كراهية المسارعة في حفظ القرأن دون تفقه

نغم السماء

من الاعضاء المؤسسين
كراهية المسارعة في حفظ القرأن دون تفقه


الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه


أما بعد :
فقد قال عبد الرزاق في مصنفه



قال أخبرنا معمر عن علي بن بذيمة عن يزيد بن الأصم عن ابن عباس قال قدم على عمر رجل فجعل عمر يسأله عن الناس فقال يا أمير المؤمنين قد قرأ منهم القرآن كذا وكذا فقال ابن عباس فقلت والله ما أحب أن يتسارعوا يومهم هذا في القرآن هذه المسارعة قال فنبزني عمر ثم قال مه ،قال فانطلقت إلى أهلي مكتئبا حزينا فقلت قد كنت نزلت من هذا الرجل منزلة فلاأراني إلا قد سقطت من نفسه قال فرجعت إلى منزلي فاضطجعت على فراشي حتى عادني نسوة أهلي وما بي وجع وما هو إلا الذي تقبلني به عمر قال فبينا أنا على ذلك أتاني رجل فقال أجب أمير المؤمنين قال خرجت فإذا هو قائم ينتظرني قال فأخذ بيدي ثم خلا بي فقال ما الذي كرهت مما قال الرجل آنفا قال فقلت يا أمير المؤمنين إن كنت أسأت فإني استغفر الله وأتوب إليه وأنزل حيث أحببت قال لتحدثني بالذي كرهت مما قال الرجل فقلت يا أمير المؤمنين متى ما تسارعوا هذه المسارعة يحيفوا ومتى ما يحيفوا يختصموا ومتىما يختصموا يختلفوا ومتى ما يختلفوا يقتتلوا فقال عمر لله ابوك لقد كنت أكاتمهاالناس حتى جئت بها
قلت : هذا الأثر رجاله ثقات غير أن معمراً في روايته عن أهل الكوفة كلام



ولكن الإمام أحمد قد احتج بهذا الأثر في رسالته للمتوكل



وهذه الرسالة رواها أبو نعيم في الحلية (9/216) من طريق حدثنا سليمانبن احمد _ وهو الطبراني _ ثنا عبدالله بن احمد بن حنبل ح وحدثنا محمد بن علي أبوالحسين قالوا ثنا محمد بن إسماعيل ثنا صالح بن احمد بن حنبل بها



وفيهاحكاية الإمام أحمد لهذا الأثر جازماً بنسبته لابن عباس والإمام أحمد كان يتكلم عن مسألة (خلق القرآن ) وهذا المقام لا يحتمل الإحتجاج بالضعيف



فهذا يدل على أن هذا الأثر ثابت عند الإمام أحمد _ والله أعلم _



وفي هذا الأثرعبرة للذين يقيمون الدورات للحفظ السريع للقرآن وترى صور الحفظة على المساجد


فهذا حفظ القرآن في أسبوعين !



وهذا حفظه في شهر !



وهذا في ثلاثة ! _ والله أعلم بحقيقة الأمر _



وهذا بعيدٌ كل البعد عن هدي السلف الذين كانوا يجمعون بين الحفظ والفقه فلا يتجاوزون عشر آيات حتى يتعلموا فقهها



ويتأنون تمام التأني في حفظ كتاب الله عز وجل لأنه أصل العلوم فينبغي أن يكون راسخاً في القلب لترسخ بقية العلوم



وبعضهم يفاضل بين ما لا يتفاضل فيقول :" أيهما مقدم حفظ كتاب الله أم طلب العلم ؟!"


والحق أن ينبغي الجمع بين الأمرين فيحفظ كتاب الله عز وجل بتأني وطلب العلم بتأني فمن رام العلم جملة ذهب عنه جملة



وما أقبح الرجل يحفظ عشرين جزءًا ولا يفرق بين السنة والبدعة بل ولا يفرق بين الكفر والتوحيد



فالقرآن أنزل ليتدبره أهل الإيمان فيؤمنوا بأخباره ويعملوا بأوامره ويتركوا نواهيه



قال الله تعالى :" كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌلِّ يَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ "



والحفظ وسيلةٌ معينة على التدبر لا غاية ، وطالب العلم والمفتي ينبغيأن يكون حافظاً للأدلة الشرعية من الكتاب والسنة ليفتي الناس على بصيرة بعد أن يعمل بها _ هو نفسه_ على بصيرة


هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم
 
جزاكى الله الف خير نغم

يعطيكى ربي الف عافيه


دمتى بحفظ الرحمن~~
 
كراهية المسارعة في حفظ القرأن دون تفقه

 
الوسوم
القرأن المسارعة تفقه حفظ دون في كراهية
عودة
أعلى