لحـظـة المـوت السـعـيدة

صفا النعمان

الادارة
طاقم الإدارة
لحـظـة المـوت السـعـيدة
.
يكـون النـاس في لحظـات [ سَـكَـرات ] المـوت فـي هـذه الحـالات ، و التي وصـفهـا الله تعالى :
.
1 _ الرسـل الكـرام و الأنبيـاء عليهم الصلاة و السلام :
هـي لحـظـة : [ سَـلام ] و سـعادة و مـن أسـعد اللحظـات ، مثـال : قـال تعـالى عـن النبـيّ يـحي [ يـوحنا المـعمدان ] : ( و سـلام عليـه يـومَ ولِـد - و يـوم يمـوت - و يـوم يُبـعثُ حـياً ) مـريم 15 ، و يقـول عيسـى عليه السـلام : ( و السـلام عـليّ يـوم ولِـدت - و يـوم أمـوت - و يـوم أبـعثُ حـياً ) مـريم 33 ، و رسـولنـا الكـريم عليه الصلاة و السلام ، غـادر الحـياة و هـو بيـن يـدي [ أنـثى ] تمنحـه السـكينة و الهـدوء ، هي أم المـؤمنين [ السـيدة عـائـشة ] رضي الله عنهـا و عـن أبيهـا ، و لـكـن لا يُـريـد أحـد مـن أصـحاب [ الفتـوى و التقـوى ] تطـبيق هـذه [ السـنّة النبـوية الشـريفة ] !!!!! ، مـع أنهـم يعـرفـونهـا و لكـن [ يـرفضـونها ] و لا يـذكـرونهـا للنـاس مـن أجـل [ تطـبيقهـا ] لحـظة الوفـاة !!!!!! ، ( إنّ هـذا لشـيء عـجـيب ) هـود 72 !! .
.
2 _ الطـيـبيـون :
أيضـاً سيكـون حـالـهم عـند المـوت مـثل حـال الأنبيـاء الكـرام ، أي [ حـالـة سـلام ] ، يقول تعـالى : ( الـذين تتـوفـاهـم المـلائـكة - طـيبيـن - يقـولـون : سـلام عـليـكـم ) النحـل 32 ، و الطـيبيـن هـم الـذين يقـولـون للنـاس : [ الكـلمـات الطـيبة ] ، فقـد أوضـح تعـالى ذلـك : ( الخـبيـثات للخـبيثيـن و الخـبيثـون للخـبيثـات ، و الطـيبـات للطـيبيـن و الطــيبـون للطـيبات ، أولـئـك مـبرّؤون مـمّـا يقـولـون ، لـهم مـغفـرة و رزق كـريم ) النـور 26 ، أي : الكـلمـات [ الخـبيثات ] و تكـفير النـاس و الإسـاءة إلـيهم يقولهـا فقـط الأشـخـاص : [ الخـبيثـون ] لأنـهم لا يقـولـون إلاّ الكـلمـات : [ الخـبيثات ] للنـاس .
_ و لـكـن الكـلمـات : [ الطيبـات ] يقـولهـا فقـط الأشـخـاص : [ الطـيبون ] لأنـهم لا يقـولـون إلاّ الكـلمـات : [ الطيبـات ] للنـاس ، و لـذلك ورد في الآيـة : ( أولـئـك مـبرّؤون مـمّـا يقـولـون ) ، و يقـول تعـالى : ( ألَـمْ تَـرَ كـيفَ ضَـرَبَ الله مثـلاً - كلـمةً طـيّبةً - كشـجرةٍ طـيّبة أصلهـا ثابت و فَـرعـها في السـماء تـؤتي أُكُـلها كلّ حـين ... و مثَـل - كلـمةٍ خـبيثة – كشـجرةٍ خـبيثة ) إبراهيم 24 / 26 .
_ فـإذا أردتَ [ تقـييم ] إنسـانٍ ، فانظـر إلى كلمـاته ، فـإذا كانـت كـلمـاته : [ طـيّبة ] فهـو إنسـان : [ طـيّب ] ، و إذا كـانت كـلمـاته [ خـبيثـة ] تقـوم عـلى [ تكـفير النـاس و شـتمهـم و السـخرية مـنهم ] ، فهـو إنسـان [ خـبيث حـاقـد ، عـنده كـل أنـواع الطـاقات الظلامـية الشـيطـانية ، و يبغضـه الله و رسـولـه ] .
_ و اعـملوا بقـوله تعالى : ( و قـولوا للنـاس حُـسْـناً ) البقرة 83 ، و لقـد تكلّم مـوسى و هـارون عليهما السلام مع : [ فـرعـون ، أكـبر أعـداء الله ] تكـلّمـا بالقـول [ الحسـَن ] بناء على أمـر الله لهما : ( فـقولا لـه قـولاً - لـيّنـاً - ) طه 44 ، و الكـثير مـن [ المسـلمـين !!!!! ] يتكـلمون مـع إخـوتهـم في الإنسـانية : [ بأقسـى أنـواع الكـلمات !!!!!!! ] ، و عـيسى عليه السلام قـد : [ تكـلّمَ في المهـد ] ، و بعـض الناس يصـلون إلى [ اللّحـد ] و لا يُحسـنونَ الكـلام .
.
3 _ الـذين آمـنوا و عمـلوا الصـالـحـات :
