(نيرآن هزت عروش الرجال )

خالد الطيب

رواية رائعة

سلمت يدااااااك

لك بس وين الكمالة بقالى كتييير بستناها

تحياتي لك
 
( الجزء العشرين )


" مشهد من منزل ماجد "

ام ماجد – زينه ، إتصلي بأخيك

لتستعلمي منه عن سبب تأخره عن العودة للمنزل

زينه – حاضر يا امي

" تهم زينه بلإتصال بماجد لكن

تدخل سارا الصالة تقاطع إتصال زينه بماجد قائلة...."

سارا – لا داعي للإتصال به ، لقد عاد

ام ماجد حقاً ، الحمد لله إطمئن قلبي

" يدخل ماجد الصالة ، يلقي التحية على الجميع

، يقبل راس والدته ، ويجلس بجوارها ...."

ام ماجد – تأخرت يا ولدي

ماجد – اعذريني لأني لم اتصل لإبلاغك

لقد اضطررت لتوصيل احد

اصدقائي لمنزله ودعاني لشرب فنجان من القهوه

فمر الوقت دون ان اشعر ، اعذريني مجدداً

ام ماجد – لابأس ، لكن...

ماجد"يقاطعها" – لن اكررها

ام ماجد – رضي الله عليك يا ولدي


ماجد – والآن ، اسمحي لي بلإنصراف

لحجرتي ، ارغب بالنوم قليلاً ، ثمّ الخروج

لشراء بعض المراجع التي احتاجها في الدراسه

ام ماجد – إذهب ياولدي فالتعب واضح عليك

" يتجه ماجد لغرفته تاركاً خلفه والدته واختيه

يتبادلن الأحاديث ،، يدخل غرفته يلقي بجسده

المنهك على سريره ، وكالعاده قبل ان يغلبه

النوم ، يقضي فترة زمنية ليست بالقليلة

في التفكير بنيرآن ،،،،، وبعد ساعة ونصف الساعه

قضاها في النوم ، إستيقظ ،،، وهرع للإغتسال

ولتبديل ثيابه للخروج لشراء ما يحتاج من مراجع

لأن الوقت قد تأخر واوشكت المكتبات على الإغلاق....خرج

من المنزل اتجه لأقرب مكتبة واشترى ما يريد ثمّ عاد ادراجه

إلى المنزل ، لينكب على كتبه ومراجعه يدرسها

وكان وجه نيرآن يلآحقه في كل صفحة يفتحها ، ،،،،،،، وفي

نفس التوقيت كانت نيرآن تدرس ايضاً

وكانت تجد وجه ماجد على السطور وبينها …….فإلى متى

سيبقيان رهن المعاناة متى سيلتقيآن"




" شمس يوم جديد "

" يمر صباح هذا اليوم بتثاقل على نيرآن وشهد التان تنتظرآن

إنتهاء ساعات الدوام المدرسي ، حتى يرجعن لبيوتهن

ليجهزن انفسهن للنزهة المرتقبه ….. وبعد ساعات مرت كأنها

ايام ،،، هاهو جرس إنتهاء الدوام يقرع فتتراقص نيرآن وشهد

طرباً على إيقاعه من شدة الفرحه … تتجه كل منهما لمنزلها

تنتظرآن ساعة الصفر للإنطلآق ….. تدخل نيرآن المنزل

تجوب ارجاء المنزل باحثة عن عمتها إلى ان وجدتها اخيراً

في الغرفة المخصصة لخزن الحاجيات والمواد التموينيه …

تقترب نيرآن من عمتها تلقي عليها التحية وتعانقها … وتقول "

نيرآن – عمتي ، ماذا تفعلين هنا

وضحى – ابحث عن سنارة صيد كنت قد وضعتها هنا

في احد الصناديق

نيرآن"بإستغراب" – سنارة صيد

وضحى – اجل ، ارغب في اخذها معنا , لأن هناك

بعض الأسماك الصغيرة التي تعيش على اعماق قليلة

بالقرب من الشاطئ وهناك اماكن مخصصة لصيدها

وارغب في ان اجرب حظي

نيرآن – رائع ، سوف نصطاد السمك ايضاً

سأساعدك في البحث

وضحى – لا ، إذهبي لتجهيز نفسك واغراضك

لأن لا وقت لدينا ، يجب ان نذهب مبكراً لنعود مبكراً

وانا سأتابع البحث ثمّ اتصل بأم عبدالرحمن لتطلب من سائقها

الحضور…

نيرآن – حسناً ، انا ذاهبه

لكن عمتي لدي سؤال


وضحى – إسألي

نيرآن – لماذا لم تطلبي من ام عبدالرحمن مرافقتنا؟؟

وضحى – لأني من خلال حديثها معي عرفت

ان زوجها من النوع الصعب المراس

ولا يوافق على طلباتها بسرعة

لذا حتى لا احرجها لم اطلب ذلك منها


نيرآن – حسناً . سأذهب الأن

ولن اتأخر عليك

" تتجه نيرآن لحجرتها ، وتواصل وضحى بحثها إلى ان

تجد السنارة ، ثمّ تخرج من غرفة الخزين ،،، تنهي نيرآن

إعداداتها وتتصل وضحى بأم عبدالرحمن لتطلب من سائقها

الحضور ، وتتصل ايضاً نيرآن بشهد لتبلغها بأنها وعمتها


قد اوشكتا على الخروج من المنزل بإتجاه منزلها لذا عليها

ان تكون جاهزة …. يحضر السائق ،،،، تصعد وضحى ونيرآن

السيارة ويتجهان لمنزل شهد التي كانت تنتظر على بوابة منزلها

…. وحال وصول نيرآن منزل شهد نادت عليها طالبة منها

الصعود إلى السيارة ، تصعد شهد

ويواصلون طريقهم نحو البحر ،، والسعادة على وجه نيرآن

وشهد لا يمكن وصفها لشدتها … وكذلك وضحى التي سعدت

بسعادة نيرآن ،،، وبعد مسافة طريق دامت قرابة الساعة

يصل الجميع إلى البحر ، تشكر وضحى السائق وتطلب

منه الإنصراف وانها ستتصل به عندما ترغب بالعودة ليأتي

ليصطحبهم ……يغادر السائق بعدما قام بإنزال

حاجيات وضحى ونيرآن من السياره ، تلتفت وضحى يميناً يساراً

لا تجد نيرآن وشهد ،،، تجول ببصرها ليقع عليهن اخيراً

وهن يركضن على رمال الشاطئ بإتجاه البحر لمعانقته

ومداعبته وقد امسكت كل منهن يد الأخرى تطوقهن برأة

لا توصف ….. فتدعو ربها لحظتها بأن يديم الفرحة

على نيرآن طوال عمرها … وبعد لحظات صمت قضتها

تتأمل فيها صغيرتها وصديقتها ،،، همت بترتيب حاجياتها

على الشاطئ ففرشت بساطاً ليجلسوا عليه واخرجت سنارتها

واتجهت نحو البحر لتجرب حظها بالصيد …. رمت بسنارتها

في البحر وكانت تسترق النظر من فترة لأخرى تراقب نيرآن

وشهد …. كانتا بنظر وضحى كالفراشتان الجميلتان تتنقلان

بخفة من رقعة إلى رقعة كتنقل الفراش من زهرة إلى زهرة

وكانتا تداعبان امواج البحر الهادئه يثرن بثورت جزرها الرقيقة

ويسكنّ بسكون مدها ، كانتا تجمعان الأصداف تارة وتتبادلان

رش الماء على بعضهن تارة اخرى … وبعد ما شعرتا بالتعب

توجهتا نحو وضحى وجلستا بقربها يشاركانها محاولات

الصيد التي كانت نتائجها تبوء بالفشل في كل مرة ….

وبعد فترة شعر الجميع بالجوع ، فذهبت وضحى تاركة

نيرآن وشهد يجربن حظهن بالصيد ، لتخرج

الطعام الذي اعدته لهذا اليوم ووضعه على البساط

الذي إفترشته ،، وطلبت من الفتاتين الحضور لتناول

الطعام ،،، تناولوا طعامهم ثمّ تمشوا قليلاً على الشاطئ

يتجولون بين الباعة الذين نشروا بضائعهم على الشاطئ

لفت إنتباه نيرآن قنينة زجاجية شفافة ممتلئة برمال البحر

الملونه اعجبتها كثيراُ وعندما تمعنت بها اكثر عن قرب

وجدت انه بين هذه الرمال وبطريقة ساحره

نقشت كلمة او اسم " وجد " بصورة خلابه …..

فرحت كثيراً لذلك …….وطلبت من عمتها ان تشتريها لها

فقد كان ثمنها زهيداً …….


اتعلمون لماذا ……..؟؟؟؟؟؟

لأنها اخيراً وجدت هدية تقدمها لوجد الطالبة الجامعية

التي اهدتها اللوحة…….

 
( الجزء الواحد والعشرون )


تدفع وضحى ثمن القنينة وتشتريها لنيرآن ، تحضن نيرآن القنينة

بعمق ،، لشدة فرحها بأنها اخيراً وجدت ما ستقدمه لوجد

التي تدين لها برد الجميل لأنها منحتها اروع لوحة شاهدتها

بحياتها .... استغراب يعتلي وجه وضحى التي تجهل سر

لهفة نيرآن لشراء تلك القنينة التي نحت فيها اسم " وجد "

فمن وجد وما السر .... لكن وجه شهد لم يعتليه أي

استغراب لأنها تدرك سر فرحة نيرآن بتلك القنينة

وتعرف من تكون وجد لكن الخوف هو الذي كان مسيطراً

على قسمات شهد ،، الخوف من ان تكون هذه القنينة ,,

بوابة الجحيم لحياة نيرآن ........ "


نيرآن – ما بكم ، صامتون ، تصوبون لي نظرات غريبه


وضحى "تنسلخ من حالة استغراب اعتلتها"- لا ، لا شئ

فقد تأخر الوقت وعلينا الإتصال بأم عبدالرحمن لتطلب

من سائقها الحضور لإعادتنا إلى المنزل...

شهد"تنسلخ هي الأخرى من حالة الخوف" – اجل ، تأخرنا

سيقلق والدي

نيرآن _ عمتي ، اتصلي بأم عبدالرحمن

" تخرج وضحى هاتفها النقل من حقيبتها ... تطلب الرقم

تنتظر إلى اخر رمق لرنين الجرس ، بعدها تجيب ام عبدالرحمن

قائلة....."

ام عبدالرحمن – اهلاً وضحى

وضحى – اهلاً بك ، لقد انهينا نزهتنا واتصلت لأطلب

منك ارسال السائق لنا...

ام عبدالرحمن – وضحى ، لا اعرف ماذا اقول لك

لكن ابا عبدالرحمن خرج برفقة السائق منذ ساعة من الزمن

واخبرني انه لن يتأخر بالعودة ... ولقد اتصل بي قبل

لحظات يخبرني بأن السيارة قد تعطلت بهما وسيأخذ

إصلاحها وقت ليس بالقليل...


وضحى – آه ، فهمت ، لاعليك سنستقل سيارة اجرة

ام عبدالرحمن – لا لا داعي لذلك

فوالدي عبدالرحمن يتجول بسيارته قريب من البحر

سأتصل به واطلب من ان يقلكم معه ، فطريق عودتكم واحد


وضحى – لا داعي ، فربما كان منشغلاً بأمر ما

لا اريد ان نكون السبب في تعكير صفوه


ام عبدالرحمن – لن تعكري صفوه ، فهو هاتفني منذ دقائق

يخبرني انه سيعود ادراجه ،، لذا سأتصل به الأن


وضحى – إذا كان الأمر كذلك فلا بأس

ام عبدالرحمن – حسناً ، فلتقفي انتي والصغيرات

على الرصيف المحاذي للبحر ... حتى يسهل عليه تميزكن


وضحى – لك ذلك ، وداعاً


" تنهي وضحى المكالمة ، وتخبر نيرآن وشهد بما استجد

فيقمن بجمع اشيائهن بسرعة ،، ويتجهن للرصيف

حتى لا يجعلن عبدالرحمن ينتظر طويلاً،،

وبعد إنتظار لم يدم طويلاً .. توقفت سيارة انيقة يقودها شاب وسيم بالقرب منهن

وسأل وضحى ...."

- هل انت جارتنا وضحى

وضحى – نعم ، انت عبدالرحمن

عبدالرحمن – نعم ، تفضلن بالصعود

" يترجل عبدالرحمن من سيارته ليساعد وضحى بوضع

حاجياتها في صندوق السيارة ، يتناوله منها بأدب واحترآم

وخجل فحافظ عبدالرحمن على خشوع بصره

... لكن تمتد له يدٌ رقيقة ويهمس بأذنه صوت مخملي.. قائلاً

تفضل ... فيشخص بصره الذي وقع بعنف على وجه نيرآن

ليرى امامه ملاك مخلوق على هيئة بشر ،،، من شدة انبهاره

تسمر في مكانه وخانته كل حواسه .... إلى ان ايقضته مجدداً

بقولها له : تفضل .... فيتناول منها ماتحمله ... ويهرب من النظر

اليها ... ويحدث وضحى طالباً منها الصعود ومن معها للسيارة ...

ينطلق عبدالرحمن بسيارته متجهاً بهم لمنازلهم ... وعيناه تسترق

النظر عبر مرأته الأماميه بين اللحظة واللحظة لنيرآن ....

لم يدر بين عبدالرحمن ووضحى أي حديث جانبي ...

فقد كانت تشكر له صنيعه وهو يرد عليها بوجل ....بعد


مضي ساعة ونصف من الوقت ، المسافة استغرقت مع السائق

ساعة ومع عبدالرحمن زاد عليها النصف ولوكان الأمر بيده

لأطال الدرب اكثر ،،، يصلون منزل شهد ،،، فتودعها نيرآن

وتستودعها الله ،،، ويواصل عبدالرحمن مسيره بإتجاه الحي

الذي تقطن وضحى به وهو ... واخيراً يتوقف بسيارته امام منزل

وضحى ... فيخرج .. يساعدها ونيرآن في انزال حاجياتهم

من السيارة ... وفور انتهائه تشكره وضحى مجدداً

وتغرقها بدعواتها له بالتوفيق والنجاح ... وتودعه ... فيلقي عبد الرحمن

عليها تحيـة الوداع ،،، وعلى نيرآن نظرة الوداع ايضاً....

نيرآن التي لم يتملكها أي شعور يذكر تجاهه ....

تدخل وضحى ونيرآن المنزل ... تتجه كل منهما لحجرتها

لتأخذ حمام ماء ساخن ليهداء مابي اجسادهم من تعب وارهاق

.... وبعد ذلك تخلد وضحى للنوم ،، فقد قررت النوم مبكراً

لشدة تعبها ...... بينما نيرآن تسللت بصمت لصالة المنزل

تمسك بالهاتف وتسحب سلكه بإتجاه حجرتها ... لتتصل ب وجد

،،،، ياله من قدر ففي نفس اليوم ،، تتفتح لنيرآن بوابتان للعثور

على ماجد ،،، البوابة الأولى تلك القنينة التي ستهديها لشهد..

والثانية عبدالرحمن ... اتعلمون انه صديق ماجد الصدوق...

لنرجع يا احبتي متابعي روايتي من اعضاء منتدى حبي

لنرجع لنيرآن من جديد ..... تدخل نيرآن حجرتها حاملة بين يديها

الهاتف ... توصد الباب خلفها ... وتجلس على حافة سريرها...

تفتح احد الأدراج المجاورة له ... لتتناول منه قصاصة الورق

التي كتبت وجد عليها رقم هاتفها .... بتردد وتلبك ... تطلب نيرآن

رقم شهد .... التي تجيب على الهاتف بسرعة دون ان تكلف نيرآن

عناء الإنتظار طويلاً .... فتقول.........."

وجد"بنبرة جاده" – من المتصل ...؟؟؟

نيرآن"بتلبك"- انا

وجد"بتعجب"- ومن انتي ؟!

