محبة الاسلام
الاعضاء
قد يتساءل بعضهم فيقول: إذا كان الإسلام يهتم بأمر التجمل بالملابس، فلم حرم بعض الملابس المتفق على جمالها، وقيد حرية الإنسان في اتخاذ بعض الألبسة..
ثم يسوق من الأمثلة على ذلك:
• تحريم لبس الذهب والحرير على الرجال.
• تحريم الزهو باللباس الجميل.
• تحريم الألبسة النسائية الشفافة..
ونقول في الإجابة على ذلك:
إن الذهب والحرير، وسيلة تجميلية لا شك فيها، ولشدة إمعانهما في هذا المعنى كانا ألصق بزينة المرأة، لتناسبهما مع مهمتها الحياتية كزوجة..
ومن طبيعة كل من الذهب والحرير أنهما يضفيان على لابسهما رقة ونعومة وهذه صفات تتعارض مع طبيعة الرجل ومهمته في الحياة، وإنا لنلحظ فيمن يلبسهما من الرجال التأثر الواسع بصفات الأنوثة.. مما يخل بجمال الرجولة.
وتحريم الذهب والحرير على الرجال، أمر يتساوى مع الخط العام الذي رسمه الإسلام، في أن يكون الرجل رجلاً، وأن تكون المرأة امرأة فلا يختلط جنس بجنس ولا يتشبه جنس بجنس، إنه لا يريد ظهور ذلك النوع الثالث الذي برز على مسرح الحياة فلا هو رجل ولا هو امرأة.
وفي ضوء هذا نفهم قوله صلى الله عليه وسلم: «لعن الله المتشبهات من السناء بالرجال. والمتشبهين من الرجال بالنساء»[ رواه البخاري ].
وعن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم: «لعن الرجل يلبس لبس المرأة، والمرأة تلبس لبس الرجل»[رواه أحمد وأبو داود ].
إن تحريم لبس الحرير والذهب على الرجال حفاظ على جمال الرجولة، هذا ما تقوله الفطرة. أما حين تفسد هذه الفطرة، فإن الفساد يستشري حتى يصل إلى الموازين التي تقاس بها الأمور؟!.
وأما الزهو باللباس والتعالي به، فهذا لا يحرم لذات اللباس وإنما لما أورثه في النفس من التكبر والتغطرس.. تلك الصفات التي يكرهها الله تعالى.
ونحن حينما ننظر إلى هذا الإنسان الذي يجر ثيابه كبراً وخيلاء، نرى تناقضاً بين الصورة والحقيقة.. إن الصورة توحي بالعنفوان والعجب والمخيلة ولكن الحقيقة شيء آخر. إنه في حقيقته ضعف وخور واحتياج إلى كل شيء... إنه التناقض بين الظاهر والباطن وهنا يتجلى قبح هذه اللوحة.
ثم إن اتخاذ الثياب وسيلة كبر، خروج بها عن مهمتها ووظيفتها التي أشرنا إليها في بدء الفصل.
نستطيع الآن أن نفهم قوله صلى الله عليه وسلم: «لا ينظر الله يوم القيامة إلى من جر ثوبه خيلاء»[ أخرجه الجماعة ].
وعلينا هنا أن نفرق بين أمرين: حب الجمال الذي سبق الحديث عنه، والذي أقره الرسول صلى الله عيه وسلم، وبين الكبر والخيلاء. فذلك نابع من سلامة الفطرة، وهذا دليل على فساد الطوية.
وأما تحريم الألبسة النسائية الشفافة أو ما في حكمها مما يمثل أعضاء الجسم، فقبل الخوض في الحديث عن ذلك، ينبغي أن نذكر بقاعدتين جماليتين سبق تقريرهما:
ففي حديثنا عن مكانة الجمال. قلنا إنه من باب الكماليات أي أنه يأتي بعد الضروريات والحاجيات .
وبتطبيق هذه القاعدة على اللباس نقول: لا بد في اللباس أن يلبي جانب الضرورات. والضرورة هنا هي ستر العورة كما قال تعالى: ﴿ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآَتِكُمْ ﴾[سورة الأعراف: 26].
ولا بد أن يلبي جانب الحاجيات. وهي هنا دفع الحر والبرد وهو ما أشارت إليه الآية الكريمة: ﴿ سَرَابِيلَ تَقِيكُمُ الْحَرَّ... ﴾[سورة النحل: 81].
فإذا توفر الأمران السابقان أمكن أن نهتم بالجانب الجمالي. من لون ونعومة...
أما حين لا يوفر اللباس الأمرين الأولين فقد ترك وظيفته الأساسية، وهنا نصل للحديث عن القاعدة الثانية التي تنص على أن وظيفة الشيء ينبغي أن تؤدى عن طريق جماله.
ومعنى هذا أن فقدان الوظيفة يعني فقدان الجمال.
