الأطفال ذوي الإعاقة والتوعية الجنسية

صفا النعمان

الادارة
طاقم الإدارة
٢٠٢١٠٥١١_١١٥٧٥١.jpg

? الأطفال ذوي الإعاقة والتوعية الجنسية

أسئلة كثيرة تطرح من قبل أسر الأطفال بشكل عام والأطفال ذوي الإعاقة بشكل خاص تتعلق بالمسائل التي ترتبط بالامور الجنسية والبلوغ لدى أبنائهم، وحول أمور عديدة منها مثل الاستكشاف الجنسي والأسئلة حول الجنس والعادة السرية والسلوكيات غير المناسبة .. ومن المهم ملاحظة أمر هام هنا .. وهو أننا لم نسمي هذه الأمور بالمشكلات أو الاضطرابات لسبب واحد، وهو أن هذه السلوكيات شائعة وجزء منها يعتبر طبيعي وهو جزء من سمات مراحل التطور الإدراكي والجسدي والاجتماعي.. لدى الأطفال والتي لا بد لهم من أن يمروا بها، حتى أن الكثير من الأدبيات التربوية تشير إلى أن عدم ظهور مثل هذه الامور لدى الطفل يشير إلى وجود مشكلة ما في نموه النفسي والاجتماعي.
وهذا الموضوع بالغ الأهمية، ولايزال الجدل قائماً في مجتمعاتنا حول ضرورة أن يكون منهج التوعية بهذه الأمور ضمن المناهج الدراسية والبرامج التوعوية الأسرية تحت ما يسمى بالتربية الجنسية، ولا زال هذا التعبير أو المصطلح للأسف يثير عند سماعه من قبل البعض ردة فعل متصلة فقط بالنوازع الجنسية ويقفز بمخيلاتهم إلى تصورات معينة وتخيلات مرتبطة بالعملية الجنسية ذاتها...
إلا أن التربية الجنسية التي نريدها لنا ولأبنائنا هي التربية التي تجيبنا على كثير من الأسئلة المتعلقة بفطرةٍ خلقنا الله عليها، ومتصلة بحاجة مهمة من حاجاتنا الأساسية، وقبل ذلك هي العملية تجعلنا أكثر وعياً بالتغيرات والأنماط الجنسية التي نعيشها ويعيشها أبناؤنا .. هي التربية التي تعلم أطفالنا باللغة التي يفهمونها والمناسبة لعقولهم ومدركاتهم، والبعيدة عن الاسفاف والابتذال كيف يحترمون أجسادهم سواء كانوا ذكوراً أو إناثاً، وكيف يحافظون على خصوصيتها، وكيف يحمون أنفسهم من الاستغلال والإساءة الجنسية التي نسمع عن حوادثها الكثير كل يوم..
من حق أبنائنا أن يحصلوا على المعلومات الصحيحة والموثوقة حول جنسهم وأجسادهم وأدوارهم الاجتماعية مستقبلاً، سواء كانوا ذكوراً أو أناثاً، ومن المهم بالنسبة للآباء أن لا يقابلوا استفسارات أبنائهم بالانفعال والغضب والعقاب وربطها مباشرة بـ "العيب والمحرمات".
والأطفال ذوي الإعاقة شأنهم شأن كل الأطفال الذين يظهرون مثل السمات التطورية والسلوكيات التي يعبرون من خلالها عن هذه الحاجات المتعلقة بالاستكشاف والفضول، ولكن الاختلاف قد يكون مرتبطاً بالشكل الذي تظهر فيه والطرق والسلوكيات التي يعبرون فيها عنها، وخاصة الأطفال ذوي الإعاقة الذهنية، وما نريد قوله أن هناك الكثير من الطرق والنصائح والارشادات التي يجب علينا معرفتها للتعامل مع مثل هذه القضايا التي يمكن أن نواجهها أثناء التعامل مع أطفالنا.
 
عودة
أعلى