نيرآن"بتلبك اكثر" – انا طالبة المدرسة ، التي اهديتها اللوحة


وجد"بشغف"- انتي ، نيرآن

نيرآن"بفرحة لانها مازالت تذكرها"- نعم ، انا هي

وجد – اهلاً ، بك ياحبيبتي

نيرآن – وبك ، اعتذر على ازعاجي لك .. لكن

وجد"تقاطعها"- ازعاج !! لا ازعاج يذكر

بل بالعكس كنت انتظر اتصالك بفارغ الصبر

نيرآن"بتعجب"- تنتظرينه ،، لما ؟

وجد"بتلعثم حتى لا تشعر نيرآن بشي " - لأنني احببتك

وارغب بالتعارف عليك عن قرب

نيرآن – وانا ايضاً ،، ولقد اتصلت بك اليوم

لأخبرك انني ارغب برد هديتك بهدية متواضعة... فلا

ترديها....

وجد- عزيزتي ، مازلت تفكرين بموضوع رد الهدية

نيرآن – اجل ، ولم ولن اكف عن التفكير به

لذا ارجوك ان تسمحي لي بمقابلتك غداً في أي مكان ترغبين

لأعطيك هديتي ،، وإذا رفضتي ،، سيكون رفضك كخنجر

دامي في صدري

وجد – لا ، لن ارفض ، سأقابلك غداً ، لكن اين ؟

نيرآن – لنتقابل في المتنزه الرئيسي في المدينة

الساعة العاشرة صباحاً

وجد – لك ذلك ، لكن الا يوجد لديك دراسة غداً

نيرآن – لا ، عليك ، انا رتبت كل اموري ، لا تفكري بأمري

وجد – حسناً ، لنا لقاء غداً

نيرآن – إلى اللقاء إذاً غداً

وجد – إلى اللقاء...


"انتظروني في الجزء الثاني والعشرين "

 

( الجزء الثاني والعشرين )


" تغلق نيرآن سماعة الهاتف ... وتتسلل بصمت خارجة من

حجرتها لتعيده مكانه ... ثمّ تعود ادراجها .. تلقي بجسدها على

سريرها ... تفكر بما دار بينها وبين وجد من حوآر... توبخ نفسها

فكيف اعطتها وعداً بلقاءها غداً دون سابق تفكير ... كان هذا الوعد

وليد اللحظة ... فهي الأن لن تستطيع التراجع عن موعدها و وجد..

فعليها ان ترتب امورها غداً بأن تتغيب عن المدرسة وتذهب للقاء

وجد.... لكن ما ارّق نيرآن واشعرها بتأنيب الضمير ... هو انها

ستضطر للكذب على عمتها والخروج دون علمها واذنها للمرة

الأولى في حياتها.... لكن تعزي نفسها بأنها لانية سيئة لديها

من وراء هذا الموعد .. وانها تخشى بل متأكدة انها لو اخبرت

عمتها لرفضت ذهابها لمقابلة وجد ... لأن عمتها لا تحبذ تعارف

نيرآن بمن هنّ اكبر منها سناً .... تلجم نيرآن عنان تفكيرها

وتقرر الخلود للنوم والذهاب في الغد للمتنزه لمقابلة وجد....."




" مشهد من غرفة وجد ، وهي تحدث نفسها "

واخيراً اتصلت نيرآن وعرفت رقم هاتفها ... وسأقابلها

ايضاً ... ياهل ترى هل اخبر ماجد بهذا الحدث وتعطيه رقم نيرآن

ليخبر بدوره والدته بأن تتصل بها لتساعدها .....اممممممم....ماذا

افعل.... لا لا يحتاج الأمر للتفكير سأتصل بماجد واخبره .... لقد

وعدته... وانا اريد كسب الأجر والثواب بتلك المسكينة ... سأتصل

به والأن ودون تردد ........"تتناول وجد هاتفها النقال وتطلب ماجد

الذي اجاب بعد انتظار لم يطول .... قائلاً....." "


ماجد – وجد ...

وجد- ماجد ... نعم انا هيّ ...كيف حالك؟

ماجد – بخير والحمدلله ... وانتي ؟

وجد – بخير... ماجد اردت اخبارك بأمر حدث يهمك...

ماجد" بشوق وقد احس بما ستخبره وجد به"_ اتصلت بك...صحيح

وجد – من

ماجد "بتلعثم " – نيرآن

وجد- اجل ... كيف عرفت ؟

ماجد "بفرحة لا توصف"- احساسي احس بذلك.... قولي متى

وكيف

وماذا ارادت وما رقمها...؟ اجيبي


وجد " بإستغرآب وتشكك"- ماجد ... رويدك ... ما كل هذه الأسئلة

وما دخل احساسك بها؟!

ماجد"يتصنع الهدوء ليبعد الشكوك عنها ويختلق الكلام


"- وجد ... لقد كانت امي تنشدني عنها اليوم لذا اخبرتك ان

احساسي احس ذلك ... ربما لأن ذكرها اخر ذكر لآمس مسمعي

لأني كنت اتحدث عنها مع والدتي ... ثمّ دخلت حجرتي ...

واتصلتي انتي ... وسمعت منك ما سمعت وقلت ماقلت....


وجد _ آه ... الآن فهمت .... حسناً ... لقد اتصلت بي

واختزنت رقم هاتف منزلها بنقالي ... سأبعثه لك برسالة


لكن لي طلب صغير منك

ماجد"بعجلة، فهو يكاد لايصدق مايسمع"- اطلبي ،و لكي ما طلبتي

وجد- لا اريدك ان تدع والدتك تتصل بها غداً ،، حتى لا تشك

بشئ .... لتفعل ذلك بعد اسبوع على الأقل

ماجد – حسناً ... سأفعل ... اقصد سأطلب من والدتي فعل ذلك

وجد – رائع ... إذاً سأرسل الرقم اليك الأن واحتفظ به

ولتتصل بها والدتك لآحقاً...

ماجد "بلهفة"- اجل اجل ... ارسليه الأن

وجد – سأرسله فور انهائي المكالمة الأن ... تصبح على خير

يجب ان انام مبكراً لأستيقظ مبكراً

ماجد "بتشوق لإنهاء المكالمة حتى ترسل له الرقم"- وانتي بخير

ارآك غداً

وجد – لا اظن انني ساحضر للجامعة غداً لأني ارتبطت

ونيرآن بموعد لقاء و...

ماجد"يقاطعها ،متعجباً " – موعد لقاء ! انتي ونيرآن

وجد اخبريني بكل شئ ارجوك

وجد- ماجد ... انت يهمك ووالدتك رقم الهاتف ... فلما تهتم بما عداه

ماجد"بمكر" – وجد ... عزيزتي ... انه الفضول فقد لا اكثر

ارجوك ... اشبعي فضولي واخبريني بالتفاصيل كلها

دقها وجلها ......

وجد _ حسناً ... مع انني لم اعهدك فضولياً...الأمر وما فيه
انّ نيرآن .....................

" تسرد وجد على ماجد كل ما دار بينها وبين نيرآن من حوآر

وبما حدث بينهما من اتفاق للقاء.......وفور انتهائها من اخبارها بما

حدث ... ودعته و انهت مكالمتها معه ...وارسلت له الرقم "




" مشهد لماجد في حجرته في ذات اللحظة محدثاً نفسه..وممسكاً

نقاله بقوة رغم ارتعاشات يديه ..يمعن النظر برقم نيرآن"



" ياالهي ... هل انا اعيش حلماً ام حقيقة ... اخيراً استدللت على

طريق الوصول اليها وسماع صوتها ... لا وإذا ذهبت للمكان

الذي ستقابل وجد فيه واسترقت النظر ... سأراها ... اجل سأراها

سأمتع عيناي بمحياها الذي يضاهي جمال القمر ..... ياالهي....

خيالاتي غدت واقعاً بلمح البصر ...... ارغب كثيراً بأن اسمع

صوتها الآن ... لكني اخشى ان يجيبني احداً غيرها ويشك بشئ

لا لن اتصل ......

آآآآآآه اخشى عليك من نفسي يانيرآن ..... الهذا الحد عشقتك

ياصغيرتي ..... لكني سأمنح عيناي لذة النظر اليك غداً

اجل ..... سأكون هناك ارقبك عن بعد يا حلوتي ...... احاول

جمع ذرآت انفاسك .... اشهقه شهقة لا زفرة تكتمها فيا

لا زفرة تتبعها .......آآآآآآآآآآآه ياالهي متى سيأتي الغد ،متى ؟ "


" وهكذا يبقى ماجد طوآل الليل يهذي بذكر نيرآن مع نفسه...

إلى ان بزغت شمس الغد ..............."


" وادرك شهريار الصبآح ...انتظروني في الجزء الثالث

والعشرون"

 
( الجزء الثالث والعشرين )


" وهكذا رحل الليل بتثاقل شديد واقبل الصباح ، ليستيقظ ماجد لا


من نومه بل من احلآم اليقظة التي عاشها طوآل الليل لينهض

ويجهز نفسه ويخرج من منزله لأول مرة دون ان يلقي تحية

الصبآح على والدته ... يتجه نحو المتنزه ليعانق بخطآه ذرات ترابه

التي ستتألق بمرور خطى نيرآن فوقها

قبل أي زائر، ويجلس في احد اركانه ، ينتظر قدومها رغم انه بقي

على هذا الموعد بضع ساعات إلا ان شوقه ابى إلا ان يحظره

مبكراً........


وفي ذات الوقت ... كانت نيرآن قد استيقظت وتناولت افطارها مع

عمتها وودعتها على بناء انها ذاهبة لمدرستها كالعادة ، لكنها كانت

تقف على ناصية الطريق المؤدي لمنزل شهد تنتظر عبورها به

في طريقها للمدرسة ، كانت ترغب بإخبارها بما ستنوي فعله

حتى تساعدها في اختلاق حجة غياب لمعلماتها ، وحتى لا يقمن

بلإتصال بعمتها للإستفسار عن سبب غيابها وينكشف المستور،

وبعد انتظار لم يدم سوى دقائق معدودة ، لمحت نيرآن شهد قادمة

بإتجاهها ، فنادت عليها بإسمها لتلفت انتباهها لوجودها ، الأمر الذي

اثار ذعر شهد ، فما الذي اتى بنيرآن إلى هنا ، لابد ان امراً جلل

قد حدث ، فتتسارع الخطى منها بإتجاه نيرآن لمعرفة ما تجهله

من سبب لقدوم نيرآن ، وفور اقترابها منها قالت .........."


شهد"بخوف"- ماذا هناك ، اخبريني؟

نيرآن "بهدوء"- هدئي من روعك ، لايوجد شيء يستحق خوفك

انا هنا فقط لأني اردت مرافقتك في طريق الذهاب للمدرسة

شهد"تلتقط انفاسها بإرتياح"- نيرآن ، بحق انتابني خوف شديد

فهذه اول مرة اراك فيها في شارعنا

نيرآن- ولن تكون الأخيرة، والأن لنتمشى صوب المدرسة

شهد – حسناً

" يشرعن بالمشي ، ونيرآن حائرة كيف ستخبر شهد

بامرها ، لأنه يجب عليها ان تغير اتجاهها للمدرسة عند اول مفترق

لذا تقرر ان تلقي عليها ماتنوي القيام دفعة واحدة دون تردد ،

فتقول....."

نيرآن – شهد ، قفي قليلاً

شهد – حسناً ، لكن لماذا

نيرآن"تتكلم بسرعة دون توقف"- شهد، لن اذهب اليوم للمدرسة

سأذهب لمقابلة وجد لأعطيها القنينة التي ابتعتها لها الأمس ،

واريدك ان تختلقي حجة لغيابي امام معلماتي حتى لا يتصلن بعمتي

لأنها لا تعلم بامر غيابي. اتفقنا

شهد"متسمرة منذهلة بما سمعته من نيرآن "- اعيدي

نيرآن _- لن اعيد ما قلت لقد سمعته جيداً ، اتفقنا

شهد"بإستغراب وذهول"- نيرآن ، ستتغيبين عن المدرسة وستقابلين

فتاة غريبة لا تعرفين عنها شيء ، والاعظم من ذلك ستكذبين على

عمتك

نيرآن – شهد ، لست اول او اخر فتاة ستتغيب عن مدرستها، و وجد

ليست غريبة واعرف عنها ما يهمني وهو انها انسانة حسنة

الخلق،وايضاً هذه اول مرة سأكذب بها على عمتي وستكون الأخيرة

لذا ارجوك ساعديني ، ارجوك

" تستمر نيرآن فترة بالتوسل لشهد التي رفضت الموضوع من

جذوره ، لكن شدة توسلآت نيرآن لها جعلتها توافق مرغمة لتكون

بذلك طرفاً في ما سيحدث وتعد نيرآن بأنها ستحفظ سرها وتداري

امر غيابها ، لكن شريطة ان تأخذ كل وسائل الحيطة

والحذر...تشكر نيرآن شهد وتقوم بطبع قبلة عرفان على وجنتها

وتتركها وتمضي في طريقها بإتجاه المتنزه ، حيث انها يجب عليها

ان تستقل الحافلة إلى المدينة التي يوجد فيها ، ثمّ المشي مسافة

طويلة حتى تصل إليه ، لأنها طبعاً لاتملك ثمن اجرة سيارة اجره

لتقلها بسرعة لهناك......تتسارع بخطاها لتصل الموقف المخصص

للحافلآت وتقطع تذكرة الحافلة ، فتنتظر هناك فترة تعدت الساعة

بإنتظار الحافلة

المخصصة لتلك المدينة لتصل ، وفور وصولها تتجه نيرآن صوبها

بسرعة لتصعد وتجلس في احد المقاعد المنفردة حتى لايجلس

بجانبها احد قد يعرفها ، وفور إمتلأ الحافلة بالركاب ، انطلقت

من الموقف بإتجاه المدينة ، كانت نيرآن خلال الطريق ، تشعر

بقلبها يزداد خفقاناً كلما اقتربت الحافلة من المدينة ، كانت تعلل ذلك

بسبب الرهبة حيث ان هذه اول مرة تخرج فيها بمفردها ، غير

مدركة ان قلبها يخفق لأنه يقترب من حبه من ماجد ،

و كانت ايضاً تحمد ربها لأنها سبق وزارت المتنزه وعمتها

وانها تحفظ طريقه فهذا يكفيها عناء البحث والتوهان ...وكانت ايضاً

تشعر بالخجل لأنها ستقابل وجد بزيها المدرسي فهذا سيثبت لوجد

انها هاربة من مدرستها لكن لا حول ولا قوة ... وبعد ان مضى

الوقت المستغرق للحافلة للوصول للمدينة ، ركنت الحافلة في

المجمع الخاص بالحافلآت وسط المدينة ، فتترجل نيرآن بعجلة منها

لأن الوقت قد داهمها ، وتمضي بخطى مسرعة تعبر الأحياء

وتقطع الشوارع بإتجاه المتنزه ............. في ذات الوقت

الذي كانت نيرآن تتجه فيه للمتنزه كانت وجد قد وصلت اليه،

فتدخل وتجلس على احد المقاعد القريبة من بوابته تنتظر نيرآن،

شاهد ماجد وجد ، وقام بإخفاء نفسه اكثر لكنه حرص على ان يتخذ

مكاناً يتمكن من خلآله رؤية نيرآن بوضوح دون ان يرآه احد ....

يسمر ماجد عيناه بإتجاه البوابة منتظراً اشراقة نيرآن منها ... وبعد

فترة قصيرة تـــ




( إنتظروني )
 
( الجزء الرابع والعشرون )


" تدخل نيرآن بوابة المتنزه فتتلفت في كل الإتجاهات باحثة عن

وجد ، لحظتها توقف قلب ماجد عن النبض واحتضرت انفاسه

عندما شاهدها ،احس بألف شعور وشعور ، تتجمد دماءه تارة

وتغلي تارة اخرى ، شعر برغبة جامحة في التزحزح من مكانه

وبأن يجري تجاهها يحتضنها ويحملها ويدور بها الف دورة ودورة،

لكن ما بيده حيلة سوى السكون والمراقبة والإكتفاء بضمها بنظراته

فقد ، نعود لنيرآن , عندما دخلت المتنزه ازداد قلبها بالخفقان

ازدياد يفوق خفقانه اثناء طريقها بالحافلة إلى هنا ، وما زالت تجهل

السبب فهي مازالت ايضاً غير مدركة ان اقترابها من حبيب القلب

ماجد هو السبب ، تهدأ نيران من شدة خفقان قلبها باخذ انفاس

عميقه

وتتابع تلفتها بعيونها التي وقعت اخيراً على وجد فتهرول

بإتجاهها ... تقترب منها حيث لم تلحظ اقترابها فكانت شاردة الذهن

، وتقول............"

