فإذا أعطيناهم هذه النعم تقاضيناهم شكرها. يا هذا إن الله خلق الأيدى لتعمل ، فإذا لم تجد فى الطاعة عملاً التمست فى المعصية أعمالاً فاشغلها بالطاعة قبل أن تشغلك بالمعصية.[/FONT]
[FONT="]وبتحليل هذه الوثيقة نستخلص بعض النقاط ، منها:[/FONT]
[FONT="]الأول: اهتمام الدولة بتحقيق التقدم الاقتصادى ، بحيث لا يظل هناك جائع أو عاطل.[/FONT]
[FONT="]الثانى : اهتمام الدولة بتحقيق التنمية ، فإن وظيفة الدولة أن الله قد استخلفنا على عباده لنسد جوعتهم (الأمن الغذائى) ونستر عورتهم (الأمن النفسى والبدنى) ونوفر لهم حرفتهم (الأمن الاقتصادى).[/FONT]
[FONT="]الثالث : أحقية كل فرد فى العمل وفى إشباع احتياجاته الأساسية، وفى سبيلها يذهب للحاكم . (فإن جاءنى منهم جائع أو عاطل).[/FONT]
[FONT="]الرابع : وعى الدولة بمشاكل البطالة (إن الله قد خلق الأيدى لتعمل..)[/FONT]
[FONT="]هذا هو الإسلام دين العمل والنشاط[/FONT]
[FONT="] مختارات من كتاب"ينابيع الخير" لفضيلة الأستاذ الدكتور/أحمد عبده عوض[/FONT]
[FONT="]وقد ثبت أن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلمكان يأمر العاطلين بالعمل ، فقد روى الإمام البزار عن أبى هريرة (رضي الله عنه): أن رجلين أتيا رسول الله ( صلى الله عليه وسلم) فسألاه، فقال : (اذهبا إلى هذه الشعوب فاحتطبا فبيعاه.. ثم جاءا، فباعا ، فأصابا طعاماً، ثم ذهبا فاحتطبا ـ أيضاً ـ فجاءا ، فلم يزالا حتى ابتاعا ثوبين، ثم ابتاعا حمارين، فقالا: قد بارك الله لنا فى أمر الرسول
(صلى الله عليه وسلم)أخرجه الهيثمي في مجمع الزوائد ( 3 / 94 ) .[/FONT]
[FONT="] ونجد فى هذا الحديث النبوى الشريف:[/FONT]
[FONT="]أولاً: أمر النبى صلى الله عليه وسلم للعاطلين بالعمل .[/FONT]
[FONT="]ثانياً: إرشادهما إلى عمل محدد.[/FONT]
[FONT="]ومما لا يخفى : أن التوجيه إلى عمل محدد له تأثير كبير فى تشغيل العاطل؛ لأنه قد يرى أنه لا يصلح لعمل ، أولا يوجد عمل ملائم له ، فيظل عائلاً لكنه حينما يوجه إلى عمل محدد ملائم له ، سرعان ما يشتغل، وهذا ما ظهر لمن أرشدهما ـ عليه الصلاة والسلام ـ إلى عمل محدد.[/FONT]
[FONT="]من هنا، فإن من واجبات الدولة الإسلامية:[/FONT]
[FONT="]أ-القيام بتأهيل العاطلين تأهيلاً نفسياً ومادياً للعمل: وبما أن مجالات العمل قد توسعت فى عصرنا وتوسعت طرقها ، فنرى أن على الدولة أن تفتح معاهد ومؤسسات تدريبية لتعليم العاطلين وتدريبهم على مهن مختلفة وتدبر لهم آلات العمل بعد تخرجهم من المؤسسات التدريبية كى يقوموا بالعمل لكسب العيش على الوجه المطلوب.[/FONT]
[FONT="]ب-أمر العاطلين بالعمل، وقد كان أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه يزجر العاطلين ويأمرهم بالعمل ، فقد ذكر الحافظ بن الجوزي عن خوات التميمى رضي الله عنهقال : قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : (يا معشر الفقراء ! ارفعوا رؤوسكم ، فقد وضح الطريق، فاستبقوا الخيرات ولا تكونوا عيالاً على المسلمين). تلبيس إبليس لابن الجوزى ( 283 ) .