كما أن توفر الجانب الكمالي في الشيء مع فقدان الجانب الضروري والحاجي، هو خلل يؤدي إلى الفساد. وهنا يذهب الجمال ولا يبقى له أثر.
ونضرب مثلاً لذلك. فنقول: ما هو الجمال في (سكين) من الورق المقوى لا قدرة لها على القطع أو الثقب..؟.
وما هو جمال ثوب لا يؤدي وظيفة الثوب؟.
ونعود إلى الحديث الشريف الذي نص على هذا الموضوع. قال صلى الله عليه وسلم: «صنفان من أهل النار لم أرهما بعد، نساء كاسيات عاريات، مائلات مميلات.. لا يرين الجنة ولا يجدن ريحها..»[ رواه مسلم ].
إنهن كاسيات اسماً، عاريات حقيقة، وذلك إما لشفافية الثياب وإما لضيقها بحيث تحجم أعضاء الجسد.
وهنا فقدت الثياب وظيفتها تماماً.. وهذا إنما ينتج عن فساد أصاب الفطرة.. لأن الفطرة السليمة تقتضي السعي لتسر ما ينبغي ستره من الجسم. وتبتعد عن التعري الحيواني.
والإسلام إذ يمنع ذلك، إنما يحافظ على إنسانية الإنسان، ويمنعه من لبس ثوب تظهر من خلاله حيوانيته وتغيب وراءه إنسانيته.
على أن الثياب الرقيقة الشافة ليست محرمة لذاتها، فإذا أمكن استعمالها بطريقة يتأدى بها الغرض المطلوب وفق الخط العام الذي يرسمه الإسلام فلا مانع من استعمالها.
ذلك ما نفهمه من حديث أسامة بن زيد رضي الله عنه حيث قال: «كساني رسول الله صلى الله عليه وسلم قبطية كشِفة - كانت مما أهدى له دحية الكلبي - فكسوتها امرأتي، فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما لك لم تلبس القبطية؟ قلت: يا رسول الله كسوتها امرأتي، فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: مرها فلتجعل تحتها غلالة، إني أخاف أن تصف حجم عظامها»[رواه أحمد ].
يتضح مما سبق أن ما حظره الإسلام، إنما كان في سبيل تحقيق الجمال، الذي يستند إلى قواعد وأسس بنيت على منهج عام.
والذين لم يدركوا ذلك، هم الذين لم يستطيعوا ربط الفروع بالأصول ولم يقفوا على تصور كلي للخط الجمالي في المنهج الإسلامي.
ثم يسوق من الأمثلة على ذلك:
• تحريم لبس الذهب والحرير على الرجال.
• تحريم الزهو باللباس الجميل.
• تحريم الألبسة النسائية الشفافة..
ونقول في الإجابة على ذلك:
إن الذهب والحرير، وسيلة تجميلية لا شك فيها، ولشدة إمعانهما في هذا المعنى كانا ألصق بزينة المرأة، لتناسبهما مع مهمتها الحياتية كزوجة..
ومن طبيعة كل من الذهب والحرير أنهما يضفيان على لابسهما رقة ونعومة وهذه صفات تتعارض مع طبيعة الرجل ومهمته في الحياة، وإنا لنلحظ فيمن يلبسهما من الرجال التأثر الواسع بصفات الأنوثة.. مما يخل بجمال الرجولة.
وتحريم الذهب والحرير على الرجال، أمر يتساوى مع الخط العام الذي رسمه الإسلام، في أن يكون الرجل رجلاً، وأن تكون المرأة امرأة فلا يختلط جنس بجنس ولا يتشبه جنس بجنس، إنه لا يريد ظهور ذلك النوع الثالث الذي برز على مسرح الحياة فلا هو رجل ولا هو امرأة.
وفي ضوء هذا نفهم قوله صلى الله عليه وسلم: «لعن الله المتشبهات من السناء بالرجال. والمتشبهين من الرجال بالنساء»[ رواه البخاري ].
وعن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم: «لعن الرجل يلبس لبس المرأة، والمرأة تلبس لبس الرجل»[رواه أحمد وأبو داود ].
إن تحريم لبس الحرير والذهب على الرجال حفاظ على جمال الرجولة، هذا ما تقوله الفطرة. أما حين تفسد هذه الفطرة، فإن الفساد يستشري حتى يصل إلى الموازين التي تقاس بها الأمور؟!.
وأما الزهو باللباس والتعالي به، فهذا لا يحرم لذات اللباس وإنما لما أورثه في النفس من التكبر والتغطرس.. تلك الصفات التي يكرهها الله تعالى.
