شهر رمضان شهر التوبه والغفران

خالدالطيب

شخصية هامة

شهر رمضان شهر التوبه والغفران ..

بسم الله الرحمن الرحيم ..
اللهم صل على محمد وآل محمد ..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..


هاهو شهر رمضان قد فتح لنا أبوابه من أوسعها وهاهو الكرم الإلهي يرزقنا بلوغه مرة أخرى ويفتح لنا باب التوبه وهو مفتوح طيلة العمر

ولكن في شهر رمضان يكون أكثر فرحمة الله في هذا الشهر تصب صباً .. فلنستغل هذه الفرصه قبل فوات الآوان

ولنسارع للتوبه ونلحق بها قبل أن يلحق بنا الموت .. وإن شاء الله نموت جميعاً ونحن شيعة لعلي بحق ومن أهل الجنه بإذن الله ..

بداية نسأل أنفسنا هذا السؤ البسيط :
ما هي التوبه ؟

التوبه هي عودة إلى الفطره السليمه ورفع لكل آثار التلوث التي حصلت في القلب نتيجة المعاصي والذنوب , ولو كانت فطرة الشخص سليمه وكان ضميره حياً لعاش العذابعندما يرتكب المعصيه ولشعر بالندم والاسف عما صدر منه ..

باب التوبه هو أحد أبواب الرحمه الإلهيه فقد قال الإمام زين العابدين عليه السلام :

أنت الذي فتحت لعبادك باباً سميته التوبه وجعلت على ذلك الباب دليلاً لئلا يضلوا عنك فقلت تبارك أسمك

( توبوا إلى الله توبة نصوحا عسى ربكم أن يكفر عنكم
سيئاتكم ويدخلكم جنات تجري من تحتها الأنهار )

فما عذر من أغفل ذلك المنزل بعد فتح الباب وإقامة الدليل


حقاً يتبادر إلى الأذهان هذا السؤال :
ماذا كان يمكن أن يحدث لو لم يفتح الله عز وجل هذا الباب ؟

ماذا يمكن أن نفعل مع إرتكابنا للمعاصي ومخالفتنا الأوامر الإلهيه , إتباعنا للشهوات وسيرنا مع الشيطان الرجيم والغفله التي نحن فيها , ماذا سنفعل حينها ؟

حينها سنكون من الهالكين جميعاً , لكن الله الرحمن الرحيم وبهذه الرحمة المطلقه التي فتحت لنا باباً ندخل منه لإحياء ضمائرنا من جديد ,, وهذا يكفي لشكرة عز وجل عليه ..
يقول عز وجل في الحديث القدسي :

لو علم المُدبرون عني كيف إشتياقي لهم لماتوا شوقاً

وجاء في الحديث النبوي بما معناه أن الله تعالى يفرج بعودة عبده المذنب إليه أكثر من فرح من فقد كل ما يملك في مركب وضاع منه هذا المركب ثم وجده ..


قال الرسول صلى الله عليه وآله وسلم الندم على الذنب توبه

وقال الإمام الباقر عليه السلام :
كفى بالندم توبه

وقال الإمام الصادق عليه السلام :
ما من عبد أذنب ذنباً فندم عليه إلا غفر الله له قبل أن يستغفر

من خلال هذه الأحاديث الكريمه نستدل على أن حقيقة التوبه تبدأ بالندم على الذنب لمخالفته لله عز وجل ولقبح الذنب

إن شاء الله مستمرين في الحديث عن هذا الموضوع



 
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلِّ على محمد وآل محمد

إن سلوك طريق الأخرة ، والوصول إلى الله تعالى لا يكون إلاّ بطاعته سبحانه في كل صغيرة وكبيرة ، فما من شيء إلاّ فيه حكم ، كما روي عن الأئمة الأطهار عليهم السلام .