[/FONT]
[FONT="]جـ-توجيه كل عاطل إلى عمل يتلاءم مع قدراته ومواهبه؛ لأنها تختلف فى شخص عن شخص آخر، وقد يكون الشخص أنسب الناس لعمل، ويكون غير لائق لعمل آخر.[/FONT]
[FONT="]د-متابعة العاطلين بعد توجيههم إلى عمل محدد كى تتعرف على مصير ما دبرت لهم، فمن تلائم مع عمله تشجعه على المزيد من العمل ، ومن تكاسل تنشطه، ومن لم يتلاءم معه العمل تبحث له عن عمل آخر، ولا تقتصر مسئولية الدولة الإسلامية على ما ذكرنا ، بل ذكر بعض العلماء بأن لها حق التعزير ، إذا تعطل الشخص ، وتعرض للمسألة مع قدرته على التكسب .. كما أن على الدولة والمجتمع القيام برعاية المتعطلين بعدم وجود عمل .. جاء فى الموسوعة الفقهية : (صرح الفقهاء بأن على الدولة القيام بشئون فقراء المسلمين من العجزة واللقطاء والمساجين الفقراء، الذى ليس لهم ما ينفق عليهم منه ولا أقارب تلزمهم نفقتهم ، فيتحمل بيت المال نفقاتهم وكسوتهم وما يصلحهم من دواء وأجرة علاج وتجهيز ميت ونحوها).[/FONT]
[FONT="]من ذلك كله ، يتضح أن تشغيل العاطلين وإرشادهم إلى العمل من وسائل معالجة البطالة فى الإسلام.[/FONT]
[FONT="]وفى الوقت نفسه نهى الإسلام عن التسول والسؤال بغير حاجة :[/FONT]
[FONT="]عن عبد الله بن عمر (رضي الله عنه) قال : قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): (ما يزال الرجل يسأل الناس حتى يأتى يوم القيامة، وليس فى وجهه مزعة لحم) أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب: الزكاة ، باب: من سأل الناس تكثرا، رقم(1381).
[/FONT]
[FONT="]وعن أبى هريرة (رضي الله عنه) قال: قال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم) : (من سأل الناس أموالهم تكثراً فإنما يسأل جمراً فليستقل أو ليستكثر) أخرجه البخاري في صحيحه ، كتاب: الزكاة ،باب:كراهة المسألة للناس، رقم
[/FONT]
[FONT="]وعن سَمُرَةَ بن جندب قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم) : (إِنْ الْمَسْأَلَةَ كَدٌّ يَكُدُّ بِهَا الرَّجُلُ وَجْهَهُ إِلَّا أَنْ يَسْأَلَ الرَّجُلُ سُلْطَانًا أَوْ فِي أَمْرٍ لَا بُدَّ مِنْهُ) أخرجه الترمذي في سننه، كتاب: الزكاة عن رسول الله، باب:ماجاء في النهي عن المسألة، رقم (617) [/FONT]
[FONT="]وعن الزبير بن العوام (رضي الله عنه) قال: قال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم) : (لأن يأخذ أحدكم حبله ، ثم يأتى الجبل فيأتى بحزمة من حطب على ظهره، فيبيعها، فيكف الله بها وجهه، خير له من أن يسأل الناس أعطوه أو منعوه) أخرجه أبو يعلي الموصلي في مسنده، كتاب من مسند الزبير بن العوام، باب: لأن يأخذ أحدكم أحبله، رقم ( 648 ) .[/FONT]
[FONT="]العلاج العملى للتسول: يتمثل العلاج العملى فى أمرين: الأول: تهيئة العمل المناسب لكل عاطل قادر على العمل ، وهذا هو واجب الدولة الإسلامية نحو أبنائها.[/FONT]