كـل إنسـان [ مـؤمـن و عمـله صـالح ] في المـجتمع : [ لا يقتـل و لا يُخَـرّب و لا يعمـل الفـوضى و الفتـن ..... ] ، سـيكون عـند المـوت في [ أسـعد لحظـات عمـره ] ، و سـيكون هـذا آخـر : [ تنـزيل ] للمـلائـكـة الكـرام عـليه و هـو في الـدنيـا ، يقـول تعـالى : ( إنّ الـذين قـالـوا ربنـا الله ثـمّ اسـتقـاموا ، تتـنـزّل عـليهـم المـلائـكـة ألاّ تخـافـوا و لا تحـزنـوا ، و أبشـروا بالجـنة التي كـنتم تـوعـدون ) فصـلت 30 ، و يقـول تعـالى فيـهم : ( يـا أيتهـا النفـس المـطـمـئنة ، ارجـعي إلى ربّـك راضـية مـرضـية ، فادخـلي في عـبادي و ادخـلي جـنتي ) الفجـر 27 / 30 .
_ إذاً النفـس [ المـطـمـئنة ] تكـون : ( راضـية مـرضـية ) حـتى لحظـات المـوت ، و النفـس [ المـطـمـئنة ] هـي [ الضـمير و القيـم و الأخـلاق و المـحبة و عمـل الخـير ... ] ، و تحـتوي كلّ النُظُـم المتوافـقة مع الطـاقات المـلائكيّة و الخـيّرة ، و أسـماهـا عـلم النفـس : [ الأنـا الأعـلى ] .
.
4 _ الحـالـة الاسـتثنـائـية :
مـاعـدا الحالات الثـلاثـة السـابقة ، بقـيت الأنفـس : [ الشـرّيرة الخـبيثـة ذات الطـاقة الظـلامـية ] ، و هـذه الأنفـس : [ تـرفض ] الخُـروج مـن الجسـم لحظـة الوفـاة ، و تتمسَـك بقـوة في الجـسم .
_ عـند ذلـك : [ يضـرب ] المـلائكـة الكـرام الجسـم بقـوة ، مـن أجـل [ إخـراج ] النفـس ، و ليـس مـن أجـل الـذي يسـمـونه لكـم : [ عـذاب القـبر ] !!! ، مثـال : عـندمـا : [ يغـصّ ] الانسـان في بـلع الطـعام ، فـإنـهم [ يضـربونه ] عـلى ظـهره بقـوة ، مـن أجـل إخـراج الطعام مـن الحنجـرة و ليـس مـن أجـل عقـابه !!!!! .
و هـؤلاء صـنـفين اثـنين :
الصـنف الأول [ الكـافرون ] بكـل كتـاب الله :
يقول تعـالى : ( و لـو تـرى إذ يتـوفّى الـذين كـفروا ، المـلائـكـة يضـربـون وجـوهـهم و أدبـارهـم ) الأنفـال 50 .
الصـنف الثـاني [ الـبـعيدون عـن كتاب الله ، كـي لا يكونوا قـرآنييـن ] :
أولاً : لأنـهم يقـولون للنـاس أقـوال و حكـايا تخـالف صـراحـةً [ النصّ القـرآنيّ ] ، مثـال : يقول تعالى أن السـماء يوم الحسـاب تكـون قـد [ كـشـطت ] تمـاماً و لا يبقى شـمس و لا قمـر و لا نجـوم : ( و إذا السـماء كُـشـطت ) التكوير 11 ، و هـم يقولون للنـاس : [ إنَ الشـمس تكون فـوق الرؤوس يـوم الحسـاب و الناس حُفـاة عُـراة ] !!!!! ، و المثال الثـاني : الله يقول في سـورة النـور [ المفـروضـة ] أنّ العقـوبة [ الوحـيدة ] في حالة الزنـا هـي : [ الجـلد ] : ( و الـزانـية و الـزاني فـاجـلدوا كـل واحـد منهمـا مـائة جـلدة ) النـور 2 ، و هـم يقـولون للنـاس أن العقـوبة هـي : [ الرجـم ] حـسَـب مـا قال : [ ابـن تيمـية !!!!! ] .
_ و الأخطـر مـن ذلك ، أنّ كـل الـذين يُصـدّقونهـم و [ يُطيعـونهـم ] في هـذه الأمـور ، سـوف تضـربهـم المـلائكـة لحظـة الوفـاة ، و هـذه هي الآيـة بكـل الصـراحـة : ( ذلك بـأنـهم قـالوا للـذين - كـرهـوا مـا أنـزل الله - سـنطـيعكـم في - بعـض الأمـر - ، و الله يعـلم أسـرارهـم ، فكـيف إذا تـوفتـهم المـلائـكة يضـربون وجـوهـهم و أدبـارهم ) محـمد 26 / 27 .
_ أمّـا الـذين يقـولون للنـاس الكـلام الـذي : [ يخـالف صـراحـةً ] آيـات الله ، و [ يسـتكـبرون ] عـلى النـصّ القُـرآني كـي لا يكـونوا [ قُـرآنـيين ] ، فهـذا مـصيرهـم لحـظة الوفـاة : ( و لـو تـرى إذ الظـالـمون في غَـمرات المـوت ، و المـلائـكة بـاسـطوا أيـديهم - أخـرجـوا أنفسـكـم - اليـوم تُـجزون عـذاب الهـون ، بمـا كـنتم تقـولون عـلى الله - غَـير الحـقّ - و كـنتم عـن آيـاته تسـتكـبرون ) الأنعـام 93 .
 
عودة
أعلى