أثر الدعاء وأوقات الإجابة

صفا النعمان

الادارة
طاقم الإدارة
[FONT=&quot]الدعاء عبادة وله أثر بالغ وفائدة عظيمة، ولولا ذلك لم يأمرنا الحقُ عز وجل بالدعاء ولم يُرَّغِب النبي صلى الله عليه وسلم فيه، فكم من محنة رُفِعت بالدعاء، وكم من مصيبة أو كارثةٍ كشفها الله بالدعاء، وقد أورد القرآنُ الكريم جملةً من الأدعية استجابها الله تعالى بمنه وفضله وكرمه، وكان من جملة أسباب النصر في بدر دعاء النبي صلى الله عليه وسلم ،والدعاء سببٌ أكيدٌ لغفران المعاصي ولرفع الدرجات ولجلب الخير ودفع الشر، ومن ترك الدعاء فقد سد على نفسه أبواباً كثيرة من الخير.
وقال الغزالي : فإن قلتَ: ما فائدةُ الدعاء والقضاء لا مردَّ له؟ فاعلم أن من القضاء ردُ البلاء بالدعاء، فالدعاء سببٌ لرد البلاء واستجلاب الرحمة، كما أن الترس سببٌ لرد السهام، والماء سببٌ لخروج النبات من الأرض، فكما أن الترس يدفع السهم فيتدافعان، فكذلك الدعاء والبلاء يعتلجان.
وليس من شرط الاعتراف بقضاء الله تعالى أن لا يُحمل السلاحُ، وقد قال تعالى:  وَلْيَأْخُذُوا حِذْرَهُمْ وَأَسْلِحَتَهُمْ (النساء: 102) ، كما أنه ليس من شرطه أن لا يسقي الأرض بعد بث البذر، فقال: إن سبق القضاء بالنبات نبت البذر وإن لم يسبق لم ينبت، بل ربط الأسباب بالمسببات هو القضاء الأول الذي هو كلمح البصر أو هو أقرب، وترتيب تفصيل المسببات على تفاصيل الأسباب على التدريج والتقدير هو القدر، والذي قدر الخير قدره بسبب، والذي قدر الشر قدر لرفعه سبباً، فلا تناقُضَ بين هذه الأمور عند من انفتحت بصيرته.
ثم في الدعاء من الفائدة أنه يستدعي حضور القلب مع الله وهو منتهى العبادات،ولذلك قال صلى الله عليه وسلم : (الدعاء مخ العبادة). حديث ضعيف وقد سبق تخريجه.
والغالب على الخلق أن لا تنصرف قلوبهم إلى ذكر الله عز وجل إلا عند إلمام حاجة وإرهاق ملمة، فإن الإنسان إذا مسه الشر_ كما قال الله تعالى_ فذو دعاء عريض.
فالحاجة تُحوجُ إلى الدعاء، والدعاء يردُ القلبَ إلى الله عز وجل بالتضرع والاستكانة، فيحصلُ به الذكر الذي هو أشرفُ العبادات؛ ولذلك صار البلاء موكلاً بالأنبياء عليهم السلام، ثم الأولياء، ثم الأمثل فالأمثل؛ لأنه يرد القلب بالافتقار والتضرع إلى الله عز وجل، ويمنع من نسيانه، وأما الغنى فسببٌ للبطر في غالب الأمور، فإن الإنسان ليطغى أن رآه استغنى.
أوقات الإجابة:
1- ليلة القدر: لقوله صلى الله عليه وسلم : " من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غُفرَ له ما تقدم من ذنبه " رواه البخارى برقم (1802) ومسلم برقم (760)، وعن عائشة رضى الله عنها قالت : يا رسول الله أرأيت إن علمت أى ليلة القدر ما أقول فيها : قال صلى الله عليه وسلم : " اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عنى " (رواه الترمذى) برقم (3513) وصححه الألبانى.
2- يوم عرفة : لقوله صلى الله عليه وسلم : " خير الدعاء يوم عرفة ". (رواه الترمذي وحسنه) برقم (3585).