نيرآن – انتِ وجد

وجد"تستفيق من شرودها "- نيرآن

نيرآن- اجل ، كيف حالك ؟

وجد- بخير ، تفضلي ،اجلسي بجواري

نيرآن"تجلس على المقعد"- اعذريني على التاخير

فالحافلة تأخرت في الإنطلاق من مدينتي إلى هنا

وجد- لا عليك ، لكن اراك في الزي المدرسي

نيرآن ؛هل تغيبتي عن المدرسة لأجل الحضور لمقابلتي؟!

نيرآن"بربكه"- لا ، لا فاليوم هناك احتفال في مدرستنا

ولا يوجد دروس ، وانا ارتدي الزي لأني انوي المرور بالمدرسة

فور عودتي ، وهذا كل ما في الأمر


وجد"غير مقتنعه"- آآه ، نيرآن

كان يتوجب علي ان لا ادعك تحضرين إلى هنا وحدك

وتتكبدين عناء الطريق والتعب

"كان ماجد يرآقب نيرآن ،متأملاً جمالها ورقتها"

نيرآن- لا عليك ، لا تعب ولا عناء في الأمر ثمّ

انني انا التي ترغب بلقائك ، لأقدم لك هديتي المتواضعه

"فجأة تقف نيرآن فزعه وتصرخ..." القنينة يالهي

لقد نسيت احضارها ، يالي من حمقاء،نسيت هديتك

" يفزع ماجد ايضاً فهو لا يسمع الحديث لكنه شاهد

ردة فعل نيرآن فخاف كثيراً ، وكان ينوي الهروع اليها

لكن ، تقف وجد فجأة وتقول...."

وجد"تنهض وتضع يدها على كتف نيرآن"- عزيزتي

اهدأي واجلسي ، كلنا معرضون للنسيان

نيرآن – لكن

وجد- هكذا افضل ، اتعلمين لماذا؟

نيرآن – لماذا؟

وجد – حتى نرى بعضنا البعض مرة اخرى

"تجلس نيرآن وتجلس شهد ، وتصدران ضحكات خفيفة

، فيهدأ ماجد ، فقد فهم ان الأمر بسيط ، لايستحق

ان يكشف عن تواجده لأجله.....وتواصل شهد حديثها

مع نيرآن ، فتطلب من نيرآن اخبارها بكل شيء عنها

فتخبرها نيرآن بكل تفاصيل حياتها ، تشعر وجد بلأسى تجاه

نيرآن وظروفها فقد كانت نيرآن تحدثها

ونبرة الحزن لا تفارق مخارج حروفها

، فتقوم وجد بدورها بإخبارها ايضاً بتفاصيل

حياتها ، لتخفف عن نيرآن وطأة المها ، وتشعرها انها

ليست الوحيدة التي تيتمت وعانت في الدنيا فهي ايضاً يتيمة

الأم وذاقت من ظلم زوجة والدها لها الأمرّين ، وفور ان انهت وجد

سرد قصتها المحزنه على نيرآن همت نيرآن

بعناقها عناق لم يدم سوى لحظات والدموع تتمرد في عيناها ،

وماجد في تلك اللحظة

احس بالغيرة من وجد لقربها من نيرآن ، وكان يتسأل بينه

وبين نفسه عن سبب هذا العناق ، فكيف له ان يسأل وجد

لاحقاً ، كيف ! ......وبعد فترة قصيره ، تنهض وجد وتنهض نيرآن


وتسيران بإتجاه البوابة ، ادرك ماجد ان اللقاء قد انتهى

وان كل منهما سيمضي في طريقه ، فتسلل بخفة يتبعهما

بالخفاء ، تعرض وجد على نيرآن ايصالها لمنزلها

لكن نيرآن ترفض ذلك بشدة لأنها لا ترغب بإتعاب وجد معها ,

فترضخ وجد لرغبتها و تودعها ، بعد ان اخذت منها وعداً بعدم

الإنقطاع

عن الإتصال بها ، وعدت نيرآن وجد بذلك ووعدتها ايضاً

بتقديم الهدية لها في اقرب وقت مناسب وكانت ترغب في ان تسأل

وجد عن ماجد لكنها خشيت ان تفهم وجد انها احبته ،الأمر الذي

جعلها تلجم لسانها حتى لا يتفوه بأي شيء عن ماجد ، تمضي وجد

بطريقها

وتمضي نيرآن ايضاً بطريقها المعاكس لطريق وجد ، يغتنم ماجد

الفرصه ويقرر الحاق بنيرآن بسيارته ليعرف مكان سكنها

يركب سيارته ويتبعها ، كانت مهمة اللحاق بها صعبة جداً

لأن نيرآن كانت تسير على اقدامها ، بإتجاه الموقف

لكنه حرص على ان لا يضيع اثرها منه ، ونجح في ذلك

فقد وصلت نيرآن موقف الحافلات دون ان يفقد اثرها ،فركن

سيارته في الموقف وجلس فيها ينتظر قدوم الحافلة التي ستقل

نيرآن ، نيرآن التي كانت تقف في الجهة المقابلة له

تنتظر قدوم الحافلة هي ايضاً بفارغ الصبر فقد اوشك موعد

إنتهاء اليوم الدراسي على الإنتهاء ويتوجب عليها العودة للمنزل

في نفس الوقت المعتاد حتى لا تشك عمتها بشيء .....وبعد انتظار

دام ربع ساعة تقريباً ...تصل الحافلة المخصصة لنقل الركاب

لمدينتها , فتستقلها وما هي سوى دقائق معدودة حتى انطلقت الحافلة

بإتجاه المدينة ، وينطلق ماجد بدوره بسيارته يتبع الحافلة ...وبعد

مضي الوقت المستغرق للطريق ، تصل الحافلة مدينة نيرآن

وتتوقف في الموقف المخصص ، وتترجل نيرآن من الحافلة ، شعر

ماجد حينها بالفرحه لأنه عرف المدينة التي تقطنها حبيبته ، يركن

سيارته ويراقب تحركات نيرآن في الموقف ، ليتبعها حال خروجها

منه ليعرف منزلها ، كان قريباً جداً منها لكنها لم تلحظ وجوده ،

لكن فجأة يسمع صوت رجل ينادي نيرآن ، نيرآن

ويلحظ التفات نيرآن لوجهة الصوت ، فيتجه هو ايضاً ليشاهد

ذلك الرجل الذي ينادي عليها ويجهر بإسمها في العلن ، وحال وقوع

بصره عليه ، كانت الصدمة لماجد الذي تمنى الموت لحظتها

وكان يكلم نفسه بصوت عالٍ ويقول "

ماجد"لنفسه"- لا مستحيل

مستحيـــــــــــــــــل

إنـه................................




( إنتظروني)

 
( الجزء الخامس والعشرون )

" مستحيـــــــل إنه ..... اجل هو ...."

" يترجل ماجد من سيارته بسرعة تاركاً بابها مشرع

يركض بإتجه الرجل المنادي على نيرآن ... مخلفاً ورائه

عجاج من غضب .... فيستوقف كل من في الموقف

المشهد ، فيمعنون به النظر .... فيقترب ماجد من الرجل

وينقض عليه يطبق بيداه على عنقه فيصيب الرجل الفزع...وفي

ذات لحظة انقضاضه واطباقه عليه تلحظ نيرآن المشهد

فينتابها الجفل ... لرؤية ماجد ينقض على ذلك الرجل

فأي صدفة جاءت به إلى هنا وأي صدفة جمعتهما وجمعته بذاك

الرجل .... تتسمر خوفاً في مكانها ترقب ماحصل .... وماجد

يواصل كتم انفاس الرجل الذي ينتفض بين يديه

... ويصرخ ماجد على الملاْ .... "

ماجد"صارخاً"- انت حقير .. حقير ... خائن

كنت تعرفها واخفيت عني

اتخون صديقك يا عبدالرحمن

عبدالرحمن"بكلمات متقطعه نتيجة كتم انفاسه"- مـ اجد

مـ اجد ، اتـ ر كـ نـ ي ، ارج و ك

ماجد"يحكم الإطباق عليه اكثر"- لن اتركك

سأقتلك يا حقير ... كنت تراني اتعذب

واخفيت عني انك تعرفها

عبدالرحمن_- مـ ا جد ، اتـ ر كـ نـ ي

ا ر ج و ك

ماجد"بصوت اعلى واعلى"- سأقتلك

نيرآن حبيبتي فكيف تخونني يا سافل

ناديتها باسمها انت تعرفها واخفيت علي ....

" عندما تسمع نيرآن ماجد ينطق بإسمها ، تدرك انها سبب ماحدث

والأبشع من ذلك الفضيحة التي تسبب بها لها ماجد ، فكل من في

الموقف من سكان مدينتها فهموا انها المقصوده ..... فتنهار لحظتها

وتجثم على ركبتيها واضعة راسها في الأرض

في وسط المعمعة في الموقف وتصرخ

كفــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــى

كفــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــى


فيلتفت ماجد نحوها وقد تراخت يداه من حول عنق عبدالرحمن

إلى ان افلته ... فيرديه طريح الأرض ... ويتجه بسرعة البرق

لنيرآن لينتشلها من وسط الوجوه التي طوقتها غير مدرك

انه بفعلته هذه سيثبت العار عليها اكثر وكثر ....يزاحم بعنفوان

كل الوجوه إلى ان يصل اليها .... و .............


( يتبع)

 
التعديل الأخير:
( تكملة الجزء الخامس و العشرين )


"يجثو ماجد على ركبتيه و يضع يداه على كتفها ، يحاول اخماد

ثورتها ، وشرح ما حدث لها ، لكنها و بكل ما أوتيت من قوة تدفعه

بيديها، و تنهض لتجري و تجري وتجري ، دون ان تلتفت ورائها،

تتسارع انفاسها ، لتخالط دموعاً حارقةً انسكبت على وجنتيها..

وماجد ما زال جاثما على ركبتيه بالموقف متأملاً طيفها الهارب

ينظر الى يديه تارةً كأنه يلومها و يلوم طيشه على ما اقترفا...

اما عبد الرحمن فقد صعد سيارته ليلحق بنيران..

وحال وصوله اليها وهي تجري على الرصيف المحادي للطريق

ترجل من سيارته لتحلق خطاه خطاها... امسك بطرف ذراعها

وشدها اليه...فوجدها غارقة بدموعها ...وقال..."

عبدالرحمن "بكلمات غير مترابطه"- نيران.. اهدئي .. نيران اعتذر

نيران ... ارجوكِ.. نيران .. اسمعي... نيران


"نيران ترتعش لاهثة تكتفي بالنظر اليه و كلماته تضيع قبل ان

تصل مسمعها فقد اصابها ذهول ، وعبدالرحمن يعاود بكلماته الكره

كلمات مرتبة هذه المره ، ويقول..... "


عبدالرحمن – نيرآن ، اهدئي ، واصعدي

معي السيارة لأوصلك للبيت ، ارجوك

" ومازالت نيرآن غارقة في ذهولها ودموعها ولهثتها ، تلتزم

الصمت وتكتفي بالتحديق به بعيناها المرتجفتان ، وهو يواصل

ترديد الكلمات على مسمعها اكثر من مره ... ينتاب نيرآن

في تلك الحظات حالة كبت شديدة تخونها كل الكلمات في

التعبير عن ما بداخلها ، يشعر عبدالرحمن انها على وشك الإنهيار

فيمسك بيديها بقوة ويكرر عليها طلبه بأن يوصلها لمنزلها

فماكان من نيرآن إلا الإنصياع دون وعي وإراده لطلبه ،

فتسير معه بكل هدوء على سيارته ، يفتح لها الباب وفور جلوسها

على المقعد يحكم اغلاق الباب ، ويتجه لمقعده ليقود سيارته

بإتجاه منزل نيرآن ... وحال بدأه بالسير ... جعل يتأمل نيرآن تارة

يفكر بما حدث وما علاقتها بماجد وما علاقة ماجد بها ...

وتارة اخرى ينظر امامه ليرى طريقه ، لكنه ايضاً يغرق

في التفكير بما اسلفت ... ويلوم نفسه ايضاً كيف ترك صديقه

الصدوق في الموقف ،دون ان يفهم منه سبب هجومه عليه

وكيف يعرف نيران ، ايعقل ان تكون قريبته ، ايعقل ،

وبعد التفكير ، فجأة يوقف سيارته بسرعة لدرجة ان صوت

الكوابح هز مسمع نيرآن وارعبها .... ويلتفت نحوها ويقول..."

عبدالرحمن _ مستحيل

ايعقل ان تكونين انتِ نيرآن ، الفتاة ذاتها التي يحبها ماجد

ويبحث عنها ؟! ايعقل ؟! اجيبي

" هنا ادرك عبدالرحمن كل شيء وفهم كل ماحدث ، لكن نيرآن

مازالت غير قادرة على النطق بأي كلمة لترد عليه ،

يكرر عبد الرحمن سؤاله الإستنكاري عليها اكثر من مره ،

وعندما يأس من ردها ،،، قال ..... "

عبدالرحمن – انتِ ، هيا ، يا الهي ماذا فعلت

لقد فهم ماجد فهماُ خاطئاُ ، فأنا لا اعرف انك

هي ذات الفتاة التي حدثني عنها ، رأيتك مره ، واسمك


اخبرتني به امي ، ولقد ناديت عليك

في الموقف لاستفسر عن سبب وجودك فيه

خشيت ان مكروه قد حدث ، فقد لا اكثر ،،، يا الهي ساعدني ،

كيف افسر له ، كيف ؟

" يقوم عبدالرحمن بضرب رأسه بصورة متكررة متعاقبة

على مقود السيارة ، يلوم نفسه على كل ماحدث

فقد يخسر صديقه بسبب ذنب لم يرتكبه ، في هذه اللحظه

يتمرد لسان نيرآن على صدمتها وذهولها وتصرخ في

وجه عبدالرحمن قائلة ......"

نيرآن "تصرخ"- هذا جل همك صديقك وصداقته ، وانا الم تفكر

في ماحدث لي فسوف اصبح حكاية تحكى على كل لسان ،

انا لا اعرف ماجد ولا يهمني ان كان قد احبني ... انا اعرف شيء واحد انكم

انانيون ، كلكم يا معشر الرجال انانيون ،

انانيــــــــــــــــــــــون

انانيـــــــــــــــــــــــــــــــون

" وبعد ان اتهى تمرد كلمات نيرآن ، تفتح باب السيارة

وتنزل منها ، وتضرب الباب ورائها بقوة ، وتمضي مهرولة

في دربها ، لتترك ورائها ظل رجل اخر مهزوم ..... لم يحرك

عبدالرحمن ساكناً ، فكان وقع الصدمة عليها شديد ، ووقع كلمات

نيرآن اشد .... تسير نيرآن بخطى تتسارع شيئاً فشيء ...إلى ان

تبتعد عن مرأى عبدالرحمن ، تحتار في دواخلها إلى اين تذهب

ولمن تلجأ ، فلاتسطيع التوجه لمنزلها وهي في مثل هذه الحاله

فستلحظ عمتها حالها وقد يثير ذالك الشكوك بداخلها ، فقررت

التوجه لمنزل شهد ، فمن المؤكد انها عادت من المدرسة الآن

لتريح جسدها المثقل بلألم قليلاً وتخبرها بما حدث لها علها

تخفف عنها وطأة المها ....."



