زيادة الثقة بالنفس عند الطفل

صفا النعمان

الادارة
طاقم الإدارة
FB_IMG_1619213646626.jpg


"زيادة الثقة بالنفس عند الطفل"
•الثقة بالنفس تعد من الأمور التي يكتسبها الطفل من البيئة المحيطة التي ينشأ بها؛ إذ أنها لا تولد مع الطفل ، لذلك فإنها تعد من الأمور الهامة التي يجب الإنتباه لها في تربية أطفالنا ؛ لأن الطفل الذي ينشأ بين أبوين يعززان ثقته بنفسه ، سيكتسب هذه المهارة لتصبح منهجاً يسير عليه حياته فيما بعد.

•الاهتمام بزرع الثقة في النفس يجب أن يبدأ منذ الصغر، تقريباً من عمر أربع سنوات وذلك من خلال خطوات تربوية تساعد على زيادة منسوب الثقة بالنفس لدى الطفل شيئاً فشيئاً حتى إذا كبر وصار بالغاً، ووُضع في موضع مسؤولية، كان واثقاً بنفسه، فعّالاً في مجتمعه، قادراً على تجاوز المواقف التي يمر بها بكل نجاح وتفوق.

•وزرع الثقة بنفس الطفل لا يتوقف عند عمر معين
وهذه الثقة بالنفس تنعكس على ثقة الطفل بوالديه وثقته بكل ماحوله.
- ماهي الخطوات الهامة لزرع الثقة في نفس الطفل؟وبناء شخصية الطفل بشكل متوازن؟
أولاً: تصرفي بثقة أمام طفلك:

يجب أن تعلمي أنك الشخص الأول الذي يتعلم منه طفلك، فثقتك بنفسك و صدقك في تعاملك مع الآخرين سوف تعزز هذا المفهوم عنده، لا تترددي كثيراً أمام طفلك في اتخاذ القرارات الحياتيةالبسيطة.
ثانياً: دعي طفلك يشاركك القرار:

استعيني برأي طفلك و ناقشيه، خذي رأيه في الأمور البسيطة، فهي تعلمه كيف يبدأ بالتفكير المنطقي و الذي يعزز ثقته بنفسه.
مثلاً، اصطحبيه معك إلى السوق و دعيه يبدي رأيه بين قطعتين من اللباس أو الالعاب أو حتى أثاث المنزل و تناقشي معه أي القطعتين تناسبكما أكثر.

أيضاً، دعيه يقرر الأمور التي تتعلق بأمور حياته اليومية، كأن يختار ملابس الخروج مثلاً.
ثالثاً: امدحي طفلك:
مدح الطفل من الأمور الهامة التي تعزز ثقته بنفسه، وخاصة المدح أمام الغير؛ تحدثي عن انجازات طفلك أمام زوجك وأهلك وأهل زوجك وكوني فخورة به و رددي على مسامعه أنك تثقين به لمساعدته لك في كثير من الأمور.
رابعاً: ابتعدي عن حماية طفلك الزائدة:

لا تخافي على طفلك بشكل يزيد عن الحد الطبيعي، ولا تأخذي على عاتقك القيام بواجباته و مسؤولياته، كأن تقومي مثلاً بحل واجباته المدرسية، أو ترتيب سريره.

عوّدي طفلك من الصغر على تحمل المسؤولية وأن هناك بعض الأمور التي يجب أن يقوم بها هو ولن يستطيع أي شخص آخر مساعدته بها.
مع الأخذ بعين الإعتبار عمر الطفل و المسؤوليات التي يستطيع إنجازها في هذا العمر.

خامساً: شجعي طفلك على أن يكون له أصدقاء إن وجود الأصدقاء في حياة الطفل هو أمر لا بد منه لتعزيز ثقته بنفسه، أما إذا كان طفلك لا يفضل وجود الأصدقاء في حياته، حاولي أن تساعديه في تكوين صداقات جديدة كأن تتعرفي على أصدقائه و عائلاتهم، أو أن تدعي أصدقائه لبيتك و تقومون بقضاء وقت ممتع سوية.

سادساً: لا تجعلي طفلك يخاف من قراراته:
علمي طفلك مهارة إبداء رأيه في قرار اتخذه، لا توبّخيه اذا أخطأ، استمعي لما يريد أن يقوله لك، ناقشيه و شجعيه على توجيه الأسئلة، ولا تتهربي من أي سؤال يطرحه عليه.

سابعاً: علمي طفلك مهارات عديدة :
من الأمور التي تزيد من ثقة طفلك بنفسه، هي شعوره بأنه يعرف الكثير من الأمور، علميه الرياضات المختلفة كالسباحة و كرة القدم و غيرها، وسّعي أفق طفلك بتشجيعه على القراءة، و أروي له القصص التي تتناول المواقف التي تتطلب من بطل القصة أن يكون شجاعاً واثقاً بنفسه.

