ايفےـلےـين
من الاعضاء المؤسسين
لَمْ تكنْ تلكَ اللّيلةُ باردةً في ظآهِرها , لكنها تحمل بروداً مميْتاً في تفاصِيلها
كيف ذآك البرود وأحمل بين أضلاعِ صدري جماراً من الحَنين , وبين مُقلتيّ
كانتْ حرارة الدّموع كفيلَةً بأن تعطي ذلكَ البردُ دفئاً لوقتٍ طويل ...
...
كنتُ قدِ اتكّئتُ على نَـافذةِ " الحُلْم " أشاهدُ بقاياهُ المُدّمرة , وماكُنتُ أملِك غيرَ
أننّي أنعِيه وأبكي على أطْلاله المُحترقة , كان ذلكَ الدّمارُ أشبه بِ " الحربِ العالميّة "
أياً يكون رقمها , فما أعتقد بأهمّيته طالما أنهما يشتركان بصفة واحدة " الدّمـَار "
...
عُدْت بِ " رأسِي " إلى الوَراء قليلاً , لآخذ فترة راحة من هكذا حُلم , أغمَضتُ عينيّ المجهدتين
بِصعُوبةٍ بَالغة , مُحاولةً نِسيان ما يجولُ بعقلي من أمور مُرعبة .. فرأيتُ ذلك الحُلم مرة أخرى ,
ويتشكّل بنفس الطريقة المُخيفة , لم يعُد حلماً أتمنى تحقيقه | بل أصبح كابوساً يعبث في مُخيلتي
ويدفعني للجُنون ..
هِوايتهُ عجِيبه : يُحبّ القتل البطيء وشغُوفٌ به أيّما شغف أمر غَريبٌ جداً أن حلم سنواتٍ طويله أجده بين يديّ وأخشاه وأخافُ منه !
أي ألمٍ ذاك ؟
أين الأمل ؟
هل هُناكَ ما سَيلُمّ شتاتَ ذاكَ الطّموح الذي رافقني طيلة حياتي ؟
أم سأواريه بنفسي بين طيّاتِ التُّرابِ وأحرصُ أن لا يراه " إنْسـَان " !
....
فتحتُ عينيّ لأجدَ نفسي في ذاتِ المَكان , وعلى نفس الأريكة التي ألقيتُ بِ جسدي عليها
تلكَ الليلة , لكن بعضُ التفاصيلِ هنا قد تغيّرت :|
فقد رسَم ذلك الليل خطين متوازيين على وجهي يقالُ لها دموع ! وانقشع ذلكَ الظّلامُ المُخيف
فأدركتُ حينها أننّي عشتُ تفاصيلَ ألمٍ مُرْعب , وكان ما يدورُ في رأسي سؤالٌ واحدْ :
هل ستتحقق الآمال ؟