"( انتظروني)

 

" الجزء السادس والعشرين "

" تطرق نيرآن بوابة منزل شهد بطرقات متقطعة مكسوره

وهي متأكة عليها ، تحاول قدر الأمكان منع جسدها المترنح

من السقوط ... وبعد انتظار دام بضع دقائق ، تفتح شهد البوابة

وتتفاجأ بأن نيرآن هي التي تطرقه .. تلحظ التعب الناطق بصمت

على وجه نيرآن كما تلحظ عدم توازنها ، تمسك بيدها لتشد من

هامتها ، وتدخلها المنزل تتجه بها إلى حجرتها ، دون ان تنطق

ببنت شفه ..لأنها ادركت ان مصيبة قد حدثت ، ولم ترغب بسؤال

نيرآن عن أي شيء قبل ان تدخلها حجرتها وتوصد الباب عليهما

، وما إن فعلت ذلك اجلست نيرآن على سريرها ، واوصدت الباب

وعادت مسرعة لنيرآن تحضنها بقوه فقد كانت تنتفض من على

السرير انتفاضة وجع...وطلبت منها اخبارها بكل ماحدث معها

وماسبب لها كل هذا التعب ... تنهار لحظتها نيرآن وتبكي بحرقة

واضعة رأسها على صدر شهد ، واخذت تسرد عليها كل ما حدث

...."





" نعود لماجد "


" بعدما هربت نيرآن واختفى عبدالرحمن ، كان ماجد جاثماً حينها

على ركبتيه في وسط موقف الحافلات ، لكنه لم يبقى على وضعه

بل نهض بعد فترة دامت طويلاً وركب سيارته ، وقادها بسرعة

جنونيه ، وهو الآن

متجهاٌ لمنزل عبدالرحمن ممسكاٌ بهاتفه النقال يطلب هاتف منزل

نيرآن اكثر من مره ففي كل مرة كانت ترد على الهاتف سيدة كبيرة

هي وضحى عمة نيرآن ، فيغلق الخط ويعاود الكره ، عل نيرآن

تجيب ويطلب منها الصفح والغفرآن ، لكن للأسف لا تجيب نيرآن ،

ويمضي في طريقه متجه بتلك السرعة الجنونيه لمنزل عبدالرحمن

ليكمل ما لم يستطع انهائه معه من ثورة جنونيه ، وماهي إلا لحظات

حتى وصل منزل صديقه الذي اصبح بين العشية وضحاها عدوه

اللدود ، يترجل من سيارته ، ويطرق باب منزل عبدالرحمن

طرقات غاضبة قويه بعيدة كل البعد عن كل المعالم الحضاريه ،

تفتح ام عبدالرحمن الباب بسرعة ايضاُ لترى من الطارق

وماذا ورائه فقد استغربت طرقاته القويه ، وما إن شاهدت

ماجد ... قالت "

ام عبدالرحمن"بخوف وعجله" – ماجد ، ماذا هناك ياولدي

ماجد" بعصبيه"- اين عبدالرحمن

ام عبدالرحمن – موجود ، في حجرته لماذا ؟ احدث شيء

ماجد"يتمالك نفسه"- لا ، لكن اريد ان ارآه



لمسألة تتعلق بالدراسة الجامعيه ملحة هي وضروريه

ام عبدالرحمن"تلتقط انفاس الإرتياح"- حسناً ، تفضل بالدخول

اولاً

" يدخل ماجد منزل عبدالرحمن "

ام عبدالرحمن – استرح ، ياولدي

وسأذهب حالاً لإستدعائه إلى هنا

ماجد- لا ، يا خالتي ، إذا سمحتي لي سأصعد

انا لحجرته اريد ان تكون زيارتي له مفاجئه

ام عبدالرحمن – لك ماشئت ، تفضل بالصعود

" يشكرها ماجد ويصعد بخطوات ثابتة مثقلة بالحقد

متجهاً لحجرة عبدالرحمن ، وحال وصوله اليها يمسك بيده

مقبض الباب ويشد من قبضته عليه ، ويلتقط انفاسه

ويستعد لفتح الباب والهجوم على عبدالرحمن فهذه المرة

لن يفلت من قبضته ، فيفتح ماجد الباب بقوه

ويركلها ورائه برجله ، فيفزع عبدالرحمن لرؤية ماجد

ويفتح فمه لينطق بما في خاطره من كلمات ، لكن ماجد يباغته

بالهجوم عليه واطباق فمه بيده ، وما ان نظر ماجد لوجه

عبدالرحمن حتى صعق وتراخت يداه وافلتته وخارت كل قوه

فقد وجد عيون عبدالرحمن بالدمع تفيضان ، وكانت هذه اول مرة

يرى ماجد فيها دموع صديقه وكان شريط الماضي يمر من امام

ماجد كلمح البصر تذكر من خلاله قولاً لعبدالرحمن كان قد قاله له

وهو " اتعلم ياماجد لم ابكي في حياتي قط ولم اشاهد منظر الدمع

في عيوني ، واشعر انني لن ابكي في المستقبل لأي سبب كان

إلا إذا ظلمت منك وطعنت في صدق صداقتي لك "

فأدرك ماجد هنا انه ظلم صديقه وان عليه تحكيم عقله

في الموضوع ، وفهم كل شيء منه برويه "


" انتظروني في الفصل الثاني والجزء الأول "

 

" الجزء الأول من الفصل الثاني "



" يكبح ماجد من جماح تهوره ... ويبقي نظره شاخصاً

على وجه عبدالرحمن الذي غطته رآحتاه ... يرقب

بريق الدمع من بين انامله ... يشعر بذنب كبير

لأنه قد يكون تعجل في اصدار الحكم على صديق

الصدوق... فيقترب من عبدالرحمن ، يجلس بجواره

يحاول الإقتراب منه اكثر يمد يدها ليضعها على كتفه

لكنه كلما يوشك على وضعها ، يعيدها ادراجها ، وهكذا

يستمر على هذا الوضع اكثر من مره ، إلا ان شد من

عزيمته ، وحط اخيراً بيده على كتف عبدالرحمن ،

وربت عليها بحنان ، يستشعر عبدالرحمن يد ماجد

فيزيح يداه عن وجهه ، ويضع وجهه في وجه ماجد

ويبداء الصرآخ الشبه مكتوم برفقة النهار الدموع،

ويضع رأسه على صدر ماجد كالطفل ويقول ..."

عبدالرحمن – ظلمتني يا ماجد

ظلمتني يا اخي

" يرتعش ماجد ارتعاشة هزت كل اوصاله ويقول بصوت مرتعش "

ماجد – إهداء ، وكفكف دموعك

موجع ان ارى دموعك ، ارجوك كفكف دموعك

واهداء

" يزيح عبدالرحمن رأسه عن صدر ماجد ببطء

يلفظ انفاسه يكبح جماح اندفاعها وجماح دموعه ...

ويضع عيناه في عيني ماجد ويقول ...."

عبدالرحمن _ سأهداء ، لكن رجائي ان تسمع كلآمي

للأخر ، بعدها اترك القرار لك في الحكم على وفائي

لصداقتك ، ارجوك

ماجد – تفضل ، قل ما عندك

" يروي عبد الرحمن لماجد القصة كامله ، كيف عرف

نيرآن ، وكيف عرف اسمها ، ويحلف له بالله انه لم يكن

يعلم انها هي ذاتها حبيبته التي اخبره عنها ، ويخبره

عن سبب ندائه عليها في الموقف وكان ماجد

قد وجه لعبدالرحمن سؤالاً يسأله فيه إذا كان يحمل أي

مشاعر حب لنيرآن ، صدم عبدالرحمن لسؤال ماجد لأنه

فعلاً كان قد وقع في هواها ، بالتأكيد لا يستطيع اخباره

بذلك حتى لا يتحطم قلبه فقرر ان يخفي الحقيقة على

ماجد وكان جوابه على السؤال هو النفي ، وفور انتهاء

عبدالرحمن

من سرد قصته ، اغرورقت عينا ماجد بالدمع ... وهمّ

بضم صديقه ، قائلاً ...."

ماجد "بحرقه "- سامحني ، سامحني ارجوك

تسرعت وحكمت عليك ظلماً سامحني


عبدالرحمن"بحرقة ايضاً "- وكيف لا اسامح

من هو اقرب من انفاسي لي ، سامحتك يا اخي


سامحتك


" وهكذا احبتي ، انتهى الخلآف الذي دارت رحاه

بين الصديقان .... وبعد فترة من احتضانهما لبعض

جلسا يبحثآن في امر نيرآن وكيف السبيل لإرضائها

وجعلها تسامحهما ، وكيف السبيل ايضاً لتقريبها

اكثر من ماجد ....... لكن كانت ام عبدالرحمن تسترق

السمع عليهما ... جن جنونها عندما عرفت ان نيرآن

كانت ستتسبب بمقتل ولدها على يد صديقه ... فتخيلت

نيرآن فتاة لاهية عابثه ... ولشدة خوفها في ان تتسبب

نيرآن بمشاكل اكثر بين ولدها وماجد ، قررت الذهاب

لمنزل وضحى لتخبرها بما حدث لتضع حداً لطيش

نيرآن وقلة حيائها"





" مشهد من منزل شهد "





" الفصل الثاني ... الجزء الأول "

" بعد ان فهمت شهد كل ماحدث من نيرآن ، القت اللوم عليها

لأنها ذهبت لرؤية تلك الفتاة التي تدعى وجد ، مما ادى لحدوث ما

حدث ، فسألتها نيرآن بإندفاع وغضب ....."

نيرآن – وما دخل لقائي بوجد بما حدث، اخبريني

شهد- نيرآن ،اهدائي ، بعلمي بك ذكيه

فماجد لايعرف عنوانك ولا يقطن مدينتنا

فكيف وجدته في الموقف ، ها،

نيرآن – صدفه

شهد – أي صدفة التي تجمع بينكم في ذات اللحظه

والمكان ، لا ياحبيبتي ، وجد اخبرت ماجد بأمر لقائها بك

ومن المؤكد انه كان يرقبكما ، وعندما غادرتي لحق بك

إلا ان وصلتي الموقف ، وكان مازال يرقبك عن بعد

وفور سماعه لعبدالرحمن يناديك جن جنونه وفعل فعلته

اليس تحليلي منطقياً يا نيرآن ، اجيبي


" يعتلي السكون كل ملامح وجوارح نيرآن ، وجعلت تفكر

بكلآم شهد ، فأيقنت به ، ومازاد يقينها تسارع خفقات قلبها

عندما دخلت بوابة المتنزه ، ادركت الأن ان سببها كان

قربها من ماجد ، وماهي إلا لحظات حتى نزعت نيرآن

نفسها من سكون قد اعتلاها ... وقالت ..."

نيرآن "بوجع "– معك حق ، كلامك كله في محله

انا خدعت لأني مازلت طفلة متهوره ، وثقت بفتاة لم

اعرف عنها إلا الظاهر ، ولم اتريث لأدرك منها الباطن ...

معك حق يا شهد اجل معك حق

شهد"بتودد"- نيرآن ، حبيبتي ، لتنسي كل ماحدث

وتقومي بغسل وجهك بالماء، ولتشكري ربك الف مرة

ومره ان الموضوع لم يكن اكبر من ذلك

نيرآن"بتعجب وتهكم"- وهل هناك اكبر مما حدث!!

شهد- اجل

نيرآن- وماذا عساه يكون

شهد – احمدي ربك انها لم تطلب منك مقابلتها في مكان خاص

نيرآن – مامقصدك بمكان خاص!

شهد – شقة مثلاً

نيرآن – وماذا في ذلك ؟!

شهد – ياغبيه ، ربما كانت ستسدرجك إلى هناك

وتسدعي ماجد ليخلو بك ويحدث ما لا تحمد عقباه

وتدمر حياتك للأبد ...

نيرآن "بغضب"- شهد ، ماجد ليس ذئب بشري

بل هو انسان مهذب ويحبني

شهد " بسخريه " – يحبك

نيرآن – اجل يحبني

شهد "بإنفعال "- إذاً ، لماذا فعل مافعل وجعلك

حديث يدور في افواه الجميع ؟

ولماذا تركته وصرختي بوجهه وهربتي ؟

ها اجيبي

لماذا لم تلقي بنفسك في احضانه في الموقف

كأبطال الأفلام الهنديه ، ها لماذا ؟ اجيبي

نيرآن "بإنفعال "- شهد ، اصمتـــــــــــــــــــــــي

شهد"بسخرية اكثر"- سأصمت يا عاشقه ؟!

لكن الاتلاحظين ان بقائك هنا قد طآل و.......

نيرآن"تقاطعها مصدومه "- بقائي طال ، هل اعتبر هذا طرد لي

شهد_ دعيني اكمل جديثي ثمّ احكمي على مقصدي

كنت اقول بقائك هنا قد طآل دون ان تتصلي بعمتك

لتطمئن عليك ، اعرفتِ الأن ما الذي كنت انوي قوله ..؟!

نيرآن"بتوتر"- عمتي اجل عمتي

شهد ، اسرعي احضري الهاتف لأتصل بها

اسرعي ، فهي الأن بالتأكيد تضرب اخماس بأسداس

لقلقها علي ، هيا احضريه

شهد- حسناً ، دقيقة واحده واحضره


" انتظروني في الجزء الثاني من الفصل الثاني "

تحياتي


 
" الجزء الثاني من ف2 "

" تحضر شهد الهاتف لنيرآن ، التي تقوم فور اً بلإتصال بعمتها

لتطمئنها عليها ، وكانت لم تختلق بعد أي اكذوبة تفسر لها بها سبب

تغيبها ، فقد تركت ذلك لما سيقودها اليه لسانها حسب ردة فعل

عمتها من ناحية تأخرها بالعودة ، طلبت نيرآن رقم بيتها

وانتظر طويلاً لكن لا مجيب ثمّ عاودت الكره اكثر من مره ،

إلى ان ردت عليها عمتها ، فقالت ......."

وضحى"بخوف وترقب " – السلام عليكم ، من

نيرآن "بإرتباك وتلكك"- انا ني ر آ ن

وضحى"تصرخ"- نيرآن ، اين انتي ، اجيبي

نيرآن "بخوف"- انا عند شهد

وضحى – وكيف تذهبين عندها دون اخباري

كيف؟

نيرآن "بتوتر"- عمتي اعذريني

" تفكر نيرآن قليلاً بكذبه، ثمّ تواصل حديثها بإندفاع "

لقد اغمي عليها في المدرسه واضطررت لمصاحبتها

لمنزلها حتى لا يغمى عليها مرة اخرى في الشارع

وتكون لوحدها فقد كانت متعبه ، عمتي اعذريني

وضحى "بخوف"- وكيف هي الأن طمئنيني عليها ؟

" شعرت هنا نيرآن بارتياح لأن عمتها لم تشكك بكلامها

بينما شعرت شهد بالصدمه فكيف لنيرآن اختلآق هذه الكذبه

بسرعة ودون تخطيط مسبق ، واصلت نيرآن حديثها مع عمتها

قائلة "

نيرآن – بخير ، بخير ، اطمئني

وعلى الفور سأعود للمنزل لأخبرك بالتفاصيل

وضحى"بإرتياح"- حسناً ، بإنتظارك ، لا تتأخري

نيرآن – لن اتأخر بأذن الله ، وداعاً

وضحى – وداعاً

" تقفل نيرآن الخط ، وتسارع لترتيب ملابسها وغسل وجهها

وتوديع شهد التي هنئتها بسخرية على اجادتها لفن الكذب ،

لا تعلق نيرآن على كلآم شهد ، وتخرج من منزل شهد ،

بإتجاه منزلها وعمتها ، تمشي بخطىء سريعه جداً "



" مشهد من منزل عبدالرحمن "

" في هذه الأثناء ، مازال ماجد وعبدالرحمن يتباحثآن في طريقة

لإصلاح الموقف مع نيرآن ، بينما ام عبدالرحمن ترتدي

ثيابها وتخرج لمنزل وضحى لتطلب منها كف بلآء نيرآن

عن ولدها وصديقه ، وصلت ام عبدالرحمن ، منزل وضحى

قبل وصول نيرآن ، قرعت الباب ، فتحت لها وضحى بعجله

قائلة : ......."

وضحى – نيرآن .....