3-شهر رمضان لقوله صلى الله عليه وسلم " ثلاث لا ترد دعوتهم : الصائم حين يفطر "، وفي لفظ بعضهم : " حتى يفطر "، " والإمام العادل، ودعوة المظلوم ". (أخرجه أحمد برقم (8030)، والترمذي برقم (3598) وحسنه الترمذي.
4-ليلة الجمعة، ويوم الجمعة، وساعة الجمعة، عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعلى بن أبي طالب رضي الله عنه : " إن في ليلة الجمعة ساعة .. الدعاء فيها مستجاب " (رواه الترمذي برقم (3570)، وحسنه والحاكم برقم (1190) وقال الألبانى موضوع ( ولقوله صلى الله عليه وسلم : " وفيه أي : يوم الجمعة ساعة لا يسألُ العبدُ فيها شيئاً إلا أتاه اللهُ تعالى إياه ما لم يسأل حراماً " (رواه ابن ماجة بإسناد حسن، وأحمد برقم (15587) بإسناد ضعيف، ما جاء في الساعة التي في يوم الجمعة أيضاً
5- ليلتا العيدين:
حيث قال صلى الله عليه وسلم : " من أحيا ليلة الفطر وليلة الأضحى لم يمت قلبه يوم تموت القلوب " (رواه الطبراني) حديث موضوع أخرجه ابن ماجة برقم (1782) والطبرانى فى الأوسط برقم (159) وينظر السلسلة الضعيفة برقم (520).
6- عند نزول المطر :
حيث قال صلى الله عليه وسلم : " اطلبوا استجابة الدعاء عند التقاء الجيوش، وإقامة الصلاة ونزول الغيث " (رواه الشافعى) حديث حسن ينظر السلسلة الصحيحة رقم (1469).
7- ليلة النصف من شعبان:
حيث قال صلى الله عليه وسلم : " إذا كانت ليلة النصف من شعبان فقوموا ليلها وصوموا يومها فإن الله تبارك وتعالي ينزل فيها لغروب الشمس إلي السماء الدنيا فيقول :
ألا من مستغفر فأغفر له؟
ألا من مسترزق فأرزقه؟
ألا من مبتلى فأعافيه ؟
ألا من كذا؟ ألا من كذا ؟ حتى يطلع الفجر " (رواه ابن ماجة) برقم (1388) وقال الألبانى: ضعيف جداً أو موضوع السلسلة الضعيفة رقم (2132) .
8- جوف الليل: لحديث أبي أمامة رضي الله عنه قال : قيل: يا رسول الله أي الدعاء أسمع؟ قال " جوف الليل ودبر الصلاة " (أخرجه الترمذي وحسنه) برقم (3499).
9- نصف الليل الآخر " أي : الليل " وثلثه الأخير: عن جابر رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " إن في الليل لساعة لا يوافقها رجلٌ مسلم يسألُ اللهَ خيراً من أمور الدنيا والآخرة إلا أعطاه إياه، وذلك في كل ليلة " . رواه البخارى برقم (1094) ومسلم برقم (758): قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ينزل ربنا كل ليلة إلي السماء الدنيا حين يبقي ثلث الليل الآخر فيقول: من يدعوني فأستجيب له، ومن يسألني فأعطيه، ومن يستغفرني فأغفر له " سبق تخريجه والحكم عليه.
10-وقت السحر: وهذا جزء من أجزاء ثلث الليل الآخر، وقد تقدم في " الصحيحين " ما يدل على قبول الدعاء فيه.
11-عند النداء بالصلاة لقوله صلى الله عليه وسلم : " ثنتان لا يردان : الدعاء عند النداء وعند البأس حين يلحم بعضهم بعضاً " أخرجه مالك وأبو داود برقم (2540)، وزاد أبو داود: " وتحت المطر ". قال الألبانى: صحيح دون ووقت المطر.
