نمو الأطفال والتطمين الخاطئ

  • تاريخ البدء

صفا النعمان

الادارة
طاقم الإدارة
نمو الأطفال والتطمين الخاطئ

نمو الأطفال والتطمين الخاطئ

نمو الأطفال والتطمين الخاطئ

"اتركوه ولا تخافوا ... ما زال صغيراً.. (بكرى لحاله بصير)"
"هكذا كان والده\ خاله\ عمه عندما كان صغيراً ...وعندما كبر تكلم \مشى لوحده"
" لا تبالغوا في خوفكم.. الكثير من الأطفال أظهروا هذه الأشياء وتحسنوا لوحدهم"
عدد كبير من الآباء والأمهات كانوا يخبرونني أن مثل هذه العبارات وغيرها كانت تُلقى على مسامعهم من قِبلِ الآخرين، كنوعٍ من التطمين عندما كان أطفالهم يظهرون في عمر مبكر مؤشرات غير طبيعية فيما يتعلق بنموهم، وخاصة تأخر اللغة أو الحركة أو التفاعل الاجتماعي لديهم..
وقد يكون بعض هذه "الاستنتاجات" أو التطمينات صحيحة، فبعض الأطفال يظهرون تأخراً بحدودٍ معينة، ولكن كم من التطمينات والاستنتاجات والتعميمات الأخرى بالمقابل كانت خاطئة وأدت إلى أمل زائف؟؟! وكم أدت إلى حرمان هذا الطفل أو ذاك فرصة التدخل المبكر في سنواته الأولى، وفرصة الكشْفِ عن الاضطراب والتدخل قبل أن يتطور ويصبح من الصعب التعامل معه؟!
والمشكلة تكون أكبر عندما يسمع الآباء والأمهات هذه العبارات التطمينية من أطباء أومختصين، إما بسبب ضعف الخبرة لديهم وتسرعهم، أو بسبب رغبتهم بالتهرّب من مصارحة الآباء والأمهات بواقع الإصابة أو الاضطراب لدى طفلهم، فتجدهم بذلك ينأون بأنفسهم عن ردود الأفعال التي يمكن أن تظهر لدى الآباء عند سماعهم خبر سيء يتعلق بأطفالهم، وقد يدركون أو لا يدركون أن الألم بعد الأمل الزائف سوف يكون أكبر وأكبر.
هناك قاعدة بديهية تقول ... ما ينطبق على إنسانٍ في ظروفٍ معينةٍ وزمان معينٍ قد لا ينطبق على الشخص نفسه ضمن ظروف أخرى أو زمان آخر.. وهناك أيضاً الكثير الكثير من العوامل والظروف التي تلعب دوراً سلبياً أو إيجابياً في النمو والتغيرات في السلوك... فالتعميم أو الاستنتاج المبني على مقدمات خاطئة لا يمكن أن يكون جزءاً من الممارسة المتخصصة والصحيحة.
وما أجمل أن نعطي كل أمرٍ حقه..
أطلب الاستشارة من أصحاب الاختصاص والخبرة، والمختص صاحب الكفاءة لا بد له أن يملك المعرفة اللازمة والمهارة الكافية في العمل، ويمتلك أيضاً مهارات التواصل اللازمة التي تمكنه من إيصال أي خبر أو معلومة للمستشير حتى لو كانت مزعجة جداً بالطريقة الآمنة والصحيحة.

اخصائي عيادة اضطرابات النمو وتعديل السلوك :
#الأخصائي_النفسي_بسام_الحوراني

#بصيرة_تربوي
 
عودة
أعلى