فيتامين الحياة

املي بالله

نائبة المدير العام
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة

أسعد الله أوقاتكم بكل الخير


دعني اخبرك بأمر ليس بالجديد عليك
وهو أن العالم ليس مكان جميل مشرق مليء بألوان قوس قزح والفرح والسعاده
بل هو مكان في غاية الدناءه والقذاره
وحينما تقرر أن تعيش فيه لا يهم كم أنت قوي ومدى صلابتك وشدتك
لأنه سيركعك على ركبتيك وسيبقيك خاضع له على الدوام ( إن سمحت له بذلك )

لا انا ولا انت ولا الأنبياء ولا الرسل سنسلم من قبح الدنيا وعداوتها وظلمها
ولكن الأمر لا يتعلق بمدى قسوة الضرب الذي تتعرض له وكثرة النكسات التي ستلحق بك
بل بمدى تحملك للضرب واستمرارك في التقدم للأمام ... وهكذا يُصنع الفرق


الألم أمر مؤقت , قد يدوم لدقيقه أو ساعة أو يوم أو حتى سنه أو سنتين ولكنه في آخر المطاف سيختفي وسيحل مكانه أمر مختلف
ولكن إذا استسلمت فسيبقى الألم للأبد ..

هامش النجاح ليس كبير في هذه الحياة فأجزاء من الثانية تفرق بين المركز الأول والثاني في سباقات السيارات وسباقات الجري
فالحياه ليست سهله ونجاحاتها تنتظرك باسطه ذراعيها وتقول لك تعال لتحقق أحلامك ببساطه
فإذا كان لديك حلم , فعليك أن تدافع عنه بأكثر مما تملك من قوة

يعجز الكثير من الناس في كثير من الأوقات أن يحققوا أمور يريدونها لذا فهم يحاولوا ان يوهموك بأنك عاجز مثلهم
فإذا أردت شيء ما , قاتل لأجله ولا تخشى الفشل , فلا أحد يمكنه الفوز دائماً بل ستخسر كثيراً ..

ولكن إياك من الخوف من اتخاذ القرارات الصعبه والخوف من المجهول وعليك ان تعي بأن الأمور ستجري دائما عكس توقعاتك

ومن يقول نعم أستطيع , ومن يقول لا أستطيع
كلاهما محق لأن كل واحد منهما لم يعبر عن الحقيقه بل عبّر عما يريد أن يكون عليه

أغلبكم يقول بأنه يريد النجاح وأن يكون شيء عظيم ولكنه في الحقيقه لا يريد ذلك بشدة , أنتم تريدون النجاح كفكره فقط
لا تريدون النجاح حقا والعمل عليه ولكنكم تريد أن يتم الإحتفال بكم كناجحين في المحافل وبين الأهل والأصحاب
لا تريدون النجاح حقا بقدر رغبتكم بأن تكونوا أناس رائعين في محيطكم ويشار لكم كشخصيات ناجحه
لا تريدون النجاح بقدر رغبتكم في الراحه والاسترخاء والنوم تاركين اليوم يطوي اليوم عليكم وانتم في فراشكم راقدين وأمام التلفاز ..


لطالما كنت أسمع عباره الخوف من النجاح ولم أفهمها يوما , ولكن بعدها اتضح ان أعمق مخاوفنا ليست بسبب كوننا غير أكفـّـاء بل بسبب قوتنا حينما تتخطى المقاييس
لا نخشى ان نكون فاشلين بل نتخوف من أن نعمل بجهد ونبحث هنا وهناك عن النجاح لنصبح ناجحين
فالنجاح في نظر البعض هو حكر على زمره من البشر مقدر لهم ذلك ودائما مايستثنون نفسهم من تلك الزمره !


عليك أن تغوص في أعماق داخلك وتسأل نفسك , من تريد أن تكون ؟

اكتشف مالذي يجعلكم سعيد , ولا يهم كم يبدو ذلك جنونيا وتافها بالنسبه لأهلك واصدقاءك وللناس جميعا

اختر , قرر , افعل

اختر من تريد ان تكون وقرر ما الذي تريد أن يحصل وابحث عن كيفيه فعل ذلك ..


ستطرحك الأحداث والصعوبات أرضا كلما حاولت أن تقف ولكن الأمر لا يتعلق بالقوه التي ستُضرب بها او بكثره الضربات
بل بمدى صبرك وتحملك واصرارك ..

