هلّ هلالُه ... وفاضت أنوارُه ... بعْدَ طولِ غيابٍ
وشوْقٍ عَظيم ... أشْرقت المآقي على أطْلالِ قدومه ...
واتّسعت الأحْداقُ لمعاني الخيْرِ الذي جاء به
جاء وبينَ يديه الرّحمة والمغْفرة
والعتقُ من النّيران
في مدائن الفَرح ... وبمداد شذا البَهْجة ... وعلى أوْراق الزّهْر
نكتبُ لكم تهْنئة عَميقة عبقَة بالرّياحين ملؤهَا الأماني ...
بأنْ يكونَ هذا رمضان الخَيْر ... رمَضانٌ وقدّ غيرني
فها هيَ نفحاتُه الجَليلة ... وبشائرُ خيرهِ الهتّان
وقد أطلّ علينَا بترانيم الأمل ... وانْسام السّكينة
ها هُوَ يُقبل فهنيئاً لمن بلّغهُ الله إيّاه
وهنيئاً لمن ســ يفوزُ بهِ فوزَ الرّضوان
هنيئاً له
......................... هنيئاً له
................................................. هنيئاً له
نبض الوجْدَان . عَبق الأَرْوَاح . ظَمأ القُلوْب
بِك الْقُلوب تسْعد و الْنُّفوس تَبتهِج
كَيْف لَآ
و فِيك الشَّياطِين تُصفَّد وخيْر الكَلام أنزِل فِيك
كَيْف لَآ
و بِك الطُّهر يَتجَلَى و الْإِيمَان يزهِر
غَنيمَة : لمَن احْسن اغتنَامِها و وعَى عَظيم فَضلها
وَيح قَلبي و عَجبي لِمن لَاح هِلَال الْنوْر و أَفل و كأن شَيئا لَم يَكن !!
كَيف لِذآك الْقلب أَن يَعيْش
لـ كُل مَن ذِآق ذَاك الْإِحسَاس و أُحس بِمرارَة الحُزن
مهْلَا ..
فَهاهو خَيْر و زِيْنة الشُّهوْر قَد أَطل فَلِنري اللَّه مِن انْفسنَا خيْرا
وَلـ || ـنُجدِد الهمَم و نعْليْها
فَنَحْن إِمّه الخَير امِّه مُحمَد بِنَا الحَق يَعلو و الدِّين يشمَخ
و لنجْعَل نَصب أَعيننا :
أَن لَّن يسْبقني إِلَى اللَّه أحَد
نَهَارِك يَا شهْر الهدَى صَوْم نفْس أَدبَها حُبَك
و رُوْح تَلهج بِالغفرآن بِلذَّة أَمل يَغشاهَا
لَيَاليْك يَا شَهْر الدُجَى آَي يرَتِلُهَا قَلْب مُشتَآق
و تَضرَع و أَكف تَمدُّهَا إِلَيك أَيْدِي ظَمآنَة
اتاك َشهْرُ السّعدِ والمكْرُمات
.................................................. .....فحيّه في اجْمل الذّكريـات
يا موْسم َالغُفْرانِ أتْحفْتنا
.................................................. ..... أنتَ المُنى يا زمنَ الصّالحات
شهرٌ في مطْلعهِ يقولُ للنّاس :
" إنّ رَحْمَةَ الله قريبٌ منَ المُحْسِنين "[ الأعْراف : 56 ]
فهُوَ سلوةُ النّفوس ... وانيسُ الأرْواح
وروضة ُالقُلوب ... وبلْسمُ الهُموم ... ومفْتاحُ التّائبين
وعزاءٌ لمَن تلطّخَ بأوْحالِ المَعَاصي ودَرنِ الذّنوب
جاءَ هذا الشّهر ليغْتسلَ العاصي
من أدْران الذّنوب بماء التّوبة النقيّ الصّافي
فاتحاً ذراعيهِ لمَن أنْهكتهُ ذلّ الخَطيئة ... ولتُشْرق روحُ
الإيمانِ فيهِ من جَديد ... جاءَ ليُذكر اخاه ُالمُسلم بإخوةٍ له
جياع ليْسَ لهُم زاد ... وعُراة ليْسَ لهم مأوى ولا يكْسُوهم لباس
شهرٌ عُرفَ بتربيتهِ للنّفوس
وتزْكيتهِ للقلوب ... وتوحيدهِ للكلمة
لينْساب َالمُجتمعُ الإسلاميّ كنبعٍ عذْبٍ مورود
يسْقي من ماءِ إخاءه من كانَ عطْشى للمّ الشّمل وتوحيدِ الصّف
ها هُوَ قد أقْبل ويقولُ للكونِ كلّ الكَون
وللدّنيا كلّ الدّنيا أنْ أنا شهْرُ العتقِ من النّيران فأينَ
الخائفونَ من عذاب الله ... وانا شهْرُ الرّحمة والغُفران
فأينَ التائبونَ المُتحابونَ الطّامعونَ برحماتِ الرّحمن وغُفرانه
حقّ للمآقي أنْ تُذْرف يا خيْرَ الشّهور
وأنْ تنْفطرَ الأكْبادُ يا غنيمة الزّاد الوَفير
يا رمضان رفقاً بالقلوبِ يا رمضان
فيا خيْرَ الشّهور ترفق
دموعُ المُحبّينَ تتدفق
فــ هنيئاً لمَن فازَ فيكَ واُعتق