فالإلتزام التام والكامل بالشريعة الإلهية المقدّسة هو السبيل الوحيد للنجاة والفوز بلقاء الباري عزوجل ، قال الإمام موسى الكاظم عليه السلام (( نصب الخلق لطاعة الله ولا نجاة إلاّ بالطاعة )) .
ولكن ما هو موقف الإنسان المذنب اتجاه ما اقترفت يداه من الخطايا ؟

ماذا يفعل بقلبه الملّوث المليء بالمعاصي التي جعلت بينه وبين الباري عزوجل حجاباً سميكاً ؟ وكيف يقضي على الأثار الموحشة التي جناها من تلك الذنوب ؟

وهل ان هذه الذنوب كتبت على صاحبها الشقاء الأبدي فصار محروماً من لقاء الله تعالى ؟

هنا وفي أشد لحظات الحيرة والضياع ، التي تغيب فيها شمس ليسدل الظلام ستاراته ، ويجتاح اليأس فيكاد يسيطر على القلوب ، يشرق النور وتمتد يد الرحمة الإلهية ، فيهب نسيم النغمات القدسية ليخرجها من الضلالة إلى الهداية ، من الظلمة إلى النور قائلاً :

{{ يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا انه هو الغفور الرحيم }}

فالله سبحانه وتعالى أخذ على نفسه أن يكون رؤوفاً رحيما ، فقال {{ كتب ربكم على نفسه الرحمة }} . ولا نجد في ذلك آية أو رواية واحدة تقول أنه تعالى كتب على نفسه القسوة ومعاقبة الخاطئين نعم لقد توعدّهم بالعذاب ، ووصف نفسه بأنه شديد العقاب ، ولكن لم يأخذ بذلك عهداً على نفسه ، إنما قال في كتابه المجيد :
{{ ومن يعمل سوءا أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفوراً رحيماً }} .

لقد أنعم الله سبحانه على أمة محمد صلى الله عليه وآله ، وشق لهم طريق التوبة ، فهي باب العصاة والمذنبين ، ومبدأ السالكين ،ورأس مال الفائزين ، ومفتاح استقامة السائلين ، وإنها لأقوى برهان على شدّة ووسع رحمة الله بعباده ، ولطفه اللامتناهي ومحبته لهم ... ( أنت أرأف بي من أمي وأبي )


والتوبة معناها الندم على الذنوب التي اقترفها ابن آدم في محضر الحق سبحانه ، والعزم على هجرتها وعدم العودة إليها مطلقاً .
والتوبة النصوحة هي ما كانت صادقة خالصة لوجهه سبحانه وتعالى وقد بيّن مولانا الإمام زين العادين عليه السلام في مناجاته التوبة الحقيقية حيث يقول : (( اللهم أني أتوب إليك في مقامي هذا من كبائر ذنوبي وصغائرها ، وبواطن سيئاتي وظواهرها ، وسوالف زلاّتي وحوادثها ، توبة من لايحدّث نفسه بمعصية ، ولا يضمر أن يعود في خطيئة ، وقد قلت يا إلهي في محكم كتابك انك تقبل التوبة عن عبادك وتعفو عن السيئات ، وتحب التوّابين ، فاقبل توبتي كما وعدت ، واعف عن سيئاتي كما ضمنت ، واوجب لي محبتك كما شرطت ، ولك يا رب شرطي ألاّ أعود في مكروهك ، وضماني ألاّ أرجع في مذمومك ، وعهدي أن أهجر جميع معاصيك .... ) .

وحقيقة التوبة هي الرجوع من عالم الحيوانات والشياطين ، إلى عالم الخير والكمال ، إلى الله عزوجل .