ثامناً: أوفي بوعودك له :
دعي طفلك يثق بك، ويثق بمن حوله، فهذا يعزز ثقته بنفسه.
تاسعاً: لا تنقذي طفلك من مشاكله البسيطة :
لا تدافعي عن طفلك، دعيه هو يفعل ذلك، عوّديه أن يعتذر إذا أخطأ بحق أحدهم، وعلميه أن في ذلك مصدر قوة ينبع من مراجعته لذاته ومعرفته أنه أخطأ في حق غيره.

عاشراً: احترمي خصوصية طفلك :
لا تاخذي شيئاً من حاجاته وألعابه دون إذنه، و حاولي تخصيص بعض الأماكن في البيت أو الحديقة وأشعريه بأنه مسؤول عنها، كأن يكون مسؤولاً عن غرفته.

في النهاية،
• يجب تشجيع الطفل والثناء عليه في مواطن نجاحه، وفي المواقف التي يظهر فيها تصرّفات صحيحة، تماماً كما يُنتقد عندما يقوم بالتصرفات الخاطئة؛ فالإكثار من الانتقاد دون تشجيع وثناء يعمل على هدم الطفل أمام ذاته، وإضعاف ثقته بنفسه.

• معاملته باحترام عند الاختلاء به، وأمام الآخرين، كما ويُمكن استعمال ألفاظ الاستئذان، والاعتذار حسب الموقف؛ ذلك لأنّ إهانة الطفل تضعف من ثقته بنفسه بشكل كبير وملحوظ.

• مساعدته على اتّخاذ القرارات الصحيحة والصائبة، من خلال توضيح الخيارات المتاحة أمامه، وتعليمه الطرق الصحيحة لدراستها، ومنه إلى اتخاذ القرار الصحيح بناءً على المعطيات المتوافرة بين يديه.

• يجب أن يُعلَّم الطفل كيف يعتني بنفسه منذ صغره، كما ويجب أن يُعلَّم طريقة التخطيط لحياته؛ بحيث لا يُفرط في حق أي شخص، أو جهة عليه، ولا في حق نفسه عليه أيضاً.

• يجب أن يفسح المجال واسعاً أمام الطفل حتى يُعبّر عن نفسه، أو عن رأيه في كافة الأحوال والظروف، كما ويجدر بكل من يتعامل معه أن يستمع إليه حتى ينتهي من حديثه، وأن يؤخَذ كلامه على محمل الجد لا على محمل السخرية والاستهزاء، وذلك من خلال مناقشته بما طرحه من آراء وأفكار، والأخذ بكلامه إن كان صائباً، وتعريفه بخطئه في حال أخطاً.

• تعليم الطفل كافة المهارات التي يحتاجها حتى ينجح في حياته، كما ويجب أن تُصقل شخصيته، وأن يُبدَى اهتمامٌ واضح بما أعطاه الله إياه من مواهب، وقدرات. الإجابة عن مختلف التساؤلات التي تخطر على باله، وعدم الاستهانة بأيٍّ منها؛ إذ يُعتبر ذلك من أفضل الأمور التي تُعلّمه الصواب من الخطأ، كما أنّ ذلك يساعد على زيادة ثقته بنفسه بشكل كبير جداً.

علينا أن لا ننسى أن الثقة بالنفس هي قدرة الطفل على اعتماده على نفسه، وتَمكُّنه من قدراته التي يمتلكها، ومهاراته التي يكتسبها.
ولكن

هذه القدرة تَتفاوت من طفل إلى آخر؛ فبعض الأطفال شديدو الثقة بأنفسهم، والبعض الآخر ضعيفون من هذه الناحية.
ومردُّ ذلك إلى :

الشخصيّة المتفرّدة لكل إنسان، وأيضاً إلى الظروف الحياتية التي مر بها، والمواقف التي وُضع فيها، وأخيراً إلى نوع التربية التي تلقّاها منذ صغره.

لذلك علينا أن نراعي ذلك الاختلاف والتفاوت بين الأطفال وأن لا نقارن بين طفلنا وأطفال آخرين
فلكل طفل شخصيته وقدرته التي تميزه عن غيره.
ولكن علينا أن نحاول وندعم الطفل من أجل غرس الثقة في نفسه وبناء شخصيته بشكل متوازن.

د. حلا زبيدة
دكتوراة في علوم التربية الأسرية وعلم نفس الطفولة والمراهقة

----
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:
عودة
أعلى