للحزن طاقة

  • تاريخ البدء

املي بالله

نائبة المدير العام
للحزن طاقة


في دهاليز وجداننا يختبئ الحزن القاتم في عتمة عالمنا الداخلي ،كلما أراد هذا الحزن أن يخرج لمتنفس ضوء قمعناه .

في كلّ حزن نمرّ به ونتخطاه ،نظن أننا تجاوزنا التفكير به ،ونتفاجئ ذات حزن آخر أننا لم نتجاوز يوما أحزاننا ولكننا قمعناها حتى لا نتذكرها فقط .

ماذا لو نشرنا أحزاننا شراعاً لسفينة الحياة ،ومن ثمّ لونّا هذه الأحزان حتى باتت لناظرها سعادة تستفزّ عتمة الحزن …

لما نتجاهل أحزاننا ونكبت طاقة الحزن داخلنا ؟

نعم للحزن طاقة رهيبة ،من الممكن أن تحرك دواليب أفكارك ،ومن ثم تنشيط عزيمتك ،والسير على خطوات نجاحك …

حينما تحزن ويتركك الحزن وحيداً ،اخرج ما في جعبة داخلك ،ثم ابدأ بترتيب أحزانك وآلامك وسعادتك ولحظات انتشاءك ،رتبهم ترتيباً تنازليا ،من أوج السعادة وقمة الحزن يكمن النجاح داخلك .

هذا الحزن الذي تجاوزته دون أن تمتص طاقته ،خسارة في تاريخ نجاحك !

راجع أحزانك وامتص طاقة هذا الحزن ،لوّن حزنك بما يُغري الحياة ،ويتحرش بعتمتها …

هذا الفراغ الذي يتركه الحزن داخلك ،ينتظر منك أن تلونه .

منّا من يملأ حزنه بالحروف ،فتضيق الحروف بحزنها وتسعِد الآخرين !

منّا من يرسم حزنه بفرشاته ويلونها بلحظات سعادته !

منّا من يبني أحزانه ويجعل قرميدها السعادة !

ومنّا من يكبت حزنه ويقضي ليله في محاولة ترويض الحزن ،وهذا الخاسر الأكبر فينا !

 
الوسوم
طاقة للحزن
عودة
أعلى