انهض كلما سقطت أرضا مره تلو مره تلو مره تلو مره تلو مره ولا تستسلم أبدا
بإمكانك أن تبقى في مكانك وتـُسحق بكل بساطه وتصبح نسيا منسيا ولن يهتم بك أحد
وبإمكانك أن تقاتل وتعود للطريق كلما يتم تنحيتك عنه

تخيل معي أنك في فوهه بركان تتسلق عبر الجدران لتخرج من فوهه هذا الجحيم الذي يزداد منسوب حممه تدريجياً أكثر فأكثر
فإن سقطت ستهلك وإن بقيت في مكانك ستصلك الحمم وتصهر عظامك , فماذا ستفعل ؟

من الأكيد أنك ستصبر على حراره الصخور التي تتسلقها وستعاود النهوض والتسلق كلما سقطت
وهكذا يجب أن تعيش في هذا الحجيم المسمى بالفشل والخساره .

يجب أن تضحي بما أنت عليه الآن لأجل ماتريد ان تكون عليه مستقبلا ودعني أخبرك بالحقيقة (معظمكم لن ينجح في ذلك )

لأنكم حينما تتحمسون وتبدؤون بالعمل على انفسكم وتدرسون وتبحثون ستشعرون بالتعب وبذلك ستنسحبون وتتركون العمل تدريجيا
خصوصا لو لم ترى أي نتائج تبشر بالنجاح , وتبدؤن بسرد أعذار لنفسكم

لا أعرف للحسابات والأرقام , فعلا أنت محق لأنك لم تدرسها بإجتهاد فكيف لك ان تعرفها
لا اعرف كيف أخيط الملابس أنتي محقه فأنتي لم تتعلمي الخياطه قط
لا أعرف كيف أنشيء ملفات وكيف اعمل جداول ببرنامج اكسل انت محق لأنك لم تتعلم ذلك
لا أعرف كيف أصمم أو كيف أزرع أو كيف أرسم وهذا أمر صحيح لأنك لم تتعلم ذلك


الموهبه موجوده بداخلنا بشكل فطري وهي لن تنفعك وتتحول لمهاره وتتطور إلا بساعات وساعات وأيام وشهور من التدريب والصقل

فلا تقول أنك عديم الموهبه والفائده وتتحجج لتبقى فاشلا بل تحجج لتبقى على المسار حتى إن لم تعلم امر فتحجج لنفسك وقل لربما انا احتاج مزيدا من الوقت او مزيدا من الخبره او ... إلخ استغل طاقه الخنوع والتحجج بطريقه عكسية

أعلم بأنك ستتألم وستخسر وستضيق الدنيا بك لذا نل ما تستحق واجعله نهايه صبرك

إذا كنت تعرف ماهي قيمتك فاذهب وحقق ماتستحقه ولكن الأهم أن تكون مستعد لتلقي الضربات من أهلك ومن أصدقاءك ومن المحيط والمجتمع والإجراءات والحسد والتهميش والإنتقاد .. فلا أحد سلم من ذلك حتى الرسول محمد صلى الله عليه وسلم ...

وإياك أن تقول أنك لن تنجح بسبب هذا او هذه او المجتمع أو الواسطه او أي شخص
فوحدهم الجبناء من يفعل ذلك وأنت لست منهم أنت أفضل من ذلك


كل يوم هو يوم عمل جديد وكل لحظه هي لحظه جديده تقربك من نجاحك الذي تستحقه
لذا عليك أن تخرج الآن من قوقعتك وتريهم بأنك شخص جديد وأرهم كم أنت عظيم


نحن البشر الذين وضع الله فيهم القوه والعظمه لإعمار الأرض

نحن من نصنع الآلات ونشيد نواطح السحاب وننشيء السفن التي تقل الآلاف من قاره لقاره ونحن من اخترعنا وبنينا الطائرات الضخمه التي تحلق فوق السحاب نحن من شققنا الجبال وحفرناها وصنعنا آلاف الأنفاق ونحن من بنينا الجسور فوق البحار وأنرنا ظلمات الصحاري
وأنت منّا أيها البشري الذي تقرأ كلامي

فقم من مقعدك وأري العالم كم أنت بشري قوي وعظيم تتجلى فيك قدره الرب الذي خلقك
كن أهلا لأن تكون إنسان وأجعل من حياتك أمر يستحق العيش لأجله وأجعل حياه الآخرين أفضل

 
الوسوم
الحياة فيتامين
عودة
أعلى