يقول أحد الاباء:
ذات يوم أساء ابني للجميع، فضرب أخته وشتم أخاه وأغضب أمه،
وعندما رجعت من العمل اشتكاه الجميع لي،
وانتظر المسكين أن أبطش به ، وهممت فعلاً أن أفترسه ،
لكنني رأيت نظرة الحزن والانكسار في عينيه لقد شعر المسكين أن الجميع ضده وأنهم يكرهونه ،
هنا اكتفيت بالصمت الحزين وقلت لهم : سوف أتصرف معه، وخلال دقائق ذهبت معه إلى المسجد ، وفي الطريق وضعت يدي على كتفه ، فخاف مني وظن أنني سأضربه ،
فقلت له : لا تخف ، أنت ولد طيب فلا تفعل ذلك ثانية ...
لقد فاجأه ما فعلت معه ، لم يكن يتوقع أن اعفو عنه ،
وهنا كان للعفو طعم آخر ،
ولذلك فقد أقبل ابني نحوي وقبلني وقال: أحبك ...
واتفقت معه على رد المظالم لأمه وإخوته ، وفكرنا معاً كيف يصلح ما أفسده.
وبعدها بأيام بدأت أفكر معه كيف يكسب أمه وإخوته ،
وكم فرح المسكين بذلك وتغيرت أحواله للأفضل
لقد اكتشفت أننا نعاقب أبناءنا عندما يسيئون ، لكننا لا نعلمهم كيف يحسنون ..
من كتاب
( بالحب نربي أبناءنا )
للدكتور عبدالله محمد عبدالمعطي