حضور القلب في العباده

سامح

الاعضاء
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خير المرسلين ابي القاسم محمد واله الطيبين الطاهرين

بالسند المتصل إلى الشيخ الأجل والثقة الجليل محمد بن يعقوب الكليني ـ رضوان الله عليه ـ عن عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد ، عن ابن محبوب ، عن عمر بن يزيد ، عن أبي عبد الله
حضور القلب في العباده
قال : «في التوراة مكتوب يابن آدم تفرّغ لعبادتي املأ قلبك غنى ، ولا أكِلُك إلى طلبك ، وعليّ أن أسد فاقتك ، وأملأ قلبك خوفا مني . وإن لا تَفرّغ لعبادتي أملأ قلبك شُغلا بالدنيا ثم لا أسد فاقتك وأكِلُك إلى طلبك»

إعلم أن التفرغ للعبادة يحصل من تكريس الوقت والقلب لها . وهذا من الأمور المهمة في باب العبادات . فإن حضور القلب من دون تفريغه وتكريس الوقت له غير ميسور ، والعبادة من دون حضور القلب ، غير مجدية . وما يبعث على حضور القلب ، أمران : أحدهما : تفريغ القلب والوقت للعبادة . ثانيهما : إفهام القلب أهمية العبادة . والمقصود من تفريغ الوقت هو أن الإنسان يخصص في كل يوم وليلة وقتا للعبادة ويوطّن نفسه على العبادة في ذلك الوقت ، رافضا الانشغال في ذلك الوقت بأي عمل آخر .

وعلى أي حال لا بد للإنسان المتعبد ، أن يوظف وقتا للعبادة . وأن يحافظ على أوقات الصلاة التي هي أهم العبادات وأن يؤديها في وقت الفضيلة ، ولا يختار لنفسه في تلك الأوقات عملا آخر . وكما أنه يخصص وقتا لكسب المال والجاه والدراسة والبحث ، كذلك لا بد أيضا من تخصيص وقت للعبادات ، حتى يكون خاليا من أي عمل آخر ، ويتيسّر له حضور القلب الذي هو بمثابة اللب والجوهر . ولكن إذا فرضنا بأن شخصا مثلي تكلف من أداء صلاته ، ورأى بأن العبادة من الأمور الزائدة ، لأجّل صلاته إلى أخر الوقت ، ولآتى بها بكل فتور ونقص . لما يرى حين التهيؤ لأداء الصلاة بأن هناك أمورا أخرى في نظرة أهم


عن محمد بن يعقوب بإسناده عن أبي جعفر
حضور القلب في العباده
قال : «لا تتهاون بصلاتك فإن النبي
حضور القلب في العباده
وسلم قال عند موته : ليس مني من استخف بصلاته ، ليس مني من شـرب مسكرا ، لا يـَرِد عليّ الحـوض لا والله»
وبإسناده عن أبي بصير قال : قال أبو الحسن الأول
حضور القلب في العباده
: «لمّا حضرت ابى الوفاة قال لي : يا بني لا ينال شفاعتنا من استخف بالصلاة

والأهم من كل ذلك والذي يجب أن نجعل الأمور الأخرى مقدمة له ، هو حضور القلب الذي هو روح العبادة ، والذي ترتبط به حقيقة العبادة ، ومن دونه لا يكون لها أهمية ، ولا تقع مقبولة في ساحة الحق المتعالي ، كما ورد في الروايات الشريفة :
في الكافي : بإسناده عن أبي جعفر وأبي عبد الله عليهما السلام أنهما قالا : «إنما لك من صلاتك
ما أقبلت عليه منها ، فإن أوهمها كلها أو غفل عن آدابها لُفَّت فضُرب بها وجه صاحبها»

وروى الشيخ الأقدم محمد بن الحسن ـ رضوان الله عليه ـ في التهذيب بإسناده عن الثمالي قال : «رأيت علي بن الحسين عليهما السلام يصلي فسقط رداؤه عن منكبه فلم يسوّه حتى فرغ من صلاته . قال : فسألته عن ذلك ، فقال : وَيحَك أتدري بين يدي من كنت ؟ إن العبد لا يُقبل منه صلاة إلا ما أقبل عليه منها . فقلت : جُعلت فداك هلكنا . قال : كلا ، إن الله متمّم ذلك للمؤمنين بالنوافل»