12- بين الأذان والإقامة: لقوله صلى الله عليه وسلم : " لا يرد الدعاء بين الآذان والإقامة " قيل: ماذا نقول يا رسول الله؟ قال: " سلوا الله العافية في الدنيا والآخرة " (أخرجه أبو داود والترمذى برقم (3594) وحسنه وأخرجه غيرهما. الحديث صحيح كما قال الترمذي).
13-عند الإقامة : ولعل الوجه في ذلك أن الإقامة هي نداء إلي الصلاة كالأذان، وقد تقدم مشروعية الدعاء مطلقاً عند النداء.
14-عند التحام الحرب : للحديث المتقدم: " وعند البأس حين يلحم بعضهم بعضاً "، وقد تقدم الحديث كاملاً.
15-دبر الصلوات المكتوبات ( وقد تقدم حديث الترمذى عن أبي أمامة )
16-وفي السجود: لقوله صلى الله عليه وسلم : " أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد فأكثروا الدعاء " (أخرجه مسلم وغيره) سبق تخريجه.
17- عند تلاوة القرآن لا سيما الختم: لقوله " من قرأ القرآن فليسأل الله فإنه سيجئ أقوام يقرءون القرآن يسألون به الناس " (أخرجه الترمذي برقم (2917) وحسنه الألبانى).
18- عند قول الإمام:  وَلا الضَّالِّينَ (الفاتحة: 7): لقوله صلى الله عليه وسلم : " إذا أمن الإمام فأمنوا، فإن من وافق تأمينه تأمين الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه " في " الصحيحين " البخارى برقم (747) ومسلم برقم (410).
19-عند شرب ماء زمزم: لقوله صلى الله عليه وسلم : " ماء زمزم لما شرب له، وإن شربته تستشفي به شفاك الله، وإن شربته لشبعك أشبعك الله، وإن شربته لقطع ظمئك قطعه الله، وهى هزمة جبريل وسقيا إسماعيل"، (رواه الدارقطني برقم (238) والحاكم برقم (1739) قال الألبانى : ضعيف . وينظر حديث رقم (4972) فى ضعيف الجامع) ، وزاد الحاكم : " وإن شربته مستعيذاً أعاذك الله " ( فينطبق هذا الحديث والله أعلم، علي ما يحمل من ماء زمزم إلي البلاد )
20-عند صياح الديكة لقوله صلى الله عليه وسلم : " إذا سمعتم صياح الديكة فاسألوا الله من فضله، فإنها رأت ملكاً " في الصحيحين البخارى برقم (3127) ، مسلم برقم (2729).
21-وعند اجتماع المسلمين في مجلس الذكر: المراد باجتماع المسلمين في مجالس الذكر: لما رواه مسلم برقم (2700): قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا يقعد قوم يذكرون الله تعالي إلا حفتهم الملائكة وغشيتهم الرحمة ونزلت عليهم السكينة وذكرهم الله فيمن عنده " ولقوله صلى الله عليه وسلم في خروج النساء يوم العيد: " وليشهدن الخير ودعوة المسلمين " البخارى برقم (318).
22-عند تغميض الميت : لحديث أم سلمة رضى الله عنها قالت: دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم علي أبي سلمة وقد شق بصره فأغمضه، فقال: " إن الروح إذا قبض تبعه البصر، فضج ناس من أهله، فقال: لا تدعوا علي أنفسكم إلا بخير، فإن الملائكة يؤمنون على ما تقولون " ثم قال: " اللهم اغفر لأبي سلمة وارفع درجته في المهديين واخلفه في عقبه في الغابرين، واغفر لنا وله يا رب العالمين، وافسح له في قبره ونور له فيه" أخرجه مسلم برقم (920).
23-الحضور عند الميت: ولعل وجهه ما أخرجه النسائي قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إذا حضر المؤمن أتت ملائكة الرحمة" وصححه الألباني في " صحيح سنن النسائي رقم (1833) " فيكون الدعاء عند حضور هؤلاء الملائكة مقبولاً.

[/FONT]


 
الوسوم
أثر الإجابة الدعاء وأوقات
عودة
أعلى