ام عبدالرحمن – لا لست نيرآن

وضحى "بإنحراج"- ام عبدالرحمن ، اهلاً بك

خلتك نيرآن

ام عبدالرحمن"بتهكم"- لماذا ؟ الم تعد نيرآن من المدرسة بعد

وضحى – تفضلي بالدخول ، لا يصح ان نتكلم على الباب

ام عبدالرحمن – زاد الله فضلك

" تدخل ام عبدالرحمن منزل وضحى ، تجلسها وضحى

في صالة الجلوس ، وتجلس بجوارها ، يدور بينهما الحديث

التالي.."

وضحى – اهلاً بك

ام عبدالرحمن – سلمتي

وضحى – استأذنك لإعداد القهوه

" تهمّ وضحى بالنهوض فتمسك بيدها ام عبدالرحمن قائله ..."

ام عبدالرحمن – لا ، لا داعي

اجلسي لديث حديث مهم معك

وضحى"تجلس وبإستغرآب"- حديث ومهم ، خيرٌ إنشاء الله

ام عبدالرحمن"بتهكم"- خير ، كنت ارغب ان يكون خير

لكن للأسف ليس بخير

وضحى"بخوف وارتباك "- للأسف ليس بخير


ماذا هناك ، اخبريني

ام عبدالرحمن- سأخبرك ، لكن قبل ان اخبرك

عاهديني ان لا تنفعلي ، وان لا تتأثر صداقتي وجيرتي معك

بما سأبوح لك به ...

وضحى "بعجلة وخوف"- ماذا هناك ؟ اخبريني ؟

ام عبدالرحمن- عديني اولاً بما اسلفت وطلبت منك

وضحى"بخوف اكثر"- اعدك ، اخبريني

ارجوك

" تقترب ام عبدالرحمن من وضحى وتضع فمها بالقرب من اذنها

وتخبرها بكل ما سمعته من حوآر دآر بين ولدها وصديقه ماجد

بخصوص نيرآن .... تصعق وضحى لما سمعته ... وتقول ..."

وضحى"بإرتباك ناتج عن الصدمه"- لا ، لا مستحيل

لا بد انك فهمتي حوآرهم خطأ ، فإبنتي نيرآن ليست من هذا النوع

اجل انتِ فهمتي خطأ ، كانوا يقصدون فتاة اخرى وليس ابنتي

ام عبدالرحمن "بإنفعال"- بل ، يقصدون نيرآن التي توهمين

نفسك انها ابنتك ، وما هي إلا سافلة عابثه و.......

وضحى " تقاطعها وتقف وتصرخ "- اصمتي ، لا اسمح لك بنعت

نيرآن بهذه الصفآت

ام عبدالرحمن"تقف وتصرخ "- بل هي تستحق اكثر من هذه

الصفات ، فهي ماجنة فاجرهو.......

وضحى"تقاطعها دافعة بها لخارج المنزل"- اصمتي

واخرجي من منزلي ، لا اريد ان اسمع المزيد ، اخرجي

اخخخخخخخرجي

" تدفع وضحى ام عبدالرحمن ، وتقفل الباب ورائها ،

وتجلس ورائه ، باكية ، سألة ربها قائله ...."

وضحى "بخشوع وبكاء شاخة بنظرها للسماء"- يا رب

يا عالم الغيب ايعقل ان ابنتي فعلت ذلك ايعقل

اخذتها بين يدي قطعة لحم ، ربيتها ، احببتها

جعت واشبعتها

عريت وكسيتها

بردت و ادفئتها

حرمت نفسي الحياة لأجلها

ونبضي اسكنتها

وحفظت سر والدها حتى لا احرمها حياتها

يارب ... ايعقل ان ابنتي فعلت ذلك

ايعقل ... ايعقل ... ايعقل

يااااااااااااااا ربــــــــــــــــــــــــــــــــــ

يااااااااااااااااااااا ربــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ياااااااااااااااااااااااا ربـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ياااااااااااااااااااااااااااااااااا ربـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

"يعرض امام عين وضحى بسرعة شريط حياتها

ويومياتها مع نيرآن فتقول "

ياااااااااااااااااااااااااااااا ربـــــــــــــــــــــــــ

استودعتك ابنتي نيرآن

" تبدأ انفاس وضحى بالتقطع ... فنطقت ..."

اشهد ان لا إله إلا الله واشهد ان محمداً رسول الله




" بقي نظر وضحى شاخصاً للسماء ، وشدت جميع اوصآل

جسدها وفآرقت الحيآة ، تاركة ورائها نيرآن التي لا يعلم

ماذا ستكون ردة فعله عندما تقرع الباب ولا تجد مجيب

لا تجد من كانت تهرع لعناقها وتقبيلها واحتوائها...

ماذا سيكون حالها من بعد عمتها وبعد ان تعرف انها السبب

بموتها ، فوضحى مريضة بالقلب لا تتحمل الصدمآت ،

صبرت وعانت كثيراً في حياتها ، رفضت الزواج بعد

زوجها ، ربت نيرآن حسن التربيه ، واعتبرتها اكثر من ابنتها

التي لم تلدها ........."

(فياااااااااا رب ارحم وضحى وخفف الصدمة على نيرآن


والطف بحالها )


" انتظروني في الجزء الثالث من ف2 "

تحيآتي

 
"الجزء الثالث "


" تصل ام عبدالرحمن منزلها وكلها غيض وغبن من معاملة

وضحى لها ، ولا تعلم انها تركت ورائها وضحى جثةً هامدة

وفور دخولها منزلها صادفت على البوابة ولدها عبدالرحمن

وصديقه ماجد ، فقالت ..."


ام عبدالرحمن "بإنزعاج"- إلى اين انتم ذاهبان ؟!

عبدالرحمن – لنتمشى قيلاً

ام عبدالرحمن- تتمشيان ، ام تذهبان للبحث عن تلك الساقطة

عبدالرحمن"بإستغراب"- نبحث عن تلك الساقطة!!

ماذا تقصدين يا امي؟!


ام عبدالرحمن- اقصد ... تعلمون جيداً انتم الأثنان من اقصد

ماجد- نحن الإثنان ! أانا مشترك معه ؟!

عبدالرحمن- امي ، هل انتي بخير ؟

ام عبدالرحمن- بخير ... ومن اين سيأتي الخير وتلك

الملعونة تفكر بهدم حياتكما

عبدالرحمن- ساقطة، ملعونة!! من تقصدين؟

ام عبدالرحمن- اقصد نيرآن ابنة وضحى

ماجد"بإندفاع"- خالتي ، نيرآن ليست ساقطة ولا ملعونة

عبدالرحمن"بعصبية"- ماجد إهداء

امي ماذا هناك ؟

ام عبدالرحمن- لقد سمعت حديثكما عنها كاملاً ، وذهبت

لعمتها لأخبرها بكل شيء لتضع حداً لمجونها


"يشتد غضب ماجد ويضرب بيديه الجدار بقوة ، بينما

عبدالرحمن يغطي وجهه بباطن يداه ثمّ يصرخ..."

عبدالرحمن- امي كيف فعلتِ ذلك بربك اجيبيني ، كيف

كيف كيف ؟!!؟!؟!

"في تلك اللحظة يصرخ ماجد قائلاُ ..."

ماجد- عبدالرحمن دلني الان على منزل عمتها الأن

عبدالرحمن- لن ادلك فقد بل سأرافقك.. هيا

"يمضي ماجد وعبدالرحمن بإتجاه منزل وضحى بينما ام

عبدالرحمن تنادي على ولدها تأمره بالرجوع ولكنه لا يعيرها

انتباه ، وعندما يأست من تراجعه ، لحقت بهما ، في تلك الأثناء
كانت نيرآن قد وصلت منزلها وعمتها ، قعت الباب اكثر من مرة

لكن لا مجيب ، فظنت انها قد تكون نائمة او انها قد اضطرت

للخروج من المنزل لقضاء حاجة ما ، بحثت تحت احد المقاعد

في حديقة المنزل عن مفتاح المنزل حيث اعتادت عمتها وضعه

هناك في حآل خروجها من المنزل ، بحثت لكنها لم تجده ،

سرحت نيرآن قليلاً تطارح الأفكار في عقلها الباطن ، ثمّ توصلت

إلى ان عمتها لابد ان تكون نائمة ولم يخطر ببالها قط ان يكون

هناك مكروه قد حصل لها ... فقررت ان تدخل من نافذة المطبخ

الخلفية حيث انها غير محكمة الإغلاق ولم تقم عمتها بإصلاحها

اتجهت للباحة الخلفية للمنزل ... وقامت بفتح النافذة ثمّ احضرت

احد الكراسي الموجودة في الخارج وصعدت فوقها ودخلت من

النافذة وقفزت داخل المطبخ ... وفور دخولها المطبخ كان

عبدالرحمن وماجد قد وصلوا منزلها وقاموا بقرع الباب

سمعت نيرآن قرع الباب وقررت ان تتجه اولاُ لحجرة عمتها

للبحث عنها وبعد ان تطمئن عليها ستقوم بفتح الباب.. تخرج

نيرآن من المطبخ وتدخل الصالة وتصعد الدرج متجهة صوب

حجرة وضحى دون ان تنظر خلفها فلو نظرت لوجدت وضحى

في وجهها ،وقد اتكأ ضهرها الباب وافترشت الأرض وعيناها

شاخصتآن للسماء ، لكن الله شاء لنيرآن ان لا تنتبه لها الأن ..

تصل نيرآن حجرة عمتها وقرع الباب مازال متواصلاً بقوة

تفتح نيرآن باب حجرة وضحى وتبحث ببصرها فيها ولكنها

لا تجدها ... ثمّ تهمّ بالخروج من حجرة عمتها والحيرة تملأ قلبها

لتذهب لترى من الطارق علها تكون عمتها فربما خرجت

واضاعت مفتاحها ... وتنزل من على الدرج مسرعة بإتجاه

الباب وحآل وصولها ارض الصالة ، وقعت عيناها على عمتها

فتجمدت في مكانها لحظآت تعيش صدمة قوية فقد خطر ببالها ان

غيبوبة السكر عاودت عمتها ، ومن بعد لحظات الصدمة القلية

تندفع نيرآن بسرعة تجآه عمتها تصيح

عمتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــي

عمتـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــي

عمتـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــي


يسمع عبدالرحمن وماجد صراخ نيرآن فيزداد عنف قرعهما

للباب صارخين

نيرآآآآآآآآآآآآآآن افتحيــــــــــــي الباااااااب

تصل ام عبدالرحمن ، وتقف خلفهما صامتة مذهوله

وكأنها احست ان مكروه حدث لوضحى ...

لكن نيرآن من شدة صدمتها لم تسمع صراخهما ، اقتربت من

عمتها وامسكت بها تربت بيدها على وجهها تحاول ان تيقضها

من غيبوبتها ثمّ تجري وتحضر الماء فتغسل وجه عمتها

تطلب منها الصحو لكن لا مجيب ، اجتست نيرآن نبض عمتها

الذي غاب وتأملت عيناها التان شخصتا للسماء... فأدركت حينها

ان عمتها قد فارقت الحياة فأمسكت بيديها كتفا عمتها وهزتها

وصرخت

لااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا اا

لااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا ااااااااااا

عمتيــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــي


حين اشتد صراخ نيران يقرر ماجد وعبدالرحمن الدخول للمنزل


من أي منفذ فكسر الباب الرئيسي صعب لمتانته ... اخذوا

يجرون في حديقة المنزل يتفقدون كل المنافذ من ابواب ونوافذ

إلى ان عثروا على نافذة المطبخ المفتوحه فدخلوا من خلالها

بسرعة وتوجهوا نحو مصدر صوت نيرآن ... لم يتوهوا كثيراً

في المنزل ... فقد وجدوا نيرآن في حالة هستيريه ممسكة بعمتها

تهزها بقوة ودموعها تنهمر بغزارة وتقول..."

نيرآن"تبكي تصرخ منهارة" – عمتـــــي ، لا تمووووتي لا

تمووووتي ، عمتــــــــــــــــــــــــــــــــــي

عمتـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــي

" يندفع ماجد وعبدالرحمن بإتجاه نيرآن ، حيث يقوم ماجد

بلإمساك بنيرآن وسحبها وابعادها عن عمتها ، يسحبها ماجد

بكل قوته ولكن يد نيرآن مازالت ممدوة ممسكة بثوب عمتها

إلى ان يبعدها كلياً ، الصدمة وحالة الإنهيار التي كانت بها نيرآن

لم تجعلها تنتبه لماجد وعبدالرحمن فقد اتخذت دموعها درع على

عيناها تحجب عنها الرؤية .... في تلك اللحظات يسارع عبد

الرحمن لتفحص وضحى ... علها تكون في غيبوبة لا أكثر

وليست ميته ... يجس نبضها ... ثمّ ينهض بتثاقل بعد ان ادرك

انها ماتت والأمر من ذلك يقينه ان امه هي السبب في وفاتها..

وينظر بعيناه المغرورقتان بالدمع إلى ماجد ، كانت تلك النظرة

كافية لماجد بأن يفهم انها قد فارقت الحياة ... تحاول نيرآن فك

نفسها بقوة من بين يدي ماجد ... وتنجح في ذلك لأن ماجد

تراخت كل اوصاله لصدمته بموت وضحى الذي كان سبب فيه

تتجه نيرآن كلمح البرق لعمتها ، تحضنها ، تصرخ وتصرخ

تقول .."

نيرآن- عمتي ، انا عدت احضنيني ، قبليني ، عاتبيني ، وبخيني

انا عدت انا عدت انا عدت اجيبيني اجيبيني

عمتــــــــــــــــــــي

آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه

آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه
" يتفطر قلبا ماجد وعبدالرحمن ، ولم يحتمل ماجد رؤية نيرآن

بهذا الوضع ، فهمّ مجدداً بسحبها من احضان عمتها ، وابعادها

عنها ، وطلب من عبدالرحمن الإتصال بلإسعاف، ففعل

عبدالرحمن ، بينما مازال ماجد ممسكاً بنيرآن وهي مازالت ايضاً

تصرخ وتقول ..."

نيرآن – عمتـــــــــــــي

لا تتركيني لاتتركيني

اين اذهب من بعدك ، اين عمتــــــــــــــــــــــــي

" فيصرخ ماجد قائلاً..."

ماجد- نيرآآآآآآن إهدأي ، ارجوووووووكِ

نيرآن- عمتـــــــــــي ، حبيبتـــــــــــــي

افتحي ذراعيك واحضنيني ، احضنيني

عمتــــــــــــــــــــــــــي

" يشتد حزن ماجد على حآل حبيبته نيرآن ، فيهمّ بضمها لصدره
بقوة .... ويغرق واياها في بحور من الدموع والمنادة...هي تنادي

عمتها لتعود للحياة ... وهو ينادي نيرآن لتتمسك بالحيآة

....بعدفترة يصل الإسعاف برفقة الشرطة ، يفتح عبدالرحمن

الباب ، يدخلون وقبل وصولهم كانت ام عبدالرحمن قد غادرت

مكانها غارقة بدموعها فقد ادركت ان وضحى ماتت وانها السبب

بموتها ، يقوم رجال الإسعاف بفحص وضحى ورجال الشرطة

بسؤال عبدالرحمن للإستفسار منه عما حدث وطلبوا منه ان

يحضر وماجد غداً لقسم الشرطة لأخذ اقوالهم ، وفو انتهاء

المسعفين من فحص وضعها يضعوها على نقالة ويغطوها كاملة

بغطاء ابيض ... ويخرجوها من المنزل ليضعوها بسيارة

الإسعاف ، بينما تفلت نيرآن من احضان ماجد ، وتجري خلف جثة

عمتها بجنون ........تصرخ عمتــــــــــــــــــــــــــــــــــي






" انتظروني في الجزء الرابع


 
( الجزء الرابع )


يمسك ماجد بنيرآن ويصرخ في وجهها يطلب منها ان تهدأ

لكنها تقاومه بشدة وهي تصرخ تطالب بلحاق بعمتها ،

فيقوم بدورها بسحبها لسيارته الخاصة الموجودة امام منزل عبدالرحمن

واخبرها انه سيلحق بسيارة الإسعاف للمشفى ، تنطلق سيارة الإسعاف

وينطلق ماجد بنيرآن خلفها وكذا عبدالرحمن تبعهم بسيارته ، اما والدة عبدالرحمن


لا اثر لها لغاية الأن ، يقود ماجد السيارة مستخدماً يده اليسرى

بينما يمسك بنيرآن بيده الأخرى يخشى ان تتهور وتقفز من السيارة فهي

في حالة صدمة جنونية ، وبين اللحظة والأخرى يلتفت تجاهها فيزداد وجعه لوجعها ،

ويتسأل بينه وبين نفسه عن حال نيرآن كيف سيكون بعد وفاة عمتها واين ستعيش وكيف؟!

