من عجائب النار وأهلها
اللهم اني اعوذ بك من عذاب القبر و من عذاب جهنم ومن فتنة المحيا و الممات و من فتنة المسيح الدجال
عن أبي هريرة رضي الله عنه : أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال : (( ناركم جزء من سبعين جزءا من نار جهنم )) ، قيل يارسول الله : إن كانت لكافية ، قال : فضلت عليها بتسعة وستين جزءا كلهن مثل حرها )) متفق عليه .
فاشتد ذلك عليهم فقالوا : يا رسول الله ، أينا ذلك الرجل ؟ قال : أبشروا ، فإن من يأجوج ومأجوج ألفا ومنكم رجل . ثم قال: والذي نفسي بيده ، إني لأطمع أن تكونوا ثلث أهل الجنة . قال : فحمدنا الله وكبرنا . ثم قال : والذي نفسي بيده إني لأطمع أن تكونوا شطر أهل الجنة ، إن مثلكم في الأمم كمثل الشعرة البيضاء في جلد الثور الأسود ، أو كالرقمة في ذراع الحمار )) صحيح البخاري31
وفي رواية لمسلم والترمذي (( وغلظ جلده مسيرة ثلاثٍ )) .
وروى أبو هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((ضرس الكافر يوم القيامة مثل أحد ، وعرض جلده سبعون ذراعا ، وعضده مثل البيضاء ، وفخذه مثل ورقان ومقعده من النار ما بيني وبين الربذة )) أخرجه الحاكم وأحمد ، صحيح الجامع 3890 والبيضاء : اسم جبل .
عن أسامة بن زيد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( يجاء بالرجل يوم القيامة ، فيلقى في النار فتندلق أقتابه ، فيطحن فيها كطحن الحمار برحاه ، فيجتمع أهل النار عليه ، فيقولون : أي فلان ، ما شأنك ، أليس كنت تأمرنا بالمعروف وتنهانا عن المنكر ؟ قال : كنت آمركم بالمعروف ولا آتيه وأنهاكم عن المنكر وآتيه )) متفق عليه
عن أنس بن مالك رضي الله عنه : عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( يرسل البكاء على أهل النار ، فيبكون حتى تنقطع الدموع، ثم يبكون الدم ، حتى يصير في وجوههم كهيئة الأخدود ، ولو أُرسلت فيه السفن لجرت )) رواه إبن ماجه وحسنه الألباني فيصحيح الجامع برقم 8083 .
أن الجنة محفوفة بالمكاره والنار محفوفة بالشهوات، فمتى صبرت على ما تكره نلت ما تحب ؛ومتى نهيت نفسك عن هواها ، وجاهدتها عن معصيتها لمولاها فقد سعيت في حصول نعيمها وسرورها ومناها ؛ فقد أفلح من بطاعة ربه زكاها ، وقد خاب من بمعصية الله قمعها ودساها ؛ فدرب نفسك على الخير وعودها ، ورغبها فيما أعد للطائعين الصابرين وشوقها ، وناقشها على الصغير والكبير وحاسبها ؛ فإن المؤمن لا يزال مع نفسه في ترغيب وترهيب ، وملاطفة ومحاسبة وتدريب ، حتى تحيا ويلين قيادها ويزول صعبها ويحصل مرادها ، وتسقى شجرة الإيمان في قلب صاحبها فتؤتي أكلها كل حين بإذن ربها ؛ فمن حاسب نفسه في هذه الدار، وألزمها الإنابة والتقوى والإكثار من الاستغفار ، وتفكر في نعم الله وخيره المدرار ، وأكثر من ذكر الله آناء الليل والنهار ، فاز بالنجاح والملك الكبير في دار القرار.