ونحن حينما ننظر إلى هذا الإنسان الذي يجر ثيابه كبراً وخيلاء، نرى تناقضاً بين الصورة والحقيقة.. إن الصورة توحي بالعنفوان والعجب والمخيلة ولكن الحقيقة شيء آخر. إنه في حقيقته ضعف وخور واحتياج إلى كل شيء... إنه التناقض بين الظاهر والباطن وهنا يتجلى قبح هذه اللوحة.
ثم إن اتخاذ الثياب وسيلة كبر، خروج بها عن مهمتها ووظيفتها التي أشرنا إليها في بدء الفصل.
نستطيع الآن أن نفهم قوله صلى الله عليه وسلم: «لا ينظر الله يوم القيامة إلى من جر ثوبه خيلاء»[ أخرجه الجماعة ].
وعلينا هنا أن نفرق بين أمرين: حب الجمال الذي سبق الحديث عنه، والذي أقره الرسول صلى الله عيه وسلم، وبين الكبر والخيلاء. فذلك نابع من سلامة الفطرة، وهذا دليل على فساد الطوية.
وأما تحريم الألبسة النسائية الشفافة أو ما في حكمها مما يمثل أعضاء الجسم، فقبل الخوض في الحديث عن ذلك، ينبغي أن نذكر بقاعدتين جماليتين سبق تقريرهما:
ففي حديثنا عن مكانة الجمال. قلنا إنه من باب الكماليات أي أنه يأتي بعد الضروريات والحاجيات .
وبتطبيق هذه القاعدة على اللباس نقول: لا بد في اللباس أن يلبي جانب الضرورات. والضرورة هنا هي ستر العورة كما قال تعالى: ﴿ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآَتِكُمْ ﴾[سورة الأعراف: 26].
ولا بد أن يلبي جانب الحاجيات. وهي هنا دفع الحر والبرد وهو ما أشارت إليه الآية الكريمة: ﴿ سَرَابِيلَ تَقِيكُمُ الْحَرَّ... ﴾[سورة النحل: 81].
فإذا توفر الأمران السابقان أمكن أن نهتم بالجانب الجمالي. من لون ونعومة...
أما حين لا يوفر اللباس الأمرين الأولين فقد ترك وظيفته الأساسية، وهنا نصل للحديث عن القاعدة الثانية التي تنص على أن وظيفة الشيء ينبغي أن تؤدى عن طريق جماله.
ومعنى هذا أن فقدان الوظيفة يعني فقدان الجمال.
كما أن توفر الجانب الكمالي في الشيء مع فقدان الجانب الضروري والحاجي، هو خلل يؤدي إلى الفساد. وهنا يذهب الجمال ولا يبقى له أثر.
ونضرب مثلاً لذلك. فنقول: ما هو الجمال في (سكين) من الورق المقوى لا قدرة لها على القطع أو الثقب..؟.
وما هو جمال ثوب لا يؤدي وظيفة الثوب؟.
ونعود إلى الحديث الشريف الذي نص على هذا الموضوع. قال صلى الله عليه وسلم: «صنفان من أهل النار لم أرهما بعد، نساء كاسيات عاريات، مائلات مميلات.. لا يرين الجنة ولا يجدن ريحها..»[ رواه مسلم ].
إنهن كاسيات اسماً، عاريات حقيقة، وذلك إما لشفافية الثياب وإما لضيقها بحيث تحجم أعضاء الجسد.
وهنا فقدت الثياب وظيفتها تماماً.. وهذا إنما ينتج عن فساد أصاب الفطرة.. لأن الفطرة السليمة تقتضي السعي لتسر ما ينبغي ستره من الجسم. وتبتعد عن التعري الحيواني.
والإسلام إذ يمنع ذلك، إنما يحافظ على إنسانية الإنسان، ويمنعه من لبس ثوب تظهر من خلاله حيوانيته وتغيب وراءه إنسانيته.
على أن الثياب الرقيقة الشافة ليست محرمة لذاتها، فإذا أمكن استعمالها بطريقة يتأدى بها الغرض المطلوب وفق الخط العام الذي يرسمه الإسلام فلا مانع من استعمالها.
ذلك ما نفهمه من حديث أسامة بن زيد رضي الله عنه حيث قال: «كساني رسول الله صلى الله عليه وسلم قبطية كشِفة - كانت مما أهدى له دحية الكلبي - فكسوتها امرأتي، فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما لك لم تلبس القبطية؟ قلت: يا رسول الله كسوتها امرأتي، فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: مرها فلتجعل تحتها غلالة، إني أخاف أن تصف حجم عظامها»[رواه أحمد ].
يتضح مما سبق أن ما حظره الإسلام، إنما كان في سبيل تحقيق الجمال، الذي يستند إلى قواعد وأسس بنيت على منهج عام.
والذين لم يدركوا ذلك، هم الذين لم يستطيعوا ربط الفروع بالأصول ولم يقفوا على تصور كلي للخط الجمالي في المنهج الإسلامي.