يصل الجميع للمشفى ، فتنفلت نيرآن من قبضة ماجد وتنزل من السيارة تجري

خلف المسعفين الذين يحملون جثة عمتها ، وهي تبكي وتصرخ منادية عليها ،

يدخل المسعفين الجثة غرفة الفحص ويغلقون الباب خلفهم في وجه نيرآن ،

التي خارت قواهاولم تستطع الوقوف على ساقيها بسبب الصدمة فتجثو على ركبتاها

امام بوابة غرفة الفحص ، يسارع ماجد وعبدالرحمن

لمساعدتها على الوقوف ، عندما مد عبدالرحمن يده ليمسك بنيرآن رمقه

ماجد بنظرة استياء ففهم عبدالرحمن ان ماجد لايريده ان يمس نيرآن ،

يبتعد عبدالرحمن منكسراً ، ويمسك ماجد بنيرآن ويشد من ازرها ويساعدها على النهوض

ويجلسها على احد مقاعد المشفى ويجلس بجوارها ، تضع نيرآن رأسها

على كتف ماجد وتبكي لكن هذه المرة بكاء صامت

كله احتراق ، يشغمض ماجد عيناه ويشهق شهقةً عميقة

فقد كتب له الزمن ان يحضن نيرآن وان تكون بالقرب من دقات

قلبه التي تنبض بحبها ، لكن لو لم تكن تلك الظروف الصعبة

هي المولدة لهكذا موقف وهكذا شعور ، يمر الوقت بعدها يخرج

احد الأطباء من غرفة الفحص ، ويسأل عن اهل الميته ، تنهض نيرآن بسرعة

من مكانها وتصرخ بجنون في وجهه:..."

نيرآن " تصرخ بغضب"- لا تقل ميته ، عمتي لم تمت ، لم تمت

لم تمت

الطبيب : اهدأئي ياصغيرتي

ماجد: نيرآن ، اهدأئي ارجوك .

" تهدأ نيرآن وتعود ادراجها لتجلس على المقعد بينما ماجد

وعبدالرحمن يتكلمان مع الطبيب ، وقد قيد الوجع كل حواسها "


الطبيب – اسمعوني ، تقريرنا المبدأي يقول ان المرحومة

تعرضت لإنهيار عصبي حاد تبعه سكتة قلبية اودت بحياتها

يبدو انها تعرضت لخبر صدمها فحدث ماحدث


ماجد"بتوتر"- لا اعتقد ذلك ، فهي كانت وحيدة في المنزل

وقتها .

" هنا شعر عبدالرحمن بلإمتنان لماجد لأنه لم يأتي على ذكر والدته في الموضوع "

الطبيب- سنحول الجثة إلى المشرحة وننتظر من الشرطة

امر التشريح إذا كانوا يعتقدون ان هناك شبهة جنائية

لكن بالنسبة لنا لايوجد أي شبهة جنائية في الموضوع

ماجد: اظن انه لا داعي للتشريح دام الأمر واضح .

الطبيب- ربما يرغب اهل المرحومة ، تقيد شكوى جنائية ضد

شخص ما ، فهنا سنضطر للتشريح


ماجد- لا ، لا اظن ان اهلها يرغبون بذلك


وسأصطحب ابنتها برفقتي للمخفر لتطلب ذلك من الشرطة


الطبيب- لكم ذلك

" ينصرف الطبيب ، ويمسك ماجد بذراع عبدالرحمن ويبتعد

قليلاً عن نيرآن ، ويتحدثا بشان الموضوع ، وبعد فترة وجيزة

انتهوا من حديثهم الجانبي ، واقتربوا من نيرآن ، حيث جلس ماجد بجوارها

واخبرها بضرورة مرافقتها له للمخفر ، ليدلوا بأقوالهم وحتى تطلب من الشرطة

عدم تشريح الجثة ، وافقته نيرآن لأنها لاترغب بأن يمس احد بجثة عمتها ،

توجهوا جميعاً للمخفر وغدت نيرآن بينهم كلعبة الخشبية التي مات فيها كل

شعور وهم يقوداناها على هواهم ، وصلوا المخفر وبعد حديث مطول دار بينهم

وبين المحقق وبعد ان اطلع على تقرير المشفى

بعدم وجود شبهه جنائيه ، طلب منهم الإنصراف ودفن المرحومة في اقرب

وقت لأن إكرام الميت دفنه "



احداث تمر بإختصار

• نيرآن ترفض العودة للمنزل وتصر على المبيت في المشفى يرضخ

ماجد لرغبتها ويقضي وإياها الليلة كاملة على مقاعد المشفى

• ام ماجد تضرب اسداس واخماس وهي تنتظر عودة ولدها ولم تترك

احداً من اصدقائه إلا واتصلت به للإستعلام عنه واتصلت بعبدالرحمن اكثر من مرة

لكن هاتفه المحمول مغلق كهاتف ماجد ، تزداد المخاوف والوساوس في رأسها

فتتصل بناصر ليساعدها في البحث

• يأتي الغد ، يخرجون الجثة من المشفى ، ويذهبون بها للمسجد الرئيسي ،

يصلون عليها ، ونيرآن يمارس الوجع فيها الإعتداد بالخارج

• ثمّ يتوجهون للمقبرة ، وتدفن وضحى هناك

• نيرآن وبعدما ذهب المشيعين وهم من كانوا يصلون في المسجد حينها ،

حيث انها لاتعرف أي احد من اقارب عمتها لتطلب منه حضور الدفن ، تجلس نيرآن

بجوار قبر عمتها تبكي بحرقة ،

• يقترب ماجد من نيرآن ، ويمسك بذراعها ويصحبها بسيارته لمنزلها .



" انتظروني في الجزء الخامس "


ياهل ترى كيف ومع من ستعيش نيرآن بقية حياتها ؟!

وهل ستكتشف ان ام عبدالرحمن هي من تسببت بموت عمتها؟!

وهل يستطيع ماجد مساعدتها على تخطي محنتها النفسية ؟!

 
" الجزء الخامس "

" تصعد نيرآن السيارة مع ماجد وهي في حالة انكسار شديد

وحزن عميق ولم تكن بعد قد استوعبت سبب تواجد ماجد

بقربها في ما حدث ، تلتزم الصمت طيلة الطريق ، وماجد

يقود سيارته بإتجاه منزل عمة نيرآن ، وفور وصوله للمنزل

فتح الباب لنيرآن وامسك بيدها ليدخلها منزل عمتها ، لكن هنا

كانت المفاجئة ، حيث كآن مالك المنزل الحقيقي ، واقفاً امام

المنزل يطرق الباب ، تقدم منه ماجد ليسأله عن هويته

وماذا يفعل هنا بعد ان اجلس نيرآن على احد المقاعد

في حديقة المنزل ودار بينهم الحوار التالي ..."


ماجد _ لو سمحت ، هل لك انت تخبرني من انت ؟ وماذا تفعل هنا؟

المالك"يلتفت لماجد"- من انا ؟! وماذا افعل؟!

انا مالك المنزل ياانت ، وجئت لأطلب من ابنة السيدة وضحى اخلاء المنزل .

ماجد"بإستغراب"- إخلاء المنزل ؟!

المالك – نعم إخلاءه ، فالسيدة وضحى توفيت ،

ولا يمكنني السماح لتلك الصغيرة بالعيش بمفردها هنا لأنها لن تستطيع دفع الأجرة ،

ماجد"غاضباً"- نيرآن ستبقى في المنزل وانا من سيدفع الأجرة لك ياعديم الإنسانية

الاترحم حال تلك المسكينة اليتيمة .

المالك- قبل ان اجيبك ، اخبرني من انت وما صلتك بوضحى ونيرآن ؟!

ماجد"مرتبكاً"- انا ... انا ...انا....

المالك "بتعجب"- انت من؟!

ماجد"غاضباً"- انا ابن خالها

الملك"بإستهزاء"-اسمع يا انت ، انت لست ابن خالها وهذا واضح من

تلعثمك وارتباكك عند اجابتك على سؤالي ، لذا خذها وانصرف .

ماجد"بإنفعال"- نيرآن ستبقى في المنزل رغم انفك ، فحتماً
هناك عقد ايجار بينكم

المالك"بتهكم"- عقد ايجار ، العقد انتهى منذ ثلاثة شهور ولم تجدده السيدة وضحى ،

لأنني اطالبه بأجرة خمسة شهور منكسرة عليها ، لذا وبكل احترام خذ الفتاة

من هنا ، فهذا ليس ملجأ للأيتام .


"في تلك اللحظة تقترب نيرآن وتقول ..."


نيرآن"بهدوء وانكسار"- سيدي سأرحل لكن هل لي ان اخذ حاجياتي وحاجيات عمتي الخاصة

ماجد- نيرآن ، لا لن تغادري المنزل ستبقين رغم انفه

المالك- رغم انفي تكررها للمرة الثانية ، لقد كنت انوي ان

اجعل الفتاة تأخذ حاجياتها وحاجيات عمتها الخاصة ، لكن

بعد كلامك هذا لن اسمح لها بأخذ شيء إلا بعد ان يسدد لي الورثة الأجرة المنكسرة .


ماجد"بغضب"- ايها الحقير

المالك"بغضب اكثر"- انتبه لألفاظك ، وخذها من هنا

الأن وإلا اتصلت بالشرطة ، وعندما تحضرون لي المال

سأجعلها تدخل المنزل لأخذ حاجياتها ، وهذا اخر كلام لدي

" يلتزم ماجد الصمت لأنه خشي ان يقحم المالك الشرطة بالموضوع ،

فيرسلوا نيرآن لدور الرعاية ، بينما رحل المالك

بكل هدوء وابتسامة المكر مرتسمة على شفتاه ، هنا لاحظ ماجد

ان نيرآن تبكي بحرقة صامتة ، فطلب منها ان يغادرا المكان


ويتباحثا في امر تدبير السكن لها بعيداً عن هنا ، بصمت تتجه نيرآن مع

ماجد لسيارته وينطلقا بها خارج المنطقة للتباحث في امر السكن "







" مشهد من منزل ماجد "


ام ماجد"تبكي بحرقة"- ولدي ، اين انت ياولدي اين انت

زينه- امي هدئي من روعك ، حتماً هو بخير وسيعود

سارا- امي كلام زينة صحيح ، لاتقلقلي

ام ماجد- لا اقلق كيف وولدي غائب عن المنزل لا اعرف له طريق منذ يومين

سارا- امي ، ابي سيتصرف ، لقد وعدنا بذلك وحتماً

قد ابلغ الشرطة للبحث عنه


زينه – امي ، لدي فكرة سأبحث لأفتش في غرفة ماجد

علي اجد هاتف منزل عبدالرحمن او عنوانه ، بما ان هاتفه النقال

مغلق ، سنتصل به على هاتف منزله للإستفسار


سارا- فكرة رائعة ، سأرافقك لكن قبل ذلك لنجرب الإتصال

على هاتف عبدالرحمن المحمول اخر مره


ام ماجد"بحرقة"- يارب طمني على ولدي

يارب الطف بحاله وحالنا .. يارب


" بيمنا تواصل ام ماجد دعاء ربها ، تمسك سارا بهاتف

والدتها المحمول وتتصل بعبدالرحمن فربما يكون خطه متاحاً هذه المرة ،

وما ان طلبت الرقم ، صرخت ...."

سارا- امي ، زينه ، رقم عبدالرحمن متاح ، اجل متاح

ام ماجد"بلهفة " – الحمدلله ، "تأخذ الهاتف من يد ابنتها

وتنتظر اجابة عبدالرحمن على الإتصال ، وفور اجابة عبدالرحمن ... تصرخ باكية .."

ام ماجد- عبدالرحمن، ولدي اين ولدي

عبدالرحمن- اهلاً خالتي

ام ماجد- ولدي ياعبدالرحمن اين هو ؟!

عبدالرحمن- لا تقلقي انه بخير

ام ماجد"تشهق شهقة ارتياح"- الحمدلله ، لكن اين هو ؟!

عبدالرحمن- لقد توفيت والدة صديق مقرب لنا ، وكنا معه

وماجد مازال هناك ، وسيعود اليوم للمنزل ، لاتقلقلي

ام ماجد- استحلفك بالله ياعبدالرحمن ، هل ولدي بخير

عبدالرحمن- بخير ورب العزة والجلالة انه بخير

وحالة وفاة تلك السيدة هي سبب غيابه ،

ام ماجد- الحمدلله ، انه بخير ، لكن عندما يعود سأحاسبه

حساباً عسيراً على عدم الإتصال بي ليخبرني انه سيغيب

وعلى اغلاقه لهاتفه

عبدالرحمن- يحق لك ذلك ، لكن الظروف كانت اقوى منه

ام ماجد- حسناً ياولدي استودعك الله

عبدالرحمن- مع السلامة



" تغلق ام ماجد الهاتف وتخبر زينه وسارا ان ماجد بخير

فيتحمدن الله على سلآمته ، وتطلب ام ماجد من سارا

الإتصال بوالدها لتطمنه هو ايضاً "







" مشهد من منزل ناصر وامل "


عبير- عمي ارجوك اذهب الأن للشرطة لتطلب منهم البحث عن ماجد

امل – اجل يا ناصر اذهب ماذا تنتظر

ناصر"بهدوء ووجع"- سأذهب ، سأذهب

" لكن فجأة يرن هاتف ناصر المحمول ، فكانت سارا هي المتصله ،

وفور اجابته على الهاتف اخبرته ان ماجد بخير وسردت عليه قصة غيابه كاملة كما

فهمتها من مكالمة والدتها مع عبدالرحمن، فرح شديد يعتلي ناصر ،

ويتحمد ربه على سلامة ولده ، وعندما انهى المكالمة اخبر امل وعبير ، بما اخبرته به سارا ،

كادت عبير تطير من الفرحة وكذلك امل فالعريس الثري المنتظر بخير والحمد لله "



" انتظروني في الجزء السادس "

 
" الجزء السادس "

" مازال ماجد يجول بنيرآن في سيارته شوارع المدينة ، والتعب

واضحاً عليهما ، يتناقش وإياها عن وضعها الحالي واين ستبيت ليلتها ،

يسألها فيما إذا كآن لها اقارب او معارف ثقات لتذهب عندهم ،

تجيبه نيرآن بكل هدوء مفعم بالحزن ..."


نيرآن – اقارب ، معارف لا احد لي سوى عمتي فقد اختصرت

في حياتي كل الأقارب فيها

ماجد- حسناً ، صديقات مقربات تثقين بهن

نيرآن"تشهق شهقة الم"- بلا لدي صديقتي شهد ، لكن

عندما كان والدها متواجد اثناء دفن عمتي اخبرني

ان شهد لن تأتي لتعزيتي ، لأنه لم يخبرها بالموضوع

خشي ان تتأثر دراستها ، وفهمت من كلامه وكأنه يريد

ان يقول لي " لاتفكري بلإقامة معنا فهمنا يكفينا "

ماجد- امممم ، سنجد حلاً لا تقلقي

نيرآن- ماجد ، اتعلم لا اعرف كيف جعلتني الظروف معك

هنا في سيارتك ، لكن لتكن على علم بأني لم ولن انسى

فعلتك ، فلو لم تفعل ما فعلت لما تأخرت على المنزل

وكنت بالقرب من عمتي وربما لم تمت ،

نيرآن- سأشرح لك لاحقاً ماحدث ، لكن استغفري ربك

على كلامك لأن ماحدث قضاء وقدر

نيرآن – استغفر الله العظيم ، استغفر الله العظيم


ماجد- نيرآن ، لما لا اتصل بعبدالرحمن عله يستطيع مساعدتنا

نيرآن- افعل ما تشاء

" يتناول ماجد هاتفه النقال ويضعه على شاحن السيارة

ويفتحه ويتصل بعبد الرحمن ، وفور إجابة عبدالرحمن

قال لماجد .."