[FONT="]الثانى : ضمان المعيشة الملائمة لكل عاجز عن اكتساب ما يكفيه ولم يغفل الإسلام أن أفراد المجتمع الفقراء إذا تعودوا نيل حقوقهم فى أموال الأغنياء فربما يتكلون على ذلك، وتشل جميع قواهم العملية ، حتى يشكلوا طبقة الشاحذين والمستجدين والمتسولين التى تكون كلاً على الأمة كلها ، ونظراً إلى إمكان تنامى هذا الخطر ، وضعت الشريعة الإسلامية تشريعاً خاصاً بهذا الموضوع، وصرحت بأنه :[/FONT]
[FONT="]أ-لا يحق لأى إنسان صحيح البنية والقوة أن يمد يد السؤال إلا فى أحوال خاصة ، وقد وصف القرآن الفقراء بأنهم ]لا يَسْأَلونَ النَّاسَ إِلْحَافاً [ (البقرة:273) .[/FONT]
[FONT="]ب- يُحرم السؤال على من عنده كفاف يوم.[/FONT]
[FONT="]جـ- يعتبر السؤال ذلة ، كما صرحت به السنة الشريفة.[/FONT]
[FONT="]د- يحرم أخذ الصدقة على من يملك مقدار النصاب من المال، ولو بدون سؤال.[/FONT]
[FONT="]هـ-يحث الفقراء والمساكين على أن يعتبروا العزة فى الجهد والعمل، ويفروا من طلب الصدقات.[/FONT]
[FONT="]و-يأمر أرباب الثراء والغنى بإيصال الصدقات إلى مستحقيها من الفقراء والمساكين، إذ لا يكفى إخراج المال فقط،إن لم يصل إلى من يستحقونه.[/FONT]
[FONT="]ز-نضع حداً للتسول والاستجداء عن طريق رجال الاحتساب لقد نجح الإسلام فى إقامة نظام لتوزيع الثروة على هذه الأحكام بما جعل المجتمع الإسلامى الأول غنياً مترفاً لم يوجد فيه من يقبل الصدقات.[/FONT]
[FONT="]من هنا يتبين : أن نهى الإسلام عن المسألة والتسول من وسائل معالجة الإسلام للبطالة .[/FONT]
[FONT="]ب- وثيقة تاريخية اقتصادية :[/FONT]
[FONT="]وقف عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) يودع أحد نوابه على بعض أقاليم الدولة فقال له: ماذا تفعل إذا جاءك سارق ؟ قال : أقطع يده. قال عمر(رضي الله عنه): وإذن ، فإن جاءنى منهم جائع أو عاطل ، فسوف يقطع عمر يدك، إن الله استخلفنا على عباده؛ لنسد جوعتهم، ونستر عورتهم ، ونوفر لهم حرفتهم. فإذا أعطيناهم هذه النعم تقاضيناهم شكرها. يا هذا إن الله خلق الأيدى لتعمل ، فإذا لم تجد فى الطاعة عملاً التمست فى المعصية أعمالاً فاشغلها بالطاعة قبل أن تشغلك بالمعصية.[/FONT]
[FONT="]وبتحليل هذه الوثيقة نستخلص بعض النقاط ، منها:[/FONT]
[FONT="]الأول: اهتمام الدولة بتحقيق التقدم الاقتصادى ، بحيث لا يظل هناك جائع أو عاطل.[/FONT]
[FONT="]الثانى : اهتمام الدولة بتحقيق التنمية ، فإن وظيفة الدولة أن الله قد استخلفنا على عباده لنسد جوعتهم (الأمن الغذائى) ونستر عورتهم (الأمن النفسى والبدنى) ونوفر لهم حرفتهم (الأمن الاقتصادى).[/FONT]
[FONT="]الثالث : أحقية كل فرد فى العمل وفى إشباع احتياجاته الأساسية، وفى سبيلها يذهب للحاكم . (فإن جاءنى منهم جائع أو عاطل).[/FONT]
[FONT="]الرابع : وعى الدولة بمشاكل البطالة (إن الله قد خلق الأيدى لتعمل..)[/FONT]
[FONT="]هذا هو الإسلام دين العمل والنشاط[/FONT]
[FONT="] مختارات من كتاب"ينابيع الخير" لفضيلة الأستاذ الدكتور/أحمد عبده عوض[/FONT]