يقول الإمام الخميني قدس سره في معنى التوبة وحقيقتها :

وهي عبارة عن الرجوع من عالم المادة إلى روحانية النفس ، بعد أن حُجبت هذه الروحانية ونور الفطرة ، بغشاوات ظلمانية من جراء الذنوب والمعاصي .
فإذا تاب توبة حقيقية صادقة ، فإن ذنوبه تتجلى وكأنها لم تكن ، ويعود قلبه صفحة بيضاء نقية ، وتطهر يداه الملوثتان بالذنوب .... يقول صادق آل محمد عليه السلام :

(( إذا تاب العبد توبة نصوحا أحبه الله فستر عليه في الدنيا والأخرة ، فقلت وكيف يستر عليه ؟ قال : ينسي ملكيه ما كتبت عليه من الذنوب ،ثم يوحي إلى جوارحه اكتمي عليه ذنوبه ، ويوحي إلى بقاع الأرض اكتمي عليه ما كان يعمل عليك من الذنوب ، قيلقى الله حين يلقاه وليس شيء يشهد عليه بشيء من الذنوب )) .

وقد تبين من هذا الحديث ، أن الله تعالى لا يستر على عبده الذي عصاه وتجرأ عليه ، فيطهّره من الخطايا فحسب ، إنما يمنحه أيضاً وساماً عظيماً جداً وهو محبته جل وعلا ، وقد أشار تعالى إلى هذه الحقيقة في الذكر الحكيم فقال :
{{ إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين }} .
فهو تعالى يفرح بتوبة عبده المؤمن ، فعن مولانا الإمام الباقر عليه السلام (( إن الله تعالى أشد فرحاً بتوبة عبده من رجل أضل راحلته وزاده في ليلة ظلماء فوجدها ، فالله أشد فرحاً بتوبة عبده من ذلك الرجل براحلته حين وجدها )).
يقول الإمام الخميني قدس سره :
ايها الإنسان كم أنت ظلوم وجهول ! ولا تقدّر نعم ولي النعم ، انك تعصي وتعادي سنين وسنين ولي نعمك الذي وفّر لك كل وسائل الرفاه والراحة من دون أن تعود منها عليه ( والعياذ بالله ) بجدوى وفائدة وطيلة هذه الفترة قد هتكت حرمته وطغيت عليه ولم تخجل منه أبداً ولكنّك غذا ندمت على ما فعلت ورجعت إليه ، أحبّك الله وجعلك محبوباً له {{ إن الله يحب التوابين }} فما هذه الرحمة الواسعة والنعم الوافرة .​
 
ماهي التوبه النصوح

ذكر المجلسي في شرحه للكافي عدة وجوه في معنى التوبه النصوح وهي :

1/ إن النصوح ما كانت خالصة لوجه الله سبحانه من قولهم : عسل نصوح , إذا كان خالصاً من الشمع , بأن يندم على الذنوب لقبحها أو كونها خلاف رضا الله سبحانه لا لخوف النار مثلاً وقد حكم المحقق الطوسي - طاب ثراه - في التجريد بأن الندم على الذنوب خوفاً من النار ليس توبة ..

2/ إن المراد توبه تنصح الناس أي تدعوهم إلى أن يأتوا بمثلها لظهور آثارها الجميله في صاحبها , أو تنصح صاحبها فيقلع عن الذنوب ثم لا يعود إليها أبداً ..

3/ إن النصوح من النصاحه وهي الخياطه , لأنها تنصح من الدين ما مزقته الذنوب , أو يجمع بين التائب وبين أولياء الله أحبائه كما تجمع الخياطه بين قطع الثوب ..

4/ إن النصوح وصف للتائب وإسناده إلى التوبه من قبيل الإسناد المجازي , أي توبة ينصون بها أنفسهم بأن يأتوا بها على أكمل ما ينبغي أن تكون عليه حتى تكون قالعة لأثار الذنوب من القلوب بالكليه وذلك بإذابة النفس بالحسرات , ومحو ظلمة السيئات بنور الحسنات ..

من كتاب التوبه إلى الله ,,
 
اللهم انى أمَتك وبنت أمَتك

اللهم ارحمنا برحمتك التى وسعت عنان الارض والسماء

وبلغنا بكرمك شهر رمضان

واجعلنا يا ارحم الراحمين ممن يصومه ايمانا واحتسابا

............

تسلم خالد عالموضوع الجميل

اثابك رب العالمين عنا كل الخير
 
الوسوم
التوبه رمضان شهر والغفران
عودة
أعلى