أرَجُ النّسيمِ سرَى مِنَ الزّوراء،

  • تاريخ البدء
أرَجُ النّسيمِ سرَى مِنَ الزّوراء


أرَجُ النّسيمِ سرَى مِنَ الزّوراء،000سحراً فأحيا ميِّتَ الأحياءِ
أهدى لَنا أرواحَ نَجْدِ عَرْفُهُ،000فالجوُّ منهُ معتبرُ الأرجاءِ
ورَوى أحاديثُ الأحِبّةِ مُسنداً،000عنْ إذخرٍ بأذاخرٍ سخاءِ
فسكرتُ منْ ريَّاحواشي برد000هِوسَرَتْ حُمَيّا البُرءِ في أدوائي
ياراكِبَ الوَجْناءِبُلُغتَ المنى000عُجْ بالحِمى إنْ جُزتَ
بالجَرعاءِ
متيمِّماً تلعاتِ وادي ضارجٍ000 مُتَيامِناً عَن قاعَة َ الوَعساءِ
وإذا وَصَلْتَ أُثَيْلَ سَلْعٍ، فالنّقا،000فالرَّقمتينِ فلعلعٍِ فشظاءِ
وكذا عنْ العلمينِ منْ شرقيِّه000ملْ عادلاً للحلّة ِ الفيحاءِ
واقرِ السَّلامَ عريبَ ذيَّاكَ الَّلوى000مِن مُغرَمٍ، دَنِفٍ، كَئيبٍ، ناءِ

صبٍّ متى قفلَ الحجيجُ تصاعدتْ000زفَراتُهٌ بتَنَفُّسِ الصّعَداءِ
كَلَمَ السّهادُ جُفونَهُ، فتَبادَرَتْ000عَبراتُهُ، مَمْزوجَة ً بِدِماءِ
يا ساكني البَطحاء، هل مِن عَودَة 000ٍأحيا بها يا ساكني البطحاءِ
إنْ ينقضي صبري فليسَ بمنقضٍ000وجدي القَديمُ بكُمْ، ولابُرحائي
ولَئِنْ جَفا الوَسميُّ ماحِلَ تُرْبِكُم،000فمدامعي تربي على الأنواءِ

واحسْرَتي، ضاعَ الزَّمانُ ولم أفُزْ000منكمْ أهيلَ مودَّتي بلقاءِ
ومتى يؤمِّلُ راحة ً منْ عمرهُ000يومانِ يومُ قلى ً ويومُ تناءِ
وحياتكمْ يا أهلَ مكَّةوهيَ لي000قسمٌ لقدْ كلفتْ بكمْ أحشائي
حبَّيكمُ في النَّاسِ أضحى مذهبي000وهواكُمُ ديني وعَقْدُ وَلائي
يا لائِمي في حُبّ مَنْ أجلِهِ000قد جَدّ بي وَجدي، وعَزّ عَزائي

هَلاّ نَهاكَ نُهاكَ عن لَوْمِ امرِىء ٍ،000لمْ يلفَ غيرَ منعَّمٍ بشقاءِ
لو تَدْرِ فيمَ عَذَلْتني لَعَذَرْتَني،000خفض عليكَ وخلِّني وبلائي
فلنازلي سرحِ المربعِ فالشَّبيــكة 000ِ فالثَّنيَّة ِ منْ شعابِ كداءِ
ولحاضِري البَيتِ الحَرامِ،000 وعامِريتِلكَ الخيامِ، وزائري الحَثْماءِ
ولِفِتيَة ِ الحَرَمِ المَريعِ، وجِيرَة ِ الــحَيّ000 المَنيعِ، تَلَفُّتي وعَنائي

فهمُ همُ صدُّوا دنو أوصلوا جفوا000غدروا وافوا هجروار ثولضنائي
وهُمُ عِياذي، حيثُ لم تُغنِ الرُّقى،000وهمْ ملاذي إنْ غدتْ أعدائي
وهُمُ بِقلْبي، إنْ تناءَتْ دارُهُمْ000عنِّي وسخطي في الهوى ورضائي
وعلى محلِّي بينَ ظهرانيهمِ000بالأخشَبينِ، أطوفُ حَولَ حِمائي
وعلى اعتِناقي للرّفاقِ، مُسَلِّماً،000عِنْدَ استِلامِ الرّكنِ، بالإيماءِ

وتذكُّري أجيادَ وردي في الضُّحى000وتهجُّدي في الَّليلة ِ الَّليلاءِ
وعلى مُقامي بالمَقامِ، أقامَ في000جِسمي السّقامُ، ولاتَ حينَ شِفاءِ
عَمْري، ولو قُلِبَتْ بِطاحُ مَسيلِهِ000قلباً لقلبي الرِّيُّ بالحصباءِ
أسْعِد أُخَيَّ، وغنّني بحَديثِ مَنْ000حلَّ الأباطعَ إنْ رعيتَ إخائي
وأَعِدْهُ عِنْدَ مَسامِعي، فالرّوحُ، إن000بَعُدَ المَدى ، تَرتاحُ للأنْباءِ

وإذا أذى أَلمٍ ألَمَّ بِمُهجَتي،000فَشذا أُعَيشابِ الحِجازِ دَوائي
أأزادُ عنْ عذبِ الورودِ بأرضهِ000وأُحادُ عنْهُ، وفي نَقاهُ بَقائي
ورُبوعُهُ أربي، أجَل، ورَبيعُهُ000طربي وصارفُ أزمة ِ اللّأواءِ
وجِبالُهُ لَي مَرْبَعٌ، ورِمالُهُ000ليَ مرتعٌ وظلالهُ أفيائي
وتُرابُهُ نَدّي الذّكيُّ، وماؤهُ000وردى الرَّويُّ وفي ثراهُ ثرائي

وشعابهُ ليَ جنَّة ٌ وقبابهُ000ليَ جنَّة ٌ وعلى صفاهُ صفائي
حيَّا الحيا تلكَ المنازلَ والرُّبى000وسقى الوليُّ مواطنَ الآلاءِ
وسقى المشاعرِ والمحصَّبِ منْ منى000سَحّاً، وجادَ مَواقِفَ الأنضاءِ
ورَعى الإلَهُ بها أصَيحابي، الأُلى000سامرتهمْ بجامعِ الأهواءِ
ورَعى لَيالي الخَيْفِ، ماكانتْ سِوى000حُلُمٍ مَضى ، مَعَ يَقظَة ِ الإغْفاءِ

واهاً على ذاكَ الزَّمانِ وما حوى000طيبُ المكانِ بغفلة ِ الرُّقباءِ
أيّامَ أرْتَعُ في ميادينِ المُنى،000جَذِلاً، وأرْفُلُ في ذُيولِ حِباءِ
ما أعجبَ الأيَّامَ توجبُ للفتى000مِنَحاً، وتَمْحَنُهُ بِسلبِ عَطاءِ
يا هلَّ لماضي عيشنا منْ عودة 000ٍيوماً وأسمحُ يعدهُ ببقائي
هيهاتِ، خابَ السّعيُ وانفصَمتْ عُرى000حبلِ المنى وانحلَّ عقدُ رجائي

وكفى غراماً أنْ أبيتَ متيَّماً000شَوقي أماميَ، والقضاءُ ورائي

((أبن الفارض))
 
الوسوم
أرَجُ الزّوراء، النّسيمِ سرَى مِنَ
عودة
أعلى