عبدالرحمن- ماجد ، امك لقد اتصلت بي

ماجد- وماذا اخبرتها


عبدالرحمن- اخبرتها ان والدة زميل لنا قد توفيت

وكنا انا وانت منشغلين معه

ماجد- وهل اقتنعت ،

عبدالرحمن- نعم ، اقتنعت لكن اتصل بها وطمئنها

ماجد- سأفعل ، لكن اريد ان استفسر منك عن امر ما


عبدالرحمن- ماهو؟!

ماجد- نيرآن معي الأن ، ولايوجد مكان تبيت فيه

فقد طردها المالك من منزلها ، ولا استطيع اخذها لفندق

لأنها قاصر ،

عبدالرحمن- ماجد ، لما لا تأخذها لمنزلك فوالدتك لن

ترفض وجودها

ماجد – يالها من فكره ، كيف لم تخطر في بالي

اتعلم سأفكر الأن ماذا سأقول لأمي ثمّ اذهب بنيرآن إلى

هناك ، اشكرك يا صديقي ، إلى اللقاء

عبدالرحمن- ماجد ، ماج....

" ينهي ماجد المكالمة ، ويبدأ بإقناع نيرآن بأن يأخذها معه

لمنزله ويبقيها عند امه وشقيقتيه ، رفضت نيرآن الفكرة

في البداية لكن ماجد اقنعها واعطاها الأمان ، بعد ذلك وافقت

وقرر ماجد ان يخبر والدته بأن نيرآن هيّ ابنة خاله

وتعيش معهم وبعد وفاة والدته لايستطيع ان يبقيها

معه في المنزل ، فطلب منه ان يجعلها تقيم مع عائلته

لفترة قصيرة حتى ينتهي من تأمين سكن لها مع احدى قريباته،

يخبر ماجد نيرآن فيما عليها قوله ، إذا ما سألتها امه عن سبب

وجودها ، ثمّ ينطلق بإتجاه منزلة وفرحة حاول ان يغطي عليها

ارتسمت على وجهه فإقامة نيرآن في منزله ستجعله يرآها كل يوم ،

وبعد فترة ليست بالقصيرة يصل ماجد لمنزله ويطلب من نيرآن الترجل من السيارة ،

فوجئت نيرأن بمنزل ماجد فكان يبدو من الخارج كقصر للأمراء ،

طلب منها ماجد الكف عن التأمل ومرافقته لدخول المنزل ،

يقترب ماجد من بوابة المنزل ويقرع الجرس ، لتفتح الخادمة الباب ، يدخل ماجد ويدخل نيرآن

التي كانت مصابة بالربكة والخوف ، وينادي على امه ، التي

سمعت صوته وركضت نحوه تحتضنه قائلة ...."

ام ماجد- ولدي حبيبي ، اين كنت

ماجد "يقبل رأسها"- سامحيني كانت ظروف اقسى مني

ام ماجد- لا تكررها مرة اخرى وإلا...

ماجد- اعدك بأنها اول مرة واخر مرة

" لم تكن ام ماجد قد لاحظت بعد وجود نيرآن ، وعندما لاحظت ذلك ،

سحبت ماجد من ذراعه واخذته على حده وسألته عن هويتها ،

اخبرها ماجد بالقصة الوهمية التي اختلقها ، وما ان انهى كلامه حتى دمعت

عين والدته حزناً على نيرآن وحالها فهمت نحوها تحتضنها وترحب بها ،

وتطلب منها الجلوس تجلس نيرآن بجوار ام ماجد ، وتجهش فجأة بالبكاء

تضمها ام ماجد على صدرها وتخبرها بأن لاتحزن وانها هنا

ليست ضيفة بل صاحبة مكان وستعاملها كما تعامل اولادها

تهدأ نيرآن بعد ان سمعت كلام ام ماجد وتهم بتقبيل يدها

لكن ام ماجد تبعد يدها وتستغفر الله ، ثمّ تنادي على سارا

وزينة للحضور للسلام على اخيهم والتعرف بأختهم الجديدة نيرآن




 

" الجزء السابع"

" تحضر كل من زينه وسارا يعانقان اخيهم ماجد ويشكرآن الله

على سلامته وبعدها تجلسان بلقرب منه ، تهمس سارا في اذن

ماجد تسأله عن هوية نيرآن وكذلك الأمر بالنسبة لزينه تهمس تأشر

لوالدتها تسألها عن هوية نيرآن ، تقترب ام ماجد من نيرآن

وتحتضنها وتقول بصوت عال ..."


ام ماجد – سارا , زينه هذه اختكم الجديدة وتدعى نيرآن


سارا ،زينه _- اختنا ؟!

ام ماجد – اجل اختكم ، بسبب ظروف خاصة بها ستقيم بيننا بعض الوقت

وانا اخبرتها بأنها ستصبح من هذه اللحظة اخت لكم


" تقترب كل من زينه وسارا تسلمان على نيرآن ، وترحبان بها

تهز رأسها هزة خجل مرهقة ، ثمّ تقول ..."

نيرآن – اشكركم جميعاً ولن انسى لكم طيبكم وحسن استقبالكم طيلة حياتي

ام ماجد- بنيتي انتِ بين اهلك هنا وهذا بيتك الثاني

والأن اذهبي مع سارا وزينه لترتاحي قليلاً

ماجد- اجل حبيـ.... اقصد نيرآن اذهبي لأخذ قصط من الراحة

نيرآن- حسناً

ام ماجد – سارا ، زينه اصطحباها لحجرة نوم الضيوف

سارا ، زينه – حسناً

" تذهب نيرآن برفقة زينه وسارا لحجرتها الجديدة غير مدركة ان تواجدها

في منزل ماجد سوف يتسبب برؤيتها لإخوتها من اباها الذين تجهل وجودهم ،

بينما تتحدث ام ماجد مع ماجد بخصوص نيرآن فتقول له ...."

ام ماجد – ولدي ، اصغ اليّ جيداً

ماجد- كلي اذان صاغية يا امي ، تفضلي

ام ماجد- نيرآن فتاة في غاية الجمال وجذابة وانت شاب

في مقتبل العمر و........

ماجد – امي لا تكملي ارجوك ، هل عهدك بي اني شاب مستهتر

ام ماجد – لا

ماجد"بغضب "- إذا كوني على ثقة بأنني لن اقوم بأي تصرف

يزعج ضيفتنا

ام ماجد- ولدي لاتغضب لم اقصد ان اشكك فيك

بل من باب الحيطة والحذر

ماجد – امي ، اعذريني على غضبي ، والأن اسمحي لي

ان اذهب للنوم فأنا مرهق جداً

ام ماجد – حسناً يا ولدي اذهب ،

وانا ساتصل بوالدك لأبلغه بعودتك

ماجد - حسناً






" مشهد من منزل ناصر وأمل "


امل – مع من كنت تتكلم

ناصر" فرحاً " – انها ام ماجد تخبرني بأن ماجد عاد للمنزل


امل- حقاً وكل هذا الفرح الظاهر على وجهك سببه سماعك

لصوت ام ماجد ام لخبر عودة ماجد

ناصر"بتودد"- حبيبتي ، لاصوت يسرني ويغريني سوى صوتك

انتِ وفرحي مصدره خبر عودة ماجد لا اكثر

امل – صدقتك ، لكن متى ستذهب لرؤيته ؟

ناصر – غداً

امل – سأرافقك وكذلك زيد وحصة وعبير

ناصر – لماذا ؟

امل"بغضب" – لأنني اريد ذلك

ناصر – حسنا حسناًً , إهدأي


" تنادي امل على حصة وتطلب منها الإتصال بزيد ليحضر حالاً

للمنزل ، تخبرها حصة بان زيد متواجد في حجرته وقد عاد منذ ساعة ،

فتطلب منها ان تناديه وتنادي عبير ايضاً ،، تذهب حصة لتحضر اخيها

زيد المستهتر واختها عبير الولهه "


" مشهد من مكتب ابو حمد "


ابو حمد – مسعود ، الم اقل لك الف مرة ان لا تحول لي

مكالمات هذا الرجل

مسعود- اطال الله في عمرك ، لكنه غير صوته فلم اتعرف عليه

ابو حمد"غاضباً"- دقق اكثر ايها الغبي في الصوت قبل ان تحوله لي ، افهمت

مسعود "خائفاً "- حسناً ، سادقق اكثر

ابو حمد- والأن انصرف من امامي






" مشهد من منزل ام عبدالرحمن "



" ام عبدالرحمن توصد على نفسها باب حجرتها وعبدالرحمن

واقفاً امام الباب يقرعه يطلب منه ان تفتح الباب له ، رفضت في البداية ،

لكن مع الحاحه الشديد فتحت الباب وفور دخوله حجرتها

حتى انهارت بين ذراعيه بالبكاء كلأطفال ،،،،

لم يحتمل عبدالرحمن رؤية امه بهذا الوضع وأخذ يهدء من روعها

ويقول لها والدموع تنهمر من عيناه ....."


عبدالرحمن- امي ارجوك ارحمي نفسك

ام عبدالرحمن"بوجع وحزن "- كيف ارحم نفسي وأنا السبب

في موت وضحى كيف...كيف...كيف

عبدالرحمن_ امي انتِ لست السبب موتها كان جراء نوبة

وهذا قضاء الله وقدره

ام عبدالرحمن – لا تكذب على نفسك وعلي

انا السبب .... انا السبب


" يقضي عبدالرحمن وقتاً طويلاً في تهدئة والدتها

التي ارهقها البكاء ولوم نفسها فأستسلمت لنوم موجوع عميق "


 

"الجزء الثامن"


" مشهد من منزل ناصر وامل "

يحضر كل من زيد وعبير برفقة حصة إلى غرفة الجلوس

التي تجلس فيها والدتهم و زوجها ...تطلق امل صرخة مفاجئة

وتقول........."

امل"تصرخ بعنف"- زيد ، إلى متى ستبقى على هذا الوضع

يوم في المنزل وعشرة خارجه .. اجبني إلى متى ؟1


زيد"ببرود اعصاب"- امي ارجوك دعينا من هذا الحديث الذي
اسمعه منك في اليوم الف مرة

امل"غاضبة"- يالبرود اعصابك ، انا احترق وانت يداك في الماء

زيد"بتودد"- اهدئي ، واعدك انني لن اغيب عن المنزل دون اذنك

امل"تهدأ ثورتها"- سنرى ، والأن اجلسوا جميعاً

اريد التحدث معكم قليلاً ، فغداً سنذهب لزيارة بيت عمكم ناصر

واريد ان اعطيكم درساً حول اللباقة مع الناس في الكلام

ياعديمي اللباقة .





" مشهد من منزل ماجد "


" ماجد مستلقي على سريره يفكر في حبيبته نيرآن

التي لايفصل بينها وبينه سوى جداران ، وفي ذات الوقت

نيرآن مستلقية ايضاً تفكر في عمتها قليلاً وتدعو لها بالرحمة

وفي ماجد قليلاً فكيف لها ان لاتفكر فيه وهو الحبيب المختار

والاقرب من روحها لروحها ، يمضي الليل ويغرق كل من

نيرآن وماجد في نوم عميق فقد مروا بوقت عصيب لم يناموا فيه

وهم بحاجة ملحة للراحة ، يأتي الصباح ، فتطرق سارا باب غرفة نيرآن ،

وبعد ان فتحت لها نيرآن طلبت منها ان ترتدي الثياب التي احضرتها لها

وتنزل لحجرة الطعام لتناول طعام الإفطار، تطلب منها نيرآن الأذن

من اجل ان ترتدي ملابسها وتغتسل ثمّ تلحق بها ،

تأذن لها سارا ثمّ تذهب إلى حجرة ماجد لتوقظه لكنها وجدته مستيقظاً

وقد جهز نفسه لتناول الطعام ثمّ الذهاب للجامعة ،

وما هي إلا دقائق معدودة وكان الجميع

قد اجتمعوا على مائدة الأفطار ، وكان ماجد يجلس في الجهة المقابلة

لنيرآن على الطاولة وكان يسدد لها نظرات حب وشوق

وكانت ترد عليه بنظرات خجل حزينه ، تتبادل ام ماجد الحديث مع نيرآن

لتنسيها حزنها وألمها على فرآق عمتها ويحاول الجميع

زرع البسمة على شفاه نيرآن ، تلك الصبية التي ذاقت المر

وتكبدت العناء وهي في مقتبل العمر، ينهي الجميع طعامهم

ويستأذن ماجد للذهاب للجامعة وكذا الأمر بالنسبة لسارا وزينه

عليهن الذهاب للمدرسة ، يغادر الجميع وتبقى نيرآن مع ام ماجد


لوحدهما في المنزل ، تطلب ام ماجد من نيرآن مرافقتها لحديقة المنزل

الخارجية لتناول القهوة هناك ، تهز نيرآن رأسها بالموافقة ،

وترافقها للخارج ... تجلسان على طاولة صغيرة في الحديقة

ويدور بينهما الحديث التالي ....."


ام ماجد- نيرآن

نيرآن- نعم

ام ماجد- متى قررتي ان تستنكفي دوامك في المدرسة

نيرآن- لا اعلم وحتى لو رغبت في ذلك فمدرستي بعيدة عن هنا

ام ماجد- لاتشغلنك ابداً مسألة بعد المدرسة ، فلدينا سائق يوصلك

إلى أي مكان ، وإن رغبتي انتقلي لمدرسة زينه وسارا

نيرآن- الأن لا استطيع التفكير في الموضوع ، عندما اصبح في وضع

نفسي يسمح لي بإتخاذ قرار ، سأفكر بالموضوع

ام ماجد- لك ذلك يابنيتي


" في تلك اللحظة يرن هاتف ام ماجد النقال ، وكان زوجها ناصر هو المتصل ،

واخبره انه واولاد اما سيحضرون فترة الظهيرة للإطمئنان على ماجد

وتناول طعام الغداء معهم ولم يخبرها ان امل ستحضر معهم ،

فرحت ام ماجد بخبر حضوره وفور انهائها المكالمة اخبرت نيرآن بأن

والد ماجد سيحضر ، وفضول دفع نيرآن لسؤالها عن سبب عيش زوجها

في منزل آخر، لم تنزعج ام ماجد من سؤال نيرآن بل قبلته برحابة صدر ،

وقصت عليها قصتها وناصر كاملة ، شعرت نيرآن بلأسى لحال ام ماجد


وانتابها شعور بالكره شديد لتلك السيدة التي تدعى امل واولادها ،

ولم تعلم يامتابعي روايتي من منتدى حبي بأن من كرهتها هي طليقة

والدها وأن اولادها اخوتها ، وسوف تعانقهم بنظراتها قريباُ ، فيا لها من صدفة

رتبتها الأقدار لنيرآن ، وبعد فترة دامت ساعة ونصف على جلوس نيرآن برفقة

ام ماجد التي طلبت منها ان ترافقها للمطبخ وأن تجلس هناك لترقبها كيف تعد طعام

الغداء حتى تتعلم وتكون طاهية ماهرة عندما تكبر وتتزوج، تذهب نيرآن مع ام ماجد

للمطبخ ، وجلست على احد الكراسي فيه ترقبها تارة وتذرف الدمع

على عمتها تارة اخرى ، مر الوقت وحل وقت الظهيرة وانهت ام ماجد

تحضير الطعام و..........."