وعن الخصال : بإسناده عن علي
حضور القلب في العباده
في حديث الأربعمائة قال : «لا يقومنّ أحدكم في الصلاة متكاسلا ولا ناعسا ، ولا يُفكرن في نفسه فإنه بين يدي ربه عز وجل ، وإنما للعبد من صلاته ما أقبل عليه منها بقلبه»

عن أبي عبد الله
حضور القلب في العباده
في حديث أنه قال : «لأحب للرجل المؤمن منكم إذا قام في صلاة فريضة أن يُقبل بقلبه إلى الله ولا يشغل قلبه بأمر الدنيا ، فليس من عبد يُقبِل بقلبه في صلاته إلى الله تعالى إلا أقبل الله إليه بوجهه وأقبل بقلوب المؤمنين إليه بالمحبة بعد حب الله إياه»

انتبه ما أعظم هذا الخبر الباعث على الفرح والسرور ، الذي يخبر به الصادق من آل محمد
حضور القلب في العباده
المؤمنين ، ومع الأسف إننا نحن المساكين المحجوبين عن المعرفة ، المحرومين من التوجه إلى الحق المتعالي ، لا نعرف شيئا عن صداقة ذاته المقدس لنا وإقباله علينا ونقيس الصداقة مع الحق على الصداقة مع العباد . إن أهل المعرفة يقولون بأن الحق المتعالي يرفع الحجب لمحبوبه ، ويعلم الله ما في هذا الرفع للحجب من الكرامات ! إنه غاية آمال الأولياء ، وأقصى أمنياتهم من رفع هذه الحجب .
إن أمير المؤمنين
حضور القلب في العباده
وأولاده المعصومين يسألون الله سبحانه في المناجاة الشعبانية قائلين :
إلهي هب لي كمال الانقطاع إليك ، وأنر أبصار قلوبنا بضياء نظرها إليك ، حتى تخرق أبصار القلوب حجب النور ، فتصل إلى معدن العظمة ، وتصير أرواحنا معلّقة بعز قدسك»
إلهي أيّة بصيرة هذه البصيرة القلبية النورانية التي سألها أولياؤك ، ورجوك أن يصلوا إليك بها ؟
إلهي ما هي هذه الحجب النورية التي يتداول ذكرها على ألسنة أئمتنا المعصومين
حضور القلب في العباده
؟ . إلهي ما هو معدن العظمة والجلال وعز القدس والكمال ، الذي يكون منتهى طلب هؤلاء الكبار ، ونحن منه محرومون حتى عن استيعابه العلمي فكيف بتذوقه وشهوده ؟ إلهي نحن عبادك المسودة وجوههم والمظلمة أيامهم ، لا نعرف شيئا عدا طعامنا وشرابنا وراحتنا وبغضنا وشهوتنا ، ولا نفكر يوما في معرفة هذه الأمور ، فانظر إلينا بلطفك ، وأيقظنا من سُباتنا وأزل عنا هذا السُكر الذي قد غشينا .
بمحمد واله الطيبين الطاهرين

لاتنسونا بالدعاء
الاربعون حديث للسيد الامام حديث الحضور
 
جَزـزآكَ اللَـه خيرـرٍ
مَؤَـؤضـوْع جَميـلْ
ويعْطِيكْ ـإلْف عإفيَـهْ عـ المَجْهؤِد الرِآئِع ..}
-[ تقبـل مرؤري ]-
 
الله ييرزقنا حضور جميع جوارحنا بوركت اخي ............#
 
جزانى
وأياكم
خيرا
الله
يبارك
فيكم
جميعا
ومتشكر
لمروركم
على
موضوعى
شرف
ووسام
على
صدرى
 
الوسوم
العباده القلب حضور في
عودة
أعلى