يفترشُ الرّصيفَ الباردَ متكئاً على عمودِ الكهرباء المقطوعةِ غالباً، وهو يحتضنُ وجهَهُ البريءَ بكلتا كفّيه.
كآبةُ البراءة تستقطب لهفةَ الأمومة إذِ اقتربت منهُ أمٌّ عابرةٌ، وانهالت بسيلِ أسئلتها:
ما اسمك يا صغيري؟... أينَ بيتكم؟.... لِمَ تجلسُ هنا؟... ألا تشعرُ بالبردِ؟...
لم يكلّفْ نفسَه عناء الرّدّ، وظلّ مركّزاً بصره على قدميه تلعبان بالبركة الموحلة.
ألا تخشى من الخاطفين؟ قد يذبحونك ويبيعون أعضاءك. وقد يطالبون والدك بفدية كبيرة. رفع إليها نظرة استخفاف، وحرّك فمه بلا مبالاة أزعجتها.
قرأت اسم الرّوضة على الحقيبة المعلّقة على ظهره: هل أقرع لك باب الرّوضة لتدخل؟ أدار وجهه متأفّفاً. حنانها يمنعها من تركه وحيداً في بلد يفتقد الأمان، وفضولها يلحّ على استنطاقِ الطّفلِ في زمنٍ كثرت فيه الحكايات العجيبة.
نفذ وقتها: هيّا يا ولد إمّا إلى البيت أو إلى الرّوضة!
أنزل كفيه منزعجاً، ورفع صوته ساخطاً: لا أريد. أعلنت انشقاقي عن أهلي و عن رفاقي.
كآبةُ البراءة تستقطب لهفةَ الأمومة إذِ اقتربت منهُ أمٌّ عابرةٌ، وانهالت بسيلِ أسئلتها:
ما اسمك يا صغيري؟... أينَ بيتكم؟.... لِمَ تجلسُ هنا؟... ألا تشعرُ بالبردِ؟...
لم يكلّفْ نفسَه عناء الرّدّ، وظلّ مركّزاً بصره على قدميه تلعبان بالبركة الموحلة.
ألا تخشى من الخاطفين؟ قد يذبحونك ويبيعون أعضاءك. وقد يطالبون والدك بفدية كبيرة. رفع إليها نظرة استخفاف، وحرّك فمه بلا مبالاة أزعجتها.
قرأت اسم الرّوضة على الحقيبة المعلّقة على ظهره: هل أقرع لك باب الرّوضة لتدخل؟ أدار وجهه متأفّفاً. حنانها يمنعها من تركه وحيداً في بلد يفتقد الأمان، وفضولها يلحّ على استنطاقِ الطّفلِ في زمنٍ كثرت فيه الحكايات العجيبة.
نفذ وقتها: هيّا يا ولد إمّا إلى البيت أو إلى الرّوضة!
أنزل كفيه منزعجاً، ورفع صوته ساخطاً: لا أريد. أعلنت انشقاقي عن أهلي و عن رفاقي.