 
" الجزء التاسع


"تعود كل من سارا وزينة من المدرسة ، وبعد عودتهن بدقائق يعود ماجد ،\

يجتمع الجميع في المطبخ ، يشاهدوا تجهيزات والدتهم لطعام الغداء ،

اما ماجد فكان في عالم آخر كان يحدق بنيرآن بجنون ،

وكل اوصال قلبه مشدودة اليها ، تطلب ام ماجد من ماجد الذهاب للتبديل

ملابسه والإستعداد لإستقبال والده ، وطلبت ذات الأمر من سارا وزينة ،

وطلبت من سارا تحديداً ان تأخذ نيرآن معها إلى حجرتها لتختآر لها ثوباً

من ثيابها لترتديه ، تأخذ سارا بيد نيرآن

وتصعد تجاه حجرتها ، وفور وصلها اغلقت الباب وفتحت دولاب ملابسها

لتختار منه نيرآن ما تشاء ، كانت نيرآن تشعر بخجل حزين

خففت عنها سارا حزنه وخجلها ، ونجحت في تخفيف الخجل ،

اما الحزن فهو مازال ملازمها ، تطلب نيرآن من سارا ان تختار لها ثوباً

اسود اللون لأنها ما زالت في فترة الحداد على عمتها ،

تختار سارا لنيرآن فستان اسود بسيط ، لكن عندما ارتده نيرآن

اصبح الفستان في غاية الجمال ، وزاد نيرآن جمالاً عندما جلست امام المرأة

وسرحت شعرها ، بهرت سارا بجمالها اشد الإنبهار

اما نيرآن فكان هناك شعور غريب يجتاحها تجهل مصدره

فهي لاتعلم ان موعد لقائها بأخوتها من والدها الذين لاتعرف بوجودهم قد اقترب ...


في تلك الأثناء يقرع جرس باب المنزل ، تفتح ام ماجد بلهفة

لتستقبل زوجها ، فتصدم برؤية امل برفقته ، حاولت ان تداري

انزعاجها وصدمتها ، تلككت في الترحيب بهم ، لكنها طلبت منهم

الدخول إلى صالة الجلوس ، يجلس الجميع ويدور الحوار التالي..."



ناصر- كيف حالك يا ام ماجد

ام ماجد- بخير

امل – اممم الحمد لله

ناصر – اين ماجد، اطلبي منه الحضور

ام ماجد- قبل ان اطلب منه هناك امر يجب ان اخبرك به

على انفراد

امل- انفراد ، اتقللين من قيمتي وقيمة اولادي

ثمّ ان ناصر لايخفي عنا شيء

ناصر- اجل ام ماجد ، انا لا اخفي شيء على اولادي

ارجوك اخبرينا بما عندك فقد بدأت تنتابني المخاوف

ام ماجد- حسناً


" تخبر ام ماجد ناصر على مسمع الجميع قصة نيرآن

وخبر اقامتها في منزلهم ، لم يكترث ناصر للموضوع

ولم يبدي أي وجهة نظر ، اما امل فقالت :..."

امل"بمكر"- لكن يا ام ماجد عليكِ ان تكوني حذرة

فلو بلغ احدهم عنك بأنك تحوين فتاة قاصر في بيتك

لكانت العواقب وخيمة

" لم ترد عليها ام ماجد ، بل نهضت من مكانها واقتربت

من مدخل الصالة ونادت على اولادها ، ثمّ عادت لمكانها

يحضر ماجد برفقة زينة ، يقبلان والدهم ، ويجلسان بجواره

وطبعاً صدما بتواجد امل ، وانزعجا كثيراً ، تحمد الجميع

لماجد على سلامته ، بغستثناء زيد فقد بقي صامتاً ، شارد الذهن

في تلك اللحظة تصل سارا ، تقوم بتقبيل والدها وصدمت لتواجد امل

وسددت نظرة تعجب إلى وجه والدتها ، التي حاولت ان تغطي على إنزعاج

ابنتها بسؤالها عن نيرآن ، جلست سارا واخبرت

امها ان نيرآن ستحضر قريباً .... يتبادل الجميع الأحاديث

وكانت امل بدورها تحاول التقرب لماجد بجذب انتباهه لعبير

التي كانت تجلس وتتراقص من الفرحة لقربها من حبيب القلب

وما هي إلا لحظات حتى دخلت من باب الصالة .......



 

" الجزء العاشر "

وما هي إلا لحظات حتى دخلت نيرآن من باب الصالة

وقدمتها ام ماجد للجميع، ووقعت عيناها على اخوتها

فيا له من قدر ، جمعها بهم ،

ذهولٌ شديد آصاب كل من ناصر وامل وزيد وحصه وعبير

لشدة جمآل نيرآن ، زيد اصيب بالخدر في لسانه غير مدرك

ان الفتاة التي ينظر إليها بشهوانية هي اخته، اما

ناصر تسمرت عيناه على تلك الفاتنة وغيرة شديدة اطبقت

على ملامح امل وبناتها حصه وعبير ، فلم يدركن بعد

ان نيرآن شقيقتهن ، ام ماجد فلم يكن بعيداُ عنهم فإعجاب شديد

اكتسح وجه ، تقترب نيرآن من الجميع تلقي تحية السلام

وتجلس بخجل حزين بالقرب من سارا ، الضيوف جميعهم غير

قادرين على النطق و مصابين بالذهول لشدة جمال نيرآن

( لو تعلم نيرآن انها بالقرب من اخواتها ولو يعلمون انهم بالقرب

من اختهم )


يلاحظ ماجد ذهول والده و زيد بنيرآن ، فتتملكه الغيرة الجنونية

فيرمقهم بنظرة غيوره ، ام ماجد لاحظت ذلك فحاولت فتح باب

الحديث ليستفيق الجميع فقالت ......"


ام ماجد – هذه نيرآن ضيفتنا لا بل صاحبة المكان

ناصر"بتلعثم "- اهلاً وسهلاً

زيد"اخيراً ابو الهول نطق "- اهلاً وسهلاً


" اما امل وعبير وحصه من شدة القهر لم يهمسن ببنت شفه "


ماجد"يغير مجرى نظراتهم والحديث"- ابي

ناصر "يلتفت لماجد"- نعم

ماجد _- كيف بإمكاننا ان نصحب نيرآن معنا في سفرتنا

التي اتفقنا عليها سابقا

عبير"تنطق بغضب"- ماذا نصحبها معنا ؟!

ناصر- عبير ، اسكتي

نيرآن "بهدوء"- لا ، لاتفكروا بأمري فأنا لن اسافر إلى أي مكان

عبير – افضل

ماجد- إذا انا لن اسافر يا انسة عبير

عبير "بذهول"- ماذا ؟!

ام ماجد- وأنا كذلك

نيرآن- ارجوكم لا تعلقوا اموركم علي ، سافروا انتم

وانا سأتدبر اموري


" في تلك اللحظة يخطر على امل خاطر شيطاني وهو ان تقوم

بإبقاء نيرآن عندها إذا سافروا وتستغل جمالها في كسب المال

بالنصب على ابو حمد ، فهو إذا رأها سيدفع أي مبلغ نظير أن

يتزوجها ... فتقول امل بتودد ماكر......."

امل- اسمعوا سافروا انتم ، فأنا سأبقي نيرآن عندي معززة

مكرمة إلى ان تعودوا لأنها قاصر ولايمكنم اصطحابها

عبير_ فكرة جيدة؟!

حصة"وقد فهمت مغزى امها"- اجل يا امي فكرتك رائعة

ناصر_ لكن علينا اخذ رأي نيرآن اولاً

نيرآن – لا مانع لدي ، واشكركم على اهتمامكم بأمري

" هنا انتاب الضيق ام ماجد لخوفها على نيرآن وكذا الأمر بالنسبة

لماجد ، خوفا على نيرآن من مكر امل ، لكن لايمكنهم الغاء السفرة

واحباط كل من زينه وسارا اللوات يرغبن بالسفر برفقة واالدهم ،

فيضطرون على الموافقة ،، يجلس الجميع يتبادلون الحديث

وكانت امل تحاول ان تحبب الجميع فيها ليس لسواد عيونهم بل حتى

تكسب حب ماجد لعبير وحب نيرآن ضحيتها الجديدة لها ، وبعدها

تدعو ام ماجد الجميع للتوجه إلى تناول طعام الغداء ، يتجه الجميع

إلى جرة الطعام ويجلسون إلى الطاولة ويتناولون طعامهم ويتبادلون

الحديث هناك ، وما ان انهوا طعامهم حتى عاودوا الجلوس في

الصالة الرئيسية ، ولم يطول جلوسهم ففور تناولهم الشاي استئذن

ناصر بالذهاب مع امل واولاده ، اذن لهم وغادروا ود ماجد لويكسر

جرة وراء امل حتى لاتعود إلى منزلهم مرة اخرى ...يجلس ماجد

برفقة امه ونيرآن واختيه ويدور بينهم الحديث التالي

ام ماجد- نيرآن ، بنيتي عليك ان تقرري بالنسبة لموضوع المدرسة

الذي تكلمنا فيه في الصباح

ماجد- أي موضوع

ام ماجد_ عليها ان تذهب لمدرستها ، فلم يبقى على اختباراتها

النهائية إلا ايام معدودة

ماجد- اجل معك حق يا امي

نيرآن غداً سأصحبك لمدرستك

نيرآن- لكن

ماجد- من غير لكن غداً سأرافقك لمدرستك
وسوف اتحدث مع المدرسة بخصوص غيابك

ام ماجد – اجل بنيتي اذهبي معه فدراستك هي مستقبلك

والحي ابقى من الميت ، ارحمي نفسك

نيرآن"بوجع"- حسناً ، والأن استئذنكم بلإنصراف لأخذ قسط من

الراحة

" تنصرف نيرآن وهي تحمل على كاهلها جبال من الهموم

والأوجاع "

 

" الجزء الحادي عشر "


تنصرف نيرآن وهي تحمل على كاهلها جبال من الهموم والاوجاع

تتجه لحجرتها التي خصصتها لها ام ماجد ، وتستلقي على سريرها

تفكر بعمتها وكيف ستقدر على تجاوز الوضع في غيابها عن دنيتها

وإلى متى ستبقى بل مأوى / وكيف ان حياتها غدت بدون الوان

بعد موتها / تبقى نيرآن تفكر فترة طويلة بواقعها المرير


بينما ماجد يخر من المنزل فقد تواعد مع عبدالرحمن على اللقاء

في احد المقاهي / وسارا وزينه تباشرآن دروسهما / وام ماجد

خرجت هي الأخرى لزيارة منزل عمها ابو ناصر / يأتي المساء

يجتمع الجميع على العشاء / ثم يلسون قليلاً يتبادلون اطرآف

الحديث/ ثمّ يتجه كل واحد منهم إلى حجرته للنوم / يمر اليل بتثاقل

على ماجد فهو في اشد الشوق لإصطحاب نيرآن لمدرستها

وحتى يخلو له الجو ويصارحها بحبه له / وخوف يتملكه من ردة

فعلها فهو يدهل كيف ستكون / يأتي الصباح تغادر زينه برفقة سارا

للمدرسة / وكذا الأمر بالنسبة لنيرآن تغادر برفقة ماجد الذي لم

يتمكن من النوم لشدة الشوق الذي اعتلاه / يتجه ماجد بنيرآن

إلى مدرستها ويقرر ان لايفاتحها بموضوع حبه إلا عندما يغادرون

المدرسة / طيلة الطريق ونيرآن صامتة لم تهمس ببنت شفه


يصل ماجد إلى المدرسة ويركن سيارته على بوابتها ويفتح الباب

لنيرآن ويرافقها إلى غرفة الناظرة / يقرع بابها فتأذن لهما بالدخول

ويدور الحوار التالي :........"


ماجد – صباح الخير سيدتي

نيرآن – صباح الخير

الناظرة- صباح النور، نيرآن بنيتي عظم الله اجرك

قلوبنا معك

نيرآن – شكر الله سعيكم /

الناظرة – تفضلا ، بالجلوس


" يجلس ماجد ونيرآن بالقرب من طاولة مكتب الناظرة ، يشرح

ماجد للناظرة ظروف نيرآن بعد وفاة عمتها

وعندما سألته الناظرة عن مدى قرابته بنيرآن اخبرها كذباً انه ابن

عمها ، تعاطفت الناظرة مع نيرآن وطلبت منها مباشرة الدراسة من

الغد لأنه لم يبقى سوى يومان على اختبارات نهاية العام الدراسي

واخبرتها انها ستخبر المدرسات بأن يتعاطفوا معها وتقدير ظروفها

شكر ماجد الناظرة على كرمها وحسن تفهمها للوضع ، وكذا نيرآن

شكرتها و وعدتها بأنها ستباشر الدراسة من الغد / يخرج ماجد
ونيرآن من حجرة الناظرة تمر نيرآن من امام فصلها تبحث بعيناها

عن شهد ولكنها لم تجدها / فأدركت انها قد تكون قد انتقلت

وقررت ان تتصل بها فور وصولها لمنزل ماجد / تركب نيرآن

السيارة برفقة ماجد / يستجمع ماجد قواه ليفاتح نيرآن بموضوع حبه

لها ولكنه كان مترددا وخائفاً ، فخطر له ان يطلب منها الذهاب

للجلوس في احد الحدائق وتناول العصير هناك / وافقته نيرآن


لحاجتها لتغير جوها النفسي قليلاً ... فرح ماجد لذلك وتوجه إلى

حديقة قريبة ، وتوقف امامها وخرج برفقة نيرآن من السيارة

ودخلا الحديقة جلسوا على احد المقاعد الخشبية تحت ضل شجرة

كبيرة / وطلب ماجد من النادل كوبا عصير / ودار بينه وبين نيرآن

الحوار التالي ........"


ماجد – نيرآن

نيرآن –نعم

ماجد- اتعلمين ، انني احببت هذا المكان كثيراً ،

نيرآن – وهل تأتي إلى هنا في الغالب

ماجد – لا ، اتصدقين انها أول مرة

نيرآن – كل شي جائز

ماجد- نيرآن ، اريد أن اسألك سؤال وارغب ان تجيبني عليه بكل

صراحة

نيرآن – تفضل

ماجد"بتردد"- من انا؟!

نيرآن "بإستغراب "- من انت ؟!

ماجد"بتردد اكثر"- اقصد من انا في حياتك ؟1

" تصمت نيرآن وتتجاهل سؤاله وتغير مجرى الحديث "

نيرآن – الجو جميل اليوم ، رغم حزني إلا انني شعرت بجماله

ماجد"بتوتر"- نيرآن ، لاتغيري الموضوع واجيبي على سؤالي

نيرآن "بهدوء"- أي سؤال ؟!

ماجد"بتوتر"- من انا يانيرآن من اكون في حياتك ؟!

نيرآن- لا اعلم

ماجد- كيف لاتعلمين / نيرآن لاتعذبيني اكثر

ارجوكِ


نيرآن – اعذبك !


ماجد- اجل تعذبينني / اخبريني من انا ؟!

نيرآن – لا اعلم

ماجد"يصرخ"- نيرآن ، انا احبك ، احبك لدرجة الجنون

وانتي لاتعلمين شعورك نحوي!

نيرآن – لا اعلم

ماجد- نيرآن انا احبــــــــــــــــــــك

نيرآن- ماجد ، بربك كفى ، واخفض صوتك

انت تدري بظروفي الحالية التي لاتسمح بالحب في الوقت الراهن


ماجد – لكنها تسمح بكلمة واحدة ، ارجوك إنطقيها

نيرآن – ماجد ارجوك

ماجد- نيرآن من انا في حياتك ، اخبريني الأن

" يصر ماجد على نيرآن ، لكنها ترفض البوح له الأمر الذي دفع

بماجد إلى التهور وضرب يده بقوة بالشجرة وهو يصرخ بحبها له

مما ادى إلى جرح في يده عميق ، تنهض نيرآن بعجلة من مكانها

وتقترب منه وتمسك بيده وتخرج بيدها الأخرى منديل تجفف دمائه

وتقول له ...."


نيرآن "بخجل"- احبك يامجنون


" يصرخ ماجد هنا من الفرح ويقفز من مكانه ويمسك بيدها ويجري

بعها في الحديقة والكل يناظرهم ، ثمّ توقف ويحضنها حضنة قوية

تعبر عن مدى فرحته .... لكن ............"

 
الوسوم
الرجال عروش نيرآن هزت
عودة
أعلى